أخبار اليوم - أطلقت جمعية العودة الصحية والمجتمعية (أهلية) نداء استغاثة لإنقاذ 'ما تبقى من الكرامة الإنسانية' لأهالي قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون إنسان يعانون من حرب إبادة 'إسرائيلية' مستمرة منذ 558 يوما. وناشد المدير العام للجمعية د. رأفت المجدلاوي، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس أمام مقر مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع، أحرار العالم والشركاء الإنسانيين والمؤمنين بالعدالة الإنسانية 'إيقاف الإبادة الجماعية'. وقال المجدلاوي: 'لا معنى للحياة في غزة وسط الموت والخراب والدمار، الأبرياء يموتون قصفا بالصواريخ... عطشا نتيجة قصف الاحتلال لآبار المياه... جوعا بسب الحصار الخانق على غزة وتدمير الأراضي الزراعية'.
وأضاف: 'المرضى يموتون بالأمراض ونقص الرعاية؛ بسبب تدمير (إسرائيل) المنظومة الصحية في غزة إلى جانب غياب الدواء والخدمات الصحية'.
وشدد على ضرورة توفير الحماية الدولية للمرافق الصحية والمستشفيات والمرضى المنومين داخلها باعتبارهم 'أعيان مدنية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني'. وأكد ضرورة فتح جميع معابر غزة المغلقة منذ 2 مارس/ آذار الماضي والسماح بدخول المساعدات الطبية والإنسانية للمنظومة الصحية، وإرسال المستشفيات الميدانية المزودة بمختلف التجهيزات الطبية والكفاءات الطبية من أجل إغاثة وعلاج المرضى والجرحى. ودعا المؤسسات الأممية والصحية إلى الضغط على الاحتلال من أجل فتح معبر رفح للسماح بسفر المرضي الذين لا تتوفر لهم الرعاية الصحية داخل القطاع المحاصر برا وبحر وجوا، كما دعا أيضا إلى الضغط من أجل الإفراج عن الإفراج 522 كادرا صحيا (أطباء وممرضين) معتقلين داخل سجون الاحتلال.
وطالب المسؤول الأهلي بالضغط أيضا من أجل السماح بدخول جميع التجهيزات اللازمة لترميم المنظومة الصحية والمستشفيات والتي تشمل نظم الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية وقطع الغيارات والوقود والأجهزة الطبية كافة لإعادة ترميم كافة مستشفيات غزة. وأخيرا، طالب بتوفير الحماية الدولية للغزيين العزل وتجنيبهم الموت والقتل الذي يحيط بهم من كل جانب.
يذكر أن (جمعية العودة الصحية والمجتمعية) هي جمعية أهلية تساهم في تحقيق التمكين الصحي للمجتمع وتعزيز مفهوم الصحة الشامل من خلال برامج الرعاية الصحية الأولية، وبرنامج الرعاية الصحية الثانوية والثالثية، وحماية المرأة والطفل. وخلال حرب الإبادة، سخرت الجمعية مستشفياتها ومراكزها الصحية لإسناد المنظومة الصحية التي قالت عنها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بداية العام 2025م، إن 'نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة ومحيطها، والعمليات القتالية المرتبطة بها، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام، ما أثر بشكل كارثي على قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية'.
والأحد الماضي، قصفت طائرة حربية إسرائيلية مبنى الاستقبال والطوارئ في مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) وأخرجت عدة أقسام أخرى عن الخدمة، ليرتفع بذلك عدد المستشفيات المدمرة عمدا لـ37 مستشفى في جميع محافظات القطاع منذ بدء حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023.
ووفق معطيات حكومية يحتاج أكثر من 12 ألف مريض وجريح إلى العلاج في الخارج في ظل ضعف الإمكانيات وانهيار المنظومة الصحية في غزة.
سوء تغذية حاد في السياق، أفاد أطباء في المستشفيات التي تديرها جمعية العودة المجتمعية المؤسسة الشريكة لمؤسسة 'آكشن إيد' الدولية في غزة، بحدوث ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والمرضعات، وكذلك بين الأطفال الصغار، وذلك في ظل استمرار الحظر الكامل لدخول المساعدات ونفاد الإمدادات الغذائية المتبقية. وأوضحت المؤسسة في بيان، أنه لم تدخل غزة أي مواد غذائية، أو مياه نظيفة، أو أدوية، أو مستلزمات أساسية أخرى، لما يزيد على 45 يومًا، بعد أن أغلقت سلطات الاحتلال جميع المعابر، ومنعت دخول جميع المساعدات، ما يرقى إلى عقاب جماعي وتجويع للسكان.
