أخبار اليوم - بعد 13 عاما من قتل وتنكيل وتشريد، سقط نظام بشار الأسد في سوريا (2000-2024)، فتنفس السوريون الصعداء، بعد أن حصلوا على حق ظنه كثيرون بعيد المنال، إذ أنهوا 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ففي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وسبقتها مدن أخرى، مع انسحاب قوات نظام بشار الأسد من المؤسسات العامة والشوارع.
في الجوار القريب، فلسطين، زاد هذا المشهد التاريخي أمل الفلسطينيين في إمكانية إنهاء عقود من الظلم والاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حلم دولة فلسطين وإنهاء الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرا.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
قواسم مشتركة
الخبير بالشأن الفلسطيني أحمد الحيلة قال إن “نجاح الثورة السورية سيكون له، بلا شك، آثار كبيرة على الإقليم وعلى القضية الفلسطينية”.
وتابع: “فالشعب السوري، مع بدء تحقيق تطلعاته وآماله نحو الحرية والكرامة بعد أكثر من 13 عاما من النضال والثورة، سيكون له أثر إيجابي مباشر ومحفّز لوعي الشعوب المقهورة التي تعاني من الاحتلال والاستبداد”.
وشدد على أن “هذا التحول أثبت أن الأقدار تستجيب لإرادة الشعوب الحرة مهما طال الزمن، وأن القمع والاستبداد لا يمكن أن يدوم أمام تلك الإرادة”.
“أما على مستوى القضية الفلسطينية، ففي الوقت الذي مثّل فيه “طوفان الأقصى” والمقاومة والصمود في غزة المحاصرة، محفزا للشعوب ولقدرتها على مواجهة القوى المتوحّشة وإفشال مخططاتها مهما بلغت من الخبث والدهاء، فإن نجاح الثورة السورية، سيكون له أيضا أثر مهم على القضية الفلسطينية”، حسب الحيلة.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نفذت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” عملية “طوفان الأقصى”، بمهاجمة 11 قاعدة إسرائيلية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، حيث قتلت وأسرت إسرائيليين، ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وأردف الحيلة: “فالشعب الفلسطيني يرى أن الشعب السوري، مع إصراره وتحمله لتكلفة الحرية الكبير والباهظ، استطاع ولو بعد حين، الوصول إلى غايته بامتلاك بداية الطريق نحو الحرية والكرامة الوطنية”.
واعتبر أن “امتلاك الشعب السوري لحريته سيكون له ظلال إيجابية على القضية الفلسطينية ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، فالشعب السوري كان وما زال يؤيد القضية الفلسطينية بقوّة ويعتبرها أحد محددات بوصلته الوطنية والقومية”.
الحيلة قال إن “الحرية ستعني مزيدا من التأييد والدعم لفلسطين ولقضية الشعب الفلسطيني العادلة، لا سيّما وأن العدو المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي، تجاوز في تهديده وشرّه جغرافيا فلسطين التاريخية، باحتلاله الجولان السوري”.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت التطورات الأخيرة واحتلت المنطقة السورية العازلة في الجولان جنوب غربي سوريا.
ودلل الحيلة على ذلك بالإشارة إلى “تمدده (الاحتلال الإسرائيلي) في الأراضي السورية منذ اليوم الأول لنجاح الثورة السورية، فاحتل سفح جبل الشيخ وقرى في محافظة القنيطرة ومحافظة درعا”.
واستطرد: كما “قام باستهداف مقدرات الشعب السوري العسكرية، عبر مئات الغارات الجوية خلال أيام معدودة، بصورة أكّدت أن الاحتلال الإسرائيلي هو تهديد للشرق الأوسط ولمصالح شعوبه”.
ورأى أن ذلك “سيقوي بدوره القواسم المشتركة بين الفلسطينيين والسوريين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي استراتيجيا على قاعدة استعادة الأراضي المحتلة، وهو المدخل الأهم لقيام الدولة الفلسطينية التي ينشدها الشعب الفلسطيني وفقا لحقه في تقرير مصيره”.
