أخبار اليوم - عواد الفالح - لطالما تغنت الأغاني الشعبية الأردنية بالذهب كرمز للفرح والتقدير في مناسبات الأعراس، حيث تقول إحدى الأغاني 'يا زينة طلّي وزيني بالذهب على العرسان'، وأخرى 'ذهب العروس زي السيف'. هذه الأغاني كانت تعكس الاعتزاز بتقديم الذهب كشبكة للعروس، معتبرةً إياه جزءًا لا يتجزأ من التقاليد الأردنية. لكن مع الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب، قد تصبح هذه الأغاني تذكارًا لماضٍ تغيّرت تفاصيله بفعل الظروف الاقتصادية الراهنة.
تقاليد الشبكة وتحديات الواقع
لطالما كانت 'الشبكة' جزءًا لا يتجزأ من الأعراس والخطبات في الأردن، إذ ترمز إلى الالتزام والفرح، وتعتبر تعبيرًا عن التقدير بين العروسين. لكن الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب جعل هذا التقليد عبئًا ماليًا كبيرًا على الشباب المقبلين على الزواج، الذين باتوا يجدون أنفسهم في موقف صعب أمام الضغوط الاقتصادية.
حنين إلى الماضي ومواجهة الحاضر
كبار السن، الذين عاصروا سنوات كانت فيها الشبكة في متناول الجميع، يعبرون عن أسفهم على الوضع الحالي.
تقول السيدة أم سليمان، البالغة من العمر 70 عامًا: 'زمان، الشبكة كانت تقدر بمبلغ معقول، وكان الناس يقدرون عليها. اليوم، الدنيا غليت، وصار العريس يصعب عليه يجيب كم قطعة ذهب'. وتضيف: 'صرنا نشوف الشباب يقولون بلاها الشبكة، المهم يبلشون حياتهم بدون ديون'.
الشباب في مواجهة التحدي الاقتصادي
يعبر الشباب عن شعورهم بالإحباط نتيجة التكاليف الباهظة للزواج. يوسف، الذي يحاول توفير تكاليف زواجه، يقول: 'بصراحة، الشبكة صارت شي كتير صعب نقدر عليه. يعني كنت حاسب 5 آلاف دينار، بس مع الوضع الحالي ما بتجيب شي محترم. صار الواحد يفكر بالبدائل، مثلاً يخفف كمية الذهب، أو يقدم شي رمزي'.
محمد، الذي يخطط للزواج العام المقبل، يتفق مع هذا الرأي: 'يا زلمة، المشكلة مو بس بالشبكة، المشكلة بكل تكاليف الزواج. إذا الشبكة لحالها صارت توصل 7 آلاف وأكثر، يعني شو ضل نعمل؟'.
الفتيات بين التمسك بالتقاليد والتكيف مع الواقع
الفتيات يجدن أنفسهن أمام تحدي الحفاظ على تقاليد الشبكة، لكنهن أيضًا يفكرن بواقعية أكبر. تقول رولا، المخطوبة منذ أشهر: 'أنا بحب الشبكة، بس الأهم بالنسبة إلي هو التفاهم بيني وبين خطيبي. إذا الوضع المادي ما بيسمح، مو مشكلة نقلل من الشبكة، ممكن نجيب شي بسيط ورمزي'.
أما سارة، فتقول بنبرة حاسمة: 'البنات هالأيام صاروا يفكروا بالعقل، مش لازم نضغط على الشباب، خاصة إذا كان الوضع المادي ما بيسمح. ممكن نعطيهم مجال يوفروا الفلوس للأشياء التانية'.
عزوف محتمل عن الزواج؛ بسبب الارتفاعات
في ظل هذه التحديات، يبرز احتمال عزوف الشباب والشابات عن الزواج كظاهرة جديدة.
يوسف يوضح: 'يا رجل، مش بس الشبكة، كل إشي صار غالي، حتى الشقة، والأثاث، والحفلة. الوضع صار يخلي الشباب يعيدوا النظر بفكرة الزواج من أساسها'.
