*الابتذال والإسفاف سيدا الموقف فيما يبثه لنا متصدرو وسائل التواصل
*مهازل متحف الدبابات لا تليق بما قدمه شهداء الجيش الأردني
*على الإعلام تقديم بديل حقيقي هادف لما يقدمه البعض
فاطمة الزهراء - بين جيل الماضي والجيل الحاضر تراجعت القيم واختلطت الأولويات واختلفت الاهتمامات، وبات متصدرو منصات التواصل الاجتماعي 'عديمو المحتوى' قدوات ومحط متابعة حثيثة من قبل المجتمعات التي خلعت ثوب الثقافة والقيم والأدب والعلم والحكمة والالتزام.
لم تعد المجالس الأدبية أو العلمية والثقافية التي كان شباب الأمس يتهافت عليها ويطرب سمعه لمتابعتها محط انتباه اليوم، ولم يعد الجيل يولي اهتمامًا سوى 'بما يرفه عنه' ولا يكون هذا الترفيه في غالبه إلا بالابتذال والإسفاف غير النافع أو المفيد، الذي لا يعد إلا مضيعة للوقت واعتيادًا على التفاهة في ظل فراغ كبير يعصف بالمجتمعات.
ولا يقف المحتوى التفاهي الذي غزى منصات التواصل ووسائل الإعلام عند هذا الحد، بل بات يتعدى لأبعد من ذلك، فنجده يمس الرموز والتاريخ والأمر في تطاول مستمر دون حدود.
الكاتب حسين الرواشدة وضّح بهذا الخصوص أن واجب إدارات الدولة أن تتحرك لمواجهة هذا الاستغراق بواقع التفاهة، ولا يجوز للدولة أن تقف متفرجة، وقبل ذلك لا يمكن أن تنسحب وراء المؤثرين المغشوشين، بالمحتوى والأداء، أو أن تروّج لأعمالهم الهابطة، فنيا وأخلاقيا على حد سواء.
وتابع 'استبدلنا كل هذه الركائز التي أهملناها وخسرناها، براوفع صناعية هشّة، عنوانها 'التفاهة '، حيث ازدهرت أسواق إشغال الناس بالمحتويات المسطحة والرديئة، والممثلين الأنصاف، مثلما تكرست أيضًا ثقافة السخرية واليأس، هروبا من الواقع وأسئلته قضاياه الكبرى، التي كان يجب أن نواجهها بإجابات مقنعة.
مدير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية السابق، الدكتور نسيم أبو خضير علّق أن الإعلام الهابط اليوم بات يرتع كما يحلو له ويتعدى الحدود ويسيء الأدب، يجب على الإعلام الحر الهادف استنكار المشاهد التي تسيء لتاريخ وتضحيات عريقة، والتعريف بأسلوب مهني يرقى لما قدمه من هم قبلنا.
وأضاف أن 'إعلامنا في تراجع كبير وغير قادر على مواجهة التحديات إن كان هؤلاء 'الفارغون' هم من يروجون لمتحف تاريخي'
،وتساءل أين الإعلاميون والكتاب أصحاب المبادئ والقيم ليقدموا ما يليق بمتحف الدبابات ويعيد له المجد؟'
وذكر أن الذي يحصل مهازل تهدف لإضحاك شخص او اثنين للفوز بمتابعات وتفاعلات والتي أصبح الإعلام يلهث وراءها دون مراعاة المبادئ والتاريخ أو احترام للقيم التضحيات، مبينًا أن هنالك الكثير من الطرق التي تليق لإبراز متحف الدبابات لا الأسلوب الهابط الذس ظهر في البرنامج مؤخرًا، 'ولا يقبل هذا الأسلوب إلا من ليس له انتماء ومبدأ'.
واستنكر الأستاذ قصي العسيلي في منشور كتبه على منصة فيسبوك، قائلًا: لم ننتهِ من ظاهرة المسلسلات في رمضان، حتى استُحدثت لنا ظاهرة هي أكثر تفاهةً وفراغًا ممّا سبق، السوشال ميديا صَدّرت لنا برامج للفَقّاعات ينقاد خلف بريقها الناس!
