أخبار اليوم - لليوم الـ 47 تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على شمال قطاع غزة، تزامنًا مع تدمير مقومات الحياة والنجاة للمواطنين الذي يرفضون النزوح ومغادرة أراضيهم ومنازلهم.
قال مدير وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش إن الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دوليا، وإن هناك شهادات على تبخر بعض الجثث.
وأضاف أن من بين الشهداء من هُشمت وجوههم وأقفاصهم الصدرية ومنهم من تعرض لحروق لم يشهدوها من قبل، كما أن جثثا كاملة تبخرت، مؤكدا أن حالات تبخر بعض الجثث ظهرت في الآونة الأخيرة، خاصة في شمال القطاع.
ودعا البرش إلى تحقيق دولي بشأن الأسلحة الغامضة التي تستخدمها إسرائيل، مشددا على أنهم يعانون فعليا من تطهير عرقي ومجازر جماعية، خاصة في شمال غزة.
كما تحدث الطبيب عن معاناتهم من نقص حاد في أعداد الطواقم الطبية في مدينة غزة والشمال، إلى جانب منع الاحتلال إدخال الدواء إلى القطاع، حيث كثير من المصابين يُتوفون في الشوارع بسبب نقص الإمكانات الطبية، مشيرا إلى وجود أكثر من 10 آلاف جريح في قطاع غزة.
وفي الإطار، أكد موقع مجلة '972+' الإسرائيلية في تقرير أن بيت لاهيا شمالي قطاع غزة تعيش أوضاعا إنسانية كارثية جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة، وقد تحوّلت شوارعها إلى أكوام من الأنقاض وجثث الموتى، في حين يواجه من بقي من سكانها تحديا كبيرا للبقاء على قيد الحياة وسط الحصار الخانق والدمار الواسع.
ونقل التقرير عن علي حمودة (43 عاما) وهو أحد سكان بيت لاهيا، قوله 'حيثما ذهبت، تجد الجثث على الأرض، بعضها شبه متحلل، والبعض الآخر دهسته المدرعات الإسرائيلية. نحن محاصرون من جميع الاتجاهات، ولا يعرف الناس إلى أين يذهبون'.
وأضاف أن من بقي حيا في بيت لاهيا يعاني من الجوع والعطش، حيث لا يوجد طعام أو ماء، ووصف ما يجري بأنها 'إبادة جماعية للسكان والنازحين الذين لجؤوا إلى هنا'.
وضع كارثي
وأوردت المجلة تصريحا لمحمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أشار فيه إلى أن الوضع في شمال غزة، وتحديدا في بيت لاهيا 'كارثي للغاية'، مضيفا أن إسرائيل تقصف المباني السكنية بصواريخ شديدة التدمير من دون سابق إنذار وفي ظل وجود السكان داخلها.
ولايزال الدفاع المدني معطل قسرًا لليوم الـ 33 تواليًا عن العمل في شمال القطاع، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافه في حال العمل على إنقاذ المواطنين الذين يتعرضون للقتل ويتركون للموت تحت ركام منازلهم.
وقالت إنه وطاقمه يعملون في ظروف صعبة للغاية بسبب الاستهداف الإسرائيلي لفرق الإنقاذ وفي ظل غياب المعدات وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض باستخدام أساليب بدائية.
وذكر الكاتب أن الجيش الإسرائيلي يمنع دخول أي مواد غذائية أو إمدادات طبية بعد فصل مدن شمال غزة عن باقي مدن القطاع، ويقول علي حمودة: 'أنا وعائلتي نشرب الآن المياه غير النظيفة ونأكل ما تبقى من علب البقوليات'.
لكن رغم الظروف القاسية والتحذيرات الإسرائيلية المستمرة بالإخلاء والتوجه جنوبا إلى مدينة غزة، يصر حمودة وعائلته على البقاء، مؤكدا أنه 'لا يوجد مكان آمن في غزة، جميع السكان معرضون لخطر القصف والقتل في أي لحظة'.
