محمد الصمادي
في يومٍ ما، جلس محمد أمام شاشة هاتفه، مستعرضًا الصور التي نشرها على صفحته الخاصة. كانت هناك صور تجمعه مع أصدقائه في مختلف المناسبات: ضحكات، ذكريات، لحظات من الفرح والمشاركة. لكن شيئًا ما كان يُثقل قلبه. نظر إلى نفسه في تلك الصور وكأنها أصبحت خالية من الحياة، فارغة من المعنى.
قرر أن يبحث عن نفسه في صور الأصدقاء. فتح صفحاتهم، واحدًا تلو الآخر، باحثًا عن صورة له تجمعهم. لكن كلما زاد البحث، زاد شعوره بالغربة. لم يجد صورة واحدة له. كانوا جميعًا هناك: وجوه باسمة، عيون متلألئة، لحظات سعيدة، لكن محمد كان غائبًا.
قال في نفسه: 'ربما سأجدني على صفحة صديقتي المقربة'.
تابع محمد تصفح صفحة صديقته المقربة، آملاً أن يجد فيها ما يخفف من شعوره بالاغتراب. بدأ بالنزول في الصور والتعليقات، لكنه لم يجد له أي أثر. كانت كل الصور تجمعها بأشخاص آخرين، واللحظات التي كان يعتقد أنها مميزة بينهما لم تكن موجودة. حاول البحث في تعليقاتها، كلماتها، ولكنه لم يجد اسمه يذكر.
شعر محمد بثقلٍ أكبر في قلبه، وتساءل: 'هل كنت حاضرًا حقًا في حياتهم، أم كنت مجرد ظلٍ يظهر حينما يحتاجون إليه؟'. كان الألم يتزايد داخله، وكأن صمت الصور والصمت الذي كان يسمعه يصرخان في وجهه بالحقيقة: أنه كان مجرد صفحة عابرة في حياتهم، لم يترك أثرًا يُذكر.
في تلك اللحظة، قرر محمد أن يغلق هاتفه. لكنه قبل أن يفعل، كتب رسالة قصيرة لصديقته المقربة، قال فيها: 'هل تذكرينني؟'. أرسلها، ثم وضع هاتفه جانبًا، وقد عزم على أن يبدأ مرحلة جديدة في حياته، مرحلة لا يبحث فيها عن الاعتراف أو الوجود في صور الآخرين، بل يبدأ في خلق صورٍ ومعانٍ خاصة به، لا تعتمد على اعتراف أحد.
كانت تلك الليلة بداية لرحلة جديدة، رحلة البحث عن الذات في عالمٍ يبدو أنه لا يتسع سوى للصور البراقة، لكنه أدرك أن المعنى الحقيقي لا يكمن في الصور، بل في الروح التي تعيش خلف تلك الصور.
محمد الصمادي
في يومٍ ما، جلس محمد أمام شاشة هاتفه، مستعرضًا الصور التي نشرها على صفحته الخاصة. كانت هناك صور تجمعه مع أصدقائه في مختلف المناسبات: ضحكات، ذكريات، لحظات من الفرح والمشاركة. لكن شيئًا ما كان يُثقل قلبه. نظر إلى نفسه في تلك الصور وكأنها أصبحت خالية من الحياة، فارغة من المعنى.
قرر أن يبحث عن نفسه في صور الأصدقاء. فتح صفحاتهم، واحدًا تلو الآخر، باحثًا عن صورة له تجمعهم. لكن كلما زاد البحث، زاد شعوره بالغربة. لم يجد صورة واحدة له. كانوا جميعًا هناك: وجوه باسمة، عيون متلألئة، لحظات سعيدة، لكن محمد كان غائبًا.
قال في نفسه: 'ربما سأجدني على صفحة صديقتي المقربة'.
تابع محمد تصفح صفحة صديقته المقربة، آملاً أن يجد فيها ما يخفف من شعوره بالاغتراب. بدأ بالنزول في الصور والتعليقات، لكنه لم يجد له أي أثر. كانت كل الصور تجمعها بأشخاص آخرين، واللحظات التي كان يعتقد أنها مميزة بينهما لم تكن موجودة. حاول البحث في تعليقاتها، كلماتها، ولكنه لم يجد اسمه يذكر.
شعر محمد بثقلٍ أكبر في قلبه، وتساءل: 'هل كنت حاضرًا حقًا في حياتهم، أم كنت مجرد ظلٍ يظهر حينما يحتاجون إليه؟'. كان الألم يتزايد داخله، وكأن صمت الصور والصمت الذي كان يسمعه يصرخان في وجهه بالحقيقة: أنه كان مجرد صفحة عابرة في حياتهم، لم يترك أثرًا يُذكر.
في تلك اللحظة، قرر محمد أن يغلق هاتفه. لكنه قبل أن يفعل، كتب رسالة قصيرة لصديقته المقربة، قال فيها: 'هل تذكرينني؟'. أرسلها، ثم وضع هاتفه جانبًا، وقد عزم على أن يبدأ مرحلة جديدة في حياته، مرحلة لا يبحث فيها عن الاعتراف أو الوجود في صور الآخرين، بل يبدأ في خلق صورٍ ومعانٍ خاصة به، لا تعتمد على اعتراف أحد.
كانت تلك الليلة بداية لرحلة جديدة، رحلة البحث عن الذات في عالمٍ يبدو أنه لا يتسع سوى للصور البراقة، لكنه أدرك أن المعنى الحقيقي لا يكمن في الصور، بل في الروح التي تعيش خلف تلك الصور.
محمد الصمادي
في يومٍ ما، جلس محمد أمام شاشة هاتفه، مستعرضًا الصور التي نشرها على صفحته الخاصة. كانت هناك صور تجمعه مع أصدقائه في مختلف المناسبات: ضحكات، ذكريات، لحظات من الفرح والمشاركة. لكن شيئًا ما كان يُثقل قلبه. نظر إلى نفسه في تلك الصور وكأنها أصبحت خالية من الحياة، فارغة من المعنى.
قرر أن يبحث عن نفسه في صور الأصدقاء. فتح صفحاتهم، واحدًا تلو الآخر، باحثًا عن صورة له تجمعهم. لكن كلما زاد البحث، زاد شعوره بالغربة. لم يجد صورة واحدة له. كانوا جميعًا هناك: وجوه باسمة، عيون متلألئة، لحظات سعيدة، لكن محمد كان غائبًا.
قال في نفسه: 'ربما سأجدني على صفحة صديقتي المقربة'.
تابع محمد تصفح صفحة صديقته المقربة، آملاً أن يجد فيها ما يخفف من شعوره بالاغتراب. بدأ بالنزول في الصور والتعليقات، لكنه لم يجد له أي أثر. كانت كل الصور تجمعها بأشخاص آخرين، واللحظات التي كان يعتقد أنها مميزة بينهما لم تكن موجودة. حاول البحث في تعليقاتها، كلماتها، ولكنه لم يجد اسمه يذكر.
شعر محمد بثقلٍ أكبر في قلبه، وتساءل: 'هل كنت حاضرًا حقًا في حياتهم، أم كنت مجرد ظلٍ يظهر حينما يحتاجون إليه؟'. كان الألم يتزايد داخله، وكأن صمت الصور والصمت الذي كان يسمعه يصرخان في وجهه بالحقيقة: أنه كان مجرد صفحة عابرة في حياتهم، لم يترك أثرًا يُذكر.
في تلك اللحظة، قرر محمد أن يغلق هاتفه. لكنه قبل أن يفعل، كتب رسالة قصيرة لصديقته المقربة، قال فيها: 'هل تذكرينني؟'. أرسلها، ثم وضع هاتفه جانبًا، وقد عزم على أن يبدأ مرحلة جديدة في حياته، مرحلة لا يبحث فيها عن الاعتراف أو الوجود في صور الآخرين، بل يبدأ في خلق صورٍ ومعانٍ خاصة به، لا تعتمد على اعتراف أحد.
كانت تلك الليلة بداية لرحلة جديدة، رحلة البحث عن الذات في عالمٍ يبدو أنه لا يتسع سوى للصور البراقة، لكنه أدرك أن المعنى الحقيقي لا يكمن في الصور، بل في الروح التي تعيش خلف تلك الصور.
التعليقات