وأشارت إلى أن الناس يعانون الجوع وتدهور صحتهم بسرعة، بسبب النقص الحاد في الغذاء الذي أدى إلى إغلاق المخابز، والمطابخ المجتمعية، وفراغ الأسواق من معظم المواد. واستندت إلى شهادة رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى ومؤسسة العودة المجتمعية في النصيرات، وسط غزة، طبيبة الأطفال الدكتورة وصال أبو لبن، قائلة: 'إن التأثير في النساء الحوامل والمرضعات كان واضحًا للغاية'. وأضافت: 'لقد لاحظنا زيادة كبيرة جدًا في عدد حالات النساء الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين سوء تغذية حادا ومتوسطا. كل هذا نتيجة للحصار في الشهر الماضي وإغلاق المعابر، فجميعهن يعانين فقر الدم ونقص الحديد بسبب نقص الغذاء أو المكملات الغذائية، ما يؤثر سلبًا في الحمل'. وأشارت إلى أن معظم الأطفال يولدون بوزن أقل من الطبيعي. فمعظم الحالات التي نشاهدها الآن... يعاني المواليد فيها انخفاض الوزن عند الولادة إلى أقل من 2.5 كيلوغرام. وبالطبع، هناك علاقة مباشرة بين ذلك وتغذية الأم الحامل نفسها'. وتابعت: 'هناك أيضًا حالات إجهاض ونزيف تحدث للنساء بسبب إصابتهن بفقر الدم أثناء الحمل'.
ووجد مسح حديث أجرته مجموعة التغذية: 'إن ما بين 10% إلى 20% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين سوء تغذية، في حين أن ثلث النساء الحوامل في غزة – ويقدر عددهن بـ55,000 امرأة – يواجهن حالات حمل عالي الخطورة. ويُولد في غزة نحو 130 طفلًا يوميًا، إلا أن الإمدادات الطبية الأساسية – مثل مواد التخدير للولادة، ومسكنات الألم، والمضادات الحيوية، ووحدات الدم الضرورية للحالات المعقدة – على وشك النفاد، بحسب منظمة الصحة العالمية. كما تتزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال الصغار، إذ تُقدّر مصادر طبية في غزة أن نحو 60,000 طفل معرضون لخطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة بسبب سوء التغذية. وفي الوقت ذاته، أصبح الوصول إلى العلاج صعبًا، إذ اضطرت 'اليونيسف' إلى إغلاق 21 من مراكز التغذية الخاصة بها نتيجة القصف الإسرائيلي أو أوامر الإخلاء القسري، ما أدى إلى انقطاع العلاج عن مئات الأطفال.
بدورها، أوضحت مسؤولة التواصل والمناصرة في 'آكشن إيد'/ فلسطين ريهام جعفري: 'بعد ما يزيد على ستة أسابيع من منع المساعدات بالكامل وبشكل متعمد عن غزة، بدأت تتضح عواقب هذا القرار غير القانوني والفظيع بشكل مدمر'. وأضافت: تتزايد حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل – ما يهدد حياتهن وحياة أطفالهن – وبين الأطفال الصغار، مع ما يترتب على ذلك من آثار صحية كارثية مدى الحياة، فكل يوم يستمر فيه الحصار المفروض على المساعدات، تزداد هذه الكارثة الإنسانية سوءًا.
