أخبار اليوم - لم تدخر 'إسرائيل' جهدًا من العنف والوحشية في عدوانها المتواصل على غزة منذ بداية الأسبوع الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأظهرت استخفافًا كبيرًا بأرواح المدنيين، في محاولة لإرهاب سكان القطاع الساحلي الأكثر اكتظاظًا بالعالم ومعاقبتهم، وترك أضرار صحية وإنسانية وأيضًا اجتماعية بعيدة المدى، لخلق ظروف تجعل منه منطقة غير قادر على الحفاظ على حياة إنسانية منظَّمة.
وتتعمّد الهجمات الإسرائيلية مسح الأحياء السكنية بعوائلها، في إطار استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يُنفّذها جيش الاحتلال برعاية أمريكية كاملة؛ حيث أباد 902 عائلة فلسطينية، خرجت العديد منها من السجلات المدنية، كانت إحدى تلك العائلات قصتنا لهذا اليوم.
بـ 'لغة الأسى والحزن' يروي عمرو عبد الغفور لمراسل 'فلسطين أون لاين' حكاية ثلاثة أيام من العمل الشاق بأدوات يدوية للحفر تحت أنقاض منزل شقيقه سمير في السطر الغربي بخان يونس الذي دمره الاحتلال على من فيه قبل نحو 10 أشهر.
فبعد أكثر من 10 أشهر على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلة عبد الغفور، تمكن أبناء العائلة من انتشال رفات 19 شهيدًا عبارة عن 'عظام بلا أسماء'، ليواروا الثرى إلى جانب 17 آخرين من العائلة سبق أن انتشلوا على مراحل من المنطقة نفسها.
يقول عمرو: 'حفرنا يدويًا وبصعوبة لنصل إلى البدروم الذي كانت فيه العائلة حتى تمكنا من إخراج عظام 19 شهيدًا'.
بداية المجزرة
وقصفت طائرات الاحتلال منزلي الشقيقين سمير وعبد الرؤوف عبد الغفور في السطر الغربي في 7 ديسمبر الماضي، بعد يومين من التوغل الصهيوني في المنطقة ما أدى إلى استشهاد 36 شخصًا من العائلة.
وطوال فترة توغل جيش الاحتلال ذهبت أدراج الرياح مناشدات العائلة للوصول إلى المنزلين المستهدفين، حيث بقى مصيرهم مجهولًا على مدار 42 يومًا حتى تمكن 9 من أفراد العائلة من مغادرة منزل ثالث لهم في المنطقة ليؤكدوا استشهاد 36 شخصًا منهم أسر مسحت من السجل المدني بالكامل.
ويذكر عمرو أن والده وإخوانه وزوجاتهم كانوا في المنزلين وأغلبهم يتجمعون في بدروم (الطابق الأول تحت مستوى الأرض) بيت أخي الشهيد سمير، عندما قصفت قوات الاحتلال المنزل وطوال الفترة الماضية كان من الصعوبة انتشالهم لتراكم الأنقاض.
مأساة ممتدة
عمرو الذي لا تزال المواقع الإخبارية تتداول صورته وهو يحمل طفله المصاب بعد قصف الاحتلال منزل عائلة زوجته (المجايدة) وسط خان يونس فقد هو الآخر ابنته بيسان (16 عامًا) ولاحقًا فقد طفله المريض الذي يعاني من ثقب في القلب نتيجة تعذر سفره للعلاج.
يتحامل عمرو على مآسيه أمام الفقد الكبير الذي ألم بأسرته فأفقده والده وزوجة والده وثمانية من أشقائه وزوجاتهم وأطفالهم بعدد إجمالي عن 43 شهيدًا منهم 36 قضوا دفعة واحدة في مجزرة منزلي سمير وعبد الرؤوف.
