أخبار اليوم - دقائق معدودة تغير فيها كل شيء في حياة هبة البلبيسي (12 عامًا)، فقدت خلالها 'جزءًا من روحها' البريئة بفراق أخويها اللذين يكبرانها مباشرة، عبد الرحمن ومصطفى، ورسمت لها مسارًا أسودًا لحياة لم تتمنها يومًا.
هذا العمر الذي راودتها فيه أحلام الطفولة الوردية باللعب معهما وقضاء أوقات من المرح، كأنما زاد دهرًا بجريمة إسرائيلية 'اختطفت' أخويها، وأصابتها هي بجراح جعلتها طريحة الفراش في المستشفى.
جراح عميقة
لا تقوى على الكلام، أو أن عباراتها حبيسة قهر كامن في قلبها. توزع بالكاد نظرات مثقلة بالأسى لما وصل إليه حالها، وكأنها تقول: 'حسبي الله ونعم الوكيل'، بعدما بدلت حرب الإبادة الجماعية حالها، وباتت غير آمنة على نفسها وأسرتها حتى في بيتها الدافئ الذي دمر لاحقًا.
ما الذي أتى بي إلى هنا؟ ولماذا أصبحت أنا وأخواي ضحايا لهذه الجريمة؟ ما الذي أخرجني من طموحاتي وبيتي ومدرستي إلى هذا الكابوس؟ تساؤلات تلوح في عينيها.
يرافقها في المستشفى أخوها الأكبر، الذي بات الأخ الوحيد بعد استشهاد عبد الرحمن ومصطفى، ولديه ست أخوات أصغرهن هبة.
يسترجع في حديثه مع صحيفة 'فلسطين' تفاصيل الفاجعة التي وقعت في 24 سبتمبر/أيلول وغيرت مجرى حياة الأسرة، قائلاً: 'إن استهدافًا إسرائيليًا وقع في الشارع الذي يقطنون به شمال مخيم النصيرات، بينما كانت هبة وعبد الرحمن ومصطفى يتواجدون أمام باب منزلهم.'
ويضيف: 'قبل ذلك بقليل، كان هناك استهداف لجيراننا، وتبعه استهداف آخر في منتصف الشارع الذي نسكن فيه. كنت حينها في صالة منزلنا.'
عندما شاهد إخوته وقد غطتهم الدماء، سارع إلى انتشالهم. لكن عبد الرحمن (16 عامًا) استشهد على الفور، بينما بقي مصطفى (14 عامًا) في العناية المركزة ليومين، غائبًا عن الوعي إثر إصابته بشظية في الرأس.
أما هبة، فركب لها الأطباء في يدها اليسرى 'بلاتينا داخليًا' وآخر خارجيًا في ساقها الأيسر، كما تعرضت لبتر أصبعين من يدها اليمنى، ومشكلات في الأوتار والأعصاب.
طموحات ضائعة
يقول أخوها الأكبر: 'كان لأخوي عبد الرحمن ومصطفى طموحات ككل الأطفال في العالم، وأرادا عيش حياة كريمة آمنة يحققان فيها ذاتهما. فأحدهما تمنى أن يصبح محاميًا، والآخر طبيبًا.'
وجمعته هو مع أخويه الشهيدين علاقة تميزت بمسؤوليته عن تربيتهما في ظل سفر والده منذ 15 عامًا، والاعتماد عليهما في مساعدته لتلبية احتياجات الأسرة أثناء انشغاله بعمله.
وطالت المعاناة الأسرة أيضًا بخسارة منزلها، الذي دمر مع تقدم دبابات الاحتلال في منطقة سكنها. وجدت الأسرة نفسها مجبرة على النزوح إلى خيمة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجبر فيها العدوان أسرة هبة على النزوح وسط أوضاع معيشية مزرية، فرضتها حرب الإبادة الجماعية من انعدام المأوى وشح الغذاء والماء. فقد نزحت قسرًا في مرحلة سابقة إلى رفح، قبل أن تعود إلى النصيرات.
وباتت الطفلة على سرير المستشفى رفيقة للحزن، في انتظار ما ستؤول إليه حالتها الصحية. ولشعور الفقد الذي يخترق فؤادها كسهم ثاقب، تمر أمام عينيها وفي ذاكرتها لحظات جميلة جمعتها مع أخويها، لحظات لن تمحوها الأيام، رغم أن الغارة الإسرائيلية فرقت بينهم إلى الأبد.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - دقائق معدودة تغير فيها كل شيء في حياة هبة البلبيسي (12 عامًا)، فقدت خلالها 'جزءًا من روحها' البريئة بفراق أخويها اللذين يكبرانها مباشرة، عبد الرحمن ومصطفى، ورسمت لها مسارًا أسودًا لحياة لم تتمنها يومًا.
