أخبار اليوم - لا يترك شبان وشابات وربات أسر في مختلف مناطق الكرك أي فرصة للعمل في ظل تعطلهم وعدم حصولهم على الوظيفة الرسمية، إلا ويتم استغلالها حرصا على توفير احتياجات أسرهم ومنازلهم، لا سيما أنهم من من الدخل المحدود.
وطوال العام، توفر المواسم الزراعية المختلفة سواء في منطقة الأغوار الجنوبية بفصل الشتاء أو في مناطق الشفا والجبال في بقية مناطق الكرك بالصيف، العديد من المنتجات الزراعية سواء من الخضار أو الفواكه، التي يتم الاستفادة منها، خصوصا عند حدوث وفرة في الإنتاج بأحد المواسم، للبدء بعمليات الصناعات الغذائية الشعبية المختلفة، وتحديدا في موسم إنتاج العنب والتين، الذي شهد هذا العام إنتاج كميات كبيرة منهما، إلى جانب فواكه موسمية أخرى تزرع في المحافظة.
وخلال الموسم الحالي، يؤكد مزارعون وجود وفرة وإنتاج كبير في مواد العنب والتين والسفرجل وغيرها من الفواكه التي يمكن تصنيعها منزليا وبيعها بأسعار مناسبة، مما يؤدي إلى توفير دخل مناسب للأسر والأفراد الذين يقومون بالتصنيع، ويساهم في التقليل من الاختناقات التسويقية.
وفي الفترة الماضية، انتشرت عمليات تصنيع واسعة النطاق من قبل شبان وشابات وأسر تفتقد للعمل ولمصدر الدخل الدائم والمستقر، لمختلف أصناف المواد الغذائية الشعبية، مثل المربيات والفواكه المجففة والألبان والمقدوس بمختلف أنواعه، وغيرها من المنتجات الغذائية الشعبية التي يتم استهلاكها خصوصا في موسم الشتاء، حيث تلقى هذه المنتجات إقبالا كبيرا من المواطنين في الكرك بسبب جودتها وانخفاض أسعارها.
ويؤكد شبان في الكرك، أن ما يساعدهم على إنتاج المنتجات الغذائية المنزلية هو تعطلهم وغياب فرص العمل، إضافة إلى توفر المنتج الأساسي من الفواكه والخضار الصيفية مثل التين والعنب وغيرها، من البساتين التي تعود ملكيتها لهم، ما يقلل من كلفة الإنتاج ويتيح بيعه بأسعار منخفضة، مشيرين في الوقت ذاته، إلى أن البدء بهذه الصناعات يمنع تلف كميات كبيرة من المنتجات التي لا يتم تسويقها في السوق التجاري، أو يتم بيعها بأسعار منخفضة جدا، وأحيانا يتم ترك المحاصيل على الأشجار لسوء الأسعار.
وبسبب إقبال الشبان والشابات والأسر على عمليات التصنيع المنزلي للعديد من المنتجات الغذائية خلال الفترة الماضية، نظمت العديد من الدورات التدريبية من قبل مديرية زراعة الكرك ومديريات زراعة أخرى، إضافة إلى دورات نظمتها ناشطات من السيدات من خلال جمعيات تعاونية أو ثقافية منتشرة في قرى وبلدات المحافظة، وهذه الدورات تهدف إلى توفير الخبرة والمعرفة الصحيحة لإنتاج مختلف أصناف الأغذية المنزلية بطريقة سليمة.
وأكدت السيدة أم سراج، من سكان ضاحية المرج، أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسر في مناطق بمحافظة الكرك، دفعت سيدات إلى استغلال وفرة المنتجات الزراعية الصيفية التي تنتج بالمحافظة وتباع بأسعار معقولة، لإعداد احتياجات الأسر لفترة الشتاء وغيرها من الأوقات، مثل المربيات ومختلف أصناف الصناعات الغذائية المنزلية، وذلك لتوفير جزء من المصاريف والأعباء المالية على الأسر، بتأمين مؤونة الشتاء وبيع الكميات الأخرى في السوق عن طريق التواصل الشخصي، ناهيك عن البيع الإلكتروني.