عظام بلا أسماء
ويردف حديثه: 'اليوم أنهينا البحث بالعثور على عظام بوزن 150 كيلو غرام تقريبًا، لم نتعرف على هوية أي من الشهداء، لكنهم محفورون في وجداننا وقلوبنا وقلوب كل من عرفهم وتعامل معهم'.
ويضيف، 'أنهينا عملية جمع العظام وأتممنا إجراءات الدفن في قبر جماعي بمقبرة العائلة غربي خان يونس'.
وانتشل أبناء العائلة جثامين الشهداء في المجزرة على ثلاث مراحل زمنية، أول الأمر يقول عمرو: تمكنا في 19 مارس من انتشال 11 جثة تعرفنا عليها، وتم دفنهم في مقبرة رفح، لتعذر دفنهم بمقابر خان يونس نظرًا لسيطرة الاحتلال على منطقة غربي خان يونس التي تضم المقابر.
وأضاف: 'في هذه المحطة واجهنا صعوبات جمة في الوصول للجثامين وفي نقلهم بعربة تكتك إلى رفح في ظروف قاسية'.
وتابع: في 25 مارس استأنفنا البحث وانتشلنا 6 جثث من تحت الركام تعرفنا على ثلاثة وتعذر التعرف على الآخرين، ثم أوقفنا البحث حتى عدنا قبل ثلاثة أيام باستئناف البحث وانتشلنا باقي الرفات.
الناجية الوحيدة
على الجانب الأخر، لم تتمالك الفتاة مريم عبد الغفور (19 عامًا) فاغرورقت عيناها بالدموع وهي تستذكر فقدانها جميع أفراد أسرتها وهم والدها عماد عبد الغفور ووالدتها سمية وشقيقيها الطفل محمود والطالب الجامعي سلامة الذي كان مصابًا إلى جانب جدها وأعمامها زوجاتهم وأبناءهم.
تقول لـ 'فلسطين أون لاين': 'ألمنا كبير ولكن الحمد لله أننا انتشلنا عظامهم ليدفنوا، كنا أسرة جميلة لدينا أحلام وطموحات عالية، لا أعلم كيف يمكنني أن أواصل بدون والدتي ووالدي وكل أحبتي.. لكن عهدي معهم أن نحاول حتى نلتقي معا في جنة الفردوس'.
عاشوا حياة هادئة واستشهدوا معًا لكن توزعت مدافنهم وبقيت سيرتهم ومحطات حسن خلقهم ومسيرة عطاءهم في مجال التعليم والصحة والتعاملات الإنسانية باقية وخالدة لدى كل من يعرفهم.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي، أن جيش الاحتلال 'الإسرائيلي' أباد 1,364 أسرة فلسطينية قتل جميع أفرادها ولم يتبقَ منها سوى فرداً واحداً في الأسرة الواحدة، ومسح كذلك 3,472 أسرة فلسطينية قتل جميع أفرادها ولم يتبقَ منها سوى فردين اثنين في الأسرة الواحدة.
وتأتي هذه الجرائم المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية كاملة، وبمشاركة مجموعة من الدول الأوروبية والغربية التي تمد الاحتلال بالسلاح القاتل والمحرم دولياً مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول.
وأدان المكتب الحكومي، بأشد العبارات جريمة قتل الاحتلال الإسرائيلي للعائلات الفلسطينية بكامل أفرادها، كما وندين جميع جرائم القتل والإبادة التي ينفذها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، وندعو كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم المُمنهجة بحق المدنيين، وبحق الأطفال والنساء على وجه الخصوص.
وحمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدُّول المشاركة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم ضد الإنسانية وضد القانون الدولي، وندعو إلى ملاحقة هذه الدول في المحاكم الدولية والجنائية في كل العالم لتقديم قادتها المجرمين إلى العدالة ومحاكمتهم.
وطالب المُجتمع الدَّولي وكل المُنظَّمات الدَّولية والأُممية إلى الضغط على الإدارة الأمريكية والاحتلال المجرم لوقف حرب الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق والمستمر منذ سنة كاملة.
