أخبار اليوم - في إحدى زوايا مركز الإيواء بمعهد الأمل للأيتام في مدينة غزة، جلس الحاج فضل جعفر، متكئ على عكاز خشبي، شارد الذهن، غارقًا في حزنه، بعد أن أصبحت الحياة بالنسبة له محطمة في لحظة ليلية مظلمة عقب استهداف طائرات الاحتلال مركز الإيواء بعد الساعة الواحدة من فجر الأربعاء الثاني من أكتوبر الجاري.
ويحاول الجد جعفر، استيعاب ما جرى لعائلته، وفقدان حفيديه طارق عاهد فضل جعفر والمعتصم بالله حازم فضل جعفر، وكلاهما في الخامسة عشرة من العمر.
واستشهد الحفيدان، وأصيب ستة من أفراد الأسرة جراء استهداف طائرات الاحتلال لمعهد الأمل الذي كان يؤوي نازحين، ما أسفر عن ارتقاء خمسة شهداء آخرين، معظمهم من الأطفال.
رفقاء الدرب
ويستظل السبعيني جعفر، تحت شجرة الزيتون القريبة من موقع القصف، حيث يسترجع الذكريات الأليمة قائلًا: 'كنا نائمين وفجأة تم استهدافنا، فمعظم الشهداء من الأطفال الذين لا ذنب لهم'.
ويشير الجد بحزن، بيده اليمنى إلى بعض الأغصان التي جمعها حفيده 'المعتصم بالله' قبل استشهاده بيوم واحد، ويقول: 'لم يكن يعلم أنه سيرحل، وأننا سنستخدم الحطب الذي جمعه لإشعال النار وإعداد القهوة لمن يأتون لمواساتنا'.
وكان الطفل 'المعتصم بالله' بمثابة 'الذراع الأيمن' لجده الحاج جعفر، يتكئ عليه في حياته اليومية ويعتمد عليه لتلبية جميع احتياجاته، ويقول الجد بحرقة: 'بعد استشهاده، أشعر وكأن ذراعي قد كُسرت، فكان 'المعتصم بالله' لا يرفض لي طلبًا مهما كان، والآن لم يعد معي'.
ويكمل الجد بعد أن توقف لثواني: 'عاش الشهيدان 'المعتصم بالله' و'طارق' معًا كرفيقي درب، يتقاسمان كل شيء، الطعام، الشراب، وحتى المسؤوليات المنزلية، وكانا يساعدان عائلتهما في جلب الاحتياجات الضرورية، ويرافقانني في التنقل.
ويردف الحاج جعفر متألمًا: 'عاشوا مع بعض وماتوا مع بعض'.
واستشهد الحفيدان أثناء نومهما أسفل خيمة سقفها من ألواح 'الزينكو'، وفق الحاج جعفر، الذي لم يدرك أن القصف قريب منه حتى بدأت صرخات النازحين تملأ المكان.
مشهد مفزع
ويصف الجد جعفر، المشهد بالمفزع، والغبار غطى كل شيء، والأصوات المرتفعة من النساء والأطفال جعلتهم يدركون أن معهد الأمل قد تعرض للقصف.
وفي غضون دقائق، تلقى الحاج جعفر، الخبر القاتل: حفيداه، 'طارق' و 'المعتصم بالله'، كانا تحت الركام، وأُصيبت بقية أفراد الأسرة بجروح متفاوتة الخطورة، وتم نقلهم إلى المستشفى المعمداني لتلقي العلاج، لكن الصدمة الكبرى والقول لجعفر، كانت عندما تم اكتشاف أن رأس أحد الحفيدين قد انفصل عن جسده بفعل القصف، بينما الآخر أصيب بشظايا عدة، وتحطمت ساقاه تحت قطع كبيرة من الخرسانة.
