تستحضر 'شتوة نيسان' موروثا من الأمثال الشعبية التي تناقلها الآباء والأجداد لتحفظها الأجيال المتعاقبة في الذاكرة الجمعية، لصورة تحكي علاقة الإنسان مع الأرض والأمل والتفاؤل بموسم زراعي مليء بالخيرات، نابض بالحياة.
الزخات المطرية التي شهدتها مختلف مناطق المملكة خلال الأيام الماضية، لها حكاية في المخيال الشعبي درج على الألسنة، فتارة تراهم يقولون 'شتوة نيسان تحيي الأرض والإنسان'، وتارة 'شتوة نيسان تسوى السكة والفدان'، وتارة أخرى يقولون 'شتوة نيسان تاج الموسم'، وكذلك قالوا 'في نيسان الحصيد وين ما كان'، بل قالوا 'وفي نيسان أطفي نارك وافتح شبابيك دارك'، لكن الثابت بين كل هذه الأمثال جميها أنها تقال للكناية عن أهمية المطر في شهر نيسان.
يعلق الناشط الاجتماعي أسامة القضاة على هذه الحكايا الأردنية الجميلة التي تعود بمخيلة القارئ زمنا غير بعيد، بقوله: 'في نيسان تكتسي الجبال بثوبها الأخضر، وتُخرج الطبيعة من أكمامها زينة تتراءى للناظرين، فتنثر أجمل ما لديها من باقات الورود والأزهار والأعشاب العابقة برائحتها الندية الفواحة، وتخرج الطيور من أكنانها، والوحوش من أوابدها، والعاشبة من حظائرها، وينتشر الناس في فلوات البر للاستمتاع بالطبيعة البكر تحت شمسها الدافئة التي تداعب أجساما أضناها سبات الشتاء الطويل، أما الفلاح فتعلو قسمات وجهه البشرى بموسم زراعي وفير'.
وتتراءى أمام عيني رئيس جمعية مربي الثروة الحيوانية بالكرك المهندس زعل الكواليت صورة الأشجار المثمرة والمزروعات الحقلية بمختلف أنواعها وفوائدها الجمة، فيما المراعي تغطي القفار بساطا أخضر تحفة للناظرين، فيحتفي بها رعاة الماشية لأنها تخفف عن كواهلهم تكاليف الأعلاف، لتنتج وفرة في كمية وجودة نوعية الحليب ومشتقاته'.
وأما المهندس الزراعي عبدالوهاب الحمايدة فيذهب إلى منحى آخر ذي علاقة بتخصصه العلمي، فيقول إن 'شتوة نيسان' توفر الرطوبة ذات الأهمية في وقت يشتد فيه الحر، وفي الوقت الذي تكون المحاصيل الحقلية، ولا سيما القمح والشعير أحوج ما تكون في نموها إلى الماء، فتراها تنمو، وتتصعد في ارتفاعها، وتتشابك، فتحتفظ بالرطوبة لفترة أطول، ما يجعل القمح والشعير في مرحلة النضج التام، وبالقدرة على مقاومة الحر، ولا يختلف الأمر كثيرا في المحاصيل الصيفية البعلية كالبقوليات والخضار.
يتندر المهندس عدي المعايطة بخداع نيسان بقوله 'مرة شميس ومرة أمطار'، إي لا تخدعنك شمس نيسان في أول النهار، لأن الغيوم والأمطار تحل محلها في منتصف النهار، أو العكس حيث يكون الجو غائما في أول النهار صافيا في أوسطه، وربما عاد إلى غائم مع نهايته، وربما انخدع البعض فطرح الملابس الشتوية ظنا أن موسم الامطار ولى وانقضى.
يقول مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة إن معدلات الأمطار بشكل عام خلال هذا الموسم تعد جيدة مقارنة مع السنوات الماضية من حيث كمياتها وتوزيعها على الأشهر المطرية، لكن الأمطار التي هطلت خلال الأيام القليلة الماضية ستسهم برفع نسبة الرطوبة في الأرض، وتنعكس إيجابا على المحاصيل الحقلية والرعوية، إضافة إلى المياه الجوفية، ورفع نسبة التخزين بالحفائر المائية الترابية والسدود، داعيا المزارعين للاستفادة منها في تحضير الأرض لزراعة المحاصيل البعلية الصيفية.