وأشارت إلى أن 'وقت الإدانة قد فات، فالأشخاص في غزة الذين لم (يستشهدوا) في القصف اليومي المتواصل يواجهون الآن خطر الموت جوعًا، وعلى المجتمع الدولي التحرك فورًا لوضع حد دائم لهذه الحرب، وضمان الانسحاب الكامل للجيش (الاحتلال) الإسرائيلي من غزة، كما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات المنقذة للحياة فورًا وبشكل واسع إلى غزة، لوقف تفاقم الكارثة الإنسانية أكثر'
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - أطلقت جمعية العودة الصحية والمجتمعية (أهلية) نداء استغاثة لإنقاذ 'ما تبقى من الكرامة الإنسانية' لأهالي قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون إنسان يعانون من حرب إبادة 'إسرائيلية' مستمرة منذ 558 يوما. وناشد المدير العام للجمعية د. رأفت المجدلاوي، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس أمام مقر مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع، أحرار العالم والشركاء الإنسانيين والمؤمنين بالعدالة الإنسانية 'إيقاف الإبادة الجماعية'. وقال المجدلاوي: 'لا معنى للحياة في غزة وسط الموت والخراب والدمار، الأبرياء يموتون قصفا بالصواريخ... عطشا نتيجة قصف الاحتلال لآبار المياه... جوعا بسب الحصار الخانق على غزة وتدمير الأراضي الزراعية'.
وأضاف: 'المرضى يموتون بالأمراض ونقص الرعاية؛ بسبب تدمير (إسرائيل) المنظومة الصحية في غزة إلى جانب غياب الدواء والخدمات الصحية'.
وشدد على ضرورة توفير الحماية الدولية للمرافق الصحية والمستشفيات والمرضى المنومين داخلها باعتبارهم 'أعيان مدنية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني'. وأكد ضرورة فتح جميع معابر غزة المغلقة منذ 2 مارس/ آذار الماضي والسماح بدخول المساعدات الطبية والإنسانية للمنظومة الصحية، وإرسال المستشفيات الميدانية المزودة بمختلف التجهيزات الطبية والكفاءات الطبية من أجل إغاثة وعلاج المرضى والجرحى. ودعا المؤسسات الأممية والصحية إلى الضغط على الاحتلال من أجل فتح معبر رفح للسماح بسفر المرضي الذين لا تتوفر لهم الرعاية الصحية داخل القطاع المحاصر برا وبحر وجوا، كما دعا أيضا إلى الضغط من أجل الإفراج عن الإفراج 522 كادرا صحيا (أطباء وممرضين) معتقلين داخل سجون الاحتلال.
وطالب المسؤول الأهلي بالضغط أيضا من أجل السماح بدخول جميع التجهيزات اللازمة لترميم المنظومة الصحية والمستشفيات والتي تشمل نظم الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية وقطع الغيارات والوقود والأجهزة الطبية كافة لإعادة ترميم كافة مستشفيات غزة. وأخيرا، طالب بتوفير الحماية الدولية للغزيين العزل وتجنيبهم الموت والقتل الذي يحيط بهم من كل جانب.
يذكر أن (جمعية العودة الصحية والمجتمعية) هي جمعية أهلية تساهم في تحقيق التمكين الصحي للمجتمع وتعزيز مفهوم الصحة الشامل من خلال برامج الرعاية الصحية الأولية، وبرنامج الرعاية الصحية الثانوية والثالثية، وحماية المرأة والطفل. وخلال حرب الإبادة، سخرت الجمعية مستشفياتها ومراكزها الصحية لإسناد المنظومة الصحية التي قالت عنها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بداية العام 2025م، إن 'نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة ومحيطها، والعمليات القتالية المرتبطة بها، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام، ما أثر بشكل كارثي على قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية'.
والأحد الماضي، قصفت طائرة حربية إسرائيلية مبنى الاستقبال والطوارئ في مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) وأخرجت عدة أقسام أخرى عن الخدمة، ليرتفع بذلك عدد المستشفيات المدمرة عمدا لـ37 مستشفى في جميع محافظات القطاع منذ بدء حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023.
ووفق معطيات حكومية يحتاج أكثر من 12 ألف مريض وجريح إلى العلاج في الخارج في ظل ضعف الإمكانيات وانهيار المنظومة الصحية في غزة.
سوء تغذية حاد في السياق، أفاد أطباء في المستشفيات التي تديرها جمعية العودة المجتمعية المؤسسة الشريكة لمؤسسة 'آكشن إيد' الدولية في غزة، بحدوث ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والمرضعات، وكذلك بين الأطفال الصغار، وذلك في ظل استمرار الحظر الكامل لدخول المساعدات ونفاد الإمدادات الغذائية المتبقية. وأوضحت المؤسسة في بيان، أنه لم تدخل غزة أي مواد غذائية، أو مياه نظيفة، أو أدوية، أو مستلزمات أساسية أخرى، لما يزيد على 45 يومًا، بعد أن أغلقت سلطات الاحتلال جميع المعابر، ومنعت دخول جميع المساعدات، ما يرقى إلى عقاب جماعي وتجويع للسكان.