والمشهور يدعو المشهور، على لقاء، مقلب، رحلة، وتصوير هناك وهناك وشركات راعية وإنتاج ومبالغ ضخمة، ثم تجد ضيف اليوم هو المقدّم غدًا وهكذا دواليك، كأنها دائرة من 20 شخص تدور حول نفسها، هم ذاتهم كل سنة تقريبًا، دائرة مفرغة يتابعها ملايين البشر بين تصفيق وتعليق! على ماذا؟
بينما اعترض العديد من المواطنين بعد الجدل الواسع حول برنامج 'مجموعة من مشاهير وسائل التواصل' بأن تافهي هذه المنصات أصبحوا اليوم من يقودون الرأي والمجتمع في غياب لأصحاب الفكر الحقيقيين.
المواطنة سارة سالم ذكرت لـ'أخبار اليوم' أن ما يحدث في المجتمع عمومًا من قبل أولئك الذين 'يسمون أنفسهم مؤثرين' هو غسل لعقلية الجيل الجديد وضياع للقيم والرمزية وشتات للبوصلة، فبين جيل مضى وجيل اليوم يحزن المرء لما يراه من انقياد جيل بكل حماسه لمتابعة 'لباس فلان' والحياة اليومية لفلان'.
غير أن هذه الآفة لم تقتصر في حدود دوائرها بل انتقلت لتغير ملامح أمكنة وتعبث بتاريخ طويل من التضحيات والمعارك لتحولها في نهاية المطاف ساحة معركة هزلية من قبل فارغين!
*الابتذال والإسفاف سيدا الموقف فيما يبثه لنا متصدرو وسائل التواصل
*مهازل متحف الدبابات لا تليق بما قدمه شهداء الجيش الأردني
*على الإعلام تقديم بديل حقيقي هادف لما يقدمه البعض
فاطمة الزهراء - بين جيل الماضي والجيل الحاضر تراجعت القيم واختلطت الأولويات واختلفت الاهتمامات، وبات متصدرو منصات التواصل الاجتماعي 'عديمو المحتوى' قدوات ومحط متابعة حثيثة من قبل المجتمعات التي خلعت ثوب الثقافة والقيم والأدب والعلم والحكمة والالتزام.
لم تعد المجالس الأدبية أو العلمية والثقافية التي كان شباب الأمس يتهافت عليها ويطرب سمعه لمتابعتها محط انتباه اليوم، ولم يعد الجيل يولي اهتمامًا سوى 'بما يرفه عنه' ولا يكون هذا الترفيه في غالبه إلا بالابتذال والإسفاف غير النافع أو المفيد، الذي لا يعد إلا مضيعة للوقت واعتيادًا على التفاهة في ظل فراغ كبير يعصف بالمجتمعات.
ولا يقف المحتوى التفاهي الذي غزى منصات التواصل ووسائل الإعلام عند هذا الحد، بل بات يتعدى لأبعد من ذلك، فنجده يمس الرموز والتاريخ والأمر في تطاول مستمر دون حدود.
الكاتب حسين الرواشدة وضّح بهذا الخصوص أن واجب إدارات الدولة أن تتحرك لمواجهة هذا الاستغراق بواقع التفاهة، ولا يجوز للدولة أن تقف متفرجة، وقبل ذلك لا يمكن أن تنسحب وراء المؤثرين المغشوشين، بالمحتوى والأداء، أو أن تروّج لأعمالهم الهابطة، فنيا وأخلاقيا على حد سواء.
وتابع 'استبدلنا كل هذه الركائز التي أهملناها وخسرناها، براوفع صناعية هشّة، عنوانها 'التفاهة '، حيث ازدهرت أسواق إشغال الناس بالمحتويات المسطحة والرديئة، والممثلين الأنصاف، مثلما تكرست أيضًا ثقافة السخرية واليأس، هروبا من الواقع وأسئلته قضاياه الكبرى، التي كان يجب أن نواجهها بإجابات مقنعة.
مدير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية السابق، الدكتور نسيم أبو خضير علّق أن الإعلام الهابط اليوم بات يرتع كما يحلو له ويتعدى الحدود ويسيء الأدب، يجب على الإعلام الحر الهادف استنكار المشاهد التي تسيء لتاريخ وتضحيات عريقة، والتعريف بأسلوب مهني يرقى لما قدمه من هم قبلنا.
