... منذ أمس والصحافة تكتب, عن عملية اغتيال ترمب...كتبوا عن هشاشة نظام الحماية المرتبط بالمرشح الجمهوري, عن عدم قيامهم بمسح المكان, كتبوا أيضا عن قيام هذا المسلح بتسلق السطح المطل على المنصة دون مراقبة, وبكل أريحية..
أمريكا هي التي ابتكرت فنون حماية الشخصيات, هي التي صنعت السيارات المصفحة, صنعت المسدسات..وفتحت أكاديمياتها لكل الذين يريدون الالتحاق بدورات حراسة الشخصيات..وهي التي صنعت السترات الواقية, هي التي صنعت الرصاصات الخارقة والأقمار الصناعية وأجهزة التتبع..ومع كل ذلك الحظ وحده هو من خدم دونالد ترمب وليس جهاز الحماية الشخصية.
نحن في الأردن تم اغتيال الرئيس هزاع المجالي عبر تفخيخ مكتبه, وبعده تم اغتيال وصفي التل في القاهرة..وقبلهم تم اغتيال الملك المؤسس – طيب الله ثراه – على عتبات الأقصى...ولا ننسى رئيس وزراء حكومة الوحدة ابراهيم هاشم الذي اغتيل في العراق..والأردن بلد يعيش في دوامة, فمن شماله حرب أهلية مستعرة, ومن شرقه حركة مليشيات محمومة..ويجاوره الكيان الغاصب الذي يمارس عمليات الإغتيال كل يوم...ومع كل ذلك لايوجد في الأردن ما يسمى بهاجس الاغتيال أو استهداف الشخصيات.
في قصة ترمب أمس, أدركت أن المجتمع الأمريكي ممزق إلى الحد الذي تتم فيه عملية اختراق أمني سافر, وإلى الحد الذي تفشل فيه المنظومة الأمنية كاملة في منع شاب من قتل رئيس سابق, ويتدخل الحظ فقط لحمايته.
قصة بلدنا يجب أن تقرا من هذه الزاوية, كل المسؤولين لدينا سواء كانوا أمنيين أو مدنيين أو عسكريين, يستطيعون الذهاب بسياراتهم إلى أي مكان دون هواجس الحماية أو الخوف...والحرس الملكي الخاص, لدينا قصة تقرأ من زوايا الحب وليس من الزوايا الأمنية...أنا في حياتي لم اشاهد ضابطا في هذه المؤسسة يمنع مواطنا من الوصول للملك أو السلام على الأمراء, لم أشاهد..سيارة من سياراتهم وفي المواكب تخدش سيارة مواطن...وأتذكر حين كنا نذهب بمعية الملك للمحافظات لم يكن هاجس الحرس الخاص الخوف على حياة الملك من الخطر بل كان هاجسهم دائما الخوف من تدافع الناس للسلام على الملك واحتضانه...
في الأردن هواجس الأمن وحماية الشخصيات والخوف ليست موجودة..لأن الناس هي من تحرس الملك بالدرجة الأولى, ولأن العقد الإجتماعي بين القيادة والشعب يقوم على مبادئ التسامح والمحبة.
ذات يوم في الأغوار, أتذكر أن الملك كان في جولة بين الناس..وأثناء خروجه من منزل نادى عليه طفل أطل من خلف سور المنزل, ترك الملك لحظتها كل الموجودين معه واتجه للطفل وسلم عليه....لم أشاهد لحظتها هاجسا أمنيا واحدا, لم أشاهد ضابطا يقترب من الطفل أو يمنعه..
في الأردن لايقارن اقتصادنا بالإقتصاد الأمريكي ولا قوتنا العسكرية ولا ثقلنا السياسي...ولا حتى الجغرافيا الصغيرة التي نسكنها, لكن النظام السياسي الأردني استطاع أن ينجز ما هو أهم من القوة والمال..استطاع أن يبني الحب بين الناس
واستطاع أن يحكم بالحب.
الدم الذي سال أمس على وجه ترمب, لم يكن على وجه الرئيس....بل كان على وجه أمريكا الدموي...كان صورة أمريكا, وهشاشة قوتها..وكان العار الجديد على ديمقراطيتها.
