أخبار اليوم – وصلتنا هذه الرسالة عبر بريد الصفحة من أحد القراء، يروي فيها قصته بأسلوب يمزج بين الألم والسخرية. قررنا مشاركتها معكم لما تحمله من عبر ودروس.
كان أحمد، الشاب الثلاثيني، يحمل حقيبته الصغيرة ونظراته المثقلة بالأمل عندما ودّع أهله في الأردن على أمل أن تكون دبي هي المفتاح السحري لإنهاء أزمته المالية. حمل معه دينه الأردني وكأنه يضعه في حقيبة اليد، وقال لأمه التي ودّعته بنظرة مليئة بالدعاء: 'سأسدد كل شيء يا أمي، انتظريني'.
وصل أحمد إلى دبي، المدينة التي تُضاء ناطحات سحابها وكأنها تقول: 'تعال، كل شيء هنا ممكن'. لكن سرعان ما اكتشف أحمد أن دبي لا تعترف بالأماني، بل بالأرقام والفواتير. بدأ حياته هناك بوظيفة تكاد تكفي لتغطية إيجار سرير في غرفة يشاركه فيها خمسة أشخاص من جنسيات مختلفة، كل منهم يحلم بسداد ديونه.
كان أحمد يرسل لأمه صور برج خليفة وكأنه يملك شقة في قمته، لكن الحقيقة كانت أن برج ديونه يرتفع يومًا بعد يوم. 'بدأت في دبي بدين أردني واحد، والآن لدي دين إماراتي ينافسه في القيمة'، يقول أحمد بابتسامة مريرة.
حاول أحمد التكيف مع الوضع. اقترض مرة لدفع الإيجار، ثم اقترض مرة أخرى لدفع قسط القرض الأول، ليجد نفسه عالقًا في دوامة مالية لا نهاية لها. 'أصبحت مثل لاعب سيرك ماهر، ألعب بأرقام القروض والفوائد، وأحاول ألا أسقط'، يضيف أحمد وهو يضحك على نفسه.
كانت المكالمات من البنك الأردني تطارده صباحًا، بينما مكالمات البنك الإماراتي تلاحقه مساءً. 'أشعر أنني أعيش في مسلسل درامي حيث أنا البطل الذي لا يملك سوى القهوة والديون'، يقول أحمد.
عندما زار أحمد الأردن في إجازة قصيرة، استقبله أصدقاؤه بأسئلة متكررة: 'كم وفرت؟'، 'هل اشتريت شقة؟'، لكنه كان يكتفي بابتسامة غامضة ويقول: 'وفرت قائمة طويلة من القروض!'.
في إحدى ليالي دبي، وبينما كان يجلس على سريره يتأمل سقف الغرفة، قرر أحمد أن يتوقف عن هذا الجنون. 'سأعود للأردن، على الأقل هناك أملك دينًا واحدًا فقط'، قال لنفسه. لكن عندما عاد، وجد نفسه في مواجهة جديدة مع ديونه الأردنية وأحلامه التي تركها معلّقة.
اليوم، يعيش أحمد بين دبي والأردن، يحمل حقيبة مليئة بذكريات طموح ضائع ودفتر مليء بأرقام الديون. يقول بابتسامة ساخرة: 'كنت أظن أنني سأعود برجل أعمال، لكني عدت برجل أتعلم إدارة الأزمات المالية. على الأقل لدي خبرة عالمية في التعامل مع الديون'.
قصة أحمد ليست استثناءً، بل هي حكاية آلاف المغتربين الذين يعتقدون أن السفر هو الحل السحري لكل شيء، ليكتشفوا لاحقًا أن الديون لها جواز سفر أيضًا، وتسافر معهم حيثما ذهبوا.
أخبار اليوم – وصلتنا هذه الرسالة عبر بريد الصفحة من أحد القراء، يروي فيها قصته بأسلوب يمزج بين الألم والسخرية. قررنا مشاركتها معكم لما تحمله من عبر ودروس.
كان أحمد، الشاب الثلاثيني، يحمل حقيبته الصغيرة ونظراته المثقلة بالأمل عندما ودّع أهله في الأردن على أمل أن تكون دبي هي المفتاح السحري لإنهاء أزمته المالية. حمل معه دينه الأردني وكأنه يضعه في حقيبة اليد، وقال لأمه التي ودّعته بنظرة مليئة بالدعاء: 'سأسدد كل شيء يا أمي، انتظريني'.
وصل أحمد إلى دبي، المدينة التي تُضاء ناطحات سحابها وكأنها تقول: 'تعال، كل شيء هنا ممكن'. لكن سرعان ما اكتشف أحمد أن دبي لا تعترف بالأماني، بل بالأرقام والفواتير. بدأ حياته هناك بوظيفة تكاد تكفي لتغطية إيجار سرير في غرفة يشاركه فيها خمسة أشخاص من جنسيات مختلفة، كل منهم يحلم بسداد ديونه.
كان أحمد يرسل لأمه صور برج خليفة وكأنه يملك شقة في قمته، لكن الحقيقة كانت أن برج ديونه يرتفع يومًا بعد يوم. 'بدأت في دبي بدين أردني واحد، والآن لدي دين إماراتي ينافسه في القيمة'، يقول أحمد بابتسامة مريرة.
حاول أحمد التكيف مع الوضع. اقترض مرة لدفع الإيجار، ثم اقترض مرة أخرى لدفع قسط القرض الأول، ليجد نفسه عالقًا في دوامة مالية لا نهاية لها. 'أصبحت مثل لاعب سيرك ماهر، ألعب بأرقام القروض والفوائد، وأحاول ألا أسقط'، يضيف أحمد وهو يضحك على نفسه.