ويلفت الحاج جعفر، أنه وعائلته قد نزحوا إلى معهد الأمل، بعد تدمير منزلهم في حي الشجاعية شرق غزة خلال توغل قوات الاحتلال للمنطقة، مبينًا أنه هجّروا من المعهد ثلاث مرات بسبب توغل جيش الاحتلال في المنطقة وطلبه ودعوته للسكان بالتوجه إلى مناطق أخرى وسط وجنوب القطاع، والتي زعم أنها 'مناطق آمنة'.
لكن الحاج جعفر، يرفض التخلي عن مدينته، فهو يصر على البقاء فيها رغم كل ما يحدث، قائلًا بحزم: 'لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، فالجميع عرضة لصواريخ الاحتلال 'الإسرائيلي' المدمرة، لا نريد مغادرة مدينتنا، هذه أرضنا ولن نتركها مهما حدث'.
ويتعمّد جيش الاحتلال 'الإسرائيلي' منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، قصف واستهدف مراكز الإيواء المأهولة بعشرات آلاف النازحين، منها مدارس حكومية ومدارس تابعة لوكالة الغوث الدولية.
واستشهد في مجزرة معهد الأمل للأيتام 5 شهداء، بينهم أطفال ونساء أبرياء، لتضاف أسماؤهم إلى أكثر من 41 ألف شهيد سقطوا منذ بداية العدوان 'الإسرائيلي' على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023م.
أخبار اليوم - في إحدى زوايا مركز الإيواء بمعهد الأمل للأيتام في مدينة غزة، جلس الحاج فضل جعفر، متكئ على عكاز خشبي، شارد الذهن، غارقًا في حزنه، بعد أن أصبحت الحياة بالنسبة له محطمة في لحظة ليلية مظلمة عقب استهداف طائرات الاحتلال مركز الإيواء بعد الساعة الواحدة من فجر الأربعاء الثاني من أكتوبر الجاري.
ويحاول الجد جعفر، استيعاب ما جرى لعائلته، وفقدان حفيديه طارق عاهد فضل جعفر والمعتصم بالله حازم فضل جعفر، وكلاهما في الخامسة عشرة من العمر.
واستشهد الحفيدان، وأصيب ستة من أفراد الأسرة جراء استهداف طائرات الاحتلال لمعهد الأمل الذي كان يؤوي نازحين، ما أسفر عن ارتقاء خمسة شهداء آخرين، معظمهم من الأطفال.
رفقاء الدرب
ويستظل السبعيني جعفر، تحت شجرة الزيتون القريبة من موقع القصف، حيث يسترجع الذكريات الأليمة قائلًا: 'كنا نائمين وفجأة تم استهدافنا، فمعظم الشهداء من الأطفال الذين لا ذنب لهم'.
ويشير الجد بحزن، بيده اليمنى إلى بعض الأغصان التي جمعها حفيده 'المعتصم بالله' قبل استشهاده بيوم واحد، ويقول: 'لم يكن يعلم أنه سيرحل، وأننا سنستخدم الحطب الذي جمعه لإشعال النار وإعداد القهوة لمن يأتون لمواساتنا'.
وكان الطفل 'المعتصم بالله' بمثابة 'الذراع الأيمن' لجده الحاج جعفر، يتكئ عليه في حياته اليومية ويعتمد عليه لتلبية جميع احتياجاته، ويقول الجد بحرقة: 'بعد استشهاده، أشعر وكأن ذراعي قد كُسرت، فكان 'المعتصم بالله' لا يرفض لي طلبًا مهما كان، والآن لم يعد معي'.
ويكمل الجد بعد أن توقف لثواني: 'عاش الشهيدان 'المعتصم بالله' و'طارق' معًا كرفيقي درب، يتقاسمان كل شيء، الطعام، الشراب، وحتى المسؤوليات المنزلية، وكانا يساعدان عائلتهما في جلب الاحتياجات الضرورية، ويرافقانني في التنقل.
ويردف الحاج جعفر متألمًا: 'عاشوا مع بعض وماتوا مع بعض'.
