العدوان: المدرب المحلي يبحث عن اللاعب الجاهز فقط
الأندية بحاجة إلى تحول جذري نحو الاستدامة وتطوير المواهب الشابة
كرة القدم العالمية: صناعة واستثمار
أخبار اليوم - خاص - في الدول المتقدمة رياضيًا، تُعد كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، بل هي صناعة متكاملة تدر أرباحًا كبيرة على الأندية والاقتصادات الوطنية. تعتمد هذه الصناعة على موارد متعددة تشمل مبيعات تذاكر المباريات، والمنتجات المرتبطة بالأندية كالقُمصان والهدايا، ومبيعات الطعام والمشروبات داخل الملاعب، إضافة إلى عوائد حقوق البث التلفزيوني. تعمل الأندية في هذه الدول كشركات تجارية تُدار بعقلية الاستثمار، وتسعى لتحقيق الأرباح والنمو المستدام، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوليد دخل إضافي من الضرائب والرسوم التي يدفعها لاعبوها في الخارج، الذين تصل رواتبهم إلى أرقام خيالية وكأنها تصدّر ثروات طبيعية نفيسة.
الأندية الأردنية: واقع جمعيات خيرية عوضا عن شركات
في المقابل، لا تزال الأندية الأردنية تُدار بآليات تقليدية تُشبه الجمعيات الخيرية، حيث تعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي أو التبرعات الفردية، دون وجود استراتيجيات تسويقية أو استثمارية واضحة تضمن الاستدامة المالية. هذه العقلية تبقى الأندية في دائرة العجز المالي وعدم القدرة على تسديد نفقاتها، مما يؤثر سلبًا على جودة الأداء الفني وتطوير اللاعبين. تعاني الأندية أيضًا من محدودية الخيارات في اختيار اللاعبين، ما يجعلها تعتمد على معايير محددة ناتجة عن قلة المواهب المتاحة، وهو ما يقلل من تنوع الخيارات، ويحد من إمكانية بناء منتخب قوي.
عدد الأندية يفوق إنجلترا… والنتائج لا ترقى للطموحات
رغم أن عدد أندية كرة القدم في الأردن يفوق عددها في إنجلترا، إلا أن الجماهير لا تزال تطالب بمنتخب قوي قادر على المنافسة في البطولات الإقليمية والدولية. تتساءل الأوساط الرياضية: كيف يمكن أن يتم بناء منتخب قوي في ظل وجود أندية تُعاني ضعف الموارد وقلة الدعم المالي؟ الحقيقة أن كثرة الأندية بدون دعم مالي كافٍ تُشتت الجهود، وتُضعف جودة التدريب والتطوير، ما يجعل من الصعب إيجاد قاعدة صلبة من المواهب القادرة على المنافسة العالمية. بينما تتمتع دول مشابهة للأردن من حيث عدد السكان أو حتى أقل، بفرق ومنتخبات عالمية تستفيد من مداخيل مالية كبيرة بفضل لاعبيها المحترفين الذين يحققون دخلاً ضريبياً كبيراً لأوطانهم.
آراء رياضيون: ضرورة الاستثمار في المواهب الشابة
يرى بعض الرياضيين والخبراء أن الحل الأمثل لتطوير كرة القدم الأردنية يكمن في الاستثمار في المواهب الشابة، وتأسيس صندوق ممول من القطاع الخاص لدعم مشاريع تنمية اللاعبين الصاعدين. يُشدد المحلل الرياضي أحمد العلي على أن الأندية الأردنية بحاجة إلى عقد اتفاقيات شراكة مع الأندية العالمية لتدريب الفئات العمرية لديها، مؤكدًا أن هذا النوع من التعاون سيسهم في صقل مهارات اللاعبين، ويساعدهم على الوصول إلى الاحتراف في الخارج. كما دعا إلى إنشاء نظام كشافة متكامل يُغطي كافة محافظات المملكة، مما يضمن اكتشاف المواهب من جميع المناطق وتوسيع قاعدة الخيارات المتاحة للمنتخبات الوطنية. ويرى أن تعدد الخيارات سيسهم في تحسين جودة المنتخب وتنوع أساليبه على أرض الملعب، ما يزيد فرص المنافسة على المستويات الإقليمية والدولية.
