أخبار اليوم – صفوت الحنيني - لا شك في أن الأسلحة التي تستخدمها أغلب جيوش الدول المتقدمة أصبحت أكثر تطوراً وفتكاً عما كانت عليه، ولعل الإلكترونية منها باتت الأكثر استخداماً في الآونة الأخيرة، وما حصل منذ أيام بتفجير أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله خير دليل.
وبعد ذلك، أثارت تلك العملية النوعية للاحتلال التساؤلات، هل دخلنا إلى عصر الحروب الإلكترونية؟ وهل أعادت للأذهان دور الجواسيس في إيصال المعلومات للاحتلال الذين كانوا المصدر الأول لهم منذ عشرات السنين؟.
حرب إلكترونية على المحك
الخبير العسكري المصري حاتم صابر قال، أن ضربات الاحتلال الأخيرة لحزب الله تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المواجهة العسكرية القادمة، ستستخدم ما يعرف باسم تكتيكات حروب الجيل السادس وهي الحروب التكنولوجية أو الحروب السيبرانية التي تستخدم كل ما هو باستطاعته أضعاف قدرة العدو على إعطاء الأوامر
.
العقيد المتقاعد من الجيش المصري، وفي حديثه لـ 'أخبار اليوم' أن ما ينتظر المنطقة هو استخدام مبدأ هام من مبادئ حرب المعلومات وهي فصل الرأس عن الجسد، والذي تعتمد عليه الحرب الإلكترونية أو حرب المعلومات، بالإضافة إلى أنها تعتمد على أن يوجه المهاجم ضربات، سواء كانت باستخدام النبض الكهرومغناطيسية لحرق كافة الأجهزة الاتصال أو كافة أجهزة إصدار المعلومات والبيانات التي تشمل أجهزة الحاسوب أجهزة الاستقبال وإرسال الرادارات من أحد الأساليب الحديثة في الحرب الإلكترونية المزمع استخدامها خلال الأعوام القادمة في الحروب.
هذا ما حصل في لبنان
ولفت صابر، لما حدث مع حزب الله في لبنان، والذي عرفه على أنه عملية مخابراتية استغرقت سنوات من خلال الإعداد والتجهيز وتصنيع أجهزة الاستدعاء 'البيجر' المفخخة، كونه من المعروف أن حزب الله في لبنان لا تستطيع أن تستخدم اسمها في التعامل مباشرة، ولم يكن أمامها سوى الاستعانة بإيران التي تعتبر الوسيط مع الشركات المصنعة للوصول لهذه الشحنة.
وقال صابر، أن من إحدى هذه الشركات كانت شركة تابعة للاحتلال فهي التي صنعت أجهزة الاستدعاء وأجهزة اللاسلكي، في الوقت الذي تحتل فيه 'إسرائيل ' المركز الثاني عالمياً في تقنيات استخدام صناعة الرقائق الحديثة 'البروسيسور' وكل ما هو متعلق بأجهزة الحاسوب وقطع غيارها، بالإضافة إلى أنه لها باعا طويلاً في ذكرى التفخيخ أو اختراق نظام 'بروميس' واختراق العديد من الأنظمة التابعة للدول التي تُصدر الأجهزة لها، وتعطل مهامها وما حدث في لبنان مثال فعلي، وتعرف العملية بـ ' الكمين المزدوج' أي ما يعني بفصل الجسد عن الرأس.
حرب الجواسيس لم تختفِ
وفي الحديث عن حرب الجواسيس بيّن صابر، أن هذا النوع من الحرب ما زال مستمراً ولم ينقطع، ولم تنتهي 'إسرائيل' والتي كانت قد أعلنت بعد هجوم ' السابع من أكتوبر' أنها بصدد إنشاء الوحدة التي أطلقت عليها ' نيلي ' والتي أُنْشِئَت على غرار الوحدة ' كيدون' التي أُسست بعد هجمات ميونخ في عام 1972 والغرض منها هو تعقب المنفذين واختيارهم.
