أخبار اليوم - فيما تلعب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر دورا مهما في إيجاد حلول مناسبة للتحديات التي تواجه المجتمعات كالفقر والبطالة، إلا أن غالبية برامج ومبادرات دعم تلك المشروعات، باءت بالفشل.
ويرى معنيون، أن من الأهمية بمكان العمل مجددا على تمكين الأسر اقتصاديا من خلال دعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر للحد من تسارع عجلة الفقر نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية، شريطة إعادة النظر في الآليات اللازمة لدعم إقامة مثل هذه المشاريع، سواء عن طريق المنح أو القروض الميسرة.
ووفق رئيسة جمعية إعمار وتطوير وادي الأردن، سيرين الشريف، فإن عوامل الفقر والبطالة تخلق انعكاسات خطيرة على المجتمع، إذ تؤدي إلى ظهور مشكلات وظواهر سلبية في المجتمع كالجريمة وانتشار ظواهر تهدد الأمن والسلم المجتمعي، قائلة، 'إن مواجهة التحديات التي تواجه المتعطلين عن العمل من الشباب والشابات باتت ضرورة وطنية ملحة لما لها من انعكاسات خطيرة على المجتمع والأمن، ما يدفعنا إلى التفكير بحلول جدية قابلة للتنفيذ لمكافحة ظواهر الفقر والبطالة. وهو أمر لا يتم سوى من خلال إيجاد مشاريع صغيرة أو تعاونيات لتشغيل السيدات والفتيات والشباب، خاصة وأن القطاعات المولدة لفرص العمل، كالقطاعين السياحي والزراعي، تعيش أوضاعا صعبة للغاية'.
وأضافت، أن دعم إقامة المشاريع الصغيرة وضمان ديمومتها سيؤدي إلى النهوض بالمجتمعات المحلية ويسهم في تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي لأفرادها، مضيفة، 'لقد عايشنا تجارب كثيرة لدعم إقامة مشاريع صغيرة للأفراد والأسر، إلا أن معظمها آل إلى الفشل قبل أن تبدأ بسبب عدم إدراك أبناء المجتمع لأهمية إقامة مثل هذه المشاريع، ما يتطلب العمل على رفع الوعي المجتمعي بأهمية إقامة مشاريع صغيرة لأسرهم ومجتمعهم، ومن ثم تدريبهم وإكسابهم الخبرات اللازمة لإنجاح المشروع'.
وأشارت الشريف، إلى 'أن غالبية مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الدولية، وحتى الحكومات، توجه طاقاتها وبرامجها نحو الاقتصادات الصغيرة والمنزلية، إذ لمسنا وجود الكثير من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى دعم إقامة المشاريع الصغيرة. جزء منها يتعلق بتطوير المهارات وتحسين الأداء، وأخرى بالتسويق، الذي طالما كان يشكل عقبة كبيرة أمام صغار المنتجين. وجزء آخر يتعلق بتوفير الدعم المادي، سواء كان منحا أو قروضا ميسرة'، مضيفة: 'يجب علينا كأبناء مجتمع محلي أن نغتنم هذه الفرصة التي لا تتكرر كثيرا في ظل الأوضاع الأمنية المحيطة.'
أما رئيسة جمعية التعاون الخيرية، كوثر العدوان، فتشير من جهتها، إلى أن البرامج التي تقدمها الحكومات أو مؤسسات المجتمع المدني بالتعاون مع الهيئات الدولية والإقليمية تهدف إلى تعزيز سبل العيش المستدامة وخلق فرص العمل وتحسين الدخل، وخلق بيئة مناسبة لنجاح الأعمال ومعالجة مواطن الخلل للوصول إلى مجتمع منتج وقادر على تحمل الأعباء الاقتصادية، مؤكدة أن المشاريع الصغيرة تلعب دورا مهما في التنمية والدعم الاقتصادي ومكافحة الفقر والبطالة.
وقالت، 'غالبية البرامج التي تم تنفيذها سابقا لم تحقق الأهداف المرجوة لأن المستفيدين وجهوا الدعم المقدم لهم لتنفيذ غايات أخرى غير التي تم الإفصاح عنها'، مضيفة: 'إن غياب الرقابة على المشاريع تسبب بفشل ما يزيد على 90 % منها'.