شهادات مروعة
ويوضح الموقع أن شكري الوادي (51 عاما) -من سكان حي الشيماء في بيت لاهيا- وصف الوضع في المدينة بأنه 'نكبة القرن 21″، موضحا أن 'معالم المدينة اختفت وأصبحت كومة من الأنقاض. ننتقل أنا وعائلتي من مكان إلى آخر هربا من القصف المكثف'.
وذكر أن الاحتلال يقوم بهدم مناطق سكنية بأكملها، والناس محاصرون داخل منازلهم من دون أن يجدوا ما يأكلونه، ويشعرون بالرغب من سقوط القذائف عليهم في أي لحظة، كما تحلق طائرات الاستطلاع المسيرة 'بشكل روتيني فوقنا على ارتفاعات منخفضة، وتطلق طائرات مسيرة رباعية المراوح النار على المدنيين لإجبارهم على مغادرة المدينة'.
أما نرمين لبد (31 عاما)، فقد هربت من بيت لاهيا سيرا على الأقدام مع أطفالها الأربعة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، وسارت لمدة 3 ساعات حتى وصلت إلى حي الشيخ رضوان في مدينة غزة. وقالت: 'قمنا بهذه الرحلة والقذائف تتطاير فوق رؤوسنا، لأننا لم نجد شيئا للأكل أو الشرب والوضع يزداد خطورة يومًا بعد يوم'.
ونقل الكاتب عن نرمين قولها: 'أثناء خروجي من المدينة، رأيت العديد من الجثث على الأرض، وكانت الكلاب تنهش بعضها. رأيت أيضا رجالا ونساء جرحى على قيد الحياة غارقين في دمائهم، ولا أحد يساعدهم، نحن نموت ببطء، إلى متى سيستمر هذا القتل والدمار؟'.
كل ذلك يجري، في الوقت الذي صرح فيه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العمليات في شمال غزة تتوافق مع القانون الدولي، قائلا إن أي ادعاءات بالاستهداف العشوائي 'لا أساس لها من الصحة على الإطلاق'، توضح المجلة.
كما ادعى أن الجيش 'يسهل دخول المساعدات الإنسانية' إلى شمال غزة، ويسمح بـ'عمليات إجلاء أكثر أمانا' من خلال العمل على 'وقف مؤقت لإطلاق النار'.
وفي حصيلة أولية، أفاد الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى 'كمال عدوان' في شمال قطاع غزة، الأحد، بأن نحو 200 شهيد فلسطيني لا يزالون تحت أنقاض منازل دمرتها إسرائيل شمال القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأوضح أبو صفية في مقطع فيديو مصور: 'المشهد الإنساني في شمال القطاع يقترب من الكارثة المطلقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث استشهد أكثر من 200 فلسطيني في الساعات الـ48 الماضية، ولا تزال جثامينهم تحت الأنقاض'.
وأضاف أبو صفية: 'الاحتلال ارتكب مجازر بحق عائلات الأعرج والبابا وعليان وورش آغا، وما وصلنا إلى المستشفى من بين من نجوا من الغارات الإسرائيلية هي ثلاث إصابات فقط، ممن بقوا أحياء'.
وتابع: 'ما يدمي القلوب هو سماع أصوات أحياء يستنجدون من تحت الركام، وعند محاولة المواطنين إنقاذهم، استُهدفوا مجددا بالطائرات الإسرائيلية، ما يجعل الوصول إلى تلك المناطق شبه مستحيل'.
وأشار إلى أن 'استهداف منزل عائلة الأعرج كان مأساويا، حيث كان هناك نحو 100 شخص داخل المنزل، ولم ينجُ سوى شخص واحد، وهو موظف في مغسلة مستشفى كمال عدوان، تصادف وجوده على رأس عمله أثناء الغارة'.
وأوضح أبو صفية أن المستشفى يواجه تحديات كبيرة، أبرزها منع إدخال المعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الضرورية، إضافة إلى منع دخول مركبات الإسعاف التي تصل بصعوبة.
وأشار إلى وجود 63 حالة منومة في المستشفى، غالبيتها من الجرحى، بينهم 9 حالات في العناية المركزة، واثنان من حديثي الولادة، معظمها حالات حرجة.
