«العُمر لولا ثلاثة.. وألّا أقشر ما به تشفاتي
الأول جرك للمنسف وتحزم فوق العباتي
والثاني جيبك للمنصر وتحدي عيال الزيناتي
والثالث نقلك للصاري يوم تصير الكوناتي».
هذا ما ورد عن المنسف الأردني في سجلات الشعر الشعبي، بين طيات الكرم والقوة والتناغم مع البيئة، والتي لطالما وصفت المكان والإنسان والظروف التي صنعت هذا الطبق الذي يعده الأردنيون سيد المائدة الأردنية، ومن هنا تتضح أهمية هذا المكون الذي يتجاوز كونه طبقاً.. ليروي القصة.
رَبّى الأردنيون المواشي فاعتمدوا على مشتقات الألبان في طعامهم، وجاء المنسف على رأس الأطعمة، مع أن العديد من الأطباق الأردنية تعتمد على اللبن أو «الجميد»، وهو اللبن المجفف تحت أشعة الشمس؛ تلك الطريقة التي جاءت من الماضي لحفظه.
ورغم أن المنسف يتشابه في مكوناته مع أطباق أخرى في بعض الدول المجاورة، إلا أنه الطبق الرئيس في المطبخ الأردني، وفي التاريخ يقال إن الأردنيين القدماء تناولوا المنسف قبل أكثر من سبعة آلاف عام، بحسب دراسات أنثروبولوجية.
بين البدوي والفلاح الأردني، أُعِدّ هذا الطبق، وتعاون الجميع ليكون الأشهى والأكثر شعبية، فحرص البدوي على تحضير وطبخ اللحم الضأن واللبن في صحرائه، وأضاف الفلاح من سَهله القمح والصنوبر واللوز.
كان المنسف قديماً عبارة عن «فِتيت» يتكون من اللحم المطبوخ مع اللبن وخبز «الشراك» الذي يُخبَز على الصاج، قبل أن يدخل عليه «الجِريش» (أي القمح المجروش وليس المطحون)، ولاحقاً الأرز.
«إتيكيت» المنسف
للأردنيين «إتيكيت» وقواعد خاصة في أكل المنسف، وهذه أحد أسراره، منها: أن يناط بعمله الرجال وليس النساء، وأن يؤكل باليد اليمنى وتوضع اليد اليسرى خلف الظهر. كما أن رأس الخاروف في منتصف الطبق دلالة على واجب الضيف وأن هذه الذبيحة ذُبحت له خصيصاً، ويكون الرأس مرفوعاً لأعلى في الفرح، ومعقوفاً للأسفل في الترح.
في الماضي، كان المنسف يؤكل على شكل «طارات» (بمعنى جولات)، حيث يُقدم في سدر دائري مفتوح كدلالة على المشاركة والمساواة، ومن هنا جاءت قاعدة الأكل بسرعة التي اعتاد عليها الأردنيون. ويقولون في ذلك: «يوكلوا أكل السباع ويقوموا قومة الضباع»، مثلما يقولون: «أكل الرجال على قَد (قَدْرِ) أفعالها».
يُمنع إصدار الصوت عند الطعام أو أكل الشخص مما لا يليه، ويُستهجن تنظيف اليد باللسان بعد الانتهاء من الطعام، فما يميز المسنف أنه يؤكل ضمن جماعة وفي «سِدْر» كبير كان يُصنَع من النحاس وله قواعد تثبته على الأرض. ويُستحَبّ الأكل بالأصابع الثلاثة (الإبهام والسبابة والوسطى). ويبدأ تناول المنسف بعملية «الفجولة»، وهي بضع حركات لمزج الغماس سواء كان من الجريش أو الأرز مع اللبن، ويُعاب أن يصل الطعام إلى بطن اليد أو ظهرها عند تحضير اللقمة و'دحبرتها»، ويُقصَد بهذا المصطلح تشكيل كُرة دائرية من الأرز قبل وضعه في الفم، وهذه قاعدة وميزة أخرى للمنسف. وتأتي خصوصية المنسف من تفضيل أن يؤكَل باليد لا بالملاعق.