وأشارت إلى أن الناس يعانون الجوع وتدهور صحتهم بسرعة، بسبب النقص الحاد في الغذاء الذي أدى إلى إغلاق المخابز، والمطابخ المجتمعية، وفراغ الأسواق من معظم المواد. واستندت إلى شهادة رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى ومؤسسة العودة المجتمعية في النصيرات، وسط غزة، طبيبة الأطفال الدكتورة وصال أبو لبن، قائلة: 'إن التأثير في النساء الحوامل والمرضعات كان واضحًا للغاية'. وأضافت: 'لقد لاحظنا زيادة كبيرة جدًا في عدد حالات النساء الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين سوء تغذية حادا ومتوسطا. كل هذا نتيجة للحصار في الشهر الماضي وإغلاق المعابر، فجميعهن يعانين فقر الدم ونقص الحديد بسبب نقص الغذاء أو المكملات الغذائية، ما يؤثر سلبًا في الحمل'. وأشارت إلى أن معظم الأطفال يولدون بوزن أقل من الطبيعي. فمعظم الحالات التي نشاهدها الآن... يعاني المواليد فيها انخفاض الوزن عند الولادة إلى أقل من 2.5 كيلوغرام. وبالطبع، هناك علاقة مباشرة بين ذلك وتغذية الأم الحامل نفسها'. وتابعت: 'هناك أيضًا حالات إجهاض ونزيف تحدث للنساء بسبب إصابتهن بفقر الدم أثناء الحمل'.
ووجد مسح حديث أجرته مجموعة التغذية: 'إن ما بين 10% إلى 20% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين سوء تغذية، في حين أن ثلث النساء الحوامل في غزة – ويقدر عددهن بـ55,000 امرأة – يواجهن حالات حمل عالي الخطورة. ويُولد في غزة نحو 130 طفلًا يوميًا، إلا أن الإمدادات الطبية الأساسية – مثل مواد التخدير للولادة، ومسكنات الألم، والمضادات الحيوية، ووحدات الدم الضرورية للحالات المعقدة – على وشك النفاد، بحسب منظمة الصحة العالمية. كما تتزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال الصغار، إذ تُقدّر مصادر طبية في غزة أن نحو 60,000 طفل معرضون لخطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة بسبب سوء التغذية. وفي الوقت ذاته، أصبح الوصول إلى العلاج صعبًا، إذ اضطرت 'اليونيسف' إلى إغلاق 21 من مراكز التغذية الخاصة بها نتيجة القصف الإسرائيلي أو أوامر الإخلاء القسري، ما أدى إلى انقطاع العلاج عن مئات الأطفال.
بدورها، أوضحت مسؤولة التواصل والمناصرة في 'آكشن إيد'/ فلسطين ريهام جعفري: 'بعد ما يزيد على ستة أسابيع من منع المساعدات بالكامل وبشكل متعمد عن غزة، بدأت تتضح عواقب هذا القرار غير القانوني والفظيع بشكل مدمر'. وأضافت: تتزايد حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل – ما يهدد حياتهن وحياة أطفالهن – وبين الأطفال الصغار، مع ما يترتب على ذلك من آثار صحية كارثية مدى الحياة، فكل يوم يستمر فيه الحصار المفروض على المساعدات، تزداد هذه الكارثة الإنسانية سوءًا.
