سهم محمد العبادي
في زاوية صغيرة من هذا العالم الصاخب، تعمل دودة القز بكل جدية، دون أن تزعجنا بمؤتمرات صحفية أو شعارات فارغة مثل 'الحرير للجميع بحلول 2030'.
هذه الدودة، التي لا تعرف حتى كيف ترفع صوتها، تنتج خيوطاً ناعمة من الحرير الفاخر، حيث تنتج الشرنقة ما بين 300 إلى 900 متر، ويعد من أفضل أنواع الحرير الفاخر، بينما نحن ننتج خيوطاً طويلة من الوعود... بلا أي نسيج حقيقي.
تخيلوا لو كانت دودة القز إنساناً! لكانت الآن تجوب الفنادق الخمسة نجوم، وتعقد الاجتماعات المغلقة لتناقش 'استراتيجيتها لإنتاج خيوط أكثر استدامة'. وربما كنا نشاهدها على التلفاز، وهي تعلن عن 'مبادرة الحرير العظيم'، ثم تدعو لحشد دعم عالمي لخطتها التي لن تُنتج حتى علبة حرير صناعي.
لكن لا، دودة القز أكثر ذكاءً منا، فهي لا تُصدر بيانات بعنوان 'نحن على الطريق الصحيح'، ولا تحضر ندوات بعنوان 'التحديات والفرص في عالم الحرير'، فهذه البطلة الصغيرة تلتزم بمبدأ بسيط، أقل كلام... أكثر إنتاجاً. أما نحن، فنلتزم بالمبدأ العكسي تماماً، أكثر كلاماً... صفر إنتاج!
ولو أردنا أن ننافس دودة القز، ربما كنا سنبدأ بتشكيل لجنة وطنية لدراسة 'إمكانات تطوير خيوط الحرير المحلي'، يتبعها مؤتمر كبير للإعلان عن نتائج الدراسة التي لن تخرج عن جملة: 'ما زلنا في المراحل الأولية'.
دودة القز لا تحتاج إلى منصة ولا هاشتاغ، إنها تعمل بصمت، مثل المبدعين الحقيقيين، وفي حين أننا ننشغل بكتابة تقارير ضخمة عن 'آليات تحسين الأداء'، دودة القز تواصل حياكة خيوطها بلا أي شكوى أو تذمر، لم تقل يوماً: 'الميزانية لا تكفي'، ولم تعقد اجتماعاً طارئاً بعنوان 'آثار التغير المناخي على إنتاج الحرير'.
تخيلوا لو أن دودة القز كانت مثلنا، تقضي وقتها في التصريحات وإطلاق الوعود.
كانت ستعقد مؤتمرًا لتعلن أنها 'تعمل على إنتاج الحرير الأفضل عالميًا'، ثم تستغرق أشهرًا في تشكيل لجان لدراسة إمكانية الإنتاج، وفي النهاية تستهلك أوراق التوت، دون أن تُنتج خيطًا واحدًا، العالم لن يرى أي حرير، بل سيملّ من الانتظار، وينصرف إلى مصادر أخرى أكثر جدية.
في نهاية الأمر، ربما علينا أن نتعلم من دودة القز، الإنجاز الحقيقي لا يحتاج إلى تصريحات، بل إلى عمل متواصل وصادق، والخطط الواضحة والتنفيذ العملي هما الطريق الوحيد للخروج من دائرة 'القفز' بين المشاريع دون نتائج.
ولأن دودة 'القفز' أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة، ندعو الجميع للانضمام إلى حملتنا الساخرة: 'أوقفوا دودة القفز!'
شعارنا بسيط، 'أقل قفزاً، أكثر عملاً'، ولنوزّع أوراق توت على كل مشروع جديد، ولنرَ إذا كانت دودة القفز قادرة أخيرًا على إنتاج خيط واحد فقط، إن لم تنجح، فلنطلق عليها اسمًا جديدًا يناسبها: 'دودة التصريحات!'
باختصار، دودة القز تقدم لنا درساً عملياً وساخراً في آنٍ واحد، الإنجاز لا يحتاج إلى خطابات ولا فلاشات كاميرات وأن 'يقززونا' بتصريحات، يكفي أن تعرف ما تفعل، وتفعله بإتقان. أما نحن، فنبدو أحياناً وكأننا نجتمع لنناقش لماذا لم ننجز، ثم ننفضّ ونعود لنخطط المزيد من المؤتمرات.