من جهته، أكد الشاب قصي العويسات، البالغ من العمر 29 عاما والمتعطل عن العمل ويقطن منطقة وادي ابن حماد الزراعية شمالي محافظة الكرك، أنه وزوجته يقومان منذ أكثر من ست سنوات بتصنيع المربيات المختلفة من منتجات العنب والتين والسفرجل المحلية التي تنتجها مزارع المنطقة، لافتا إلى أن هذه العملية هي مصدر دخل الأسرة الوحيد في ظل غياب فرصة عمل مناسبة له في الجهاز الرسمي أو القطاع الخاص.
وأوضح، أن المنتجات الزراعية الصيفية توفر لعملية التصنيع ما تحتاجه من فواكه وخضار متنوعة خلال موسم الصيف، مشددا على أن ما يعتمدون عليه هو مشروع منزلي صغير لإنتاج معقود التين والسفرجل وغيرها من الفواكه الصيفية التي تزرع في بساتين وادي ابن حماد.
وأشار العويسات، إلى أنهم يستخدمون أجود أنواع التين من مزارع المنطقة، ويستخدمون مياه عيون الينابيع المجاورة لمنزلهم. لافتا كذلك، إلى أنه يتم طبخ التين على الحطب لمدة 6 ساعات ثم تبريده لمدة 12 ساعة ونقله إلى عبوات زجاجية حرصا على جودة المنتج، وأكد أيضا أن ما ينتجونه يتم بيعه بأسعار مناسبة جدا.
وأضاف، أن هناك منتجات أخرى، مثل المقدوس والزيتون ودبس العنب ومربى القرع والتفاح، إضافة إلى منتجات أخرى توفرها الطبيعة في المنطقة، مشددا على أن هذه العملية رغم أهميتها إلا أنها لا توفر مصدر دخل كامل للأسرة، وهو بحاجة إلى عمل دائم وتأمين صحي لأسرته من الأطفال، واعتبر أن توفير الدعم المالي المناسب له لتوسعة عمله وتطويره سيساعده على الاكتفاء بما ينتجه.
وتؤكد السيدة الناشطة الاجتماعية كاملة المرادات، من سكان الأغوار الجنوبية، أن قطاعا واسعا من السيدات في الأغوار الجنوبية، وبسبب الظروف الصعبة للأسر، يقمن بإنتاج مختلف أصناف المواد الغذائية المصنعة في المنازل مثل المقدوس والملوخية والزيتون والمكبوس لأصناف عديدة من الخضار المتوفرة حاليا في المنطقة، والتي تقوم السيدات بتصنيعها وبيع جزء منها وتخزين جزء آخر للاستهلاك المنزلي للأسر في بقية الموسم.
وأشارت المرادات، إلى أن جهات مختلفة تساعد السيدات في الأغوار الجنوبية بتدريبهن على التصنيع الغذائي وفق الشروط الصحيحة ليكون صحيا وسليما للاستهلاك المنزلي، مؤكدة أن هناك دورات تدريبية مجانية للسيدات في المنطقة من قبل مدربين ومدربات مختصين في إعداد الأغذية وفق أسس سليمة بما يضمن سلامة المنتج وتوفير دخل مالي للسيدات.
ووفق المهندسة الزراعية والمدربة على إنتاج المواد الغذائية المحلية كرم القسوس، فإن مديرية زراعة الكرك ومختلف مديريات الزراعة في المحافظة وبعض الجمعيات التعاونية، تقوم بشكل دوري بتنظيم دورات تدريبية للسيدات في البلدات والقرى على كيفية إعداد وتجهيز المنتجات الغذائية المختلفة، سواء لسد حاجة الأسر أو للبيع في السوق، وتشمل هذه الدورات جميع المنتجات الغذائية مثل المربيات والمقدوس والألبان والأجبان وغيرها.
واعتبرت القسوس، أن توفير الدعم لهذه الفئات التي توفر فرص العمل لنفسها وتنتج وتبيع ما تنتجه، وتوفر الغذاء لأسرها، من خلال تمويل مالي صغير لهذه المشاريع، سوف يساهم في صمود هذه المشاريع ويزيد من جدواها الاقتصادية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون.