وأكمل أن هذه الوحدة استمرت نحو 20 عاماً في تعقب المتورطين في العملية، لافتاً أن هذا التعقب لن ينجح إلا باستخدام منظومة متكاملة من الجواسيس وما شاهدناه في اغتيال إسماعيل هنية من خلال اختراق الحرس الثوري الإيراني وأيضاً اختراق حزب الله في لبنان عن طريق اغتيال فؤاد شكر وتحديد موقعه بدقة متناهية وكذلك المسؤولين في وحدة الرضوان.
كل هذه الأمور تؤكد أن حرب الجواسيس ما زالت مستمرة، وإن كانت قد ظهرت بشكل أوضح في الهجمات الأخيرة.
حرب الهجين
المحلل السياسي الفلسطيني أشرف العكة قال في حديثه لـ 'أخبار اليوم ' أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من حرب الجواسيس والحرب الإلكترونية بشكل غير مسبوق، ولكن عملياً سنبقى ما بين حروب الجيل الرابع والجيل الخامس، والتي يُطلق عليها 'الحرب الهجين' وبالتالي ستُستخدم التكنولوجيا في إنهاك الخصم وإضعافه واستهداف البنية التحتية ومنظومة القيادة والسيطرة والاتصالات، ولكن تبقى يعني الحروب تحسم عبر الأدوات التقليدية المعهودة من الاجتياحات البرية بمختلف أصناف الأسلحة والجوية عبر الطائرات وغيرها.
ووصف العكة التوترات الإقليمية بحرب 'كسر العظام' كونها بدأت بمرحلة اختيارية. فأما حروب كبرى وإما تسويات كبرى، فالمرحلة الآن تدخل في مرحلة تسخين جدي من خلال عمليات الاستهدافات التي جرت في الآونة الأخيرة لحزب الله واستهداف قياداته بعمليات استخباراتية نوعية هذا قد يدفع إلى رد ما، وهذه الردود قد تأخذ أبعادا مختلفة.
الدروع والدبابات هي من تحتل الأرض
الخبير العسكري ضيف الله الدبوبي وفي حديث لـ 'أخبار اليوم' أوضح أن الحرب القادمة هي الحرب الإلكترونية، والتي ستكون الغلبة فيها لمن يستطيع أن يهزم الآخر إلكترونيا أولاً، ثم تبدأ الحرب البرية التي لا غنى عنها باستخدام الدبابات والطائرات والمشاة.
ولفت إلى أن الأجهزة الإلكترونية لن تحتل أرضا، ولن تستطيع أن تسيطر على أرض، فـالقوات 'الإسرائيلية' ما زالت حتى الأن موجودة في غزة ولن تسيطر عليها بشكل كامل، بالرغم من التكنولوجيا المتطورة.
وأكمل الدبوبي أن ما حدث في لبنان تعتبر حالة شاذة، فمن الممكن أن تستخدمه الدول في المستقبل، ولكن لو كانت الأجهزة قد دخلت الأراضي اللبنانية بالطرق الرسمية كان من السهل اكتشاف وُجود المتفجرات، والتي كانت تحتوي على 20 ملغ من الـ ' تي.
أنتي'.
'إسرائيل' لا تستغني عن جواسيسها
وفي نهاية حديثه، قال الدبوبي أن 'إسرائيل ' لا تستغني عن عملائها لعل الدليل القاطع على ذلك الشعار الذي يعمل به ' الموساد ' الناس على أنه ' لا تقوم دول بدون مصائب أو مكائد'.
وعرف الدبوبي المكائد بالجواسيس الذين يقومون بعمليات التجسس، فهم عصبها الرئيسي والعنصر الأهم للموساد الذي يصرف مليارات الدولارات من أجله.
ولعل استهداف إبراهيم عقيل في الضاحية الجنوبية لبيروت هو خير دليل بعد أن وضعت الولايات المتحدة الأميركية وعداً لمن يزودها بمعلومات عن عقيل قيمتها ستة ملايين دولار، وهذا دليل قاطعاً على أن عمليات التجسس ستعود إلى الواجهة مجدداً مع استمرار الاغتيالات بناءً على عمليات التجسس
أخبار اليوم – صفوت الحنيني - لا شك في أن الأسلحة التي تستخدمها أغلب جيوش الدول المتقدمة أصبحت أكثر تطوراً وفتكاً عما كانت عليه، ولعل الإلكترونية منها باتت الأكثر استخداماً في الآونة الأخيرة، وما حصل منذ أيام بتفجير أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله خير دليل.
