صالح الشرّاب العبادي
ماذا سيقول نتنياهو أمام المشرعين الأمريكيين في واشنطن العاصمة في 24 يوليو/ تموز المقبل.
ماذا أعد سفراء الدول العربية لدى واشنطن للرد على هذا الخطاب؟ أو بالأحرى ماذا أعدت الدول العربية والإسلامية لإقناع الكونجرس الأمريكي بأن نتنياهو كذب، ويكذب عليهم.. وعلى أمريكا كلها..
لندخل إلى الموضوع مباشرة بدون مقدمات.. نتنياهو الآن مشغول بالتجهيز لهذا الخطاب العالمي.. فكل يوم يجلس مع مناصريه المتطرفين (سموتريتش، وبن غافير، ساعر جدعون) ومع الوفد المرافق، ويناقشوا محتوى الخطاب المنتظر..
قبل خطاب نتنياهو.. استدعى قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في أمريكا رغماً عن أنف نتنياهو، وتباحث معهم.. ولم يفلحوا في ثني نتنياهو عن استعصائه للموافقة على اتفاق أو صفقة أو هدنة لوقف الحرب وإعادة الأسرى.
نتنياهو اليوم يعتبر نفسه منتصراً عندما أفشل كل محاولات القادة العسكريين الذين حالوا الخروج من تحت عباءته.
بل بدأ بالتحريض ضدهم، والتفرد بهم واحداً خوفاً من تضامنهم واتفاقهم عليه وإفشاله أو إقناعه بصفقة أو الانقلاب عليه.
نتنياهو الآن يستعد للخطاب أمام الكونغرس وأمام مناصريه من مجلس الشيوخ الأميركي..
سيحمل معه الخرائط المزيفة.. وحقوق وحدود دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات.. وسيقول هذه أرضي وأرض أجدادي والذين هم أجدادكم..
نتنياهو سيحمل معه الصور لقادة المقاومة الفلسطينية.. وسيقول هؤلاء الإرهابيون الذين نطاردهم ودخلنا هذه الحرب من أجلهم ولغاية الآن لم نجدهم.. ادعموني والا سيصلون إليكم. وأنا أحذركم.. هه.
سيدخل نتنياهو شارعاً سيفه.. منتصب القامة، منتشياً النصر الوهمي.. كيف لا وهو الذي يقاتل بالنيابة عن الكونجرس وعن أمريكا كلها.
نتنياهو سيتلو ترانيم من التوراة المزيفة عن العماليق (العرب) والذين يجب القضاء عليهم وعلى أطفالهم ونسائهم وإجهاض حياتهم.
نتنياهو سيبكي أمام الكونجرس، ويدعي أن الإدارة الأمريكية قد قطعت به الحبل، ولم تدعمه بشكل مباشر وكامل.. أطنان الأسلحة والذخائر هي نكشه سن مقارنة بما سيحصل عليه بعد الخطاب.
نتنياهو سيدعي أنه يقاتل من أجل أمريكا ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.
نتنياهو يقول إن جيشه التوراتي يقاتل وحوشاً بشرية وارهاببين لا ذمة لهم، وليس لديهم رحمة.. ويبيد شعب يقال.. إن لهم حقوقاً.. ولهم أرض اسمها فلسطين.
نتنياهو سيؤكد سردية الكذب والتدليس أن حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة قد تجبروا وقتلوا الأطفال، واستباحوا النساء يوم السابع من أكتوبر.
نتنياهو سيقول إذا لم يتم دعمه وفتح البر والبحر والجو كمزراب مساعدات عسكرية ومالية منقطع النظير، فإنه لن يستطيع القضاء على المقاومة التي ستهدد وجود أمريكا وإسرائيل على حد سواء.
وسيهمس بإذن بعض الأعضاء المناصرين له بقوة.. ويقول: لم نعد الجيش الذي لا يقهر ولم نعد بالقوة الضاربة.، ولم نعد كما كنا قوة ردع لكم.. فقد استهلكنا.. وسنفقد كل مميزاتنا الوهمية أمام أعدائنا إذا لم تدعمونا.