الذهب الروسي والادخار
مع تصاعد الأزمة، ظهرت اقتراحات للتغلب على التحديات المالية. بعض العائلات تقترح على الشباب تقديم المبالغ المخصصة للشبكة كادخار للفتاة أو لاستخدامها في شراء مركبة، بدلًا من الذهب.
تقول سمر، وهي فتاة على وشك الزواج: 'ليش ما نحط الفلوس بمحلها الصح؟، يعني بدل ما نشتري ذهب ما بنقدر عليه، ممكن نحط الفلوس لحاجات تانية مفيدة'. وتضيف: 'فيه ناس بتفكر بالذهب الروسي، لأنه أقل تكلفة، ويعطي شكلاً مشابهاً للذهب الحقيقي، بس بدون التكاليف الخيالية'.
التكيف مع المتغيرات: هل نرى تغييرًا في العادات؟
يبدو أن الأردنيين مجبرون على التكيف مع الواقع الجديد، سواء بتقليل الشبكة، أو إيجاد بدائل مثل الذهب الروسي، أو حتى تقديم هدايا رمزية. هذه التغيرات قد تكون بداية لظهور عادات جديدة في حفلات الزواج والخطبة، ما يعكس تفاعل المجتمع مع التحديات الاقتصادية التي يواجهها.
فهل نقول وداعا لشبكة العروس؟
أخبار اليوم - عواد الفالح - لطالما تغنت الأغاني الشعبية الأردنية بالذهب كرمز للفرح والتقدير في مناسبات الأعراس، حيث تقول إحدى الأغاني 'يا زينة طلّي وزيني بالذهب على العرسان'، وأخرى 'ذهب العروس زي السيف'. هذه الأغاني كانت تعكس الاعتزاز بتقديم الذهب كشبكة للعروس، معتبرةً إياه جزءًا لا يتجزأ من التقاليد الأردنية. لكن مع الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب، قد تصبح هذه الأغاني تذكارًا لماضٍ تغيّرت تفاصيله بفعل الظروف الاقتصادية الراهنة.
تقاليد الشبكة وتحديات الواقع
لطالما كانت 'الشبكة' جزءًا لا يتجزأ من الأعراس والخطبات في الأردن، إذ ترمز إلى الالتزام والفرح، وتعتبر تعبيرًا عن التقدير بين العروسين. لكن الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب جعل هذا التقليد عبئًا ماليًا كبيرًا على الشباب المقبلين على الزواج، الذين باتوا يجدون أنفسهم في موقف صعب أمام الضغوط الاقتصادية.
حنين إلى الماضي ومواجهة الحاضر
كبار السن، الذين عاصروا سنوات كانت فيها الشبكة في متناول الجميع، يعبرون عن أسفهم على الوضع الحالي.
تقول السيدة أم سليمان، البالغة من العمر 70 عامًا: 'زمان، الشبكة كانت تقدر بمبلغ معقول، وكان الناس يقدرون عليها. اليوم، الدنيا غليت، وصار العريس يصعب عليه يجيب كم قطعة ذهب'. وتضيف: 'صرنا نشوف الشباب يقولون بلاها الشبكة، المهم يبلشون حياتهم بدون ديون'.
الشباب في مواجهة التحدي الاقتصادي
يعبر الشباب عن شعورهم بالإحباط نتيجة التكاليف الباهظة للزواج. يوسف، الذي يحاول توفير تكاليف زواجه، يقول: 'بصراحة، الشبكة صارت شي كتير صعب نقدر عليه. يعني كنت حاسب 5 آلاف دينار، بس مع الوضع الحالي ما بتجيب شي محترم. صار الواحد يفكر بالبدائل، مثلاً يخفف كمية الذهب، أو يقدم شي رمزي'.
محمد، الذي يخطط للزواج العام المقبل، يتفق مع هذا الرأي: 'يا زلمة، المشكلة مو بس بالشبكة، المشكلة بكل تكاليف الزواج. إذا الشبكة لحالها صارت توصل 7 آلاف وأكثر، يعني شو ضل نعمل؟'.