أخبار اليوم - لليوم الـ 47 تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على شمال قطاع غزة، تزامنًا مع تدمير مقومات الحياة والنجاة للمواطنين الذي يرفضون النزوح ومغادرة أراضيهم ومنازلهم.
قال مدير وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش إن الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دوليا، وإن هناك شهادات على تبخر بعض الجثث.
وأضاف أن من بين الشهداء من هُشمت وجوههم وأقفاصهم الصدرية ومنهم من تعرض لحروق لم يشهدوها من قبل، كما أن جثثا كاملة تبخرت، مؤكدا أن حالات تبخر بعض الجثث ظهرت في الآونة الأخيرة، خاصة في شمال القطاع.
ودعا البرش إلى تحقيق دولي بشأن الأسلحة الغامضة التي تستخدمها إسرائيل، مشددا على أنهم يعانون فعليا من تطهير عرقي ومجازر جماعية، خاصة في شمال غزة.
كما تحدث الطبيب عن معاناتهم من نقص حاد في أعداد الطواقم الطبية في مدينة غزة والشمال، إلى جانب منع الاحتلال إدخال الدواء إلى القطاع، حيث كثير من المصابين يُتوفون في الشوارع بسبب نقص الإمكانات الطبية، مشيرا إلى وجود أكثر من 10 آلاف جريح في قطاع غزة.
وفي الإطار، أكد موقع مجلة '972+' الإسرائيلية في تقرير أن بيت لاهيا شمالي قطاع غزة تعيش أوضاعا إنسانية كارثية جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة، وقد تحوّلت شوارعها إلى أكوام من الأنقاض وجثث الموتى، في حين يواجه من بقي من سكانها تحديا كبيرا للبقاء على قيد الحياة وسط الحصار الخانق والدمار الواسع.
ونقل التقرير عن علي حمودة (43 عاما) وهو أحد سكان بيت لاهيا، قوله 'حيثما ذهبت، تجد الجثث على الأرض، بعضها شبه متحلل، والبعض الآخر دهسته المدرعات الإسرائيلية. نحن محاصرون من جميع الاتجاهات، ولا يعرف الناس إلى أين يذهبون'.
وأضاف أن من بقي حيا في بيت لاهيا يعاني من الجوع والعطش، حيث لا يوجد طعام أو ماء، ووصف ما يجري بأنها 'إبادة جماعية للسكان والنازحين الذين لجؤوا إلى هنا'.
وضع كارثي
وأوردت المجلة تصريحا لمحمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أشار فيه إلى أن الوضع في شمال غزة، وتحديدا في بيت لاهيا 'كارثي للغاية'، مضيفا أن إسرائيل تقصف المباني السكنية بصواريخ شديدة التدمير من دون سابق إنذار وفي ظل وجود السكان داخلها.
ولايزال الدفاع المدني معطل قسرًا لليوم الـ 33 تواليًا عن العمل في شمال القطاع، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافه في حال العمل على إنقاذ المواطنين الذين يتعرضون للقتل ويتركون للموت تحت ركام منازلهم.
وقالت إنه وطاقمه يعملون في ظروف صعبة للغاية بسبب الاستهداف الإسرائيلي لفرق الإنقاذ وفي ظل غياب المعدات وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض باستخدام أساليب بدائية.
وذكر الكاتب أن الجيش الإسرائيلي يمنع دخول أي مواد غذائية أو إمدادات طبية بعد فصل مدن شمال غزة عن باقي مدن القطاع، ويقول علي حمودة: 'أنا وعائلتي نشرب الآن المياه غير النظيفة ونأكل ما تبقى من علب البقوليات'.
لكن رغم الظروف القاسية والتحذيرات الإسرائيلية المستمرة بالإخلاء والتوجه جنوبا إلى مدينة غزة، يصر حمودة وعائلته على البقاء، مؤكدا أنه 'لا يوجد مكان آمن في غزة، جميع السكان معرضون لخطر القصف والقتل في أي لحظة'.
