أخبار اليوم - مع بزوغ كل نهار، يبدأ الشاب محمد بركة عمله المعتاد في نقل الركاب بواسطة عربة يجرها حمار داخل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أن باتت تلك الوسيلة الأكثر شيوعاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل نحو 15 شهراً.
يحرص بركة (19 عاماً) على الاستيقاظ مبكراً وإطعام حماره ثم تجهيزه قبل الانطلاق في رحلة يومية شاقة لا تنتهي إلا مع حلول المساء.
ويقول إنه حرص على شراء الحمار وعربة الكارو قبل أشهر بعدما لاحظ الإقبال الكبير من المواطنين على التنقل عبر تلك الطريقة منذ بداية الحرب، في ظل توقف غالبية المركبات عن العمل بفعل شح الوقود وغلاء أسعار ما يتوفر منه.
الحمار يتفوق على السيارة
ببعض السخرية، يضيف الشاب الغزي لصحيفة 'فلسطين': 'في الوقت الذي أعمل أنا عبر حماري، فإن والدي الذي يملك مركبة مخصصة لنقل الركاب اضطر منذ أشهر لركنها أمام المنزل بسبب صعوبة توفير الوقود بالإضافة إلى الأسعار المرتفعة لقطع الغيار، وهو ما يجعل العمل بها غير ذي جدوى'.
محمد واحد من آلاف الشبان وأرباب الأسر ممن عادوا لامتهان وسيلة النقل البدائية تلك، ومن يسير في شوارع دير البلح وبقية مناطق القطاع يلحظ انتشار عربات الكارو المحملة بالركاب والبضائع طوال النهار.
يشير بركة إلى أنه يحاول من خلال عمله اليومي في نقل الركاب توفير بعض متطلبات عائلته، خصوصاً مع توقف والده عن العمل، مؤكداً أنه يجني عائداً مادياً جيداً، لكنه لا يكفي نظراً لارتفاع أسعار التبن الذي يتوجب عليه توفيره يومياً لإطعام حماره.
عمل شاق ومستمر
خالد الديري، مواطن آخر يعمل في نفس المهنة، إذ يملك بدوره حصاناً كان قبل الحرب قلّما يعمل خلال النهار، لكنه الآن لا يكاد يُفرغ حمولته من الركاب حتى يُعيد الكرّة مع ركاب آخرين.
يقول الديري 'فلسطين': 'المواطنون من مختلف الأعمار والفئات والمستويات الاجتماعية، وبالطبع من الجنسين، يتنقلون يومياً بين مختلف مناطق دير البلح عبر حصاني الذي لم يعد يعرف للراحة طعماً كما كان عليه الحال قبل الحرب'.
بالنسبة للديري، فإن عمله يغطي جزءاً لا بأس به من احتياجات أسرته المكونة من ستة أفراد، لا سيما أنه يعمل طوال النهار ويضطر في بعض الأحيان للتأخر إلى ما بعد أذان العشاء بسبب تواجد بعض المواطنين في الشوارع الرئيسية والراغبين في العودة إلى بيوتهم أو مراكز الإيواء التي يقيمون فيها.
لا مكان للحرج
وفي الوقت الذي كانت فكرة التنقل بواسطة عربات الكارو مستحيلة بالنسبة للسواد الأعظم من المواطنين قبل الحرب، فإن الواقع الجديد أجبر الجميع على هذا الخيار الآن، ولم يعد غريباً رؤية أطباء ومهندسين ومدرسين وصحفيين ومدراء يتنقلون إلى وجهاتهم جالسين فوق تلك العربات.
سمير الخطيب، مدرس من مدينة غزة نازح إلى دير البلح، يحرص يومياً على الخروج لإنجاز أعماله وجلب احتياجات أسرته، ويتحرك في معظم الأحيان بواسطة عربات الكارو.
