سهم محمد العبادي
ما قبل الحرب كان الأردن يحذر من تفاقم الأوضاع في فلسطين، وقاد جلالة الملك عبر السنوات الماضية حراك دولي كبير لإحقاق الحق الفلسطيني، وكان وحيدا على الساحة الدولية من يتحدث عن فلسطين بغياب الباقية من الدول العربية والإسلامية وحتى السلطة الفلسطينية نفسها.
وقعت الحرب على أهلنا في غزة، وأهلنا في غزة ليست مصطلحا إنشائيا، بل هو الشعور الأردني المكتوب في القلب والخطاب الرسمي والشعبي، وكان الأردن الحاضر وبقوة رغم التيارات المعاكسة في الشرق والغرب لتوجهاته في نصرة الأشقاء الفلسطينيين، والعواصم الغربية وأكبر منصاتها السياسية شاهدة على خطابات جلالة الملك ولقاءاته مع الزعماء والرؤساء لتلك الدول، واستطاع جلالته من إحداث تغيير على الساحة الرسمية الدولية للاستماع إلى فلسطين وقضيتها والظلم الواقع على الأهل هناك، وأن لا حل في الشرق الأوسط إلا بقيام دولة فلسطينية.
وكان جلالته أول قائد عربي وإسلامي وعالمي يكسر الحصار على أهلنا في غزة بإرسال طائرات نسور سلاح جونا الأردني لتقديم ما يمكن تقديمه، مثلما قاد ولي عهدنا سمو الأمير الحسين طائرة لتجهيز مستشفى ميداني في غزة ليلتحق بالمستشفى الأول، وكذلك جلالة الملكة التي ظهرت أكثر من رؤساء دول على الإعلام، وتحدثت عن حجم الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني، وكيف أثر ذلك في الشارع الغربي لما تمتلكه جلالتها من ثقة وحضور هناك، وبطبيعة الحال سمو الأميرة سلمى التي شاركت بالانزالات العسكرية للمساعدات، فهل فعل ذلك غيرهم والإجابة لا طبعا والميدان ومواقفه شاهدة.
رسميا أيضا قادت الحكومة حراكاً رسمياً عبر وزير خارجيتها، وعبر رئيسها في كثير من اللقاءات عن دعم حكومة المملكة للأشقاء الفلسطينيين، وعلى سبيل المثال قدمت مساعدات إغاثية وطبية حتى للضفة الغربية، ومنها بناء مستشفيات، بل وحتى أعلاف الثروات الحيوانية عبرت الجسر بحيث لم يبق أي نوع من المساعدات لم يقدم، وقس على ذلك مؤسسات الدولة بأكملها، ومنها مجلس الأمة.
شعبيا لم يقف أي بيت أردني متفرجا، والأردنيون جميعهم عبروا عن مواقفهم في نصرة الأهل في غزة وعموم فلسطين، وقدمت المساعدات من قراه وبواديه ومدنه وعشائره، وحي الطفايلة شهادة أردنية عالية القدر على دور الأردنيين و'عرسان' الأردن الذين قدموا ولائم أفراحهم في غزة وليس هنا، وتلك النسوة في القرى اللواتي تداعين لتقديم حاويات من المساعدات، وأنا على اطلاع أن غالبتهن في حالة فقر، ولكن كانت فزعتهن لشقيقاتهن في فلسطين وغزة العزة من باب حق الأهل على الأهل والجار على الجار، وقس على ذلك أيضا مختلف القطاعات الاقتصادية، والسؤال هل شاهدتم دولة بأكملها مثل الأردن قدمت ما استطاعت تقديمه؟ وبطبيعة الحال لن تجد، ومن يقول غير ذلك جاحد وناكر للمروءة والشهامة، وكشف الحساب يطول بالمواقف التي يقدمها النشامى، ومنها أيضا الوقفات والمسيرات التي لم تعد موجودة إلا في الأردن فقط.
إذن ما المطلوب منا في هذا الوطن أكثر من ذلك؟ ولماذا استمرار الإساءة إليه ولشعبه وقيادته ومواقفه؟ هل المطلوب منا أن نقف متفرجين على ما يدور من جريمة بحق شعب بأكمله؟ وإذا وقفنا متفرجين، واستمعنا لأصوات النشاز والمشككين والعجزة الذين لم يقدموا لفلسطين وأهلها إلا الفتن ومحاربة مواقف الرجال وتشويهها، فهل لديكم البديل الذي يقدم أفضل من الأردن؟ ودعونا نحذف الدور الأردني من المشهد الحالي، ستجدون غزة وفلسطين بأكملها بلا سند ولا عزوة، وستدون بقية الأوطان في حالة سبات عميق وغياب فاضح، وأعطوني وطناً واحداً زاد على الأردن موقفا؟ بل أعطوني حتى على المستوى الشعبي من قدم أكثر من الأردنيين؟ الإجابة ستكون مخزية لمن شكك في الدور الأردني ومواقفنا، بل وسيظهر باقي المشهد عجز الآخرين ونسيانهم لفلسطين وأهلها، وهذا الأمر طبيعي، ففي التاريخ وقبور الشهداء شاهدة أن شهداء الأمة في فلسطين كانوا من الأردن، مصر، العراق وقليل من سوريا وباقي الأمة كانت تشاهد المعارك من المدرجات.
