أخبار اليوم - 'امتى بدنا نروح؟'، يلهج لسان المسنة آمنة براك (85 عاما) بهذا السؤال على سرير المرض في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح دون إجابة، بعدما سقطت أرضا وأصيبت بكسور في خيمة النزوح.
وأجبر الاحتلال هذه المسنة ونجلها 'عودة' وأسرته المكونة من 10 أفراد على النزوح من منزلهم في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى خيمة، ولاحقا سواه بالأرض وجرف مزرعتهم بما في ذلك أشجار الزيتون المعمرة التي يفوق عمر الواحدة منها 100 عام وكانت آمنة تسقيها مذ تزوجت بعمر 16 عاما.
وآمنة واحدة من عشرات الآلاف من المسنين في قطاع غزة، الذين تنصب عليهم آلام وتداعيات حرب الإبادة الجماعية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بين النزوح والإصابة والمرض وفقد العلاج والاستشهاد.
وتشير معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن المسنين شكلوا ما نسبته 6% من إجمالي 5.6 مليون مواطن في الضفة الغربية وقطاع غزة نهاية عام 2023.
ووفقا لبيانات الجهاز ذاته في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي شكل المسنون نحو 7% من إجمالي الشهداء في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 الذين تجاوز عددهم 43 ألفا.
تتأوه آمنة المثقلة بصنوف المعاناة، وتتحامل على نفسها قائلة لـ'فلسطين أون لاين': 'والله الدنيا خربانة'، قاصدة بذلك ما عاث به الاحتلال فسادا في القطاع.
عودة الذي يرافق والدته في المستشفى يقول: إنها استيقظت لأداء صلاة الفجر وارتكزت على قماش الخيمة فسقطت وأصيبت بأربعة كسور وتحتاج إلى عملية جراحية لزراعة مفصل خارج القطاع.
لكن ذلك يصطدم بالاحتلال الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من معبر رفح البري المتنفس الوحيد الغزيين على العالم الخارجي وللحدود مع مصر منذ مايو/أيار.
ووفقا لبيانات خلية تنسيق فرق الإسعاف الطبي (EMTCC) ومنظمة الصحة العالمية فقد بلغ عدد الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة ومعرضين لتفاقمها حوالي 58,915 مريضا. وبلغ إجمالي حالات الإخلاء الطبية المطلوبة للمصابين والمرضى 14,469 حالة منهم 2,497 من كبار السن (60 عاما فأكثر) منهم 1,380 مريض سرطان و126 مريض بالكلى حتى الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي.
وترتسم على وجه آمنة تجاعيد تحمل في طياتها حكايات معاناتها من أمراض القلب والضغط والسكري، في ظل الافتقار إلى العلاجات المناسبة، ورحلة الكفاح التي يخوضها نجلها في محاولة توفيرها.
ويصف عودة حياة الخيام بأنها متعبة جدا لأمه ولأطفاله، مردفا: 'كنا في بيت من ثلاثة طوابق كل شقة مساحتها 300 متر، لكننا الآن في خيمة مساحتها أربعة أمتار وقد استدنت لشرائها'.
وتفتقر دورة المياه البدائية في خيمة النزوح إلى المتطلبات الصحية اللازمة للمسنة آمنة، ما أدى إلى سقوطها أرضا مرارا، وفق نجلها.
ويتابع عودة: 'مسكينة (والدته) تريد العودة إلى بيتها، كل يوم تقول لي: خذني إلى أرضي في شرق دير البلح'.
ويفيد بأن الاحتلال حول منطقة سكن العائلة إلى 'صحراء' بتجريف الأراضي والأشجار وقصف المنازل.
وتظهر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2023 أن نحو 76% من كبار السن في الضفة الغربية وقطاع غزة يعانون من أمراض مزمنة.
ويعد كبار السن المصابون بالأمراض المزمنة والجرحى في قطاع غزة من أكثر الفئات المتضررة بسبب حرب الإبادة على القطاع إذ يواجهون تحديات كبيرة من الممكن أن تؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بسبب انقطاع الأدوية والرعاية الصحية وصعوبة الوصول للمستشفيات ومراكز الرعاية خاصة في ظل تدمير وتوقف جزء كبير منها عن العمل.
*دموع وضغوط*
وعلى سرير آخر في باحة المستشفى نفسها تذرف عبلة الخطيب (84 عاما) دموعها، دون أن تبرد صدرها من الضغوط الهائلة التي ألقتها عليها حرب الإبادة الجماعية.