يقول الخطيب لـ'فلسطين': 'في بداية الحرب، نزحت مع أسرتي من مدينة غزة إلى رفح جنوب القطاع، وكنت أشعر بالحرج من ركوب عربات الكارو، لكن مع مرور الوقت أصبحت معتاداً على ذلك، في ظل انعدام الوسائل الأخرى تقريباً'.
ويضيف: 'معظم تحركاتي تكون في نطاق مدينة دير البلح ولا تحتاج إلى الكثير من الوقت، لذلك فإن عربات الكارو هي الخيار الأمثل، في حين أن البديل المتاح يكون غالباً عربات حديدية يتم ربطها في مركبات ولا أحبّذ ركوبها'.
أما المواطنة فداء النازحة من مدينة رفح، فتشير بدورها إلى أنها تستعين كلما احتاجت للخروج بعربات الكارو للوصول إلى وجهتها، وترى أنها الوسيلة الأسهل والأنسب في ظروف الحرب.
تلفت فداء إلى أن ثمة اتفاقاً ضمنياً بين الركاب وسائقي عربات الكارو على حد سواء، يقضي بتخصيص جزء معين فوق العربة للنساء مقابل جزء آخر للرجال، وهو ما من شأنه التخفيف من حدة الحرج لدى بعض المترددين من الجنسين في استخدام هذه الوسيلة في التحرك نحو وجهاتهم.
أخبار اليوم - مع بزوغ كل نهار، يبدأ الشاب محمد بركة عمله المعتاد في نقل الركاب بواسطة عربة يجرها حمار داخل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أن باتت تلك الوسيلة الأكثر شيوعاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل نحو 15 شهراً.
يحرص بركة (19 عاماً) على الاستيقاظ مبكراً وإطعام حماره ثم تجهيزه قبل الانطلاق في رحلة يومية شاقة لا تنتهي إلا مع حلول المساء.
ويقول إنه حرص على شراء الحمار وعربة الكارو قبل أشهر بعدما لاحظ الإقبال الكبير من المواطنين على التنقل عبر تلك الطريقة منذ بداية الحرب، في ظل توقف غالبية المركبات عن العمل بفعل شح الوقود وغلاء أسعار ما يتوفر منه.
الحمار يتفوق على السيارة
ببعض السخرية، يضيف الشاب الغزي لصحيفة 'فلسطين': 'في الوقت الذي أعمل أنا عبر حماري، فإن والدي الذي يملك مركبة مخصصة لنقل الركاب اضطر منذ أشهر لركنها أمام المنزل بسبب صعوبة توفير الوقود بالإضافة إلى الأسعار المرتفعة لقطع الغيار، وهو ما يجعل العمل بها غير ذي جدوى'.
محمد واحد من آلاف الشبان وأرباب الأسر ممن عادوا لامتهان وسيلة النقل البدائية تلك، ومن يسير في شوارع دير البلح وبقية مناطق القطاع يلحظ انتشار عربات الكارو المحملة بالركاب والبضائع طوال النهار.
يشير بركة إلى أنه يحاول من خلال عمله اليومي في نقل الركاب توفير بعض متطلبات عائلته، خصوصاً مع توقف والده عن العمل، مؤكداً أنه يجني عائداً مادياً جيداً، لكنه لا يكفي نظراً لارتفاع أسعار التبن الذي يتوجب عليه توفيره يومياً لإطعام حماره.
عمل شاق ومستمر
خالد الديري، مواطن آخر يعمل في نفس المهنة، إذ يملك بدوره حصاناً كان قبل الحرب قلّما يعمل خلال النهار، لكنه الآن لا يكاد يُفرغ حمولته من الركاب حتى يُعيد الكرّة مع ركاب آخرين.
يقول الديري 'فلسطين': 'المواطنون من مختلف الأعمار والفئات والمستويات الاجتماعية، وبالطبع من الجنسين، يتنقلون يومياً بين مختلف مناطق دير البلح عبر حصاني الذي لم يعد يعرف للراحة طعماً كما كان عليه الحال قبل الحرب'.