لذلك على من يحاول التقليل من الدور الأردني وإظهاره دوما في محل شك عليه أن يعيد عقله إلى 'مكانه'، وأن لا يتوهم تخاذل البعض على أنه بطولة، بينما لا يرى في الأردن أي موقف مشرف، فلم يكتب عن الأردن العظيم وقيادته وشعبه إلا المواقف المشرفة التي تغطي الشمس، وتفضح عتمة الآخرين، أو كما قال ذلك الطفلي الغزي 'ما يعملوها غير الأردنية' وهذا ديدن الأردنيين ونحن خلف الملك سائرون ومعه وبه ماضون.
لذلك اتركوا الأردن العظيم يعمل واستغفروا لأنفسكم عن خذلانكم، فتقصيركم 'لا يتغطى' بالتشكيك بمواقفنا
'الأردن العظيم يستحق الأفضل دوما'
سهم محمد العبادي
ما قبل الحرب كان الأردن يحذر من تفاقم الأوضاع في فلسطين، وقاد جلالة الملك عبر السنوات الماضية حراك دولي كبير لإحقاق الحق الفلسطيني، وكان وحيدا على الساحة الدولية من يتحدث عن فلسطين بغياب الباقية من الدول العربية والإسلامية وحتى السلطة الفلسطينية نفسها.
وقعت الحرب على أهلنا في غزة، وأهلنا في غزة ليست مصطلحا إنشائيا، بل هو الشعور الأردني المكتوب في القلب والخطاب الرسمي والشعبي، وكان الأردن الحاضر وبقوة رغم التيارات المعاكسة في الشرق والغرب لتوجهاته في نصرة الأشقاء الفلسطينيين، والعواصم الغربية وأكبر منصاتها السياسية شاهدة على خطابات جلالة الملك ولقاءاته مع الزعماء والرؤساء لتلك الدول، واستطاع جلالته من إحداث تغيير على الساحة الرسمية الدولية للاستماع إلى فلسطين وقضيتها والظلم الواقع على الأهل هناك، وأن لا حل في الشرق الأوسط إلا بقيام دولة فلسطينية.
وكان جلالته أول قائد عربي وإسلامي وعالمي يكسر الحصار على أهلنا في غزة بإرسال طائرات نسور سلاح جونا الأردني لتقديم ما يمكن تقديمه، مثلما قاد ولي عهدنا سمو الأمير الحسين طائرة لتجهيز مستشفى ميداني في غزة ليلتحق بالمستشفى الأول، وكذلك جلالة الملكة التي ظهرت أكثر من رؤساء دول على الإعلام، وتحدثت عن حجم الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني، وكيف أثر ذلك في الشارع الغربي لما تمتلكه جلالتها من ثقة وحضور هناك، وبطبيعة الحال سمو الأميرة سلمى التي شاركت بالانزالات العسكرية للمساعدات، فهل فعل ذلك غيرهم والإجابة لا طبعا والميدان ومواقفه شاهدة.
رسميا أيضا قادت الحكومة حراكاً رسمياً عبر وزير خارجيتها، وعبر رئيسها في كثير من اللقاءات عن دعم حكومة المملكة للأشقاء الفلسطينيين، وعلى سبيل المثال قدمت مساعدات إغاثية وطبية حتى للضفة الغربية، ومنها بناء مستشفيات، بل وحتى أعلاف الثروات الحيوانية عبرت الجسر بحيث لم يبق أي نوع من المساعدات لم يقدم، وقس على ذلك مؤسسات الدولة بأكملها، ومنها مجلس الأمة.