الفتيات بين التمسك بالتقاليد والتكيف مع الواقع
الفتيات يجدن أنفسهن أمام تحدي الحفاظ على تقاليد الشبكة، لكنهن أيضًا يفكرن بواقعية أكبر. تقول رولا، المخطوبة منذ أشهر: 'أنا بحب الشبكة، بس الأهم بالنسبة إلي هو التفاهم بيني وبين خطيبي. إذا الوضع المادي ما بيسمح، مو مشكلة نقلل من الشبكة، ممكن نجيب شي بسيط ورمزي'.
أما سارة، فتقول بنبرة حاسمة: 'البنات هالأيام صاروا يفكروا بالعقل، مش لازم نضغط على الشباب، خاصة إذا كان الوضع المادي ما بيسمح. ممكن نعطيهم مجال يوفروا الفلوس للأشياء التانية'.
عزوف محتمل عن الزواج؛ بسبب الارتفاعات
في ظل هذه التحديات، يبرز احتمال عزوف الشباب والشابات عن الزواج كظاهرة جديدة.
يوسف يوضح: 'يا رجل، مش بس الشبكة، كل إشي صار غالي، حتى الشقة، والأثاث، والحفلة. الوضع صار يخلي الشباب يعيدوا النظر بفكرة الزواج من أساسها'.
الذهب الروسي والادخار
مع تصاعد الأزمة، ظهرت اقتراحات للتغلب على التحديات المالية. بعض العائلات تقترح على الشباب تقديم المبالغ المخصصة للشبكة كادخار للفتاة أو لاستخدامها في شراء مركبة، بدلًا من الذهب.
تقول سمر، وهي فتاة على وشك الزواج: 'ليش ما نحط الفلوس بمحلها الصح؟، يعني بدل ما نشتري ذهب ما بنقدر عليه، ممكن نحط الفلوس لحاجات تانية مفيدة'. وتضيف: 'فيه ناس بتفكر بالذهب الروسي، لأنه أقل تكلفة، ويعطي شكلاً مشابهاً للذهب الحقيقي، بس بدون التكاليف الخيالية'.
التكيف مع المتغيرات: هل نرى تغييرًا في العادات؟
يبدو أن الأردنيين مجبرون على التكيف مع الواقع الجديد، سواء بتقليل الشبكة، أو إيجاد بدائل مثل الذهب الروسي، أو حتى تقديم هدايا رمزية. هذه التغيرات قد تكون بداية لظهور عادات جديدة في حفلات الزواج والخطبة، ما يعكس تفاعل المجتمع مع التحديات الاقتصادية التي يواجهها.
فهل نقول وداعا لشبكة العروس؟
أخبار اليوم - عواد الفالح - لطالما تغنت الأغاني الشعبية الأردنية بالذهب كرمز للفرح والتقدير في مناسبات الأعراس، حيث تقول إحدى الأغاني 'يا زينة طلّي وزيني بالذهب على العرسان'، وأخرى 'ذهب العروس زي السيف'. هذه الأغاني كانت تعكس الاعتزاز بتقديم الذهب كشبكة للعروس، معتبرةً إياه جزءًا لا يتجزأ من التقاليد الأردنية. لكن مع الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب، قد تصبح هذه الأغاني تذكارًا لماضٍ تغيّرت تفاصيله بفعل الظروف الاقتصادية الراهنة.
تقاليد الشبكة وتحديات الواقع
لطالما كانت 'الشبكة' جزءًا لا يتجزأ من الأعراس والخطبات في الأردن، إذ ترمز إلى الالتزام والفرح، وتعتبر تعبيرًا عن التقدير بين العروسين. لكن الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب جعل هذا التقليد عبئًا ماليًا كبيرًا على الشباب المقبلين على الزواج، الذين باتوا يجدون أنفسهم في موقف صعب أمام الضغوط الاقتصادية.
حنين إلى الماضي ومواجهة الحاضر
كبار السن، الذين عاصروا سنوات كانت فيها الشبكة في متناول الجميع، يعبرون عن أسفهم على الوضع الحالي.
