أخبار اليوم - لم يكن طلب الطفل آدم، البالغ من العمر ثمانية أعوام، قطعة حلوى ترفًا طفوليًا، بل صرخة جوع مغلّفة بالبراءة. عند مفترق بهلول شمال غرب مدينة غزة، وقف والده محمود الشريف (39 عامًا) أمام متجر حلويات، يتحسس قطعة نقدية من فئة خمسة شواكل، مترددًا في الدخول. يقول: 'أردت فقط أن أفرح قلب طفلي الصغير، الذي لم يذق طعم الحلوى منذ شهور'. خرج من المتجر بقطعة صغيرة في صحن بلاستيكي بالكاد تملأ كفّ الطفل، مضيفًا بحرقة: 'كأنك تقطع من قلبك وتقدّمه. لا أعرف كيف أشرح لطفلي أن حتى الحلوى أصبحت حلمًا بعيدًا'.
جوع يومي بصمت قاتل منذ بدء حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال في أكتوبر 2023، تحوّل الجوع إلى مشهد يومي في قطاع غزة. ومع دخول أبريل 2025، تتعمق الكارثة. منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أطلقت، السبت، تحذيرًا جديدًا من المخاطر المحدقة بأكثر من مليون طفل جراء استمرار الحصار ومنع إدخال المساعدات. وذكرت المنظمة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يسمح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة منذ 2 مارس 2025، وهي أطول فترة منع منذ اندلاع الحرب، مما تسبب في نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء. وتوقعت المنظمة ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض، ما يُنذر بزيادة في وفيات الأطفال.
وبحسب الإحصاءات، هناك نحو 10 آلاف رضيع دون سن الستة أشهر بحاجة إلى تغذية تكميلية. وبدون حليب جاهز، قد تضطر العائلات إلى استخدام بدائل بمياه غير صالحة للشرب، مما يهدد حياتهم. 'بابا، متى رح نأكل لحمة؟' في حي الصفطاوي شمال غزة، يروي خالد أبو الطرابيش كيف سأله ابنه، ذو الستة أعوام، عن موعد تناولهم للحوم. يقول الرجل الأربعيني: 'أنظر إليه وأشعر أنني خذلته. لم نأكل لحومًا منذ أكثر من شهر، وحتى البيض اختفى من السوق'.
في هذا السؤال البريء، يتجلّى عجز الآباء عن توفير أبسط حقوق أبنائهم. أسعار تفوق الخيال أسعار المواد الغذائية الأساسية تجاوزت قدرة أي أسرة، خاصة بعد فقدان آلاف العائلات مصادر دخلها بسبب تدمير المحال وورش العمل. كيس الطحين – إن وُجد – يُباع بـ200 شيكل، وكيلو السكر بـ50 شيكلًا، أما الخضروات فأصبحت رفاهية بعيدة المنال. عبد الله المسارعي، عامل بناء من حي الكرامة، يقول: 'أقسم قطعة البسكويت إلى نصفين، أعطي ابنتي جزءًا، فتطلب المزيد. قلبي يتمزق، لكني عاجز تمامًا'. طفولة منهكة في أزقة غزة، يركض الأطفال حفاة، بملابس ممزقة.
خالد النجار، أب لثلاثة أطفال، يقول إن ابنه يعاني من ضمور ويتطلب غذاءً غنيًا بالبروتين، لكنه لا يستطيع شراء حتى العدس. 'طلبت ابنتي كأس حليب، فبكيت بصمت. لا أملكه. لا أملك شيئًا'. المشهد يتكرر في مئات البيوت. أمهات يطبخن الأعشاب البرية، وآباء يفتشون عن الطعام في التكايا الخيرية، إن وُجدت. حياة بلا أفق تقول أم إياد، أم لخمسة أطفال: 'كنا نحلم بمستقبل، واليوم نحلم بوجبة واحدة. أطفالي ينامون جوعى، وأتظاهر أنني شبعانة حتى لا يروا دموعي'. وتضيف: 'لا نريد الكثير، فقط نريد أن يبقى أطفالنا على قيد الحياة'. في غزة، لا تُوثَّق كل المآسي. هناك جوع لا تراه الكاميرات، وألم لا تصفه البيانات. ومع استمرار تجاهل العالم، تبقى الحقيقة مُرّة: أطفال غزة يذبلون بصمت، وآباؤهم ينهارون من الداخل. يقول عبد الله المسارعي: 'أن تموت بقذيفة، أهون من أن تموت وأنت ترى أطفالك يجوعون أمام عينيك'.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - لم يكن طلب الطفل آدم، البالغ من العمر ثمانية أعوام، قطعة حلوى ترفًا طفوليًا، بل صرخة جوع مغلّفة بالبراءة. عند مفترق بهلول شمال غرب مدينة غزة، وقف والده محمود الشريف (39 عامًا) أمام متجر حلويات، يتحسس قطعة نقدية من فئة خمسة شواكل، مترددًا في الدخول. يقول: 'أردت فقط أن أفرح قلب طفلي الصغير، الذي لم يذق طعم الحلوى منذ شهور'. خرج من المتجر بقطعة صغيرة في صحن بلاستيكي بالكاد تملأ كفّ الطفل، مضيفًا بحرقة: 'كأنك تقطع من قلبك وتقدّمه. لا أعرف كيف أشرح لطفلي أن حتى الحلوى أصبحت حلمًا بعيدًا'.