وأشارت العدوان، إلى أن أي مشروع قد يواجه تحديات وصعوبات، إلا أن الأهم هو ضرورة تبني الجهات الداعمة برامج لمساعدة ومراقبة نشوء المشاريع الصغيرة لضمان استدامتها، لافتة إلى أهمية إقران الدعم المادي بدعم لوجستي، كالمساعدة في دراسات الجدوى الاقتصادية والخطط التسويقية وتقديم دورات تدريبية مكثفة ومجانية في مجالات التسويق، التعبئة والتغليف، والتسويق الإلكتروني.
ومن وجهة نظر المختص في تنمية المجتمعات، منير العواجنة، فإن المشروعات الصغيرة اكتسبت أهمية كبيرة كونها تعد داعما رئيسا للتنمية الاقتصادية، ومساهمتها في حل مشاكل الفقر والبطالة من خلال توفير فرص عمل جديدة، والمساهمة في توفير السلع والخدمات التي يحتاجها المجتمع، قائلا، 'رغم ذلك، إلا أن معظم المشاريع تبوء بالفشل لأسباب كثيرة، منها عدم الاهتمام وسوء التخطيط والإدارة.'
وأضاف، أن أغلب مبادرات إقامة المشاريع الصغيرة التي نفذت سابقا فشلت لعدم وجود ثقافة ووعي بأهمية العمل والمردود الذي قد يحققه، خصوصا أن معظم هذه المشاريع كانت ممولة عن طريق منح أو قروض ميسرة، ما دفع بأصحابها إلى إنفاق التمويل لأغراض أخرى غير مخصصة لها، لافتا إلى أن هذا الأمر خلق الكثير من المشاكل الاجتماعية كقضية الغارمات.
وقال العواجنة، إن العديد من مؤسسات المجتمع المدني في وادي الأردن تبذل جهودا كبيرة للنهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي من خلال التركيز على إقامة المشروعات الصغيرة والمنزلية وإيجاد أرضية خصبة لنجاحها وديمومتها بتنفيذ برامج تدريبية تساعد أصحاب المشاريع على بناء القدرات العملية والإدارية وتسويق المنتوجات، مؤكدا على ضرورة العمل على رفع الوعي المجتمعي بأهمية إقامة مثل هذه المشاريع لتفادي فشلها مستقبلا.
إلى ذلك، ترى مديرة مركز الأميرة بسمة /الشونة الجنوبية، دنيا العدوان، أن المشروعات الصغيرة تعد إحدى الآليات المهمة التي لها القدرة على تنمية المجتمعات، ما يتطلب المزيد من العمل والتنسيق والتشبيك بين جميع القطاعات والأطراف من أجل خلق فرص عمل وتوفير التمويل اللازم لإقامة المشاريع الصغيرة المدرة للدخل، لا سيما أن المرأة في الأغوار أثبتت كفاءة عالية في إدارة الأعمال، رغم أن عددا كبيرا منهن يتحملن مسؤولية إعالة الأسرة بشكل كامل.
وأضافت العدوان، أن إدماج المرأة، وخاصة الفقيرة، في المجتمع وتمكينها من الحصول على فرص المشاركة في مختلف مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، يعد أهم أهداف المركز، موضحة أن تمكين المرأة اقتصاديا سيكون له أثر كبير في مكافحة الفقر والنهوض بالواقع المعيشي لأسرهن.
ووفق الخبير في تنمية المجتمعات، أمجد العدوان، فإن الأرقام الرسمية تشير إلى تراجع كبير في عمل المرأة والشباب في وادي الأردن، عازيا ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية العالمية والأحداث الأمنية التي أثرت بشكل كبير على القطاعات المولدة لفرص العمل، وهي قطاعات الزراعة والسياحة، إذ تسببت هذه الأزمات بفقدان عدد كبير من الناس لوظائفهم.
وقال العدوان، 'من هنا يجب أن نحول هذه الأزمة إلى فرصة من خلال توجيه أفراد المجتمع إلى إقامة مشاريع صغيرة، وتقديم الدعم اللازم لهم من خلال بناء القدرات وضرورة التشبيك مع الجهات الممولة لتسهيل تمويل إقامة المشاريع الصغيرة المدرة للدخل، والعمل على تكثيف برامج التدريب والتأهيل لإكساب المرأة الخبرات اللازمة لدخول سوق العمل'.
