هناك فرق بين التعبير عن نفسك وما يزعجك، وبين تصيد أخطاء شريكك، والتركيز على كل شيء فعله أو لم يفعله، وكل كلمة قالها وكيف قالها، والأخطاء التي ارتكبها بقصد وبدون قصد، والتفاصيل الصغيرة التي لم يتذكرها جيدا، وتعريضه للانتقاد والتوبيخ طوال الوقت.
ويثير تصيد الأخطاء العديد من المشاعر السلبية التي تهدد صفو العلاقات وتزعج الطرف المعرض للانتقاد طوال الوقت، وقد يتفاقم تأثيره ويسبب الإصابة بالاكتئاب وتدني احترام الذات وتمزيق الروابط بين الزوجين.
هل يستحق الأمر الاهتمام؟
لا يخلو أي زواج من الصراعات، لكن هل يدور الزواج حول الصراعات طوال الوقت؟ بالطبع لا، وهذه بعض علامات تصيد الأخطاء، تعرف عليها للتفريق بين هذا السلوك وبين الخلافات حول أمور تستحق ذلك:
الإشارة باستمرار إلى أشياء مزعجة تافهة.
الحساسية المفرطة تجاه كل كلمة وفعل من الآخر، والشعور بالإهانة بسبب كل خلاف بسيط.
استحضار المشاكل والمواقف السابقة لإحراج الشخص الآخر.
التعبير عن الانزعاج بشكل مبالغ فيه حيال التفاصيل غير المؤثرة، والتذمر المستمر.
اتهام الآخر بأنه مليء بالعيوب والتركيز على النواقص.
التعبير عن التوقعات العالية بشكل مبالغ فيه، والإحباط بسبب عدم تحقق هذه التوقعات.
السعي للكمال وأن يكون كل شيء خاليا من العيوب.
ويدفع العديد من العوامل البعض إلى تصيد الأخطاء لمن حولهم، من بينها:
الاعتقاد بضرورة توجيه الآخرين أو إسداء النصائح.
الافتقار للقدرة على التعبير عن الاحتياجات بشكل صحيح، فتخرج في صورة انتقادات مستمرة.
وجود مشكلة كبيرة لكن تصعب مواجهتها، فينصبّ التركيز على الأشياء الصغيرة والتافهة.
الإصابة بالقلق الاجتماعي، حيث وجدت دراسة نشرتها منصة 'ساينس دايركت' (Science Direct) أن الذين يعانون من القلق الاجتماعي هم أكثر عرضة لتصيد الأخطاء لأزواجهم، بينما هم أيضا أكثر من يشعرون بالضيق عندما ينتقدهم شركاؤهم.
اكتئاب وطلاق
مهما كان الزوجان على وفاق، فكل إنسان له أخطاؤه وما ينقصه، وهذا من طبيعتنا البشرية، ولذلك عند رفض هذه الحقيقة وطلب الكمال من الآخر، لا يستطيع الزوجان تحمل أخطاء بعضهما، وينصبّ التركيز على عيوب كل طرف وما ينقصه.
وينتج عن ذلك آثار سلبية عديدة، منها كثرة الخلافات والجدال بين الزوجين، وانخفاض الثقة في النفس وتدني احترام الذات، والشعور بالاستياء والإحباط وعدم الرضا عن العلاقة.
وقد يتفاقم التأثير السلبي لتصيد الأخطاء لما هو أبعد من ذلك، إذ خلصت دراسة نُشرت في مجلة 'بلوس ون' (PLOS ONE) إلى أن تصيد الأخطاء في العلاقات الزوجية يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، كما أن اللوم والنقد المستمر هما من أكبر الأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق.
تعايش مع طبيعة شريكك
تتضمن جميع العلاقات الطويلة الأمد مشاكل بسبب سمات شخصية أو صفات مزاجية عند الزوجين، وهي أشياء غير قابلة للحل وتحتاج ببساطة إلى تعلم كيفية التعايش معها، وإلا فإنها ستصبح سببا للصراعات الدائمة.
