أخبار اليوم - بعد عقدين ونيف قضاها المحرر ياسر الشرباتي (٥٠ عامًا) في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خرج ليتنفس نسائم الحرية، حاملاً معه حكاية نضالٍ وصمودٍ قلَّ نظيره.
الشرباتي، الذي اعتُقل في 16 فبراير 2003 بعد مطاردة استمرت لأكثر من عام، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الانتماء إلى كتائب شهداء الأقصى والمشاركة في عمليات فدائية.
حياة خلف القضبان
خلال سنوات اعتقاله، عانى الشرباتي من أوضاعٍ قاسية، أبرزها فقدانه جزءًا كبيرًا من بصره نتيجة إصابة قديمة، فقبل الاعتقال كان مطاردًا لمدة عامين كاملين لم يهنأ خلالهما بالعيش في كنف عائلته بأمن وأمان، إلى أن تعرض في ذات يوم السيارة التي كان يركبها لقصف إسرائيلي أدت إلى فقده العين اليمني وإصابة في رجله اليمنى أيضًا.
يقول لصحيفة 'فلسطين': 'لم تكن هذه المعاناة الوحيدة، فقد فقدت والدي في عام 2015 دون أن أتمكن من وداعه، واحتضانه وطبع قبلة على جبينه، كما تعرضت لعقوبات تعسفية ومنع متكرر للزيارة عائلتي'.
لكن أصعب محطاته خلف القضبان كانت لحظة لقائه بابنه داخل السجن، بعد سنوات من الفراق، حيث لم يتعرف أحدهما على الآخر للوهلة الأولى، بسبب مرور الزمن والتغيرات التي طرأت عليهما.
يتابع الشرباتي حديثه: 'حين تم اعتقالي كانت ابنتي لم تتجاوز ١٠٠ يوم، وابني أحمد لم يتجاوز العامين ومجد الثلاثة أعوام، خلال فترة اعتقالي افتقدتهم كثيرا كما افتقدت للحرية وللحياة'.
ويسرد تفاصيل مؤثرة عن لقاءه بنجله أحمد في سجون الاحتلال لأول مرة دون أن يعرفه، الابن الذي تركه والده في سن العام ونصف العام: 'من المؤلم جدًا ألا تعرف ابنك الذي تركته طفلًا صغيرًا وبات شابًا فقد كان موقفًا قاسيًا على قلبي فقد كبر أبنائي دون أن أكون جزءا من تفاصيل حياتهم، لدرجة أني لم أتعرف عليه'.
وعدا عن هذا الجانب النفسي، يوضح الشرباتي أنه عاش ظروفا صعبة بفعل سياسة الاحتلال في التعامل مع الأسرى وتعذيبهم والتنكيل بهم، مضيفًا: 'كنا نعيش معاناة في كل يوم بل في كل دقيقة عدا عن أول أيام الاعتقال والتي تعد أصعبها بفعل التحقيق والاستجواب والتعذيب والعزل الانفرادي والإهمال الطبي ومن تلقي العلاج'.
الإفراج وسط القمع
في أوائل شهر فبراير 2025، أُفرج عن الشرباتي ضمن صفقة 'طوفان الأحرار'، غير أن فرحة الحرية لم تكتمل، إذ اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته في الخليل فور الإعلان عن الإفراج عنه، مطلقةً قنابل الغاز داخله، ما أدى إلى إصابات بين أفراد العائلة، في محاولة لمنع أي احتفالات باستقباله.
ورغم كل ما مر به، يؤكد الشرباتي أن إرادة الأسرى أقوى من قيود السجن، مشددًا على استمرار معركة الحرية حتى نيل كافة الأسرى حريتهم، متابعًا حديثه: 'السجون مدرسة للصبر والصمود، وأيام الأسر لم تزدنا إلا إصرارًا على مواصلة الطريق'.
اليوم، وبعد 22 عامًا من الاعتقال، يعود الشرباتي إلى مدينته الخليل، محاطًا بعائلته وأحبائه، ليبدأ فصلاً جديدًا من حياته، يحمل فيه إرث النضال ورسالة الحرية.
