أخبار اليوم - سحبت هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' فيلمها الوثائقي المتعلق بالأطفال في قطاع غزة من موقع 'iPlayer'، بمبرّر تعرّضها لضغوط متسارعة، لكون الطفل الذي ظهر في الفيلم هو ابن مسؤول فلسطيني في حكومة غزة. وذلك في خطوة وصفها الكثير من المتابعين بـ'الجبانة'.
يصور الوثائقي الحياة اليومية لأطفال غزة تحت وطأة الحرب والحصار، ويتحدث فيه الطفل عبد الله أيمن اليازوري (13 عامًا) الإنجليزية بطلاقة، وقد تولى مهمة سرد الأحداث والتعبير عن مشاعر أقرانه الذين يعيشون في ظل ظروف قاسية.
وسرعان ما تحولت قصته إلى قضية رأي عام بعد أن كشفت تقارير صحفية أن الطفل عبد الله، البالغ من العمر 13 عاما، وهو ابن الدكتور أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في الحكومة بغزة.
وتحول التركيز إلى اليازوري الأب الذي وصفته بعض التقارير الإسرائيلية بـ'القيادي الإرهابي' و'العضو البارز في حماس'. لكن تحقيقات صحفية كشفت أنه أكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية البيئية من جامعة بريطانية، وله مسيرة مهنية طويلة في مجال التعليم والزراعة.
وعمل اليازوري مدرسا للكيمياء في دبي، ثم عمل في وزارة التربية والتعليم الإماراتية، قبل أن يشغل منصبه الحالي في وزارة الزراعة في غزة.
الكشف عن صلة الطفل بالمسؤول في حكومة حماس أثار عاصفة من الانتقادات الإسرائيلية، حيث اعتبر البعض أن ذلك 'يشوه حيادية الفيلم ويجعله أداة دعائية للحركة'، ودعت السفيرة الإسرائيلية في لندن 'بي بي سي' لحذف الفيلم، فيما أعلنت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، أنها ستناقش القضية مع مسؤولي الهيئة. ولكن الأخيرين لم ينتظروا نقاش البرلمان، ولجؤوا فورا لحذف الفيلم من منصتها.
وأشار البيان إلى أن الشركة المنتجة للفيلم الوثائقي لم تكن على علم بهذا الوضع مسبقا.
ولفت بيان 'بي بي سي' إلى أن الفيلم الذي يحمل اسم 'غزة: كيف تنجو في محور الحرب'، لن يكون متاحا على المنصة حتى اكتمال عملية التحقق.
ودعت هذه الشكوى ألف إعلامي وصحفي وأكاديمي للتنديد بسحب الفيلم، والذي أدى إلى استدعاء كل من رئيس الهيئة سمير شاه، ومديرها تيم ديفي، إلى البرلمان للمساءلة، الثلاثاء.
وشهدت جلسة 'لجنة الثقافة والإعلام والرياضة' في البرلمان البريطاني مواجهة حادة بين أعضائها من جهة وقيادات هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من جهة أخرى، حول سحب وثائقي 'غزة.. كيف تنجو من منطقة حرب؟'، فيما انتقدت رئيسة اللجنة كارولين دينينج قرار السحب، واعتبرته 'طعنة في قلب مصداقية بي بي سي'.
وواجه مسؤولو الهيئة انتقادات حادة بسبب استجابتهما للضغوط، واتهمهما الأعضاء بالتخاذل وعدم تقديم إجابات واضحة.
وبالإضافة إلى قضية الوثائقي، ناقشت اللجنة تجديد ميثاق هيئة الإذاعة البريطانية وتمويلها، وطالب الأعضاء برؤية واضحة حول مستقبل المؤسسة العريقة في بريطانيا، وكيفية تحسين شعور الجمهور بالملكية والمشاركة.
وأظهرت الجلسة انقسامًا حادًا بين أعضاء اللجنة حول كيفية التعامل مع تغطية هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي حين أكد البعض على ضرورة الحفاظ على الحياد، رأى آخرون أن الهيئة يجب أن تكون أكثر جرأة في تغطية الأحداث.