أخبار اليوم - لم تدخر 'إسرائيل' جهدًا من العنف والوحشية في عدوانها المتواصل على غزة منذ بداية الأسبوع الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأظهرت استخفافًا كبيرًا بأرواح المدنيين، في محاولة لإرهاب سكان القطاع الساحلي الأكثر اكتظاظًا بالعالم ومعاقبتهم، وترك أضرار صحية وإنسانية وأيضًا اجتماعية بعيدة المدى، لخلق ظروف تجعل منه منطقة غير قادر على الحفاظ على حياة إنسانية منظَّمة.
وتتعمّد الهجمات الإسرائيلية مسح الأحياء السكنية بعوائلها، في إطار استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يُنفّذها جيش الاحتلال برعاية أمريكية كاملة؛ حيث أباد 902 عائلة فلسطينية، خرجت العديد منها من السجلات المدنية، كانت إحدى تلك العائلات قصتنا لهذا اليوم.
بـ 'لغة الأسى والحزن' يروي عمرو عبد الغفور لمراسل 'فلسطين أون لاين' حكاية ثلاثة أيام من العمل الشاق بأدوات يدوية للحفر تحت أنقاض منزل شقيقه سمير في السطر الغربي بخان يونس الذي دمره الاحتلال على من فيه قبل نحو 10 أشهر.
فبعد أكثر من 10 أشهر على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلة عبد الغفور، تمكن أبناء العائلة من انتشال رفات 19 شهيدًا عبارة عن 'عظام بلا أسماء'، ليواروا الثرى إلى جانب 17 آخرين من العائلة سبق أن انتشلوا على مراحل من المنطقة نفسها.
يقول عمرو: 'حفرنا يدويًا وبصعوبة لنصل إلى البدروم الذي كانت فيه العائلة حتى تمكنا من إخراج عظام 19 شهيدًا'.
بداية المجزرة
وقصفت طائرات الاحتلال منزلي الشقيقين سمير وعبد الرؤوف عبد الغفور في السطر الغربي في 7 ديسمبر الماضي، بعد يومين من التوغل الصهيوني في المنطقة ما أدى إلى استشهاد 36 شخصًا من العائلة.
وطوال فترة توغل جيش الاحتلال ذهبت أدراج الرياح مناشدات العائلة للوصول إلى المنزلين المستهدفين، حيث بقى مصيرهم مجهولًا على مدار 42 يومًا حتى تمكن 9 من أفراد العائلة من مغادرة منزل ثالث لهم في المنطقة ليؤكدوا استشهاد 36 شخصًا منهم أسر مسحت من السجل المدني بالكامل.
ويذكر عمرو أن والده وإخوانه وزوجاتهم كانوا في المنزلين وأغلبهم يتجمعون في بدروم (الطابق الأول تحت مستوى الأرض) بيت أخي الشهيد سمير، عندما قصفت قوات الاحتلال المنزل وطوال الفترة الماضية كان من الصعوبة انتشالهم لتراكم الأنقاض.
مأساة ممتدة
عمرو الذي لا تزال المواقع الإخبارية تتداول صورته وهو يحمل طفله المصاب بعد قصف الاحتلال منزل عائلة زوجته (المجايدة) وسط خان يونس فقد هو الآخر ابنته بيسان (16 عامًا) ولاحقًا فقد طفله المريض الذي يعاني من ثقب في القلب نتيجة تعذر سفره للعلاج.
يتحامل عمرو على مآسيه أمام الفقد الكبير الذي ألم بأسرته فأفقده والده وزوجة والده وثمانية من أشقائه وزوجاتهم وأطفالهم بعدد إجمالي عن 43 شهيدًا منهم 36 قضوا دفعة واحدة في مجزرة منزلي سمير وعبد الرؤوف.