Abdelhadi18@yahoo.com
... منذ أمس والصحافة تكتب, عن عملية اغتيال ترمب...كتبوا عن هشاشة نظام الحماية المرتبط بالمرشح الجمهوري, عن عدم قيامهم بمسح المكان, كتبوا أيضا عن قيام هذا المسلح بتسلق السطح المطل على المنصة دون مراقبة, وبكل أريحية..
أمريكا هي التي ابتكرت فنون حماية الشخصيات, هي التي صنعت السيارات المصفحة, صنعت المسدسات..وفتحت أكاديمياتها لكل الذين يريدون الالتحاق بدورات حراسة الشخصيات..وهي التي صنعت السترات الواقية, هي التي صنعت الرصاصات الخارقة والأقمار الصناعية وأجهزة التتبع..ومع كل ذلك الحظ وحده هو من خدم دونالد ترمب وليس جهاز الحماية الشخصية.
نحن في الأردن تم اغتيال الرئيس هزاع المجالي عبر تفخيخ مكتبه, وبعده تم اغتيال وصفي التل في القاهرة..وقبلهم تم اغتيال الملك المؤسس – طيب الله ثراه – على عتبات الأقصى...ولا ننسى رئيس وزراء حكومة الوحدة ابراهيم هاشم الذي اغتيل في العراق..والأردن بلد يعيش في دوامة, فمن شماله حرب أهلية مستعرة, ومن شرقه حركة مليشيات محمومة..ويجاوره الكيان الغاصب الذي يمارس عمليات الإغتيال كل يوم...ومع كل ذلك لايوجد في الأردن ما يسمى بهاجس الاغتيال أو استهداف الشخصيات.
في قصة ترمب أمس, أدركت أن المجتمع الأمريكي ممزق إلى الحد الذي تتم فيه عملية اختراق أمني سافر, وإلى الحد الذي تفشل فيه المنظومة الأمنية كاملة في منع شاب من قتل رئيس سابق, ويتدخل الحظ فقط لحمايته.
قصة بلدنا يجب أن تقرا من هذه الزاوية, كل المسؤولين لدينا سواء كانوا أمنيين أو مدنيين أو عسكريين, يستطيعون الذهاب بسياراتهم إلى أي مكان دون هواجس الحماية أو الخوف...والحرس الملكي الخاص, لدينا قصة تقرأ من زوايا الحب وليس من الزوايا الأمنية...أنا في حياتي لم اشاهد ضابطا في هذه المؤسسة يمنع مواطنا من الوصول للملك أو السلام على الأمراء, لم أشاهد..سيارة من سياراتهم وفي المواكب تخدش سيارة مواطن...وأتذكر حين كنا نذهب بمعية الملك للمحافظات لم يكن هاجس الحرس الخاص الخوف على حياة الملك من الخطر بل كان هاجسهم دائما الخوف من تدافع الناس للسلام على الملك واحتضانه...
في الأردن هواجس الأمن وحماية الشخصيات والخوف ليست موجودة..لأن الناس هي من تحرس الملك بالدرجة الأولى, ولأن العقد الإجتماعي بين القيادة والشعب يقوم على مبادئ التسامح والمحبة.
ذات يوم في الأغوار, أتذكر أن الملك كان في جولة بين الناس..وأثناء خروجه من منزل نادى عليه طفل أطل من خلف سور المنزل, ترك الملك لحظتها كل الموجودين معه واتجه للطفل وسلم عليه....لم أشاهد لحظتها هاجسا أمنيا واحدا, لم أشاهد ضابطا يقترب من الطفل أو يمنعه..
في الأردن لايقارن اقتصادنا بالإقتصاد الأمريكي ولا قوتنا العسكرية ولا ثقلنا السياسي...ولا حتى الجغرافيا الصغيرة التي نسكنها, لكن النظام السياسي الأردني استطاع أن ينجز ما هو أهم من القوة والمال..استطاع أن يبني الحب بين الناس
واستطاع أن يحكم بالحب.
الدم الذي سال أمس على وجه ترمب, لم يكن على وجه الرئيس....بل كان على وجه أمريكا الدموي...كان صورة أمريكا, وهشاشة قوتها..وكان العار الجديد على ديمقراطيتها.