بالنسبة للديري، فإن عمله يغطي جزءاً لا بأس به من احتياجات أسرته المكونة من ستة أفراد، لا سيما أنه يعمل طوال النهار ويضطر في بعض الأحيان للتأخر إلى ما بعد أذان العشاء بسبب تواجد بعض المواطنين في الشوارع الرئيسية والراغبين في العودة إلى بيوتهم أو مراكز الإيواء التي يقيمون فيها.
لا مكان للحرج
وفي الوقت الذي كانت فكرة التنقل بواسطة عربات الكارو مستحيلة بالنسبة للسواد الأعظم من المواطنين قبل الحرب، فإن الواقع الجديد أجبر الجميع على هذا الخيار الآن، ولم يعد غريباً رؤية أطباء ومهندسين ومدرسين وصحفيين ومدراء يتنقلون إلى وجهاتهم جالسين فوق تلك العربات.
سمير الخطيب، مدرس من مدينة غزة نازح إلى دير البلح، يحرص يومياً على الخروج لإنجاز أعماله وجلب احتياجات أسرته، ويتحرك في معظم الأحيان بواسطة عربات الكارو.
يقول الخطيب لـ'فلسطين': 'في بداية الحرب، نزحت مع أسرتي من مدينة غزة إلى رفح جنوب القطاع، وكنت أشعر بالحرج من ركوب عربات الكارو، لكن مع مرور الوقت أصبحت معتاداً على ذلك، في ظل انعدام الوسائل الأخرى تقريباً'.
ويضيف: 'معظم تحركاتي تكون في نطاق مدينة دير البلح ولا تحتاج إلى الكثير من الوقت، لذلك فإن عربات الكارو هي الخيار الأمثل، في حين أن البديل المتاح يكون غالباً عربات حديدية يتم ربطها في مركبات ولا أحبّذ ركوبها'.
أما المواطنة فداء النازحة من مدينة رفح، فتشير بدورها إلى أنها تستعين كلما احتاجت للخروج بعربات الكارو للوصول إلى وجهتها، وترى أنها الوسيلة الأسهل والأنسب في ظروف الحرب.
تلفت فداء إلى أن ثمة اتفاقاً ضمنياً بين الركاب وسائقي عربات الكارو على حد سواء، يقضي بتخصيص جزء معين فوق العربة للنساء مقابل جزء آخر للرجال، وهو ما من شأنه التخفيف من حدة الحرج لدى بعض المترددين من الجنسين في استخدام هذه الوسيلة في التحرك نحو وجهاتهم.
أخبار اليوم - مع بزوغ كل نهار، يبدأ الشاب محمد بركة عمله المعتاد في نقل الركاب بواسطة عربة يجرها حمار داخل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أن باتت تلك الوسيلة الأكثر شيوعاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل نحو 15 شهراً.
يحرص بركة (19 عاماً) على الاستيقاظ مبكراً وإطعام حماره ثم تجهيزه قبل الانطلاق في رحلة يومية شاقة لا تنتهي إلا مع حلول المساء.
ويقول إنه حرص على شراء الحمار وعربة الكارو قبل أشهر بعدما لاحظ الإقبال الكبير من المواطنين على التنقل عبر تلك الطريقة منذ بداية الحرب، في ظل توقف غالبية المركبات عن العمل بفعل شح الوقود وغلاء أسعار ما يتوفر منه.
الحمار يتفوق على السيارة
ببعض السخرية، يضيف الشاب الغزي لصحيفة 'فلسطين': 'في الوقت الذي أعمل أنا عبر حماري، فإن والدي الذي يملك مركبة مخصصة لنقل الركاب اضطر منذ أشهر لركنها أمام المنزل بسبب صعوبة توفير الوقود بالإضافة إلى الأسعار المرتفعة لقطع الغيار، وهو ما يجعل العمل بها غير ذي جدوى'.