الغد
أخبار اليوم - لا يترك شبان وشابات وربات أسر في مختلف مناطق الكرك أي فرصة للعمل في ظل تعطلهم وعدم حصولهم على الوظيفة الرسمية، إلا ويتم استغلالها حرصا على توفير احتياجات أسرهم ومنازلهم، لا سيما أنهم من من الدخل المحدود.
وطوال العام، توفر المواسم الزراعية المختلفة سواء في منطقة الأغوار الجنوبية بفصل الشتاء أو في مناطق الشفا والجبال في بقية مناطق الكرك بالصيف، العديد من المنتجات الزراعية سواء من الخضار أو الفواكه، التي يتم الاستفادة منها، خصوصا عند حدوث وفرة في الإنتاج بأحد المواسم، للبدء بعمليات الصناعات الغذائية الشعبية المختلفة، وتحديدا في موسم إنتاج العنب والتين، الذي شهد هذا العام إنتاج كميات كبيرة منهما، إلى جانب فواكه موسمية أخرى تزرع في المحافظة.
وخلال الموسم الحالي، يؤكد مزارعون وجود وفرة وإنتاج كبير في مواد العنب والتين والسفرجل وغيرها من الفواكه التي يمكن تصنيعها منزليا وبيعها بأسعار مناسبة، مما يؤدي إلى توفير دخل مناسب للأسر والأفراد الذين يقومون بالتصنيع، ويساهم في التقليل من الاختناقات التسويقية.
وفي الفترة الماضية، انتشرت عمليات تصنيع واسعة النطاق من قبل شبان وشابات وأسر تفتقد للعمل ولمصدر الدخل الدائم والمستقر، لمختلف أصناف المواد الغذائية الشعبية، مثل المربيات والفواكه المجففة والألبان والمقدوس بمختلف أنواعه، وغيرها من المنتجات الغذائية الشعبية التي يتم استهلاكها خصوصا في موسم الشتاء، حيث تلقى هذه المنتجات إقبالا كبيرا من المواطنين في الكرك بسبب جودتها وانخفاض أسعارها.
ويؤكد شبان في الكرك، أن ما يساعدهم على إنتاج المنتجات الغذائية المنزلية هو تعطلهم وغياب فرص العمل، إضافة إلى توفر المنتج الأساسي من الفواكه والخضار الصيفية مثل التين والعنب وغيرها، من البساتين التي تعود ملكيتها لهم، ما يقلل من كلفة الإنتاج ويتيح بيعه بأسعار منخفضة، مشيرين في الوقت ذاته، إلى أن البدء بهذه الصناعات يمنع تلف كميات كبيرة من المنتجات التي لا يتم تسويقها في السوق التجاري، أو يتم بيعها بأسعار منخفضة جدا، وأحيانا يتم ترك المحاصيل على الأشجار لسوء الأسعار.
وبسبب إقبال الشبان والشابات والأسر على عمليات التصنيع المنزلي للعديد من المنتجات الغذائية خلال الفترة الماضية، نظمت العديد من الدورات التدريبية من قبل مديرية زراعة الكرك ومديريات زراعة أخرى، إضافة إلى دورات نظمتها ناشطات من السيدات من خلال جمعيات تعاونية أو ثقافية منتشرة في قرى وبلدات المحافظة، وهذه الدورات تهدف إلى توفير الخبرة والمعرفة الصحيحة لإنتاج مختلف أصناف الأغذية المنزلية بطريقة سليمة.
وأكدت السيدة أم سراج، من سكان ضاحية المرج، أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسر في مناطق بمحافظة الكرك، دفعت سيدات إلى استغلال وفرة المنتجات الزراعية الصيفية التي تنتج بالمحافظة وتباع بأسعار معقولة، لإعداد احتياجات الأسر لفترة الشتاء وغيرها من الأوقات، مثل المربيات ومختلف أصناف الصناعات الغذائية المنزلية، وذلك لتوفير جزء من المصاريف والأعباء المالية على الأسر، بتأمين مؤونة الشتاء وبيع الكميات الأخرى في السوق عن طريق التواصل الشخصي، ناهيك عن البيع الإلكتروني.