عظام بلا أسماء
ويردف حديثه: 'اليوم أنهينا البحث بالعثور على عظام بوزن 150 كيلو غرام تقريبًا، لم نتعرف على هوية أي من الشهداء، لكنهم محفورون في وجداننا وقلوبنا وقلوب كل من عرفهم وتعامل معهم'.
ويضيف، 'أنهينا عملية جمع العظام وأتممنا إجراءات الدفن في قبر جماعي بمقبرة العائلة غربي خان يونس'.
وانتشل أبناء العائلة جثامين الشهداء في المجزرة على ثلاث مراحل زمنية، أول الأمر يقول عمرو: تمكنا في 19 مارس من انتشال 11 جثة تعرفنا عليها، وتم دفنهم في مقبرة رفح، لتعذر دفنهم بمقابر خان يونس نظرًا لسيطرة الاحتلال على منطقة غربي خان يونس التي تضم المقابر.
وأضاف: 'في هذه المحطة واجهنا صعوبات جمة في الوصول للجثامين وفي نقلهم بعربة تكتك إلى رفح في ظروف قاسية'.
وتابع: في 25 مارس استأنفنا البحث وانتشلنا 6 جثث من تحت الركام تعرفنا على ثلاثة وتعذر التعرف على الآخرين، ثم أوقفنا البحث حتى عدنا قبل ثلاثة أيام باستئناف البحث وانتشلنا باقي الرفات.
الناجية الوحيدة
على الجانب الأخر، لم تتمالك الفتاة مريم عبد الغفور (19 عامًا) فاغرورقت عيناها بالدموع وهي تستذكر فقدانها جميع أفراد أسرتها وهم والدها عماد عبد الغفور ووالدتها سمية وشقيقيها الطفل محمود والطالب الجامعي سلامة الذي كان مصابًا إلى جانب جدها وأعمامها زوجاتهم وأبناءهم.
تقول لـ 'فلسطين أون لاين': 'ألمنا كبير ولكن الحمد لله أننا انتشلنا عظامهم ليدفنوا، كنا أسرة جميلة لدينا أحلام وطموحات عالية، لا أعلم كيف يمكنني أن أواصل بدون والدتي ووالدي وكل أحبتي.. لكن عهدي معهم أن نحاول حتى نلتقي معا في جنة الفردوس'.
عاشوا حياة هادئة واستشهدوا معًا لكن توزعت مدافنهم وبقيت سيرتهم ومحطات حسن خلقهم ومسيرة عطاءهم في مجال التعليم والصحة والتعاملات الإنسانية باقية وخالدة لدى كل من يعرفهم.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي، أن جيش الاحتلال 'الإسرائيلي' أباد 1,364 أسرة فلسطينية قتل جميع أفرادها ولم يتبقَ منها سوى فرداً واحداً في الأسرة الواحدة، ومسح كذلك 3,472 أسرة فلسطينية قتل جميع أفرادها ولم يتبقَ منها سوى فردين اثنين في الأسرة الواحدة.
وتأتي هذه الجرائم المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية كاملة، وبمشاركة مجموعة من الدول الأوروبية والغربية التي تمد الاحتلال بالسلاح القاتل والمحرم دولياً مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول.
وأدان المكتب الحكومي، بأشد العبارات جريمة قتل الاحتلال الإسرائيلي للعائلات الفلسطينية بكامل أفرادها، كما وندين جميع جرائم القتل والإبادة التي ينفذها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، وندعو كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم المُمنهجة بحق المدنيين، وبحق الأطفال والنساء على وجه الخصوص.
وحمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدُّول المشاركة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم ضد الإنسانية وضد القانون الدولي، وندعو إلى ملاحقة هذه الدول في المحاكم الدولية والجنائية في كل العالم لتقديم قادتها المجرمين إلى العدالة ومحاكمتهم.
وطالب المُجتمع الدَّولي وكل المُنظَّمات الدَّولية والأُممية إلى الضغط على الإدارة الأمريكية والاحتلال المجرم لوقف حرب الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق والمستمر منذ سنة كاملة.