محمد واحد من آلاف الشبان وأرباب الأسر ممن عادوا لامتهان وسيلة النقل البدائية تلك، ومن يسير في شوارع دير البلح وبقية مناطق القطاع يلحظ انتشار عربات الكارو المحملة بالركاب والبضائع طوال النهار.
يشير بركة إلى أنه يحاول من خلال عمله اليومي في نقل الركاب توفير بعض متطلبات عائلته، خصوصاً مع توقف والده عن العمل، مؤكداً أنه يجني عائداً مادياً جيداً، لكنه لا يكفي نظراً لارتفاع أسعار التبن الذي يتوجب عليه توفيره يومياً لإطعام حماره.
عمل شاق ومستمر
خالد الديري، مواطن آخر يعمل في نفس المهنة، إذ يملك بدوره حصاناً كان قبل الحرب قلّما يعمل خلال النهار، لكنه الآن لا يكاد يُفرغ حمولته من الركاب حتى يُعيد الكرّة مع ركاب آخرين.
يقول الديري 'فلسطين': 'المواطنون من مختلف الأعمار والفئات والمستويات الاجتماعية، وبالطبع من الجنسين، يتنقلون يومياً بين مختلف مناطق دير البلح عبر حصاني الذي لم يعد يعرف للراحة طعماً كما كان عليه الحال قبل الحرب'.
بالنسبة للديري، فإن عمله يغطي جزءاً لا بأس به من احتياجات أسرته المكونة من ستة أفراد، لا سيما أنه يعمل طوال النهار ويضطر في بعض الأحيان للتأخر إلى ما بعد أذان العشاء بسبب تواجد بعض المواطنين في الشوارع الرئيسية والراغبين في العودة إلى بيوتهم أو مراكز الإيواء التي يقيمون فيها.
لا مكان للحرج
وفي الوقت الذي كانت فكرة التنقل بواسطة عربات الكارو مستحيلة بالنسبة للسواد الأعظم من المواطنين قبل الحرب، فإن الواقع الجديد أجبر الجميع على هذا الخيار الآن، ولم يعد غريباً رؤية أطباء ومهندسين ومدرسين وصحفيين ومدراء يتنقلون إلى وجهاتهم جالسين فوق تلك العربات.
سمير الخطيب، مدرس من مدينة غزة نازح إلى دير البلح، يحرص يومياً على الخروج لإنجاز أعماله وجلب احتياجات أسرته، ويتحرك في معظم الأحيان بواسطة عربات الكارو.
يقول الخطيب لـ'فلسطين': 'في بداية الحرب، نزحت مع أسرتي من مدينة غزة إلى رفح جنوب القطاع، وكنت أشعر بالحرج من ركوب عربات الكارو، لكن مع مرور الوقت أصبحت معتاداً على ذلك، في ظل انعدام الوسائل الأخرى تقريباً'.
ويضيف: 'معظم تحركاتي تكون في نطاق مدينة دير البلح ولا تحتاج إلى الكثير من الوقت، لذلك فإن عربات الكارو هي الخيار الأمثل، في حين أن البديل المتاح يكون غالباً عربات حديدية يتم ربطها في مركبات ولا أحبّذ ركوبها'.
أما المواطنة فداء النازحة من مدينة رفح، فتشير بدورها إلى أنها تستعين كلما احتاجت للخروج بعربات الكارو للوصول إلى وجهتها، وترى أنها الوسيلة الأسهل والأنسب في ظروف الحرب.
تلفت فداء إلى أن ثمة اتفاقاً ضمنياً بين الركاب وسائقي عربات الكارو على حد سواء، يقضي بتخصيص جزء معين فوق العربة للنساء مقابل جزء آخر للرجال، وهو ما من شأنه التخفيف من حدة الحرج لدى بعض المترددين من الجنسين في استخدام هذه الوسيلة في التحرك نحو وجهاتهم.
التعليقات