من جهته، أكد الشاب قصي العويسات، البالغ من العمر 29 عاما والمتعطل عن العمل ويقطن منطقة وادي ابن حماد الزراعية شمالي محافظة الكرك، أنه وزوجته يقومان منذ أكثر من ست سنوات بتصنيع المربيات المختلفة من منتجات العنب والتين والسفرجل المحلية التي تنتجها مزارع المنطقة، لافتا إلى أن هذه العملية هي مصدر دخل الأسرة الوحيد في ظل غياب فرصة عمل مناسبة له في الجهاز الرسمي أو القطاع الخاص.
وأوضح، أن المنتجات الزراعية الصيفية توفر لعملية التصنيع ما تحتاجه من فواكه وخضار متنوعة خلال موسم الصيف، مشددا على أن ما يعتمدون عليه هو مشروع منزلي صغير لإنتاج معقود التين والسفرجل وغيرها من الفواكه الصيفية التي تزرع في بساتين وادي ابن حماد.
وأشار العويسات، إلى أنهم يستخدمون أجود أنواع التين من مزارع المنطقة، ويستخدمون مياه عيون الينابيع المجاورة لمنزلهم. لافتا كذلك، إلى أنه يتم طبخ التين على الحطب لمدة 6 ساعات ثم تبريده لمدة 12 ساعة ونقله إلى عبوات زجاجية حرصا على جودة المنتج، وأكد أيضا أن ما ينتجونه يتم بيعه بأسعار مناسبة جدا.
وأضاف، أن هناك منتجات أخرى، مثل المقدوس والزيتون ودبس العنب ومربى القرع والتفاح، إضافة إلى منتجات أخرى توفرها الطبيعة في المنطقة، مشددا على أن هذه العملية رغم أهميتها إلا أنها لا توفر مصدر دخل كامل للأسرة، وهو بحاجة إلى عمل دائم وتأمين صحي لأسرته من الأطفال، واعتبر أن توفير الدعم المالي المناسب له لتوسعة عمله وتطويره سيساعده على الاكتفاء بما ينتجه.
وتؤكد السيدة الناشطة الاجتماعية كاملة المرادات، من سكان الأغوار الجنوبية، أن قطاعا واسعا من السيدات في الأغوار الجنوبية، وبسبب الظروف الصعبة للأسر، يقمن بإنتاج مختلف أصناف المواد الغذائية المصنعة في المنازل مثل المقدوس والملوخية والزيتون والمكبوس لأصناف عديدة من الخضار المتوفرة حاليا في المنطقة، والتي تقوم السيدات بتصنيعها وبيع جزء منها وتخزين جزء آخر للاستهلاك المنزلي للأسر في بقية الموسم.
وأشارت المرادات، إلى أن جهات مختلفة تساعد السيدات في الأغوار الجنوبية بتدريبهن على التصنيع الغذائي وفق الشروط الصحيحة ليكون صحيا وسليما للاستهلاك المنزلي، مؤكدة أن هناك دورات تدريبية مجانية للسيدات في المنطقة من قبل مدربين ومدربات مختصين في إعداد الأغذية وفق أسس سليمة بما يضمن سلامة المنتج وتوفير دخل مالي للسيدات.
ووفق المهندسة الزراعية والمدربة على إنتاج المواد الغذائية المحلية كرم القسوس، فإن مديرية زراعة الكرك ومختلف مديريات الزراعة في المحافظة وبعض الجمعيات التعاونية، تقوم بشكل دوري بتنظيم دورات تدريبية للسيدات في البلدات والقرى على كيفية إعداد وتجهيز المنتجات الغذائية المختلفة، سواء لسد حاجة الأسر أو للبيع في السوق، وتشمل هذه الدورات جميع المنتجات الغذائية مثل المربيات والمقدوس والألبان والأجبان وغيرها.
واعتبرت القسوس، أن توفير الدعم لهذه الفئات التي توفر فرص العمل لنفسها وتنتج وتبيع ما تنتجه، وتوفر الغذاء لأسرها، من خلال تمويل مالي صغير لهذه المشاريع، سوف يساهم في صمود هذه المشاريع ويزيد من جدواها الاقتصادية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون.