الشباب الأردني: حلم الوصول للعالمية
يحلم الشباب الأردني بالوصول إلى العالمية من خلال كرة القدم، مثلما فعل نجوم كبار من دول أخرى. يقول اللاعب الشاب محمد السعدي: 'لدينا مواهب واعدة تحتاج فقط إلى فرص حقيقية للتطوير والاحتراف. أطمح لأن يكون هناك نظام واضح لدعم اللاعبين الشباب وتوفير بيئة احترافية لهم، حتى نتمكن من التنافس على المستوى الإقليمي والدولي.' ويضيف السعدي أن الدعم المالي والبنية التحتية هما المفتاح لتطوير المواهب الشابة، مشيرًا إلى ضرورة وجود خطط استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحويل المواهب الواعدة إلى لاعبين محترفين على مستوى عالمي.
مقترحات لتحويل كرة القدم الأردنية إلى صناعة
لتجاوز التحديات الحالية، يحتاج قطاع كرة القدم الأردني إلى تحول جذري نحو إدارة الأندية بعقلية تجارية، وليس كجمعيات خيرية. من أبرز المقترحات هو إطلاق صندوق استثماري مدعوم من القطاع الخاص، يكون مخصصًا لتطوير المواهب الشابة وتوفير فرص احترافية لهم في الخارج. كما يُقترح عقد اتفاقيات مع أندية عالمية لتبادل الخبرات وتدريب الفئات العمرية الناشئة، ما يسهم في تطوير القدرات الفنية للمدربين واللاعبين. تطوير التسويق الرياضي للأندية الأردنية يعد أمرًا مهمًا من خلال تعزيز العلامة التجارية للأندية وبيع منتجاتها للجمهور، وتنظيم فعاليات تجذب المشجعين، وتزيد دخل الأندية. تحسين البنية التحتية وتطوير الملاعب بحيث تكون جاهزة لاستقبال الجماهير بشكل أفضل، وتتيح تجربة رياضية ممتعة، ما يزيد حضور المباريات. تعزيز الشفافية المالية والإدارية في الأندية يعد ضرورة لضمان توجيه الموارد بشكل صحيح نحو تطوير اللاعبين ورفع مستوى التنافسية.
التحديات المالية للأندية الأردنية
تعيش الأندية الأردنية أزمة مالية مستمرة، حيث تفتقر العديد منها إلى الموارد الكافية لتسديد النفقات الأساسية مثل رواتب اللاعبين والطاقم الفني، ما ينعكس سلبًا على الأداء العام. يُطالب بعض مسؤولي الأندية بتخفيف الأعباء المالية من خلال إعادة هيكلة الرواتب وزيادة عوائد الإعلانات وحقوق البث التلفزيوني. ومن الضروري أن تتبنى الدولة سياسة تحفيزية لجذب المستثمرين إلى قطاع كرة القدم، بما يساهم في تحقيق استدامة مالية للأندية، ويضمن تطوير المواهب المحلية.
كرة القدم الأردنية على مفترق طرق
أما أن تتحول الأندية الأردنية إلى مؤسسات احترافية تُدار بعقلية استثمارية، أو ستبقى كرة القدم الأردنية تبقى مكانها، عاجزة عن المنافسة القارية والدولية. الوقت قد حان لتغيير النهج، والانتقال من مرحلة التبعية إلى مرحلة الصناعة، بهدف خلق بيئة رياضية تليق بطموحات الشباب الأردني وتساعدهم على الوصول للعالمية.
أسباب عدم تطور الكرة الأردنية
الإعلامي الدكتور ماجد العدوان قال في حديثه لـ 'أخبار اليوم' أن المدربين اللذين يعملون في الأندية المحلية دائماً يبحثون عن اللاعب الجاهز، كونه لا يحظى بالفرصة الكاملة من الأندية في حال تعثر، وكانت النتائج لا تلبي طموحات النادي وجماهيره.
العدوان أوضح أن الأندية المحلية لا تُريد المجازفة في إعطاء الفرصة للاعب المحلي الواعد، نظراً لأن الأندية تبحث عن الإنجازات، وليس لديها الوقت للتجارب حسب ما قال.
وفي السياق ذاته، لفت العدوان أن المدرب المحلي أيضاً لا يحظى بالدعم الكافي من قبل الأندية كما يحصل مع اللاعب المحلي، ودائماً تتجه الأنظار نحو اللاعب المحترف حتى وإن كان مستواه الفني أقل من ابن النادي.