وأضاف أن 'إعلامنا في تراجع كبير وغير قادر على مواجهة التحديات إن كان هؤلاء 'الفارغون' هم من يروجون لمتحف تاريخي'
،وتساءل أين الإعلاميون والكتاب أصحاب المبادئ والقيم ليقدموا ما يليق بمتحف الدبابات ويعيد له المجد؟'
وذكر أن الذي يحصل مهازل تهدف لإضحاك شخص او اثنين للفوز بمتابعات وتفاعلات والتي أصبح الإعلام يلهث وراءها دون مراعاة المبادئ والتاريخ أو احترام للقيم التضحيات، مبينًا أن هنالك الكثير من الطرق التي تليق لإبراز متحف الدبابات لا الأسلوب الهابط الذس ظهر في البرنامج مؤخرًا، 'ولا يقبل هذا الأسلوب إلا من ليس له انتماء ومبدأ'.
واستنكر الأستاذ قصي العسيلي في منشور كتبه على منصة فيسبوك، قائلًا: لم ننتهِ من ظاهرة المسلسلات في رمضان، حتى استُحدثت لنا ظاهرة هي أكثر تفاهةً وفراغًا ممّا سبق، السوشال ميديا صَدّرت لنا برامج للفَقّاعات ينقاد خلف بريقها الناس!
والمشهور يدعو المشهور، على لقاء، مقلب، رحلة، وتصوير هناك وهناك وشركات راعية وإنتاج ومبالغ ضخمة، ثم تجد ضيف اليوم هو المقدّم غدًا وهكذا دواليك، كأنها دائرة من 20 شخص تدور حول نفسها، هم ذاتهم كل سنة تقريبًا، دائرة مفرغة يتابعها ملايين البشر بين تصفيق وتعليق! على ماذا؟
بينما اعترض العديد من المواطنين بعد الجدل الواسع حول برنامج 'مجموعة من مشاهير وسائل التواصل' بأن تافهي هذه المنصات أصبحوا اليوم من يقودون الرأي والمجتمع في غياب لأصحاب الفكر الحقيقيين.
المواطنة سارة سالم ذكرت لـ'أخبار اليوم' أن ما يحدث في المجتمع عمومًا من قبل أولئك الذين 'يسمون أنفسهم مؤثرين' هو غسل لعقلية الجيل الجديد وضياع للقيم والرمزية وشتات للبوصلة، فبين جيل مضى وجيل اليوم يحزن المرء لما يراه من انقياد جيل بكل حماسه لمتابعة 'لباس فلان' والحياة اليومية لفلان'.
غير أن هذه الآفة لم تقتصر في حدود دوائرها بل انتقلت لتغير ملامح أمكنة وتعبث بتاريخ طويل من التضحيات والمعارك لتحولها في نهاية المطاف ساحة معركة هزلية من قبل فارغين!
*الابتذال والإسفاف سيدا الموقف فيما يبثه لنا متصدرو وسائل التواصل
*مهازل متحف الدبابات لا تليق بما قدمه شهداء الجيش الأردني
*على الإعلام تقديم بديل حقيقي هادف لما يقدمه البعض
فاطمة الزهراء - بين جيل الماضي والجيل الحاضر تراجعت القيم واختلطت الأولويات واختلفت الاهتمامات، وبات متصدرو منصات التواصل الاجتماعي 'عديمو المحتوى' قدوات ومحط متابعة حثيثة من قبل المجتمعات التي خلعت ثوب الثقافة والقيم والأدب والعلم والحكمة والالتزام.
لم تعد المجالس الأدبية أو العلمية والثقافية التي كان شباب الأمس يتهافت عليها ويطرب سمعه لمتابعتها محط انتباه اليوم، ولم يعد الجيل يولي اهتمامًا سوى 'بما يرفه عنه' ولا يكون هذا الترفيه في غالبه إلا بالابتذال والإسفاف غير النافع أو المفيد، الذي لا يعد إلا مضيعة للوقت واعتيادًا على التفاهة في ظل فراغ كبير يعصف بالمجتمعات.
ولا يقف المحتوى التفاهي الذي غزى منصات التواصل ووسائل الإعلام عند هذا الحد، بل بات يتعدى لأبعد من ذلك، فنجده يمس الرموز والتاريخ والأمر في تطاول مستمر دون حدود.