إلى جانب ذلك، كتب أكثر من 500 من المتخصصين في التلفزيون والإعلام البريطاني، بينهم لاعب كرة القدم السابق ومقدم البرامج الرياضية غاري لينيكر والممثلان خالد عبد الله وتشارلز دانس، رسالة إلى المسؤولين التنفيذيين في 'بي بي سي' سمير شاه وتيم ديفي وشارلوت مور، انتقدوا فيها إزالة هيئة الإذاعة البريطانية لفيلمها الوثائقي '.
وأفادت الرسالة أن 'ما يحدث يستحق التقدير وليس الرقابة'، مشيرة إلى أن سبب الرقابة على الفيلم هو أن الراوي الرئيسي في الفيلم الوثائقي عبدالله (14 عاما) هو نجل أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في قطاع غزة.
وأضافت: 'اليازوري هو إداري مدني مسؤول عن إنتاج الغذاء، وربط مثل هذا الدور الإداري في غزة بالإرهاب أمر غير صحيح ويهدف إلى نزع الصفة الإنسانية. هذا الخطاب يفترض أن الفلسطينيين الذين يشغلون مناصب إدارية متواطئون في العنف، وهو خطاب عنصري ينكر حق هؤلاء الأفراد في مشاركة تجاربهم وإنسانيتهم'.
وأكدت الرسالة أن الروايات الفلسطينية 'تم تمحيصها من خلال عدسة الشك'، وأن هذا يعتبر عنصرية.
ولفتت إلى أنه حتى لو كان اليازوري مجرما، فلا يمكن تحميل ابنه البالغ من العمر 14 عاما المسؤولية عن هذه الجرائم.
وشددت على أن واجب هيئة الإذاعة البريطانية هو حماية سلامة وخصوصية وكرامة الأطفال مثل عبد الله في جميع مناطق الصراع، وأن نشر ادعاءات غير مؤكدة عن عائلته يجعله عرضة للهجوم، وهو ما يشكل خرقا لسياسة الحماية الدولية التي تنتهجها 'بي بي سي'.
وطالبت الرسالة هيئة الإذاعة البريطانية بمقاومة محاولات إزالة الفيلم الوثائقي بالكامل.
وجاء في ختام الرسالة أنه إذا خضعت جميع الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها في مناطق الصراع لنفس التدقيق مثل فيلم ' غزة: كيف تنجو في محور الحرب'، فلن يكون من الممكن إنتاج فيلم وثائقي.
وفي السياق نفسه صرّحت نقيبة الصحفيين المستقلين في لندن بيني كوينتون، أن هيئة الإذاعة البريطانية 'أظهرت جُبنا برفضها إبقاء الفيلم الذي يوثق معاناة أطفال غزة بكلماتهم الخاصة، ويُظهر تصميمهم على التغلب على العنف الذي تمارسه عليهم القوات الإسرائيلية على منصتها'.
وأضافت كوينتون 'تنص اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، المادتان 12 و13، على أن للأطفال الحق في إبداء آرائهم بحرية في القضايا التي تؤثر عليهم، وأنه يجب على البالغين الاستماع إليهم وأخذهم على محمل الجد، وأن للأطفال الحق في مشاركة ما يتعلمونه ويفكرون فيه ويشعرون به بحرية مع الآخرين، عن طريق التحدث أو الرسم أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى، ما لم يضر ذلك بالآخرين'.
وسبق أن تعرّضت هيئة الإذاعة البريطانية لانتقادات بسبب تغطيتها للحرب.
وفي تقارير سابقة، نقلت صحيفة 'الغارديان' عن مصادر في 'لجنة طوارئ الكوارث' البريطانية (DEC)، قولها إنّ هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' أوقفت نشر نداء إنساني من أجل سكان غزة، خشية رد فعل عنيف من مؤيّدي الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال أحد كبار الشخصيات في المنظمات غير الحكومية إنّ الموظفين 'غاضبون' من موقف 'بي بي سي'.
و'لجنة طوارئ الكوارث' هي مظلة شاملة من 15 جمعية إغاثة خيرية بريطانية رائدة تجمع الأموال للكوارث الإنسانية، وتنشر نداءاتها من خلال البثّ على الشبكات الرئيسية والإعلانات في الصحافة.
