العميد الركن المتقاعد صالح الشرّاب العبادي
ما زالالسياسيون ودول الوساطة الدول الغربية وأمريكا ( وهي تعلم ما تقوم به ) ما زالوا يحاولون ويناقشون ويجتمعون من بداية حرب غزة الى هذه اللحظة من اجل الهدنة ..
من بداية الحرب وعندما كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد دخلت مدينة غزة ومستشفى الشفاء .. كانت الجهود المبذولة من اجل الهدنة توازي وتماشي جنباً إلى جنب مع تقدم القوات الإسرائيلية في القطاع جنوباً فأعملت بالقطاع قتلاً وتدميراً وتهجيراً واعتقالاً .. بدون هوادة ..
فالقوات الاسرائيلية مستمرة في عمليات الابادة الجماعية والتهجير الجماعي والتدمير الشامل لمقومات الحياة، وفي نفس الوقت ، لا تضيع اي فرصة لإظهار نفسها انها تريد الوصول الى هدنة مستمرة من خلال الوسطاء والوفود التي اصبح عملها روتيني ، فتارة إلى القاهرة وتارة إلى الدوحة وتارة الى تل ابيب وأخرى إلى فرنسا ..
والحرب مستمرة ..
وزير الخارجية الامريكي، ورئيس المخابرات الأمريكي والمبعوثين الامريكين اصبح تواجدهم دائم في عواصم الدول العربية ، فما ان يضعوا اقدامهم في واشنطن ، واذا بورؤوسهم تطل مرة اخرى ، يجوبوا عواصم الدول العربية ثم ما يلبثوا ان ينهوا موسم حجهم الشهري في تل ابيب، ليقوم نتنياهو بعمل مسح شامل لما خزنوه من معلومات ووثائق وتقارير .. ليغذي أدمغتهم بان الحرب لن تتوقف ولن تنتهي وفوق كل ذلك يمطرهم باللوم والخوف والقلق والتوتر ويقنعهم بتزويده بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية.. الأمر الذي يعودوا كما أتوا .. بل محملين بطلبات اسرائيل الكبيرة والتي يجب ان يوافقوا عليها .. امراً وليس فضلاً ..
المفاوضات من اجل الهدنة مفتوحة لا حدود لها وهي بالضبط كما هي الحرب في غزة لا نهاية لها .. ومن المحتمل ان تستمر المفاوضات إلى مالا نهاية كما هي المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق وحلول مستحيلة ، بخصوص القضية الفلسطينية ككل ..
لن تنتهي الحرب في غزة ولن تنتهي المفاوضات من اجل غزة ..وستستمر الحرب ولكن باستراتيجية إسرائيلية وهي استراتيجية الحرب المفتوحة المستمرة الدائمة ، حرب الاستنزاف وتقطيب الجراح كما تسميها إسرائيل، يتصدى لها الفلسطينيون بالمقاومة، الحربية العسكرية والسياسية والدبلوماسية..
النتيجة ، اللاعودة الى الوراء ، فلا هدنة دائمة ولا وقف حرب دائم ..
فما يسموه هدنة من اجل ايقاف الحرب فهذا مصطلح اصبح من الماضي في نظر نتنياهو..واليمين المتطرف.. والغير متطرف ..
إذا ما الذي يريده نتنياهو.. بأبسط العبارات
يريد استمرار الحرب باي شكل او أسلوب في غزة وغيرها، مع تحقيق اهدافه الاستراتيجية التي يصر عليها ومعه القادة السياسيين وحتى العسكريين .. بغض النظر عن مواقفهم .. الباهتة . فما هي هذه الاهداف :
1. البقاء بالسلطة فهو الان بمثابة ملك اسرائيل ومنقذها وقائدها وامير حربها .. فهو يتقن ثعلبية السياسة ويمارسها بدهاء خارق .. غير آبه ، وهو يعلم علم اليقين انه مهما عمل او فعل لن تتخلى عنه امه الرؤوم ( امريكا) .