ومن المعيب عموماً على الضيف أن يمسّ رأس الذبيحة، ومن المتعارف عليه أن يتولى هذه المهمّة المعزِّب (المُضيف) أو كبير القوم، نظراً للدلالة الرمزية للرأس، كما يعدّ قطع لسان الذبيحة وتقديمه للضيف نوعاً من التوجيب له. وقيل في ذلك: «اقعد خلف الرجال وشوف شو يمدُّولك».
ومن بعض العادات السيئة أثناء تناول المنسف: «اللش» (أي كثرة الأكل)، و'اللّهمطة» (الأكل من دون تركيز ومن دون احترام آداب الطعام)، ويُنبذ كذلك إعادة اللقمة أو بعضها بعد أكلها، وكذلك الأمر بالنسبة لمسح اليد بطرف السِّدر.
شهرة المنسف
من المؤكد أنك سمعت عن المنسف، ليس فقط لكونك أردنياً، بل لأنه الطعام التقليدي الأشهر من بين الأطعمة الشعبية لا عربياً فقط بل عالمياً، فلا يمكن للزائر أن يأتي للأردن إلا ويتذوق المنسف، وفي هذا إشارة إلى كرم الأردنيين المشهود له، فلا يستقبلك الأردني إلا وهو يصرّ على أن تكون ضيفه على المنسف، فهو لا يعامله معاملة وجبة طعام، بل ينظر إليه بوصفه تكريماً وتقديراً للضيف.
المنسف في اليونسكو
أستبعد أن يكون المنسف مُهدداً كبعض الأطباق الشعبية الأخرى، فالمنسف شكّل وما زال يشكل رابطاً بين الأردني وهويته، وهو يحكي حكاية الأردني مع الضيف وتمسّكه بتقديم أفضل ما لديه لهذا الضيف الذي يهمّه كثيراً، مردداً على الدوام: «الضيف إذا أقبل أمير، وإذا قعد أسير، وإذا قام شاعر».
لن يغيب المنسف وهو الحاضر في أفراح الأردنيين وأتراحهم ومنساباتهم المهمة، وهو رمزية الكرم الذي يستشعرها الآخر في الأردني. ومن الممكن أن يُسهم الوضع الاقتصادي الحالي في بعض التغيرات الطفيفة، إلّا أن المنسف معشوق الأردنيين، يتمنى كل أردني أن يكون على مائدته كما اعتاد في كل يوم جمعة ضمن التجمع الأسري. إضافة إلى أن سيد المائدة الأردنية (المنسف) قد يكون الطبق المتفق عليه، إذ لإن غالبية السياح وزوار الأردن وأهلها في المقدمة يحبونه ويعدّونه طبقهم المفضّل، وعندما تسأل الزائر عن أحد الأمور التي أعجبته في الأردن سرعان ما يجيبك بأنه «المنسف».
*هيا الدعجة
الراي
«العُمر لولا ثلاثة.. وألّا أقشر ما به تشفاتي
الأول جرك للمنسف وتحزم فوق العباتي
والثاني جيبك للمنصر وتحدي عيال الزيناتي
والثالث نقلك للصاري يوم تصير الكوناتي».
هذا ما ورد عن المنسف الأردني في سجلات الشعر الشعبي، بين طيات الكرم والقوة والتناغم مع البيئة، والتي لطالما وصفت المكان والإنسان والظروف التي صنعت هذا الطبق الذي يعده الأردنيون سيد المائدة الأردنية، ومن هنا تتضح أهمية هذا المكون الذي يتجاوز كونه طبقاً.. ليروي القصة.
رَبّى الأردنيون المواشي فاعتمدوا على مشتقات الألبان في طعامهم، وجاء المنسف على رأس الأطعمة، مع أن العديد من الأطباق الأردنية تعتمد على اللبن أو «الجميد»، وهو اللبن المجفف تحت أشعة الشمس؛ تلك الطريقة التي جاءت من الماضي لحفظه.
ورغم أن المنسف يتشابه في مكوناته مع أطباق أخرى في بعض الدول المجاورة، إلا أنه الطبق الرئيس في المطبخ الأردني، وفي التاريخ يقال إن الأردنيين القدماء تناولوا المنسف قبل أكثر من سبعة آلاف عام، بحسب دراسات أنثروبولوجية.
بين البدوي والفلاح الأردني، أُعِدّ هذا الطبق، وتعاون الجميع ليكون الأشهى والأكثر شعبية، فحرص البدوي على تحضير وطبخ اللحم الضأن واللبن في صحرائه، وأضاف الفلاح من سَهله القمح والصنوبر واللوز.
كان المنسف قديماً عبارة عن «فِتيت» يتكون من اللحم المطبوخ مع اللبن وخبز «الشراك» الذي يُخبَز على الصاج، قبل أن يدخل عليه «الجِريش» (أي القمح المجروش وليس المطحون)، ولاحقاً الأرز.
«إتيكيت» المنسف
للأردنيين «إتيكيت» وقواعد خاصة في أكل المنسف، وهذه أحد أسراره، منها: أن يناط بعمله الرجال وليس النساء، وأن يؤكل باليد اليمنى وتوضع اليد اليسرى خلف الظهر. كما أن رأس الخاروف في منتصف الطبق دلالة على واجب الضيف وأن هذه الذبيحة ذُبحت له خصيصاً، ويكون الرأس مرفوعاً لأعلى في الفرح، ومعقوفاً للأسفل في الترح.
في الماضي، كان المنسف يؤكل على شكل «طارات» (بمعنى جولات)، حيث يُقدم في سدر دائري مفتوح كدلالة على المشاركة والمساواة، ومن هنا جاءت قاعدة الأكل بسرعة التي اعتاد عليها الأردنيون. ويقولون في ذلك: «يوكلوا أكل السباع ويقوموا قومة الضباع»، مثلما يقولون: «أكل الرجال على قَد (قَدْرِ) أفعالها».
يُمنع إصدار الصوت عند الطعام أو أكل الشخص مما لا يليه، ويُستهجن تنظيف اليد باللسان بعد الانتهاء من الطعام، فما يميز المسنف أنه يؤكل ضمن جماعة وفي «سِدْر» كبير كان يُصنَع من النحاس وله قواعد تثبته على الأرض. ويُستحَبّ الأكل بالأصابع الثلاثة (الإبهام والسبابة والوسطى). ويبدأ تناول المنسف بعملية «الفجولة»، وهي بضع حركات لمزج الغماس سواء كان من الجريش أو الأرز مع اللبن، ويُعاب أن يصل الطعام إلى بطن اليد أو ظهرها عند تحضير اللقمة و'دحبرتها»، ويُقصَد بهذا المصطلح تشكيل كُرة دائرية من الأرز قبل وضعه في الفم، وهذه قاعدة وميزة أخرى للمنسف. وتأتي خصوصية المنسف من تفضيل أن يؤكَل باليد لا بالملاعق.
ومن المعيب عموماً على الضيف أن يمسّ رأس الذبيحة، ومن المتعارف عليه أن يتولى هذه المهمّة المعزِّب (المُضيف) أو كبير القوم، نظراً للدلالة الرمزية للرأس، كما يعدّ قطع لسان الذبيحة وتقديمه للضيف نوعاً من التوجيب له. وقيل في ذلك: «اقعد خلف الرجال وشوف شو يمدُّولك».
ومن بعض العادات السيئة أثناء تناول المنسف: «اللش» (أي كثرة الأكل)، و'اللّهمطة» (الأكل من دون تركيز ومن دون احترام آداب الطعام)، ويُنبذ كذلك إعادة اللقمة أو بعضها بعد أكلها، وكذلك الأمر بالنسبة لمسح اليد بطرف السِّدر.
شهرة المنسف
من المؤكد أنك سمعت عن المنسف، ليس فقط لكونك أردنياً، بل لأنه الطعام التقليدي الأشهر من بين الأطعمة الشعبية لا عربياً فقط بل عالمياً، فلا يمكن للزائر أن يأتي للأردن إلا ويتذوق المنسف، وفي هذا إشارة إلى كرم الأردنيين المشهود له، فلا يستقبلك الأردني إلا وهو يصرّ على أن تكون ضيفه على المنسف، فهو لا يعامله معاملة وجبة طعام، بل ينظر إليه بوصفه تكريماً وتقديراً للضيف.
المنسف في اليونسكو
أستبعد أن يكون المنسف مُهدداً كبعض الأطباق الشعبية الأخرى، فالمنسف شكّل وما زال يشكل رابطاً بين الأردني وهويته، وهو يحكي حكاية الأردني مع الضيف وتمسّكه بتقديم أفضل ما لديه لهذا الضيف الذي يهمّه كثيراً، مردداً على الدوام: «الضيف إذا أقبل أمير، وإذا قعد أسير، وإذا قام شاعر».
لن يغيب المنسف وهو الحاضر في أفراح الأردنيين وأتراحهم ومنساباتهم المهمة، وهو رمزية الكرم الذي يستشعرها الآخر في الأردني. ومن الممكن أن يُسهم الوضع الاقتصادي الحالي في بعض التغيرات الطفيفة، إلّا أن المنسف معشوق الأردنيين، يتمنى كل أردني أن يكون على مائدته كما اعتاد في كل يوم جمعة ضمن التجمع الأسري. إضافة إلى أن سيد المائدة الأردنية (المنسف) قد يكون الطبق المتفق عليه، إذ لإن غالبية السياح وزوار الأردن وأهلها في المقدمة يحبونه ويعدّونه طبقهم المفضّل، وعندما تسأل الزائر عن أحد الأمور التي أعجبته في الأردن سرعان ما يجيبك بأنه «المنسف».
*هيا الدعجة
الراي
«العُمر لولا ثلاثة.. وألّا أقشر ما به تشفاتي
الأول جرك للمنسف وتحزم فوق العباتي
والثاني جيبك للمنصر وتحدي عيال الزيناتي
والثالث نقلك للصاري يوم تصير الكوناتي».
هذا ما ورد عن المنسف الأردني في سجلات الشعر الشعبي، بين طيات الكرم والقوة والتناغم مع البيئة، والتي لطالما وصفت المكان والإنسان والظروف التي صنعت هذا الطبق الذي يعده الأردنيون سيد المائدة الأردنية، ومن هنا تتضح أهمية هذا المكون الذي يتجاوز كونه طبقاً.. ليروي القصة.
رَبّى الأردنيون المواشي فاعتمدوا على مشتقات الألبان في طعامهم، وجاء المنسف على رأس الأطعمة، مع أن العديد من الأطباق الأردنية تعتمد على اللبن أو «الجميد»، وهو اللبن المجفف تحت أشعة الشمس؛ تلك الطريقة التي جاءت من الماضي لحفظه.
ورغم أن المنسف يتشابه في مكوناته مع أطباق أخرى في بعض الدول المجاورة، إلا أنه الطبق الرئيس في المطبخ الأردني، وفي التاريخ يقال إن الأردنيين القدماء تناولوا المنسف قبل أكثر من سبعة آلاف عام، بحسب دراسات أنثروبولوجية.
بين البدوي والفلاح الأردني، أُعِدّ هذا الطبق، وتعاون الجميع ليكون الأشهى والأكثر شعبية، فحرص البدوي على تحضير وطبخ اللحم الضأن واللبن في صحرائه، وأضاف الفلاح من سَهله القمح والصنوبر واللوز.
كان المنسف قديماً عبارة عن «فِتيت» يتكون من اللحم المطبوخ مع اللبن وخبز «الشراك» الذي يُخبَز على الصاج، قبل أن يدخل عليه «الجِريش» (أي القمح المجروش وليس المطحون)، ولاحقاً الأرز.
«إتيكيت» المنسف
للأردنيين «إتيكيت» وقواعد خاصة في أكل المنسف، وهذه أحد أسراره، منها: أن يناط بعمله الرجال وليس النساء، وأن يؤكل باليد اليمنى وتوضع اليد اليسرى خلف الظهر. كما أن رأس الخاروف في منتصف الطبق دلالة على واجب الضيف وأن هذه الذبيحة ذُبحت له خصيصاً، ويكون الرأس مرفوعاً لأعلى في الفرح، ومعقوفاً للأسفل في الترح.
