سهم محمد العبادي
أخبار اليوم - في زمنٍ مضى، كانت الجامعات ساحات حقيقية للصراع الفكري والسياسي، كانت المشاجرات بين الطلاب تدور حول قضايا كبرى تعكس اختلاف التوجهات السياسية والأيديولوجيات.
اليساريون يدافعون عن العدالة الاجتماعية وحقوق العمال، اليمينيون يصرّون على القيم التقليدية، والوسطيون يحاولون رأب الصدع والدعوة إلى التوازن.
كانت الجامعات حاضنة للوعي ومساحات مفتوحة للنقاش والاختلاف، حتى إن اشتعلت بعض المشاجرات، كان لها على الأقل مضمون يعكس تطلعات الشباب وطموحاتهم في مستقبل أفضل.
اليوم، تبدّل الحال بشكل مؤلم، لم تعد المشاجرات في الجامعات تعبر عن وعي فكري أو جدل سياسي، بل أصبحت صراعات عبثية لا معنى لها.
الحرم الجامعي الذي كان رمزًا للنضوج والارتقاء الفكري، تحول إلى ساحة للعنف غير المبرر، حيث 'لديت عليك... ولديت عليّ!' أصبحت العبارة المُلهمة التي تفجر المعارك.
غابت الأسئلة الكبرى، وحلت مكانها تفاصيل تافهة لا تليق حتى بطلاب المدارس الابتدائية، ومع كل مشاجرة جديدة، يبدو المشهد أكثر فوضوية، وأكثر ابتعادًا عن الهدف الحقيقي للجامعة.
الإدارات الجامعية تقف عاجزة، تكتفي ببيانات مقتضبة تكرر ذات العبارة: 'نأسف على الحادثة الفردية'، لكنها ليست فردية أبدًا، فهي ظاهرة تتكرر وتنتشر، أو أنها حدثت خارج أسوار الجامعة، والحديث عنها بهذا التبسيط لا يعكس خطورتها، ولا يساهم في معالجتها.
المشاجرات باتت تُمثل خطرًا حقيقيًا على البيئة التعليمية، وحولت الجامعات من مؤسسات تعليمية إلى ساحات للخصومات التي لا تنتهي.
الجيل الجامعي اليوم لا يفتقر إلى الطاقة، لكنه يفتقر إلى التوجيه، كثير من الطلاب يجدون أنفسهم دون قضية يدافعون عنها أو فكرة يؤمنون بها، غياب الحوار الفكري وضعف النشاطات الثقافية جعل من الجامعة مكانًا لتمضية الوقت بدلًا من أن تكون منصة للإبداع والابتكار.
الحاجة اليوم ليست فقط لوقف المشاجرات، بل لإعادة الروح الحقيقية للحرم الجامعي، تلك الروح التي تجعل الطالب يرى الجامعة مكانًا للنضج الشخصي وبناء الذات، وليس ميدانًا للعنف وإثبات القوة.
المسؤولية مشتركة بين الجميع، الإدارات الجامعية بحاجة إلى إعادة النظر في دورها، من خلال خلق بيئة حقيقية للنقاش والحوار، وتشجيع النشاطات الفكرية والسياسية التي تعيد تشكيل وعي الطلاب.
المناهج بحاجة إلى إعادة تصميم لتضم مواد تعزز قيم التسامح، وتعلم مهارات حل النزاعات بطريقة حضارية، النشاطات الرياضية والثقافية والفنية يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من الحياة الجامعية لتفريغ الطاقات بشكل إيجابي.
الجامعات ليست مجرد مكان للحصول على شهادة، بل هي معمل لتشكيل العقول وصقل الشخصيات، إذا فقدت هذا الدور، فإننا نخسر فرصة لا تُعوّض لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، ولا يكفي أن نتفرج على هذا الانحدار، بل يجب أن نبدأ بالعمل الجاد لإعادة الجامعات إلى دورها الأساسي.
إن كانت هناك مشاجرات، فلتكن حول فكرة جديدة، أو مشروع مبتكر، أو جدل سياسي يعكس وعيًا حقيقيًا.
الجامعات ملك للوطن، والوطن يستحق منا أكثر من هذا العبث.