2. تحقيق اهداف الحرب الاستراتيجية بطريقة نتنياهو والتي اقرتها القيادة السياسية الاسرائيلية وهي: تحرير الاسرى والقضاء على المقاومة في غزة وتامين غلاف غزة وتامين المستعمرات وعودة المهجرين ..وتامين محور فيلادلفيا واغلاق المعابر كافة إلا معابر هو سيسطر عليها لسد طرق الامداد والتزويد للمقاومة ، وكان باحتلال رفح يدعي انها نقطة التحول العظمى ، ولكن كانت النتيجة معاكسة تماماً فقد غيرت المقاومة استراتيجيتها الحربية التي فاجأت القوات الاسرائيلية .. مما أدى إلى فقدان السيطرة على القطاع وباتت لا تعلم القطعات على الارض متى ستنتهي هذه الحرب ؟
3. البقاء في غزة باحتلال امني طويل الامد وتحويلها كما هي في الضفة الغربية.. حتى تحقيق اهداف الحرب ، وهذا كما يسميها ( المرحلة الثالثة للحرب ) والتي قامت المقاومة بخربطة معالم المراحل الحربية فهو لا يعلم ولا يعي هل هو بالمرحلة الاولى او الثانية او الثالثة للحرب ..
4. عودة المهجرين من اليهود إلى غلاف غزة بدون ادنى خطورة عليهم، وهذه امنيات لن تتحقق بسهولة لطالما هناك صواريخ تدك جنوب فلسطين ووسطها ..وشمالها .
5. الاستمرار بالحرب على طريقته الخاصة ( اقصد نتنياهو) لحين تحقيق نتيجة الانتخابات الامريكية، والذي ينتظرها بفارغ الصبر وهو يأمل ان يفوز حليفة ترامب ، ليعطيه ابرة الحياة السياسية لمدة اربعة أعوام .. ومزيد من الدماء .، والظاهر ان ترامب لا يعلم انه إذا ما يفكر ان يستمر على نفس نهجه السياسي المالي ، ابان حكمه فانه سيكتوي بنار الحرب الغير مباشرة على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في شتى بقاع العالم.
6. اثبات نتنياهو نفسه امام الشعب اليهودي انه سينتصر وسيحقق كل اهداف الحرب واهدافه ..واهداف الشعب اليهودي ، مع تفسخ نهج الشعب اليهودي الداخلي وكذلك انفصام مجلس الحرب وحرًد الحريديم المستمر ورفضهم الخدمة العسكرية..
7. تهجير اكبر قدر ممكن من الفلسطينيين من غزة قصراً وطوعاً للداخل والخارج .. وهذا هدف فشل به نتنياهو برفض الشعب هناك خلق نكبة جديدة..مهما كلف الأمر ..
8. الضغط الكبير على المقاومة من اجل التنازل عن مواقفها وطلباتها وحتى لو تنازلت المقاومة ووافقت على اي شرط من شروط الهدنة .. فان نتنياهو لن يتنازل وسيطالب ويماطل ويختلق المبررات .. من اجل الاستمرار بالحرب .
9. البقاء على علاقة دائمة مع دول الوساطة فهو يرسل الوفود تلو الوفود ولكنها تروح وتجيء وهي خالية الوفاق وهي بالأصل تعي وتعلم ومعها دول الوساطة وغيرها ان نتنياهو لن يتنازل او يوافق على الهدنة ..حيث اصبح عمل دول الوساطة هو بمثابة استخدام العواصم فقط كمكان وزمان دون توصل حتى لأطراف هدنة .. فاصبحت قيادات تلك الدول حرجه امام هجرها عن جسر الهوة وتحقيق ادنى شروط اتفاق هدنة ..
10 - يهدف نتنياهو وعصابة ائتلافه المتطرف إلى عودة قضية فلسطين كما كان مخطط لها قبل السابع من اكتوبر، ودفن محاولات المطالبة بحل الدولتين وتذويب هذه المطالبات وعدم التنازل عن شبر واحد من الارض المحتلة.. باعتبارها دولة يهودية كاملة .. فهذه العصابة تأكل أصابعها ندم ان خلقت من القضية عالمية بتصرف بعد ان كانت اقليمية مهددة .
11. تسكين كل الجبهات وتخميدها وهذا يتطلب سنوات عدة فحرب غزة مستمرة ، وحرب الضفة الغربية مستمرة ، وحرب شمال فلسطين مع حرب الله مستمرة .. والحوثيين في اليمن حربهم مستمرة ، وقصف سوريا مستمر ، وحرب الجماعات المسلحة مستمرة … فمن يسكن هذه الجبهات التي لم تحسب لها حساب اسرائيل يوماً ما؟
12. هذه الاستراتيجية الحربية الممتدة لن تتوقف بسهولة ومن يقول ان هناك موعد لإنتهاء الاوضاع الحالية فهو واهم .. ولا يقرأ الخارطة بشكل دقيق.