الغد
أخبار اليوم - لا يترك شبان وشابات وربات أسر في مختلف مناطق الكرك أي فرصة للعمل في ظل تعطلهم وعدم حصولهم على الوظيفة الرسمية، إلا ويتم استغلالها حرصا على توفير احتياجات أسرهم ومنازلهم، لا سيما أنهم من من الدخل المحدود.
وطوال العام، توفر المواسم الزراعية المختلفة سواء في منطقة الأغوار الجنوبية بفصل الشتاء أو في مناطق الشفا والجبال في بقية مناطق الكرك بالصيف، العديد من المنتجات الزراعية سواء من الخضار أو الفواكه، التي يتم الاستفادة منها، خصوصا عند حدوث وفرة في الإنتاج بأحد المواسم، للبدء بعمليات الصناعات الغذائية الشعبية المختلفة، وتحديدا في موسم إنتاج العنب والتين، الذي شهد هذا العام إنتاج كميات كبيرة منهما، إلى جانب فواكه موسمية أخرى تزرع في المحافظة.
وخلال الموسم الحالي، يؤكد مزارعون وجود وفرة وإنتاج كبير في مواد العنب والتين والسفرجل وغيرها من الفواكه التي يمكن تصنيعها منزليا وبيعها بأسعار مناسبة، مما يؤدي إلى توفير دخل مناسب للأسر والأفراد الذين يقومون بالتصنيع، ويساهم في التقليل من الاختناقات التسويقية.
وفي الفترة الماضية، انتشرت عمليات تصنيع واسعة النطاق من قبل شبان وشابات وأسر تفتقد للعمل ولمصدر الدخل الدائم والمستقر، لمختلف أصناف المواد الغذائية الشعبية، مثل المربيات والفواكه المجففة والألبان والمقدوس بمختلف أنواعه، وغيرها من المنتجات الغذائية الشعبية التي يتم استهلاكها خصوصا في موسم الشتاء، حيث تلقى هذه المنتجات إقبالا كبيرا من المواطنين في الكرك بسبب جودتها وانخفاض أسعارها.
ويؤكد شبان في الكرك، أن ما يساعدهم على إنتاج المنتجات الغذائية المنزلية هو تعطلهم وغياب فرص العمل، إضافة إلى توفر المنتج الأساسي من الفواكه والخضار الصيفية مثل التين والعنب وغيرها، من البساتين التي تعود ملكيتها لهم، ما يقلل من كلفة الإنتاج ويتيح بيعه بأسعار منخفضة، مشيرين في الوقت ذاته، إلى أن البدء بهذه الصناعات يمنع تلف كميات كبيرة من المنتجات التي لا يتم تسويقها في السوق التجاري، أو يتم بيعها بأسعار منخفضة جدا، وأحيانا يتم ترك المحاصيل على الأشجار لسوء الأسعار.
وبسبب إقبال الشبان والشابات والأسر على عمليات التصنيع المنزلي للعديد من المنتجات الغذائية خلال الفترة الماضية، نظمت العديد من الدورات التدريبية من قبل مديرية زراعة الكرك ومديريات زراعة أخرى، إضافة إلى دورات نظمتها ناشطات من السيدات من خلال جمعيات تعاونية أو ثقافية منتشرة في قرى وبلدات المحافظة، وهذه الدورات تهدف إلى توفير الخبرة والمعرفة الصحيحة لإنتاج مختلف أصناف الأغذية المنزلية بطريقة سليمة.
وأكدت السيدة أم سراج، من سكان ضاحية المرج، أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسر في مناطق بمحافظة الكرك، دفعت سيدات إلى استغلال وفرة المنتجات الزراعية الصيفية التي تنتج بالمحافظة وتباع بأسعار معقولة، لإعداد احتياجات الأسر لفترة الشتاء وغيرها من الأوقات، مثل المربيات ومختلف أصناف الصناعات الغذائية المنزلية، وذلك لتوفير جزء من المصاريف والأعباء المالية على الأسر، بتأمين مؤونة الشتاء وبيع الكميات الأخرى في السوق عن طريق التواصل الشخصي، ناهيك عن البيع الإلكتروني.
