أخبار اليوم - فرحة استثنائية تسللت إلى الشابة هيا مرتجى وزوجها عندما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، تبددت باستشهادها عندما توقف قلبها من شدة القصف الذي استأنفه الاحتلال في 18 مارس/آذار. هيا الصحفية والمنشدة، أم لطفلتين، وحلم لم يكتمل. كانت صوتًا للأطفال، تغني لهم، وتزرع الأمل في قلوبهم الصغيرة، وتحلم بيوم تفتتح فيه استوديو خاصًا بها، يكون ملاذًا لصوتها الذي يروي حكايات الفرح وسط الألم. 'أول جمعة دون هيا' 'كنتُ أنتظر الصباح، أطلب منها أن تلبس، نأخذ طفلتيْنا ونجوب شوارع رفح، كأننا نحاول سرقة لحظاتنا الأخيرة معا من بين أنياب الحرب.
والآن؟ أول جمعة من دونها، والأيام تمضي دون أن أستوعب أني لن أراها مجددا'، بوجع ينهش الروح، يكتب زوجها، محمد الشناط، كلماته تلك في فيسبوك. يصف الشناط بذلك واحدة من محطات نزوحه القسري مع هيا وطفلتيهما شام ومريم، حيث كانت تقيم في صف بأحد مراكز الإيواء بينما هو ينام في مكان آخر بعيدا عنها، وما إن يتنفس الصبح يلتقيان ولا يجدان سبيلا لقضاء الوقت معا سوى بالتجول في الشوارع. ستة أعوام وثمانية أشهر عاشها محمد مع هيا، لم تكن مجرد زوجة، بل كانت روحه ونصفه الآخر، 'كنا نفسا واحدة'، كما يصفها. حين كانا طفلين، كان يضربها مازحا، وحين خطبها، تذكرته وضحكت: 'لا، لا أريده، كان يضربني!' لكن القلوب تعرف طريقها، فكان لها وكانت له. بعد 16 شهرا من حرب الإبادة الجماعية، فرحا بسريان وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير/كانون الثاني، وتمنيا أن يكون ذلك بداية جديدة لحياتهما، لكن مع استئناف الاحتلال عدوانه عسكريا على المدنيين العزل، لم تحتمل هول القصف.
توقف قلبها ودخلت بغيبوبة، مكثت على إثرها 10 أيام في العناية المركزة ثم استشهدت، ولم يعد صباح زوجها كالمعتاد. لم تحتضنه وتقل له: 'صباحي الحلو أنت يا حمودي'. كانت روحها قد سبقت كلماتها إلى السماء. ومنذ بدء الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، استشهد 209 صحفيين، بحسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي.
وبالمجمل أسفرت الحرب عن استشهاد وإصابة نحو 164 ألف غزي معظمهم نساء وأطفال. وداع على شفا الصبر هيا لم تكن فقط زوجة محبة وأما حنونا، بل كانت صاحبة رسالة. صوتها كان يملأ قلوب الأطفال، تغني لهم، تروي لهم الحكايات، تحلم بإنشاء استوديو خاص بها لتقديم محتوى يعكس طفولة لا تعرفها غزة في ظل حرب الإبادة الجماعية. لكن الموت كان أسرع من الحلم، والقصف كان أقوى من الأماني. وبدأت هيا التي درست الصحافة والإعلام مشوارها، بدوبلاج الأصوات في أفلام ومسلسلات الكرتون ثم اشتهرت عبر قناتها في يوتيوب بأناشيد الأطفال.
محمد، الذي كان يرى في هيا كل الحياة، لم يتبق له منها سوى الذكريات وابنتيهما، شام ومريم، اللتين ستكبران بدون صوت أمهما الذي كان يغني لهما كل مساء. 'تزعلوش من بعض، أحبوا بعض، الحياة قصيرة'، كتبها الشناط بحرقة، وكأنه يرسل وصية لكل من يقرأ كلماته. فالحياة في غزة ليست كأي حياة، والفراق هنا ليس اختيارا، بل قدرا يتربص خلف كل قصف. هيا، التي غنت للأطفال، ورعت الأيتام، وملأت الدنيا بحبها، رحلت بصمت. لكنها لم تمت، صوتها لا يزال حيا، محفورا في قلوب من أحبوها، في ضحكات طفلتيها، في كلمات زوجها الذي لم يجد للحياة طعمًا بدونها. أما والدتها، رانيا مرتجى، فلم تجد في وداع ابنتها سوى أن تقول: 'عروس في الجنة'. 'اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وامنحني الصبر على فراقها'، بهذه الكلمات ودّع محمد حبيبته، لكن قصة هيا لم تنتهِ، لأن القلوب التي تنبض بالحب، تبقى خالدة رغم الموت.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - فرحة استثنائية تسللت إلى الشابة هيا مرتجى وزوجها عندما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، تبددت باستشهادها عندما توقف قلبها من شدة القصف الذي استأنفه الاحتلال في 18 مارس/آذار. هيا الصحفية والمنشدة، أم لطفلتين، وحلم لم يكتمل. كانت صوتًا للأطفال، تغني لهم، وتزرع الأمل في قلوبهم الصغيرة، وتحلم بيوم تفتتح فيه استوديو خاصًا بها، يكون ملاذًا لصوتها الذي يروي حكايات الفرح وسط الألم. 'أول جمعة دون هيا' 'كنتُ أنتظر الصباح، أطلب منها أن تلبس، نأخذ طفلتيْنا ونجوب شوارع رفح، كأننا نحاول سرقة لحظاتنا الأخيرة معا من بين أنياب الحرب.