العدوان: المدرب المحلي يبحث عن اللاعب الجاهز فقط
الأندية بحاجة إلى تحول جذري نحو الاستدامة وتطوير المواهب الشابة
كرة القدم العالمية: صناعة واستثمار
أخبار اليوم - خاص - في الدول المتقدمة رياضيًا، تُعد كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، بل هي صناعة متكاملة تدر أرباحًا كبيرة على الأندية والاقتصادات الوطنية. تعتمد هذه الصناعة على موارد متعددة تشمل مبيعات تذاكر المباريات، والمنتجات المرتبطة بالأندية كالقُمصان والهدايا، ومبيعات الطعام والمشروبات داخل الملاعب، إضافة إلى عوائد حقوق البث التلفزيوني. تعمل الأندية في هذه الدول كشركات تجارية تُدار بعقلية الاستثمار، وتسعى لتحقيق الأرباح والنمو المستدام، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوليد دخل إضافي من الضرائب والرسوم التي يدفعها لاعبوها في الخارج، الذين تصل رواتبهم إلى أرقام خيالية وكأنها تصدّر ثروات طبيعية نفيسة.
الأندية الأردنية: واقع جمعيات خيرية عوضا عن شركات
في المقابل، لا تزال الأندية الأردنية تُدار بآليات تقليدية تُشبه الجمعيات الخيرية، حيث تعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي أو التبرعات الفردية، دون وجود استراتيجيات تسويقية أو استثمارية واضحة تضمن الاستدامة المالية. هذه العقلية تبقى الأندية في دائرة العجز المالي وعدم القدرة على تسديد نفقاتها، مما يؤثر سلبًا على جودة الأداء الفني وتطوير اللاعبين. تعاني الأندية أيضًا من محدودية الخيارات في اختيار اللاعبين، ما يجعلها تعتمد على معايير محددة ناتجة عن قلة المواهب المتاحة، وهو ما يقلل من تنوع الخيارات، ويحد من إمكانية بناء منتخب قوي.
عدد الأندية يفوق إنجلترا… والنتائج لا ترقى للطموحات
رغم أن عدد أندية كرة القدم في الأردن يفوق عددها في إنجلترا، إلا أن الجماهير لا تزال تطالب بمنتخب قوي قادر على المنافسة في البطولات الإقليمية والدولية. تتساءل الأوساط الرياضية: كيف يمكن أن يتم بناء منتخب قوي في ظل وجود أندية تُعاني ضعف الموارد وقلة الدعم المالي؟ الحقيقة أن كثرة الأندية بدون دعم مالي كافٍ تُشتت الجهود، وتُضعف جودة التدريب والتطوير، ما يجعل من الصعب إيجاد قاعدة صلبة من المواهب القادرة على المنافسة العالمية. بينما تتمتع دول مشابهة للأردن من حيث عدد السكان أو حتى أقل، بفرق ومنتخبات عالمية تستفيد من مداخيل مالية كبيرة بفضل لاعبيها المحترفين الذين يحققون دخلاً ضريبياً كبيراً لأوطانهم.
آراء رياضيون: ضرورة الاستثمار في المواهب الشابة
يرى بعض الرياضيين والخبراء أن الحل الأمثل لتطوير كرة القدم الأردنية يكمن في الاستثمار في المواهب الشابة، وتأسيس صندوق ممول من القطاع الخاص لدعم مشاريع تنمية اللاعبين الصاعدين. يُشدد المحلل الرياضي أحمد العلي على أن الأندية الأردنية بحاجة إلى عقد اتفاقيات شراكة مع الأندية العالمية لتدريب الفئات العمرية لديها، مؤكدًا أن هذا النوع من التعاون سيسهم في صقل مهارات اللاعبين، ويساعدهم على الوصول إلى الاحتراف في الخارج. كما دعا إلى إنشاء نظام كشافة متكامل يُغطي كافة محافظات المملكة، مما يضمن اكتشاف المواهب من جميع المناطق وتوسيع قاعدة الخيارات المتاحة للمنتخبات الوطنية. ويرى أن تعدد الخيارات سيسهم في تحسين جودة المنتخب وتنوع أساليبه على أرض الملعب، ما يزيد فرص المنافسة على المستويات الإقليمية والدولية.
