أخبار اليوم - عواد الفالح - في السنوات الأخيرة، أصبحت مطاعم الطهاة المشاهير أشبه بمنصات عرض أكثر منها مطاعم. الوجبة فيها ليست مجرد طعام يُشبِع المعدة، بل هي 'تجربة فنية'، تبدأ من طابور الحجز الطويل، مرورًا بتصوير الطبق من كل زاوية، وصولًا إلى صدمة الفاتورة التي تُذكّرك بأنك دفعت ثمن 'وجبة خيال'، لا 'وجبة طعام'.
عمان.. موطئ قدم لمطاعم المشاهير
عمان اليوم أصبحت وجهة مفضلة للكثير من مطاعم الطهاة المشاهير، حيث تنتشر هذه المطاعم في المناطق الراقية لتقدّم أطباقًا بأشكال مبتكرة وأسعار خيالية. زيارة واحدة لهذه المطاعم قد تكلف عائلة مكونة من خمسة أشخاص نصف راتب موظف متوسط الدخل، فقط لتجربة طبق يزينه 'توقيع الشيف'.
مكونات عادية بأسعار خيالية
الأمر الذي يثير الاستغراب أن غالبية مكونات الأطباق المقدمة في هذه المطاعم تُشترى من الأسواق العادية، مثل أي مطبخ منزلي. ولكن بمجرد وضع اسم الشيف الشهير على الطبق، يصبح وكأنه 'طبق مريخي'. يقول أحد الزبائن الغاضبين:
'نفس العدس الذي أشتريه من السوق بدينارين للكيلو يصبح فجأة بسعر طبق بثلاثة دنانير! هل لأن الشيف لمس المكونات بيده؟'
صحن شوربة العدس، الذي يمكن إعداده بتكلفة بسيطة في المنزل، يُباع في هذه المطاعم بأضعاف سعره الحقيقي. حتى الأطباق الشعبية مثل المقلوبة أو الكبسة التي تُعد مكوناتُها متوفرة في كل بيت، تُباع بأسعار خيالية تحت شعارات مثل 'نكهات لا مثيل لها' أو 'وصفة الشيف الخاصة'.
'التجربة' التي لا تُنسى!
مديرو هذه المطاعم يبررون الأسعار المرتفعة دائمًا بأن ما يُقدم ليس مجرد وجبة، بل 'تجربة استثنائية'. فالتجربة تبدأ من ديكورات المطعم الفاخرة، مرورًا بالنادل الذي يناديك بـ'سيدي'، وصولًا إلى طبق مصمم وكأنه لوحة فنية. لكن هذه 'التجربة' لم تُقنع رانيا التي زارت أحد هذه المطاعم وقالت:
'جربته مرة واحدة، وصُدمت بالفاتورة. لا الديكور أكلته، ولا الموسيقى شربتها، والطعام كان عاديًا جدًا. دفعت فقط ثمن الاسم، وكأنني اشتريت حقيبة ماركة بدون جيوب!'
استغلال الشهرة أم ذكاء تسويقي؟
محمد سالم، ناشط على مواقع التواصل، يرى أن هذه المطاعم تستغل سطوة الشهرة لاستهداف طبقة النخبة، بينما تتجاهل الطبقة المتوسطة. يقول بغضب:
'المطاعم هذه لا تقدم شيئًا مختلفًا، بل تسوّق الأكل كمنتج فاخر. الحقيقة أن معظم المكونات عادية جدًا، لكنها تُقدّم بأسلوب يخدع الزبائن ليعتقدوا أنهم يحصلون على شيء لا مثيل له.'
ظاهرة تجتاح المدن العربية
مطاعم المشاهير ليست ظاهرة حصرية لعمان، بل امتدت إلى مدن كبرى مثل دبي، الرياض، القاهرة، وبيروت. هذه المدن أصبحت مسرحًا لهذه المطاعم التي تنافس بعضها بالتصاميم الفاخرة والإضاءة المثيرة، وكأنك في فيلم هوليوودي.
هل يستحق الطعام الثمن؟
د. سامي الطراونة يرى أن استمرار هذه الظاهرة يعتمد على وعي المستهلك. يقول:
'من يدفعون هذه الأسعار لا يشترون الطعام، بل يشترون صورة ينشرونها على الإنستاغرام. إذا تغيرت هذه العقلية، ستعود هذه المطاعم إلى حجمها الطبيعي.'
أما نحن، فلا يسعنا سوى القول: 'طُبختم على نار هادئة يا عشاق الشهرة، ودفعتم ثمن وجبة لن تشبعكم، لكنها ستُبهر متابعيكم!'