وأشارت إلى أن 'وقت الإدانة قد فات، فالأشخاص في غزة الذين لم (يستشهدوا) في القصف اليومي المتواصل يواجهون الآن خطر الموت جوعًا، وعلى المجتمع الدولي التحرك فورًا لوضع حد دائم لهذه الحرب، وضمان الانسحاب الكامل للجيش (الاحتلال) الإسرائيلي من غزة، كما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات المنقذة للحياة فورًا وبشكل واسع إلى غزة، لوقف تفاقم الكارثة الإنسانية أكثر'
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - أطلقت جمعية العودة الصحية والمجتمعية (أهلية) نداء استغاثة لإنقاذ 'ما تبقى من الكرامة الإنسانية' لأهالي قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون إنسان يعانون من حرب إبادة 'إسرائيلية' مستمرة منذ 558 يوما. وناشد المدير العام للجمعية د. رأفت المجدلاوي، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس أمام مقر مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع، أحرار العالم والشركاء الإنسانيين والمؤمنين بالعدالة الإنسانية 'إيقاف الإبادة الجماعية'. وقال المجدلاوي: 'لا معنى للحياة في غزة وسط الموت والخراب والدمار، الأبرياء يموتون قصفا بالصواريخ... عطشا نتيجة قصف الاحتلال لآبار المياه... جوعا بسب الحصار الخانق على غزة وتدمير الأراضي الزراعية'.
وأضاف: 'المرضى يموتون بالأمراض ونقص الرعاية؛ بسبب تدمير (إسرائيل) المنظومة الصحية في غزة إلى جانب غياب الدواء والخدمات الصحية'.
وشدد على ضرورة توفير الحماية الدولية للمرافق الصحية والمستشفيات والمرضى المنومين داخلها باعتبارهم 'أعيان مدنية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني'. وأكد ضرورة فتح جميع معابر غزة المغلقة منذ 2 مارس/ آذار الماضي والسماح بدخول المساعدات الطبية والإنسانية للمنظومة الصحية، وإرسال المستشفيات الميدانية المزودة بمختلف التجهيزات الطبية والكفاءات الطبية من أجل إغاثة وعلاج المرضى والجرحى. ودعا المؤسسات الأممية والصحية إلى الضغط على الاحتلال من أجل فتح معبر رفح للسماح بسفر المرضي الذين لا تتوفر لهم الرعاية الصحية داخل القطاع المحاصر برا وبحر وجوا، كما دعا أيضا إلى الضغط من أجل الإفراج عن الإفراج 522 كادرا صحيا (أطباء وممرضين) معتقلين داخل سجون الاحتلال.
وطالب المسؤول الأهلي بالضغط أيضا من أجل السماح بدخول جميع التجهيزات اللازمة لترميم المنظومة الصحية والمستشفيات والتي تشمل نظم الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية وقطع الغيارات والوقود والأجهزة الطبية كافة لإعادة ترميم كافة مستشفيات غزة. وأخيرا، طالب بتوفير الحماية الدولية للغزيين العزل وتجنيبهم الموت والقتل الذي يحيط بهم من كل جانب.
يذكر أن (جمعية العودة الصحية والمجتمعية) هي جمعية أهلية تساهم في تحقيق التمكين الصحي للمجتمع وتعزيز مفهوم الصحة الشامل من خلال برامج الرعاية الصحية الأولية، وبرنامج الرعاية الصحية الثانوية والثالثية، وحماية المرأة والطفل. وخلال حرب الإبادة، سخرت الجمعية مستشفياتها ومراكزها الصحية لإسناد المنظومة الصحية التي قالت عنها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بداية العام 2025م، إن 'نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة ومحيطها، والعمليات القتالية المرتبطة بها، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام، ما أثر بشكل كارثي على قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية'.
والأحد الماضي، قصفت طائرة حربية إسرائيلية مبنى الاستقبال والطوارئ في مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) وأخرجت عدة أقسام أخرى عن الخدمة، ليرتفع بذلك عدد المستشفيات المدمرة عمدا لـ37 مستشفى في جميع محافظات القطاع منذ بدء حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023.
ووفق معطيات حكومية يحتاج أكثر من 12 ألف مريض وجريح إلى العلاج في الخارج في ظل ضعف الإمكانيات وانهيار المنظومة الصحية في غزة.
سوء تغذية حاد في السياق، أفاد أطباء في المستشفيات التي تديرها جمعية العودة المجتمعية المؤسسة الشريكة لمؤسسة 'آكشن إيد' الدولية في غزة، بحدوث ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والمرضعات، وكذلك بين الأطفال الصغار، وذلك في ظل استمرار الحظر الكامل لدخول المساعدات ونفاد الإمدادات الغذائية المتبقية. وأوضحت المؤسسة في بيان، أنه لم تدخل غزة أي مواد غذائية، أو مياه نظيفة، أو أدوية، أو مستلزمات أساسية أخرى، لما يزيد على 45 يومًا، بعد أن أغلقت سلطات الاحتلال جميع المعابر، ومنعت دخول جميع المساعدات، ما يرقى إلى عقاب جماعي وتجويع للسكان.
