أخبار اليوم - اضطرت العديد من العائلات في قطاع غزة إلى دفن شهدائها في قبور قديمة، بعد أن دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي المقابر وجعل الوصول إليها مستحيلًا خلال الحرب الأخيرة، التي استمرت من 7 أكتوبر 2023م وحتى 19 يناير 2025م.
لم يكن خيار عائلة الشهيد محمد دبابش بدفنه في قبر أحد أقاربها في مقبرة الشيخ رضوان بمدينة غزة سهلًا، لكنه كان الخيار الوحيد أمامهم، فقد امتلأت المقبرة بالموتى، ولم يكن الوصول إلى المقبرة الشرقية، التي دمرها الاحتلال، ممكنًا بسبب استمرار القصف الإسرائيلي واستهداف كل من يقترب من المنطقة.
يقول محمود دبابش، أحد أقارب الشهيد، إن العائلة اضطرت في البداية إلى وضع جثمان محمد في عيادة شهداء الشيخ رضوان، لعدم وجود مكان مناسب لدفنه، قبل أن يتم نقله لاحقًا إلى مقبرة الشيخ رضوان ودفنه في قبر قديم يعود لأحد أفراد العائلة.
وأوضح دبابش أن الشهيد محمد استُشهد في 14 نوفمبر 2024م، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة صلاح الدين، التي كانت تؤوي نازحين.
فتح قبور قديمة
عاشت عائلة مقداد مأساة مماثلة، حيث اضطرت إلى دفن ابنها الشهيد رمزي في قبر جده، الذي توفي قبل أكثر من عشر سنوات، بسبب عدم توفر قبور جديدة في مقبرة الشيخ رضوان.
يقول شقيق الشهيد، إبراهيم مقداد، لمراسل صحيفة فلسطين: 'لم يكن لدينا خيار آخر، كنا نريد دفن رمزي في المقبرة الشرقية، لكن جيش الاحتلال كان يستهدف أي شخص يقترب من المكان، فاضطررنا إلى دفنه في قبر جدي'.
واستشهد رمزي مقداد في 9 أكتوبر 2024م، عندما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مجموعة من المدنيين أمام منزلهم، في مشهد تكرر مع مئات العائلات الفلسطينية التي فقدت أبناءها خلال العدوان.
أما فؤاد محمد، فقد اضطر إلى دفن زوجته، التي استشهدت في 9 ديسمبر 2023م، في مقبرة عشوائية أُنشئت داخل متنزه أبو الأمين في حي الشيخ رضوان، ثم نقل جثمانها لاحقًا إلى مقبرة الفالوجا بعد انسحاب جيش الاحتلال من المنطقة.
يقول محمد لصحيفة فلسطين: 'لم يكن لدينا أي مكان آخر، دفناها هناك مؤقتًا، وعندما انسحبت قوات الاحتلال، قمت بنقل جثمانها إلى مقبرة الفالوجا، لكنني صُدمت بعد انسحاب جيش الاحتلال في يناير الماضي، فقد وجدت القبر قد جُرّف بالكامل، ولم أستطع العثور على أي أثر لجثمانها'.
تدمير المقابر
لم تكن هذه الحادثة معزولة، فقد وثقت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة قيام الجيش الإسرائيلي بتدمير 21 مقبرة بالكامل، وتخريب 19 مقبرة جزئيًا، بالإضافة إلى نبش القبور وسرقة جثامين الشهداء والتمثيل بها بطرق وحشية.
بين 7 أكتوبر 2023م و19 يناير 2025م، شنّت (إسرائيل) حربًا وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها 'إبادة جماعية'، حيث قُتل وجُرح خلالها نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض أو في أماكن غير معروفة.
وامتدت الجرائم الإسرائيلية لتشمل تدمير البنية التحتية، واستهداف المستشفيات والملاجئ والمقابر، في محاولة لمحو كل أثر للحياة في غزة.
بعد أكثر من عام وثلاثة أشهر من الحرب، بدأ في 19 يناير 2025م اتفاقٌ لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، لكن مآسي الحرب لا تزال تلاحق الفلسطينيين، ليس فقط في حياتهم، بل حتى في موتاهم.
في ظل هذه الكارثة، باتت العائلات الفلسطينية تواجه صعوبة حتى في توديع شهدائها ودفنهم بكرامة. ومع استمرار الاحتلال في تدمير المقابر، ونبش القبور، وتجريف الأراضي، تتلاشى الشواهد، لكن تبقى ذاكرة الشهداء محفورة في قلوب ذويهم.
وباتت القبور القديمة في غزة اليوم ملاذًا أخيرًا لاحتضان الشهداء، في مشهد يعكس وحشية الاحتلال الإسرائيلي، لكنه أيضًا يثبت إصرار الفلسطينيين على حماية كرامة موتاهم.
