سهم محمد العبادي
في زحمة المشهد، وقبل كل موسم تغييرات أو تعديل وزاري، تظهر فجأة وجوه مألوفة، لكنها مختلفة قليلًا. الوجوه ذاتها التي قضت أعوامًا طويلة تتقلب في قوائم التقاعد والنسيان، تعود الآن، بجرأة لافتة... ولكن بعد أن تغمس شعرها في حوض السواد الفاحم!
كأنها مؤامرة صغيرة ضد الزمن، أو خدعة بصرية بائسة ضد الذاكرة الوطنية. فجأة، ذلك الذي كان يختفي وراء المكاتب المغلقة وأكوام الملفات المنسية، والذي لم نعرف له أثرًا يومًا حين كان في موقع المسؤولية، يعود اليوم بشعرٍ فاحمٍ كأملٍ قديم، وبابتسامة مواربة تحمل في طياتها سؤالًا واحدًا: 'هل من مكان لي مجددًا؟'
هؤلاء، يا سادة، لا يصبغون شعرهم لإخفاء الشيب فقط، بل لصبغ الذاكرة، لتمويه السنين الثقيلة التي مرت دون إنجاز يُذكر، ودون بصمة تليق بوطن. كأنهم يظنون أن السواد في رؤوسهم كفيل بمحو البياض الذي كشف غيابهم طويلاً عن نبض الشارع وعن وجع الناس.
في فنجان الوطن، حين تقرأ قارئة الفنجان خطوط المستقبل، تخبرنا دائمًا أن العودة عبر لون الشعر، لا تصنع قائداً، ولا تعيد مَن كان خارج التغطية إلى قلب الصورة. فالوطن لا يستدعي اللون، ولا يخدع بالبهرجة، بل يستدعي الموقف، والصدق، والسيرة التي تتحدث قبل أن ينطق صاحبها.
ومهما كان الأسود قاتمًا، ومهما تألق على رؤوس المترقبين، يبقى السواد مجرد طلاء زائل، يسقط في أول اختبار حقيقي، وتبقى السيرة الذاتية أمام الوطن عارية من الصبغة، مكشوفة من كل خداع.
باختصار شديد:
الوطن لا يغترُّ بالأسود المزيف... ولا يركن إلا لمن كان أبيض القلب، صادق الحضور، حيّ الأثر... حتى لو غزاه الشيب من رأسه حتى قدميه.
سهم محمد العبادي
في زحمة المشهد، وقبل كل موسم تغييرات أو تعديل وزاري، تظهر فجأة وجوه مألوفة، لكنها مختلفة قليلًا. الوجوه ذاتها التي قضت أعوامًا طويلة تتقلب في قوائم التقاعد والنسيان، تعود الآن، بجرأة لافتة... ولكن بعد أن تغمس شعرها في حوض السواد الفاحم!
كأنها مؤامرة صغيرة ضد الزمن، أو خدعة بصرية بائسة ضد الذاكرة الوطنية. فجأة، ذلك الذي كان يختفي وراء المكاتب المغلقة وأكوام الملفات المنسية، والذي لم نعرف له أثرًا يومًا حين كان في موقع المسؤولية، يعود اليوم بشعرٍ فاحمٍ كأملٍ قديم، وبابتسامة مواربة تحمل في طياتها سؤالًا واحدًا: 'هل من مكان لي مجددًا؟'
هؤلاء، يا سادة، لا يصبغون شعرهم لإخفاء الشيب فقط، بل لصبغ الذاكرة، لتمويه السنين الثقيلة التي مرت دون إنجاز يُذكر، ودون بصمة تليق بوطن. كأنهم يظنون أن السواد في رؤوسهم كفيل بمحو البياض الذي كشف غيابهم طويلاً عن نبض الشارع وعن وجع الناس.
في فنجان الوطن، حين تقرأ قارئة الفنجان خطوط المستقبل، تخبرنا دائمًا أن العودة عبر لون الشعر، لا تصنع قائداً، ولا تعيد مَن كان خارج التغطية إلى قلب الصورة. فالوطن لا يستدعي اللون، ولا يخدع بالبهرجة، بل يستدعي الموقف، والصدق، والسيرة التي تتحدث قبل أن ينطق صاحبها.
ومهما كان الأسود قاتمًا، ومهما تألق على رؤوس المترقبين، يبقى السواد مجرد طلاء زائل، يسقط في أول اختبار حقيقي، وتبقى السيرة الذاتية أمام الوطن عارية من الصبغة، مكشوفة من كل خداع.
باختصار شديد:
الوطن لا يغترُّ بالأسود المزيف... ولا يركن إلا لمن كان أبيض القلب، صادق الحضور، حيّ الأثر... حتى لو غزاه الشيب من رأسه حتى قدميه.
سهم محمد العبادي
في زحمة المشهد، وقبل كل موسم تغييرات أو تعديل وزاري، تظهر فجأة وجوه مألوفة، لكنها مختلفة قليلًا. الوجوه ذاتها التي قضت أعوامًا طويلة تتقلب في قوائم التقاعد والنسيان، تعود الآن، بجرأة لافتة... ولكن بعد أن تغمس شعرها في حوض السواد الفاحم!
كأنها مؤامرة صغيرة ضد الزمن، أو خدعة بصرية بائسة ضد الذاكرة الوطنية. فجأة، ذلك الذي كان يختفي وراء المكاتب المغلقة وأكوام الملفات المنسية، والذي لم نعرف له أثرًا يومًا حين كان في موقع المسؤولية، يعود اليوم بشعرٍ فاحمٍ كأملٍ قديم، وبابتسامة مواربة تحمل في طياتها سؤالًا واحدًا: 'هل من مكان لي مجددًا؟'
هؤلاء، يا سادة، لا يصبغون شعرهم لإخفاء الشيب فقط، بل لصبغ الذاكرة، لتمويه السنين الثقيلة التي مرت دون إنجاز يُذكر، ودون بصمة تليق بوطن. كأنهم يظنون أن السواد في رؤوسهم كفيل بمحو البياض الذي كشف غيابهم طويلاً عن نبض الشارع وعن وجع الناس.
في فنجان الوطن، حين تقرأ قارئة الفنجان خطوط المستقبل، تخبرنا دائمًا أن العودة عبر لون الشعر، لا تصنع قائداً، ولا تعيد مَن كان خارج التغطية إلى قلب الصورة. فالوطن لا يستدعي اللون، ولا يخدع بالبهرجة، بل يستدعي الموقف، والصدق، والسيرة التي تتحدث قبل أن ينطق صاحبها.
ومهما كان الأسود قاتمًا، ومهما تألق على رؤوس المترقبين، يبقى السواد مجرد طلاء زائل، يسقط في أول اختبار حقيقي، وتبقى السيرة الذاتية أمام الوطن عارية من الصبغة، مكشوفة من كل خداع.
باختصار شديد:
الوطن لا يغترُّ بالأسود المزيف... ولا يركن إلا لمن كان أبيض القلب، صادق الحضور، حيّ الأثر... حتى لو غزاه الشيب من رأسه حتى قدميه.
التعليقات