أخبار اليوم - عواد الفالح - في السنوات الأخيرة، أصبحت مطاعم الطهاة المشاهير أشبه بمنصات عرض أكثر منها مطاعم. الوجبة فيها ليست مجرد طعام يُشبِع المعدة، بل هي 'تجربة فنية'، تبدأ من طابور الحجز الطويل، مرورًا بتصوير الطبق من كل زاوية، وصولًا إلى صدمة الفاتورة التي تُذكّرك بأنك دفعت ثمن 'وجبة خيال'، لا 'وجبة طعام'.
عمان.. موطئ قدم لمطاعم المشاهير
عمان اليوم أصبحت وجهة مفضلة للكثير من مطاعم الطهاة المشاهير، حيث تنتشر هذه المطاعم في المناطق الراقية لتقدّم أطباقًا بأشكال مبتكرة وأسعار خيالية. زيارة واحدة لهذه المطاعم قد تكلف عائلة مكونة من خمسة أشخاص نصف راتب موظف متوسط الدخل، فقط لتجربة طبق يزينه 'توقيع الشيف'.
مكونات عادية بأسعار خيالية
الأمر الذي يثير الاستغراب أن غالبية مكونات الأطباق المقدمة في هذه المطاعم تُشترى من الأسواق العادية، مثل أي مطبخ منزلي. ولكن بمجرد وضع اسم الشيف الشهير على الطبق، يصبح وكأنه 'طبق مريخي'. يقول أحد الزبائن الغاضبين:
'نفس العدس الذي أشتريه من السوق بدينارين للكيلو يصبح فجأة بسعر طبق بثلاثة دنانير! هل لأن الشيف لمس المكونات بيده؟'
صحن شوربة العدس، الذي يمكن إعداده بتكلفة بسيطة في المنزل، يُباع في هذه المطاعم بأضعاف سعره الحقيقي. حتى الأطباق الشعبية مثل المقلوبة أو الكبسة التي تُعد مكوناتُها متوفرة في كل بيت، تُباع بأسعار خيالية تحت شعارات مثل 'نكهات لا مثيل لها' أو 'وصفة الشيف الخاصة'.
'التجربة' التي لا تُنسى!
مديرو هذه المطاعم يبررون الأسعار المرتفعة دائمًا بأن ما يُقدم ليس مجرد وجبة، بل 'تجربة استثنائية'. فالتجربة تبدأ من ديكورات المطعم الفاخرة، مرورًا بالنادل الذي يناديك بـ'سيدي'، وصولًا إلى طبق مصمم وكأنه لوحة فنية. لكن هذه 'التجربة' لم تُقنع رانيا التي زارت أحد هذه المطاعم وقالت:
'جربته مرة واحدة، وصُدمت بالفاتورة. لا الديكور أكلته، ولا الموسيقى شربتها، والطعام كان عاديًا جدًا. دفعت فقط ثمن الاسم، وكأنني اشتريت حقيبة ماركة بدون جيوب!'
استغلال الشهرة أم ذكاء تسويقي؟
محمد سالم، ناشط على مواقع التواصل، يرى أن هذه المطاعم تستغل سطوة الشهرة لاستهداف طبقة النخبة، بينما تتجاهل الطبقة المتوسطة. يقول بغضب:
'المطاعم هذه لا تقدم شيئًا مختلفًا، بل تسوّق الأكل كمنتج فاخر. الحقيقة أن معظم المكونات عادية جدًا، لكنها تُقدّم بأسلوب يخدع الزبائن ليعتقدوا أنهم يحصلون على شيء لا مثيل له.'
ظاهرة تجتاح المدن العربية
مطاعم المشاهير ليست ظاهرة حصرية لعمان، بل امتدت إلى مدن كبرى مثل دبي، الرياض، القاهرة، وبيروت. هذه المدن أصبحت مسرحًا لهذه المطاعم التي تنافس بعضها بالتصاميم الفاخرة والإضاءة المثيرة، وكأنك في فيلم هوليوودي.
هل يستحق الطعام الثمن؟
د. سامي الطراونة يرى أن استمرار هذه الظاهرة يعتمد على وعي المستهلك. يقول:
'من يدفعون هذه الأسعار لا يشترون الطعام، بل يشترون صورة ينشرونها على الإنستاغرام. إذا تغيرت هذه العقلية، ستعود هذه المطاعم إلى حجمها الطبيعي.'
أما نحن، فلا يسعنا سوى القول: 'طُبختم على نار هادئة يا عشاق الشهرة، ودفعتم ثمن وجبة لن تشبعكم، لكنها ستُبهر متابعيكم!'