ونقل موقع 'فيري ويل مايند' (Very Well mind) عن جون غوتمان، المعالج النفسي الأميركي ومؤلف كتاب 'المبادئ السبعة لنجاح الزواج'، أن '69% من مشاكل العلاقات تكون بسبب قضايا غير قابلة للحل، والتي من ضمنها الأشياء الصغيرة التي يدفع التركيز عليها إلى سلوك تصيد الأخطاء'.
فإذا كنت تركز على أخطاء شريك حياتك وتشير إليها باستمرار، فهذه بعض النصائح التي يمكنها مساعدتك للتوقف عن هذا السلوك وحماية نفسك وزواجك من العواقب السلبية:
اقبل شريكك: ذكّر نفسك دائما أن عليك تقبل حقيقية أن لزوجك بعض العادات التي تزعجك، وتعلم اختيار معاركك، فهناك أشياء صغيرة عليك بذل مجهود في تقبلها، وهناك قضايا أخرى تستحق التركيز عليها.
توقف لحظة مع شعورك: قبل أن تقرر انتقاد زوجك بسبب مشاكل تافهة. ركز على مشاعرك الداخلية، واسأل نفسك ما الذي تحتاجه حقا؟ هل تود التعبير عن شيء آخر كبير ولا تستطيع مواجهته؟ هل هناك دافع آخر؟
ومن المهم فعل ذلك، لأن من أسباب سلوك تصيد الأخطاء محاولة تلبية احتياجات أخرى، ولذلك عليك أن تفهم أولا من أين يأتي انزعاجك، وإذا وجدت أنك تود شيئا آخر، حاول التعبير عن الشيء نفسه بشكل مباشر بدلا من توجيه الانتقادات الهدامة.
لا تراكم: إذا كان لديك مشكلة ما، فاطرحها وناقشها عندما تتاح لك الفرصة ولا تختزن المشاعر السلبية داخلك، إذ قد يدفعك ذلك إلى تنفيس غضبك عن طريق الانتقادات الكثيرة وعدم تحمل أخطاء شريكك.
ضع نفسك مكان شريكك: فكر فيما ستشعر به إذا كان شريكك يركز على عيوبك وأخطائك ولا يتحمل طباعك المزعجة، كيف ستشعر حينها؟ قد يساعدك ذلك في إدراك التأثير السلبي لكلماتك، وتقرر حقا أن تتوقف عن هذا السلوك.
قدّم المساعدة: بدلا من الإشارة إلى أخطاء شريكك فقط، يمكنك عرض المساعدة لتحسين الأمر. على سبيل المثال، بدلا من التركيز على فوضوية زوجك طوال الوقت، ساعديه في تنظيم أشيائه وشراء صناديق يسهل وضع أغراضه فيها بشكل منظم.
ماذا تفعل إذا كنت أنت الضحية؟
عبّر عن نفسك: قد يبدو بديهيا أن هذا السلوك غير مقبول ومزعج، إلا أن الطرف الذي يتصيد الأخطاء قد لا يكون مدركا، ولذلك مع إدراكك أن هذا الأمر يؤثر سلبيا عليك، عبّر عما تشعر به وكيف يؤثر هذا السلوك عليك.
اسأل: إذا وجدت أن شريكك ينتقدك كثيرا مؤخرا، اسأله إذا كان هناك أمر آخر يزعجه، وساعده في توضيح ما يفكر ويشعر به، فربما يكون ذلك هو الدافع وراء السلوك المفاجئ.
امدح شريكك: يمكن أن يبدر سلوك تصيد الأخطاء من شخص بسبب صورة شخصية سلبية لديه عن نفسه، فهو ينتقد نفسه باستمرار وينتقد الآخرين كذلك، ويمكن أن يساعد في تخفيف حدة هذه المشاعر السلبية المتراكمة أن توجه له بعض الكلمات الإيجابية وتركز على الأشياء التي تحبها به.