أخبار اليوم - سحبت هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' فيلمها الوثائقي المتعلق بالأطفال في قطاع غزة من موقع 'iPlayer'، بمبرّر تعرّضها لضغوط متسارعة، لكون الطفل الذي ظهر في الفيلم هو ابن مسؤول فلسطيني في حكومة غزة. وذلك في خطوة وصفها الكثير من المتابعين بـ'الجبانة'.
يصور الوثائقي الحياة اليومية لأطفال غزة تحت وطأة الحرب والحصار، ويتحدث فيه الطفل عبد الله أيمن اليازوري (13 عامًا) الإنجليزية بطلاقة، وقد تولى مهمة سرد الأحداث والتعبير عن مشاعر أقرانه الذين يعيشون في ظل ظروف قاسية.
وسرعان ما تحولت قصته إلى قضية رأي عام بعد أن كشفت تقارير صحفية أن الطفل عبد الله، البالغ من العمر 13 عاما، وهو ابن الدكتور أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في الحكومة بغزة.
وتحول التركيز إلى اليازوري الأب الذي وصفته بعض التقارير الإسرائيلية بـ'القيادي الإرهابي' و'العضو البارز في حماس'. لكن تحقيقات صحفية كشفت أنه أكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية البيئية من جامعة بريطانية، وله مسيرة مهنية طويلة في مجال التعليم والزراعة.
وعمل اليازوري مدرسا للكيمياء في دبي، ثم عمل في وزارة التربية والتعليم الإماراتية، قبل أن يشغل منصبه الحالي في وزارة الزراعة في غزة.
الكشف عن صلة الطفل بالمسؤول في حكومة حماس أثار عاصفة من الانتقادات الإسرائيلية، حيث اعتبر البعض أن ذلك 'يشوه حيادية الفيلم ويجعله أداة دعائية للحركة'، ودعت السفيرة الإسرائيلية في لندن 'بي بي سي' لحذف الفيلم، فيما أعلنت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، أنها ستناقش القضية مع مسؤولي الهيئة. ولكن الأخيرين لم ينتظروا نقاش البرلمان، ولجؤوا فورا لحذف الفيلم من منصتها.
وأشار البيان إلى أن الشركة المنتجة للفيلم الوثائقي لم تكن على علم بهذا الوضع مسبقا.
ولفت بيان 'بي بي سي' إلى أن الفيلم الذي يحمل اسم 'غزة: كيف تنجو في محور الحرب'، لن يكون متاحا على المنصة حتى اكتمال عملية التحقق.
ودعت هذه الشكوى ألف إعلامي وصحفي وأكاديمي للتنديد بسحب الفيلم، والذي أدى إلى استدعاء كل من رئيس الهيئة سمير شاه، ومديرها تيم ديفي، إلى البرلمان للمساءلة، الثلاثاء.
وشهدت جلسة 'لجنة الثقافة والإعلام والرياضة' في البرلمان البريطاني مواجهة حادة بين أعضائها من جهة وقيادات هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من جهة أخرى، حول سحب وثائقي 'غزة.. كيف تنجو من منطقة حرب؟'، فيما انتقدت رئيسة اللجنة كارولين دينينج قرار السحب، واعتبرته 'طعنة في قلب مصداقية بي بي سي'.
وواجه مسؤولو الهيئة انتقادات حادة بسبب استجابتهما للضغوط، واتهمهما الأعضاء بالتخاذل وعدم تقديم إجابات واضحة.
وبالإضافة إلى قضية الوثائقي، ناقشت اللجنة تجديد ميثاق هيئة الإذاعة البريطانية وتمويلها، وطالب الأعضاء برؤية واضحة حول مستقبل المؤسسة العريقة في بريطانيا، وكيفية تحسين شعور الجمهور بالملكية والمشاركة.
وأظهرت الجلسة انقسامًا حادًا بين أعضاء اللجنة حول كيفية التعامل مع تغطية هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي حين أكد البعض على ضرورة الحفاظ على الحياد، رأى آخرون أن الهيئة يجب أن تكون أكثر جرأة في تغطية الأحداث.
