أخبار اليوم - بخطى متثاقلة مشت رانيا الفران نحو دورة مياه مشتركة في مخيم للنازحين تقطنه في مواصي خان يونس، وقفت تنظر دورها لتقضي حاجتها، انتظرت نحو 15 دقيقة وهي تتأوه من ألم عملية ولادة قيصرية أجرتها منذ يومين.
كانت الفران في هذا اليوم محظوظة لأن بعض النسوة رأفن بحالها وأعطينها دورهن، ولكن في سابق الأيام كانت تنظر دورها لأكثر من ساعة هي وطفلاتها فلا خيار أمامها سوى الانتظار.
طابور الاستحمام
الفران النازحة من حي الشجاعية نحو خان يونس منذ 13 شهرا، تقول ل'فلسطين' :'ليس لدى النساء خصوصية في استخدام دورة المياه في المخيم، حيث أن لكل عشرة خيام هناك حمام واحد يتردد عليه أكثر من ٥٠ من النساء، والرجال'.
وتضيف: 'في بيتك حينما تستخدمين الحمام لا أحد يعرف، ولكن في المخيم الأمر مختلف فالجميع يعرف، والاستحمام قصة أخرى أصعب حيث أخوض في نقاش وجدال ومشاكل كثيرة حتى أتمكن من الاستحمام لأن الكل مستعجل ولا يحب الانتظار حتى تنهين الاستحمام'.
وتردف الفران: 'تجدين العديد من السيدات تحمل كل واحدة منهن دلوا به ماء ساخنة وتنتظر دورها في الاستحمام، وبعضهن يستحممن بماء بارد من الصنوبر مباشرة لعدم توفر الغاز، أو الحطب لتسخين المياه'.
في بداية نزوحها نحو جنوب القطاع كانت تقطع الفران بمسافة طويلة برفقة بناتها لملأ جالونات مياه البحر من أجل استخدامها في الاستحمام، والتنظيف، رغم رائحة المياه العادمة التي كانت تفوح منها.
وتبين الفران أنها أصيبت وأبنائها وزوجها بأمراض منها نزلات معوية،وجفاف الشعر وتساقطه، والحساسية، والحكة، وبثور وحبوب في البشرة.
مستلزمات صحية
وتعاني آلاف النسوة من انعدام الخصوصية في مناطق النزوح في قطاع غزة منذ اندلاع حرب الإبادة الاسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، بسبب نقص المستلزمات الصحية والغلاء المبالغ فيه بأسعارها، والمبيت في المدارس، أو مراكز الايواء، والمخميات، والاكتظاظ فيها.
هيام أبو مرشود تقول ل'فلسطين': 'عانيت ولا زلت أعاني من نقص وغلاء أسعار المستلزمات الصحية الخاصة بالنساء، كالفوط الصحية والتي لا مجال الاستغناء عنها البتة، ورغم غلاء أسعارها أمنحها حق الأولوية، حيث أقتصد في شراء الطعام من أجل توفير ثمنها وهذا الأمر مرهق للغاية'.
وتتابع: 'وتوقفت لأكثر من خمسة أسهر عن شراء المحارم الورقية لارتفاع أسعارها الجنوني، واستبدالها بقطع ملابس بالية أقوم بغسلها على الدوام، أما عند الاستحمام فاستخدم الصابون بدلا من الشامبو باهظ الثمن، في بعض الأحيان استخدمت سائل الجلي للاستحمام بسبب عدم توفر الشامبو'.
البوح فضح
أما فاطمة الشيخ عيد تشعر بأن جميع المخيم يعيش في خيمة واحدة، فلا مجال للخصوصية، ولا كتمان للسر، ولا حديث خاص بين الأهل في الخيمة، لأن الجميع سيسمع ما تقوله بسبب التقارب بين الخيام
تقول الشيخ عيد النازحة من رفح :'أكثر ما يزعجني عدم قدرتي على البوح لزوجي أو اخواتي أي أمر خاص، أو مشكلة مررت بها دون أن أكتشف بأن الجميع يعرف ما قلته، وهذا الأمر سبب لي الكثير من المشاكل مع أقرب الناس لي'.