نتنياهو يقول، إنه يقف وجيشه الاستعماري سداً منيعاً أمام عدة جبهات تريد القضاء عليه، وعلى دولة إسرائيل، وأنهم قالوا (تجوع يا سمك) فهو سيقول للكونجرس جهزوا البواخر والطائرات حتى نُنْقَذ من الوحوش الرابضة في الشرق الأوسط.
نتنياهو يؤكد أنه هو.. هو الوحيد الذي يستطيع الوقوف أمام المقاومة وأمام العرب الطامعين به وأمام إيران.. فهو هولاكو عصره.. وهو ملك إسرائيل الكبرى.. وهو قائد الجيش وأمير الحرب.. هو وحده.. فقط.. ولا أحد عينه يستطيع أن يخدم أمريكا كما خدمها أو قدم لها.
نتنياهو سيقول إنكم أيها السيناتورات المحترمون إذا لم تدعموني وتدعموا جيش إسرائيل المتهالك، فإن إيران ستحتل الدول العربية، وستتجه إلى إسرائيل، وتلتهمها على بكرة أبيها.
سيدعى نتنياهو أن دولة إسرائيل وجيشها هم الوحيدون الذين يقفون ضد أطماع إيران التوسعية الاستعمارية، التي في حال ان انكسرنا، فإنكم لن تحصلوا على نقطة نفط واحدة.. وأن قواعدكم العسكرية المنتشرة في الشرق الأوسط تحت مرمى الصواريخ الباليستية الإيرانية.
نتنياهو سيدعى أمام الكونغرس أنه قد نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأرض.. فهو يقاتل ويقتل ويبيد شعب كامل من أجلكم أيها السادة الشيوخ الأمريكيون.. من أجل بقائكم على كراسيكم وإلا... ففي حال أن هزمنا وهزمت إسرائيل فهي هزيمتكم وكسركم ونهاية عظمتكم، فالدور آتٍ عليكم.. وتوقعوا أن يجلس قادة المقاومة يوماً ما مكانكم.. ليكونوا شيوخاً حقيقين، وليسوا شيوخاً كبه مزيفين.
نتنياهو سيطلب قنابل ذكية وغبية تزن عشرين طناً عوضا عن ثمانية أطنان.. فالقنابل ذات الأطنان الواطية لا تستطيع أن تكسر أو توقف خسائر جيشه أمام أسلحة المقاومة وأمام بندقية الغول والياسين ١٠٥ والسهم الأحمر والمفخخة التلفزيونية.
وأن القنابل ذات الأطنان الواطية لم تستطع الوصول إلى قادة المقاومة، ولم تقتل كم كبير من الأطفال والنساء.. ولم تدمر مساحات واسعة وتسويها بالأرض.
نتنياهو سيطلب خمسمائة مليار دولار لمواصلة قتل الفلسطينيين وتدمير أرضهم وإبادتهم ومسحهم عن الوجود.
فالمهرجان من الجنوب والشمال.. أكلوا وجهي.. ومش قادر الحق عليهم خبز.
وادفع ياللي بتدفع، وسيقول لهم:
كل هذه الأموال ستعود إليكم من غاز غزة وغاز لبنان ونفط الوطن العربي…بس ادعموني.. ولا يهلكوا.
نتنياهو سيعرض وهو يبكي صور الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى بسهام الحق للمقاومة.. حيث سيدعي أنهم ضحوا بأنفسهم من أجل أمريكا، ومن أجل أعضاء الكونغرس… فهؤلاء ورائهم عوائل يريدون تعويضاً فورياً منكم.. أما العوائل المكلومة في غزة.. فهم محاصرون فلا قطرة ماء ولا لقمة خبر ولا حبة دواء.. فلهم الله.
نتنياهو سيطلب إعطاءه الضوء الأخضر لإكمال عملية الإبادة …وسيعطي هذا الضوء فوق جميع الأضواء الخضر السابقة التي منحت له … وسيغمز للشيوخ ويقول: خلي حبل الحرب ممدود لا تقطعوه ولا تشدوه.. وخليكوا حواليا دائماً خاصة في اليمن وجنوب لبنان.. ومع إيران.