شهادات مروعة
ويوضح الموقع أن شكري الوادي (51 عاما) -من سكان حي الشيماء في بيت لاهيا- وصف الوضع في المدينة بأنه 'نكبة القرن 21″، موضحا أن 'معالم المدينة اختفت وأصبحت كومة من الأنقاض. ننتقل أنا وعائلتي من مكان إلى آخر هربا من القصف المكثف'.
وذكر أن الاحتلال يقوم بهدم مناطق سكنية بأكملها، والناس محاصرون داخل منازلهم من دون أن يجدوا ما يأكلونه، ويشعرون بالرغب من سقوط القذائف عليهم في أي لحظة، كما تحلق طائرات الاستطلاع المسيرة 'بشكل روتيني فوقنا على ارتفاعات منخفضة، وتطلق طائرات مسيرة رباعية المراوح النار على المدنيين لإجبارهم على مغادرة المدينة'.
أما نرمين لبد (31 عاما)، فقد هربت من بيت لاهيا سيرا على الأقدام مع أطفالها الأربعة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، وسارت لمدة 3 ساعات حتى وصلت إلى حي الشيخ رضوان في مدينة غزة. وقالت: 'قمنا بهذه الرحلة والقذائف تتطاير فوق رؤوسنا، لأننا لم نجد شيئا للأكل أو الشرب والوضع يزداد خطورة يومًا بعد يوم'.
ونقل الكاتب عن نرمين قولها: 'أثناء خروجي من المدينة، رأيت العديد من الجثث على الأرض، وكانت الكلاب تنهش بعضها. رأيت أيضا رجالا ونساء جرحى على قيد الحياة غارقين في دمائهم، ولا أحد يساعدهم، نحن نموت ببطء، إلى متى سيستمر هذا القتل والدمار؟'.
كل ذلك يجري، في الوقت الذي صرح فيه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العمليات في شمال غزة تتوافق مع القانون الدولي، قائلا إن أي ادعاءات بالاستهداف العشوائي 'لا أساس لها من الصحة على الإطلاق'، توضح المجلة.
كما ادعى أن الجيش 'يسهل دخول المساعدات الإنسانية' إلى شمال غزة، ويسمح بـ'عمليات إجلاء أكثر أمانا' من خلال العمل على 'وقف مؤقت لإطلاق النار'.
وفي حصيلة أولية، أفاد الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى 'كمال عدوان' في شمال قطاع غزة، الأحد، بأن نحو 200 شهيد فلسطيني لا يزالون تحت أنقاض منازل دمرتها إسرائيل شمال القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأوضح أبو صفية في مقطع فيديو مصور: 'المشهد الإنساني في شمال القطاع يقترب من الكارثة المطلقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث استشهد أكثر من 200 فلسطيني في الساعات الـ48 الماضية، ولا تزال جثامينهم تحت الأنقاض'.
وأضاف أبو صفية: 'الاحتلال ارتكب مجازر بحق عائلات الأعرج والبابا وعليان وورش آغا، وما وصلنا إلى المستشفى من بين من نجوا من الغارات الإسرائيلية هي ثلاث إصابات فقط، ممن بقوا أحياء'.
وتابع: 'ما يدمي القلوب هو سماع أصوات أحياء يستنجدون من تحت الركام، وعند محاولة المواطنين إنقاذهم، استُهدفوا مجددا بالطائرات الإسرائيلية، ما يجعل الوصول إلى تلك المناطق شبه مستحيل'.
وأشار إلى أن 'استهداف منزل عائلة الأعرج كان مأساويا، حيث كان هناك نحو 100 شخص داخل المنزل، ولم ينجُ سوى شخص واحد، وهو موظف في مغسلة مستشفى كمال عدوان، تصادف وجوده على رأس عمله أثناء الغارة'.
وأوضح أبو صفية أن المستشفى يواجه تحديات كبيرة، أبرزها منع إدخال المعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الضرورية، إضافة إلى منع دخول مركبات الإسعاف التي تصل بصعوبة.
وأشار إلى وجود 63 حالة منومة في المستشفى، غالبيتها من الجرحى، بينهم 9 حالات في العناية المركزة، واثنان من حديثي الولادة، معظمها حالات حرجة.