وتردف:' اضطر لكي أبوح ما بداخلي لزوجي أو أي شخص آخر الخروج إلى الشارع بعيدا عن المخيم من أجل التحدث سواء وجها لوجه أبو عبر الهاتف، أو أنتظر حلول الليل والاطمئنان بأن الجميع قد نام وأفضفض ما بداخلي، والا سيصبح البوم فضح'.
أما التطفل فهي السمة التي تتمنى علياء اليازجي التخلص منها، تقول:' اذا تمكنت من الحصول على كابونة فورا تسألني جارتي في المخيم كيف ومن أين حصلت عليها، أو اذا قمت بشراء بعضا من التسالي البسيطة لاطفالي التي تعتبر من الرفاهيات حاليا، أجد الكثير من أطفال المخيم على باب خيمتي يطلبون مني أن أعطيهم منها'.
بحسب تقرير أعده مركز شؤون المرأة في قطاع غزة خلال فبراير 2024.، فإن 90.6 % من النساء لم يتمكن من تلبية احتياجات النظافة الشخصية بسبب نقص المياه وصعوبة الوصول إلى دورات المياه.
أخبار اليوم - بخطى متثاقلة مشت رانيا الفران نحو دورة مياه مشتركة في مخيم للنازحين تقطنه في مواصي خان يونس، وقفت تنظر دورها لتقضي حاجتها، انتظرت نحو 15 دقيقة وهي تتأوه من ألم عملية ولادة قيصرية أجرتها منذ يومين.
كانت الفران في هذا اليوم محظوظة لأن بعض النسوة رأفن بحالها وأعطينها دورهن، ولكن في سابق الأيام كانت تنظر دورها لأكثر من ساعة هي وطفلاتها فلا خيار أمامها سوى الانتظار.
طابور الاستحمام
الفران النازحة من حي الشجاعية نحو خان يونس منذ 13 شهرا، تقول ل'فلسطين' :'ليس لدى النساء خصوصية في استخدام دورة المياه في المخيم، حيث أن لكل عشرة خيام هناك حمام واحد يتردد عليه أكثر من ٥٠ من النساء، والرجال'.
وتضيف: 'في بيتك حينما تستخدمين الحمام لا أحد يعرف، ولكن في المخيم الأمر مختلف فالجميع يعرف، والاستحمام قصة أخرى أصعب حيث أخوض في نقاش وجدال ومشاكل كثيرة حتى أتمكن من الاستحمام لأن الكل مستعجل ولا يحب الانتظار حتى تنهين الاستحمام'.
وتردف الفران: 'تجدين العديد من السيدات تحمل كل واحدة منهن دلوا به ماء ساخنة وتنتظر دورها في الاستحمام، وبعضهن يستحممن بماء بارد من الصنوبر مباشرة لعدم توفر الغاز، أو الحطب لتسخين المياه'.
في بداية نزوحها نحو جنوب القطاع كانت تقطع الفران بمسافة طويلة برفقة بناتها لملأ جالونات مياه البحر من أجل استخدامها في الاستحمام، والتنظيف، رغم رائحة المياه العادمة التي كانت تفوح منها.
وتبين الفران أنها أصيبت وأبنائها وزوجها بأمراض منها نزلات معوية،وجفاف الشعر وتساقطه، والحساسية، والحكة، وبثور وحبوب في البشرة.
مستلزمات صحية
وتعاني آلاف النسوة من انعدام الخصوصية في مناطق النزوح في قطاع غزة منذ اندلاع حرب الإبادة الاسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، بسبب نقص المستلزمات الصحية والغلاء المبالغ فيه بأسعارها، والمبيت في المدارس، أو مراكز الايواء، والمخميات، والاكتظاظ فيها.