--(بترا)
تستحضر 'شتوة نيسان' موروثا من الأمثال الشعبية التي تناقلها الآباء والأجداد لتحفظها الأجيال المتعاقبة في الذاكرة الجمعية، لصورة تحكي علاقة الإنسان مع الأرض والأمل والتفاؤل بموسم زراعي مليء بالخيرات، نابض بالحياة.
الزخات المطرية التي شهدتها مختلف مناطق المملكة خلال الأيام الماضية، لها حكاية في المخيال الشعبي درج على الألسنة، فتارة تراهم يقولون 'شتوة نيسان تحيي الأرض والإنسان'، وتارة 'شتوة نيسان تسوى السكة والفدان'، وتارة أخرى يقولون 'شتوة نيسان تاج الموسم'، وكذلك قالوا 'في نيسان الحصيد وين ما كان'، بل قالوا 'وفي نيسان أطفي نارك وافتح شبابيك دارك'، لكن الثابت بين كل هذه الأمثال جميها أنها تقال للكناية عن أهمية المطر في شهر نيسان.
يعلق الناشط الاجتماعي أسامة القضاة على هذه الحكايا الأردنية الجميلة التي تعود بمخيلة القارئ زمنا غير بعيد، بقوله: 'في نيسان تكتسي الجبال بثوبها الأخضر، وتُخرج الطبيعة من أكمامها زينة تتراءى للناظرين، فتنثر أجمل ما لديها من باقات الورود والأزهار والأعشاب العابقة برائحتها الندية الفواحة، وتخرج الطيور من أكنانها، والوحوش من أوابدها، والعاشبة من حظائرها، وينتشر الناس في فلوات البر للاستمتاع بالطبيعة البكر تحت شمسها الدافئة التي تداعب أجساما أضناها سبات الشتاء الطويل، أما الفلاح فتعلو قسمات وجهه البشرى بموسم زراعي وفير'.
وتتراءى أمام عيني رئيس جمعية مربي الثروة الحيوانية بالكرك المهندس زعل الكواليت صورة الأشجار المثمرة والمزروعات الحقلية بمختلف أنواعها وفوائدها الجمة، فيما المراعي تغطي القفار بساطا أخضر تحفة للناظرين، فيحتفي بها رعاة الماشية لأنها تخفف عن كواهلهم تكاليف الأعلاف، لتنتج وفرة في كمية وجودة نوعية الحليب ومشتقاته'.
وأما المهندس الزراعي عبدالوهاب الحمايدة فيذهب إلى منحى آخر ذي علاقة بتخصصه العلمي، فيقول إن 'شتوة نيسان' توفر الرطوبة ذات الأهمية في وقت يشتد فيه الحر، وفي الوقت الذي تكون المحاصيل الحقلية، ولا سيما القمح والشعير أحوج ما تكون في نموها إلى الماء، فتراها تنمو، وتتصعد في ارتفاعها، وتتشابك، فتحتفظ بالرطوبة لفترة أطول، ما يجعل القمح والشعير في مرحلة النضج التام، وبالقدرة على مقاومة الحر، ولا يختلف الأمر كثيرا في المحاصيل الصيفية البعلية كالبقوليات والخضار.
يتندر المهندس عدي المعايطة بخداع نيسان بقوله 'مرة شميس ومرة أمطار'، إي لا تخدعنك شمس نيسان في أول النهار، لأن الغيوم والأمطار تحل محلها في منتصف النهار، أو العكس حيث يكون الجو غائما في أول النهار صافيا في أوسطه، وربما عاد إلى غائم مع نهايته، وربما انخدع البعض فطرح الملابس الشتوية ظنا أن موسم الامطار ولى وانقضى.
يقول مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة إن معدلات الأمطار بشكل عام خلال هذا الموسم تعد جيدة مقارنة مع السنوات الماضية من حيث كمياتها وتوزيعها على الأشهر المطرية، لكن الأمطار التي هطلت خلال الأيام القليلة الماضية ستسهم برفع نسبة الرطوبة في الأرض، وتنعكس إيجابا على المحاصيل الحقلية والرعوية، إضافة إلى المياه الجوفية، ورفع نسبة التخزين بالحفائر المائية الترابية والسدود، داعيا المزارعين للاستفادة منها في تحضير الأرض لزراعة المحاصيل البعلية الصيفية.