أخبار اليوم - لم تدخر 'إسرائيل' جهدًا من العنف والوحشية في عدوانها المتواصل على غزة منذ بداية الأسبوع الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأظهرت استخفافًا كبيرًا بأرواح المدنيين، في محاولة لإرهاب سكان القطاع الساحلي الأكثر اكتظاظًا بالعالم ومعاقبتهم، وترك أضرار صحية وإنسانية وأيضًا اجتماعية بعيدة المدى، لخلق ظروف تجعل منه منطقة غير قادر على الحفاظ على حياة إنسانية منظَّمة.
وتتعمّد الهجمات الإسرائيلية مسح الأحياء السكنية بعوائلها، في إطار استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يُنفّذها جيش الاحتلال برعاية أمريكية كاملة؛ حيث أباد 902 عائلة فلسطينية، خرجت العديد منها من السجلات المدنية، كانت إحدى تلك العائلات قصتنا لهذا اليوم.
بـ 'لغة الأسى والحزن' يروي عمرو عبد الغفور لمراسل 'فلسطين أون لاين' حكاية ثلاثة أيام من العمل الشاق بأدوات يدوية للحفر تحت أنقاض منزل شقيقه سمير في السطر الغربي بخان يونس الذي دمره الاحتلال على من فيه قبل نحو 10 أشهر.
فبعد أكثر من 10 أشهر على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلة عبد الغفور، تمكن أبناء العائلة من انتشال رفات 19 شهيدًا عبارة عن 'عظام بلا أسماء'، ليواروا الثرى إلى جانب 17 آخرين من العائلة سبق أن انتشلوا على مراحل من المنطقة نفسها.
يقول عمرو: 'حفرنا يدويًا وبصعوبة لنصل إلى البدروم الذي كانت فيه العائلة حتى تمكنا من إخراج عظام 19 شهيدًا'.
بداية المجزرة
وقصفت طائرات الاحتلال منزلي الشقيقين سمير وعبد الرؤوف عبد الغفور في السطر الغربي في 7 ديسمبر الماضي، بعد يومين من التوغل الصهيوني في المنطقة ما أدى إلى استشهاد 36 شخصًا من العائلة.
وطوال فترة توغل جيش الاحتلال ذهبت أدراج الرياح مناشدات العائلة للوصول إلى المنزلين المستهدفين، حيث بقى مصيرهم مجهولًا على مدار 42 يومًا حتى تمكن 9 من أفراد العائلة من مغادرة منزل ثالث لهم في المنطقة ليؤكدوا استشهاد 36 شخصًا منهم أسر مسحت من السجل المدني بالكامل.
ويذكر عمرو أن والده وإخوانه وزوجاتهم كانوا في المنزلين وأغلبهم يتجمعون في بدروم (الطابق الأول تحت مستوى الأرض) بيت أخي الشهيد سمير، عندما قصفت قوات الاحتلال المنزل وطوال الفترة الماضية كان من الصعوبة انتشالهم لتراكم الأنقاض.
مأساة ممتدة
عمرو الذي لا تزال المواقع الإخبارية تتداول صورته وهو يحمل طفله المصاب بعد قصف الاحتلال منزل عائلة زوجته (المجايدة) وسط خان يونس فقد هو الآخر ابنته بيسان (16 عامًا) ولاحقًا فقد طفله المريض الذي يعاني من ثقب في القلب نتيجة تعذر سفره للعلاج.
يتحامل عمرو على مآسيه أمام الفقد الكبير الذي ألم بأسرته فأفقده والده وزوجة والده وثمانية من أشقائه وزوجاتهم وأطفالهم بعدد إجمالي عن 43 شهيدًا منهم 36 قضوا دفعة واحدة في مجزرة منزلي سمير وعبد الرؤوف.
عظام بلا أسماء
ويردف حديثه: 'اليوم أنهينا البحث بالعثور على عظام بوزن 150 كيلو غرام تقريبًا، لم نتعرف على هوية أي من الشهداء، لكنهم محفورون في وجداننا وقلوبنا وقلوب كل من عرفهم وتعامل معهم'.