13. يحاول الان نتنياهو استمالة الجيش إلى صفه والذي يحاول قادته إلى اتخاذ قرارات حاسمة قد تؤدي إلى ما يشبه الانقلاب الأبيض بتجميد قرارات نتنياهو ليتصبح ليست ذات قيمة ولكن هذا الأمر يتطلب دعم أمريكي غربي شبه كامل ليتحمل الجيش وقادته نتائجه .. وحتماً سيكون للدول العربية دور في ذلك من ضمانات دولية لحفظ أمن إسرائيل.. وهذا ما يسعى له قادة الجيش ولكن نتنياهو بسياسته الثعلبية لن يقدروا عليه فكلما اصبحت الكفة مائلة تجاهه ، يقوم باصدار قرارات ويتلاعب بالقطعات ويجمع قواه ليحركها على اي قائد عسكري يحاول السيطرة على الموقف ..
14. يسعى اليمين الإسرائيلي وكذلك اليسار ومعها امريكا والغرب وبعض الدول العربية الى البحث عن مكون سياسي منزوع المقاومة والثورات والانتفاضات، مكون سياسي يحكم غزة ، مطواع منقاد ، ينفذ أوامر الاحتلال غضي الطرف تجاه الاحتلال شديد البأس تجاه الشعب ..وهذا ما واجهت به المقاومة بقولها نحن مستعدون للانصهار في حزب سياسي وجاهزون لإلقاء السلاح ولكن ليس انكساراً بل انتصاراً ، فهل من المعقول انه بعد كل هذه التضحيات العظيمة ياتي من يحكم غزة على ظهر ميركافا إسرائيلية …؟
15. بالرغم من تقديم المعارضة الى نتنياهو شبكة امان لحزبه وعدم المساس به واستمراره بالحكم فان كل هذه المحاولات لن تجدي نفعاً امام شك نتنياهو المستمر بنوايا المعارضة ، فهو غارق بالفساد ويعلم انه سيقدم إلى محاكمة تاريخيّة ، وهو يتاجر بدماء الإسرائيليين ويسعى الى مد الحرب الى ثلاث اسابيع حيث حل الكنسية لمدة ثلاث شهور حسب القانون لدى الحكومة الإسرائيلية وهذا سيعطي نتنياهو حرية التفرد الكامل بالقرارات دون قيد او شرط .
16. يحاول نتنياهو النأي بنفسه بعيداً عن تحمل المسؤولية عن الإخفاق والخرق الامني يوم السابع من اكتوبر، ويحاول ان يحمل كامل المسؤولية على القادة العسكريين والآمنين والاستخبارات والمخابرات ..
اخيراً لقد غيرت استراتيجية السابع من اكتوبر جمبع الاستراتيجيات المخطط لها والتي كانت تحاك بليل بهيم ، وقد القت حجراً كبيراً في اتون مياه آسنة خبيثة كانت تسبح تحتها حيتان تخطط لتغير شكل المنطقة تبدد كل حقوق الشعب الفلسطيني ، فما كان من السابع من اكتوبر إلا وقد خلط الأوراق كلها …
في وقت اصبح به المد العالمي لدعم الفلسطينيين والقضية الفلسطينية مستمر ومتزايد مع استمرار العدو ايقاف هذا المد بشتى الوسائل الممكنة… وما التمسك باستمرار الجبهات بوتيرة إلى حد معين لا بالهبوط ولا بالصعود الا استراتيجية لخضوع العالم بقبول هذه الدولة الاسرائيلية المزعومة كما هي وكما تريد وكما تقرر …
العميد الركن المتقاعد
صالح الشرّاب العبادي
كاتب ومحلل شؤون عسكرية سياسية
العميد الركن المتقاعد صالح الشرّاب العبادي
ما زالالسياسيون ودول الوساطة الدول الغربية وأمريكا ( وهي تعلم ما تقوم به ) ما زالوا يحاولون ويناقشون ويجتمعون من بداية حرب غزة الى هذه اللحظة من اجل الهدنة ..
من بداية الحرب وعندما كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد دخلت مدينة غزة ومستشفى الشفاء .. كانت الجهود المبذولة من اجل الهدنة توازي وتماشي جنباً إلى جنب مع تقدم القوات الإسرائيلية في القطاع جنوباً فأعملت بالقطاع قتلاً وتدميراً وتهجيراً واعتقالاً .. بدون هوادة ..
فالقوات الاسرائيلية مستمرة في عمليات الابادة الجماعية والتهجير الجماعي والتدمير الشامل لمقومات الحياة، وفي نفس الوقت ، لا تضيع اي فرصة لإظهار نفسها انها تريد الوصول الى هدنة مستمرة من خلال الوسطاء والوفود التي اصبح عملها روتيني ، فتارة إلى القاهرة وتارة إلى الدوحة وتارة الى تل ابيب وأخرى إلى فرنسا ..