شعبيا لم يقف أي بيت أردني متفرجا، والأردنيون جميعهم عبروا عن مواقفهم في نصرة الأهل في غزة وعموم فلسطين، وقدمت المساعدات من قراه وبواديه ومدنه وعشائره، وحي الطفايلة شهادة أردنية عالية القدر على دور الأردنيين و'عرسان' الأردن الذين قدموا ولائم أفراحهم في غزة وليس هنا، وتلك النسوة في القرى اللواتي تداعين لتقديم حاويات من المساعدات، وأنا على اطلاع أن غالبتهن في حالة فقر، ولكن كانت فزعتهن لشقيقاتهن في فلسطين وغزة العزة من باب حق الأهل على الأهل والجار على الجار، وقس على ذلك أيضا مختلف القطاعات الاقتصادية، والسؤال هل شاهدتم دولة بأكملها مثل الأردن قدمت ما استطاعت تقديمه؟ وبطبيعة الحال لن تجد، ومن يقول غير ذلك جاحد وناكر للمروءة والشهامة، وكشف الحساب يطول بالمواقف التي يقدمها النشامى، ومنها أيضا الوقفات والمسيرات التي لم تعد موجودة إلا في الأردن فقط.
إذن ما المطلوب منا في هذا الوطن أكثر من ذلك؟ ولماذا استمرار الإساءة إليه ولشعبه وقيادته ومواقفه؟ هل المطلوب منا أن نقف متفرجين على ما يدور من جريمة بحق شعب بأكمله؟ وإذا وقفنا متفرجين، واستمعنا لأصوات النشاز والمشككين والعجزة الذين لم يقدموا لفلسطين وأهلها إلا الفتن ومحاربة مواقف الرجال وتشويهها، فهل لديكم البديل الذي يقدم أفضل من الأردن؟ ودعونا نحذف الدور الأردني من المشهد الحالي، ستجدون غزة وفلسطين بأكملها بلا سند ولا عزوة، وستدون بقية الأوطان في حالة سبات عميق وغياب فاضح، وأعطوني وطناً واحداً زاد على الأردن موقفا؟ بل أعطوني حتى على المستوى الشعبي من قدم أكثر من الأردنيين؟ الإجابة ستكون مخزية لمن شكك في الدور الأردني ومواقفنا، بل وسيظهر باقي المشهد عجز الآخرين ونسيانهم لفلسطين وأهلها، وهذا الأمر طبيعي، ففي التاريخ وقبور الشهداء شاهدة أن شهداء الأمة في فلسطين كانوا من الأردن، مصر، العراق وقليل من سوريا وباقي الأمة كانت تشاهد المعارك من المدرجات.
لذلك على من يحاول التقليل من الدور الأردني وإظهاره دوما في محل شك عليه أن يعيد عقله إلى 'مكانه'، وأن لا يتوهم تخاذل البعض على أنه بطولة، بينما لا يرى في الأردن أي موقف مشرف، فلم يكتب عن الأردن العظيم وقيادته وشعبه إلا المواقف المشرفة التي تغطي الشمس، وتفضح عتمة الآخرين، أو كما قال ذلك الطفلي الغزي 'ما يعملوها غير الأردنية' وهذا ديدن الأردنيين ونحن خلف الملك سائرون ومعه وبه ماضون.
لذلك اتركوا الأردن العظيم يعمل واستغفروا لأنفسكم عن خذلانكم، فتقصيركم 'لا يتغطى' بالتشكيك بمواقفنا
'الأردن العظيم يستحق الأفضل دوما'
سهم محمد العبادي
ما قبل الحرب كان الأردن يحذر من تفاقم الأوضاع في فلسطين، وقاد جلالة الملك عبر السنوات الماضية حراك دولي كبير لإحقاق الحق الفلسطيني، وكان وحيدا على الساحة الدولية من يتحدث عن فلسطين بغياب الباقية من الدول العربية والإسلامية وحتى السلطة الفلسطينية نفسها.
وقعت الحرب على أهلنا في غزة، وأهلنا في غزة ليست مصطلحا إنشائيا، بل هو الشعور الأردني المكتوب في القلب والخطاب الرسمي والشعبي، وكان الأردن الحاضر وبقوة رغم التيارات المعاكسة في الشرق والغرب لتوجهاته في نصرة الأشقاء الفلسطينيين، والعواصم الغربية وأكبر منصاتها السياسية شاهدة على خطابات جلالة الملك ولقاءاته مع الزعماء والرؤساء لتلك الدول، واستطاع جلالته من إحداث تغيير على الساحة الرسمية الدولية للاستماع إلى فلسطين وقضيتها والظلم الواقع على الأهل هناك، وأن لا حل في الشرق الأوسط إلا بقيام دولة فلسطينية.