نتنياهو سيعرض صور الأسرى لدى المقاومة.. الأسرى على قيد الحياة أو الذين قضوا بأسلحة جيشه في أثناء محاولة إنقاذهم. مع تعتيمه على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين يتعرضون للموت يومياً.
نتنياهو سيطلب مزيداً من التطبيع والتركيع.. وعدم المس بالدين الإبراهيمي مع أبناء العمومة .
نتنياهو سيتنهد ويبكي وينظر إلى التقاط منديل ورقي ليهرول (سموتريتش) إذا كان من ضمن الوفد بإعطائه منديلاً ليمسح دموعه.. في الوقت ذاته تكون صفقات الأسلحة والأموال قد وقعت وأصبحت البواخر وطائرات الشحن محملة، وهي تقطع المحيط الأطلسي.. فما أن يكمل نتنياهو كلمته، وإذا بالبواخر والطائرات المحملة بالأسلحة والذخائر والأموال تحط في تل أبيب.. ليقوم (بن غافير) فورا بالاتصال بنتنياهو ليقول له …. تمت العملية بنجاح.. لقد نجحت في الاختبار.. أيها الممثل الفذ..
وسيرسل له.. …
أما السؤال في بداية المقال.. ماذا أعدت الأمة العربية والسفراء العرب في واشنطن لتفنيد أكاذيب نتنياهو…
اترك الجواب لكم.
صالح الشرّاب العبادي
ماذا سيقول نتنياهو أمام المشرعين الأمريكيين في واشنطن العاصمة في 24 يوليو/ تموز المقبل.
ماذا أعد سفراء الدول العربية لدى واشنطن للرد على هذا الخطاب؟ أو بالأحرى ماذا أعدت الدول العربية والإسلامية لإقناع الكونجرس الأمريكي بأن نتنياهو كذب، ويكذب عليهم.. وعلى أمريكا كلها..
لندخل إلى الموضوع مباشرة بدون مقدمات.. نتنياهو الآن مشغول بالتجهيز لهذا الخطاب العالمي.. فكل يوم يجلس مع مناصريه المتطرفين (سموتريتش، وبن غافير، ساعر جدعون) ومع الوفد المرافق، ويناقشوا محتوى الخطاب المنتظر..
قبل خطاب نتنياهو.. استدعى قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في أمريكا رغماً عن أنف نتنياهو، وتباحث معهم.. ولم يفلحوا في ثني نتنياهو عن استعصائه للموافقة على اتفاق أو صفقة أو هدنة لوقف الحرب وإعادة الأسرى.
نتنياهو اليوم يعتبر نفسه منتصراً عندما أفشل كل محاولات القادة العسكريين الذين حالوا الخروج من تحت عباءته.
بل بدأ بالتحريض ضدهم، والتفرد بهم واحداً خوفاً من تضامنهم واتفاقهم عليه وإفشاله أو إقناعه بصفقة أو الانقلاب عليه.
نتنياهو الآن يستعد للخطاب أمام الكونغرس وأمام مناصريه من مجلس الشيوخ الأميركي..
سيحمل معه الخرائط المزيفة.. وحقوق وحدود دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات.. وسيقول هذه أرضي وأرض أجدادي والذين هم أجدادكم..
نتنياهو سيحمل معه الصور لقادة المقاومة الفلسطينية.. وسيقول هؤلاء الإرهابيون الذين نطاردهم ودخلنا هذه الحرب من أجلهم ولغاية الآن لم نجدهم.. ادعموني والا سيصلون إليكم. وأنا أحذركم.. هه.
سيدخل نتنياهو شارعاً سيفه.. منتصب القامة، منتشياً النصر الوهمي.. كيف لا وهو الذي يقاتل بالنيابة عن الكونجرس وعن أمريكا كلها.
نتنياهو سيتلو ترانيم من التوراة المزيفة عن العماليق (العرب) والذين يجب القضاء عليهم وعلى أطفالهم ونسائهم وإجهاض حياتهم.
نتنياهو سيبكي أمام الكونجرس، ويدعي أن الإدارة الأمريكية قد قطعت به الحبل، ولم تدعمه بشكل مباشر وكامل.. أطنان الأسلحة والذخائر هي نكشه سن مقارنة بما سيحصل عليه بعد الخطاب.