والحرب مستمرة ..
وزير الخارجية الامريكي، ورئيس المخابرات الأمريكي والمبعوثين الامريكين اصبح تواجدهم دائم في عواصم الدول العربية ، فما ان يضعوا اقدامهم في واشنطن ، واذا بورؤوسهم تطل مرة اخرى ، يجوبوا عواصم الدول العربية ثم ما يلبثوا ان ينهوا موسم حجهم الشهري في تل ابيب، ليقوم نتنياهو بعمل مسح شامل لما خزنوه من معلومات ووثائق وتقارير .. ليغذي أدمغتهم بان الحرب لن تتوقف ولن تنتهي وفوق كل ذلك يمطرهم باللوم والخوف والقلق والتوتر ويقنعهم بتزويده بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية.. الأمر الذي يعودوا كما أتوا .. بل محملين بطلبات اسرائيل الكبيرة والتي يجب ان يوافقوا عليها .. امراً وليس فضلاً ..
المفاوضات من اجل الهدنة مفتوحة لا حدود لها وهي بالضبط كما هي الحرب في غزة لا نهاية لها .. ومن المحتمل ان تستمر المفاوضات إلى مالا نهاية كما هي المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق وحلول مستحيلة ، بخصوص القضية الفلسطينية ككل ..
لن تنتهي الحرب في غزة ولن تنتهي المفاوضات من اجل غزة ..وستستمر الحرب ولكن باستراتيجية إسرائيلية وهي استراتيجية الحرب المفتوحة المستمرة الدائمة ، حرب الاستنزاف وتقطيب الجراح كما تسميها إسرائيل، يتصدى لها الفلسطينيون بالمقاومة، الحربية العسكرية والسياسية والدبلوماسية..
النتيجة ، اللاعودة الى الوراء ، فلا هدنة دائمة ولا وقف حرب دائم ..
فما يسموه هدنة من اجل ايقاف الحرب فهذا مصطلح اصبح من الماضي في نظر نتنياهو..واليمين المتطرف.. والغير متطرف ..
إذا ما الذي يريده نتنياهو.. بأبسط العبارات
يريد استمرار الحرب باي شكل او أسلوب في غزة وغيرها، مع تحقيق اهدافه الاستراتيجية التي يصر عليها ومعه القادة السياسيين وحتى العسكريين .. بغض النظر عن مواقفهم .. الباهتة . فما هي هذه الاهداف :
1. البقاء بالسلطة فهو الان بمثابة ملك اسرائيل ومنقذها وقائدها وامير حربها .. فهو يتقن ثعلبية السياسة ويمارسها بدهاء خارق .. غير آبه ، وهو يعلم علم اليقين انه مهما عمل او فعل لن تتخلى عنه امه الرؤوم ( امريكا) .
2. تحقيق اهداف الحرب الاستراتيجية بطريقة نتنياهو والتي اقرتها القيادة السياسية الاسرائيلية وهي: تحرير الاسرى والقضاء على المقاومة في غزة وتامين غلاف غزة وتامين المستعمرات وعودة المهجرين ..وتامين محور فيلادلفيا واغلاق المعابر كافة إلا معابر هو سيسطر عليها لسد طرق الامداد والتزويد للمقاومة ، وكان باحتلال رفح يدعي انها نقطة التحول العظمى ، ولكن كانت النتيجة معاكسة تماماً فقد غيرت المقاومة استراتيجيتها الحربية التي فاجأت القوات الاسرائيلية .. مما أدى إلى فقدان السيطرة على القطاع وباتت لا تعلم القطعات على الارض متى ستنتهي هذه الحرب ؟
3. البقاء في غزة باحتلال امني طويل الامد وتحويلها كما هي في الضفة الغربية.. حتى تحقيق اهداف الحرب ، وهذا كما يسميها ( المرحلة الثالثة للحرب ) والتي قامت المقاومة بخربطة معالم المراحل الحربية فهو لا يعلم ولا يعي هل هو بالمرحلة الاولى او الثانية او الثالثة للحرب ..
4. عودة المهجرين من اليهود إلى غلاف غزة بدون ادنى خطورة عليهم، وهذه امنيات لن تتحقق بسهولة لطالما هناك صواريخ تدك جنوب فلسطين ووسطها ..وشمالها .