--(بترا)
تستحضر 'شتوة نيسان' موروثا من الأمثال الشعبية التي تناقلها الآباء والأجداد لتحفظها الأجيال المتعاقبة في الذاكرة الجمعية، لصورة تحكي علاقة الإنسان مع الأرض والأمل والتفاؤل بموسم زراعي مليء بالخيرات، نابض بالحياة.
الزخات المطرية التي شهدتها مختلف مناطق المملكة خلال الأيام الماضية، لها حكاية في المخيال الشعبي درج على الألسنة، فتارة تراهم يقولون 'شتوة نيسان تحيي الأرض والإنسان'، وتارة 'شتوة نيسان تسوى السكة والفدان'، وتارة أخرى يقولون 'شتوة نيسان تاج الموسم'، وكذلك قالوا 'في نيسان الحصيد وين ما كان'، بل قالوا 'وفي نيسان أطفي نارك وافتح شبابيك دارك'، لكن الثابت بين كل هذه الأمثال جميها أنها تقال للكناية عن أهمية المطر في شهر نيسان.
يعلق الناشط الاجتماعي أسامة القضاة على هذه الحكايا الأردنية الجميلة التي تعود بمخيلة القارئ زمنا غير بعيد، بقوله: 'في نيسان تكتسي الجبال بثوبها الأخضر، وتُخرج الطبيعة من أكمامها زينة تتراءى للناظرين، فتنثر أجمل ما لديها من باقات الورود والأزهار والأعشاب العابقة برائحتها الندية الفواحة، وتخرج الطيور من أكنانها، والوحوش من أوابدها، والعاشبة من حظائرها، وينتشر الناس في فلوات البر للاستمتاع بالطبيعة البكر تحت شمسها الدافئة التي تداعب أجساما أضناها سبات الشتاء الطويل، أما الفلاح فتعلو قسمات وجهه البشرى بموسم زراعي وفير'.
وتتراءى أمام عيني رئيس جمعية مربي الثروة الحيوانية بالكرك المهندس زعل الكواليت صورة الأشجار المثمرة والمزروعات الحقلية بمختلف أنواعها وفوائدها الجمة، فيما المراعي تغطي القفار بساطا أخضر تحفة للناظرين، فيحتفي بها رعاة الماشية لأنها تخفف عن كواهلهم تكاليف الأعلاف، لتنتج وفرة في كمية وجودة نوعية الحليب ومشتقاته'.
وأما المهندس الزراعي عبدالوهاب الحمايدة فيذهب إلى منحى آخر ذي علاقة بتخصصه العلمي، فيقول إن 'شتوة نيسان' توفر الرطوبة ذات الأهمية في وقت يشتد فيه الحر، وفي الوقت الذي تكون المحاصيل الحقلية، ولا سيما القمح والشعير أحوج ما تكون في نموها إلى الماء، فتراها تنمو، وتتصعد في ارتفاعها، وتتشابك، فتحتفظ بالرطوبة لفترة أطول، ما يجعل القمح والشعير في مرحلة النضج التام، وبالقدرة على مقاومة الحر، ولا يختلف الأمر كثيرا في المحاصيل الصيفية البعلية كالبقوليات والخضار.
يتندر المهندس عدي المعايطة بخداع نيسان بقوله 'مرة شميس ومرة أمطار'، إي لا تخدعنك شمس نيسان في أول النهار، لأن الغيوم والأمطار تحل محلها في منتصف النهار، أو العكس حيث يكون الجو غائما في أول النهار صافيا في أوسطه، وربما عاد إلى غائم مع نهايته، وربما انخدع البعض فطرح الملابس الشتوية ظنا أن موسم الامطار ولى وانقضى.
يقول مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة إن معدلات الأمطار بشكل عام خلال هذا الموسم تعد جيدة مقارنة مع السنوات الماضية من حيث كمياتها وتوزيعها على الأشهر المطرية، لكن الأمطار التي هطلت خلال الأيام القليلة الماضية ستسهم برفع نسبة الرطوبة في الأرض، وتنعكس إيجابا على المحاصيل الحقلية والرعوية، إضافة إلى المياه الجوفية، ورفع نسبة التخزين بالحفائر المائية الترابية والسدود، داعيا المزارعين للاستفادة منها في تحضير الأرض لزراعة المحاصيل البعلية الصيفية.
--(بترا)
التعليقات