هيام أبو مرشود تقول ل'فلسطين': 'عانيت ولا زلت أعاني من نقص وغلاء أسعار المستلزمات الصحية الخاصة بالنساء، كالفوط الصحية والتي لا مجال الاستغناء عنها البتة، ورغم غلاء أسعارها أمنحها حق الأولوية، حيث أقتصد في شراء الطعام من أجل توفير ثمنها وهذا الأمر مرهق للغاية'.
وتتابع: 'وتوقفت لأكثر من خمسة أسهر عن شراء المحارم الورقية لارتفاع أسعارها الجنوني، واستبدالها بقطع ملابس بالية أقوم بغسلها على الدوام، أما عند الاستحمام فاستخدم الصابون بدلا من الشامبو باهظ الثمن، في بعض الأحيان استخدمت سائل الجلي للاستحمام بسبب عدم توفر الشامبو'.
البوح فضح
أما فاطمة الشيخ عيد تشعر بأن جميع المخيم يعيش في خيمة واحدة، فلا مجال للخصوصية، ولا كتمان للسر، ولا حديث خاص بين الأهل في الخيمة، لأن الجميع سيسمع ما تقوله بسبب التقارب بين الخيام
تقول الشيخ عيد النازحة من رفح :'أكثر ما يزعجني عدم قدرتي على البوح لزوجي أو اخواتي أي أمر خاص، أو مشكلة مررت بها دون أن أكتشف بأن الجميع يعرف ما قلته، وهذا الأمر سبب لي الكثير من المشاكل مع أقرب الناس لي'.
وتردف:' اضطر لكي أبوح ما بداخلي لزوجي أو أي شخص آخر الخروج إلى الشارع بعيدا عن المخيم من أجل التحدث سواء وجها لوجه أبو عبر الهاتف، أو أنتظر حلول الليل والاطمئنان بأن الجميع قد نام وأفضفض ما بداخلي، والا سيصبح البوم فضح'.
أما التطفل فهي السمة التي تتمنى علياء اليازجي التخلص منها، تقول:' اذا تمكنت من الحصول على كابونة فورا تسألني جارتي في المخيم كيف ومن أين حصلت عليها، أو اذا قمت بشراء بعضا من التسالي البسيطة لاطفالي التي تعتبر من الرفاهيات حاليا، أجد الكثير من أطفال المخيم على باب خيمتي يطلبون مني أن أعطيهم منها'.
بحسب تقرير أعده مركز شؤون المرأة في قطاع غزة خلال فبراير 2024.، فإن 90.6 % من النساء لم يتمكن من تلبية احتياجات النظافة الشخصية بسبب نقص المياه وصعوبة الوصول إلى دورات المياه.
أخبار اليوم - بخطى متثاقلة مشت رانيا الفران نحو دورة مياه مشتركة في مخيم للنازحين تقطنه في مواصي خان يونس، وقفت تنظر دورها لتقضي حاجتها، انتظرت نحو 15 دقيقة وهي تتأوه من ألم عملية ولادة قيصرية أجرتها منذ يومين.
كانت الفران في هذا اليوم محظوظة لأن بعض النسوة رأفن بحالها وأعطينها دورهن، ولكن في سابق الأيام كانت تنظر دورها لأكثر من ساعة هي وطفلاتها فلا خيار أمامها سوى الانتظار.
طابور الاستحمام
الفران النازحة من حي الشجاعية نحو خان يونس منذ 13 شهرا، تقول ل'فلسطين' :'ليس لدى النساء خصوصية في استخدام دورة المياه في المخيم، حيث أن لكل عشرة خيام هناك حمام واحد يتردد عليه أكثر من ٥٠ من النساء، والرجال'.
وتضيف: 'في بيتك حينما تستخدمين الحمام لا أحد يعرف، ولكن في المخيم الأمر مختلف فالجميع يعرف، والاستحمام قصة أخرى أصعب حيث أخوض في نقاش وجدال ومشاكل كثيرة حتى أتمكن من الاستحمام لأن الكل مستعجل ولا يحب الانتظار حتى تنهين الاستحمام'.