أخبار اليوم - لليوم الـ 47 تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على شمال قطاع غزة، تزامنًا مع تدمير مقومات الحياة والنجاة للمواطنين الذي يرفضون النزوح ومغادرة أراضيهم ومنازلهم.
قال مدير وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش إن الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دوليا، وإن هناك شهادات على تبخر بعض الجثث.
وأضاف أن من بين الشهداء من هُشمت وجوههم وأقفاصهم الصدرية ومنهم من تعرض لحروق لم يشهدوها من قبل، كما أن جثثا كاملة تبخرت، مؤكدا أن حالات تبخر بعض الجثث ظهرت في الآونة الأخيرة، خاصة في شمال القطاع.
ودعا البرش إلى تحقيق دولي بشأن الأسلحة الغامضة التي تستخدمها إسرائيل، مشددا على أنهم يعانون فعليا من تطهير عرقي ومجازر جماعية، خاصة في شمال غزة.
كما تحدث الطبيب عن معاناتهم من نقص حاد في أعداد الطواقم الطبية في مدينة غزة والشمال، إلى جانب منع الاحتلال إدخال الدواء إلى القطاع، حيث كثير من المصابين يُتوفون في الشوارع بسبب نقص الإمكانات الطبية، مشيرا إلى وجود أكثر من 10 آلاف جريح في قطاع غزة.
وفي الإطار، أكد موقع مجلة '972+' الإسرائيلية في تقرير أن بيت لاهيا شمالي قطاع غزة تعيش أوضاعا إنسانية كارثية جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة، وقد تحوّلت شوارعها إلى أكوام من الأنقاض وجثث الموتى، في حين يواجه من بقي من سكانها تحديا كبيرا للبقاء على قيد الحياة وسط الحصار الخانق والدمار الواسع.
ونقل التقرير عن علي حمودة (43 عاما) وهو أحد سكان بيت لاهيا، قوله 'حيثما ذهبت، تجد الجثث على الأرض، بعضها شبه متحلل، والبعض الآخر دهسته المدرعات الإسرائيلية. نحن محاصرون من جميع الاتجاهات، ولا يعرف الناس إلى أين يذهبون'.
وأضاف أن من بقي حيا في بيت لاهيا يعاني من الجوع والعطش، حيث لا يوجد طعام أو ماء، ووصف ما يجري بأنها 'إبادة جماعية للسكان والنازحين الذين لجؤوا إلى هنا'.
وضع كارثي
وأوردت المجلة تصريحا لمحمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أشار فيه إلى أن الوضع في شمال غزة، وتحديدا في بيت لاهيا 'كارثي للغاية'، مضيفا أن إسرائيل تقصف المباني السكنية بصواريخ شديدة التدمير من دون سابق إنذار وفي ظل وجود السكان داخلها.
ولايزال الدفاع المدني معطل قسرًا لليوم الـ 33 تواليًا عن العمل في شمال القطاع، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافه في حال العمل على إنقاذ المواطنين الذين يتعرضون للقتل ويتركون للموت تحت ركام منازلهم.
وقالت إنه وطاقمه يعملون في ظروف صعبة للغاية بسبب الاستهداف الإسرائيلي لفرق الإنقاذ وفي ظل غياب المعدات وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض باستخدام أساليب بدائية.
وذكر الكاتب أن الجيش الإسرائيلي يمنع دخول أي مواد غذائية أو إمدادات طبية بعد فصل مدن شمال غزة عن باقي مدن القطاع، ويقول علي حمودة: 'أنا وعائلتي نشرب الآن المياه غير النظيفة ونأكل ما تبقى من علب البقوليات'.
لكن رغم الظروف القاسية والتحذيرات الإسرائيلية المستمرة بالإخلاء والتوجه جنوبا إلى مدينة غزة، يصر حمودة وعائلته على البقاء، مؤكدا أنه 'لا يوجد مكان آمن في غزة، جميع السكان معرضون لخطر القصف والقتل في أي لحظة'.