أخبار اليوم - اضطرت العديد من العائلات في قطاع غزة إلى دفن شهدائها في قبور قديمة، بعد أن دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي المقابر وجعل الوصول إليها مستحيلًا خلال الحرب الأخيرة، التي استمرت من 7 أكتوبر 2023م وحتى 19 يناير 2025م.
لم يكن خيار عائلة الشهيد محمد دبابش بدفنه في قبر أحد أقاربها في مقبرة الشيخ رضوان بمدينة غزة سهلًا، لكنه كان الخيار الوحيد أمامهم، فقد امتلأت المقبرة بالموتى، ولم يكن الوصول إلى المقبرة الشرقية، التي دمرها الاحتلال، ممكنًا بسبب استمرار القصف الإسرائيلي واستهداف كل من يقترب من المنطقة.
يقول محمود دبابش، أحد أقارب الشهيد، إن العائلة اضطرت في البداية إلى وضع جثمان محمد في عيادة شهداء الشيخ رضوان، لعدم وجود مكان مناسب لدفنه، قبل أن يتم نقله لاحقًا إلى مقبرة الشيخ رضوان ودفنه في قبر قديم يعود لأحد أفراد العائلة.
وأوضح دبابش أن الشهيد محمد استُشهد في 14 نوفمبر 2024م، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة صلاح الدين، التي كانت تؤوي نازحين.
فتح قبور قديمة
عاشت عائلة مقداد مأساة مماثلة، حيث اضطرت إلى دفن ابنها الشهيد رمزي في قبر جده، الذي توفي قبل أكثر من عشر سنوات، بسبب عدم توفر قبور جديدة في مقبرة الشيخ رضوان.
يقول شقيق الشهيد، إبراهيم مقداد، لمراسل صحيفة فلسطين: 'لم يكن لدينا خيار آخر، كنا نريد دفن رمزي في المقبرة الشرقية، لكن جيش الاحتلال كان يستهدف أي شخص يقترب من المكان، فاضطررنا إلى دفنه في قبر جدي'.
واستشهد رمزي مقداد في 9 أكتوبر 2024م، عندما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مجموعة من المدنيين أمام منزلهم، في مشهد تكرر مع مئات العائلات الفلسطينية التي فقدت أبناءها خلال العدوان.
أما فؤاد محمد، فقد اضطر إلى دفن زوجته، التي استشهدت في 9 ديسمبر 2023م، في مقبرة عشوائية أُنشئت داخل متنزه أبو الأمين في حي الشيخ رضوان، ثم نقل جثمانها لاحقًا إلى مقبرة الفالوجا بعد انسحاب جيش الاحتلال من المنطقة.
يقول محمد لصحيفة فلسطين: 'لم يكن لدينا أي مكان آخر، دفناها هناك مؤقتًا، وعندما انسحبت قوات الاحتلال، قمت بنقل جثمانها إلى مقبرة الفالوجا، لكنني صُدمت بعد انسحاب جيش الاحتلال في يناير الماضي، فقد وجدت القبر قد جُرّف بالكامل، ولم أستطع العثور على أي أثر لجثمانها'.
تدمير المقابر
لم تكن هذه الحادثة معزولة، فقد وثقت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة قيام الجيش الإسرائيلي بتدمير 21 مقبرة بالكامل، وتخريب 19 مقبرة جزئيًا، بالإضافة إلى نبش القبور وسرقة جثامين الشهداء والتمثيل بها بطرق وحشية.
بين 7 أكتوبر 2023م و19 يناير 2025م، شنّت (إسرائيل) حربًا وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها 'إبادة جماعية'، حيث قُتل وجُرح خلالها نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض أو في أماكن غير معروفة.
وامتدت الجرائم الإسرائيلية لتشمل تدمير البنية التحتية، واستهداف المستشفيات والملاجئ والمقابر، في محاولة لمحو كل أثر للحياة في غزة.
بعد أكثر من عام وثلاثة أشهر من الحرب، بدأ في 19 يناير 2025م اتفاقٌ لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، لكن مآسي الحرب لا تزال تلاحق الفلسطينيين، ليس فقط في حياتهم، بل حتى في موتاهم.
في ظل هذه الكارثة، باتت العائلات الفلسطينية تواجه صعوبة حتى في توديع شهدائها ودفنهم بكرامة. ومع استمرار الاحتلال في تدمير المقابر، ونبش القبور، وتجريف الأراضي، تتلاشى الشواهد، لكن تبقى ذاكرة الشهداء محفورة في قلوب ذويهم.
وباتت القبور القديمة في غزة اليوم ملاذًا أخيرًا لاحتضان الشهداء، في مشهد يعكس وحشية الاحتلال الإسرائيلي، لكنه أيضًا يثبت إصرار الفلسطينيين على حماية كرامة موتاهم.