ويضيف، 'أنهينا عملية جمع العظام وأتممنا إجراءات الدفن في قبر جماعي بمقبرة العائلة غربي خان يونس'.
وانتشل أبناء العائلة جثامين الشهداء في المجزرة على ثلاث مراحل زمنية، أول الأمر يقول عمرو: تمكنا في 19 مارس من انتشال 11 جثة تعرفنا عليها، وتم دفنهم في مقبرة رفح، لتعذر دفنهم بمقابر خان يونس نظرًا لسيطرة الاحتلال على منطقة غربي خان يونس التي تضم المقابر.
وأضاف: 'في هذه المحطة واجهنا صعوبات جمة في الوصول للجثامين وفي نقلهم بعربة تكتك إلى رفح في ظروف قاسية'.
وتابع: في 25 مارس استأنفنا البحث وانتشلنا 6 جثث من تحت الركام تعرفنا على ثلاثة وتعذر التعرف على الآخرين، ثم أوقفنا البحث حتى عدنا قبل ثلاثة أيام باستئناف البحث وانتشلنا باقي الرفات.
الناجية الوحيدة
على الجانب الأخر، لم تتمالك الفتاة مريم عبد الغفور (19 عامًا) فاغرورقت عيناها بالدموع وهي تستذكر فقدانها جميع أفراد أسرتها وهم والدها عماد عبد الغفور ووالدتها سمية وشقيقيها الطفل محمود والطالب الجامعي سلامة الذي كان مصابًا إلى جانب جدها وأعمامها زوجاتهم وأبناءهم.
تقول لـ 'فلسطين أون لاين': 'ألمنا كبير ولكن الحمد لله أننا انتشلنا عظامهم ليدفنوا، كنا أسرة جميلة لدينا أحلام وطموحات عالية، لا أعلم كيف يمكنني أن أواصل بدون والدتي ووالدي وكل أحبتي.. لكن عهدي معهم أن نحاول حتى نلتقي معا في جنة الفردوس'.
عاشوا حياة هادئة واستشهدوا معًا لكن توزعت مدافنهم وبقيت سيرتهم ومحطات حسن خلقهم ومسيرة عطاءهم في مجال التعليم والصحة والتعاملات الإنسانية باقية وخالدة لدى كل من يعرفهم.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي، أن جيش الاحتلال 'الإسرائيلي' أباد 1,364 أسرة فلسطينية قتل جميع أفرادها ولم يتبقَ منها سوى فرداً واحداً في الأسرة الواحدة، ومسح كذلك 3,472 أسرة فلسطينية قتل جميع أفرادها ولم يتبقَ منها سوى فردين اثنين في الأسرة الواحدة.
وتأتي هذه الجرائم المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية كاملة، وبمشاركة مجموعة من الدول الأوروبية والغربية التي تمد الاحتلال بالسلاح القاتل والمحرم دولياً مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول.
وأدان المكتب الحكومي، بأشد العبارات جريمة قتل الاحتلال الإسرائيلي للعائلات الفلسطينية بكامل أفرادها، كما وندين جميع جرائم القتل والإبادة التي ينفذها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، وندعو كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم المُمنهجة بحق المدنيين، وبحق الأطفال والنساء على وجه الخصوص.
وحمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدُّول المشاركة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم ضد الإنسانية وضد القانون الدولي، وندعو إلى ملاحقة هذه الدول في المحاكم الدولية والجنائية في كل العالم لتقديم قادتها المجرمين إلى العدالة ومحاكمتهم.
وطالب المُجتمع الدَّولي وكل المُنظَّمات الدَّولية والأُممية إلى الضغط على الإدارة الأمريكية والاحتلال المجرم لوقف حرب الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق والمستمر منذ سنة كاملة.
التعليقات