5. الاستمرار بالحرب على طريقته الخاصة ( اقصد نتنياهو) لحين تحقيق نتيجة الانتخابات الامريكية، والذي ينتظرها بفارغ الصبر وهو يأمل ان يفوز حليفة ترامب ، ليعطيه ابرة الحياة السياسية لمدة اربعة أعوام .. ومزيد من الدماء .، والظاهر ان ترامب لا يعلم انه إذا ما يفكر ان يستمر على نفس نهجه السياسي المالي ، ابان حكمه فانه سيكتوي بنار الحرب الغير مباشرة على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في شتى بقاع العالم.
6. اثبات نتنياهو نفسه امام الشعب اليهودي انه سينتصر وسيحقق كل اهداف الحرب واهدافه ..واهداف الشعب اليهودي ، مع تفسخ نهج الشعب اليهودي الداخلي وكذلك انفصام مجلس الحرب وحرًد الحريديم المستمر ورفضهم الخدمة العسكرية..
7. تهجير اكبر قدر ممكن من الفلسطينيين من غزة قصراً وطوعاً للداخل والخارج .. وهذا هدف فشل به نتنياهو برفض الشعب هناك خلق نكبة جديدة..مهما كلف الأمر ..
8. الضغط الكبير على المقاومة من اجل التنازل عن مواقفها وطلباتها وحتى لو تنازلت المقاومة ووافقت على اي شرط من شروط الهدنة .. فان نتنياهو لن يتنازل وسيطالب ويماطل ويختلق المبررات .. من اجل الاستمرار بالحرب .
9. البقاء على علاقة دائمة مع دول الوساطة فهو يرسل الوفود تلو الوفود ولكنها تروح وتجيء وهي خالية الوفاق وهي بالأصل تعي وتعلم ومعها دول الوساطة وغيرها ان نتنياهو لن يتنازل او يوافق على الهدنة ..حيث اصبح عمل دول الوساطة هو بمثابة استخدام العواصم فقط كمكان وزمان دون توصل حتى لأطراف هدنة .. فاصبحت قيادات تلك الدول حرجه امام هجرها عن جسر الهوة وتحقيق ادنى شروط اتفاق هدنة ..
10 - يهدف نتنياهو وعصابة ائتلافه المتطرف إلى عودة قضية فلسطين كما كان مخطط لها قبل السابع من اكتوبر، ودفن محاولات المطالبة بحل الدولتين وتذويب هذه المطالبات وعدم التنازل عن شبر واحد من الارض المحتلة.. باعتبارها دولة يهودية كاملة .. فهذه العصابة تأكل أصابعها ندم ان خلقت من القضية عالمية بتصرف بعد ان كانت اقليمية مهددة .
11. تسكين كل الجبهات وتخميدها وهذا يتطلب سنوات عدة فحرب غزة مستمرة ، وحرب الضفة الغربية مستمرة ، وحرب شمال فلسطين مع حرب الله مستمرة .. والحوثيين في اليمن حربهم مستمرة ، وقصف سوريا مستمر ، وحرب الجماعات المسلحة مستمرة … فمن يسكن هذه الجبهات التي لم تحسب لها حساب اسرائيل يوماً ما؟
12. هذه الاستراتيجية الحربية الممتدة لن تتوقف بسهولة ومن يقول ان هناك موعد لإنتهاء الاوضاع الحالية فهو واهم .. ولا يقرأ الخارطة بشكل دقيق.
13. يحاول الان نتنياهو استمالة الجيش إلى صفه والذي يحاول قادته إلى اتخاذ قرارات حاسمة قد تؤدي إلى ما يشبه الانقلاب الأبيض بتجميد قرارات نتنياهو ليتصبح ليست ذات قيمة ولكن هذا الأمر يتطلب دعم أمريكي غربي شبه كامل ليتحمل الجيش وقادته نتائجه .. وحتماً سيكون للدول العربية دور في ذلك من ضمانات دولية لحفظ أمن إسرائيل.. وهذا ما يسعى له قادة الجيش ولكن نتنياهو بسياسته الثعلبية لن يقدروا عليه فكلما اصبحت الكفة مائلة تجاهه ، يقوم باصدار قرارات ويتلاعب بالقطعات ويجمع قواه ليحركها على اي قائد عسكري يحاول السيطرة على الموقف ..