وكان جلالته أول قائد عربي وإسلامي وعالمي يكسر الحصار على أهلنا في غزة بإرسال طائرات نسور سلاح جونا الأردني لتقديم ما يمكن تقديمه، مثلما قاد ولي عهدنا سمو الأمير الحسين طائرة لتجهيز مستشفى ميداني في غزة ليلتحق بالمستشفى الأول، وكذلك جلالة الملكة التي ظهرت أكثر من رؤساء دول على الإعلام، وتحدثت عن حجم الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني، وكيف أثر ذلك في الشارع الغربي لما تمتلكه جلالتها من ثقة وحضور هناك، وبطبيعة الحال سمو الأميرة سلمى التي شاركت بالانزالات العسكرية للمساعدات، فهل فعل ذلك غيرهم والإجابة لا طبعا والميدان ومواقفه شاهدة.
رسميا أيضا قادت الحكومة حراكاً رسمياً عبر وزير خارجيتها، وعبر رئيسها في كثير من اللقاءات عن دعم حكومة المملكة للأشقاء الفلسطينيين، وعلى سبيل المثال قدمت مساعدات إغاثية وطبية حتى للضفة الغربية، ومنها بناء مستشفيات، بل وحتى أعلاف الثروات الحيوانية عبرت الجسر بحيث لم يبق أي نوع من المساعدات لم يقدم، وقس على ذلك مؤسسات الدولة بأكملها، ومنها مجلس الأمة.
شعبيا لم يقف أي بيت أردني متفرجا، والأردنيون جميعهم عبروا عن مواقفهم في نصرة الأهل في غزة وعموم فلسطين، وقدمت المساعدات من قراه وبواديه ومدنه وعشائره، وحي الطفايلة شهادة أردنية عالية القدر على دور الأردنيين و'عرسان' الأردن الذين قدموا ولائم أفراحهم في غزة وليس هنا، وتلك النسوة في القرى اللواتي تداعين لتقديم حاويات من المساعدات، وأنا على اطلاع أن غالبتهن في حالة فقر، ولكن كانت فزعتهن لشقيقاتهن في فلسطين وغزة العزة من باب حق الأهل على الأهل والجار على الجار، وقس على ذلك أيضا مختلف القطاعات الاقتصادية، والسؤال هل شاهدتم دولة بأكملها مثل الأردن قدمت ما استطاعت تقديمه؟ وبطبيعة الحال لن تجد، ومن يقول غير ذلك جاحد وناكر للمروءة والشهامة، وكشف الحساب يطول بالمواقف التي يقدمها النشامى، ومنها أيضا الوقفات والمسيرات التي لم تعد موجودة إلا في الأردن فقط.
إذن ما المطلوب منا في هذا الوطن أكثر من ذلك؟ ولماذا استمرار الإساءة إليه ولشعبه وقيادته ومواقفه؟ هل المطلوب منا أن نقف متفرجين على ما يدور من جريمة بحق شعب بأكمله؟ وإذا وقفنا متفرجين، واستمعنا لأصوات النشاز والمشككين والعجزة الذين لم يقدموا لفلسطين وأهلها إلا الفتن ومحاربة مواقف الرجال وتشويهها، فهل لديكم البديل الذي يقدم أفضل من الأردن؟ ودعونا نحذف الدور الأردني من المشهد الحالي، ستجدون غزة وفلسطين بأكملها بلا سند ولا عزوة، وستدون بقية الأوطان في حالة سبات عميق وغياب فاضح، وأعطوني وطناً واحداً زاد على الأردن موقفا؟ بل أعطوني حتى على المستوى الشعبي من قدم أكثر من الأردنيين؟ الإجابة ستكون مخزية لمن شكك في الدور الأردني ومواقفنا، بل وسيظهر باقي المشهد عجز الآخرين ونسيانهم لفلسطين وأهلها، وهذا الأمر طبيعي، ففي التاريخ وقبور الشهداء شاهدة أن شهداء الأمة في فلسطين كانوا من الأردن، مصر، العراق وقليل من سوريا وباقي الأمة كانت تشاهد المعارك من المدرجات.
لذلك على من يحاول التقليل من الدور الأردني وإظهاره دوما في محل شك عليه أن يعيد عقله إلى 'مكانه'، وأن لا يتوهم تخاذل البعض على أنه بطولة، بينما لا يرى في الأردن أي موقف مشرف، فلم يكتب عن الأردن العظيم وقيادته وشعبه إلا المواقف المشرفة التي تغطي الشمس، وتفضح عتمة الآخرين، أو كما قال ذلك الطفلي الغزي 'ما يعملوها غير الأردنية' وهذا ديدن الأردنيين ونحن خلف الملك سائرون ومعه وبه ماضون.
لذلك اتركوا الأردن العظيم يعمل واستغفروا لأنفسكم عن خذلانكم، فتقصيركم 'لا يتغطى' بالتشكيك بمواقفنا
'الأردن العظيم يستحق الأفضل دوما'
التعليقات