'ضغطت علينا الحرب من كل النواحي، بكفي شردونا من ديارنا، ايش بدي أحكي أكتر من هيك يا الله'، تواصل عبلة بكاءها، وبالكاد ينطق لسانها في حديثها مع 'فلسطين أون لاين'.
وتشكو المسنة التي أصيبت أيضا بكسور من جراء انزلاقها في خيمة النزوح غربي دير البلح همها المتمثل بإجبار الاحتلال لها ولأسرتها على النزوح من شارع النصر بمدينة غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وتداعيات ذلك على صحتها، قائلة: 'هينا مرميين في الخيام بعد ما كنا في بيوتنا إلى متى؟ يارب ارحمنا برحمتك'.
وكانت عبلة في طريقها إلى دورة المياه عندما سقطت أرضا. وتعاني عبلة من مرضي الضغط و'التهاب المفاصل الروماتويدي' وهشاشة العظام في وقت تفتقر إلى العلاج اللازم.
وتقول المسنة: إنها منذ إجبارها على النزوح تستعين بالآخرين في تفاصيل حياتها اليومية إلى أن أصيبت بكسور.
وقبل نقلها إلى المستشفى كانت عبلة تقيم في خيمة 'ممزقة' كما تصفها.
وتكرر إجبار الاحتلال عبلة وأقاربها على النزوح ست مرات منذ عام، وقد تضرر منزل العائلة في غزة جزئيا، وسط دمار هائل خلفته حرب الإبادة في البنى التحتية والمنازل.
ولا تزال عبلة تذكر كيف نقلها والدها على ظهر جمل قبل 76 عاما عندما هجرته العصابات الصهيونية من منزله في المجدل.
وتتمم كلامها: 'هذا وضعنا.. طول عمرنا في الحروب (التي يشنها الاحتلال)، حسبنا الله ونعم الوكيل عليك يا (إسرائيل)'، مردفة: 'لا عرب (يساعدوننا) ولا رحمة والجوع والعطش وكل شيء نعاني منه'.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى الأول من سبتمبر/أيلول الماضي وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استشهاد 2122 مسنا وعشرات حالات الإعدام ضد مسنين في قطاع غزة.
ووفق إفادة المرصد ذاته في بيان سابق، تكررت هذه الجرائم بحق المسنين مئات المرات دون أية مبررات، خاصة في وقت تواجه فيه هذه الفئة الهشة من المدنيين معاناة مضاعفة، بعد أن حولتها (إسرائيل) إلى أهداف مشروعة منذ بدء حرب الإبادة على القطاع.
واستشهدت الغالبية من هؤلاء المسنين سحقًا تحت أنقاض منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجؤوا إليها بعدما قصفتها طائرات الاحتلال على رؤوسهم، أو خلال تحركهم الاضطراري لقضاء حاجاتهم الأساسية في الشوارع والأسواق، فيما استهدف العشرات منهم على نحو مباشر من خلال عمليات تصفية وإعدامات ميدانية، بحسب 'الأورومتوسطي'.
وفيما تتواصل هذه الجرائم، يبقى المواطنون ولاسيما المسنون بين مطرقة حرب الإبادة وسندان ضنك
أخبار اليوم - 'امتى بدنا نروح؟'، يلهج لسان المسنة آمنة براك (85 عاما) بهذا السؤال على سرير المرض في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح دون إجابة، بعدما سقطت أرضا وأصيبت بكسور في خيمة النزوح.
وأجبر الاحتلال هذه المسنة ونجلها 'عودة' وأسرته المكونة من 10 أفراد على النزوح من منزلهم في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى خيمة، ولاحقا سواه بالأرض وجرف مزرعتهم بما في ذلك أشجار الزيتون المعمرة التي يفوق عمر الواحدة منها 100 عام وكانت آمنة تسقيها مذ تزوجت بعمر 16 عاما.
وآمنة واحدة من عشرات الآلاف من المسنين في قطاع غزة، الذين تنصب عليهم آلام وتداعيات حرب الإبادة الجماعية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بين النزوح والإصابة والمرض وفقد العلاج والاستشهاد.
وتشير معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن المسنين شكلوا ما نسبته 6% من إجمالي 5.6 مليون مواطن في الضفة الغربية وقطاع غزة نهاية عام 2023.
ووفقا لبيانات الجهاز ذاته في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي شكل المسنون نحو 7% من إجمالي الشهداء في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 الذين تجاوز عددهم 43 ألفا.
تتأوه آمنة المثقلة بصنوف المعاناة، وتتحامل على نفسها قائلة لـ'فلسطين أون لاين': 'والله الدنيا خربانة'، قاصدة بذلك ما عاث به الاحتلال فسادا في القطاع.