واستغلت إسرائيل تطورات سوريا، حيث شنت مئات الغارات الجوية، مما دمر طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحائها.
وفي 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة قدمها نتنياهو لتعزيز الاستيطان في هضبة الجولان السورية المحتلة، مما أثار انتقادات من دول عديدة والأمم المتحدة.
وفي حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، احتلت إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، بما في ذلك أجزاء من سفوح جبل الشيخ، وهو ما لا تعترف به الأمم المتحدة.
لا تغيير على وضع فلسطين
أما أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية (رسمية) بدر الماضي فله رأي مختلف، إذ استبعد أن تغير تطورات سوريا من الوضع في فلسطين.
وقال: “لا أتصور أن ما جرى في سوريا سيغير من الوضع القائم في فلسطين، فالمجموعات الحاكمة الآن في سوريا لم تضع القضية الفلسطينية في أولوياتها، وهذا نوع من الفهم الحقيقي للبعد الدولي المؤثر فعلا في ملف القضية الفلسطينية”.
وأردف: “كما أن الشعب السوري لديه من الأولويات المعيشية والسياسية والاجتماعية نتيجة حرب النظام عليه، ما تجعله منكفئا على نفسه لسنوات طوال”.
الماضي زاد بأن “أحداث السابع من أكتوبر تحول أساسي في المواقف العربية والإقليمية والدولية، إذ كشفت ردود الأفعال الإسرائيلية والدعم غير المحدود الذي تلقته تل أبيب، أن القوى ذات الماضي الاستعماري ما زالت تنظر إلى قضايا الآخرين نظرة دونية ولا يمكن لها أن تطبق ما تدعيه من حقوق إنسان وشرعيات دولية على الدول المتمردة مثل دولة الكيان (إسرائيل)”.
واعتبر أن “ما جرى في قطاع غزة على كافة المستويات السياسية والإنسانية والعسكرية أحدث تغيرا واسعا في مواقف الدول والأفراد تجاه الشعوب المحتلة والمقهورة”.
واستطرد “الضعف في بنية الدول المؤثرة في الدولة السورية قبل سقوط النظام السابق، وهنا أقصد روسيا وإيران، وكنتيجة لعدم قدرتها على تنفيذ ما كانت تعد به من تغير في قواعد اللعبة مع إسرائيل، أضعف موقفها في حماية النظام ومصالحها في سوريا”.
وقد “استغلت الفواعل اللا دولتية (أقل من الدولة تصنيفا وتقع في داخلها) هذه الهشاشة الإقليمية والدولية لتقوم بالتغير الجذري في بنية الدولة السورية”، كما ختم الماضي.
(الأناضول)
أخبار اليوم - بعد 13 عاما من قتل وتنكيل وتشريد، سقط نظام بشار الأسد في سوريا (2000-2024)، فتنفس السوريون الصعداء، بعد أن حصلوا على حق ظنه كثيرون بعيد المنال، إذ أنهوا 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ففي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وسبقتها مدن أخرى، مع انسحاب قوات نظام بشار الأسد من المؤسسات العامة والشوارع.
في الجوار القريب، فلسطين، زاد هذا المشهد التاريخي أمل الفلسطينيين في إمكانية إنهاء عقود من الظلم والاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حلم دولة فلسطين وإنهاء الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرا.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
قواسم مشتركة
الخبير بالشأن الفلسطيني أحمد الحيلة قال إن “نجاح الثورة السورية سيكون له، بلا شك، آثار كبيرة على الإقليم وعلى القضية الفلسطينية”.
وتابع: “فالشعب السوري، مع بدء تحقيق تطلعاته وآماله نحو الحرية والكرامة بعد أكثر من 13 عاما من النضال والثورة، سيكون له أثر إيجابي مباشر ومحفّز لوعي الشعوب المقهورة التي تعاني من الاحتلال والاستبداد”.
وشدد على أن “هذا التحول أثبت أن الأقدار تستجيب لإرادة الشعوب الحرة مهما طال الزمن، وأن القمع والاستبداد لا يمكن أن يدوم أمام تلك الإرادة”.