جوع يومي بصمت قاتل منذ بدء حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال في أكتوبر 2023، تحوّل الجوع إلى مشهد يومي في قطاع غزة. ومع دخول أبريل 2025، تتعمق الكارثة. منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أطلقت، السبت، تحذيرًا جديدًا من المخاطر المحدقة بأكثر من مليون طفل جراء استمرار الحصار ومنع إدخال المساعدات. وذكرت المنظمة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يسمح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة منذ 2 مارس 2025، وهي أطول فترة منع منذ اندلاع الحرب، مما تسبب في نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء. وتوقعت المنظمة ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض، ما يُنذر بزيادة في وفيات الأطفال.
وبحسب الإحصاءات، هناك نحو 10 آلاف رضيع دون سن الستة أشهر بحاجة إلى تغذية تكميلية. وبدون حليب جاهز، قد تضطر العائلات إلى استخدام بدائل بمياه غير صالحة للشرب، مما يهدد حياتهم. 'بابا، متى رح نأكل لحمة؟' في حي الصفطاوي شمال غزة، يروي خالد أبو الطرابيش كيف سأله ابنه، ذو الستة أعوام، عن موعد تناولهم للحوم. يقول الرجل الأربعيني: 'أنظر إليه وأشعر أنني خذلته. لم نأكل لحومًا منذ أكثر من شهر، وحتى البيض اختفى من السوق'.
في هذا السؤال البريء، يتجلّى عجز الآباء عن توفير أبسط حقوق أبنائهم. أسعار تفوق الخيال أسعار المواد الغذائية الأساسية تجاوزت قدرة أي أسرة، خاصة بعد فقدان آلاف العائلات مصادر دخلها بسبب تدمير المحال وورش العمل. كيس الطحين – إن وُجد – يُباع بـ200 شيكل، وكيلو السكر بـ50 شيكلًا، أما الخضروات فأصبحت رفاهية بعيدة المنال. عبد الله المسارعي، عامل بناء من حي الكرامة، يقول: 'أقسم قطعة البسكويت إلى نصفين، أعطي ابنتي جزءًا، فتطلب المزيد. قلبي يتمزق، لكني عاجز تمامًا'. طفولة منهكة في أزقة غزة، يركض الأطفال حفاة، بملابس ممزقة.
خالد النجار، أب لثلاثة أطفال، يقول إن ابنه يعاني من ضمور ويتطلب غذاءً غنيًا بالبروتين، لكنه لا يستطيع شراء حتى العدس. 'طلبت ابنتي كأس حليب، فبكيت بصمت. لا أملكه. لا أملك شيئًا'. المشهد يتكرر في مئات البيوت. أمهات يطبخن الأعشاب البرية، وآباء يفتشون عن الطعام في التكايا الخيرية، إن وُجدت. حياة بلا أفق تقول أم إياد، أم لخمسة أطفال: 'كنا نحلم بمستقبل، واليوم نحلم بوجبة واحدة. أطفالي ينامون جوعى، وأتظاهر أنني شبعانة حتى لا يروا دموعي'. وتضيف: 'لا نريد الكثير، فقط نريد أن يبقى أطفالنا على قيد الحياة'. في غزة، لا تُوثَّق كل المآسي. هناك جوع لا تراه الكاميرات، وألم لا تصفه البيانات. ومع استمرار تجاهل العالم، تبقى الحقيقة مُرّة: أطفال غزة يذبلون بصمت، وآباؤهم ينهارون من الداخل. يقول عبد الله المسارعي: 'أن تموت بقذيفة، أهون من أن تموت وأنت ترى أطفالك يجوعون أمام عينيك'.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - لم يكن طلب الطفل آدم، البالغ من العمر ثمانية أعوام، قطعة حلوى ترفًا طفوليًا، بل صرخة جوع مغلّفة بالبراءة. عند مفترق بهلول شمال غرب مدينة غزة، وقف والده محمود الشريف (39 عامًا) أمام متجر حلويات، يتحسس قطعة نقدية من فئة خمسة شواكل، مترددًا في الدخول. يقول: 'أردت فقط أن أفرح قلب طفلي الصغير، الذي لم يذق طعم الحلوى منذ شهور'. خرج من المتجر بقطعة صغيرة في صحن بلاستيكي بالكاد تملأ كفّ الطفل، مضيفًا بحرقة: 'كأنك تقطع من قلبك وتقدّمه. لا أعرف كيف أشرح لطفلي أن حتى الحلوى أصبحت حلمًا بعيدًا'.