الغد
أخبار اليوم - فيما تلعب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر دورا مهما في إيجاد حلول مناسبة للتحديات التي تواجه المجتمعات كالفقر والبطالة، إلا أن غالبية برامج ومبادرات دعم تلك المشروعات، باءت بالفشل.
ويرى معنيون، أن من الأهمية بمكان العمل مجددا على تمكين الأسر اقتصاديا من خلال دعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر للحد من تسارع عجلة الفقر نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية، شريطة إعادة النظر في الآليات اللازمة لدعم إقامة مثل هذه المشاريع، سواء عن طريق المنح أو القروض الميسرة.
ووفق رئيسة جمعية إعمار وتطوير وادي الأردن، سيرين الشريف، فإن عوامل الفقر والبطالة تخلق انعكاسات خطيرة على المجتمع، إذ تؤدي إلى ظهور مشكلات وظواهر سلبية في المجتمع كالجريمة وانتشار ظواهر تهدد الأمن والسلم المجتمعي، قائلة، 'إن مواجهة التحديات التي تواجه المتعطلين عن العمل من الشباب والشابات باتت ضرورة وطنية ملحة لما لها من انعكاسات خطيرة على المجتمع والأمن، ما يدفعنا إلى التفكير بحلول جدية قابلة للتنفيذ لمكافحة ظواهر الفقر والبطالة. وهو أمر لا يتم سوى من خلال إيجاد مشاريع صغيرة أو تعاونيات لتشغيل السيدات والفتيات والشباب، خاصة وأن القطاعات المولدة لفرص العمل، كالقطاعين السياحي والزراعي، تعيش أوضاعا صعبة للغاية'.
وأضافت، أن دعم إقامة المشاريع الصغيرة وضمان ديمومتها سيؤدي إلى النهوض بالمجتمعات المحلية ويسهم في تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي لأفرادها، مضيفة، 'لقد عايشنا تجارب كثيرة لدعم إقامة مشاريع صغيرة للأفراد والأسر، إلا أن معظمها آل إلى الفشل قبل أن تبدأ بسبب عدم إدراك أبناء المجتمع لأهمية إقامة مثل هذه المشاريع، ما يتطلب العمل على رفع الوعي المجتمعي بأهمية إقامة مشاريع صغيرة لأسرهم ومجتمعهم، ومن ثم تدريبهم وإكسابهم الخبرات اللازمة لإنجاح المشروع'.
وأشارت الشريف، إلى 'أن غالبية مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الدولية، وحتى الحكومات، توجه طاقاتها وبرامجها نحو الاقتصادات الصغيرة والمنزلية، إذ لمسنا وجود الكثير من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى دعم إقامة المشاريع الصغيرة. جزء منها يتعلق بتطوير المهارات وتحسين الأداء، وأخرى بالتسويق، الذي طالما كان يشكل عقبة كبيرة أمام صغار المنتجين. وجزء آخر يتعلق بتوفير الدعم المادي، سواء كان منحا أو قروضا ميسرة'، مضيفة: 'يجب علينا كأبناء مجتمع محلي أن نغتنم هذه الفرصة التي لا تتكرر كثيرا في ظل الأوضاع الأمنية المحيطة.'
أما رئيسة جمعية التعاون الخيرية، كوثر العدوان، فتشير من جهتها، إلى أن البرامج التي تقدمها الحكومات أو مؤسسات المجتمع المدني بالتعاون مع الهيئات الدولية والإقليمية تهدف إلى تعزيز سبل العيش المستدامة وخلق فرص العمل وتحسين الدخل، وخلق بيئة مناسبة لنجاح الأعمال ومعالجة مواطن الخلل للوصول إلى مجتمع منتج وقادر على تحمل الأعباء الاقتصادية، مؤكدة أن المشاريع الصغيرة تلعب دورا مهما في التنمية والدعم الاقتصادي ومكافحة الفقر والبطالة.
وقالت، 'غالبية البرامج التي تم تنفيذها سابقا لم تحقق الأهداف المرجوة لأن المستفيدين وجهوا الدعم المقدم لهم لتنفيذ غايات أخرى غير التي تم الإفصاح عنها'، مضيفة: 'إن غياب الرقابة على المشاريع تسبب بفشل ما يزيد على 90 % منها'.
وأشارت العدوان، إلى أن أي مشروع قد يواجه تحديات وصعوبات، إلا أن الأهم هو ضرورة تبني الجهات الداعمة برامج لمساعدة ومراقبة نشوء المشاريع الصغيرة لضمان استدامتها، لافتة إلى أهمية إقران الدعم المادي بدعم لوجستي، كالمساعدة في دراسات الجدوى الاقتصادية والخطط التسويقية وتقديم دورات تدريبية مكثفة ومجانية في مجالات التسويق، التعبئة والتغليف، والتسويق الإلكتروني.
ومن وجهة نظر المختص في تنمية المجتمعات، منير العواجنة، فإن المشروعات الصغيرة اكتسبت أهمية كبيرة كونها تعد داعما رئيسا للتنمية الاقتصادية، ومساهمتها في حل مشاكل الفقر والبطالة من خلال توفير فرص عمل جديدة، والمساهمة في توفير السلع والخدمات التي يحتاجها المجتمع، قائلا، 'رغم ذلك، إلا أن معظم المشاريع تبوء بالفشل لأسباب كثيرة، منها عدم الاهتمام وسوء التخطيط والإدارة.'
وأضاف، أن أغلب مبادرات إقامة المشاريع الصغيرة التي نفذت سابقا فشلت لعدم وجود ثقافة ووعي بأهمية العمل والمردود الذي قد يحققه، خصوصا أن معظم هذه المشاريع كانت ممولة عن طريق منح أو قروض ميسرة، ما دفع بأصحابها إلى إنفاق التمويل لأغراض أخرى غير مخصصة لها، لافتا إلى أن هذا الأمر خلق الكثير من المشاكل الاجتماعية كقضية الغارمات.
وقال العواجنة، إن العديد من مؤسسات المجتمع المدني في وادي الأردن تبذل جهودا كبيرة للنهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي من خلال التركيز على إقامة المشروعات الصغيرة والمنزلية وإيجاد أرضية خصبة لنجاحها وديمومتها بتنفيذ برامج تدريبية تساعد أصحاب المشاريع على بناء القدرات العملية والإدارية وتسويق المنتوجات، مؤكدا على ضرورة العمل على رفع الوعي المجتمعي بأهمية إقامة مثل هذه المشاريع لتفادي فشلها مستقبلا.
إلى ذلك، ترى مديرة مركز الأميرة بسمة /الشونة الجنوبية، دنيا العدوان، أن المشروعات الصغيرة تعد إحدى الآليات المهمة التي لها القدرة على تنمية المجتمعات، ما يتطلب المزيد من العمل والتنسيق والتشبيك بين جميع القطاعات والأطراف من أجل خلق فرص عمل وتوفير التمويل اللازم لإقامة المشاريع الصغيرة المدرة للدخل، لا سيما أن المرأة في الأغوار أثبتت كفاءة عالية في إدارة الأعمال، رغم أن عددا كبيرا منهن يتحملن مسؤولية إعالة الأسرة بشكل كامل.
وأضافت العدوان، أن إدماج المرأة، وخاصة الفقيرة، في المجتمع وتمكينها من الحصول على فرص المشاركة في مختلف مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، يعد أهم أهداف المركز، موضحة أن تمكين المرأة اقتصاديا سيكون له أثر كبير في مكافحة الفقر والنهوض بالواقع المعيشي لأسرهن.
ووفق الخبير في تنمية المجتمعات، أمجد العدوان، فإن الأرقام الرسمية تشير إلى تراجع كبير في عمل المرأة والشباب في وادي الأردن، عازيا ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية العالمية والأحداث الأمنية التي أثرت بشكل كبير على القطاعات المولدة لفرص العمل، وهي قطاعات الزراعة والسياحة، إذ تسببت هذه الأزمات بفقدان عدد كبير من الناس لوظائفهم.
وقال العدوان، 'من هنا يجب أن نحول هذه الأزمة إلى فرصة من خلال توجيه أفراد المجتمع إلى إقامة مشاريع صغيرة، وتقديم الدعم اللازم لهم من خلال بناء القدرات وضرورة التشبيك مع الجهات الممولة لتسهيل تمويل إقامة المشاريع الصغيرة المدرة للدخل، والعمل على تكثيف برامج التدريب والتأهيل لإكساب المرأة الخبرات اللازمة لدخول سوق العمل'.
الغد
أخبار اليوم - فيما تلعب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر دورا مهما في إيجاد حلول مناسبة للتحديات التي تواجه المجتمعات كالفقر والبطالة، إلا أن غالبية برامج ومبادرات دعم تلك المشروعات، باءت بالفشل.
ويرى معنيون، أن من الأهمية بمكان العمل مجددا على تمكين الأسر اقتصاديا من خلال دعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر للحد من تسارع عجلة الفقر نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية، شريطة إعادة النظر في الآليات اللازمة لدعم إقامة مثل هذه المشاريع، سواء عن طريق المنح أو القروض الميسرة.
ووفق رئيسة جمعية إعمار وتطوير وادي الأردن، سيرين الشريف، فإن عوامل الفقر والبطالة تخلق انعكاسات خطيرة على المجتمع، إذ تؤدي إلى ظهور مشكلات وظواهر سلبية في المجتمع كالجريمة وانتشار ظواهر تهدد الأمن والسلم المجتمعي، قائلة، 'إن مواجهة التحديات التي تواجه المتعطلين عن العمل من الشباب والشابات باتت ضرورة وطنية ملحة لما لها من انعكاسات خطيرة على المجتمع والأمن، ما يدفعنا إلى التفكير بحلول جدية قابلة للتنفيذ لمكافحة ظواهر الفقر والبطالة. وهو أمر لا يتم سوى من خلال إيجاد مشاريع صغيرة أو تعاونيات لتشغيل السيدات والفتيات والشباب، خاصة وأن القطاعات المولدة لفرص العمل، كالقطاعين السياحي والزراعي، تعيش أوضاعا صعبة للغاية'.
وأضافت، أن دعم إقامة المشاريع الصغيرة وضمان ديمومتها سيؤدي إلى النهوض بالمجتمعات المحلية ويسهم في تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي لأفرادها، مضيفة، 'لقد عايشنا تجارب كثيرة لدعم إقامة مشاريع صغيرة للأفراد والأسر، إلا أن معظمها آل إلى الفشل قبل أن تبدأ بسبب عدم إدراك أبناء المجتمع لأهمية إقامة مثل هذه المشاريع، ما يتطلب العمل على رفع الوعي المجتمعي بأهمية إقامة مشاريع صغيرة لأسرهم ومجتمعهم، ومن ثم تدريبهم وإكسابهم الخبرات اللازمة لإنجاح المشروع'.
وأشارت الشريف، إلى 'أن غالبية مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الدولية، وحتى الحكومات، توجه طاقاتها وبرامجها نحو الاقتصادات الصغيرة والمنزلية، إذ لمسنا وجود الكثير من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى دعم إقامة المشاريع الصغيرة. جزء منها يتعلق بتطوير المهارات وتحسين الأداء، وأخرى بالتسويق، الذي طالما كان يشكل عقبة كبيرة أمام صغار المنتجين. وجزء آخر يتعلق بتوفير الدعم المادي، سواء كان منحا أو قروضا ميسرة'، مضيفة: 'يجب علينا كأبناء مجتمع محلي أن نغتنم هذه الفرصة التي لا تتكرر كثيرا في ظل الأوضاع الأمنية المحيطة.'
أما رئيسة جمعية التعاون الخيرية، كوثر العدوان، فتشير من جهتها، إلى أن البرامج التي تقدمها الحكومات أو مؤسسات المجتمع المدني بالتعاون مع الهيئات الدولية والإقليمية تهدف إلى تعزيز سبل العيش المستدامة وخلق فرص العمل وتحسين الدخل، وخلق بيئة مناسبة لنجاح الأعمال ومعالجة مواطن الخلل للوصول إلى مجتمع منتج وقادر على تحمل الأعباء الاقتصادية، مؤكدة أن المشاريع الصغيرة تلعب دورا مهما في التنمية والدعم الاقتصادي ومكافحة الفقر والبطالة.
وقالت، 'غالبية البرامج التي تم تنفيذها سابقا لم تحقق الأهداف المرجوة لأن المستفيدين وجهوا الدعم المقدم لهم لتنفيذ غايات أخرى غير التي تم الإفصاح عنها'، مضيفة: 'إن غياب الرقابة على المشاريع تسبب بفشل ما يزيد على 90 % منها'.
وأشارت العدوان، إلى أن أي مشروع قد يواجه تحديات وصعوبات، إلا أن الأهم هو ضرورة تبني الجهات الداعمة برامج لمساعدة ومراقبة نشوء المشاريع الصغيرة لضمان استدامتها، لافتة إلى أهمية إقران الدعم المادي بدعم لوجستي، كالمساعدة في دراسات الجدوى الاقتصادية والخطط التسويقية وتقديم دورات تدريبية مكثفة ومجانية في مجالات التسويق، التعبئة والتغليف، والتسويق الإلكتروني.
ومن وجهة نظر المختص في تنمية المجتمعات، منير العواجنة، فإن المشروعات الصغيرة اكتسبت أهمية كبيرة كونها تعد داعما رئيسا للتنمية الاقتصادية، ومساهمتها في حل مشاكل الفقر والبطالة من خلال توفير فرص عمل جديدة، والمساهمة في توفير السلع والخدمات التي يحتاجها المجتمع، قائلا، 'رغم ذلك، إلا أن معظم المشاريع تبوء بالفشل لأسباب كثيرة، منها عدم الاهتمام وسوء التخطيط والإدارة.'
وأضاف، أن أغلب مبادرات إقامة المشاريع الصغيرة التي نفذت سابقا فشلت لعدم وجود ثقافة ووعي بأهمية العمل والمردود الذي قد يحققه، خصوصا أن معظم هذه المشاريع كانت ممولة عن طريق منح أو قروض ميسرة، ما دفع بأصحابها إلى إنفاق التمويل لأغراض أخرى غير مخصصة لها، لافتا إلى أن هذا الأمر خلق الكثير من المشاكل الاجتماعية كقضية الغارمات.
وقال العواجنة، إن العديد من مؤسسات المجتمع المدني في وادي الأردن تبذل جهودا كبيرة للنهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي من خلال التركيز على إقامة المشروعات الصغيرة والمنزلية وإيجاد أرضية خصبة لنجاحها وديمومتها بتنفيذ برامج تدريبية تساعد أصحاب المشاريع على بناء القدرات العملية والإدارية وتسويق المنتوجات، مؤكدا على ضرورة العمل على رفع الوعي المجتمعي بأهمية إقامة مثل هذه المشاريع لتفادي فشلها مستقبلا.
إلى ذلك، ترى مديرة مركز الأميرة بسمة /الشونة الجنوبية، دنيا العدوان، أن المشروعات الصغيرة تعد إحدى الآليات المهمة التي لها القدرة على تنمية المجتمعات، ما يتطلب المزيد من العمل والتنسيق والتشبيك بين جميع القطاعات والأطراف من أجل خلق فرص عمل وتوفير التمويل اللازم لإقامة المشاريع الصغيرة المدرة للدخل، لا سيما أن المرأة في الأغوار أثبتت كفاءة عالية في إدارة الأعمال، رغم أن عددا كبيرا منهن يتحملن مسؤولية إعالة الأسرة بشكل كامل.
وأضافت العدوان، أن إدماج المرأة، وخاصة الفقيرة، في المجتمع وتمكينها من الحصول على فرص المشاركة في مختلف مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، يعد أهم أهداف المركز، موضحة أن تمكين المرأة اقتصاديا سيكون له أثر كبير في مكافحة الفقر والنهوض بالواقع المعيشي لأسرهن.
ووفق الخبير في تنمية المجتمعات، أمجد العدوان، فإن الأرقام الرسمية تشير إلى تراجع كبير في عمل المرأة والشباب في وادي الأردن، عازيا ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية العالمية والأحداث الأمنية التي أثرت بشكل كبير على القطاعات المولدة لفرص العمل، وهي قطاعات الزراعة والسياحة، إذ تسببت هذه الأزمات بفقدان عدد كبير من الناس لوظائفهم.
وقال العدوان، 'من هنا يجب أن نحول هذه الأزمة إلى فرصة من خلال توجيه أفراد المجتمع إلى إقامة مشاريع صغيرة، وتقديم الدعم اللازم لهم من خلال بناء القدرات وضرورة التشبيك مع الجهات الممولة لتسهيل تمويل إقامة المشاريع الصغيرة المدرة للدخل، والعمل على تكثيف برامج التدريب والتأهيل لإكساب المرأة الخبرات اللازمة لدخول سوق العمل'.
الغد
التعليقات