واستشهد الحفيدان أثناء نومهما أسفل خيمة سقفها من ألواح 'الزينكو'، وفق الحاج جعفر، الذي لم يدرك أن القصف قريب منه حتى بدأت صرخات النازحين تملأ المكان.
مشهد مفزع
ويصف الجد جعفر، المشهد بالمفزع، والغبار غطى كل شيء، والأصوات المرتفعة من النساء والأطفال جعلتهم يدركون أن معهد الأمل قد تعرض للقصف.
وفي غضون دقائق، تلقى الحاج جعفر، الخبر القاتل: حفيداه، 'طارق' و 'المعتصم بالله'، كانا تحت الركام، وأُصيبت بقية أفراد الأسرة بجروح متفاوتة الخطورة، وتم نقلهم إلى المستشفى المعمداني لتلقي العلاج، لكن الصدمة الكبرى والقول لجعفر، كانت عندما تم اكتشاف أن رأس أحد الحفيدين قد انفصل عن جسده بفعل القصف، بينما الآخر أصيب بشظايا عدة، وتحطمت ساقاه تحت قطع كبيرة من الخرسانة.
ويلفت الحاج جعفر، أنه وعائلته قد نزحوا إلى معهد الأمل، بعد تدمير منزلهم في حي الشجاعية شرق غزة خلال توغل قوات الاحتلال للمنطقة، مبينًا أنه هجّروا من المعهد ثلاث مرات بسبب توغل جيش الاحتلال في المنطقة وطلبه ودعوته للسكان بالتوجه إلى مناطق أخرى وسط وجنوب القطاع، والتي زعم أنها 'مناطق آمنة'.
لكن الحاج جعفر، يرفض التخلي عن مدينته، فهو يصر على البقاء فيها رغم كل ما يحدث، قائلًا بحزم: 'لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، فالجميع عرضة لصواريخ الاحتلال 'الإسرائيلي' المدمرة، لا نريد مغادرة مدينتنا، هذه أرضنا ولن نتركها مهما حدث'.
ويتعمّد جيش الاحتلال 'الإسرائيلي' منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، قصف واستهدف مراكز الإيواء المأهولة بعشرات آلاف النازحين، منها مدارس حكومية ومدارس تابعة لوكالة الغوث الدولية.
واستشهد في مجزرة معهد الأمل للأيتام 5 شهداء، بينهم أطفال ونساء أبرياء، لتضاف أسماؤهم إلى أكثر من 41 ألف شهيد سقطوا منذ بداية العدوان 'الإسرائيلي' على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023م.
أخبار اليوم - في إحدى زوايا مركز الإيواء بمعهد الأمل للأيتام في مدينة غزة، جلس الحاج فضل جعفر، متكئ على عكاز خشبي، شارد الذهن، غارقًا في حزنه، بعد أن أصبحت الحياة بالنسبة له محطمة في لحظة ليلية مظلمة عقب استهداف طائرات الاحتلال مركز الإيواء بعد الساعة الواحدة من فجر الأربعاء الثاني من أكتوبر الجاري.
ويحاول الجد جعفر، استيعاب ما جرى لعائلته، وفقدان حفيديه طارق عاهد فضل جعفر والمعتصم بالله حازم فضل جعفر، وكلاهما في الخامسة عشرة من العمر.
واستشهد الحفيدان، وأصيب ستة من أفراد الأسرة جراء استهداف طائرات الاحتلال لمعهد الأمل الذي كان يؤوي نازحين، ما أسفر عن ارتقاء خمسة شهداء آخرين، معظمهم من الأطفال.
رفقاء الدرب
ويستظل السبعيني جعفر، تحت شجرة الزيتون القريبة من موقع القصف، حيث يسترجع الذكريات الأليمة قائلًا: 'كنا نائمين وفجأة تم استهدافنا، فمعظم الشهداء من الأطفال الذين لا ذنب لهم'.