الشباب الأردني: حلم الوصول للعالمية
يحلم الشباب الأردني بالوصول إلى العالمية من خلال كرة القدم، مثلما فعل نجوم كبار من دول أخرى. يقول اللاعب الشاب محمد السعدي: 'لدينا مواهب واعدة تحتاج فقط إلى فرص حقيقية للتطوير والاحتراف. أطمح لأن يكون هناك نظام واضح لدعم اللاعبين الشباب وتوفير بيئة احترافية لهم، حتى نتمكن من التنافس على المستوى الإقليمي والدولي.' ويضيف السعدي أن الدعم المالي والبنية التحتية هما المفتاح لتطوير المواهب الشابة، مشيرًا إلى ضرورة وجود خطط استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحويل المواهب الواعدة إلى لاعبين محترفين على مستوى عالمي.
مقترحات لتحويل كرة القدم الأردنية إلى صناعة
لتجاوز التحديات الحالية، يحتاج قطاع كرة القدم الأردني إلى تحول جذري نحو إدارة الأندية بعقلية تجارية، وليس كجمعيات خيرية. من أبرز المقترحات هو إطلاق صندوق استثماري مدعوم من القطاع الخاص، يكون مخصصًا لتطوير المواهب الشابة وتوفير فرص احترافية لهم في الخارج. كما يُقترح عقد اتفاقيات مع أندية عالمية لتبادل الخبرات وتدريب الفئات العمرية الناشئة، ما يسهم في تطوير القدرات الفنية للمدربين واللاعبين. تطوير التسويق الرياضي للأندية الأردنية يعد أمرًا مهمًا من خلال تعزيز العلامة التجارية للأندية وبيع منتجاتها للجمهور، وتنظيم فعاليات تجذب المشجعين، وتزيد دخل الأندية. تحسين البنية التحتية وتطوير الملاعب بحيث تكون جاهزة لاستقبال الجماهير بشكل أفضل، وتتيح تجربة رياضية ممتعة، ما يزيد حضور المباريات. تعزيز الشفافية المالية والإدارية في الأندية يعد ضرورة لضمان توجيه الموارد بشكل صحيح نحو تطوير اللاعبين ورفع مستوى التنافسية.
التحديات المالية للأندية الأردنية
تعيش الأندية الأردنية أزمة مالية مستمرة، حيث تفتقر العديد منها إلى الموارد الكافية لتسديد النفقات الأساسية مثل رواتب اللاعبين والطاقم الفني، ما ينعكس سلبًا على الأداء العام. يُطالب بعض مسؤولي الأندية بتخفيف الأعباء المالية من خلال إعادة هيكلة الرواتب وزيادة عوائد الإعلانات وحقوق البث التلفزيوني. ومن الضروري أن تتبنى الدولة سياسة تحفيزية لجذب المستثمرين إلى قطاع كرة القدم، بما يساهم في تحقيق استدامة مالية للأندية، ويضمن تطوير المواهب المحلية.
كرة القدم الأردنية على مفترق طرق
أما أن تتحول الأندية الأردنية إلى مؤسسات احترافية تُدار بعقلية استثمارية، أو ستبقى كرة القدم الأردنية تبقى مكانها، عاجزة عن المنافسة القارية والدولية. الوقت قد حان لتغيير النهج، والانتقال من مرحلة التبعية إلى مرحلة الصناعة، بهدف خلق بيئة رياضية تليق بطموحات الشباب الأردني وتساعدهم على الوصول للعالمية.
أسباب عدم تطور الكرة الأردنية
الإعلامي الدكتور ماجد العدوان قال في حديثه لـ 'أخبار اليوم' أن المدربين اللذين يعملون في الأندية المحلية دائماً يبحثون عن اللاعب الجاهز، كونه لا يحظى بالفرصة الكاملة من الأندية في حال تعثر، وكانت النتائج لا تلبي طموحات النادي وجماهيره.
العدوان أوضح أن الأندية المحلية لا تُريد المجازفة في إعطاء الفرصة للاعب المحلي الواعد، نظراً لأن الأندية تبحث عن الإنجازات، وليس لديها الوقت للتجارب حسب ما قال.
وفي السياق ذاته، لفت العدوان أن المدرب المحلي أيضاً لا يحظى بالدعم الكافي من قبل الأندية كما يحصل مع اللاعب المحلي، ودائماً تتجه الأنظار نحو اللاعب المحترف حتى وإن كان مستواه الفني أقل من ابن النادي.