وبعد ذلك، أثارت تلك العملية النوعية للاحتلال التساؤلات، هل دخلنا إلى عصر الحروب الإلكترونية؟ وهل أعادت للأذهان دور الجواسيس في إيصال المعلومات للاحتلال الذين كانوا المصدر الأول لهم منذ عشرات السنين؟.
حرب إلكترونية على المحك
الخبير العسكري المصري حاتم صابر قال، أن ضربات الاحتلال الأخيرة لحزب الله تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المواجهة العسكرية القادمة، ستستخدم ما يعرف باسم تكتيكات حروب الجيل السادس وهي الحروب التكنولوجية أو الحروب السيبرانية التي تستخدم كل ما هو باستطاعته أضعاف قدرة العدو على إعطاء الأوامر
.
العقيد المتقاعد من الجيش المصري، وفي حديثه لـ 'أخبار اليوم' أن ما ينتظر المنطقة هو استخدام مبدأ هام من مبادئ حرب المعلومات وهي فصل الرأس عن الجسد، والذي تعتمد عليه الحرب الإلكترونية أو حرب المعلومات، بالإضافة إلى أنها تعتمد على أن يوجه المهاجم ضربات، سواء كانت باستخدام النبض الكهرومغناطيسية لحرق كافة الأجهزة الاتصال أو كافة أجهزة إصدار المعلومات والبيانات التي تشمل أجهزة الحاسوب أجهزة الاستقبال وإرسال الرادارات من أحد الأساليب الحديثة في الحرب الإلكترونية المزمع استخدامها خلال الأعوام القادمة في الحروب.
هذا ما حصل في لبنان
ولفت صابر، لما حدث مع حزب الله في لبنان، والذي عرفه على أنه عملية مخابراتية استغرقت سنوات من خلال الإعداد والتجهيز وتصنيع أجهزة الاستدعاء 'البيجر' المفخخة، كونه من المعروف أن حزب الله في لبنان لا تستطيع أن تستخدم اسمها في التعامل مباشرة، ولم يكن أمامها سوى الاستعانة بإيران التي تعتبر الوسيط مع الشركات المصنعة للوصول لهذه الشحنة.
وقال صابر، أن من إحدى هذه الشركات كانت شركة تابعة للاحتلال فهي التي صنعت أجهزة الاستدعاء وأجهزة اللاسلكي، في الوقت الذي تحتل فيه 'إسرائيل ' المركز الثاني عالمياً في تقنيات استخدام صناعة الرقائق الحديثة 'البروسيسور' وكل ما هو متعلق بأجهزة الحاسوب وقطع غيارها، بالإضافة إلى أنه لها باعا طويلاً في ذكرى التفخيخ أو اختراق نظام 'بروميس' واختراق العديد من الأنظمة التابعة للدول التي تُصدر الأجهزة لها، وتعطل مهامها وما حدث في لبنان مثال فعلي، وتعرف العملية بـ ' الكمين المزدوج' أي ما يعني بفصل الجسد عن الرأس.
حرب الجواسيس لم تختفِ
وفي الحديث عن حرب الجواسيس بيّن صابر، أن هذا النوع من الحرب ما زال مستمراً ولم ينقطع، ولم تنتهي 'إسرائيل' والتي كانت قد أعلنت بعد هجوم ' السابع من أكتوبر' أنها بصدد إنشاء الوحدة التي أطلقت عليها ' نيلي ' والتي أُنْشِئَت على غرار الوحدة ' كيدون' التي أُسست بعد هجمات ميونخ في عام 1972 والغرض منها هو تعقب المنفذين واختيارهم.