أخبار اليوم - عواد الفالح - في السنوات الأخيرة، أصبحت مطاعم الطهاة المشاهير أشبه بمنصات عرض أكثر منها مطاعم. الوجبة فيها ليست مجرد طعام يُشبِع المعدة، بل هي 'تجربة فنية'، تبدأ من طابور الحجز الطويل، مرورًا بتصوير الطبق من كل زاوية، وصولًا إلى صدمة الفاتورة التي تُذكّرك بأنك دفعت ثمن 'وجبة خيال'، لا 'وجبة طعام'.
عمان.. موطئ قدم لمطاعم المشاهير
عمان اليوم أصبحت وجهة مفضلة للكثير من مطاعم الطهاة المشاهير، حيث تنتشر هذه المطاعم في المناطق الراقية لتقدّم أطباقًا بأشكال مبتكرة وأسعار خيالية. زيارة واحدة لهذه المطاعم قد تكلف عائلة مكونة من خمسة أشخاص نصف راتب موظف متوسط الدخل، فقط لتجربة طبق يزينه 'توقيع الشيف'.
مكونات عادية بأسعار خيالية
الأمر الذي يثير الاستغراب أن غالبية مكونات الأطباق المقدمة في هذه المطاعم تُشترى من الأسواق العادية، مثل أي مطبخ منزلي. ولكن بمجرد وضع اسم الشيف الشهير على الطبق، يصبح وكأنه 'طبق مريخي'. يقول أحد الزبائن الغاضبين:
'نفس العدس الذي أشتريه من السوق بدينارين للكيلو يصبح فجأة بسعر طبق بثلاثة دنانير! هل لأن الشيف لمس المكونات بيده؟'
صحن شوربة العدس، الذي يمكن إعداده بتكلفة بسيطة في المنزل، يُباع في هذه المطاعم بأضعاف سعره الحقيقي. حتى الأطباق الشعبية مثل المقلوبة أو الكبسة التي تُعد مكوناتُها متوفرة في كل بيت، تُباع بأسعار خيالية تحت شعارات مثل 'نكهات لا مثيل لها' أو 'وصفة الشيف الخاصة'.
'التجربة' التي لا تُنسى!
مديرو هذه المطاعم يبررون الأسعار المرتفعة دائمًا بأن ما يُقدم ليس مجرد وجبة، بل 'تجربة استثنائية'. فالتجربة تبدأ من ديكورات المطعم الفاخرة، مرورًا بالنادل الذي يناديك بـ'سيدي'، وصولًا إلى طبق مصمم وكأنه لوحة فنية. لكن هذه 'التجربة' لم تُقنع رانيا التي زارت أحد هذه المطاعم وقالت:
'جربته مرة واحدة، وصُدمت بالفاتورة. لا الديكور أكلته، ولا الموسيقى شربتها، والطعام كان عاديًا جدًا. دفعت فقط ثمن الاسم، وكأنني اشتريت حقيبة ماركة بدون جيوب!'
استغلال الشهرة أم ذكاء تسويقي؟
محمد سالم، ناشط على مواقع التواصل، يرى أن هذه المطاعم تستغل سطوة الشهرة لاستهداف طبقة النخبة، بينما تتجاهل الطبقة المتوسطة. يقول بغضب:
'المطاعم هذه لا تقدم شيئًا مختلفًا، بل تسوّق الأكل كمنتج فاخر. الحقيقة أن معظم المكونات عادية جدًا، لكنها تُقدّم بأسلوب يخدع الزبائن ليعتقدوا أنهم يحصلون على شيء لا مثيل له.'
ظاهرة تجتاح المدن العربية
مطاعم المشاهير ليست ظاهرة حصرية لعمان، بل امتدت إلى مدن كبرى مثل دبي، الرياض، القاهرة، وبيروت. هذه المدن أصبحت مسرحًا لهذه المطاعم التي تنافس بعضها بالتصاميم الفاخرة والإضاءة المثيرة، وكأنك في فيلم هوليوودي.
هل يستحق الطعام الثمن؟
د. سامي الطراونة يرى أن استمرار هذه الظاهرة يعتمد على وعي المستهلك. يقول:
'من يدفعون هذه الأسعار لا يشترون الطعام، بل يشترون صورة ينشرونها على الإنستاغرام. إذا تغيرت هذه العقلية، ستعود هذه المطاعم إلى حجمها الطبيعي.'
أما نحن، فلا يسعنا سوى القول: 'طُبختم على نار هادئة يا عشاق الشهرة، ودفعتم ثمن وجبة لن تشبعكم، لكنها ستُبهر متابعيكم!'
التعليقات