هذا العمر الذي راودتها فيه أحلام الطفولة الوردية باللعب معهما وقضاء أوقات من المرح، كأنما زاد دهرًا بجريمة إسرائيلية 'اختطفت' أخويها، وأصابتها هي بجراح جعلتها طريحة الفراش في المستشفى.
جراح عميقة
لا تقوى على الكلام، أو أن عباراتها حبيسة قهر كامن في قلبها. توزع بالكاد نظرات مثقلة بالأسى لما وصل إليه حالها، وكأنها تقول: 'حسبي الله ونعم الوكيل'، بعدما بدلت حرب الإبادة الجماعية حالها، وباتت غير آمنة على نفسها وأسرتها حتى في بيتها الدافئ الذي دمر لاحقًا.
ما الذي أتى بي إلى هنا؟ ولماذا أصبحت أنا وأخواي ضحايا لهذه الجريمة؟ ما الذي أخرجني من طموحاتي وبيتي ومدرستي إلى هذا الكابوس؟ تساؤلات تلوح في عينيها.
يرافقها في المستشفى أخوها الأكبر، الذي بات الأخ الوحيد بعد استشهاد عبد الرحمن ومصطفى، ولديه ست أخوات أصغرهن هبة.
يسترجع في حديثه مع صحيفة 'فلسطين' تفاصيل الفاجعة التي وقعت في 24 سبتمبر/أيلول وغيرت مجرى حياة الأسرة، قائلاً: 'إن استهدافًا إسرائيليًا وقع في الشارع الذي يقطنون به شمال مخيم النصيرات، بينما كانت هبة وعبد الرحمن ومصطفى يتواجدون أمام باب منزلهم.'
ويضيف: 'قبل ذلك بقليل، كان هناك استهداف لجيراننا، وتبعه استهداف آخر في منتصف الشارع الذي نسكن فيه. كنت حينها في صالة منزلنا.'
عندما شاهد إخوته وقد غطتهم الدماء، سارع إلى انتشالهم. لكن عبد الرحمن (16 عامًا) استشهد على الفور، بينما بقي مصطفى (14 عامًا) في العناية المركزة ليومين، غائبًا عن الوعي إثر إصابته بشظية في الرأس.
أما هبة، فركب لها الأطباء في يدها اليسرى 'بلاتينا داخليًا' وآخر خارجيًا في ساقها الأيسر، كما تعرضت لبتر أصبعين من يدها اليمنى، ومشكلات في الأوتار والأعصاب.
طموحات ضائعة
يقول أخوها الأكبر: 'كان لأخوي عبد الرحمن ومصطفى طموحات ككل الأطفال في العالم، وأرادا عيش حياة كريمة آمنة يحققان فيها ذاتهما. فأحدهما تمنى أن يصبح محاميًا، والآخر طبيبًا.'
وجمعته هو مع أخويه الشهيدين علاقة تميزت بمسؤوليته عن تربيتهما في ظل سفر والده منذ 15 عامًا، والاعتماد عليهما في مساعدته لتلبية احتياجات الأسرة أثناء انشغاله بعمله.
وطالت المعاناة الأسرة أيضًا بخسارة منزلها، الذي دمر مع تقدم دبابات الاحتلال في منطقة سكنها. وجدت الأسرة نفسها مجبرة على النزوح إلى خيمة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجبر فيها العدوان أسرة هبة على النزوح وسط أوضاع معيشية مزرية، فرضتها حرب الإبادة الجماعية من انعدام المأوى وشح الغذاء والماء. فقد نزحت قسرًا في مرحلة سابقة إلى رفح، قبل أن تعود إلى النصيرات.
وباتت الطفلة على سرير المستشفى رفيقة للحزن، في انتظار ما ستؤول إليه حالتها الصحية. ولشعور الفقد الذي يخترق فؤادها كسهم ثاقب، تمر أمام عينيها وفي ذاكرتها لحظات جميلة جمعتها مع أخويها، لحظات لن تمحوها الأيام، رغم أن الغارة الإسرائيلية فرقت بينهم إلى الأبد.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - دقائق معدودة تغير فيها كل شيء في حياة هبة البلبيسي (12 عامًا)، فقدت خلالها 'جزءًا من روحها' البريئة بفراق أخويها اللذين يكبرانها مباشرة، عبد الرحمن ومصطفى، ورسمت لها مسارًا أسودًا لحياة لم تتمنها يومًا.