العدوان: المدرب المحلي يبحث عن اللاعب الجاهز فقط
الأندية بحاجة إلى تحول جذري نحو الاستدامة وتطوير المواهب الشابة
كرة القدم العالمية: صناعة واستثمار
أخبار اليوم - خاص - في الدول المتقدمة رياضيًا، تُعد كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، بل هي صناعة متكاملة تدر أرباحًا كبيرة على الأندية والاقتصادات الوطنية. تعتمد هذه الصناعة على موارد متعددة تشمل مبيعات تذاكر المباريات، والمنتجات المرتبطة بالأندية كالقُمصان والهدايا، ومبيعات الطعام والمشروبات داخل الملاعب، إضافة إلى عوائد حقوق البث التلفزيوني. تعمل الأندية في هذه الدول كشركات تجارية تُدار بعقلية الاستثمار، وتسعى لتحقيق الأرباح والنمو المستدام، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوليد دخل إضافي من الضرائب والرسوم التي يدفعها لاعبوها في الخارج، الذين تصل رواتبهم إلى أرقام خيالية وكأنها تصدّر ثروات طبيعية نفيسة.
الأندية الأردنية: واقع جمعيات خيرية عوضا عن شركات
في المقابل، لا تزال الأندية الأردنية تُدار بآليات تقليدية تُشبه الجمعيات الخيرية، حيث تعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي أو التبرعات الفردية، دون وجود استراتيجيات تسويقية أو استثمارية واضحة تضمن الاستدامة المالية. هذه العقلية تبقى الأندية في دائرة العجز المالي وعدم القدرة على تسديد نفقاتها، مما يؤثر سلبًا على جودة الأداء الفني وتطوير اللاعبين. تعاني الأندية أيضًا من محدودية الخيارات في اختيار اللاعبين، ما يجعلها تعتمد على معايير محددة ناتجة عن قلة المواهب المتاحة، وهو ما يقلل من تنوع الخيارات، ويحد من إمكانية بناء منتخب قوي.
عدد الأندية يفوق إنجلترا… والنتائج لا ترقى للطموحات
رغم أن عدد أندية كرة القدم في الأردن يفوق عددها في إنجلترا، إلا أن الجماهير لا تزال تطالب بمنتخب قوي قادر على المنافسة في البطولات الإقليمية والدولية. تتساءل الأوساط الرياضية: كيف يمكن أن يتم بناء منتخب قوي في ظل وجود أندية تُعاني ضعف الموارد وقلة الدعم المالي؟ الحقيقة أن كثرة الأندية بدون دعم مالي كافٍ تُشتت الجهود، وتُضعف جودة التدريب والتطوير، ما يجعل من الصعب إيجاد قاعدة صلبة من المواهب القادرة على المنافسة العالمية. بينما تتمتع دول مشابهة للأردن من حيث عدد السكان أو حتى أقل، بفرق ومنتخبات عالمية تستفيد من مداخيل مالية كبيرة بفضل لاعبيها المحترفين الذين يحققون دخلاً ضريبياً كبيراً لأوطانهم.
آراء رياضيون: ضرورة الاستثمار في المواهب الشابة
يرى بعض الرياضيين والخبراء أن الحل الأمثل لتطوير كرة القدم الأردنية يكمن في الاستثمار في المواهب الشابة، وتأسيس صندوق ممول من القطاع الخاص لدعم مشاريع تنمية اللاعبين الصاعدين. يُشدد المحلل الرياضي أحمد العلي على أن الأندية الأردنية بحاجة إلى عقد اتفاقيات شراكة مع الأندية العالمية لتدريب الفئات العمرية لديها، مؤكدًا أن هذا النوع من التعاون سيسهم في صقل مهارات اللاعبين، ويساعدهم على الوصول إلى الاحتراف في الخارج. كما دعا إلى إنشاء نظام كشافة متكامل يُغطي كافة محافظات المملكة، مما يضمن اكتشاف المواهب من جميع المناطق وتوسيع قاعدة الخيارات المتاحة للمنتخبات الوطنية. ويرى أن تعدد الخيارات سيسهم في تحسين جودة المنتخب وتنوع أساليبه على أرض الملعب، ما يزيد فرص المنافسة على المستويات الإقليمية والدولية.