14. يسعى اليمين الإسرائيلي وكذلك اليسار ومعها امريكا والغرب وبعض الدول العربية الى البحث عن مكون سياسي منزوع المقاومة والثورات والانتفاضات، مكون سياسي يحكم غزة ، مطواع منقاد ، ينفذ أوامر الاحتلال غضي الطرف تجاه الاحتلال شديد البأس تجاه الشعب ..وهذا ما واجهت به المقاومة بقولها نحن مستعدون للانصهار في حزب سياسي وجاهزون لإلقاء السلاح ولكن ليس انكساراً بل انتصاراً ، فهل من المعقول انه بعد كل هذه التضحيات العظيمة ياتي من يحكم غزة على ظهر ميركافا إسرائيلية …؟
15. بالرغم من تقديم المعارضة الى نتنياهو شبكة امان لحزبه وعدم المساس به واستمراره بالحكم فان كل هذه المحاولات لن تجدي نفعاً امام شك نتنياهو المستمر بنوايا المعارضة ، فهو غارق بالفساد ويعلم انه سيقدم إلى محاكمة تاريخيّة ، وهو يتاجر بدماء الإسرائيليين ويسعى الى مد الحرب الى ثلاث اسابيع حيث حل الكنسية لمدة ثلاث شهور حسب القانون لدى الحكومة الإسرائيلية وهذا سيعطي نتنياهو حرية التفرد الكامل بالقرارات دون قيد او شرط .
16. يحاول نتنياهو النأي بنفسه بعيداً عن تحمل المسؤولية عن الإخفاق والخرق الامني يوم السابع من اكتوبر، ويحاول ان يحمل كامل المسؤولية على القادة العسكريين والآمنين والاستخبارات والمخابرات ..
اخيراً لقد غيرت استراتيجية السابع من اكتوبر جمبع الاستراتيجيات المخطط لها والتي كانت تحاك بليل بهيم ، وقد القت حجراً كبيراً في اتون مياه آسنة خبيثة كانت تسبح تحتها حيتان تخطط لتغير شكل المنطقة تبدد كل حقوق الشعب الفلسطيني ، فما كان من السابع من اكتوبر إلا وقد خلط الأوراق كلها …
في وقت اصبح به المد العالمي لدعم الفلسطينيين والقضية الفلسطينية مستمر ومتزايد مع استمرار العدو ايقاف هذا المد بشتى الوسائل الممكنة… وما التمسك باستمرار الجبهات بوتيرة إلى حد معين لا بالهبوط ولا بالصعود الا استراتيجية لخضوع العالم بقبول هذه الدولة الاسرائيلية المزعومة كما هي وكما تريد وكما تقرر …
العميد الركن المتقاعد
صالح الشرّاب العبادي
كاتب ومحلل شؤون عسكرية سياسية
العميد الركن المتقاعد صالح الشرّاب العبادي
ما زالالسياسيون ودول الوساطة الدول الغربية وأمريكا ( وهي تعلم ما تقوم به ) ما زالوا يحاولون ويناقشون ويجتمعون من بداية حرب غزة الى هذه اللحظة من اجل الهدنة ..
من بداية الحرب وعندما كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد دخلت مدينة غزة ومستشفى الشفاء .. كانت الجهود المبذولة من اجل الهدنة توازي وتماشي جنباً إلى جنب مع تقدم القوات الإسرائيلية في القطاع جنوباً فأعملت بالقطاع قتلاً وتدميراً وتهجيراً واعتقالاً .. بدون هوادة ..
فالقوات الاسرائيلية مستمرة في عمليات الابادة الجماعية والتهجير الجماعي والتدمير الشامل لمقومات الحياة، وفي نفس الوقت ، لا تضيع اي فرصة لإظهار نفسها انها تريد الوصول الى هدنة مستمرة من خلال الوسطاء والوفود التي اصبح عملها روتيني ، فتارة إلى القاهرة وتارة إلى الدوحة وتارة الى تل ابيب وأخرى إلى فرنسا ..
والحرب مستمرة ..
وزير الخارجية الامريكي، ورئيس المخابرات الأمريكي والمبعوثين الامريكين اصبح تواجدهم دائم في عواصم الدول العربية ، فما ان يضعوا اقدامهم في واشنطن ، واذا بورؤوسهم تطل مرة اخرى ، يجوبوا عواصم الدول العربية ثم ما يلبثوا ان ينهوا موسم حجهم الشهري في تل ابيب، ليقوم نتنياهو بعمل مسح شامل لما خزنوه من معلومات ووثائق وتقارير .. ليغذي أدمغتهم بان الحرب لن تتوقف ولن تنتهي وفوق كل ذلك يمطرهم باللوم والخوف والقلق والتوتر ويقنعهم بتزويده بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية.. الأمر الذي يعودوا كما أتوا .. بل محملين بطلبات اسرائيل الكبيرة والتي يجب ان يوافقوا عليها .. امراً وليس فضلاً ..