نتنياهو سيدعي أنه يقاتل من أجل أمريكا ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.
نتنياهو يقول إن جيشه التوراتي يقاتل وحوشاً بشرية وارهاببين لا ذمة لهم، وليس لديهم رحمة.. ويبيد شعب يقال.. إن لهم حقوقاً.. ولهم أرض اسمها فلسطين.
نتنياهو سيؤكد سردية الكذب والتدليس أن حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة قد تجبروا وقتلوا الأطفال، واستباحوا النساء يوم السابع من أكتوبر.
نتنياهو سيقول إذا لم يتم دعمه وفتح البر والبحر والجو كمزراب مساعدات عسكرية ومالية منقطع النظير، فإنه لن يستطيع القضاء على المقاومة التي ستهدد وجود أمريكا وإسرائيل على حد سواء.
وسيهمس بإذن بعض الأعضاء المناصرين له بقوة.. ويقول: لم نعد الجيش الذي لا يقهر ولم نعد بالقوة الضاربة.، ولم نعد كما كنا قوة ردع لكم.. فقد استهلكنا.. وسنفقد كل مميزاتنا الوهمية أمام أعدائنا إذا لم تدعمونا.
نتنياهو يقول، إنه يقف وجيشه الاستعماري سداً منيعاً أمام عدة جبهات تريد القضاء عليه، وعلى دولة إسرائيل، وأنهم قالوا (تجوع يا سمك) فهو سيقول للكونجرس جهزوا البواخر والطائرات حتى نُنْقَذ من الوحوش الرابضة في الشرق الأوسط.
نتنياهو يؤكد أنه هو.. هو الوحيد الذي يستطيع الوقوف أمام المقاومة وأمام العرب الطامعين به وأمام إيران.. فهو هولاكو عصره.. وهو ملك إسرائيل الكبرى.. وهو قائد الجيش وأمير الحرب.. هو وحده.. فقط.. ولا أحد عينه يستطيع أن يخدم أمريكا كما خدمها أو قدم لها.
نتنياهو سيقول إنكم أيها السيناتورات المحترمون إذا لم تدعموني وتدعموا جيش إسرائيل المتهالك، فإن إيران ستحتل الدول العربية، وستتجه إلى إسرائيل، وتلتهمها على بكرة أبيها.
سيدعى نتنياهو أن دولة إسرائيل وجيشها هم الوحيدون الذين يقفون ضد أطماع إيران التوسعية الاستعمارية، التي في حال ان انكسرنا، فإنكم لن تحصلوا على نقطة نفط واحدة.. وأن قواعدكم العسكرية المنتشرة في الشرق الأوسط تحت مرمى الصواريخ الباليستية الإيرانية.
نتنياهو سيدعى أمام الكونغرس أنه قد نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأرض.. فهو يقاتل ويقتل ويبيد شعب كامل من أجلكم أيها السادة الشيوخ الأمريكيون.. من أجل بقائكم على كراسيكم وإلا... ففي حال أن هزمنا وهزمت إسرائيل فهي هزيمتكم وكسركم ونهاية عظمتكم، فالدور آتٍ عليكم.. وتوقعوا أن يجلس قادة المقاومة يوماً ما مكانكم.. ليكونوا شيوخاً حقيقين، وليسوا شيوخاً كبه مزيفين.
نتنياهو سيطلب قنابل ذكية وغبية تزن عشرين طناً عوضا عن ثمانية أطنان.. فالقنابل ذات الأطنان الواطية لا تستطيع أن تكسر أو توقف خسائر جيشه أمام أسلحة المقاومة وأمام بندقية الغول والياسين ١٠٥ والسهم الأحمر والمفخخة التلفزيونية.
وأن القنابل ذات الأطنان الواطية لم تستطع الوصول إلى قادة المقاومة، ولم تقتل كم كبير من الأطفال والنساء.. ولم تدمر مساحات واسعة وتسويها بالأرض.
