بقلم: يونس الكفرعيني
في زمن لم تعد فيه الحقائق واضحة ولا الوقائع ثابتة، يبدو أن السريالية — التي وُلدت ذات يوم كحركة فنية وأدبية خارجة عن المألوف — قد غزت واقعنا المعاصر بكل تفاصيله، حتى باتت عنواناً صريحاً لحياتنا اليومية.
كانت السريالية، كما نشأت في بدايات القرن العشرين، تمردًا على العقل والمنطق، وبحثًا عن المعنى في الحلم واللاوعي. لكنها اليوم لم تعد مجرد مدرسة فنية، بل تحولت إلى مرآة تعكس واقعاً يزداد غرابة كل يوم: يبررون الفشل بالنجاح، وشاشات تعرض ما يناقض الواقع، وأزمات اقتصادية واجتماعية تُدار بوعود خيالية، لا تستند إلى منطق ولا أرقام.
يكفينا أن نطالع نشرات الأخبار أو نتابع ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي لنرى هذا التداخل العجيب بين الحقيقة والوهم، بين العقل واللا معقول. فالقرارات تتخذ أحياناً بلا سياق، والوقائع تُفسَّر وفق الأهواء، وكل شيء أصبح قابلاً للتشكيك أو التهويل أو التجاهل، حسب زاوية الرؤية أو المصالح.
وحتى في حياتنا اليومية، صرنا نعيش تناقضات سريالية بامتياز: نبحث عن السعادة في أشياء تُشعرنا بالخواء، ونمارس الحرية تحت رقابة خفية، ونتواصل أكثر من أي وقت مضى، ومع ذلك نشعر بوحدة خانقة.
إن السريالية لم تعد مجرد أسلوب فني أو أدبي، بل أصبحت فلسفة غير معلنة تحكم واقعاً يفتقر إلى اليقين، ويموج بالتناقضات، ويتفنن في صناعة العجائب اليومية. في ظل هذا الواقع، بات من الضروري أن نستعيد وعينا، ونعيد ترتيب علاقتنا بالواقع والحقيقة، وأن نحاول أن نفرّق بين الحلم المشروع والخيال المضلّل.
في النهاية، لعل أكبر مفارقة سريالية نعيشها اليوم، هي أننا نحاول أن نجد المنطق في واقع لا منطق فيه.
بقلم: يونس الكفرعيني
في زمن لم تعد فيه الحقائق واضحة ولا الوقائع ثابتة، يبدو أن السريالية — التي وُلدت ذات يوم كحركة فنية وأدبية خارجة عن المألوف — قد غزت واقعنا المعاصر بكل تفاصيله، حتى باتت عنواناً صريحاً لحياتنا اليومية.
كانت السريالية، كما نشأت في بدايات القرن العشرين، تمردًا على العقل والمنطق، وبحثًا عن المعنى في الحلم واللاوعي. لكنها اليوم لم تعد مجرد مدرسة فنية، بل تحولت إلى مرآة تعكس واقعاً يزداد غرابة كل يوم: يبررون الفشل بالنجاح، وشاشات تعرض ما يناقض الواقع، وأزمات اقتصادية واجتماعية تُدار بوعود خيالية، لا تستند إلى منطق ولا أرقام.
يكفينا أن نطالع نشرات الأخبار أو نتابع ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي لنرى هذا التداخل العجيب بين الحقيقة والوهم، بين العقل واللا معقول. فالقرارات تتخذ أحياناً بلا سياق، والوقائع تُفسَّر وفق الأهواء، وكل شيء أصبح قابلاً للتشكيك أو التهويل أو التجاهل، حسب زاوية الرؤية أو المصالح.
وحتى في حياتنا اليومية، صرنا نعيش تناقضات سريالية بامتياز: نبحث عن السعادة في أشياء تُشعرنا بالخواء، ونمارس الحرية تحت رقابة خفية، ونتواصل أكثر من أي وقت مضى، ومع ذلك نشعر بوحدة خانقة.
إن السريالية لم تعد مجرد أسلوب فني أو أدبي، بل أصبحت فلسفة غير معلنة تحكم واقعاً يفتقر إلى اليقين، ويموج بالتناقضات، ويتفنن في صناعة العجائب اليومية. في ظل هذا الواقع، بات من الضروري أن نستعيد وعينا، ونعيد ترتيب علاقتنا بالواقع والحقيقة، وأن نحاول أن نفرّق بين الحلم المشروع والخيال المضلّل.
في النهاية، لعل أكبر مفارقة سريالية نعيشها اليوم، هي أننا نحاول أن نجد المنطق في واقع لا منطق فيه.
بقلم: يونس الكفرعيني
في زمن لم تعد فيه الحقائق واضحة ولا الوقائع ثابتة، يبدو أن السريالية — التي وُلدت ذات يوم كحركة فنية وأدبية خارجة عن المألوف — قد غزت واقعنا المعاصر بكل تفاصيله، حتى باتت عنواناً صريحاً لحياتنا اليومية.
كانت السريالية، كما نشأت في بدايات القرن العشرين، تمردًا على العقل والمنطق، وبحثًا عن المعنى في الحلم واللاوعي. لكنها اليوم لم تعد مجرد مدرسة فنية، بل تحولت إلى مرآة تعكس واقعاً يزداد غرابة كل يوم: يبررون الفشل بالنجاح، وشاشات تعرض ما يناقض الواقع، وأزمات اقتصادية واجتماعية تُدار بوعود خيالية، لا تستند إلى منطق ولا أرقام.
يكفينا أن نطالع نشرات الأخبار أو نتابع ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي لنرى هذا التداخل العجيب بين الحقيقة والوهم، بين العقل واللا معقول. فالقرارات تتخذ أحياناً بلا سياق، والوقائع تُفسَّر وفق الأهواء، وكل شيء أصبح قابلاً للتشكيك أو التهويل أو التجاهل، حسب زاوية الرؤية أو المصالح.
وحتى في حياتنا اليومية، صرنا نعيش تناقضات سريالية بامتياز: نبحث عن السعادة في أشياء تُشعرنا بالخواء، ونمارس الحرية تحت رقابة خفية، ونتواصل أكثر من أي وقت مضى، ومع ذلك نشعر بوحدة خانقة.
إن السريالية لم تعد مجرد أسلوب فني أو أدبي، بل أصبحت فلسفة غير معلنة تحكم واقعاً يفتقر إلى اليقين، ويموج بالتناقضات، ويتفنن في صناعة العجائب اليومية. في ظل هذا الواقع، بات من الضروري أن نستعيد وعينا، ونعيد ترتيب علاقتنا بالواقع والحقيقة، وأن نحاول أن نفرّق بين الحلم المشروع والخيال المضلّل.
في النهاية، لعل أكبر مفارقة سريالية نعيشها اليوم، هي أننا نحاول أن نجد المنطق في واقع لا منطق فيه.
التعليقات