جوع يومي بصمت قاتل منذ بدء حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال في أكتوبر 2023، تحوّل الجوع إلى مشهد يومي في قطاع غزة. ومع دخول أبريل 2025، تتعمق الكارثة. منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أطلقت، السبت، تحذيرًا جديدًا من المخاطر المحدقة بأكثر من مليون طفل جراء استمرار الحصار ومنع إدخال المساعدات. وذكرت المنظمة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يسمح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة منذ 2 مارس 2025، وهي أطول فترة منع منذ اندلاع الحرب، مما تسبب في نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء. وتوقعت المنظمة ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض، ما يُنذر بزيادة في وفيات الأطفال.
وبحسب الإحصاءات، هناك نحو 10 آلاف رضيع دون سن الستة أشهر بحاجة إلى تغذية تكميلية. وبدون حليب جاهز، قد تضطر العائلات إلى استخدام بدائل بمياه غير صالحة للشرب، مما يهدد حياتهم. 'بابا، متى رح نأكل لحمة؟' في حي الصفطاوي شمال غزة، يروي خالد أبو الطرابيش كيف سأله ابنه، ذو الستة أعوام، عن موعد تناولهم للحوم. يقول الرجل الأربعيني: 'أنظر إليه وأشعر أنني خذلته. لم نأكل لحومًا منذ أكثر من شهر، وحتى البيض اختفى من السوق'.
في هذا السؤال البريء، يتجلّى عجز الآباء عن توفير أبسط حقوق أبنائهم. أسعار تفوق الخيال أسعار المواد الغذائية الأساسية تجاوزت قدرة أي أسرة، خاصة بعد فقدان آلاف العائلات مصادر دخلها بسبب تدمير المحال وورش العمل. كيس الطحين – إن وُجد – يُباع بـ200 شيكل، وكيلو السكر بـ50 شيكلًا، أما الخضروات فأصبحت رفاهية بعيدة المنال. عبد الله المسارعي، عامل بناء من حي الكرامة، يقول: 'أقسم قطعة البسكويت إلى نصفين، أعطي ابنتي جزءًا، فتطلب المزيد. قلبي يتمزق، لكني عاجز تمامًا'. طفولة منهكة في أزقة غزة، يركض الأطفال حفاة، بملابس ممزقة.
خالد النجار، أب لثلاثة أطفال، يقول إن ابنه يعاني من ضمور ويتطلب غذاءً غنيًا بالبروتين، لكنه لا يستطيع شراء حتى العدس. 'طلبت ابنتي كأس حليب، فبكيت بصمت. لا أملكه. لا أملك شيئًا'. المشهد يتكرر في مئات البيوت. أمهات يطبخن الأعشاب البرية، وآباء يفتشون عن الطعام في التكايا الخيرية، إن وُجدت. حياة بلا أفق تقول أم إياد، أم لخمسة أطفال: 'كنا نحلم بمستقبل، واليوم نحلم بوجبة واحدة. أطفالي ينامون جوعى، وأتظاهر أنني شبعانة حتى لا يروا دموعي'. وتضيف: 'لا نريد الكثير، فقط نريد أن يبقى أطفالنا على قيد الحياة'. في غزة، لا تُوثَّق كل المآسي. هناك جوع لا تراه الكاميرات، وألم لا تصفه البيانات. ومع استمرار تجاهل العالم، تبقى الحقيقة مُرّة: أطفال غزة يذبلون بصمت، وآباؤهم ينهارون من الداخل. يقول عبد الله المسارعي: 'أن تموت بقذيفة، أهون من أن تموت وأنت ترى أطفالك يجوعون أمام عينيك'.
فلسطين أون لاين
التعليقات