إلى جانب ذلك، كتب أكثر من 500 من المتخصصين في التلفزيون والإعلام البريطاني، بينهم لاعب كرة القدم السابق ومقدم البرامج الرياضية غاري لينيكر والممثلان خالد عبد الله وتشارلز دانس، رسالة إلى المسؤولين التنفيذيين في 'بي بي سي' سمير شاه وتيم ديفي وشارلوت مور، انتقدوا فيها إزالة هيئة الإذاعة البريطانية لفيلمها الوثائقي '.
وأفادت الرسالة أن 'ما يحدث يستحق التقدير وليس الرقابة'، مشيرة إلى أن سبب الرقابة على الفيلم هو أن الراوي الرئيسي في الفيلم الوثائقي عبدالله (14 عاما) هو نجل أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في قطاع غزة.
وأضافت: 'اليازوري هو إداري مدني مسؤول عن إنتاج الغذاء، وربط مثل هذا الدور الإداري في غزة بالإرهاب أمر غير صحيح ويهدف إلى نزع الصفة الإنسانية. هذا الخطاب يفترض أن الفلسطينيين الذين يشغلون مناصب إدارية متواطئون في العنف، وهو خطاب عنصري ينكر حق هؤلاء الأفراد في مشاركة تجاربهم وإنسانيتهم'.
وأكدت الرسالة أن الروايات الفلسطينية 'تم تمحيصها من خلال عدسة الشك'، وأن هذا يعتبر عنصرية.
ولفتت إلى أنه حتى لو كان اليازوري مجرما، فلا يمكن تحميل ابنه البالغ من العمر 14 عاما المسؤولية عن هذه الجرائم.
وشددت على أن واجب هيئة الإذاعة البريطانية هو حماية سلامة وخصوصية وكرامة الأطفال مثل عبد الله في جميع مناطق الصراع، وأن نشر ادعاءات غير مؤكدة عن عائلته يجعله عرضة للهجوم، وهو ما يشكل خرقا لسياسة الحماية الدولية التي تنتهجها 'بي بي سي'.
وطالبت الرسالة هيئة الإذاعة البريطانية بمقاومة محاولات إزالة الفيلم الوثائقي بالكامل.
وجاء في ختام الرسالة أنه إذا خضعت جميع الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها في مناطق الصراع لنفس التدقيق مثل فيلم ' غزة: كيف تنجو في محور الحرب'، فلن يكون من الممكن إنتاج فيلم وثائقي.
وفي السياق نفسه صرّحت نقيبة الصحفيين المستقلين في لندن بيني كوينتون، أن هيئة الإذاعة البريطانية 'أظهرت جُبنا برفضها إبقاء الفيلم الذي يوثق معاناة أطفال غزة بكلماتهم الخاصة، ويُظهر تصميمهم على التغلب على العنف الذي تمارسه عليهم القوات الإسرائيلية على منصتها'.
وأضافت كوينتون 'تنص اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، المادتان 12 و13، على أن للأطفال الحق في إبداء آرائهم بحرية في القضايا التي تؤثر عليهم، وأنه يجب على البالغين الاستماع إليهم وأخذهم على محمل الجد، وأن للأطفال الحق في مشاركة ما يتعلمونه ويفكرون فيه ويشعرون به بحرية مع الآخرين، عن طريق التحدث أو الرسم أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى، ما لم يضر ذلك بالآخرين'.
وسبق أن تعرّضت هيئة الإذاعة البريطانية لانتقادات بسبب تغطيتها للحرب.
وفي تقارير سابقة، نقلت صحيفة 'الغارديان' عن مصادر في 'لجنة طوارئ الكوارث' البريطانية (DEC)، قولها إنّ هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' أوقفت نشر نداء إنساني من أجل سكان غزة، خشية رد فعل عنيف من مؤيّدي الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال أحد كبار الشخصيات في المنظمات غير الحكومية إنّ الموظفين 'غاضبون' من موقف 'بي بي سي'.
و'لجنة طوارئ الكوارث' هي مظلة شاملة من 15 جمعية إغاثة خيرية بريطانية رائدة تجمع الأموال للكوارث الإنسانية، وتنشر نداءاتها من خلال البثّ على الشبكات الرئيسية والإعلانات في الصحافة.