هناك فرق بين التعبير عن نفسك وما يزعجك، وبين تصيد أخطاء شريكك، والتركيز على كل شيء فعله أو لم يفعله، وكل كلمة قالها وكيف قالها، والأخطاء التي ارتكبها بقصد وبدون قصد، والتفاصيل الصغيرة التي لم يتذكرها جيدا، وتعريضه للانتقاد والتوبيخ طوال الوقت.
ويثير تصيد الأخطاء العديد من المشاعر السلبية التي تهدد صفو العلاقات وتزعج الطرف المعرض للانتقاد طوال الوقت، وقد يتفاقم تأثيره ويسبب الإصابة بالاكتئاب وتدني احترام الذات وتمزيق الروابط بين الزوجين.
هل يستحق الأمر الاهتمام؟
لا يخلو أي زواج من الصراعات، لكن هل يدور الزواج حول الصراعات طوال الوقت؟ بالطبع لا، وهذه بعض علامات تصيد الأخطاء، تعرف عليها للتفريق بين هذا السلوك وبين الخلافات حول أمور تستحق ذلك:
الإشارة باستمرار إلى أشياء مزعجة تافهة.
الحساسية المفرطة تجاه كل كلمة وفعل من الآخر، والشعور بالإهانة بسبب كل خلاف بسيط.
استحضار المشاكل والمواقف السابقة لإحراج الشخص الآخر.
التعبير عن الانزعاج بشكل مبالغ فيه حيال التفاصيل غير المؤثرة، والتذمر المستمر.
اتهام الآخر بأنه مليء بالعيوب والتركيز على النواقص.
التعبير عن التوقعات العالية بشكل مبالغ فيه، والإحباط بسبب عدم تحقق هذه التوقعات.
السعي للكمال وأن يكون كل شيء خاليا من العيوب.
ويدفع العديد من العوامل البعض إلى تصيد الأخطاء لمن حولهم، من بينها:
الاعتقاد بضرورة توجيه الآخرين أو إسداء النصائح.
الافتقار للقدرة على التعبير عن الاحتياجات بشكل صحيح، فتخرج في صورة انتقادات مستمرة.
وجود مشكلة كبيرة لكن تصعب مواجهتها، فينصبّ التركيز على الأشياء الصغيرة والتافهة.
الإصابة بالقلق الاجتماعي، حيث وجدت دراسة نشرتها منصة 'ساينس دايركت' (Science Direct) أن الذين يعانون من القلق الاجتماعي هم أكثر عرضة لتصيد الأخطاء لأزواجهم، بينما هم أيضا أكثر من يشعرون بالضيق عندما ينتقدهم شركاؤهم.
اكتئاب وطلاق
مهما كان الزوجان على وفاق، فكل إنسان له أخطاؤه وما ينقصه، وهذا من طبيعتنا البشرية، ولذلك عند رفض هذه الحقيقة وطلب الكمال من الآخر، لا يستطيع الزوجان تحمل أخطاء بعضهما، وينصبّ التركيز على عيوب كل طرف وما ينقصه.
وينتج عن ذلك آثار سلبية عديدة، منها كثرة الخلافات والجدال بين الزوجين، وانخفاض الثقة في النفس وتدني احترام الذات، والشعور بالاستياء والإحباط وعدم الرضا عن العلاقة.
وقد يتفاقم التأثير السلبي لتصيد الأخطاء لما هو أبعد من ذلك، إذ خلصت دراسة نُشرت في مجلة 'بلوس ون' (PLOS ONE) إلى أن تصيد الأخطاء في العلاقات الزوجية يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، كما أن اللوم والنقد المستمر هما من أكبر الأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق.
تعايش مع طبيعة شريكك
تتضمن جميع العلاقات الطويلة الأمد مشاكل بسبب سمات شخصية أو صفات مزاجية عند الزوجين، وهي أشياء غير قابلة للحل وتحتاج ببساطة إلى تعلم كيفية التعايش معها، وإلا فإنها ستصبح سببا للصراعات الدائمة.