ويشير الجد بحزن، بيده اليمنى إلى بعض الأغصان التي جمعها حفيده 'المعتصم بالله' قبل استشهاده بيوم واحد، ويقول: 'لم يكن يعلم أنه سيرحل، وأننا سنستخدم الحطب الذي جمعه لإشعال النار وإعداد القهوة لمن يأتون لمواساتنا'.
وكان الطفل 'المعتصم بالله' بمثابة 'الذراع الأيمن' لجده الحاج جعفر، يتكئ عليه في حياته اليومية ويعتمد عليه لتلبية جميع احتياجاته، ويقول الجد بحرقة: 'بعد استشهاده، أشعر وكأن ذراعي قد كُسرت، فكان 'المعتصم بالله' لا يرفض لي طلبًا مهما كان، والآن لم يعد معي'.
ويكمل الجد بعد أن توقف لثواني: 'عاش الشهيدان 'المعتصم بالله' و'طارق' معًا كرفيقي درب، يتقاسمان كل شيء، الطعام، الشراب، وحتى المسؤوليات المنزلية، وكانا يساعدان عائلتهما في جلب الاحتياجات الضرورية، ويرافقانني في التنقل.
ويردف الحاج جعفر متألمًا: 'عاشوا مع بعض وماتوا مع بعض'.
واستشهد الحفيدان أثناء نومهما أسفل خيمة سقفها من ألواح 'الزينكو'، وفق الحاج جعفر، الذي لم يدرك أن القصف قريب منه حتى بدأت صرخات النازحين تملأ المكان.
مشهد مفزع
ويصف الجد جعفر، المشهد بالمفزع، والغبار غطى كل شيء، والأصوات المرتفعة من النساء والأطفال جعلتهم يدركون أن معهد الأمل قد تعرض للقصف.
وفي غضون دقائق، تلقى الحاج جعفر، الخبر القاتل: حفيداه، 'طارق' و 'المعتصم بالله'، كانا تحت الركام، وأُصيبت بقية أفراد الأسرة بجروح متفاوتة الخطورة، وتم نقلهم إلى المستشفى المعمداني لتلقي العلاج، لكن الصدمة الكبرى والقول لجعفر، كانت عندما تم اكتشاف أن رأس أحد الحفيدين قد انفصل عن جسده بفعل القصف، بينما الآخر أصيب بشظايا عدة، وتحطمت ساقاه تحت قطع كبيرة من الخرسانة.
ويلفت الحاج جعفر، أنه وعائلته قد نزحوا إلى معهد الأمل، بعد تدمير منزلهم في حي الشجاعية شرق غزة خلال توغل قوات الاحتلال للمنطقة، مبينًا أنه هجّروا من المعهد ثلاث مرات بسبب توغل جيش الاحتلال في المنطقة وطلبه ودعوته للسكان بالتوجه إلى مناطق أخرى وسط وجنوب القطاع، والتي زعم أنها 'مناطق آمنة'.
لكن الحاج جعفر، يرفض التخلي عن مدينته، فهو يصر على البقاء فيها رغم كل ما يحدث، قائلًا بحزم: 'لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، فالجميع عرضة لصواريخ الاحتلال 'الإسرائيلي' المدمرة، لا نريد مغادرة مدينتنا، هذه أرضنا ولن نتركها مهما حدث'.
ويتعمّد جيش الاحتلال 'الإسرائيلي' منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، قصف واستهدف مراكز الإيواء المأهولة بعشرات آلاف النازحين، منها مدارس حكومية ومدارس تابعة لوكالة الغوث الدولية.
واستشهد في مجزرة معهد الأمل للأيتام 5 شهداء، بينهم أطفال ونساء أبرياء، لتضاف أسماؤهم إلى أكثر من 41 ألف شهيد سقطوا منذ بداية العدوان 'الإسرائيلي' على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023م.
التعليقات