أخبار اليوم - سحبت هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' فيلمها الوثائقي المتعلق بالأطفال في قطاع غزة من موقع 'iPlayer'، بمبرّر تعرّضها لضغوط متسارعة، لكون الطفل الذي ظهر في الفيلم هو ابن مسؤول فلسطيني في حكومة غزة. وذلك في خطوة وصفها الكثير من المتابعين بـ'الجبانة'.
يصور الوثائقي الحياة اليومية لأطفال غزة تحت وطأة الحرب والحصار، ويتحدث فيه الطفل عبد الله أيمن اليازوري (13 عامًا) الإنجليزية بطلاقة، وقد تولى مهمة سرد الأحداث والتعبير عن مشاعر أقرانه الذين يعيشون في ظل ظروف قاسية.
وسرعان ما تحولت قصته إلى قضية رأي عام بعد أن كشفت تقارير صحفية أن الطفل عبد الله، البالغ من العمر 13 عاما، وهو ابن الدكتور أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في الحكومة بغزة.
وتحول التركيز إلى اليازوري الأب الذي وصفته بعض التقارير الإسرائيلية بـ'القيادي الإرهابي' و'العضو البارز في حماس'. لكن تحقيقات صحفية كشفت أنه أكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية البيئية من جامعة بريطانية، وله مسيرة مهنية طويلة في مجال التعليم والزراعة.
وعمل اليازوري مدرسا للكيمياء في دبي، ثم عمل في وزارة التربية والتعليم الإماراتية، قبل أن يشغل منصبه الحالي في وزارة الزراعة في غزة.
الكشف عن صلة الطفل بالمسؤول في حكومة حماس أثار عاصفة من الانتقادات الإسرائيلية، حيث اعتبر البعض أن ذلك 'يشوه حيادية الفيلم ويجعله أداة دعائية للحركة'، ودعت السفيرة الإسرائيلية في لندن 'بي بي سي' لحذف الفيلم، فيما أعلنت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، أنها ستناقش القضية مع مسؤولي الهيئة. ولكن الأخيرين لم ينتظروا نقاش البرلمان، ولجؤوا فورا لحذف الفيلم من منصتها.
وأشار البيان إلى أن الشركة المنتجة للفيلم الوثائقي لم تكن على علم بهذا الوضع مسبقا.
ولفت بيان 'بي بي سي' إلى أن الفيلم الذي يحمل اسم 'غزة: كيف تنجو في محور الحرب'، لن يكون متاحا على المنصة حتى اكتمال عملية التحقق.
ودعت هذه الشكوى ألف إعلامي وصحفي وأكاديمي للتنديد بسحب الفيلم، والذي أدى إلى استدعاء كل من رئيس الهيئة سمير شاه، ومديرها تيم ديفي، إلى البرلمان للمساءلة، الثلاثاء.
وشهدت جلسة 'لجنة الثقافة والإعلام والرياضة' في البرلمان البريطاني مواجهة حادة بين أعضائها من جهة وقيادات هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من جهة أخرى، حول سحب وثائقي 'غزة.. كيف تنجو من منطقة حرب؟'، فيما انتقدت رئيسة اللجنة كارولين دينينج قرار السحب، واعتبرته 'طعنة في قلب مصداقية بي بي سي'.
وواجه مسؤولو الهيئة انتقادات حادة بسبب استجابتهما للضغوط، واتهمهما الأعضاء بالتخاذل وعدم تقديم إجابات واضحة.
وبالإضافة إلى قضية الوثائقي، ناقشت اللجنة تجديد ميثاق هيئة الإذاعة البريطانية وتمويلها، وطالب الأعضاء برؤية واضحة حول مستقبل المؤسسة العريقة في بريطانيا، وكيفية تحسين شعور الجمهور بالملكية والمشاركة.
وأظهرت الجلسة انقسامًا حادًا بين أعضاء اللجنة حول كيفية التعامل مع تغطية هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي حين أكد البعض على ضرورة الحفاظ على الحياد، رأى آخرون أن الهيئة يجب أن تكون أكثر جرأة في تغطية الأحداث.