هذا العمر الذي راودتها فيه أحلام الطفولة الوردية باللعب معهما وقضاء أوقات من المرح، كأنما زاد دهرًا بجريمة إسرائيلية 'اختطفت' أخويها، وأصابتها هي بجراح جعلتها طريحة الفراش في المستشفى.
جراح عميقة
لا تقوى على الكلام، أو أن عباراتها حبيسة قهر كامن في قلبها. توزع بالكاد نظرات مثقلة بالأسى لما وصل إليه حالها، وكأنها تقول: 'حسبي الله ونعم الوكيل'، بعدما بدلت حرب الإبادة الجماعية حالها، وباتت غير آمنة على نفسها وأسرتها حتى في بيتها الدافئ الذي دمر لاحقًا.
ما الذي أتى بي إلى هنا؟ ولماذا أصبحت أنا وأخواي ضحايا لهذه الجريمة؟ ما الذي أخرجني من طموحاتي وبيتي ومدرستي إلى هذا الكابوس؟ تساؤلات تلوح في عينيها.
يرافقها في المستشفى أخوها الأكبر، الذي بات الأخ الوحيد بعد استشهاد عبد الرحمن ومصطفى، ولديه ست أخوات أصغرهن هبة.
يسترجع في حديثه مع صحيفة 'فلسطين' تفاصيل الفاجعة التي وقعت في 24 سبتمبر/أيلول وغيرت مجرى حياة الأسرة، قائلاً: 'إن استهدافًا إسرائيليًا وقع في الشارع الذي يقطنون به شمال مخيم النصيرات، بينما كانت هبة وعبد الرحمن ومصطفى يتواجدون أمام باب منزلهم.'
ويضيف: 'قبل ذلك بقليل، كان هناك استهداف لجيراننا، وتبعه استهداف آخر في منتصف الشارع الذي نسكن فيه. كنت حينها في صالة منزلنا.'
عندما شاهد إخوته وقد غطتهم الدماء، سارع إلى انتشالهم. لكن عبد الرحمن (16 عامًا) استشهد على الفور، بينما بقي مصطفى (14 عامًا) في العناية المركزة ليومين، غائبًا عن الوعي إثر إصابته بشظية في الرأس.
أما هبة، فركب لها الأطباء في يدها اليسرى 'بلاتينا داخليًا' وآخر خارجيًا في ساقها الأيسر، كما تعرضت لبتر أصبعين من يدها اليمنى، ومشكلات في الأوتار والأعصاب.
طموحات ضائعة
يقول أخوها الأكبر: 'كان لأخوي عبد الرحمن ومصطفى طموحات ككل الأطفال في العالم، وأرادا عيش حياة كريمة آمنة يحققان فيها ذاتهما. فأحدهما تمنى أن يصبح محاميًا، والآخر طبيبًا.'
وجمعته هو مع أخويه الشهيدين علاقة تميزت بمسؤوليته عن تربيتهما في ظل سفر والده منذ 15 عامًا، والاعتماد عليهما في مساعدته لتلبية احتياجات الأسرة أثناء انشغاله بعمله.
وطالت المعاناة الأسرة أيضًا بخسارة منزلها، الذي دمر مع تقدم دبابات الاحتلال في منطقة سكنها. وجدت الأسرة نفسها مجبرة على النزوح إلى خيمة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجبر فيها العدوان أسرة هبة على النزوح وسط أوضاع معيشية مزرية، فرضتها حرب الإبادة الجماعية من انعدام المأوى وشح الغذاء والماء. فقد نزحت قسرًا في مرحلة سابقة إلى رفح، قبل أن تعود إلى النصيرات.
وباتت الطفلة على سرير المستشفى رفيقة للحزن، في انتظار ما ستؤول إليه حالتها الصحية. ولشعور الفقد الذي يخترق فؤادها كسهم ثاقب، تمر أمام عينيها وفي ذاكرتها لحظات جميلة جمعتها مع أخويها، لحظات لن تمحوها الأيام، رغم أن الغارة الإسرائيلية فرقت بينهم إلى الأبد.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات