أخبار اليوم - في زاوية من مفترق 'الأمن العام' شمال مدينة غزة، الذي كان يومًا يعجّ بالحياة، يجلس محمد الأضم (40 عامًا) وابنه محمد (18 عامًا) أمام طاولة خشبية مهترئة، يصلحان ولاعات معطّلة تتكدّس بالعشرات أمامهما.
ما كانت أداة بسيطة لا تتجاوز قيمتها بضعة شواكل، أصبحت اليوم سلعة نادرة في القطاع، فقد ارتفع سعر الولّاعة إلى 40 شيكلًا (نحو 11 دولارًا)، بعدما منعت سلطات الاحتلال إدخالها منذ 2 مارس 2025، ضمن سياسة العقاب الجماعي.
يقول الوالد الأضم لصحيفة 'فلسطين'، وهو يفرك حجرًا قديمًا لإشعال النار: 'كنت أبيع الكراسي المستعملة قبل الحرب. وعندما اختفت الولّاعات، فكّرت: لماذا لا أحاول إصلاحها؟'
ولدت الفكرة خلال نزوحه إلى جنوب غزة، حين اشتدّت الحاجة إلى الولّاعات بعد أن شددت سلطات الاحتلال إغلاق المعابر. رأى أطفالًا يحملون أوراقًا مشتعلة من بيت إلى آخر.
'أدركت أن هذه الأداة الصغيرة قد تعني الدفء أو الجوع، الحياة أو الموت.'
في يناير 2025، عاد إلى شمال غزة بمهنته الجديدة، وسرعان ما ذاع صيتها. اليوم، يقصده سكان من مختلف مناطق القطاع؛ بعضهم يحمل ولاّعات فاخرة من الخارج، وآخرون يجلبون بقايا ولاّعات من بين الأنقاض، كما يقول.
بصبر ودقّة، يفكّك الأضم وابنه الولّاعات، ويختبران حجارة الإشعال، ويعيدان تجميع القطع الصالحة في ولاعة جديدة.
'أحيانًا نحتاج إلى أربع أو خمس ولاّعات لنركّب منها واحدة'، يقول الابن محمد، وهو يملأ إحداها بالغاز من قنينة حديدية.
يصلحان بين 15 إلى 20 ولاعة يوميًا، مقابل 5 شواكل للواحدة، وترتفع التكلفة إلى 15 شيكلًا إذا استُبدلت أجزاء.
'الأرباح محدودة، لكن المهنة بحد ذاتها محاولة للتكسب وإشغال وقت الفراغ، كما أنها تسهّل على الناس ولو بسيطًا'، يضيف محمد.
نار الحصار.. رفاهية في زمن البقاء
أصبحت الولّاعات جزءًا من 'اقتصاد البقاء' في غزة، إلى جانب البطاريات، والدراجات، وأبسط الأدوات.
تقول أم أحمد (45 عامًا)، وهي أم لستة أطفال تصادف وجودها عند الأضم لحظة إعداد هذا التقرير:
'قضيت يومًا كاملًا أبحث عن ولّاعة. والآن، حتى المكسورة منها فيها أمل بفضل الأضم.'
وتضيف: 'إصلاح ولاّعة قد يعني وجبة ساخنة لأطفالي. نحن نعيش على التفاصيل الصغيرة.'
منذ أكتوبر 2023، تفرض (إسرائيل) حصارًا شاملًا على غزة، يمنع إدخال المواد الأساسية، ويهدد حياة نحو 2.4 مليون إنسان.
ووفق منظمات إغاثية، يعتمد 85% من السكان على الحطب للطهي بسبب انعدام الغاز.
مهنة مؤقتة؟
يرى الأضم أن مهنته، رغم بساطتها، قد تستمر ما دام الحصار قائمًا.
'كل يوم يختفي شيء جديد، وكل يوم يبتكر الناس حلًا بديلًا.'
لكنه لا يخفي رغبته في أن تتوقّف هذه الحاجة: 'سأفرح لو عادت الولّاعات إلى السوق بسعر شيكل، فهذا يعني أن الحصار تفكك.'
وبينما تغرب الشمس خلف أنقاض المدينة، ينحني الوالد الأضم على طاولته، يستخدم مفكًا صدئًا لإصلاح ولاعة جديدة. يضحك وهو يلمّع حجر الإشعال بكُمّه: 'في غزة، حتى الشرر الصغير يمكن أن يكون أملًا.'
تقدّر الأمم المتحدة أن 93% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر المدقع.