سهم محمد العبادي
في زاوية صغيرة من هذا العالم الصاخب، تعمل دودة القز بكل جدية، دون أن تزعجنا بمؤتمرات صحفية أو شعارات فارغة مثل 'الحرير للجميع بحلول 2030'.
هذه الدودة، التي لا تعرف حتى كيف ترفع صوتها، تنتج خيوطاً ناعمة من الحرير الفاخر، حيث تنتج الشرنقة ما بين 300 إلى 900 متر، ويعد من أفضل أنواع الحرير الفاخر، بينما نحن ننتج خيوطاً طويلة من الوعود... بلا أي نسيج حقيقي.
تخيلوا لو كانت دودة القز إنساناً! لكانت الآن تجوب الفنادق الخمسة نجوم، وتعقد الاجتماعات المغلقة لتناقش 'استراتيجيتها لإنتاج خيوط أكثر استدامة'. وربما كنا نشاهدها على التلفاز، وهي تعلن عن 'مبادرة الحرير العظيم'، ثم تدعو لحشد دعم عالمي لخطتها التي لن تُنتج حتى علبة حرير صناعي.
لكن لا، دودة القز أكثر ذكاءً منا، فهي لا تُصدر بيانات بعنوان 'نحن على الطريق الصحيح'، ولا تحضر ندوات بعنوان 'التحديات والفرص في عالم الحرير'، فهذه البطلة الصغيرة تلتزم بمبدأ بسيط، أقل كلام... أكثر إنتاجاً. أما نحن، فنلتزم بالمبدأ العكسي تماماً، أكثر كلاماً... صفر إنتاج!
ولو أردنا أن ننافس دودة القز، ربما كنا سنبدأ بتشكيل لجنة وطنية لدراسة 'إمكانات تطوير خيوط الحرير المحلي'، يتبعها مؤتمر كبير للإعلان عن نتائج الدراسة التي لن تخرج عن جملة: 'ما زلنا في المراحل الأولية'.
دودة القز لا تحتاج إلى منصة ولا هاشتاغ، إنها تعمل بصمت، مثل المبدعين الحقيقيين، وفي حين أننا ننشغل بكتابة تقارير ضخمة عن 'آليات تحسين الأداء'، دودة القز تواصل حياكة خيوطها بلا أي شكوى أو تذمر، لم تقل يوماً: 'الميزانية لا تكفي'، ولم تعقد اجتماعاً طارئاً بعنوان 'آثار التغير المناخي على إنتاج الحرير'.
تخيلوا لو أن دودة القز كانت مثلنا، تقضي وقتها في التصريحات وإطلاق الوعود.
كانت ستعقد مؤتمرًا لتعلن أنها 'تعمل على إنتاج الحرير الأفضل عالميًا'، ثم تستغرق أشهرًا في تشكيل لجان لدراسة إمكانية الإنتاج، وفي النهاية تستهلك أوراق التوت، دون أن تُنتج خيطًا واحدًا، العالم لن يرى أي حرير، بل سيملّ من الانتظار، وينصرف إلى مصادر أخرى أكثر جدية.
في نهاية الأمر، ربما علينا أن نتعلم من دودة القز، الإنجاز الحقيقي لا يحتاج إلى تصريحات، بل إلى عمل متواصل وصادق، والخطط الواضحة والتنفيذ العملي هما الطريق الوحيد للخروج من دائرة 'القفز' بين المشاريع دون نتائج.
ولأن دودة 'القفز' أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة، ندعو الجميع للانضمام إلى حملتنا الساخرة: 'أوقفوا دودة القفز!'
شعارنا بسيط، 'أقل قفزاً، أكثر عملاً'، ولنوزّع أوراق توت على كل مشروع جديد، ولنرَ إذا كانت دودة القفز قادرة أخيرًا على إنتاج خيط واحد فقط، إن لم تنجح، فلنطلق عليها اسمًا جديدًا يناسبها: 'دودة التصريحات!'
باختصار، دودة القز تقدم لنا درساً عملياً وساخراً في آنٍ واحد، الإنجاز لا يحتاج إلى خطابات ولا فلاشات كاميرات وأن 'يقززونا' بتصريحات، يكفي أن تعرف ما تفعل، وتفعله بإتقان. أما نحن، فنبدو أحياناً وكأننا نجتمع لنناقش لماذا لم ننجز، ثم ننفضّ ونعود لنخطط المزيد من المؤتمرات.