الشباب الأردني: حلم الوصول للعالمية
يحلم الشباب الأردني بالوصول إلى العالمية من خلال كرة القدم، مثلما فعل نجوم كبار من دول أخرى. يقول اللاعب الشاب محمد السعدي: 'لدينا مواهب واعدة تحتاج فقط إلى فرص حقيقية للتطوير والاحتراف. أطمح لأن يكون هناك نظام واضح لدعم اللاعبين الشباب وتوفير بيئة احترافية لهم، حتى نتمكن من التنافس على المستوى الإقليمي والدولي.' ويضيف السعدي أن الدعم المالي والبنية التحتية هما المفتاح لتطوير المواهب الشابة، مشيرًا إلى ضرورة وجود خطط استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحويل المواهب الواعدة إلى لاعبين محترفين على مستوى عالمي.
مقترحات لتحويل كرة القدم الأردنية إلى صناعة
لتجاوز التحديات الحالية، يحتاج قطاع كرة القدم الأردني إلى تحول جذري نحو إدارة الأندية بعقلية تجارية، وليس كجمعيات خيرية. من أبرز المقترحات هو إطلاق صندوق استثماري مدعوم من القطاع الخاص، يكون مخصصًا لتطوير المواهب الشابة وتوفير فرص احترافية لهم في الخارج. كما يُقترح عقد اتفاقيات مع أندية عالمية لتبادل الخبرات وتدريب الفئات العمرية الناشئة، ما يسهم في تطوير القدرات الفنية للمدربين واللاعبين. تطوير التسويق الرياضي للأندية الأردنية يعد أمرًا مهمًا من خلال تعزيز العلامة التجارية للأندية وبيع منتجاتها للجمهور، وتنظيم فعاليات تجذب المشجعين، وتزيد دخل الأندية. تحسين البنية التحتية وتطوير الملاعب بحيث تكون جاهزة لاستقبال الجماهير بشكل أفضل، وتتيح تجربة رياضية ممتعة، ما يزيد حضور المباريات. تعزيز الشفافية المالية والإدارية في الأندية يعد ضرورة لضمان توجيه الموارد بشكل صحيح نحو تطوير اللاعبين ورفع مستوى التنافسية.
التحديات المالية للأندية الأردنية
تعيش الأندية الأردنية أزمة مالية مستمرة، حيث تفتقر العديد منها إلى الموارد الكافية لتسديد النفقات الأساسية مثل رواتب اللاعبين والطاقم الفني، ما ينعكس سلبًا على الأداء العام. يُطالب بعض مسؤولي الأندية بتخفيف الأعباء المالية من خلال إعادة هيكلة الرواتب وزيادة عوائد الإعلانات وحقوق البث التلفزيوني. ومن الضروري أن تتبنى الدولة سياسة تحفيزية لجذب المستثمرين إلى قطاع كرة القدم، بما يساهم في تحقيق استدامة مالية للأندية، ويضمن تطوير المواهب المحلية.
كرة القدم الأردنية على مفترق طرق
أما أن تتحول الأندية الأردنية إلى مؤسسات احترافية تُدار بعقلية استثمارية، أو ستبقى كرة القدم الأردنية تبقى مكانها، عاجزة عن المنافسة القارية والدولية. الوقت قد حان لتغيير النهج، والانتقال من مرحلة التبعية إلى مرحلة الصناعة، بهدف خلق بيئة رياضية تليق بطموحات الشباب الأردني وتساعدهم على الوصول للعالمية.
أسباب عدم تطور الكرة الأردنية
الإعلامي الدكتور ماجد العدوان قال في حديثه لـ 'أخبار اليوم' أن المدربين اللذين يعملون في الأندية المحلية دائماً يبحثون عن اللاعب الجاهز، كونه لا يحظى بالفرصة الكاملة من الأندية في حال تعثر، وكانت النتائج لا تلبي طموحات النادي وجماهيره.
العدوان أوضح أن الأندية المحلية لا تُريد المجازفة في إعطاء الفرصة للاعب المحلي الواعد، نظراً لأن الأندية تبحث عن الإنجازات، وليس لديها الوقت للتجارب حسب ما قال.
وفي السياق ذاته، لفت العدوان أن المدرب المحلي أيضاً لا يحظى بالدعم الكافي من قبل الأندية كما يحصل مع اللاعب المحلي، ودائماً تتجه الأنظار نحو اللاعب المحترف حتى وإن كان مستواه الفني أقل من ابن النادي.
التعليقات