ونقل موقع 'فيري ويل مايند' (Very Well mind) عن جون غوتمان، المعالج النفسي الأميركي ومؤلف كتاب 'المبادئ السبعة لنجاح الزواج'، أن '69% من مشاكل العلاقات تكون بسبب قضايا غير قابلة للحل، والتي من ضمنها الأشياء الصغيرة التي يدفع التركيز عليها إلى سلوك تصيد الأخطاء'.
فإذا كنت تركز على أخطاء شريك حياتك وتشير إليها باستمرار، فهذه بعض النصائح التي يمكنها مساعدتك للتوقف عن هذا السلوك وحماية نفسك وزواجك من العواقب السلبية:
اقبل شريكك: ذكّر نفسك دائما أن عليك تقبل حقيقية أن لزوجك بعض العادات التي تزعجك، وتعلم اختيار معاركك، فهناك أشياء صغيرة عليك بذل مجهود في تقبلها، وهناك قضايا أخرى تستحق التركيز عليها.
توقف لحظة مع شعورك: قبل أن تقرر انتقاد زوجك بسبب مشاكل تافهة. ركز على مشاعرك الداخلية، واسأل نفسك ما الذي تحتاجه حقا؟ هل تود التعبير عن شيء آخر كبير ولا تستطيع مواجهته؟ هل هناك دافع آخر؟
ومن المهم فعل ذلك، لأن من أسباب سلوك تصيد الأخطاء محاولة تلبية احتياجات أخرى، ولذلك عليك أن تفهم أولا من أين يأتي انزعاجك، وإذا وجدت أنك تود شيئا آخر، حاول التعبير عن الشيء نفسه بشكل مباشر بدلا من توجيه الانتقادات الهدامة.
لا تراكم: إذا كان لديك مشكلة ما، فاطرحها وناقشها عندما تتاح لك الفرصة ولا تختزن المشاعر السلبية داخلك، إذ قد يدفعك ذلك إلى تنفيس غضبك عن طريق الانتقادات الكثيرة وعدم تحمل أخطاء شريكك.
ضع نفسك مكان شريكك: فكر فيما ستشعر به إذا كان شريكك يركز على عيوبك وأخطائك ولا يتحمل طباعك المزعجة، كيف ستشعر حينها؟ قد يساعدك ذلك في إدراك التأثير السلبي لكلماتك، وتقرر حقا أن تتوقف عن هذا السلوك.
قدّم المساعدة: بدلا من الإشارة إلى أخطاء شريكك فقط، يمكنك عرض المساعدة لتحسين الأمر. على سبيل المثال، بدلا من التركيز على فوضوية زوجك طوال الوقت، ساعديه في تنظيم أشيائه وشراء صناديق يسهل وضع أغراضه فيها بشكل منظم.
ماذا تفعل إذا كنت أنت الضحية؟
عبّر عن نفسك: قد يبدو بديهيا أن هذا السلوك غير مقبول ومزعج، إلا أن الطرف الذي يتصيد الأخطاء قد لا يكون مدركا، ولذلك مع إدراكك أن هذا الأمر يؤثر سلبيا عليك، عبّر عما تشعر به وكيف يؤثر هذا السلوك عليك.
اسأل: إذا وجدت أن شريكك ينتقدك كثيرا مؤخرا، اسأله إذا كان هناك أمر آخر يزعجه، وساعده في توضيح ما يفكر ويشعر به، فربما يكون ذلك هو الدافع وراء السلوك المفاجئ.
امدح شريكك: يمكن أن يبدر سلوك تصيد الأخطاء من شخص بسبب صورة شخصية سلبية لديه عن نفسه، فهو ينتقد نفسه باستمرار وينتقد الآخرين كذلك، ويمكن أن يساعد في تخفيف حدة هذه المشاعر السلبية المتراكمة أن توجه له بعض الكلمات الإيجابية وتركز على الأشياء التي تحبها به.