وفي بيان حديث، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الحصار الشامل يضرب كل جوانب الحياة اليومية، ويهدد بانهيار إنساني غير مسبوق.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في زاوية من مفترق 'الأمن العام' شمال مدينة غزة، الذي كان يومًا يعجّ بالحياة، يجلس محمد الأضم (40 عامًا) وابنه محمد (18 عامًا) أمام طاولة خشبية مهترئة، يصلحان ولاعات معطّلة تتكدّس بالعشرات أمامهما.
ما كانت أداة بسيطة لا تتجاوز قيمتها بضعة شواكل، أصبحت اليوم سلعة نادرة في القطاع، فقد ارتفع سعر الولّاعة إلى 40 شيكلًا (نحو 11 دولارًا)، بعدما منعت سلطات الاحتلال إدخالها منذ 2 مارس 2025، ضمن سياسة العقاب الجماعي.
يقول الوالد الأضم لصحيفة 'فلسطين'، وهو يفرك حجرًا قديمًا لإشعال النار: 'كنت أبيع الكراسي المستعملة قبل الحرب. وعندما اختفت الولّاعات، فكّرت: لماذا لا أحاول إصلاحها؟'
ولدت الفكرة خلال نزوحه إلى جنوب غزة، حين اشتدّت الحاجة إلى الولّاعات بعد أن شددت سلطات الاحتلال إغلاق المعابر. رأى أطفالًا يحملون أوراقًا مشتعلة من بيت إلى آخر.
'أدركت أن هذه الأداة الصغيرة قد تعني الدفء أو الجوع، الحياة أو الموت.'
في يناير 2025، عاد إلى شمال غزة بمهنته الجديدة، وسرعان ما ذاع صيتها. اليوم، يقصده سكان من مختلف مناطق القطاع؛ بعضهم يحمل ولاّعات فاخرة من الخارج، وآخرون يجلبون بقايا ولاّعات من بين الأنقاض، كما يقول.
بصبر ودقّة، يفكّك الأضم وابنه الولّاعات، ويختبران حجارة الإشعال، ويعيدان تجميع القطع الصالحة في ولاعة جديدة.
'أحيانًا نحتاج إلى أربع أو خمس ولاّعات لنركّب منها واحدة'، يقول الابن محمد، وهو يملأ إحداها بالغاز من قنينة حديدية.
يصلحان بين 15 إلى 20 ولاعة يوميًا، مقابل 5 شواكل للواحدة، وترتفع التكلفة إلى 15 شيكلًا إذا استُبدلت أجزاء.
'الأرباح محدودة، لكن المهنة بحد ذاتها محاولة للتكسب وإشغال وقت الفراغ، كما أنها تسهّل على الناس ولو بسيطًا'، يضيف محمد.
نار الحصار.. رفاهية في زمن البقاء
أصبحت الولّاعات جزءًا من 'اقتصاد البقاء' في غزة، إلى جانب البطاريات، والدراجات، وأبسط الأدوات.
تقول أم أحمد (45 عامًا)، وهي أم لستة أطفال تصادف وجودها عند الأضم لحظة إعداد هذا التقرير:
'قضيت يومًا كاملًا أبحث عن ولّاعة. والآن، حتى المكسورة منها فيها أمل بفضل الأضم.'
وتضيف: 'إصلاح ولاّعة قد يعني وجبة ساخنة لأطفالي. نحن نعيش على التفاصيل الصغيرة.'
منذ أكتوبر 2023، تفرض (إسرائيل) حصارًا شاملًا على غزة، يمنع إدخال المواد الأساسية، ويهدد حياة نحو 2.4 مليون إنسان.
ووفق منظمات إغاثية، يعتمد 85% من السكان على الحطب للطهي بسبب انعدام الغاز.
مهنة مؤقتة؟
يرى الأضم أن مهنته، رغم بساطتها، قد تستمر ما دام الحصار قائمًا.
'كل يوم يختفي شيء جديد، وكل يوم يبتكر الناس حلًا بديلًا.'
لكنه لا يخفي رغبته في أن تتوقّف هذه الحاجة: 'سأفرح لو عادت الولّاعات إلى السوق بسعر شيكل، فهذا يعني أن الحصار تفكك.'
وبينما تغرب الشمس خلف أنقاض المدينة، ينحني الوالد الأضم على طاولته، يستخدم مفكًا صدئًا لإصلاح ولاعة جديدة. يضحك وهو يلمّع حجر الإشعال بكُمّه: 'في غزة، حتى الشرر الصغير يمكن أن يكون أملًا.'
تقدّر الأمم المتحدة أن 93% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر المدقع.