المفاوضات من اجل الهدنة مفتوحة لا حدود لها وهي بالضبط كما هي الحرب في غزة لا نهاية لها .. ومن المحتمل ان تستمر المفاوضات إلى مالا نهاية كما هي المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق وحلول مستحيلة ، بخصوص القضية الفلسطينية ككل ..
لن تنتهي الحرب في غزة ولن تنتهي المفاوضات من اجل غزة ..وستستمر الحرب ولكن باستراتيجية إسرائيلية وهي استراتيجية الحرب المفتوحة المستمرة الدائمة ، حرب الاستنزاف وتقطيب الجراح كما تسميها إسرائيل، يتصدى لها الفلسطينيون بالمقاومة، الحربية العسكرية والسياسية والدبلوماسية..
النتيجة ، اللاعودة الى الوراء ، فلا هدنة دائمة ولا وقف حرب دائم ..
فما يسموه هدنة من اجل ايقاف الحرب فهذا مصطلح اصبح من الماضي في نظر نتنياهو..واليمين المتطرف.. والغير متطرف ..
إذا ما الذي يريده نتنياهو.. بأبسط العبارات
يريد استمرار الحرب باي شكل او أسلوب في غزة وغيرها، مع تحقيق اهدافه الاستراتيجية التي يصر عليها ومعه القادة السياسيين وحتى العسكريين .. بغض النظر عن مواقفهم .. الباهتة . فما هي هذه الاهداف :
1. البقاء بالسلطة فهو الان بمثابة ملك اسرائيل ومنقذها وقائدها وامير حربها .. فهو يتقن ثعلبية السياسة ويمارسها بدهاء خارق .. غير آبه ، وهو يعلم علم اليقين انه مهما عمل او فعل لن تتخلى عنه امه الرؤوم ( امريكا) .
2. تحقيق اهداف الحرب الاستراتيجية بطريقة نتنياهو والتي اقرتها القيادة السياسية الاسرائيلية وهي: تحرير الاسرى والقضاء على المقاومة في غزة وتامين غلاف غزة وتامين المستعمرات وعودة المهجرين ..وتامين محور فيلادلفيا واغلاق المعابر كافة إلا معابر هو سيسطر عليها لسد طرق الامداد والتزويد للمقاومة ، وكان باحتلال رفح يدعي انها نقطة التحول العظمى ، ولكن كانت النتيجة معاكسة تماماً فقد غيرت المقاومة استراتيجيتها الحربية التي فاجأت القوات الاسرائيلية .. مما أدى إلى فقدان السيطرة على القطاع وباتت لا تعلم القطعات على الارض متى ستنتهي هذه الحرب ؟
3. البقاء في غزة باحتلال امني طويل الامد وتحويلها كما هي في الضفة الغربية.. حتى تحقيق اهداف الحرب ، وهذا كما يسميها ( المرحلة الثالثة للحرب ) والتي قامت المقاومة بخربطة معالم المراحل الحربية فهو لا يعلم ولا يعي هل هو بالمرحلة الاولى او الثانية او الثالثة للحرب ..
4. عودة المهجرين من اليهود إلى غلاف غزة بدون ادنى خطورة عليهم، وهذه امنيات لن تتحقق بسهولة لطالما هناك صواريخ تدك جنوب فلسطين ووسطها ..وشمالها .
5. الاستمرار بالحرب على طريقته الخاصة ( اقصد نتنياهو) لحين تحقيق نتيجة الانتخابات الامريكية، والذي ينتظرها بفارغ الصبر وهو يأمل ان يفوز حليفة ترامب ، ليعطيه ابرة الحياة السياسية لمدة اربعة أعوام .. ومزيد من الدماء .، والظاهر ان ترامب لا يعلم انه إذا ما يفكر ان يستمر على نفس نهجه السياسي المالي ، ابان حكمه فانه سيكتوي بنار الحرب الغير مباشرة على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في شتى بقاع العالم.
6. اثبات نتنياهو نفسه امام الشعب اليهودي انه سينتصر وسيحقق كل اهداف الحرب واهدافه ..واهداف الشعب اليهودي ، مع تفسخ نهج الشعب اليهودي الداخلي وكذلك انفصام مجلس الحرب وحرًد الحريديم المستمر ورفضهم الخدمة العسكرية..