عودة الذي يرافق والدته في المستشفى يقول: إنها استيقظت لأداء صلاة الفجر وارتكزت على قماش الخيمة فسقطت وأصيبت بأربعة كسور وتحتاج إلى عملية جراحية لزراعة مفصل خارج القطاع.
لكن ذلك يصطدم بالاحتلال الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من معبر رفح البري المتنفس الوحيد الغزيين على العالم الخارجي وللحدود مع مصر منذ مايو/أيار.
ووفقا لبيانات خلية تنسيق فرق الإسعاف الطبي (EMTCC) ومنظمة الصحة العالمية فقد بلغ عدد الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة ومعرضين لتفاقمها حوالي 58,915 مريضا. وبلغ إجمالي حالات الإخلاء الطبية المطلوبة للمصابين والمرضى 14,469 حالة منهم 2,497 من كبار السن (60 عاما فأكثر) منهم 1,380 مريض سرطان و126 مريض بالكلى حتى الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي.
وترتسم على وجه آمنة تجاعيد تحمل في طياتها حكايات معاناتها من أمراض القلب والضغط والسكري، في ظل الافتقار إلى العلاجات المناسبة، ورحلة الكفاح التي يخوضها نجلها في محاولة توفيرها.
ويصف عودة حياة الخيام بأنها متعبة جدا لأمه ولأطفاله، مردفا: 'كنا في بيت من ثلاثة طوابق كل شقة مساحتها 300 متر، لكننا الآن في خيمة مساحتها أربعة أمتار وقد استدنت لشرائها'.
وتفتقر دورة المياه البدائية في خيمة النزوح إلى المتطلبات الصحية اللازمة للمسنة آمنة، ما أدى إلى سقوطها أرضا مرارا، وفق نجلها.
ويتابع عودة: 'مسكينة (والدته) تريد العودة إلى بيتها، كل يوم تقول لي: خذني إلى أرضي في شرق دير البلح'.
ويفيد بأن الاحتلال حول منطقة سكن العائلة إلى 'صحراء' بتجريف الأراضي والأشجار وقصف المنازل.
وتظهر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2023 أن نحو 76% من كبار السن في الضفة الغربية وقطاع غزة يعانون من أمراض مزمنة.
ويعد كبار السن المصابون بالأمراض المزمنة والجرحى في قطاع غزة من أكثر الفئات المتضررة بسبب حرب الإبادة على القطاع إذ يواجهون تحديات كبيرة من الممكن أن تؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بسبب انقطاع الأدوية والرعاية الصحية وصعوبة الوصول للمستشفيات ومراكز الرعاية خاصة في ظل تدمير وتوقف جزء كبير منها عن العمل.
*دموع وضغوط*
وعلى سرير آخر في باحة المستشفى نفسها تذرف عبلة الخطيب (84 عاما) دموعها، دون أن تبرد صدرها من الضغوط الهائلة التي ألقتها عليها حرب الإبادة الجماعية.
'ضغطت علينا الحرب من كل النواحي، بكفي شردونا من ديارنا، ايش بدي أحكي أكتر من هيك يا الله'، تواصل عبلة بكاءها، وبالكاد ينطق لسانها في حديثها مع 'فلسطين أون لاين'.
وتشكو المسنة التي أصيبت أيضا بكسور من جراء انزلاقها في خيمة النزوح غربي دير البلح همها المتمثل بإجبار الاحتلال لها ولأسرتها على النزوح من شارع النصر بمدينة غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وتداعيات ذلك على صحتها، قائلة: 'هينا مرميين في الخيام بعد ما كنا في بيوتنا إلى متى؟ يارب ارحمنا برحمتك'.
وكانت عبلة في طريقها إلى دورة المياه عندما سقطت أرضا. وتعاني عبلة من مرضي الضغط و'التهاب المفاصل الروماتويدي' وهشاشة العظام في وقت تفتقر إلى العلاج اللازم.
وتقول المسنة: إنها منذ إجبارها على النزوح تستعين بالآخرين في تفاصيل حياتها اليومية إلى أن أصيبت بكسور.
وقبل نقلها إلى المستشفى كانت عبلة تقيم في خيمة 'ممزقة' كما تصفها.
وتكرر إجبار الاحتلال عبلة وأقاربها على النزوح ست مرات منذ عام، وقد تضرر منزل العائلة في غزة جزئيا، وسط دمار هائل خلفته حرب الإبادة في البنى التحتية والمنازل.
ولا تزال عبلة تذكر كيف نقلها والدها على ظهر جمل قبل 76 عاما عندما هجرته العصابات الصهيونية من منزله في المجدل.