إلى جانب ذلك، كتب أكثر من 500 من المتخصصين في التلفزيون والإعلام البريطاني، بينهم لاعب كرة القدم السابق ومقدم البرامج الرياضية غاري لينيكر والممثلان خالد عبد الله وتشارلز دانس، رسالة إلى المسؤولين التنفيذيين في 'بي بي سي' سمير شاه وتيم ديفي وشارلوت مور، انتقدوا فيها إزالة هيئة الإذاعة البريطانية لفيلمها الوثائقي '.
وأفادت الرسالة أن 'ما يحدث يستحق التقدير وليس الرقابة'، مشيرة إلى أن سبب الرقابة على الفيلم هو أن الراوي الرئيسي في الفيلم الوثائقي عبدالله (14 عاما) هو نجل أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في قطاع غزة.
وأضافت: 'اليازوري هو إداري مدني مسؤول عن إنتاج الغذاء، وربط مثل هذا الدور الإداري في غزة بالإرهاب أمر غير صحيح ويهدف إلى نزع الصفة الإنسانية. هذا الخطاب يفترض أن الفلسطينيين الذين يشغلون مناصب إدارية متواطئون في العنف، وهو خطاب عنصري ينكر حق هؤلاء الأفراد في مشاركة تجاربهم وإنسانيتهم'.
وأكدت الرسالة أن الروايات الفلسطينية 'تم تمحيصها من خلال عدسة الشك'، وأن هذا يعتبر عنصرية.
ولفتت إلى أنه حتى لو كان اليازوري مجرما، فلا يمكن تحميل ابنه البالغ من العمر 14 عاما المسؤولية عن هذه الجرائم.
وشددت على أن واجب هيئة الإذاعة البريطانية هو حماية سلامة وخصوصية وكرامة الأطفال مثل عبد الله في جميع مناطق الصراع، وأن نشر ادعاءات غير مؤكدة عن عائلته يجعله عرضة للهجوم، وهو ما يشكل خرقا لسياسة الحماية الدولية التي تنتهجها 'بي بي سي'.
وطالبت الرسالة هيئة الإذاعة البريطانية بمقاومة محاولات إزالة الفيلم الوثائقي بالكامل.
وجاء في ختام الرسالة أنه إذا خضعت جميع الأفلام الوثائقية التي تم إنتاجها في مناطق الصراع لنفس التدقيق مثل فيلم ' غزة: كيف تنجو في محور الحرب'، فلن يكون من الممكن إنتاج فيلم وثائقي.
وفي السياق نفسه صرّحت نقيبة الصحفيين المستقلين في لندن بيني كوينتون، أن هيئة الإذاعة البريطانية 'أظهرت جُبنا برفضها إبقاء الفيلم الذي يوثق معاناة أطفال غزة بكلماتهم الخاصة، ويُظهر تصميمهم على التغلب على العنف الذي تمارسه عليهم القوات الإسرائيلية على منصتها'.
وأضافت كوينتون 'تنص اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، المادتان 12 و13، على أن للأطفال الحق في إبداء آرائهم بحرية في القضايا التي تؤثر عليهم، وأنه يجب على البالغين الاستماع إليهم وأخذهم على محمل الجد، وأن للأطفال الحق في مشاركة ما يتعلمونه ويفكرون فيه ويشعرون به بحرية مع الآخرين، عن طريق التحدث أو الرسم أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى، ما لم يضر ذلك بالآخرين'.
وسبق أن تعرّضت هيئة الإذاعة البريطانية لانتقادات بسبب تغطيتها للحرب.
وفي تقارير سابقة، نقلت صحيفة 'الغارديان' عن مصادر في 'لجنة طوارئ الكوارث' البريطانية (DEC)، قولها إنّ هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' أوقفت نشر نداء إنساني من أجل سكان غزة، خشية رد فعل عنيف من مؤيّدي الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال أحد كبار الشخصيات في المنظمات غير الحكومية إنّ الموظفين 'غاضبون' من موقف 'بي بي سي'.
و'لجنة طوارئ الكوارث' هي مظلة شاملة من 15 جمعية إغاثة خيرية بريطانية رائدة تجمع الأموال للكوارث الإنسانية، وتنشر نداءاتها من خلال البثّ على الشبكات الرئيسية والإعلانات في الصحافة.
التعليقات