أخبار اليوم - كان يجلس على أحد أدراج مدرسة صلاح الدين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'أونروا'، التي نزحوا إليها قبل عدة أشهر، ينتظر عودة والده الذي غادر المكان لجلب 'ربطة خبز' واحتياجات أخرى يسد بها رمق العائلة، من أجل الانطلاق لمساعدته فور وصوله.
يمضي وقت الانتظار سريعاً بالنسبة للطفل إسماعيل المشهراوي (6 أعوام)، فعندما وصل والده 'إبراهيم' حين تمركزت عقارب الساعة عند الثالثة والنصف عصراً، لمح 'إسماعيل' والده من بعيد وراح يركض مُسرعاً، لكن صاروخ إسرائيلي 'غادر' كان أسرع منه.
في تاريخ الـ 21 من أغسطس/ آب الماضي، الذي صادف يوم الأربعاء، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية بصاروخ 'أرعن' مدرسة صلاح الدين التي تؤوي آلاف النازحين ومن بينهم عائلة المشهراوي، في تلك اللحظات كان 'إسماعيل' يركض باتجاه والده 'إبراهيم'، لكن الصاروخ غيّر مسار طريقه وأرداه أرضاً، وفق ما يروي الوالد 'إبراهيم' .
كان مشهد ارتطام الطفل 'إسماعيل' أرضاً من جراء إصابته بشظايا الصاروخ الإسرائيلي، ماثلاً أمام أعين والده 'إبراهيم'، الذي قال عن تلك اللحظات القاسية 'أنا كنت شايف ابني وهو غارق في الدماء وأمعائه خرجت من جسمه على الأرض'.
حالة من الارباك خيّمت على 'إبراهيم'، إذ سارع إلى حمل نجله المضرج بدمائه ونقله إلى باب المدرسة الخارجي، حتى جاءت سيارة الإسعاف ونقلته إلى المستشفى الأهلي العربي 'المعمداني'، حسب الوالد المكلوم.
في اللحظات الأولى لوصول 'إسماعيل' إلى المستشفى تم تشخيص إصابته من الأطباء بـ 'الخطيرة'، حيث جرى تحويله إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية، في محاولة لإنقاذ حياته، وتم خلالها استئصال أجزاء من الأمعاء.
ويواصل 'إبراهيم' حديثه، أن 'تحسناً طرأ على حالة ابنه عقب خروجه من العمليات، وتحويله إلى قسم العناية المركزة'، وهو ما أعاد بريق الأمل لديه بعود الحياة لطفله مجدداً.
لم يدم ذلك التحسن طويلاً، فقد حدثت انتكاسة صحية أخرى أدخلته في غيبوبة أخرى، اضطر على إثرها الأطباء لتحويل 'إسماعيل' إلى مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أملاً في تلقي علاج أفضل يُنقذ حياته فجرى إدخاله إلى قسم 'العناية المركزة'، يتابع الوالد 'إبراهيم' والحسرة تمتزج بصوته.
وبحسب 'إبراهيم'، فإن طفله كان يعاني من قطع في أحد الشرايين الواصل من القلب إلى القدم، وفق تشخيص الأطباء، وبعد إجراء عددٍ من العمليات الجراحية، ظلّ مُلقى على أحد أسرّة قسم 'العناية المركزة'، يتنفس عبر أنبوب التنفس الاصطناعي.
ومكث 'إسماعيل' أكثر من عشرة أيام داخل قسم 'العناية المركزة' في كمال عدوان، وهو مُلقى على السرير يغطي معظم أجزاء جسده 'الشاش الطبي الأبيض' فيما يخرج من فمه وأعضاء أخرى من جسده 'أنابيب للدم وأخرى علاجية'.
وطيلة تلك الفترة رافقت العائلة حالة من الترقب والقلق على مصير حالة طفلهم الصحية، سيّما أنها آخذة بالتراجع يوماً بعد آخر، وفي نهاية المطاف ارتقى 'إسماعيل' شهيداً بعد الأيام العشرة، فكان ذلك الخبر صاعقاً بالنسبة للعائلة، كما يقول والده الذي يتجرع الألم.