كانت المكالمات من البنك الأردني تطارده صباحًا، بينما مكالمات البنك الإماراتي تلاحقه مساءً. 'أشعر أنني أعيش في مسلسل درامي حيث أنا البطل الذي لا يملك سوى القهوة والديون'، يقول أحمد.
عندما زار أحمد الأردن في إجازة قصيرة، استقبله أصدقاؤه بأسئلة متكررة: 'كم وفرت؟'، 'هل اشتريت شقة؟'، لكنه كان يكتفي بابتسامة غامضة ويقول: 'وفرت قائمة طويلة من القروض!'.
في إحدى ليالي دبي، وبينما كان يجلس على سريره يتأمل سقف الغرفة، قرر أحمد أن يتوقف عن هذا الجنون. 'سأعود للأردن، على الأقل هناك أملك دينًا واحدًا فقط'، قال لنفسه. لكن عندما عاد، وجد نفسه في مواجهة جديدة مع ديونه الأردنية وأحلامه التي تركها معلّقة.
اليوم، يعيش أحمد بين دبي والأردن، يحمل حقيبة مليئة بذكريات طموح ضائع ودفتر مليء بأرقام الديون. يقول بابتسامة ساخرة: 'كنت أظن أنني سأعود برجل أعمال، لكني عدت برجل أتعلم إدارة الأزمات المالية. على الأقل لدي خبرة عالمية في التعامل مع الديون'.
قصة أحمد ليست استثناءً، بل هي حكاية آلاف المغتربين الذين يعتقدون أن السفر هو الحل السحري لكل شيء، ليكتشفوا لاحقًا أن الديون لها جواز سفر أيضًا، وتسافر معهم حيثما ذهبوا.
أخبار اليوم – وصلتنا هذه الرسالة عبر بريد الصفحة من أحد القراء، يروي فيها قصته بأسلوب يمزج بين الألم والسخرية. قررنا مشاركتها معكم لما تحمله من عبر ودروس.
كان أحمد، الشاب الثلاثيني، يحمل حقيبته الصغيرة ونظراته المثقلة بالأمل عندما ودّع أهله في الأردن على أمل أن تكون دبي هي المفتاح السحري لإنهاء أزمته المالية. حمل معه دينه الأردني وكأنه يضعه في حقيبة اليد، وقال لأمه التي ودّعته بنظرة مليئة بالدعاء: 'سأسدد كل شيء يا أمي، انتظريني'.
وصل أحمد إلى دبي، المدينة التي تُضاء ناطحات سحابها وكأنها تقول: 'تعال، كل شيء هنا ممكن'. لكن سرعان ما اكتشف أحمد أن دبي لا تعترف بالأماني، بل بالأرقام والفواتير. بدأ حياته هناك بوظيفة تكاد تكفي لتغطية إيجار سرير في غرفة يشاركه فيها خمسة أشخاص من جنسيات مختلفة، كل منهم يحلم بسداد ديونه.
كان أحمد يرسل لأمه صور برج خليفة وكأنه يملك شقة في قمته، لكن الحقيقة كانت أن برج ديونه يرتفع يومًا بعد يوم. 'بدأت في دبي بدين أردني واحد، والآن لدي دين إماراتي ينافسه في القيمة'، يقول أحمد بابتسامة مريرة.
حاول أحمد التكيف مع الوضع. اقترض مرة لدفع الإيجار، ثم اقترض مرة أخرى لدفع قسط القرض الأول، ليجد نفسه عالقًا في دوامة مالية لا نهاية لها. 'أصبحت مثل لاعب سيرك ماهر، ألعب بأرقام القروض والفوائد، وأحاول ألا أسقط'، يضيف أحمد وهو يضحك على نفسه.
كانت المكالمات من البنك الأردني تطارده صباحًا، بينما مكالمات البنك الإماراتي تلاحقه مساءً. 'أشعر أنني أعيش في مسلسل درامي حيث أنا البطل الذي لا يملك سوى القهوة والديون'، يقول أحمد.
عندما زار أحمد الأردن في إجازة قصيرة، استقبله أصدقاؤه بأسئلة متكررة: 'كم وفرت؟'، 'هل اشتريت شقة؟'، لكنه كان يكتفي بابتسامة غامضة ويقول: 'وفرت قائمة طويلة من القروض!'.
في إحدى ليالي دبي، وبينما كان يجلس على سريره يتأمل سقف الغرفة، قرر أحمد أن يتوقف عن هذا الجنون. 'سأعود للأردن، على الأقل هناك أملك دينًا واحدًا فقط'، قال لنفسه. لكن عندما عاد، وجد نفسه في مواجهة جديدة مع ديونه الأردنية وأحلامه التي تركها معلّقة.
اليوم، يعيش أحمد بين دبي والأردن، يحمل حقيبة مليئة بذكريات طموح ضائع ودفتر مليء بأرقام الديون. يقول بابتسامة ساخرة: 'كنت أظن أنني سأعود برجل أعمال، لكني عدت برجل أتعلم إدارة الأزمات المالية. على الأقل لدي خبرة عالمية في التعامل مع الديون'.
قصة أحمد ليست استثناءً، بل هي حكاية آلاف المغتربين الذين يعتقدون أن السفر هو الحل السحري لكل شيء، ليكتشفوا لاحقًا أن الديون لها جواز سفر أيضًا، وتسافر معهم حيثما ذهبوا.
التعليقات