“أما على مستوى القضية الفلسطينية، ففي الوقت الذي مثّل فيه “طوفان الأقصى” والمقاومة والصمود في غزة المحاصرة، محفزا للشعوب ولقدرتها على مواجهة القوى المتوحّشة وإفشال مخططاتها مهما بلغت من الخبث والدهاء، فإن نجاح الثورة السورية، سيكون له أيضا أثر مهم على القضية الفلسطينية”، حسب الحيلة.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نفذت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” عملية “طوفان الأقصى”، بمهاجمة 11 قاعدة إسرائيلية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، حيث قتلت وأسرت إسرائيليين، ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وأردف الحيلة: “فالشعب الفلسطيني يرى أن الشعب السوري، مع إصراره وتحمله لتكلفة الحرية الكبير والباهظ، استطاع ولو بعد حين، الوصول إلى غايته بامتلاك بداية الطريق نحو الحرية والكرامة الوطنية”.
واعتبر أن “امتلاك الشعب السوري لحريته سيكون له ظلال إيجابية على القضية الفلسطينية ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، فالشعب السوري كان وما زال يؤيد القضية الفلسطينية بقوّة ويعتبرها أحد محددات بوصلته الوطنية والقومية”.
الحيلة قال إن “الحرية ستعني مزيدا من التأييد والدعم لفلسطين ولقضية الشعب الفلسطيني العادلة، لا سيّما وأن العدو المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي، تجاوز في تهديده وشرّه جغرافيا فلسطين التاريخية، باحتلاله الجولان السوري”.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت التطورات الأخيرة واحتلت المنطقة السورية العازلة في الجولان جنوب غربي سوريا.
ودلل الحيلة على ذلك بالإشارة إلى “تمدده (الاحتلال الإسرائيلي) في الأراضي السورية منذ اليوم الأول لنجاح الثورة السورية، فاحتل سفح جبل الشيخ وقرى في محافظة القنيطرة ومحافظة درعا”.
واستطرد: كما “قام باستهداف مقدرات الشعب السوري العسكرية، عبر مئات الغارات الجوية خلال أيام معدودة، بصورة أكّدت أن الاحتلال الإسرائيلي هو تهديد للشرق الأوسط ولمصالح شعوبه”.
ورأى أن ذلك “سيقوي بدوره القواسم المشتركة بين الفلسطينيين والسوريين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي استراتيجيا على قاعدة استعادة الأراضي المحتلة، وهو المدخل الأهم لقيام الدولة الفلسطينية التي ينشدها الشعب الفلسطيني وفقا لحقه في تقرير مصيره”.
واستغلت إسرائيل تطورات سوريا، حيث شنت مئات الغارات الجوية، مما دمر طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحائها.
وفي 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة قدمها نتنياهو لتعزيز الاستيطان في هضبة الجولان السورية المحتلة، مما أثار انتقادات من دول عديدة والأمم المتحدة.
وفي حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، احتلت إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، بما في ذلك أجزاء من سفوح جبل الشيخ، وهو ما لا تعترف به الأمم المتحدة.
لا تغيير على وضع فلسطين
أما أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية (رسمية) بدر الماضي فله رأي مختلف، إذ استبعد أن تغير تطورات سوريا من الوضع في فلسطين.
وقال: “لا أتصور أن ما جرى في سوريا سيغير من الوضع القائم في فلسطين، فالمجموعات الحاكمة الآن في سوريا لم تضع القضية الفلسطينية في أولوياتها، وهذا نوع من الفهم الحقيقي للبعد الدولي المؤثر فعلا في ملف القضية الفلسطينية”.
وأردف: “كما أن الشعب السوري لديه من الأولويات المعيشية والسياسية والاجتماعية نتيجة حرب النظام عليه، ما تجعله منكفئا على نفسه لسنوات طوال”.