في الماضي، كان المنسف يؤكل على شكل «طارات» (بمعنى جولات)، حيث يُقدم في سدر دائري مفتوح كدلالة على المشاركة والمساواة، ومن هنا جاءت قاعدة الأكل بسرعة التي اعتاد عليها الأردنيون. ويقولون في ذلك: «يوكلوا أكل السباع ويقوموا قومة الضباع»، مثلما يقولون: «أكل الرجال على قَد (قَدْرِ) أفعالها».
يُمنع إصدار الصوت عند الطعام أو أكل الشخص مما لا يليه، ويُستهجن تنظيف اليد باللسان بعد الانتهاء من الطعام، فما يميز المسنف أنه يؤكل ضمن جماعة وفي «سِدْر» كبير كان يُصنَع من النحاس وله قواعد تثبته على الأرض. ويُستحَبّ الأكل بالأصابع الثلاثة (الإبهام والسبابة والوسطى). ويبدأ تناول المنسف بعملية «الفجولة»، وهي بضع حركات لمزج الغماس سواء كان من الجريش أو الأرز مع اللبن، ويُعاب أن يصل الطعام إلى بطن اليد أو ظهرها عند تحضير اللقمة و'دحبرتها»، ويُقصَد بهذا المصطلح تشكيل كُرة دائرية من الأرز قبل وضعه في الفم، وهذه قاعدة وميزة أخرى للمنسف. وتأتي خصوصية المنسف من تفضيل أن يؤكَل باليد لا بالملاعق.
ومن المعيب عموماً على الضيف أن يمسّ رأس الذبيحة، ومن المتعارف عليه أن يتولى هذه المهمّة المعزِّب (المُضيف) أو كبير القوم، نظراً للدلالة الرمزية للرأس، كما يعدّ قطع لسان الذبيحة وتقديمه للضيف نوعاً من التوجيب له. وقيل في ذلك: «اقعد خلف الرجال وشوف شو يمدُّولك».
ومن بعض العادات السيئة أثناء تناول المنسف: «اللش» (أي كثرة الأكل)، و'اللّهمطة» (الأكل من دون تركيز ومن دون احترام آداب الطعام)، ويُنبذ كذلك إعادة اللقمة أو بعضها بعد أكلها، وكذلك الأمر بالنسبة لمسح اليد بطرف السِّدر.
شهرة المنسف
من المؤكد أنك سمعت عن المنسف، ليس فقط لكونك أردنياً، بل لأنه الطعام التقليدي الأشهر من بين الأطعمة الشعبية لا عربياً فقط بل عالمياً، فلا يمكن للزائر أن يأتي للأردن إلا ويتذوق المنسف، وفي هذا إشارة إلى كرم الأردنيين المشهود له، فلا يستقبلك الأردني إلا وهو يصرّ على أن تكون ضيفه على المنسف، فهو لا يعامله معاملة وجبة طعام، بل ينظر إليه بوصفه تكريماً وتقديراً للضيف.
المنسف في اليونسكو
أستبعد أن يكون المنسف مُهدداً كبعض الأطباق الشعبية الأخرى، فالمنسف شكّل وما زال يشكل رابطاً بين الأردني وهويته، وهو يحكي حكاية الأردني مع الضيف وتمسّكه بتقديم أفضل ما لديه لهذا الضيف الذي يهمّه كثيراً، مردداً على الدوام: «الضيف إذا أقبل أمير، وإذا قعد أسير، وإذا قام شاعر».
لن يغيب المنسف وهو الحاضر في أفراح الأردنيين وأتراحهم ومنساباتهم المهمة، وهو رمزية الكرم الذي يستشعرها الآخر في الأردني. ومن الممكن أن يُسهم الوضع الاقتصادي الحالي في بعض التغيرات الطفيفة، إلّا أن المنسف معشوق الأردنيين، يتمنى كل أردني أن يكون على مائدته كما اعتاد في كل يوم جمعة ضمن التجمع الأسري. إضافة إلى أن سيد المائدة الأردنية (المنسف) قد يكون الطبق المتفق عليه، إذ لإن غالبية السياح وزوار الأردن وأهلها في المقدمة يحبونه ويعدّونه طبقهم المفضّل، وعندما تسأل الزائر عن أحد الأمور التي أعجبته في الأردن سرعان ما يجيبك بأنه «المنسف».
*هيا الدعجة
الراي
التعليقات