تقول السيدة أم سليمان، البالغة من العمر 70 عامًا: 'زمان، الشبكة كانت تقدر بمبلغ معقول، وكان الناس يقدرون عليها. اليوم، الدنيا غليت، وصار العريس يصعب عليه يجيب كم قطعة ذهب'. وتضيف: 'صرنا نشوف الشباب يقولون بلاها الشبكة، المهم يبلشون حياتهم بدون ديون'.
الشباب في مواجهة التحدي الاقتصادي
يعبر الشباب عن شعورهم بالإحباط نتيجة التكاليف الباهظة للزواج. يوسف، الذي يحاول توفير تكاليف زواجه، يقول: 'بصراحة، الشبكة صارت شي كتير صعب نقدر عليه. يعني كنت حاسب 5 آلاف دينار، بس مع الوضع الحالي ما بتجيب شي محترم. صار الواحد يفكر بالبدائل، مثلاً يخفف كمية الذهب، أو يقدم شي رمزي'.
محمد، الذي يخطط للزواج العام المقبل، يتفق مع هذا الرأي: 'يا زلمة، المشكلة مو بس بالشبكة، المشكلة بكل تكاليف الزواج. إذا الشبكة لحالها صارت توصل 7 آلاف وأكثر، يعني شو ضل نعمل؟'.
الفتيات بين التمسك بالتقاليد والتكيف مع الواقع
الفتيات يجدن أنفسهن أمام تحدي الحفاظ على تقاليد الشبكة، لكنهن أيضًا يفكرن بواقعية أكبر. تقول رولا، المخطوبة منذ أشهر: 'أنا بحب الشبكة، بس الأهم بالنسبة إلي هو التفاهم بيني وبين خطيبي. إذا الوضع المادي ما بيسمح، مو مشكلة نقلل من الشبكة، ممكن نجيب شي بسيط ورمزي'.
أما سارة، فتقول بنبرة حاسمة: 'البنات هالأيام صاروا يفكروا بالعقل، مش لازم نضغط على الشباب، خاصة إذا كان الوضع المادي ما بيسمح. ممكن نعطيهم مجال يوفروا الفلوس للأشياء التانية'.
عزوف محتمل عن الزواج؛ بسبب الارتفاعات
في ظل هذه التحديات، يبرز احتمال عزوف الشباب والشابات عن الزواج كظاهرة جديدة.
يوسف يوضح: 'يا رجل، مش بس الشبكة، كل إشي صار غالي، حتى الشقة، والأثاث، والحفلة. الوضع صار يخلي الشباب يعيدوا النظر بفكرة الزواج من أساسها'.
الذهب الروسي والادخار
مع تصاعد الأزمة، ظهرت اقتراحات للتغلب على التحديات المالية. بعض العائلات تقترح على الشباب تقديم المبالغ المخصصة للشبكة كادخار للفتاة أو لاستخدامها في شراء مركبة، بدلًا من الذهب.
تقول سمر، وهي فتاة على وشك الزواج: 'ليش ما نحط الفلوس بمحلها الصح؟، يعني بدل ما نشتري ذهب ما بنقدر عليه، ممكن نحط الفلوس لحاجات تانية مفيدة'. وتضيف: 'فيه ناس بتفكر بالذهب الروسي، لأنه أقل تكلفة، ويعطي شكلاً مشابهاً للذهب الحقيقي، بس بدون التكاليف الخيالية'.
التكيف مع المتغيرات: هل نرى تغييرًا في العادات؟
يبدو أن الأردنيين مجبرون على التكيف مع الواقع الجديد، سواء بتقليل الشبكة، أو إيجاد بدائل مثل الذهب الروسي، أو حتى تقديم هدايا رمزية. هذه التغيرات قد تكون بداية لظهور عادات جديدة في حفلات الزواج والخطبة، ما يعكس تفاعل المجتمع مع التحديات الاقتصادية التي يواجهها.
فهل نقول وداعا لشبكة العروس؟
التعليقات