لم يجد 'إبراهيم' كلمات تسعف ذاكرته المُنهكة، فبعد صمتٍ امتد بضع ثواني تمالك اعصابه وقال 'استشهاد ابني هو فخر لنا وعزة وهو سيكون شفيعاً لنا في الجنة بإذن الله'.
ويصف طفله بأنه 'نشيط وكثير الحركة والتنقل خلافاً لإخوانه الثلاثة الآخرين، إذ كان يلبي كل طلبات العائلة دون كلل أو ملل، وغيابه ترك فراغاً كبيراً'، مشيراً إلى أن كان يمتلك 'بسطة صغيرة' داخل المدرسة بهدف مساعدة والدته في إعالة الأسرة.
وعدّ 'إبراهيم' استهداف المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين غالبيتهم من النساء والأطفال 'جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان'.
ولا يزال العدوان 'الإسرائيلي' الذي انطلقت شرارته في السابع من أكتوبر 2023، مستمراً منذ أكثر من عشرة أشهر، حيث أسفر عن استشهاد أكثر من 40 ألفاً وإصابة أزيد من 90 ألفاً آخرين- غالبيتهم من النساء والأطفال- وفقاً لتقارير فلسطينية ودولية.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - كان يجلس على أحد أدراج مدرسة صلاح الدين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'أونروا'، التي نزحوا إليها قبل عدة أشهر، ينتظر عودة والده الذي غادر المكان لجلب 'ربطة خبز' واحتياجات أخرى يسد بها رمق العائلة، من أجل الانطلاق لمساعدته فور وصوله.
يمضي وقت الانتظار سريعاً بالنسبة للطفل إسماعيل المشهراوي (6 أعوام)، فعندما وصل والده 'إبراهيم' حين تمركزت عقارب الساعة عند الثالثة والنصف عصراً، لمح 'إسماعيل' والده من بعيد وراح يركض مُسرعاً، لكن صاروخ إسرائيلي 'غادر' كان أسرع منه.
في تاريخ الـ 21 من أغسطس/ آب الماضي، الذي صادف يوم الأربعاء، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية بصاروخ 'أرعن' مدرسة صلاح الدين التي تؤوي آلاف النازحين ومن بينهم عائلة المشهراوي، في تلك اللحظات كان 'إسماعيل' يركض باتجاه والده 'إبراهيم'، لكن الصاروخ غيّر مسار طريقه وأرداه أرضاً، وفق ما يروي الوالد 'إبراهيم' .
كان مشهد ارتطام الطفل 'إسماعيل' أرضاً من جراء إصابته بشظايا الصاروخ الإسرائيلي، ماثلاً أمام أعين والده 'إبراهيم'، الذي قال عن تلك اللحظات القاسية 'أنا كنت شايف ابني وهو غارق في الدماء وأمعائه خرجت من جسمه على الأرض'.
حالة من الارباك خيّمت على 'إبراهيم'، إذ سارع إلى حمل نجله المضرج بدمائه ونقله إلى باب المدرسة الخارجي، حتى جاءت سيارة الإسعاف ونقلته إلى المستشفى الأهلي العربي 'المعمداني'، حسب الوالد المكلوم.
في اللحظات الأولى لوصول 'إسماعيل' إلى المستشفى تم تشخيص إصابته من الأطباء بـ 'الخطيرة'، حيث جرى تحويله إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية، في محاولة لإنقاذ حياته، وتم خلالها استئصال أجزاء من الأمعاء.
ويواصل 'إبراهيم' حديثه، أن 'تحسناً طرأ على حالة ابنه عقب خروجه من العمليات، وتحويله إلى قسم العناية المركزة'، وهو ما أعاد بريق الأمل لديه بعود الحياة لطفله مجدداً.