الماضي زاد بأن “أحداث السابع من أكتوبر تحول أساسي في المواقف العربية والإقليمية والدولية، إذ كشفت ردود الأفعال الإسرائيلية والدعم غير المحدود الذي تلقته تل أبيب، أن القوى ذات الماضي الاستعماري ما زالت تنظر إلى قضايا الآخرين نظرة دونية ولا يمكن لها أن تطبق ما تدعيه من حقوق إنسان وشرعيات دولية على الدول المتمردة مثل دولة الكيان (إسرائيل)”.
واعتبر أن “ما جرى في قطاع غزة على كافة المستويات السياسية والإنسانية والعسكرية أحدث تغيرا واسعا في مواقف الدول والأفراد تجاه الشعوب المحتلة والمقهورة”.
واستطرد “الضعف في بنية الدول المؤثرة في الدولة السورية قبل سقوط النظام السابق، وهنا أقصد روسيا وإيران، وكنتيجة لعدم قدرتها على تنفيذ ما كانت تعد به من تغير في قواعد اللعبة مع إسرائيل، أضعف موقفها في حماية النظام ومصالحها في سوريا”.
وقد “استغلت الفواعل اللا دولتية (أقل من الدولة تصنيفا وتقع في داخلها) هذه الهشاشة الإقليمية والدولية لتقوم بالتغير الجذري في بنية الدولة السورية”، كما ختم الماضي.
(الأناضول)
أخبار اليوم - بعد 13 عاما من قتل وتنكيل وتشريد، سقط نظام بشار الأسد في سوريا (2000-2024)، فتنفس السوريون الصعداء، بعد أن حصلوا على حق ظنه كثيرون بعيد المنال، إذ أنهوا 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ففي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وسبقتها مدن أخرى، مع انسحاب قوات نظام بشار الأسد من المؤسسات العامة والشوارع.
في الجوار القريب، فلسطين، زاد هذا المشهد التاريخي أمل الفلسطينيين في إمكانية إنهاء عقود من الظلم والاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حلم دولة فلسطين وإنهاء الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرا.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
قواسم مشتركة
الخبير بالشأن الفلسطيني أحمد الحيلة قال إن “نجاح الثورة السورية سيكون له، بلا شك، آثار كبيرة على الإقليم وعلى القضية الفلسطينية”.
وتابع: “فالشعب السوري، مع بدء تحقيق تطلعاته وآماله نحو الحرية والكرامة بعد أكثر من 13 عاما من النضال والثورة، سيكون له أثر إيجابي مباشر ومحفّز لوعي الشعوب المقهورة التي تعاني من الاحتلال والاستبداد”.
وشدد على أن “هذا التحول أثبت أن الأقدار تستجيب لإرادة الشعوب الحرة مهما طال الزمن، وأن القمع والاستبداد لا يمكن أن يدوم أمام تلك الإرادة”.
“أما على مستوى القضية الفلسطينية، ففي الوقت الذي مثّل فيه “طوفان الأقصى” والمقاومة والصمود في غزة المحاصرة، محفزا للشعوب ولقدرتها على مواجهة القوى المتوحّشة وإفشال مخططاتها مهما بلغت من الخبث والدهاء، فإن نجاح الثورة السورية، سيكون له أيضا أثر مهم على القضية الفلسطينية”، حسب الحيلة.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نفذت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” عملية “طوفان الأقصى”، بمهاجمة 11 قاعدة إسرائيلية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، حيث قتلت وأسرت إسرائيليين، ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وأردف الحيلة: “فالشعب الفلسطيني يرى أن الشعب السوري، مع إصراره وتحمله لتكلفة الحرية الكبير والباهظ، استطاع ولو بعد حين، الوصول إلى غايته بامتلاك بداية الطريق نحو الحرية والكرامة الوطنية”.
واعتبر أن “امتلاك الشعب السوري لحريته سيكون له ظلال إيجابية على القضية الفلسطينية ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، فالشعب السوري كان وما زال يؤيد القضية الفلسطينية بقوّة ويعتبرها أحد محددات بوصلته الوطنية والقومية”.