هناك فرق بين التعبير عن نفسك وما يزعجك، وبين تصيد أخطاء شريكك، والتركيز على كل شيء فعله أو لم يفعله، وكل كلمة قالها وكيف قالها، والأخطاء التي ارتكبها بقصد وبدون قصد، والتفاصيل الصغيرة التي لم يتذكرها جيدا، وتعريضه للانتقاد والتوبيخ طوال الوقت.
ويثير تصيد الأخطاء العديد من المشاعر السلبية التي تهدد صفو العلاقات وتزعج الطرف المعرض للانتقاد طوال الوقت، وقد يتفاقم تأثيره ويسبب الإصابة بالاكتئاب وتدني احترام الذات وتمزيق الروابط بين الزوجين.
هل يستحق الأمر الاهتمام؟
لا يخلو أي زواج من الصراعات، لكن هل يدور الزواج حول الصراعات طوال الوقت؟ بالطبع لا، وهذه بعض علامات تصيد الأخطاء، تعرف عليها للتفريق بين هذا السلوك وبين الخلافات حول أمور تستحق ذلك:
الإشارة باستمرار إلى أشياء مزعجة تافهة.
الحساسية المفرطة تجاه كل كلمة وفعل من الآخر، والشعور بالإهانة بسبب كل خلاف بسيط.
استحضار المشاكل والمواقف السابقة لإحراج الشخص الآخر.
التعبير عن الانزعاج بشكل مبالغ فيه حيال التفاصيل غير المؤثرة، والتذمر المستمر.
اتهام الآخر بأنه مليء بالعيوب والتركيز على النواقص.
التعبير عن التوقعات العالية بشكل مبالغ فيه، والإحباط بسبب عدم تحقق هذه التوقعات.
السعي للكمال وأن يكون كل شيء خاليا من العيوب.
ويدفع العديد من العوامل البعض إلى تصيد الأخطاء لمن حولهم، من بينها:
الاعتقاد بضرورة توجيه الآخرين أو إسداء النصائح.
الافتقار للقدرة على التعبير عن الاحتياجات بشكل صحيح، فتخرج في صورة انتقادات مستمرة.
وجود مشكلة كبيرة لكن تصعب مواجهتها، فينصبّ التركيز على الأشياء الصغيرة والتافهة.
الإصابة بالقلق الاجتماعي، حيث وجدت دراسة نشرتها منصة 'ساينس دايركت' (Science Direct) أن الذين يعانون من القلق الاجتماعي هم أكثر عرضة لتصيد الأخطاء لأزواجهم، بينما هم أيضا أكثر من يشعرون بالضيق عندما ينتقدهم شركاؤهم.
اكتئاب وطلاق
مهما كان الزوجان على وفاق، فكل إنسان له أخطاؤه وما ينقصه، وهذا من طبيعتنا البشرية، ولذلك عند رفض هذه الحقيقة وطلب الكمال من الآخر، لا يستطيع الزوجان تحمل أخطاء بعضهما، وينصبّ التركيز على عيوب كل طرف وما ينقصه.
وينتج عن ذلك آثار سلبية عديدة، منها كثرة الخلافات والجدال بين الزوجين، وانخفاض الثقة في النفس وتدني احترام الذات، والشعور بالاستياء والإحباط وعدم الرضا عن العلاقة.
وقد يتفاقم التأثير السلبي لتصيد الأخطاء لما هو أبعد من ذلك، إذ خلصت دراسة نُشرت في مجلة 'بلوس ون' (PLOS ONE) إلى أن تصيد الأخطاء في العلاقات الزوجية يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، كما أن اللوم والنقد المستمر هما من أكبر الأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق.
تعايش مع طبيعة شريكك
تتضمن جميع العلاقات الطويلة الأمد مشاكل بسبب سمات شخصية أو صفات مزاجية عند الزوجين، وهي أشياء غير قابلة للحل وتحتاج ببساطة إلى تعلم كيفية التعايش معها، وإلا فإنها ستصبح سببا للصراعات الدائمة.