سهم محمد العبادي
أخبار اليوم - في زمنٍ مضى، كانت الجامعات ساحات حقيقية للصراع الفكري والسياسي، كانت المشاجرات بين الطلاب تدور حول قضايا كبرى تعكس اختلاف التوجهات السياسية والأيديولوجيات.
اليساريون يدافعون عن العدالة الاجتماعية وحقوق العمال، اليمينيون يصرّون على القيم التقليدية، والوسطيون يحاولون رأب الصدع والدعوة إلى التوازن.
كانت الجامعات حاضنة للوعي ومساحات مفتوحة للنقاش والاختلاف، حتى إن اشتعلت بعض المشاجرات، كان لها على الأقل مضمون يعكس تطلعات الشباب وطموحاتهم في مستقبل أفضل.
اليوم، تبدّل الحال بشكل مؤلم، لم تعد المشاجرات في الجامعات تعبر عن وعي فكري أو جدل سياسي، بل أصبحت صراعات عبثية لا معنى لها.
الحرم الجامعي الذي كان رمزًا للنضوج والارتقاء الفكري، تحول إلى ساحة للعنف غير المبرر، حيث 'لديت عليك... ولديت عليّ!' أصبحت العبارة المُلهمة التي تفجر المعارك.
غابت الأسئلة الكبرى، وحلت مكانها تفاصيل تافهة لا تليق حتى بطلاب المدارس الابتدائية، ومع كل مشاجرة جديدة، يبدو المشهد أكثر فوضوية، وأكثر ابتعادًا عن الهدف الحقيقي للجامعة.
الإدارات الجامعية تقف عاجزة، تكتفي ببيانات مقتضبة تكرر ذات العبارة: 'نأسف على الحادثة الفردية'، لكنها ليست فردية أبدًا، فهي ظاهرة تتكرر وتنتشر، أو أنها حدثت خارج أسوار الجامعة، والحديث عنها بهذا التبسيط لا يعكس خطورتها، ولا يساهم في معالجتها.
المشاجرات باتت تُمثل خطرًا حقيقيًا على البيئة التعليمية، وحولت الجامعات من مؤسسات تعليمية إلى ساحات للخصومات التي لا تنتهي.
الجيل الجامعي اليوم لا يفتقر إلى الطاقة، لكنه يفتقر إلى التوجيه، كثير من الطلاب يجدون أنفسهم دون قضية يدافعون عنها أو فكرة يؤمنون بها، غياب الحوار الفكري وضعف النشاطات الثقافية جعل من الجامعة مكانًا لتمضية الوقت بدلًا من أن تكون منصة للإبداع والابتكار.
الحاجة اليوم ليست فقط لوقف المشاجرات، بل لإعادة الروح الحقيقية للحرم الجامعي، تلك الروح التي تجعل الطالب يرى الجامعة مكانًا للنضج الشخصي وبناء الذات، وليس ميدانًا للعنف وإثبات القوة.
المسؤولية مشتركة بين الجميع، الإدارات الجامعية بحاجة إلى إعادة النظر في دورها، من خلال خلق بيئة حقيقية للنقاش والحوار، وتشجيع النشاطات الفكرية والسياسية التي تعيد تشكيل وعي الطلاب.
المناهج بحاجة إلى إعادة تصميم لتضم مواد تعزز قيم التسامح، وتعلم مهارات حل النزاعات بطريقة حضارية، النشاطات الرياضية والثقافية والفنية يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من الحياة الجامعية لتفريغ الطاقات بشكل إيجابي.
الجامعات ليست مجرد مكان للحصول على شهادة، بل هي معمل لتشكيل العقول وصقل الشخصيات، إذا فقدت هذا الدور، فإننا نخسر فرصة لا تُعوّض لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، ولا يكفي أن نتفرج على هذا الانحدار، بل يجب أن نبدأ بالعمل الجاد لإعادة الجامعات إلى دورها الأساسي.
إن كانت هناك مشاجرات، فلتكن حول فكرة جديدة، أو مشروع مبتكر، أو جدل سياسي يعكس وعيًا حقيقيًا.
الجامعات ملك للوطن، والوطن يستحق منا أكثر من هذا العبث.