لم يدم ذلك التحسن طويلاً، فقد حدثت انتكاسة صحية أخرى أدخلته في غيبوبة أخرى، اضطر على إثرها الأطباء لتحويل 'إسماعيل' إلى مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أملاً في تلقي علاج أفضل يُنقذ حياته فجرى إدخاله إلى قسم 'العناية المركزة'، يتابع الوالد 'إبراهيم' والحسرة تمتزج بصوته.
وبحسب 'إبراهيم'، فإن طفله كان يعاني من قطع في أحد الشرايين الواصل من القلب إلى القدم، وفق تشخيص الأطباء، وبعد إجراء عددٍ من العمليات الجراحية، ظلّ مُلقى على أحد أسرّة قسم 'العناية المركزة'، يتنفس عبر أنبوب التنفس الاصطناعي.
ومكث 'إسماعيل' أكثر من عشرة أيام داخل قسم 'العناية المركزة' في كمال عدوان، وهو مُلقى على السرير يغطي معظم أجزاء جسده 'الشاش الطبي الأبيض' فيما يخرج من فمه وأعضاء أخرى من جسده 'أنابيب للدم وأخرى علاجية'.
وطيلة تلك الفترة رافقت العائلة حالة من الترقب والقلق على مصير حالة طفلهم الصحية، سيّما أنها آخذة بالتراجع يوماً بعد آخر، وفي نهاية المطاف ارتقى 'إسماعيل' شهيداً بعد الأيام العشرة، فكان ذلك الخبر صاعقاً بالنسبة للعائلة، كما يقول والده الذي يتجرع الألم.
لم يجد 'إبراهيم' كلمات تسعف ذاكرته المُنهكة، فبعد صمتٍ امتد بضع ثواني تمالك اعصابه وقال 'استشهاد ابني هو فخر لنا وعزة وهو سيكون شفيعاً لنا في الجنة بإذن الله'.
ويصف طفله بأنه 'نشيط وكثير الحركة والتنقل خلافاً لإخوانه الثلاثة الآخرين، إذ كان يلبي كل طلبات العائلة دون كلل أو ملل، وغيابه ترك فراغاً كبيراً'، مشيراً إلى أن كان يمتلك 'بسطة صغيرة' داخل المدرسة بهدف مساعدة والدته في إعالة الأسرة.
وعدّ 'إبراهيم' استهداف المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين غالبيتهم من النساء والأطفال 'جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان'.
ولا يزال العدوان 'الإسرائيلي' الذي انطلقت شرارته في السابع من أكتوبر 2023، مستمراً منذ أكثر من عشرة أشهر، حيث أسفر عن استشهاد أكثر من 40 ألفاً وإصابة أزيد من 90 ألفاً آخرين- غالبيتهم من النساء والأطفال- وفقاً لتقارير فلسطينية ودولية.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - كان يجلس على أحد أدراج مدرسة صلاح الدين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'أونروا'، التي نزحوا إليها قبل عدة أشهر، ينتظر عودة والده الذي غادر المكان لجلب 'ربطة خبز' واحتياجات أخرى يسد بها رمق العائلة، من أجل الانطلاق لمساعدته فور وصوله.
يمضي وقت الانتظار سريعاً بالنسبة للطفل إسماعيل المشهراوي (6 أعوام)، فعندما وصل والده 'إبراهيم' حين تمركزت عقارب الساعة عند الثالثة والنصف عصراً، لمح 'إسماعيل' والده من بعيد وراح يركض مُسرعاً، لكن صاروخ إسرائيلي 'غادر' كان أسرع منه.
في تاريخ الـ 21 من أغسطس/ آب الماضي، الذي صادف يوم الأربعاء، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية بصاروخ 'أرعن' مدرسة صلاح الدين التي تؤوي آلاف النازحين ومن بينهم عائلة المشهراوي، في تلك اللحظات كان 'إسماعيل' يركض باتجاه والده 'إبراهيم'، لكن الصاروخ غيّر مسار طريقه وأرداه أرضاً، وفق ما يروي الوالد 'إبراهيم' .