ونقل موقع 'فيري ويل مايند' (Very Well mind) عن جون غوتمان، المعالج النفسي الأميركي ومؤلف كتاب 'المبادئ السبعة لنجاح الزواج'، أن '69% من مشاكل العلاقات تكون بسبب قضايا غير قابلة للحل، والتي من ضمنها الأشياء الصغيرة التي يدفع التركيز عليها إلى سلوك تصيد الأخطاء'.
فإذا كنت تركز على أخطاء شريك حياتك وتشير إليها باستمرار، فهذه بعض النصائح التي يمكنها مساعدتك للتوقف عن هذا السلوك وحماية نفسك وزواجك من العواقب السلبية:
اقبل شريكك: ذكّر نفسك دائما أن عليك تقبل حقيقية أن لزوجك بعض العادات التي تزعجك، وتعلم اختيار معاركك، فهناك أشياء صغيرة عليك بذل مجهود في تقبلها، وهناك قضايا أخرى تستحق التركيز عليها.
توقف لحظة مع شعورك: قبل أن تقرر انتقاد زوجك بسبب مشاكل تافهة. ركز على مشاعرك الداخلية، واسأل نفسك ما الذي تحتاجه حقا؟ هل تود التعبير عن شيء آخر كبير ولا تستطيع مواجهته؟ هل هناك دافع آخر؟
ومن المهم فعل ذلك، لأن من أسباب سلوك تصيد الأخطاء محاولة تلبية احتياجات أخرى، ولذلك عليك أن تفهم أولا من أين يأتي انزعاجك، وإذا وجدت أنك تود شيئا آخر، حاول التعبير عن الشيء نفسه بشكل مباشر بدلا من توجيه الانتقادات الهدامة.
لا تراكم: إذا كان لديك مشكلة ما، فاطرحها وناقشها عندما تتاح لك الفرصة ولا تختزن المشاعر السلبية داخلك، إذ قد يدفعك ذلك إلى تنفيس غضبك عن طريق الانتقادات الكثيرة وعدم تحمل أخطاء شريكك.
ضع نفسك مكان شريكك: فكر فيما ستشعر به إذا كان شريكك يركز على عيوبك وأخطائك ولا يتحمل طباعك المزعجة، كيف ستشعر حينها؟ قد يساعدك ذلك في إدراك التأثير السلبي لكلماتك، وتقرر حقا أن تتوقف عن هذا السلوك.
قدّم المساعدة: بدلا من الإشارة إلى أخطاء شريكك فقط، يمكنك عرض المساعدة لتحسين الأمر. على سبيل المثال، بدلا من التركيز على فوضوية زوجك طوال الوقت، ساعديه في تنظيم أشيائه وشراء صناديق يسهل وضع أغراضه فيها بشكل منظم.
ماذا تفعل إذا كنت أنت الضحية؟
عبّر عن نفسك: قد يبدو بديهيا أن هذا السلوك غير مقبول ومزعج، إلا أن الطرف الذي يتصيد الأخطاء قد لا يكون مدركا، ولذلك مع إدراكك أن هذا الأمر يؤثر سلبيا عليك، عبّر عما تشعر به وكيف يؤثر هذا السلوك عليك.
اسأل: إذا وجدت أن شريكك ينتقدك كثيرا مؤخرا، اسأله إذا كان هناك أمر آخر يزعجه، وساعده في توضيح ما يفكر ويشعر به، فربما يكون ذلك هو الدافع وراء السلوك المفاجئ.
امدح شريكك: يمكن أن يبدر سلوك تصيد الأخطاء من شخص بسبب صورة شخصية سلبية لديه عن نفسه، فهو ينتقد نفسه باستمرار وينتقد الآخرين كذلك، ويمكن أن يساعد في تخفيف حدة هذه المشاعر السلبية المتراكمة أن توجه له بعض الكلمات الإيجابية وتركز على الأشياء التي تحبها به.
التعليقات