وأكمل أن هذه الوحدة استمرت نحو 20 عاماً في تعقب المتورطين في العملية، لافتاً أن هذا التعقب لن ينجح إلا باستخدام منظومة متكاملة من الجواسيس وما شاهدناه في اغتيال إسماعيل هنية من خلال اختراق الحرس الثوري الإيراني وأيضاً اختراق حزب الله في لبنان عن طريق اغتيال فؤاد شكر وتحديد موقعه بدقة متناهية وكذلك المسؤولين في وحدة الرضوان.
كل هذه الأمور تؤكد أن حرب الجواسيس ما زالت مستمرة، وإن كانت قد ظهرت بشكل أوضح في الهجمات الأخيرة.
حرب الهجين
المحلل السياسي الفلسطيني أشرف العكة قال في حديثه لـ 'أخبار اليوم ' أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من حرب الجواسيس والحرب الإلكترونية بشكل غير مسبوق، ولكن عملياً سنبقى ما بين حروب الجيل الرابع والجيل الخامس، والتي يُطلق عليها 'الحرب الهجين' وبالتالي ستُستخدم التكنولوجيا في إنهاك الخصم وإضعافه واستهداف البنية التحتية ومنظومة القيادة والسيطرة والاتصالات، ولكن تبقى يعني الحروب تحسم عبر الأدوات التقليدية المعهودة من الاجتياحات البرية بمختلف أصناف الأسلحة والجوية عبر الطائرات وغيرها.
ووصف العكة التوترات الإقليمية بحرب 'كسر العظام' كونها بدأت بمرحلة اختيارية. فأما حروب كبرى وإما تسويات كبرى، فالمرحلة الآن تدخل في مرحلة تسخين جدي من خلال عمليات الاستهدافات التي جرت في الآونة الأخيرة لحزب الله واستهداف قياداته بعمليات استخباراتية نوعية هذا قد يدفع إلى رد ما، وهذه الردود قد تأخذ أبعادا مختلفة.
الدروع والدبابات هي من تحتل الأرض
الخبير العسكري ضيف الله الدبوبي وفي حديث لـ 'أخبار اليوم' أوضح أن الحرب القادمة هي الحرب الإلكترونية، والتي ستكون الغلبة فيها لمن يستطيع أن يهزم الآخر إلكترونيا أولاً، ثم تبدأ الحرب البرية التي لا غنى عنها باستخدام الدبابات والطائرات والمشاة.
ولفت إلى أن الأجهزة الإلكترونية لن تحتل أرضا، ولن تستطيع أن تسيطر على أرض، فـالقوات 'الإسرائيلية' ما زالت حتى الأن موجودة في غزة ولن تسيطر عليها بشكل كامل، بالرغم من التكنولوجيا المتطورة.
وأكمل الدبوبي أن ما حدث في لبنان تعتبر حالة شاذة، فمن الممكن أن تستخدمه الدول في المستقبل، ولكن لو كانت الأجهزة قد دخلت الأراضي اللبنانية بالطرق الرسمية كان من السهل اكتشاف وُجود المتفجرات، والتي كانت تحتوي على 20 ملغ من الـ ' تي.
أنتي'.
'إسرائيل' لا تستغني عن جواسيسها
وفي نهاية حديثه، قال الدبوبي أن 'إسرائيل ' لا تستغني عن عملائها لعل الدليل القاطع على ذلك الشعار الذي يعمل به ' الموساد ' الناس على أنه ' لا تقوم دول بدون مصائب أو مكائد'.
وعرف الدبوبي المكائد بالجواسيس الذين يقومون بعمليات التجسس، فهم عصبها الرئيسي والعنصر الأهم للموساد الذي يصرف مليارات الدولارات من أجله.
ولعل استهداف إبراهيم عقيل في الضاحية الجنوبية لبيروت هو خير دليل بعد أن وضعت الولايات المتحدة الأميركية وعداً لمن يزودها بمعلومات عن عقيل قيمتها ستة ملايين دولار، وهذا دليل قاطعاً على أن عمليات التجسس ستعود إلى الواجهة مجدداً مع استمرار الاغتيالات بناءً على عمليات التجسس
أخبار اليوم – صفوت الحنيني - لا شك في أن الأسلحة التي تستخدمها أغلب جيوش الدول المتقدمة أصبحت أكثر تطوراً وفتكاً عما كانت عليه، ولعل الإلكترونية منها باتت الأكثر استخداماً في الآونة الأخيرة، وما حصل منذ أيام بتفجير أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله خير دليل.