كان مشهد ارتطام الطفل 'إسماعيل' أرضاً من جراء إصابته بشظايا الصاروخ الإسرائيلي، ماثلاً أمام أعين والده 'إبراهيم'، الذي قال عن تلك اللحظات القاسية 'أنا كنت شايف ابني وهو غارق في الدماء وأمعائه خرجت من جسمه على الأرض'.
حالة من الارباك خيّمت على 'إبراهيم'، إذ سارع إلى حمل نجله المضرج بدمائه ونقله إلى باب المدرسة الخارجي، حتى جاءت سيارة الإسعاف ونقلته إلى المستشفى الأهلي العربي 'المعمداني'، حسب الوالد المكلوم.
في اللحظات الأولى لوصول 'إسماعيل' إلى المستشفى تم تشخيص إصابته من الأطباء بـ 'الخطيرة'، حيث جرى تحويله إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية، في محاولة لإنقاذ حياته، وتم خلالها استئصال أجزاء من الأمعاء.
ويواصل 'إبراهيم' حديثه، أن 'تحسناً طرأ على حالة ابنه عقب خروجه من العمليات، وتحويله إلى قسم العناية المركزة'، وهو ما أعاد بريق الأمل لديه بعود الحياة لطفله مجدداً.
لم يدم ذلك التحسن طويلاً، فقد حدثت انتكاسة صحية أخرى أدخلته في غيبوبة أخرى، اضطر على إثرها الأطباء لتحويل 'إسماعيل' إلى مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أملاً في تلقي علاج أفضل يُنقذ حياته فجرى إدخاله إلى قسم 'العناية المركزة'، يتابع الوالد 'إبراهيم' والحسرة تمتزج بصوته.
وبحسب 'إبراهيم'، فإن طفله كان يعاني من قطع في أحد الشرايين الواصل من القلب إلى القدم، وفق تشخيص الأطباء، وبعد إجراء عددٍ من العمليات الجراحية، ظلّ مُلقى على أحد أسرّة قسم 'العناية المركزة'، يتنفس عبر أنبوب التنفس الاصطناعي.
ومكث 'إسماعيل' أكثر من عشرة أيام داخل قسم 'العناية المركزة' في كمال عدوان، وهو مُلقى على السرير يغطي معظم أجزاء جسده 'الشاش الطبي الأبيض' فيما يخرج من فمه وأعضاء أخرى من جسده 'أنابيب للدم وأخرى علاجية'.
وطيلة تلك الفترة رافقت العائلة حالة من الترقب والقلق على مصير حالة طفلهم الصحية، سيّما أنها آخذة بالتراجع يوماً بعد آخر، وفي نهاية المطاف ارتقى 'إسماعيل' شهيداً بعد الأيام العشرة، فكان ذلك الخبر صاعقاً بالنسبة للعائلة، كما يقول والده الذي يتجرع الألم.
لم يجد 'إبراهيم' كلمات تسعف ذاكرته المُنهكة، فبعد صمتٍ امتد بضع ثواني تمالك اعصابه وقال 'استشهاد ابني هو فخر لنا وعزة وهو سيكون شفيعاً لنا في الجنة بإذن الله'.
ويصف طفله بأنه 'نشيط وكثير الحركة والتنقل خلافاً لإخوانه الثلاثة الآخرين، إذ كان يلبي كل طلبات العائلة دون كلل أو ملل، وغيابه ترك فراغاً كبيراً'، مشيراً إلى أن كان يمتلك 'بسطة صغيرة' داخل المدرسة بهدف مساعدة والدته في إعالة الأسرة.
وعدّ 'إبراهيم' استهداف المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين غالبيتهم من النساء والأطفال 'جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان'.
ولا يزال العدوان 'الإسرائيلي' الذي انطلقت شرارته في السابع من أكتوبر 2023، مستمراً منذ أكثر من عشرة أشهر، حيث أسفر عن استشهاد أكثر من 40 ألفاً وإصابة أزيد من 90 ألفاً آخرين- غالبيتهم من النساء والأطفال- وفقاً لتقارير فلسطينية ودولية.
فلسطين أون لاين
التعليقات