سهم محمد العبادي
في زاوية صغيرة من هذا العالم الصاخب، تعمل دودة القز بكل جدية، دون أن تزعجنا بمؤتمرات صحفية أو شعارات فارغة مثل 'الحرير للجميع بحلول 2030'.
هذه الدودة، التي لا تعرف حتى كيف ترفع صوتها، تنتج خيوطاً ناعمة من الحرير الفاخر، حيث تنتج الشرنقة ما بين 300 إلى 900 متر، ويعد من أفضل أنواع الحرير الفاخر، بينما نحن ننتج خيوطاً طويلة من الوعود... بلا أي نسيج حقيقي.
تخيلوا لو كانت دودة القز إنساناً! لكانت الآن تجوب الفنادق الخمسة نجوم، وتعقد الاجتماعات المغلقة لتناقش 'استراتيجيتها لإنتاج خيوط أكثر استدامة'. وربما كنا نشاهدها على التلفاز، وهي تعلن عن 'مبادرة الحرير العظيم'، ثم تدعو لحشد دعم عالمي لخطتها التي لن تُنتج حتى علبة حرير صناعي.
لكن لا، دودة القز أكثر ذكاءً منا، فهي لا تُصدر بيانات بعنوان 'نحن على الطريق الصحيح'، ولا تحضر ندوات بعنوان 'التحديات والفرص في عالم الحرير'، فهذه البطلة الصغيرة تلتزم بمبدأ بسيط، أقل كلام... أكثر إنتاجاً. أما نحن، فنلتزم بالمبدأ العكسي تماماً، أكثر كلاماً... صفر إنتاج!
ولو أردنا أن ننافس دودة القز، ربما كنا سنبدأ بتشكيل لجنة وطنية لدراسة 'إمكانات تطوير خيوط الحرير المحلي'، يتبعها مؤتمر كبير للإعلان عن نتائج الدراسة التي لن تخرج عن جملة: 'ما زلنا في المراحل الأولية'.
دودة القز لا تحتاج إلى منصة ولا هاشتاغ، إنها تعمل بصمت، مثل المبدعين الحقيقيين، وفي حين أننا ننشغل بكتابة تقارير ضخمة عن 'آليات تحسين الأداء'، دودة القز تواصل حياكة خيوطها بلا أي شكوى أو تذمر، لم تقل يوماً: 'الميزانية لا تكفي'، ولم تعقد اجتماعاً طارئاً بعنوان 'آثار التغير المناخي على إنتاج الحرير'.
تخيلوا لو أن دودة القز كانت مثلنا، تقضي وقتها في التصريحات وإطلاق الوعود.
كانت ستعقد مؤتمرًا لتعلن أنها 'تعمل على إنتاج الحرير الأفضل عالميًا'، ثم تستغرق أشهرًا في تشكيل لجان لدراسة إمكانية الإنتاج، وفي النهاية تستهلك أوراق التوت، دون أن تُنتج خيطًا واحدًا، العالم لن يرى أي حرير، بل سيملّ من الانتظار، وينصرف إلى مصادر أخرى أكثر جدية.
في نهاية الأمر، ربما علينا أن نتعلم من دودة القز، الإنجاز الحقيقي لا يحتاج إلى تصريحات، بل إلى عمل متواصل وصادق، والخطط الواضحة والتنفيذ العملي هما الطريق الوحيد للخروج من دائرة 'القفز' بين المشاريع دون نتائج.
ولأن دودة 'القفز' أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة، ندعو الجميع للانضمام إلى حملتنا الساخرة: 'أوقفوا دودة القفز!'
شعارنا بسيط، 'أقل قفزاً، أكثر عملاً'، ولنوزّع أوراق توت على كل مشروع جديد، ولنرَ إذا كانت دودة القفز قادرة أخيرًا على إنتاج خيط واحد فقط، إن لم تنجح، فلنطلق عليها اسمًا جديدًا يناسبها: 'دودة التصريحات!'
باختصار، دودة القز تقدم لنا درساً عملياً وساخراً في آنٍ واحد، الإنجاز لا يحتاج إلى خطابات ولا فلاشات كاميرات وأن 'يقززونا' بتصريحات، يكفي أن تعرف ما تفعل، وتفعله بإتقان. أما نحن، فنبدو أحياناً وكأننا نجتمع لنناقش لماذا لم ننجز، ثم ننفضّ ونعود لنخطط المزيد من المؤتمرات.
التعليقات