وتردف الفران: 'تجدين العديد من السيدات تحمل كل واحدة منهن دلوا به ماء ساخنة وتنتظر دورها في الاستحمام، وبعضهن يستحممن بماء بارد من الصنوبر مباشرة لعدم توفر الغاز، أو الحطب لتسخين المياه'.
في بداية نزوحها نحو جنوب القطاع كانت تقطع الفران بمسافة طويلة برفقة بناتها لملأ جالونات مياه البحر من أجل استخدامها في الاستحمام، والتنظيف، رغم رائحة المياه العادمة التي كانت تفوح منها.
وتبين الفران أنها أصيبت وأبنائها وزوجها بأمراض منها نزلات معوية،وجفاف الشعر وتساقطه، والحساسية، والحكة، وبثور وحبوب في البشرة.
مستلزمات صحية
وتعاني آلاف النسوة من انعدام الخصوصية في مناطق النزوح في قطاع غزة منذ اندلاع حرب الإبادة الاسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، بسبب نقص المستلزمات الصحية والغلاء المبالغ فيه بأسعارها، والمبيت في المدارس، أو مراكز الايواء، والمخميات، والاكتظاظ فيها.
هيام أبو مرشود تقول ل'فلسطين': 'عانيت ولا زلت أعاني من نقص وغلاء أسعار المستلزمات الصحية الخاصة بالنساء، كالفوط الصحية والتي لا مجال الاستغناء عنها البتة، ورغم غلاء أسعارها أمنحها حق الأولوية، حيث أقتصد في شراء الطعام من أجل توفير ثمنها وهذا الأمر مرهق للغاية'.
وتتابع: 'وتوقفت لأكثر من خمسة أسهر عن شراء المحارم الورقية لارتفاع أسعارها الجنوني، واستبدالها بقطع ملابس بالية أقوم بغسلها على الدوام، أما عند الاستحمام فاستخدم الصابون بدلا من الشامبو باهظ الثمن، في بعض الأحيان استخدمت سائل الجلي للاستحمام بسبب عدم توفر الشامبو'.
البوح فضح
أما فاطمة الشيخ عيد تشعر بأن جميع المخيم يعيش في خيمة واحدة، فلا مجال للخصوصية، ولا كتمان للسر، ولا حديث خاص بين الأهل في الخيمة، لأن الجميع سيسمع ما تقوله بسبب التقارب بين الخيام
تقول الشيخ عيد النازحة من رفح :'أكثر ما يزعجني عدم قدرتي على البوح لزوجي أو اخواتي أي أمر خاص، أو مشكلة مررت بها دون أن أكتشف بأن الجميع يعرف ما قلته، وهذا الأمر سبب لي الكثير من المشاكل مع أقرب الناس لي'.
وتردف:' اضطر لكي أبوح ما بداخلي لزوجي أو أي شخص آخر الخروج إلى الشارع بعيدا عن المخيم من أجل التحدث سواء وجها لوجه أبو عبر الهاتف، أو أنتظر حلول الليل والاطمئنان بأن الجميع قد نام وأفضفض ما بداخلي، والا سيصبح البوم فضح'.
أما التطفل فهي السمة التي تتمنى علياء اليازجي التخلص منها، تقول:' اذا تمكنت من الحصول على كابونة فورا تسألني جارتي في المخيم كيف ومن أين حصلت عليها، أو اذا قمت بشراء بعضا من التسالي البسيطة لاطفالي التي تعتبر من الرفاهيات حاليا، أجد الكثير من أطفال المخيم على باب خيمتي يطلبون مني أن أعطيهم منها'.
بحسب تقرير أعده مركز شؤون المرأة في قطاع غزة خلال فبراير 2024.، فإن 90.6 % من النساء لم يتمكن من تلبية احتياجات النظافة الشخصية بسبب نقص المياه وصعوبة الوصول إلى دورات المياه.
التعليقات