نتنياهو سيطلب خمسمائة مليار دولار لمواصلة قتل الفلسطينيين وتدمير أرضهم وإبادتهم ومسحهم عن الوجود.
فالمهرجان من الجنوب والشمال.. أكلوا وجهي.. ومش قادر الحق عليهم خبز.
وادفع ياللي بتدفع، وسيقول لهم:
كل هذه الأموال ستعود إليكم من غاز غزة وغاز لبنان ونفط الوطن العربي…بس ادعموني.. ولا يهلكوا.
نتنياهو سيعرض وهو يبكي صور الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى بسهام الحق للمقاومة.. حيث سيدعي أنهم ضحوا بأنفسهم من أجل أمريكا، ومن أجل أعضاء الكونغرس… فهؤلاء ورائهم عوائل يريدون تعويضاً فورياً منكم.. أما العوائل المكلومة في غزة.. فهم محاصرون فلا قطرة ماء ولا لقمة خبر ولا حبة دواء.. فلهم الله.
نتنياهو سيطلب إعطاءه الضوء الأخضر لإكمال عملية الإبادة …وسيعطي هذا الضوء فوق جميع الأضواء الخضر السابقة التي منحت له … وسيغمز للشيوخ ويقول: خلي حبل الحرب ممدود لا تقطعوه ولا تشدوه.. وخليكوا حواليا دائماً خاصة في اليمن وجنوب لبنان.. ومع إيران.
نتنياهو سيعرض صور الأسرى لدى المقاومة.. الأسرى على قيد الحياة أو الذين قضوا بأسلحة جيشه في أثناء محاولة إنقاذهم. مع تعتيمه على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين يتعرضون للموت يومياً.
نتنياهو سيطلب مزيداً من التطبيع والتركيع.. وعدم المس بالدين الإبراهيمي مع أبناء العمومة .
نتنياهو سيتنهد ويبكي وينظر إلى التقاط منديل ورقي ليهرول (سموتريتش) إذا كان من ضمن الوفد بإعطائه منديلاً ليمسح دموعه.. في الوقت ذاته تكون صفقات الأسلحة والأموال قد وقعت وأصبحت البواخر وطائرات الشحن محملة، وهي تقطع المحيط الأطلسي.. فما أن يكمل نتنياهو كلمته، وإذا بالبواخر والطائرات المحملة بالأسلحة والذخائر والأموال تحط في تل أبيب.. ليقوم (بن غافير) فورا بالاتصال بنتنياهو ليقول له …. تمت العملية بنجاح.. لقد نجحت في الاختبار.. أيها الممثل الفذ..
وسيرسل له.. …
أما السؤال في بداية المقال.. ماذا أعدت الأمة العربية والسفراء العرب في واشنطن لتفنيد أكاذيب نتنياهو…
اترك الجواب لكم.
صالح الشرّاب العبادي
ماذا سيقول نتنياهو أمام المشرعين الأمريكيين في واشنطن العاصمة في 24 يوليو/ تموز المقبل.
ماذا أعد سفراء الدول العربية لدى واشنطن للرد على هذا الخطاب؟ أو بالأحرى ماذا أعدت الدول العربية والإسلامية لإقناع الكونجرس الأمريكي بأن نتنياهو كذب، ويكذب عليهم.. وعلى أمريكا كلها..
لندخل إلى الموضوع مباشرة بدون مقدمات.. نتنياهو الآن مشغول بالتجهيز لهذا الخطاب العالمي.. فكل يوم يجلس مع مناصريه المتطرفين (سموتريتش، وبن غافير، ساعر جدعون) ومع الوفد المرافق، ويناقشوا محتوى الخطاب المنتظر..
قبل خطاب نتنياهو.. استدعى قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في أمريكا رغماً عن أنف نتنياهو، وتباحث معهم.. ولم يفلحوا في ثني نتنياهو عن استعصائه للموافقة على اتفاق أو صفقة أو هدنة لوقف الحرب وإعادة الأسرى.
نتنياهو اليوم يعتبر نفسه منتصراً عندما أفشل كل محاولات القادة العسكريين الذين حالوا الخروج من تحت عباءته.