أخبار اليوم - اضطرت العديد من العائلات في قطاع غزة إلى دفن شهدائها في قبور قديمة، بعد أن دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي المقابر وجعل الوصول إليها مستحيلًا خلال الحرب الأخيرة، التي استمرت من 7 أكتوبر 2023م وحتى 19 يناير 2025م.
لم يكن خيار عائلة الشهيد محمد دبابش بدفنه في قبر أحد أقاربها في مقبرة الشيخ رضوان بمدينة غزة سهلًا، لكنه كان الخيار الوحيد أمامهم، فقد امتلأت المقبرة بالموتى، ولم يكن الوصول إلى المقبرة الشرقية، التي دمرها الاحتلال، ممكنًا بسبب استمرار القصف الإسرائيلي واستهداف كل من يقترب من المنطقة.
يقول محمود دبابش، أحد أقارب الشهيد، إن العائلة اضطرت في البداية إلى وضع جثمان محمد في عيادة شهداء الشيخ رضوان، لعدم وجود مكان مناسب لدفنه، قبل أن يتم نقله لاحقًا إلى مقبرة الشيخ رضوان ودفنه في قبر قديم يعود لأحد أفراد العائلة.
وأوضح دبابش أن الشهيد محمد استُشهد في 14 نوفمبر 2024م، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة صلاح الدين، التي كانت تؤوي نازحين.
فتح قبور قديمة
عاشت عائلة مقداد مأساة مماثلة، حيث اضطرت إلى دفن ابنها الشهيد رمزي في قبر جده، الذي توفي قبل أكثر من عشر سنوات، بسبب عدم توفر قبور جديدة في مقبرة الشيخ رضوان.
يقول شقيق الشهيد، إبراهيم مقداد، لمراسل صحيفة فلسطين: 'لم يكن لدينا خيار آخر، كنا نريد دفن رمزي في المقبرة الشرقية، لكن جيش الاحتلال كان يستهدف أي شخص يقترب من المكان، فاضطررنا إلى دفنه في قبر جدي'.
واستشهد رمزي مقداد في 9 أكتوبر 2024م، عندما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مجموعة من المدنيين أمام منزلهم، في مشهد تكرر مع مئات العائلات الفلسطينية التي فقدت أبناءها خلال العدوان.
أما فؤاد محمد، فقد اضطر إلى دفن زوجته، التي استشهدت في 9 ديسمبر 2023م، في مقبرة عشوائية أُنشئت داخل متنزه أبو الأمين في حي الشيخ رضوان، ثم نقل جثمانها لاحقًا إلى مقبرة الفالوجا بعد انسحاب جيش الاحتلال من المنطقة.
يقول محمد لصحيفة فلسطين: 'لم يكن لدينا أي مكان آخر، دفناها هناك مؤقتًا، وعندما انسحبت قوات الاحتلال، قمت بنقل جثمانها إلى مقبرة الفالوجا، لكنني صُدمت بعد انسحاب جيش الاحتلال في يناير الماضي، فقد وجدت القبر قد جُرّف بالكامل، ولم أستطع العثور على أي أثر لجثمانها'.
تدمير المقابر
لم تكن هذه الحادثة معزولة، فقد وثقت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة قيام الجيش الإسرائيلي بتدمير 21 مقبرة بالكامل، وتخريب 19 مقبرة جزئيًا، بالإضافة إلى نبش القبور وسرقة جثامين الشهداء والتمثيل بها بطرق وحشية.
بين 7 أكتوبر 2023م و19 يناير 2025م، شنّت (إسرائيل) حربًا وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها 'إبادة جماعية'، حيث قُتل وجُرح خلالها نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض أو في أماكن غير معروفة.
وامتدت الجرائم الإسرائيلية لتشمل تدمير البنية التحتية، واستهداف المستشفيات والملاجئ والمقابر، في محاولة لمحو كل أثر للحياة في غزة.
بعد أكثر من عام وثلاثة أشهر من الحرب، بدأ في 19 يناير 2025م اتفاقٌ لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، لكن مآسي الحرب لا تزال تلاحق الفلسطينيين، ليس فقط في حياتهم، بل حتى في موتاهم.
في ظل هذه الكارثة، باتت العائلات الفلسطينية تواجه صعوبة حتى في توديع شهدائها ودفنهم بكرامة. ومع استمرار الاحتلال في تدمير المقابر، ونبش القبور، وتجريف الأراضي، تتلاشى الشواهد، لكن تبقى ذاكرة الشهداء محفورة في قلوب ذويهم.
وباتت القبور القديمة في غزة اليوم ملاذًا أخيرًا لاحتضان الشهداء، في مشهد يعكس وحشية الاحتلال الإسرائيلي، لكنه أيضًا يثبت إصرار الفلسطينيين على حماية كرامة موتاهم.
التعليقات