الحيلة قال إن “الحرية ستعني مزيدا من التأييد والدعم لفلسطين ولقضية الشعب الفلسطيني العادلة، لا سيّما وأن العدو المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي، تجاوز في تهديده وشرّه جغرافيا فلسطين التاريخية، باحتلاله الجولان السوري”.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت التطورات الأخيرة واحتلت المنطقة السورية العازلة في الجولان جنوب غربي سوريا.
ودلل الحيلة على ذلك بالإشارة إلى “تمدده (الاحتلال الإسرائيلي) في الأراضي السورية منذ اليوم الأول لنجاح الثورة السورية، فاحتل سفح جبل الشيخ وقرى في محافظة القنيطرة ومحافظة درعا”.
واستطرد: كما “قام باستهداف مقدرات الشعب السوري العسكرية، عبر مئات الغارات الجوية خلال أيام معدودة، بصورة أكّدت أن الاحتلال الإسرائيلي هو تهديد للشرق الأوسط ولمصالح شعوبه”.
ورأى أن ذلك “سيقوي بدوره القواسم المشتركة بين الفلسطينيين والسوريين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي استراتيجيا على قاعدة استعادة الأراضي المحتلة، وهو المدخل الأهم لقيام الدولة الفلسطينية التي ينشدها الشعب الفلسطيني وفقا لحقه في تقرير مصيره”.
واستغلت إسرائيل تطورات سوريا، حيث شنت مئات الغارات الجوية، مما دمر طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحائها.
وفي 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة قدمها نتنياهو لتعزيز الاستيطان في هضبة الجولان السورية المحتلة، مما أثار انتقادات من دول عديدة والأمم المتحدة.
وفي حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، احتلت إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، بما في ذلك أجزاء من سفوح جبل الشيخ، وهو ما لا تعترف به الأمم المتحدة.
لا تغيير على وضع فلسطين
أما أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية (رسمية) بدر الماضي فله رأي مختلف، إذ استبعد أن تغير تطورات سوريا من الوضع في فلسطين.
وقال: “لا أتصور أن ما جرى في سوريا سيغير من الوضع القائم في فلسطين، فالمجموعات الحاكمة الآن في سوريا لم تضع القضية الفلسطينية في أولوياتها، وهذا نوع من الفهم الحقيقي للبعد الدولي المؤثر فعلا في ملف القضية الفلسطينية”.
وأردف: “كما أن الشعب السوري لديه من الأولويات المعيشية والسياسية والاجتماعية نتيجة حرب النظام عليه، ما تجعله منكفئا على نفسه لسنوات طوال”.
الماضي زاد بأن “أحداث السابع من أكتوبر تحول أساسي في المواقف العربية والإقليمية والدولية، إذ كشفت ردود الأفعال الإسرائيلية والدعم غير المحدود الذي تلقته تل أبيب، أن القوى ذات الماضي الاستعماري ما زالت تنظر إلى قضايا الآخرين نظرة دونية ولا يمكن لها أن تطبق ما تدعيه من حقوق إنسان وشرعيات دولية على الدول المتمردة مثل دولة الكيان (إسرائيل)”.
واعتبر أن “ما جرى في قطاع غزة على كافة المستويات السياسية والإنسانية والعسكرية أحدث تغيرا واسعا في مواقف الدول والأفراد تجاه الشعوب المحتلة والمقهورة”.
واستطرد “الضعف في بنية الدول المؤثرة في الدولة السورية قبل سقوط النظام السابق، وهنا أقصد روسيا وإيران، وكنتيجة لعدم قدرتها على تنفيذ ما كانت تعد به من تغير في قواعد اللعبة مع إسرائيل، أضعف موقفها في حماية النظام ومصالحها في سوريا”.
وقد “استغلت الفواعل اللا دولتية (أقل من الدولة تصنيفا وتقع في داخلها) هذه الهشاشة الإقليمية والدولية لتقوم بالتغير الجذري في بنية الدولة السورية”، كما ختم الماضي.
(الأناضول)
التعليقات