وبعد ذلك، أثارت تلك العملية النوعية للاحتلال التساؤلات، هل دخلنا إلى عصر الحروب الإلكترونية؟ وهل أعادت للأذهان دور الجواسيس في إيصال المعلومات للاحتلال الذين كانوا المصدر الأول لهم منذ عشرات السنين؟.
حرب إلكترونية على المحك
الخبير العسكري المصري حاتم صابر قال، أن ضربات الاحتلال الأخيرة لحزب الله تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المواجهة العسكرية القادمة، ستستخدم ما يعرف باسم تكتيكات حروب الجيل السادس وهي الحروب التكنولوجية أو الحروب السيبرانية التي تستخدم كل ما هو باستطاعته أضعاف قدرة العدو على إعطاء الأوامر
.
العقيد المتقاعد من الجيش المصري، وفي حديثه لـ 'أخبار اليوم' أن ما ينتظر المنطقة هو استخدام مبدأ هام من مبادئ حرب المعلومات وهي فصل الرأس عن الجسد، والذي تعتمد عليه الحرب الإلكترونية أو حرب المعلومات، بالإضافة إلى أنها تعتمد على أن يوجه المهاجم ضربات، سواء كانت باستخدام النبض الكهرومغناطيسية لحرق كافة الأجهزة الاتصال أو كافة أجهزة إصدار المعلومات والبيانات التي تشمل أجهزة الحاسوب أجهزة الاستقبال وإرسال الرادارات من أحد الأساليب الحديثة في الحرب الإلكترونية المزمع استخدامها خلال الأعوام القادمة في الحروب.
هذا ما حصل في لبنان
ولفت صابر، لما حدث مع حزب الله في لبنان، والذي عرفه على أنه عملية مخابراتية استغرقت سنوات من خلال الإعداد والتجهيز وتصنيع أجهزة الاستدعاء 'البيجر' المفخخة، كونه من المعروف أن حزب الله في لبنان لا تستطيع أن تستخدم اسمها في التعامل مباشرة، ولم يكن أمامها سوى الاستعانة بإيران التي تعتبر الوسيط مع الشركات المصنعة للوصول لهذه الشحنة.
وقال صابر، أن من إحدى هذه الشركات كانت شركة تابعة للاحتلال فهي التي صنعت أجهزة الاستدعاء وأجهزة اللاسلكي، في الوقت الذي تحتل فيه 'إسرائيل ' المركز الثاني عالمياً في تقنيات استخدام صناعة الرقائق الحديثة 'البروسيسور' وكل ما هو متعلق بأجهزة الحاسوب وقطع غيارها، بالإضافة إلى أنه لها باعا طويلاً في ذكرى التفخيخ أو اختراق نظام 'بروميس' واختراق العديد من الأنظمة التابعة للدول التي تُصدر الأجهزة لها، وتعطل مهامها وما حدث في لبنان مثال فعلي، وتعرف العملية بـ ' الكمين المزدوج' أي ما يعني بفصل الجسد عن الرأس.
حرب الجواسيس لم تختفِ
وفي الحديث عن حرب الجواسيس بيّن صابر، أن هذا النوع من الحرب ما زال مستمراً ولم ينقطع، ولم تنتهي 'إسرائيل' والتي كانت قد أعلنت بعد هجوم ' السابع من أكتوبر' أنها بصدد إنشاء الوحدة التي أطلقت عليها ' نيلي ' والتي أُنْشِئَت على غرار الوحدة ' كيدون' التي أُسست بعد هجمات ميونخ في عام 1972 والغرض منها هو تعقب المنفذين واختيارهم.