وأشارت إلى أن الناس يعانون الجوع وتدهور صحتهم بسرعة، بسبب النقص الحاد في الغذاء الذي أدى إلى إغلاق المخابز، والمطابخ المجتمعية، وفراغ الأسواق من معظم المواد. واستندت إلى شهادة رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى ومؤسسة العودة المجتمعية في النصيرات، وسط غزة، طبيبة الأطفال الدكتورة وصال أبو لبن، قائلة: 'إن التأثير في النساء الحوامل والمرضعات كان واضحًا للغاية'. وأضافت: 'لقد لاحظنا زيادة كبيرة جدًا في عدد حالات النساء الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين سوء تغذية حادا ومتوسطا. كل هذا نتيجة للحصار في الشهر الماضي وإغلاق المعابر، فجميعهن يعانين فقر الدم ونقص الحديد بسبب نقص الغذاء أو المكملات الغذائية، ما يؤثر سلبًا في الحمل'. وأشارت إلى أن معظم الأطفال يولدون بوزن أقل من الطبيعي. فمعظم الحالات التي نشاهدها الآن... يعاني المواليد فيها انخفاض الوزن عند الولادة إلى أقل من 2.5 كيلوغرام. وبالطبع، هناك علاقة مباشرة بين ذلك وتغذية الأم الحامل نفسها'. وتابعت: 'هناك أيضًا حالات إجهاض ونزيف تحدث للنساء بسبب إصابتهن بفقر الدم أثناء الحمل'.
ووجد مسح حديث أجرته مجموعة التغذية: 'إن ما بين 10% إلى 20% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين سوء تغذية، في حين أن ثلث النساء الحوامل في غزة – ويقدر عددهن بـ55,000 امرأة – يواجهن حالات حمل عالي الخطورة. ويُولد في غزة نحو 130 طفلًا يوميًا، إلا أن الإمدادات الطبية الأساسية – مثل مواد التخدير للولادة، ومسكنات الألم، والمضادات الحيوية، ووحدات الدم الضرورية للحالات المعقدة – على وشك النفاد، بحسب منظمة الصحة العالمية. كما تتزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال الصغار، إذ تُقدّر مصادر طبية في غزة أن نحو 60,000 طفل معرضون لخطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة بسبب سوء التغذية. وفي الوقت ذاته، أصبح الوصول إلى العلاج صعبًا، إذ اضطرت 'اليونيسف' إلى إغلاق 21 من مراكز التغذية الخاصة بها نتيجة القصف الإسرائيلي أو أوامر الإخلاء القسري، ما أدى إلى انقطاع العلاج عن مئات الأطفال.
بدورها، أوضحت مسؤولة التواصل والمناصرة في 'آكشن إيد'/ فلسطين ريهام جعفري: 'بعد ما يزيد على ستة أسابيع من منع المساعدات بالكامل وبشكل متعمد عن غزة، بدأت تتضح عواقب هذا القرار غير القانوني والفظيع بشكل مدمر'. وأضافت: تتزايد حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل – ما يهدد حياتهن وحياة أطفالهن – وبين الأطفال الصغار، مع ما يترتب على ذلك من آثار صحية كارثية مدى الحياة، فكل يوم يستمر فيه الحصار المفروض على المساعدات، تزداد هذه الكارثة الإنسانية سوءًا.
وأشارت إلى أن 'وقت الإدانة قد فات، فالأشخاص في غزة الذين لم (يستشهدوا) في القصف اليومي المتواصل يواجهون الآن خطر الموت جوعًا، وعلى المجتمع الدولي التحرك فورًا لوضع حد دائم لهذه الحرب، وضمان الانسحاب الكامل للجيش (الاحتلال) الإسرائيلي من غزة، كما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات المنقذة للحياة فورًا وبشكل واسع إلى غزة، لوقف تفاقم الكارثة الإنسانية أكثر'
فلسطين أون لاين
التعليقات