الكاتب حسين الرواشدة وضّح بهذا الخصوص أن واجب إدارات الدولة أن تتحرك لمواجهة هذا الاستغراق بواقع التفاهة، ولا يجوز للدولة أن تقف متفرجة، وقبل ذلك لا يمكن أن تنسحب وراء المؤثرين المغشوشين، بالمحتوى والأداء، أو أن تروّج لأعمالهم الهابطة، فنيا وأخلاقيا على حد سواء.
وتابع 'استبدلنا كل هذه الركائز التي أهملناها وخسرناها، براوفع صناعية هشّة، عنوانها 'التفاهة '، حيث ازدهرت أسواق إشغال الناس بالمحتويات المسطحة والرديئة، والممثلين الأنصاف، مثلما تكرست أيضًا ثقافة السخرية واليأس، هروبا من الواقع وأسئلته قضاياه الكبرى، التي كان يجب أن نواجهها بإجابات مقنعة.
مدير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية السابق، الدكتور نسيم أبو خضير علّق أن الإعلام الهابط اليوم بات يرتع كما يحلو له ويتعدى الحدود ويسيء الأدب، يجب على الإعلام الحر الهادف استنكار المشاهد التي تسيء لتاريخ وتضحيات عريقة، والتعريف بأسلوب مهني يرقى لما قدمه من هم قبلنا.
وأضاف أن 'إعلامنا في تراجع كبير وغير قادر على مواجهة التحديات إن كان هؤلاء 'الفارغون' هم من يروجون لمتحف تاريخي'
،وتساءل أين الإعلاميون والكتاب أصحاب المبادئ والقيم ليقدموا ما يليق بمتحف الدبابات ويعيد له المجد؟'
وذكر أن الذي يحصل مهازل تهدف لإضحاك شخص او اثنين للفوز بمتابعات وتفاعلات والتي أصبح الإعلام يلهث وراءها دون مراعاة المبادئ والتاريخ أو احترام للقيم التضحيات، مبينًا أن هنالك الكثير من الطرق التي تليق لإبراز متحف الدبابات لا الأسلوب الهابط الذس ظهر في البرنامج مؤخرًا، 'ولا يقبل هذا الأسلوب إلا من ليس له انتماء ومبدأ'.
واستنكر الأستاذ قصي العسيلي في منشور كتبه على منصة فيسبوك، قائلًا: لم ننتهِ من ظاهرة المسلسلات في رمضان، حتى استُحدثت لنا ظاهرة هي أكثر تفاهةً وفراغًا ممّا سبق، السوشال ميديا صَدّرت لنا برامج للفَقّاعات ينقاد خلف بريقها الناس!
والمشهور يدعو المشهور، على لقاء، مقلب، رحلة، وتصوير هناك وهناك وشركات راعية وإنتاج ومبالغ ضخمة، ثم تجد ضيف اليوم هو المقدّم غدًا وهكذا دواليك، كأنها دائرة من 20 شخص تدور حول نفسها، هم ذاتهم كل سنة تقريبًا، دائرة مفرغة يتابعها ملايين البشر بين تصفيق وتعليق! على ماذا؟
بينما اعترض العديد من المواطنين بعد الجدل الواسع حول برنامج 'مجموعة من مشاهير وسائل التواصل' بأن تافهي هذه المنصات أصبحوا اليوم من يقودون الرأي والمجتمع في غياب لأصحاب الفكر الحقيقيين.
المواطنة سارة سالم ذكرت لـ'أخبار اليوم' أن ما يحدث في المجتمع عمومًا من قبل أولئك الذين 'يسمون أنفسهم مؤثرين' هو غسل لعقلية الجيل الجديد وضياع للقيم والرمزية وشتات للبوصلة، فبين جيل مضى وجيل اليوم يحزن المرء لما يراه من انقياد جيل بكل حماسه لمتابعة 'لباس فلان' والحياة اليومية لفلان'.
غير أن هذه الآفة لم تقتصر في حدود دوائرها بل انتقلت لتغير ملامح أمكنة وتعبث بتاريخ طويل من التضحيات والمعارك لتحولها في نهاية المطاف ساحة معركة هزلية من قبل فارغين!
التعليقات