والآن؟ أول جمعة من دونها، والأيام تمضي دون أن أستوعب أني لن أراها مجددا'، بوجع ينهش الروح، يكتب زوجها، محمد الشناط، كلماته تلك في فيسبوك. يصف الشناط بذلك واحدة من محطات نزوحه القسري مع هيا وطفلتيهما شام ومريم، حيث كانت تقيم في صف بأحد مراكز الإيواء بينما هو ينام في مكان آخر بعيدا عنها، وما إن يتنفس الصبح يلتقيان ولا يجدان سبيلا لقضاء الوقت معا سوى بالتجول في الشوارع. ستة أعوام وثمانية أشهر عاشها محمد مع هيا، لم تكن مجرد زوجة، بل كانت روحه ونصفه الآخر، 'كنا نفسا واحدة'، كما يصفها. حين كانا طفلين، كان يضربها مازحا، وحين خطبها، تذكرته وضحكت: 'لا، لا أريده، كان يضربني!' لكن القلوب تعرف طريقها، فكان لها وكانت له. بعد 16 شهرا من حرب الإبادة الجماعية، فرحا بسريان وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير/كانون الثاني، وتمنيا أن يكون ذلك بداية جديدة لحياتهما، لكن مع استئناف الاحتلال عدوانه عسكريا على المدنيين العزل، لم تحتمل هول القصف.
توقف قلبها ودخلت بغيبوبة، مكثت على إثرها 10 أيام في العناية المركزة ثم استشهدت، ولم يعد صباح زوجها كالمعتاد. لم تحتضنه وتقل له: 'صباحي الحلو أنت يا حمودي'. كانت روحها قد سبقت كلماتها إلى السماء. ومنذ بدء الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، استشهد 209 صحفيين، بحسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي.
وبالمجمل أسفرت الحرب عن استشهاد وإصابة نحو 164 ألف غزي معظمهم نساء وأطفال. وداع على شفا الصبر هيا لم تكن فقط زوجة محبة وأما حنونا، بل كانت صاحبة رسالة. صوتها كان يملأ قلوب الأطفال، تغني لهم، تروي لهم الحكايات، تحلم بإنشاء استوديو خاص بها لتقديم محتوى يعكس طفولة لا تعرفها غزة في ظل حرب الإبادة الجماعية. لكن الموت كان أسرع من الحلم، والقصف كان أقوى من الأماني. وبدأت هيا التي درست الصحافة والإعلام مشوارها، بدوبلاج الأصوات في أفلام ومسلسلات الكرتون ثم اشتهرت عبر قناتها في يوتيوب بأناشيد الأطفال.
محمد، الذي كان يرى في هيا كل الحياة، لم يتبق له منها سوى الذكريات وابنتيهما، شام ومريم، اللتين ستكبران بدون صوت أمهما الذي كان يغني لهما كل مساء. 'تزعلوش من بعض، أحبوا بعض، الحياة قصيرة'، كتبها الشناط بحرقة، وكأنه يرسل وصية لكل من يقرأ كلماته. فالحياة في غزة ليست كأي حياة، والفراق هنا ليس اختيارا، بل قدرا يتربص خلف كل قصف. هيا، التي غنت للأطفال، ورعت الأيتام، وملأت الدنيا بحبها، رحلت بصمت. لكنها لم تمت، صوتها لا يزال حيا، محفورا في قلوب من أحبوها، في ضحكات طفلتيها، في كلمات زوجها الذي لم يجد للحياة طعمًا بدونها. أما والدتها، رانيا مرتجى، فلم تجد في وداع ابنتها سوى أن تقول: 'عروس في الجنة'. 'اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وامنحني الصبر على فراقها'، بهذه الكلمات ودّع محمد حبيبته، لكن قصة هيا لم تنتهِ، لأن القلوب التي تنبض بالحب، تبقى خالدة رغم الموت.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - فرحة استثنائية تسللت إلى الشابة هيا مرتجى وزوجها عندما دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، تبددت باستشهادها عندما توقف قلبها من شدة القصف الذي استأنفه الاحتلال في 18 مارس/آذار. هيا الصحفية والمنشدة، أم لطفلتين، وحلم لم يكتمل. كانت صوتًا للأطفال، تغني لهم، وتزرع الأمل في قلوبهم الصغيرة، وتحلم بيوم تفتتح فيه استوديو خاصًا بها، يكون ملاذًا لصوتها الذي يروي حكايات الفرح وسط الألم. 'أول جمعة دون هيا' 'كنتُ أنتظر الصباح، أطلب منها أن تلبس، نأخذ طفلتيْنا ونجوب شوارع رفح، كأننا نحاول سرقة لحظاتنا الأخيرة معا من بين أنياب الحرب.