شهادات مروعة
ويوضح الموقع أن شكري الوادي (51 عاما) -من سكان حي الشيماء في بيت لاهيا- وصف الوضع في المدينة بأنه 'نكبة القرن 21″، موضحا أن 'معالم المدينة اختفت وأصبحت كومة من الأنقاض. ننتقل أنا وعائلتي من مكان إلى آخر هربا من القصف المكثف'.
وذكر أن الاحتلال يقوم بهدم مناطق سكنية بأكملها، والناس محاصرون داخل منازلهم من دون أن يجدوا ما يأكلونه، ويشعرون بالرغب من سقوط القذائف عليهم في أي لحظة، كما تحلق طائرات الاستطلاع المسيرة 'بشكل روتيني فوقنا على ارتفاعات منخفضة، وتطلق طائرات مسيرة رباعية المراوح النار على المدنيين لإجبارهم على مغادرة المدينة'.
أما نرمين لبد (31 عاما)، فقد هربت من بيت لاهيا سيرا على الأقدام مع أطفالها الأربعة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، وسارت لمدة 3 ساعات حتى وصلت إلى حي الشيخ رضوان في مدينة غزة. وقالت: 'قمنا بهذه الرحلة والقذائف تتطاير فوق رؤوسنا، لأننا لم نجد شيئا للأكل أو الشرب والوضع يزداد خطورة يومًا بعد يوم'.
ونقل الكاتب عن نرمين قولها: 'أثناء خروجي من المدينة، رأيت العديد من الجثث على الأرض، وكانت الكلاب تنهش بعضها. رأيت أيضا رجالا ونساء جرحى على قيد الحياة غارقين في دمائهم، ولا أحد يساعدهم، نحن نموت ببطء، إلى متى سيستمر هذا القتل والدمار؟'.
كل ذلك يجري، في الوقت الذي صرح فيه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العمليات في شمال غزة تتوافق مع القانون الدولي، قائلا إن أي ادعاءات بالاستهداف العشوائي 'لا أساس لها من الصحة على الإطلاق'، توضح المجلة.
كما ادعى أن الجيش 'يسهل دخول المساعدات الإنسانية' إلى شمال غزة، ويسمح بـ'عمليات إجلاء أكثر أمانا' من خلال العمل على 'وقف مؤقت لإطلاق النار'.
وفي حصيلة أولية، أفاد الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى 'كمال عدوان' في شمال قطاع غزة، الأحد، بأن نحو 200 شهيد فلسطيني لا يزالون تحت أنقاض منازل دمرتها إسرائيل شمال القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأوضح أبو صفية في مقطع فيديو مصور: 'المشهد الإنساني في شمال القطاع يقترب من الكارثة المطلقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث استشهد أكثر من 200 فلسطيني في الساعات الـ48 الماضية، ولا تزال جثامينهم تحت الأنقاض'.
وأضاف أبو صفية: 'الاحتلال ارتكب مجازر بحق عائلات الأعرج والبابا وعليان وورش آغا، وما وصلنا إلى المستشفى من بين من نجوا من الغارات الإسرائيلية هي ثلاث إصابات فقط، ممن بقوا أحياء'.
وتابع: 'ما يدمي القلوب هو سماع أصوات أحياء يستنجدون من تحت الركام، وعند محاولة المواطنين إنقاذهم، استُهدفوا مجددا بالطائرات الإسرائيلية، ما يجعل الوصول إلى تلك المناطق شبه مستحيل'.
وأشار إلى أن 'استهداف منزل عائلة الأعرج كان مأساويا، حيث كان هناك نحو 100 شخص داخل المنزل، ولم ينجُ سوى شخص واحد، وهو موظف في مغسلة مستشفى كمال عدوان، تصادف وجوده على رأس عمله أثناء الغارة'.
وأوضح أبو صفية أن المستشفى يواجه تحديات كبيرة، أبرزها منع إدخال المعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الضرورية، إضافة إلى منع دخول مركبات الإسعاف التي تصل بصعوبة.
وأشار إلى وجود 63 حالة منومة في المستشفى، غالبيتها من الجرحى، بينهم 9 حالات في العناية المركزة، واثنان من حديثي الولادة، معظمها حالات حرجة.
التعليقات