زمان كان الفلسطيني يطوع الخبر الإعلامي كيفما يشاء هو... أتذكر أني كنت طفلا حينما كانت (البي بي سي).. تبث الأخبار عن اجتياح لبنان ومغادرة المقاومة, كان محمود المسلمي حين يقرأ نشرة الأخبار يقول: وأكد القيادي الفلسطيني (أبو جهاد)... لم يذكروا خليل الوزير, كلمة (أبو جهاد) كانت تكفي لكي تدل على خليل الوزير..ونحن أصلا لم نكن نعرف الأسماء, حتى ياسر عرفات كان لقبه (أبو عمار)..
مؤخرا صرت أعرف اسم أبو داوود الحقيقي, واسم أبو اياد.. واسم (ابو الهول), كانت الكنية تكفي لكي نعرف مواقع المسؤولية, ومن هو...
تخيلوا الجيش الجمهوري الايرلندي, وفي ذروة نشاطه منتصف الثمانينيات... وحين تبث الأخبار عنه ويذكر اسم (جيري ادمز), تخيلوا أن يستعاض عن اسمه بكنية (أبو جونسون)..؟ طبعا الأمر مستحيل فهذا الجيش لم يستطع هو الآخر بالرغم من أحقية مطالبه أن يؤسس خطابا أو تسمية إعلامية خاصة به.
على كل حال الفلسطيني أسس خطابه الخاص في الإعلام, وأسس شكله الخاص عبر الكوفية.. وأسس لهجته الخاصة, والغريب أن الكنية انتقلت.. من الثورة لأسماء المطاعم, واسماء الأحياء.. انتقلت أيضا لأسماء الجمعيات, واسماء العائلات.. واسماء الشهداء.
في إسرائيل لم يستطع هذا الكيان أن يشكل ولو تسمية خاصة به في الإعلام, ظلت صفة دولة التمييز العنصري لصيقة به, ولقب جيش الاحتلال ملازما له, حتى اسماء الأحزاب ظلت مشينة مثل أن يقال: الحزب اليهودي المتطرف.. وظلت تقسيمات المجتمع حاضرة مثل: (اشكيناز وسفرديم).. لم يستطع هذا الكيان أن يلصق ولو لقبا مقبولا في جنرال من جنرالاته, أو أن يصنع في الذهن لفظة غير مستصاغة لأحد جنرالاته, كل ما انتجه الإعلام من تسميات لقادة الكيان وجيش وتاريخه الدموي هو يشكل إدانة لهم.
البعض قد يعتقد أن القصة بسيطة, ولكنها غير ذلك... أمس كنت في عزاء أقيم في جمعية تحمل اسم محافظة فلسطينية, سلمت على الناس وجلست, كانوا ينادون بعضهم باللكنية أو اللقب.. كنت اسمع جملة: (أبو جهاد تعال اكعد هون)... كنت اسمع أيضا: (ياهلا بأبو عمار..يا هلا اتفضل اتفضل).. كنت اسمع أيضا.. (ابو أياد)...
تذكرت وقتها طفولتي ونشرات الأخبار, تذكرت أن الفلسطيني استطاع أن ينجح ويؤسس ايقاعه الخاص في هذا العالم.. فهؤلاء الناس لم يقوموا بتسمية أولادهم عبثا, بل سموهم كذلك التصاقا بالتاريخ والقضية... حتما حين يسأل جهاد والده عن سبب التسمية, سيربطه باستشهاد أبو جهاد.. وحين يسأل اياد والده عن سبب التسمية سيكون الرد مشابها.
زمان كان الفلسطيني يطوع الخبر الإعلامي كيفما يشاء هو... أتذكر أني كنت طفلا حينما كانت (البي بي سي).. تبث الأخبار عن اجتياح لبنان ومغادرة المقاومة, كان محمود المسلمي حين يقرأ نشرة الأخبار يقول: وأكد القيادي الفلسطيني (أبو جهاد)... لم يذكروا خليل الوزير, كلمة (أبو جهاد) كانت تكفي لكي تدل على خليل الوزير..ونحن أصلا لم نكن نعرف الأسماء, حتى ياسر عرفات كان لقبه (أبو عمار)..
مؤخرا صرت أعرف اسم أبو داوود الحقيقي, واسم أبو اياد.. واسم (ابو الهول), كانت الكنية تكفي لكي نعرف مواقع المسؤولية, ومن هو...
تخيلوا الجيش الجمهوري الايرلندي, وفي ذروة نشاطه منتصف الثمانينيات... وحين تبث الأخبار عنه ويذكر اسم (جيري ادمز), تخيلوا أن يستعاض عن اسمه بكنية (أبو جونسون)..؟ طبعا الأمر مستحيل فهذا الجيش لم يستطع هو الآخر بالرغم من أحقية مطالبه أن يؤسس خطابا أو تسمية إعلامية خاصة به.
على كل حال الفلسطيني أسس خطابه الخاص في الإعلام, وأسس شكله الخاص عبر الكوفية.. وأسس لهجته الخاصة, والغريب أن الكنية انتقلت.. من الثورة لأسماء المطاعم, واسماء الأحياء.. انتقلت أيضا لأسماء الجمعيات, واسماء العائلات.. واسماء الشهداء.