بل بدأ بالتحريض ضدهم، والتفرد بهم واحداً خوفاً من تضامنهم واتفاقهم عليه وإفشاله أو إقناعه بصفقة أو الانقلاب عليه.
نتنياهو الآن يستعد للخطاب أمام الكونغرس وأمام مناصريه من مجلس الشيوخ الأميركي..
سيحمل معه الخرائط المزيفة.. وحقوق وحدود دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات.. وسيقول هذه أرضي وأرض أجدادي والذين هم أجدادكم..
نتنياهو سيحمل معه الصور لقادة المقاومة الفلسطينية.. وسيقول هؤلاء الإرهابيون الذين نطاردهم ودخلنا هذه الحرب من أجلهم ولغاية الآن لم نجدهم.. ادعموني والا سيصلون إليكم. وأنا أحذركم.. هه.
سيدخل نتنياهو شارعاً سيفه.. منتصب القامة، منتشياً النصر الوهمي.. كيف لا وهو الذي يقاتل بالنيابة عن الكونجرس وعن أمريكا كلها.
نتنياهو سيتلو ترانيم من التوراة المزيفة عن العماليق (العرب) والذين يجب القضاء عليهم وعلى أطفالهم ونسائهم وإجهاض حياتهم.
نتنياهو سيبكي أمام الكونجرس، ويدعي أن الإدارة الأمريكية قد قطعت به الحبل، ولم تدعمه بشكل مباشر وكامل.. أطنان الأسلحة والذخائر هي نكشه سن مقارنة بما سيحصل عليه بعد الخطاب.
نتنياهو سيدعي أنه يقاتل من أجل أمريكا ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.
نتنياهو يقول إن جيشه التوراتي يقاتل وحوشاً بشرية وارهاببين لا ذمة لهم، وليس لديهم رحمة.. ويبيد شعب يقال.. إن لهم حقوقاً.. ولهم أرض اسمها فلسطين.
نتنياهو سيؤكد سردية الكذب والتدليس أن حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة قد تجبروا وقتلوا الأطفال، واستباحوا النساء يوم السابع من أكتوبر.
نتنياهو سيقول إذا لم يتم دعمه وفتح البر والبحر والجو كمزراب مساعدات عسكرية ومالية منقطع النظير، فإنه لن يستطيع القضاء على المقاومة التي ستهدد وجود أمريكا وإسرائيل على حد سواء.
وسيهمس بإذن بعض الأعضاء المناصرين له بقوة.. ويقول: لم نعد الجيش الذي لا يقهر ولم نعد بالقوة الضاربة.، ولم نعد كما كنا قوة ردع لكم.. فقد استهلكنا.. وسنفقد كل مميزاتنا الوهمية أمام أعدائنا إذا لم تدعمونا.
نتنياهو يقول، إنه يقف وجيشه الاستعماري سداً منيعاً أمام عدة جبهات تريد القضاء عليه، وعلى دولة إسرائيل، وأنهم قالوا (تجوع يا سمك) فهو سيقول للكونجرس جهزوا البواخر والطائرات حتى نُنْقَذ من الوحوش الرابضة في الشرق الأوسط.
نتنياهو يؤكد أنه هو.. هو الوحيد الذي يستطيع الوقوف أمام المقاومة وأمام العرب الطامعين به وأمام إيران.. فهو هولاكو عصره.. وهو ملك إسرائيل الكبرى.. وهو قائد الجيش وأمير الحرب.. هو وحده.. فقط.. ولا أحد عينه يستطيع أن يخدم أمريكا كما خدمها أو قدم لها.
نتنياهو سيقول إنكم أيها السيناتورات المحترمون إذا لم تدعموني وتدعموا جيش إسرائيل المتهالك، فإن إيران ستحتل الدول العربية، وستتجه إلى إسرائيل، وتلتهمها على بكرة أبيها.
سيدعى نتنياهو أن دولة إسرائيل وجيشها هم الوحيدون الذين يقفون ضد أطماع إيران التوسعية الاستعمارية، التي في حال ان انكسرنا، فإنكم لن تحصلوا على نقطة نفط واحدة.. وأن قواعدكم العسكرية المنتشرة في الشرق الأوسط تحت مرمى الصواريخ الباليستية الإيرانية.