وفي بيان حديث، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الحصار الشامل يضرب كل جوانب الحياة اليومية، ويهدد بانهيار إنساني غير مسبوق.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في زاوية من مفترق 'الأمن العام' شمال مدينة غزة، الذي كان يومًا يعجّ بالحياة، يجلس محمد الأضم (40 عامًا) وابنه محمد (18 عامًا) أمام طاولة خشبية مهترئة، يصلحان ولاعات معطّلة تتكدّس بالعشرات أمامهما.
ما كانت أداة بسيطة لا تتجاوز قيمتها بضعة شواكل، أصبحت اليوم سلعة نادرة في القطاع، فقد ارتفع سعر الولّاعة إلى 40 شيكلًا (نحو 11 دولارًا)، بعدما منعت سلطات الاحتلال إدخالها منذ 2 مارس 2025، ضمن سياسة العقاب الجماعي.
يقول الوالد الأضم لصحيفة 'فلسطين'، وهو يفرك حجرًا قديمًا لإشعال النار: 'كنت أبيع الكراسي المستعملة قبل الحرب. وعندما اختفت الولّاعات، فكّرت: لماذا لا أحاول إصلاحها؟'
ولدت الفكرة خلال نزوحه إلى جنوب غزة، حين اشتدّت الحاجة إلى الولّاعات بعد أن شددت سلطات الاحتلال إغلاق المعابر. رأى أطفالًا يحملون أوراقًا مشتعلة من بيت إلى آخر.
'أدركت أن هذه الأداة الصغيرة قد تعني الدفء أو الجوع، الحياة أو الموت.'
في يناير 2025، عاد إلى شمال غزة بمهنته الجديدة، وسرعان ما ذاع صيتها. اليوم، يقصده سكان من مختلف مناطق القطاع؛ بعضهم يحمل ولاّعات فاخرة من الخارج، وآخرون يجلبون بقايا ولاّعات من بين الأنقاض، كما يقول.
بصبر ودقّة، يفكّك الأضم وابنه الولّاعات، ويختبران حجارة الإشعال، ويعيدان تجميع القطع الصالحة في ولاعة جديدة.
'أحيانًا نحتاج إلى أربع أو خمس ولاّعات لنركّب منها واحدة'، يقول الابن محمد، وهو يملأ إحداها بالغاز من قنينة حديدية.
يصلحان بين 15 إلى 20 ولاعة يوميًا، مقابل 5 شواكل للواحدة، وترتفع التكلفة إلى 15 شيكلًا إذا استُبدلت أجزاء.
'الأرباح محدودة، لكن المهنة بحد ذاتها محاولة للتكسب وإشغال وقت الفراغ، كما أنها تسهّل على الناس ولو بسيطًا'، يضيف محمد.
نار الحصار.. رفاهية في زمن البقاء
أصبحت الولّاعات جزءًا من 'اقتصاد البقاء' في غزة، إلى جانب البطاريات، والدراجات، وأبسط الأدوات.
تقول أم أحمد (45 عامًا)، وهي أم لستة أطفال تصادف وجودها عند الأضم لحظة إعداد هذا التقرير:
'قضيت يومًا كاملًا أبحث عن ولّاعة. والآن، حتى المكسورة منها فيها أمل بفضل الأضم.'
وتضيف: 'إصلاح ولاّعة قد يعني وجبة ساخنة لأطفالي. نحن نعيش على التفاصيل الصغيرة.'
منذ أكتوبر 2023، تفرض (إسرائيل) حصارًا شاملًا على غزة، يمنع إدخال المواد الأساسية، ويهدد حياة نحو 2.4 مليون إنسان.
ووفق منظمات إغاثية، يعتمد 85% من السكان على الحطب للطهي بسبب انعدام الغاز.
مهنة مؤقتة؟
يرى الأضم أن مهنته، رغم بساطتها، قد تستمر ما دام الحصار قائمًا.
'كل يوم يختفي شيء جديد، وكل يوم يبتكر الناس حلًا بديلًا.'
لكنه لا يخفي رغبته في أن تتوقّف هذه الحاجة: 'سأفرح لو عادت الولّاعات إلى السوق بسعر شيكل، فهذا يعني أن الحصار تفكك.'
وبينما تغرب الشمس خلف أنقاض المدينة، ينحني الوالد الأضم على طاولته، يستخدم مفكًا صدئًا لإصلاح ولاعة جديدة. يضحك وهو يلمّع حجر الإشعال بكُمّه: 'في غزة، حتى الشرر الصغير يمكن أن يكون أملًا.'
تقدّر الأمم المتحدة أن 93% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر المدقع.
وفي بيان حديث، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الحصار الشامل يضرب كل جوانب الحياة اليومية، ويهدد بانهيار إنساني غير مسبوق.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات