أخبار اليوم - في مدينة غزة التي تعيش على وقع الدمار والخراب بفعل حرب مستمرة منذ عام ويزيد، فلا تزال قصص الألم تتوالى واحدة تلو الأخرى.
سجى حسان، الفتاة ذات السبعة عشر ربيعًا من مخيم جباليا الواقع شمال قطاع غزة، فقدت أسرتها وبيتها لتجد نفسها وحدها تواجه قسوة الحياة، بعد أن سرق الاحتلال 'الإسرائيلي' أحلامها وماضيها.
بيت غادرته الحياة
في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر ذلك اليوم الذي قُصف فيه منزل سجى ليكون نقطة تحول في حياتها، فقد كانت تمكث داخل المنزل مع والدها وشقيقتها التوأم ضحى، عندما أطلق الاحتلال 'الإسرائيلي' صواريخه نحوهم.
تقول لموقع 'فلسطين أون لاين': 'في لحظة واحدة، تحوّل البيت إلى ركام، وتحوّل كل شيء إلى صمت رهيب، والدي الذي كان يملأ البيت بحبه، شقيقتي الوحيدة التي كانت أقرب الناس إلى قلبي، استشهدوا في هذا الهجوم، ولم يتبقَ لي سوى الذكريات التي تؤلمني في حلول كل مناسبة'.
تصمت قليلًا قبل أن تواصل حديثها: 'لقد كان بيتنا جميل، ولدي برفقة ضحى غرفة خاصة تضم كل ما نحلم به، حتى ذكرياتي مع والدي الذي كان يخبرني دائماً أنه لا يريد أن تكون علاقتنا علاقة أب وابنته، بل أن يكون لهم الصاحب والسند أيضاً، منذ استشهاده وأنا افتقده ولن يعوض أحدٌ مكانه'.
لقد كانت حياة سجى كأي طفل في العالم تحب الحياة ولها أحلامها ومخططاتها، جاءت الحرب وسرقت منها كل شيء حتى أغلى أحبائها، تصفها بأنها أصعب حرب عاشتها.
استشهد والدها على الفور، ولم يكن لديها مجالاً للحزن عليه والبكاء، فقد كان يقع على عاتقها مرافقة شقيقتها في المستشفى بعد إصابتها إصابة بالغة، وكانت تحاول تمالك نفسها أمامها عند كل سؤال يوجّه لها من ضحى عن مصير والدهما .
'لا أستطيع نسيان ذلك اليوم، كنت أرى العالم يتدمّر أمامي ولا أستطيع فعل شيء، كنت عاجزة عن إنقاذ أي شيء، حتى نفسي، فشقيقتي استشهدت أمام عيني بعد حاصر الاحتلال لمستشفى الشفاء لم يكن بإمكاني جلب وحدة دم من المبنى المجاور لإنقاذ حياتها'، تقول حسان بصوت خافت، متشبثة بآخر خيط من القوة التي بقيت لديها.
وتضيف: 'كنُت متمسكة فيها لآخر نفس كونيس لي في الليالي الظلماء، إلا أن حصار المستشفى تسبّب في استشهادها، ليجبرَنا الاحتلال في اليوم التالي على النزوح إلى الجنوب'.
النجاة وحيدة
من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثامنة مساءً، وسجى تسير في شوارع المدينة القاتمة ألوانها علها تصل إلى بر الأمان، لم يكن خلال ذلك الوقت مجالاً للأكل والشرب أو الصلاة.
تتحدث بعدما وصلت إلى أول محطة لها في الجنوب بدأتْ تشعر بآثار الصدمة النفسية تقضي وقتها في البكاء والنوم، وكلما حاولت التجاوز تحتاجها الذكريات والمناسبات لتعيدها إلى نقطة الصفر.
بعد استشهاد والدها وشقيقتها، واجهت سجى مصيرًا قاسيًا؛ إذ وجدت نفسها وحيدة في هذا العالم الذي لا يرحم. لم تكن فقط تفقد أسرتها بل حتى حياتها الآمنة والمستقرة. لقد أجبرت على النزوح المتكرر ، تحمل معها الألم أينما ذهبت. في كل مرة تنزح فيها، كانت تحمل في قلبها ذكرى البيت الذي دُمر، والضحكات التي كانت تملأه يوماً ما.
'ليس من السهل أن تواصل حياتك عندما تكون مشردًا، ليس لديك مكان تنتمي إليه، ولا أحد إلى جانبك. كنت أشعر بأنني أضيع في كل يوم أكثر'، تضيف حسان.
النزوح المتكرر
الحياة في ظل القصف والانتهاكات 'الإسرائيلية' المتواصلة كانت تعني بالنسبة لسجى رحلة متواصلة من النزوح، كلما استقرت في مكان، كان الخطر يلاحقها.
كانت تبحث عن الأمان، عن مكان تستطيع أن تسميه 'بيت'، ولكنها لم تجده أبدًا، كل خيمة نزحت إليها كانت تذكرها بأنها لم تعد تملك شيئًا في هذا العالم سوى نفسها.
فمن مخيم النصيرات إلى دير البلح ثم خانيونس ورفح لتعود رحالها إلى النصيرات مرة أخرى، 'لقد أصبحت حياتي كلها حقيبة صغيرة أحملها معي من مكان إلى آخر، كنت أبحث عن ملاذ آمن، عن مكان يمكنني أن أستريح فيه من هذا الألم، لكن لم أجد سوى مزيد من النزوح والخوف'، تقول حسان.
على الرغم من كل هذا الألم، تحاول أن تتمسك بشيء من الأمل. تتحدث عن حلمها بأن تكمل دراستها وتصبح في يوم من الأيام صوتًا لمن لا صوت له، تريد أن تروي قصتها وقصص آلاف الأطفال الذين عانوا مثلها تحت نيران الاحتلال وفقدوا أحلامهم وطفولتهم.
في غزة، حيث الحرب لم تترك مجالاً للأحلام، إلا أن سجى تحاول أن تصنع من آلامها قوة، رغم كل ما مرت به، ما زالت تقف صامدة في وجه هذا العالم الذي كسر حياتها.
أخبار اليوم - في مدينة غزة التي تعيش على وقع الدمار والخراب بفعل حرب مستمرة منذ عام ويزيد، فلا تزال قصص الألم تتوالى واحدة تلو الأخرى.
سجى حسان، الفتاة ذات السبعة عشر ربيعًا من مخيم جباليا الواقع شمال قطاع غزة، فقدت أسرتها وبيتها لتجد نفسها وحدها تواجه قسوة الحياة، بعد أن سرق الاحتلال 'الإسرائيلي' أحلامها وماضيها.
بيت غادرته الحياة
في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر ذلك اليوم الذي قُصف فيه منزل سجى ليكون نقطة تحول في حياتها، فقد كانت تمكث داخل المنزل مع والدها وشقيقتها التوأم ضحى، عندما أطلق الاحتلال 'الإسرائيلي' صواريخه نحوهم.
تقول لموقع 'فلسطين أون لاين': 'في لحظة واحدة، تحوّل البيت إلى ركام، وتحوّل كل شيء إلى صمت رهيب، والدي الذي كان يملأ البيت بحبه، شقيقتي الوحيدة التي كانت أقرب الناس إلى قلبي، استشهدوا في هذا الهجوم، ولم يتبقَ لي سوى الذكريات التي تؤلمني في حلول كل مناسبة'.
تصمت قليلًا قبل أن تواصل حديثها: 'لقد كان بيتنا جميل، ولدي برفقة ضحى غرفة خاصة تضم كل ما نحلم به، حتى ذكرياتي مع والدي الذي كان يخبرني دائماً أنه لا يريد أن تكون علاقتنا علاقة أب وابنته، بل أن يكون لهم الصاحب والسند أيضاً، منذ استشهاده وأنا افتقده ولن يعوض أحدٌ مكانه'.
لقد كانت حياة سجى كأي طفل في العالم تحب الحياة ولها أحلامها ومخططاتها، جاءت الحرب وسرقت منها كل شيء حتى أغلى أحبائها، تصفها بأنها أصعب حرب عاشتها.
استشهد والدها على الفور، ولم يكن لديها مجالاً للحزن عليه والبكاء، فقد كان يقع على عاتقها مرافقة شقيقتها في المستشفى بعد إصابتها إصابة بالغة، وكانت تحاول تمالك نفسها أمامها عند كل سؤال يوجّه لها من ضحى عن مصير والدهما .
'لا أستطيع نسيان ذلك اليوم، كنت أرى العالم يتدمّر أمامي ولا أستطيع فعل شيء، كنت عاجزة عن إنقاذ أي شيء، حتى نفسي، فشقيقتي استشهدت أمام عيني بعد حاصر الاحتلال لمستشفى الشفاء لم يكن بإمكاني جلب وحدة دم من المبنى المجاور لإنقاذ حياتها'، تقول حسان بصوت خافت، متشبثة بآخر خيط من القوة التي بقيت لديها.
وتضيف: 'كنُت متمسكة فيها لآخر نفس كونيس لي في الليالي الظلماء، إلا أن حصار المستشفى تسبّب في استشهادها، ليجبرَنا الاحتلال في اليوم التالي على النزوح إلى الجنوب'.
النجاة وحيدة
من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثامنة مساءً، وسجى تسير في شوارع المدينة القاتمة ألوانها علها تصل إلى بر الأمان، لم يكن خلال ذلك الوقت مجالاً للأكل والشرب أو الصلاة.
تتحدث بعدما وصلت إلى أول محطة لها في الجنوب بدأتْ تشعر بآثار الصدمة النفسية تقضي وقتها في البكاء والنوم، وكلما حاولت التجاوز تحتاجها الذكريات والمناسبات لتعيدها إلى نقطة الصفر.
بعد استشهاد والدها وشقيقتها، واجهت سجى مصيرًا قاسيًا؛ إذ وجدت نفسها وحيدة في هذا العالم الذي لا يرحم. لم تكن فقط تفقد أسرتها بل حتى حياتها الآمنة والمستقرة. لقد أجبرت على النزوح المتكرر ، تحمل معها الألم أينما ذهبت. في كل مرة تنزح فيها، كانت تحمل في قلبها ذكرى البيت الذي دُمر، والضحكات التي كانت تملأه يوماً ما.
'ليس من السهل أن تواصل حياتك عندما تكون مشردًا، ليس لديك مكان تنتمي إليه، ولا أحد إلى جانبك. كنت أشعر بأنني أضيع في كل يوم أكثر'، تضيف حسان.
النزوح المتكرر
الحياة في ظل القصف والانتهاكات 'الإسرائيلية' المتواصلة كانت تعني بالنسبة لسجى رحلة متواصلة من النزوح، كلما استقرت في مكان، كان الخطر يلاحقها.
كانت تبحث عن الأمان، عن مكان تستطيع أن تسميه 'بيت'، ولكنها لم تجده أبدًا، كل خيمة نزحت إليها كانت تذكرها بأنها لم تعد تملك شيئًا في هذا العالم سوى نفسها.
فمن مخيم النصيرات إلى دير البلح ثم خانيونس ورفح لتعود رحالها إلى النصيرات مرة أخرى، 'لقد أصبحت حياتي كلها حقيبة صغيرة أحملها معي من مكان إلى آخر، كنت أبحث عن ملاذ آمن، عن مكان يمكنني أن أستريح فيه من هذا الألم، لكن لم أجد سوى مزيد من النزوح والخوف'، تقول حسان.
على الرغم من كل هذا الألم، تحاول أن تتمسك بشيء من الأمل. تتحدث عن حلمها بأن تكمل دراستها وتصبح في يوم من الأيام صوتًا لمن لا صوت له، تريد أن تروي قصتها وقصص آلاف الأطفال الذين عانوا مثلها تحت نيران الاحتلال وفقدوا أحلامهم وطفولتهم.
في غزة، حيث الحرب لم تترك مجالاً للأحلام، إلا أن سجى تحاول أن تصنع من آلامها قوة، رغم كل ما مرت به، ما زالت تقف صامدة في وجه هذا العالم الذي كسر حياتها.
أخبار اليوم - في مدينة غزة التي تعيش على وقع الدمار والخراب بفعل حرب مستمرة منذ عام ويزيد، فلا تزال قصص الألم تتوالى واحدة تلو الأخرى.
سجى حسان، الفتاة ذات السبعة عشر ربيعًا من مخيم جباليا الواقع شمال قطاع غزة، فقدت أسرتها وبيتها لتجد نفسها وحدها تواجه قسوة الحياة، بعد أن سرق الاحتلال 'الإسرائيلي' أحلامها وماضيها.
بيت غادرته الحياة
في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر ذلك اليوم الذي قُصف فيه منزل سجى ليكون نقطة تحول في حياتها، فقد كانت تمكث داخل المنزل مع والدها وشقيقتها التوأم ضحى، عندما أطلق الاحتلال 'الإسرائيلي' صواريخه نحوهم.
تقول لموقع 'فلسطين أون لاين': 'في لحظة واحدة، تحوّل البيت إلى ركام، وتحوّل كل شيء إلى صمت رهيب، والدي الذي كان يملأ البيت بحبه، شقيقتي الوحيدة التي كانت أقرب الناس إلى قلبي، استشهدوا في هذا الهجوم، ولم يتبقَ لي سوى الذكريات التي تؤلمني في حلول كل مناسبة'.