وتتمم كلامها: 'هذا وضعنا.. طول عمرنا في الحروب (التي يشنها الاحتلال)، حسبنا الله ونعم الوكيل عليك يا (إسرائيل)'، مردفة: 'لا عرب (يساعدوننا) ولا رحمة والجوع والعطش وكل شيء نعاني منه'.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى الأول من سبتمبر/أيلول الماضي وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استشهاد 2122 مسنا وعشرات حالات الإعدام ضد مسنين في قطاع غزة.
ووفق إفادة المرصد ذاته في بيان سابق، تكررت هذه الجرائم بحق المسنين مئات المرات دون أية مبررات، خاصة في وقت تواجه فيه هذه الفئة الهشة من المدنيين معاناة مضاعفة، بعد أن حولتها (إسرائيل) إلى أهداف مشروعة منذ بدء حرب الإبادة على القطاع.
واستشهدت الغالبية من هؤلاء المسنين سحقًا تحت أنقاض منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجؤوا إليها بعدما قصفتها طائرات الاحتلال على رؤوسهم، أو خلال تحركهم الاضطراري لقضاء حاجاتهم الأساسية في الشوارع والأسواق، فيما استهدف العشرات منهم على نحو مباشر من خلال عمليات تصفية وإعدامات ميدانية، بحسب 'الأورومتوسطي'.
وفيما تتواصل هذه الجرائم، يبقى المواطنون ولاسيما المسنون بين مطرقة حرب الإبادة وسندان ضنك
أخبار اليوم - 'امتى بدنا نروح؟'، يلهج لسان المسنة آمنة براك (85 عاما) بهذا السؤال على سرير المرض في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح دون إجابة، بعدما سقطت أرضا وأصيبت بكسور في خيمة النزوح.
وأجبر الاحتلال هذه المسنة ونجلها 'عودة' وأسرته المكونة من 10 أفراد على النزوح من منزلهم في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى خيمة، ولاحقا سواه بالأرض وجرف مزرعتهم بما في ذلك أشجار الزيتون المعمرة التي يفوق عمر الواحدة منها 100 عام وكانت آمنة تسقيها مذ تزوجت بعمر 16 عاما.
وآمنة واحدة من عشرات الآلاف من المسنين في قطاع غزة، الذين تنصب عليهم آلام وتداعيات حرب الإبادة الجماعية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بين النزوح والإصابة والمرض وفقد العلاج والاستشهاد.
وتشير معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن المسنين شكلوا ما نسبته 6% من إجمالي 5.6 مليون مواطن في الضفة الغربية وقطاع غزة نهاية عام 2023.
ووفقا لبيانات الجهاز ذاته في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي شكل المسنون نحو 7% من إجمالي الشهداء في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 الذين تجاوز عددهم 43 ألفا.
تتأوه آمنة المثقلة بصنوف المعاناة، وتتحامل على نفسها قائلة لـ'فلسطين أون لاين': 'والله الدنيا خربانة'، قاصدة بذلك ما عاث به الاحتلال فسادا في القطاع.
عودة الذي يرافق والدته في المستشفى يقول: إنها استيقظت لأداء صلاة الفجر وارتكزت على قماش الخيمة فسقطت وأصيبت بأربعة كسور وتحتاج إلى عملية جراحية لزراعة مفصل خارج القطاع.
لكن ذلك يصطدم بالاحتلال الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من معبر رفح البري المتنفس الوحيد الغزيين على العالم الخارجي وللحدود مع مصر منذ مايو/أيار.
ووفقا لبيانات خلية تنسيق فرق الإسعاف الطبي (EMTCC) ومنظمة الصحة العالمية فقد بلغ عدد الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة ومعرضين لتفاقمها حوالي 58,915 مريضا. وبلغ إجمالي حالات الإخلاء الطبية المطلوبة للمصابين والمرضى 14,469 حالة منهم 2,497 من كبار السن (60 عاما فأكثر) منهم 1,380 مريض سرطان و126 مريض بالكلى حتى الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي.
وترتسم على وجه آمنة تجاعيد تحمل في طياتها حكايات معاناتها من أمراض القلب والضغط والسكري، في ظل الافتقار إلى العلاجات المناسبة، ورحلة الكفاح التي يخوضها نجلها في محاولة توفيرها.
ويصف عودة حياة الخيام بأنها متعبة جدا لأمه ولأطفاله، مردفا: 'كنا في بيت من ثلاثة طوابق كل شقة مساحتها 300 متر، لكننا الآن في خيمة مساحتها أربعة أمتار وقد استدنت لشرائها'.