والآن؟ أول جمعة من دونها، والأيام تمضي دون أن أستوعب أني لن أراها مجددا'، بوجع ينهش الروح، يكتب زوجها، محمد الشناط، كلماته تلك في فيسبوك. يصف الشناط بذلك واحدة من محطات نزوحه القسري مع هيا وطفلتيهما شام ومريم، حيث كانت تقيم في صف بأحد مراكز الإيواء بينما هو ينام في مكان آخر بعيدا عنها، وما إن يتنفس الصبح يلتقيان ولا يجدان سبيلا لقضاء الوقت معا سوى بالتجول في الشوارع. ستة أعوام وثمانية أشهر عاشها محمد مع هيا، لم تكن مجرد زوجة، بل كانت روحه ونصفه الآخر، 'كنا نفسا واحدة'، كما يصفها. حين كانا طفلين، كان يضربها مازحا، وحين خطبها، تذكرته وضحكت: 'لا، لا أريده، كان يضربني!' لكن القلوب تعرف طريقها، فكان لها وكانت له. بعد 16 شهرا من حرب الإبادة الجماعية، فرحا بسريان وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير/كانون الثاني، وتمنيا أن يكون ذلك بداية جديدة لحياتهما، لكن مع استئناف الاحتلال عدوانه عسكريا على المدنيين العزل، لم تحتمل هول القصف.
توقف قلبها ودخلت بغيبوبة، مكثت على إثرها 10 أيام في العناية المركزة ثم استشهدت، ولم يعد صباح زوجها كالمعتاد. لم تحتضنه وتقل له: 'صباحي الحلو أنت يا حمودي'. كانت روحها قد سبقت كلماتها إلى السماء. ومنذ بدء الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، استشهد 209 صحفيين، بحسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي.
وبالمجمل أسفرت الحرب عن استشهاد وإصابة نحو 164 ألف غزي معظمهم نساء وأطفال. وداع على شفا الصبر هيا لم تكن فقط زوجة محبة وأما حنونا، بل كانت صاحبة رسالة. صوتها كان يملأ قلوب الأطفال، تغني لهم، تروي لهم الحكايات، تحلم بإنشاء استوديو خاص بها لتقديم محتوى يعكس طفولة لا تعرفها غزة في ظل حرب الإبادة الجماعية. لكن الموت كان أسرع من الحلم، والقصف كان أقوى من الأماني. وبدأت هيا التي درست الصحافة والإعلام مشوارها، بدوبلاج الأصوات في أفلام ومسلسلات الكرتون ثم اشتهرت عبر قناتها في يوتيوب بأناشيد الأطفال.
محمد، الذي كان يرى في هيا كل الحياة، لم يتبق له منها سوى الذكريات وابنتيهما، شام ومريم، اللتين ستكبران بدون صوت أمهما الذي كان يغني لهما كل مساء. 'تزعلوش من بعض، أحبوا بعض، الحياة قصيرة'، كتبها الشناط بحرقة، وكأنه يرسل وصية لكل من يقرأ كلماته. فالحياة في غزة ليست كأي حياة، والفراق هنا ليس اختيارا، بل قدرا يتربص خلف كل قصف. هيا، التي غنت للأطفال، ورعت الأيتام، وملأت الدنيا بحبها، رحلت بصمت. لكنها لم تمت، صوتها لا يزال حيا، محفورا في قلوب من أحبوها، في ضحكات طفلتيها، في كلمات زوجها الذي لم يجد للحياة طعمًا بدونها. أما والدتها، رانيا مرتجى، فلم تجد في وداع ابنتها سوى أن تقول: 'عروس في الجنة'. 'اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وامنحني الصبر على فراقها'، بهذه الكلمات ودّع محمد حبيبته، لكن قصة هيا لم تنتهِ، لأن القلوب التي تنبض بالحب، تبقى خالدة رغم الموت.
فلسطين أون لاين
التعليقات