من جهته، أكد الشاب قصي العويسات، البالغ من العمر 29 عاما والمتعطل عن العمل ويقطن منطقة وادي ابن حماد الزراعية شمالي محافظة الكرك، أنه وزوجته يقومان منذ أكثر من ست سنوات بتصنيع المربيات المختلفة من منتجات العنب والتين والسفرجل المحلية التي تنتجها مزارع المنطقة، لافتا إلى أن هذه العملية هي مصدر دخل الأسرة الوحيد في ظل غياب فرصة عمل مناسبة له في الجهاز الرسمي أو القطاع الخاص.
وأوضح، أن المنتجات الزراعية الصيفية توفر لعملية التصنيع ما تحتاجه من فواكه وخضار متنوعة خلال موسم الصيف، مشددا على أن ما يعتمدون عليه هو مشروع منزلي صغير لإنتاج معقود التين والسفرجل وغيرها من الفواكه الصيفية التي تزرع في بساتين وادي ابن حماد.
وأشار العويسات، إلى أنهم يستخدمون أجود أنواع التين من مزارع المنطقة، ويستخدمون مياه عيون الينابيع المجاورة لمنزلهم. لافتا كذلك، إلى أنه يتم طبخ التين على الحطب لمدة 6 ساعات ثم تبريده لمدة 12 ساعة ونقله إلى عبوات زجاجية حرصا على جودة المنتج، وأكد أيضا أن ما ينتجونه يتم بيعه بأسعار مناسبة جدا.
وأضاف، أن هناك منتجات أخرى، مثل المقدوس والزيتون ودبس العنب ومربى القرع والتفاح، إضافة إلى منتجات أخرى توفرها الطبيعة في المنطقة، مشددا على أن هذه العملية رغم أهميتها إلا أنها لا توفر مصدر دخل كامل للأسرة، وهو بحاجة إلى عمل دائم وتأمين صحي لأسرته من الأطفال، واعتبر أن توفير الدعم المالي المناسب له لتوسعة عمله وتطويره سيساعده على الاكتفاء بما ينتجه.
وتؤكد السيدة الناشطة الاجتماعية كاملة المرادات، من سكان الأغوار الجنوبية، أن قطاعا واسعا من السيدات في الأغوار الجنوبية، وبسبب الظروف الصعبة للأسر، يقمن بإنتاج مختلف أصناف المواد الغذائية المصنعة في المنازل مثل المقدوس والملوخية والزيتون والمكبوس لأصناف عديدة من الخضار المتوفرة حاليا في المنطقة، والتي تقوم السيدات بتصنيعها وبيع جزء منها وتخزين جزء آخر للاستهلاك المنزلي للأسر في بقية الموسم.
وأشارت المرادات، إلى أن جهات مختلفة تساعد السيدات في الأغوار الجنوبية بتدريبهن على التصنيع الغذائي وفق الشروط الصحيحة ليكون صحيا وسليما للاستهلاك المنزلي، مؤكدة أن هناك دورات تدريبية مجانية للسيدات في المنطقة من قبل مدربين ومدربات مختصين في إعداد الأغذية وفق أسس سليمة بما يضمن سلامة المنتج وتوفير دخل مالي للسيدات.
ووفق المهندسة الزراعية والمدربة على إنتاج المواد الغذائية المحلية كرم القسوس، فإن مديرية زراعة الكرك ومختلف مديريات الزراعة في المحافظة وبعض الجمعيات التعاونية، تقوم بشكل دوري بتنظيم دورات تدريبية للسيدات في البلدات والقرى على كيفية إعداد وتجهيز المنتجات الغذائية المختلفة، سواء لسد حاجة الأسر أو للبيع في السوق، وتشمل هذه الدورات جميع المنتجات الغذائية مثل المربيات والمقدوس والألبان والأجبان وغيرها.
واعتبرت القسوس، أن توفير الدعم لهذه الفئات التي توفر فرص العمل لنفسها وتنتج وتبيع ما تنتجه، وتوفر الغذاء لأسرها، من خلال تمويل مالي صغير لهذه المشاريع، سوف يساهم في صمود هذه المشاريع ويزيد من جدواها الاقتصادية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون.
الغد
التعليقات