وأكمل أن هذه الوحدة استمرت نحو 20 عاماً في تعقب المتورطين في العملية، لافتاً أن هذا التعقب لن ينجح إلا باستخدام منظومة متكاملة من الجواسيس وما شاهدناه في اغتيال إسماعيل هنية من خلال اختراق الحرس الثوري الإيراني وأيضاً اختراق حزب الله في لبنان عن طريق اغتيال فؤاد شكر وتحديد موقعه بدقة متناهية وكذلك المسؤولين في وحدة الرضوان.
كل هذه الأمور تؤكد أن حرب الجواسيس ما زالت مستمرة، وإن كانت قد ظهرت بشكل أوضح في الهجمات الأخيرة.
حرب الهجين
المحلل السياسي الفلسطيني أشرف العكة قال في حديثه لـ 'أخبار اليوم ' أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من حرب الجواسيس والحرب الإلكترونية بشكل غير مسبوق، ولكن عملياً سنبقى ما بين حروب الجيل الرابع والجيل الخامس، والتي يُطلق عليها 'الحرب الهجين' وبالتالي ستُستخدم التكنولوجيا في إنهاك الخصم وإضعافه واستهداف البنية التحتية ومنظومة القيادة والسيطرة والاتصالات، ولكن تبقى يعني الحروب تحسم عبر الأدوات التقليدية المعهودة من الاجتياحات البرية بمختلف أصناف الأسلحة والجوية عبر الطائرات وغيرها.
ووصف العكة التوترات الإقليمية بحرب 'كسر العظام' كونها بدأت بمرحلة اختيارية. فأما حروب كبرى وإما تسويات كبرى، فالمرحلة الآن تدخل في مرحلة تسخين جدي من خلال عمليات الاستهدافات التي جرت في الآونة الأخيرة لحزب الله واستهداف قياداته بعمليات استخباراتية نوعية هذا قد يدفع إلى رد ما، وهذه الردود قد تأخذ أبعادا مختلفة.
الدروع والدبابات هي من تحتل الأرض
الخبير العسكري ضيف الله الدبوبي وفي حديث لـ 'أخبار اليوم' أوضح أن الحرب القادمة هي الحرب الإلكترونية، والتي ستكون الغلبة فيها لمن يستطيع أن يهزم الآخر إلكترونيا أولاً، ثم تبدأ الحرب البرية التي لا غنى عنها باستخدام الدبابات والطائرات والمشاة.
ولفت إلى أن الأجهزة الإلكترونية لن تحتل أرضا، ولن تستطيع أن تسيطر على أرض، فـالقوات 'الإسرائيلية' ما زالت حتى الأن موجودة في غزة ولن تسيطر عليها بشكل كامل، بالرغم من التكنولوجيا المتطورة.
وأكمل الدبوبي أن ما حدث في لبنان تعتبر حالة شاذة، فمن الممكن أن تستخدمه الدول في المستقبل، ولكن لو كانت الأجهزة قد دخلت الأراضي اللبنانية بالطرق الرسمية كان من السهل اكتشاف وُجود المتفجرات، والتي كانت تحتوي على 20 ملغ من الـ ' تي.
أنتي'.
'إسرائيل' لا تستغني عن جواسيسها
وفي نهاية حديثه، قال الدبوبي أن 'إسرائيل ' لا تستغني عن عملائها لعل الدليل القاطع على ذلك الشعار الذي يعمل به ' الموساد ' الناس على أنه ' لا تقوم دول بدون مصائب أو مكائد'.
وعرف الدبوبي المكائد بالجواسيس الذين يقومون بعمليات التجسس، فهم عصبها الرئيسي والعنصر الأهم للموساد الذي يصرف مليارات الدولارات من أجله.
ولعل استهداف إبراهيم عقيل في الضاحية الجنوبية لبيروت هو خير دليل بعد أن وضعت الولايات المتحدة الأميركية وعداً لمن يزودها بمعلومات عن عقيل قيمتها ستة ملايين دولار، وهذا دليل قاطعاً على أن عمليات التجسس ستعود إلى الواجهة مجدداً مع استمرار الاغتيالات بناءً على عمليات التجسس
التعليقات