أخبار اليوم - بعد عقدين ونيف قضاها المحرر ياسر الشرباتي (٥٠ عامًا) في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خرج ليتنفس نسائم الحرية، حاملاً معه حكاية نضالٍ وصمودٍ قلَّ نظيره.
الشرباتي، الذي اعتُقل في 16 فبراير 2003 بعد مطاردة استمرت لأكثر من عام، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الانتماء إلى كتائب شهداء الأقصى والمشاركة في عمليات فدائية.
حياة خلف القضبان
خلال سنوات اعتقاله، عانى الشرباتي من أوضاعٍ قاسية، أبرزها فقدانه جزءًا كبيرًا من بصره نتيجة إصابة قديمة، فقبل الاعتقال كان مطاردًا لمدة عامين كاملين لم يهنأ خلالهما بالعيش في كنف عائلته بأمن وأمان، إلى أن تعرض في ذات يوم السيارة التي كان يركبها لقصف إسرائيلي أدت إلى فقده العين اليمني وإصابة في رجله اليمنى أيضًا.
يقول لصحيفة 'فلسطين': 'لم تكن هذه المعاناة الوحيدة، فقد فقدت والدي في عام 2015 دون أن أتمكن من وداعه، واحتضانه وطبع قبلة على جبينه، كما تعرضت لعقوبات تعسفية ومنع متكرر للزيارة عائلتي'.
لكن أصعب محطاته خلف القضبان كانت لحظة لقائه بابنه داخل السجن، بعد سنوات من الفراق، حيث لم يتعرف أحدهما على الآخر للوهلة الأولى، بسبب مرور الزمن والتغيرات التي طرأت عليهما.
يتابع الشرباتي حديثه: 'حين تم اعتقالي كانت ابنتي لم تتجاوز ١٠٠ يوم، وابني أحمد لم يتجاوز العامين ومجد الثلاثة أعوام، خلال فترة اعتقالي افتقدتهم كثيرا كما افتقدت للحرية وللحياة'.
ويسرد تفاصيل مؤثرة عن لقاءه بنجله أحمد في سجون الاحتلال لأول مرة دون أن يعرفه، الابن الذي تركه والده في سن العام ونصف العام: 'من المؤلم جدًا ألا تعرف ابنك الذي تركته طفلًا صغيرًا وبات شابًا فقد كان موقفًا قاسيًا على قلبي فقد كبر أبنائي دون أن أكون جزءا من تفاصيل حياتهم، لدرجة أني لم أتعرف عليه'.
وعدا عن هذا الجانب النفسي، يوضح الشرباتي أنه عاش ظروفا صعبة بفعل سياسة الاحتلال في التعامل مع الأسرى وتعذيبهم والتنكيل بهم، مضيفًا: 'كنا نعيش معاناة في كل يوم بل في كل دقيقة عدا عن أول أيام الاعتقال والتي تعد أصعبها بفعل التحقيق والاستجواب والتعذيب والعزل الانفرادي والإهمال الطبي ومن تلقي العلاج'.
الإفراج وسط القمع
في أوائل شهر فبراير 2025، أُفرج عن الشرباتي ضمن صفقة 'طوفان الأحرار'، غير أن فرحة الحرية لم تكتمل، إذ اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته في الخليل فور الإعلان عن الإفراج عنه، مطلقةً قنابل الغاز داخله، ما أدى إلى إصابات بين أفراد العائلة، في محاولة لمنع أي احتفالات باستقباله.
ورغم كل ما مر به، يؤكد الشرباتي أن إرادة الأسرى أقوى من قيود السجن، مشددًا على استمرار معركة الحرية حتى نيل كافة الأسرى حريتهم، متابعًا حديثه: 'السجون مدرسة للصبر والصمود، وأيام الأسر لم تزدنا إلا إصرارًا على مواصلة الطريق'.
اليوم، وبعد 22 عامًا من الاعتقال، يعود الشرباتي إلى مدينته الخليل، محاطًا بعائلته وأحبائه، ليبدأ فصلاً جديدًا من حياته، يحمل فيه إرث النضال ورسالة الحرية.