في إسرائيل لم يستطع هذا الكيان أن يشكل ولو تسمية خاصة به في الإعلام, ظلت صفة دولة التمييز العنصري لصيقة به, ولقب جيش الاحتلال ملازما له, حتى اسماء الأحزاب ظلت مشينة مثل أن يقال: الحزب اليهودي المتطرف.. وظلت تقسيمات المجتمع حاضرة مثل: (اشكيناز وسفرديم).. لم يستطع هذا الكيان أن يلصق ولو لقبا مقبولا في جنرال من جنرالاته, أو أن يصنع في الذهن لفظة غير مستصاغة لأحد جنرالاته, كل ما انتجه الإعلام من تسميات لقادة الكيان وجيش وتاريخه الدموي هو يشكل إدانة لهم.
البعض قد يعتقد أن القصة بسيطة, ولكنها غير ذلك... أمس كنت في عزاء أقيم في جمعية تحمل اسم محافظة فلسطينية, سلمت على الناس وجلست, كانوا ينادون بعضهم باللكنية أو اللقب.. كنت اسمع جملة: (أبو جهاد تعال اكعد هون)... كنت اسمع أيضا: (ياهلا بأبو عمار..يا هلا اتفضل اتفضل).. كنت اسمع أيضا.. (ابو أياد)...
تذكرت وقتها طفولتي ونشرات الأخبار, تذكرت أن الفلسطيني استطاع أن ينجح ويؤسس ايقاعه الخاص في هذا العالم.. فهؤلاء الناس لم يقوموا بتسمية أولادهم عبثا, بل سموهم كذلك التصاقا بالتاريخ والقضية... حتما حين يسأل جهاد والده عن سبب التسمية, سيربطه باستشهاد أبو جهاد.. وحين يسأل اياد والده عن سبب التسمية سيكون الرد مشابها.
زمان كان الفلسطيني يطوع الخبر الإعلامي كيفما يشاء هو... أتذكر أني كنت طفلا حينما كانت (البي بي سي).. تبث الأخبار عن اجتياح لبنان ومغادرة المقاومة, كان محمود المسلمي حين يقرأ نشرة الأخبار يقول: وأكد القيادي الفلسطيني (أبو جهاد)... لم يذكروا خليل الوزير, كلمة (أبو جهاد) كانت تكفي لكي تدل على خليل الوزير..ونحن أصلا لم نكن نعرف الأسماء, حتى ياسر عرفات كان لقبه (أبو عمار)..
مؤخرا صرت أعرف اسم أبو داوود الحقيقي, واسم أبو اياد.. واسم (ابو الهول), كانت الكنية تكفي لكي نعرف مواقع المسؤولية, ومن هو...
تخيلوا الجيش الجمهوري الايرلندي, وفي ذروة نشاطه منتصف الثمانينيات... وحين تبث الأخبار عنه ويذكر اسم (جيري ادمز), تخيلوا أن يستعاض عن اسمه بكنية (أبو جونسون)..؟ طبعا الأمر مستحيل فهذا الجيش لم يستطع هو الآخر بالرغم من أحقية مطالبه أن يؤسس خطابا أو تسمية إعلامية خاصة به.
على كل حال الفلسطيني أسس خطابه الخاص في الإعلام, وأسس شكله الخاص عبر الكوفية.. وأسس لهجته الخاصة, والغريب أن الكنية انتقلت.. من الثورة لأسماء المطاعم, واسماء الأحياء.. انتقلت أيضا لأسماء الجمعيات, واسماء العائلات.. واسماء الشهداء.
في إسرائيل لم يستطع هذا الكيان أن يشكل ولو تسمية خاصة به في الإعلام, ظلت صفة دولة التمييز العنصري لصيقة به, ولقب جيش الاحتلال ملازما له, حتى اسماء الأحزاب ظلت مشينة مثل أن يقال: الحزب اليهودي المتطرف.. وظلت تقسيمات المجتمع حاضرة مثل: (اشكيناز وسفرديم).. لم يستطع هذا الكيان أن يلصق ولو لقبا مقبولا في جنرال من جنرالاته, أو أن يصنع في الذهن لفظة غير مستصاغة لأحد جنرالاته, كل ما انتجه الإعلام من تسميات لقادة الكيان وجيش وتاريخه الدموي هو يشكل إدانة لهم.
البعض قد يعتقد أن القصة بسيطة, ولكنها غير ذلك... أمس كنت في عزاء أقيم في جمعية تحمل اسم محافظة فلسطينية, سلمت على الناس وجلست, كانوا ينادون بعضهم باللكنية أو اللقب.. كنت اسمع جملة: (أبو جهاد تعال اكعد هون)... كنت اسمع أيضا: (ياهلا بأبو عمار..يا هلا اتفضل اتفضل).. كنت اسمع أيضا.. (ابو أياد)...
تذكرت وقتها طفولتي ونشرات الأخبار, تذكرت أن الفلسطيني استطاع أن ينجح ويؤسس ايقاعه الخاص في هذا العالم.. فهؤلاء الناس لم يقوموا بتسمية أولادهم عبثا, بل سموهم كذلك التصاقا بالتاريخ والقضية... حتما حين يسأل جهاد والده عن سبب التسمية, سيربطه باستشهاد أبو جهاد.. وحين يسأل اياد والده عن سبب التسمية سيكون الرد مشابها.
التعليقات