وتفتقر دورة المياه البدائية في خيمة النزوح إلى المتطلبات الصحية اللازمة للمسنة آمنة، ما أدى إلى سقوطها أرضا مرارا، وفق نجلها.
ويتابع عودة: 'مسكينة (والدته) تريد العودة إلى بيتها، كل يوم تقول لي: خذني إلى أرضي في شرق دير البلح'.
ويفيد بأن الاحتلال حول منطقة سكن العائلة إلى 'صحراء' بتجريف الأراضي والأشجار وقصف المنازل.
وتظهر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2023 أن نحو 76% من كبار السن في الضفة الغربية وقطاع غزة يعانون من أمراض مزمنة.
ويعد كبار السن المصابون بالأمراض المزمنة والجرحى في قطاع غزة من أكثر الفئات المتضررة بسبب حرب الإبادة على القطاع إذ يواجهون تحديات كبيرة من الممكن أن تؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بسبب انقطاع الأدوية والرعاية الصحية وصعوبة الوصول للمستشفيات ومراكز الرعاية خاصة في ظل تدمير وتوقف جزء كبير منها عن العمل.
*دموع وضغوط*
وعلى سرير آخر في باحة المستشفى نفسها تذرف عبلة الخطيب (84 عاما) دموعها، دون أن تبرد صدرها من الضغوط الهائلة التي ألقتها عليها حرب الإبادة الجماعية.
'ضغطت علينا الحرب من كل النواحي، بكفي شردونا من ديارنا، ايش بدي أحكي أكتر من هيك يا الله'، تواصل عبلة بكاءها، وبالكاد ينطق لسانها في حديثها مع 'فلسطين أون لاين'.
وتشكو المسنة التي أصيبت أيضا بكسور من جراء انزلاقها في خيمة النزوح غربي دير البلح همها المتمثل بإجبار الاحتلال لها ولأسرتها على النزوح من شارع النصر بمدينة غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وتداعيات ذلك على صحتها، قائلة: 'هينا مرميين في الخيام بعد ما كنا في بيوتنا إلى متى؟ يارب ارحمنا برحمتك'.
وكانت عبلة في طريقها إلى دورة المياه عندما سقطت أرضا. وتعاني عبلة من مرضي الضغط و'التهاب المفاصل الروماتويدي' وهشاشة العظام في وقت تفتقر إلى العلاج اللازم.
وتقول المسنة: إنها منذ إجبارها على النزوح تستعين بالآخرين في تفاصيل حياتها اليومية إلى أن أصيبت بكسور.
وقبل نقلها إلى المستشفى كانت عبلة تقيم في خيمة 'ممزقة' كما تصفها.
وتكرر إجبار الاحتلال عبلة وأقاربها على النزوح ست مرات منذ عام، وقد تضرر منزل العائلة في غزة جزئيا، وسط دمار هائل خلفته حرب الإبادة في البنى التحتية والمنازل.
ولا تزال عبلة تذكر كيف نقلها والدها على ظهر جمل قبل 76 عاما عندما هجرته العصابات الصهيونية من منزله في المجدل.
وتتمم كلامها: 'هذا وضعنا.. طول عمرنا في الحروب (التي يشنها الاحتلال)، حسبنا الله ونعم الوكيل عليك يا (إسرائيل)'، مردفة: 'لا عرب (يساعدوننا) ولا رحمة والجوع والعطش وكل شيء نعاني منه'.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى الأول من سبتمبر/أيلول الماضي وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استشهاد 2122 مسنا وعشرات حالات الإعدام ضد مسنين في قطاع غزة.
ووفق إفادة المرصد ذاته في بيان سابق، تكررت هذه الجرائم بحق المسنين مئات المرات دون أية مبررات، خاصة في وقت تواجه فيه هذه الفئة الهشة من المدنيين معاناة مضاعفة، بعد أن حولتها (إسرائيل) إلى أهداف مشروعة منذ بدء حرب الإبادة على القطاع.
واستشهدت الغالبية من هؤلاء المسنين سحقًا تحت أنقاض منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجؤوا إليها بعدما قصفتها طائرات الاحتلال على رؤوسهم، أو خلال تحركهم الاضطراري لقضاء حاجاتهم الأساسية في الشوارع والأسواق، فيما استهدف العشرات منهم على نحو مباشر من خلال عمليات تصفية وإعدامات ميدانية، بحسب 'الأورومتوسطي'.
وفيما تتواصل هذه الجرائم، يبقى المواطنون ولاسيما المسنون بين مطرقة حرب الإبادة وسندان ضنك
التعليقات