أخبار اليوم - بعد عقدين ونيف قضاها المحرر ياسر الشرباتي (٥٠ عامًا) في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خرج ليتنفس نسائم الحرية، حاملاً معه حكاية نضالٍ وصمودٍ قلَّ نظيره.
الشرباتي، الذي اعتُقل في 16 فبراير 2003 بعد مطاردة استمرت لأكثر من عام، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الانتماء إلى كتائب شهداء الأقصى والمشاركة في عمليات فدائية.
حياة خلف القضبان
خلال سنوات اعتقاله، عانى الشرباتي من أوضاعٍ قاسية، أبرزها فقدانه جزءًا كبيرًا من بصره نتيجة إصابة قديمة، فقبل الاعتقال كان مطاردًا لمدة عامين كاملين لم يهنأ خلالهما بالعيش في كنف عائلته بأمن وأمان، إلى أن تعرض في ذات يوم السيارة التي كان يركبها لقصف إسرائيلي أدت إلى فقده العين اليمني وإصابة في رجله اليمنى أيضًا.
يقول لصحيفة 'فلسطين': 'لم تكن هذه المعاناة الوحيدة، فقد فقدت والدي في عام 2015 دون أن أتمكن من وداعه، واحتضانه وطبع قبلة على جبينه، كما تعرضت لعقوبات تعسفية ومنع متكرر للزيارة عائلتي'.
لكن أصعب محطاته خلف القضبان كانت لحظة لقائه بابنه داخل السجن، بعد سنوات من الفراق، حيث لم يتعرف أحدهما على الآخر للوهلة الأولى، بسبب مرور الزمن والتغيرات التي طرأت عليهما.
يتابع الشرباتي حديثه: 'حين تم اعتقالي كانت ابنتي لم تتجاوز ١٠٠ يوم، وابني أحمد لم يتجاوز العامين ومجد الثلاثة أعوام، خلال فترة اعتقالي افتقدتهم كثيرا كما افتقدت للحرية وللحياة'.
ويسرد تفاصيل مؤثرة عن لقاءه بنجله أحمد في سجون الاحتلال لأول مرة دون أن يعرفه، الابن الذي تركه والده في سن العام ونصف العام: 'من المؤلم جدًا ألا تعرف ابنك الذي تركته طفلًا صغيرًا وبات شابًا فقد كان موقفًا قاسيًا على قلبي فقد كبر أبنائي دون أن أكون جزءا من تفاصيل حياتهم، لدرجة أني لم أتعرف عليه'.
وعدا عن هذا الجانب النفسي، يوضح الشرباتي أنه عاش ظروفا صعبة بفعل سياسة الاحتلال في التعامل مع الأسرى وتعذيبهم والتنكيل بهم، مضيفًا: 'كنا نعيش معاناة في كل يوم بل في كل دقيقة عدا عن أول أيام الاعتقال والتي تعد أصعبها بفعل التحقيق والاستجواب والتعذيب والعزل الانفرادي والإهمال الطبي ومن تلقي العلاج'.
الإفراج وسط القمع
في أوائل شهر فبراير 2025، أُفرج عن الشرباتي ضمن صفقة 'طوفان الأحرار'، غير أن فرحة الحرية لم تكتمل، إذ اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته في الخليل فور الإعلان عن الإفراج عنه، مطلقةً قنابل الغاز داخله، ما أدى إلى إصابات بين أفراد العائلة، في محاولة لمنع أي احتفالات باستقباله.
ورغم كل ما مر به، يؤكد الشرباتي أن إرادة الأسرى أقوى من قيود السجن، مشددًا على استمرار معركة الحرية حتى نيل كافة الأسرى حريتهم، متابعًا حديثه: 'السجون مدرسة للصبر والصمود، وأيام الأسر لم تزدنا إلا إصرارًا على مواصلة الطريق'.
اليوم، وبعد 22 عامًا من الاعتقال، يعود الشرباتي إلى مدينته الخليل، محاطًا بعائلته وأحبائه، ليبدأ فصلاً جديدًا من حياته، يحمل فيه إرث النضال ورسالة الحرية.
التعليقات