Abdelhadi18@yahoo.com
... منذ أمس والصحافة تكتب, عن عملية اغتيال ترمب...كتبوا عن هشاشة نظام الحماية المرتبط بالمرشح الجمهوري, عن عدم قيامهم بمسح المكان, كتبوا أيضا عن قيام هذا المسلح بتسلق السطح المطل على المنصة دون مراقبة, وبكل أريحية..
أمريكا هي التي ابتكرت فنون حماية الشخصيات, هي التي صنعت السيارات المصفحة, صنعت المسدسات..وفتحت أكاديمياتها لكل الذين يريدون الالتحاق بدورات حراسة الشخصيات..وهي التي صنعت السترات الواقية, هي التي صنعت الرصاصات الخارقة والأقمار الصناعية وأجهزة التتبع..ومع كل ذلك الحظ وحده هو من خدم دونالد ترمب وليس جهاز الحماية الشخصية.
نحن في الأردن تم اغتيال الرئيس هزاع المجالي عبر تفخيخ مكتبه, وبعده تم اغتيال وصفي التل في القاهرة..وقبلهم تم اغتيال الملك المؤسس – طيب الله ثراه – على عتبات الأقصى...ولا ننسى رئيس وزراء حكومة الوحدة ابراهيم هاشم الذي اغتيل في العراق..والأردن بلد يعيش في دوامة, فمن شماله حرب أهلية مستعرة, ومن شرقه حركة مليشيات محمومة..ويجاوره الكيان الغاصب الذي يمارس عمليات الإغتيال كل يوم...ومع كل ذلك لايوجد في الأردن ما يسمى بهاجس الاغتيال أو استهداف الشخصيات.
في قصة ترمب أمس, أدركت أن المجتمع الأمريكي ممزق إلى الحد الذي تتم فيه عملية اختراق أمني سافر, وإلى الحد الذي تفشل فيه المنظومة الأمنية كاملة في منع شاب من قتل رئيس سابق, ويتدخل الحظ فقط لحمايته.
قصة بلدنا يجب أن تقرا من هذه الزاوية, كل المسؤولين لدينا سواء كانوا أمنيين أو مدنيين أو عسكريين, يستطيعون الذهاب بسياراتهم إلى أي مكان دون هواجس الحماية أو الخوف...والحرس الملكي الخاص, لدينا قصة تقرأ من زوايا الحب وليس من الزوايا الأمنية...أنا في حياتي لم اشاهد ضابطا في هذه المؤسسة يمنع مواطنا من الوصول للملك أو السلام على الأمراء, لم أشاهد..سيارة من سياراتهم وفي المواكب تخدش سيارة مواطن...وأتذكر حين كنا نذهب بمعية الملك للمحافظات لم يكن هاجس الحرس الخاص الخوف على حياة الملك من الخطر بل كان هاجسهم دائما الخوف من تدافع الناس للسلام على الملك واحتضانه...
في الأردن هواجس الأمن وحماية الشخصيات والخوف ليست موجودة..لأن الناس هي من تحرس الملك بالدرجة الأولى, ولأن العقد الإجتماعي بين القيادة والشعب يقوم على مبادئ التسامح والمحبة.
ذات يوم في الأغوار, أتذكر أن الملك كان في جولة بين الناس..وأثناء خروجه من منزل نادى عليه طفل أطل من خلف سور المنزل, ترك الملك لحظتها كل الموجودين معه واتجه للطفل وسلم عليه....لم أشاهد لحظتها هاجسا أمنيا واحدا, لم أشاهد ضابطا يقترب من الطفل أو يمنعه..
في الأردن لايقارن اقتصادنا بالإقتصاد الأمريكي ولا قوتنا العسكرية ولا ثقلنا السياسي...ولا حتى الجغرافيا الصغيرة التي نسكنها, لكن النظام السياسي الأردني استطاع أن ينجز ما هو أهم من القوة والمال..استطاع أن يبني الحب بين الناس
واستطاع أن يحكم بالحب.
الدم الذي سال أمس على وجه ترمب, لم يكن على وجه الرئيس....بل كان على وجه أمريكا الدموي...كان صورة أمريكا, وهشاشة قوتها..وكان العار الجديد على ديمقراطيتها.
Abdelhadi18@yahoo.com
التعليقات