نتنياهو سيدعى أمام الكونغرس أنه قد نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأرض.. فهو يقاتل ويقتل ويبيد شعب كامل من أجلكم أيها السادة الشيوخ الأمريكيون.. من أجل بقائكم على كراسيكم وإلا... ففي حال أن هزمنا وهزمت إسرائيل فهي هزيمتكم وكسركم ونهاية عظمتكم، فالدور آتٍ عليكم.. وتوقعوا أن يجلس قادة المقاومة يوماً ما مكانكم.. ليكونوا شيوخاً حقيقين، وليسوا شيوخاً كبه مزيفين.
نتنياهو سيطلب قنابل ذكية وغبية تزن عشرين طناً عوضا عن ثمانية أطنان.. فالقنابل ذات الأطنان الواطية لا تستطيع أن تكسر أو توقف خسائر جيشه أمام أسلحة المقاومة وأمام بندقية الغول والياسين ١٠٥ والسهم الأحمر والمفخخة التلفزيونية.
وأن القنابل ذات الأطنان الواطية لم تستطع الوصول إلى قادة المقاومة، ولم تقتل كم كبير من الأطفال والنساء.. ولم تدمر مساحات واسعة وتسويها بالأرض.
نتنياهو سيطلب خمسمائة مليار دولار لمواصلة قتل الفلسطينيين وتدمير أرضهم وإبادتهم ومسحهم عن الوجود.
فالمهرجان من الجنوب والشمال.. أكلوا وجهي.. ومش قادر الحق عليهم خبز.
وادفع ياللي بتدفع، وسيقول لهم:
كل هذه الأموال ستعود إليكم من غاز غزة وغاز لبنان ونفط الوطن العربي…بس ادعموني.. ولا يهلكوا.
نتنياهو سيعرض وهو يبكي صور الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى بسهام الحق للمقاومة.. حيث سيدعي أنهم ضحوا بأنفسهم من أجل أمريكا، ومن أجل أعضاء الكونغرس… فهؤلاء ورائهم عوائل يريدون تعويضاً فورياً منكم.. أما العوائل المكلومة في غزة.. فهم محاصرون فلا قطرة ماء ولا لقمة خبر ولا حبة دواء.. فلهم الله.
نتنياهو سيطلب إعطاءه الضوء الأخضر لإكمال عملية الإبادة …وسيعطي هذا الضوء فوق جميع الأضواء الخضر السابقة التي منحت له … وسيغمز للشيوخ ويقول: خلي حبل الحرب ممدود لا تقطعوه ولا تشدوه.. وخليكوا حواليا دائماً خاصة في اليمن وجنوب لبنان.. ومع إيران.
نتنياهو سيعرض صور الأسرى لدى المقاومة.. الأسرى على قيد الحياة أو الذين قضوا بأسلحة جيشه في أثناء محاولة إنقاذهم. مع تعتيمه على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين يتعرضون للموت يومياً.
نتنياهو سيطلب مزيداً من التطبيع والتركيع.. وعدم المس بالدين الإبراهيمي مع أبناء العمومة .
نتنياهو سيتنهد ويبكي وينظر إلى التقاط منديل ورقي ليهرول (سموتريتش) إذا كان من ضمن الوفد بإعطائه منديلاً ليمسح دموعه.. في الوقت ذاته تكون صفقات الأسلحة والأموال قد وقعت وأصبحت البواخر وطائرات الشحن محملة، وهي تقطع المحيط الأطلسي.. فما أن يكمل نتنياهو كلمته، وإذا بالبواخر والطائرات المحملة بالأسلحة والذخائر والأموال تحط في تل أبيب.. ليقوم (بن غافير) فورا بالاتصال بنتنياهو ليقول له …. تمت العملية بنجاح.. لقد نجحت في الاختبار.. أيها الممثل الفذ..
وسيرسل له.. …
أما السؤال في بداية المقال.. ماذا أعدت الأمة العربية والسفراء العرب في واشنطن لتفنيد أكاذيب نتنياهو…
اترك الجواب لكم.
التعليقات