سهم محمد العبادي
أخبار اليوم - في زمنٍ مضى، كانت الجامعات ساحات حقيقية للصراع الفكري والسياسي، كانت المشاجرات بين الطلاب تدور حول قضايا كبرى تعكس اختلاف التوجهات السياسية والأيديولوجيات.
اليساريون يدافعون عن العدالة الاجتماعية وحقوق العمال، اليمينيون يصرّون على القيم التقليدية، والوسطيون يحاولون رأب الصدع والدعوة إلى التوازن.
كانت الجامعات حاضنة للوعي ومساحات مفتوحة للنقاش والاختلاف، حتى إن اشتعلت بعض المشاجرات، كان لها على الأقل مضمون يعكس تطلعات الشباب وطموحاتهم في مستقبل أفضل.
اليوم، تبدّل الحال بشكل مؤلم، لم تعد المشاجرات في الجامعات تعبر عن وعي فكري أو جدل سياسي، بل أصبحت صراعات عبثية لا معنى لها.
الحرم الجامعي الذي كان رمزًا للنضوج والارتقاء الفكري، تحول إلى ساحة للعنف غير المبرر، حيث 'لديت عليك... ولديت عليّ!' أصبحت العبارة المُلهمة التي تفجر المعارك.
غابت الأسئلة الكبرى، وحلت مكانها تفاصيل تافهة لا تليق حتى بطلاب المدارس الابتدائية، ومع كل مشاجرة جديدة، يبدو المشهد أكثر فوضوية، وأكثر ابتعادًا عن الهدف الحقيقي للجامعة.
الإدارات الجامعية تقف عاجزة، تكتفي ببيانات مقتضبة تكرر ذات العبارة: 'نأسف على الحادثة الفردية'، لكنها ليست فردية أبدًا، فهي ظاهرة تتكرر وتنتشر، أو أنها حدثت خارج أسوار الجامعة، والحديث عنها بهذا التبسيط لا يعكس خطورتها، ولا يساهم في معالجتها.
المشاجرات باتت تُمثل خطرًا حقيقيًا على البيئة التعليمية، وحولت الجامعات من مؤسسات تعليمية إلى ساحات للخصومات التي لا تنتهي.
الجيل الجامعي اليوم لا يفتقر إلى الطاقة، لكنه يفتقر إلى التوجيه، كثير من الطلاب يجدون أنفسهم دون قضية يدافعون عنها أو فكرة يؤمنون بها، غياب الحوار الفكري وضعف النشاطات الثقافية جعل من الجامعة مكانًا لتمضية الوقت بدلًا من أن تكون منصة للإبداع والابتكار.
الحاجة اليوم ليست فقط لوقف المشاجرات، بل لإعادة الروح الحقيقية للحرم الجامعي، تلك الروح التي تجعل الطالب يرى الجامعة مكانًا للنضج الشخصي وبناء الذات، وليس ميدانًا للعنف وإثبات القوة.
المسؤولية مشتركة بين الجميع، الإدارات الجامعية بحاجة إلى إعادة النظر في دورها، من خلال خلق بيئة حقيقية للنقاش والحوار، وتشجيع النشاطات الفكرية والسياسية التي تعيد تشكيل وعي الطلاب.
المناهج بحاجة إلى إعادة تصميم لتضم مواد تعزز قيم التسامح، وتعلم مهارات حل النزاعات بطريقة حضارية، النشاطات الرياضية والثقافية والفنية يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من الحياة الجامعية لتفريغ الطاقات بشكل إيجابي.
الجامعات ليست مجرد مكان للحصول على شهادة، بل هي معمل لتشكيل العقول وصقل الشخصيات، إذا فقدت هذا الدور، فإننا نخسر فرصة لا تُعوّض لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، ولا يكفي أن نتفرج على هذا الانحدار، بل يجب أن نبدأ بالعمل الجاد لإعادة الجامعات إلى دورها الأساسي.
إن كانت هناك مشاجرات، فلتكن حول فكرة جديدة، أو مشروع مبتكر، أو جدل سياسي يعكس وعيًا حقيقيًا.
الجامعات ملك للوطن، والوطن يستحق منا أكثر من هذا العبث.
التعليقات