تصمت قليلًا قبل أن تواصل حديثها: 'لقد كان بيتنا جميل، ولدي برفقة ضحى غرفة خاصة تضم كل ما نحلم به، حتى ذكرياتي مع والدي الذي كان يخبرني دائماً أنه لا يريد أن تكون علاقتنا علاقة أب وابنته، بل أن يكون لهم الصاحب والسند أيضاً، منذ استشهاده وأنا افتقده ولن يعوض أحدٌ مكانه'.
لقد كانت حياة سجى كأي طفل في العالم تحب الحياة ولها أحلامها ومخططاتها، جاءت الحرب وسرقت منها كل شيء حتى أغلى أحبائها، تصفها بأنها أصعب حرب عاشتها.
استشهد والدها على الفور، ولم يكن لديها مجالاً للحزن عليه والبكاء، فقد كان يقع على عاتقها مرافقة شقيقتها في المستشفى بعد إصابتها إصابة بالغة، وكانت تحاول تمالك نفسها أمامها عند كل سؤال يوجّه لها من ضحى عن مصير والدهما .
'لا أستطيع نسيان ذلك اليوم، كنت أرى العالم يتدمّر أمامي ولا أستطيع فعل شيء، كنت عاجزة عن إنقاذ أي شيء، حتى نفسي، فشقيقتي استشهدت أمام عيني بعد حاصر الاحتلال لمستشفى الشفاء لم يكن بإمكاني جلب وحدة دم من المبنى المجاور لإنقاذ حياتها'، تقول حسان بصوت خافت، متشبثة بآخر خيط من القوة التي بقيت لديها.
وتضيف: 'كنُت متمسكة فيها لآخر نفس كونيس لي في الليالي الظلماء، إلا أن حصار المستشفى تسبّب في استشهادها، ليجبرَنا الاحتلال في اليوم التالي على النزوح إلى الجنوب'.
النجاة وحيدة
من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثامنة مساءً، وسجى تسير في شوارع المدينة القاتمة ألوانها علها تصل إلى بر الأمان، لم يكن خلال ذلك الوقت مجالاً للأكل والشرب أو الصلاة.
تتحدث بعدما وصلت إلى أول محطة لها في الجنوب بدأتْ تشعر بآثار الصدمة النفسية تقضي وقتها في البكاء والنوم، وكلما حاولت التجاوز تحتاجها الذكريات والمناسبات لتعيدها إلى نقطة الصفر.
بعد استشهاد والدها وشقيقتها، واجهت سجى مصيرًا قاسيًا؛ إذ وجدت نفسها وحيدة في هذا العالم الذي لا يرحم. لم تكن فقط تفقد أسرتها بل حتى حياتها الآمنة والمستقرة. لقد أجبرت على النزوح المتكرر ، تحمل معها الألم أينما ذهبت. في كل مرة تنزح فيها، كانت تحمل في قلبها ذكرى البيت الذي دُمر، والضحكات التي كانت تملأه يوماً ما.
'ليس من السهل أن تواصل حياتك عندما تكون مشردًا، ليس لديك مكان تنتمي إليه، ولا أحد إلى جانبك. كنت أشعر بأنني أضيع في كل يوم أكثر'، تضيف حسان.
النزوح المتكرر
الحياة في ظل القصف والانتهاكات 'الإسرائيلية' المتواصلة كانت تعني بالنسبة لسجى رحلة متواصلة من النزوح، كلما استقرت في مكان، كان الخطر يلاحقها.
كانت تبحث عن الأمان، عن مكان تستطيع أن تسميه 'بيت'، ولكنها لم تجده أبدًا، كل خيمة نزحت إليها كانت تذكرها بأنها لم تعد تملك شيئًا في هذا العالم سوى نفسها.
فمن مخيم النصيرات إلى دير البلح ثم خانيونس ورفح لتعود رحالها إلى النصيرات مرة أخرى، 'لقد أصبحت حياتي كلها حقيبة صغيرة أحملها معي من مكان إلى آخر، كنت أبحث عن ملاذ آمن، عن مكان يمكنني أن أستريح فيه من هذا الألم، لكن لم أجد سوى مزيد من النزوح والخوف'، تقول حسان.
على الرغم من كل هذا الألم، تحاول أن تتمسك بشيء من الأمل. تتحدث عن حلمها بأن تكمل دراستها وتصبح في يوم من الأيام صوتًا لمن لا صوت له، تريد أن تروي قصتها وقصص آلاف الأطفال الذين عانوا مثلها تحت نيران الاحتلال وفقدوا أحلامهم وطفولتهم.
في غزة، حيث الحرب لم تترك مجالاً للأحلام، إلا أن سجى تحاول أن تصنع من آلامها قوة، رغم كل ما مرت به، ما زالت تقف صامدة في وجه هذا العالم الذي كسر حياتها.
التعليقات