7. تهجير اكبر قدر ممكن من الفلسطينيين من غزة قصراً وطوعاً للداخل والخارج .. وهذا هدف فشل به نتنياهو برفض الشعب هناك خلق نكبة جديدة..مهما كلف الأمر ..
8. الضغط الكبير على المقاومة من اجل التنازل عن مواقفها وطلباتها وحتى لو تنازلت المقاومة ووافقت على اي شرط من شروط الهدنة .. فان نتنياهو لن يتنازل وسيطالب ويماطل ويختلق المبررات .. من اجل الاستمرار بالحرب .
9. البقاء على علاقة دائمة مع دول الوساطة فهو يرسل الوفود تلو الوفود ولكنها تروح وتجيء وهي خالية الوفاق وهي بالأصل تعي وتعلم ومعها دول الوساطة وغيرها ان نتنياهو لن يتنازل او يوافق على الهدنة ..حيث اصبح عمل دول الوساطة هو بمثابة استخدام العواصم فقط كمكان وزمان دون توصل حتى لأطراف هدنة .. فاصبحت قيادات تلك الدول حرجه امام هجرها عن جسر الهوة وتحقيق ادنى شروط اتفاق هدنة ..
10 - يهدف نتنياهو وعصابة ائتلافه المتطرف إلى عودة قضية فلسطين كما كان مخطط لها قبل السابع من اكتوبر، ودفن محاولات المطالبة بحل الدولتين وتذويب هذه المطالبات وعدم التنازل عن شبر واحد من الارض المحتلة.. باعتبارها دولة يهودية كاملة .. فهذه العصابة تأكل أصابعها ندم ان خلقت من القضية عالمية بتصرف بعد ان كانت اقليمية مهددة .
11. تسكين كل الجبهات وتخميدها وهذا يتطلب سنوات عدة فحرب غزة مستمرة ، وحرب الضفة الغربية مستمرة ، وحرب شمال فلسطين مع حرب الله مستمرة .. والحوثيين في اليمن حربهم مستمرة ، وقصف سوريا مستمر ، وحرب الجماعات المسلحة مستمرة … فمن يسكن هذه الجبهات التي لم تحسب لها حساب اسرائيل يوماً ما؟
12. هذه الاستراتيجية الحربية الممتدة لن تتوقف بسهولة ومن يقول ان هناك موعد لإنتهاء الاوضاع الحالية فهو واهم .. ولا يقرأ الخارطة بشكل دقيق.
13. يحاول الان نتنياهو استمالة الجيش إلى صفه والذي يحاول قادته إلى اتخاذ قرارات حاسمة قد تؤدي إلى ما يشبه الانقلاب الأبيض بتجميد قرارات نتنياهو ليتصبح ليست ذات قيمة ولكن هذا الأمر يتطلب دعم أمريكي غربي شبه كامل ليتحمل الجيش وقادته نتائجه .. وحتماً سيكون للدول العربية دور في ذلك من ضمانات دولية لحفظ أمن إسرائيل.. وهذا ما يسعى له قادة الجيش ولكن نتنياهو بسياسته الثعلبية لن يقدروا عليه فكلما اصبحت الكفة مائلة تجاهه ، يقوم باصدار قرارات ويتلاعب بالقطعات ويجمع قواه ليحركها على اي قائد عسكري يحاول السيطرة على الموقف ..
14. يسعى اليمين الإسرائيلي وكذلك اليسار ومعها امريكا والغرب وبعض الدول العربية الى البحث عن مكون سياسي منزوع المقاومة والثورات والانتفاضات، مكون سياسي يحكم غزة ، مطواع منقاد ، ينفذ أوامر الاحتلال غضي الطرف تجاه الاحتلال شديد البأس تجاه الشعب ..وهذا ما واجهت به المقاومة بقولها نحن مستعدون للانصهار في حزب سياسي وجاهزون لإلقاء السلاح ولكن ليس انكساراً بل انتصاراً ، فهل من المعقول انه بعد كل هذه التضحيات العظيمة ياتي من يحكم غزة على ظهر ميركافا إسرائيلية …؟
15. بالرغم من تقديم المعارضة الى نتنياهو شبكة امان لحزبه وعدم المساس به واستمراره بالحكم فان كل هذه المحاولات لن تجدي نفعاً امام شك نتنياهو المستمر بنوايا المعارضة ، فهو غارق بالفساد ويعلم انه سيقدم إلى محاكمة تاريخيّة ، وهو يتاجر بدماء الإسرائيليين ويسعى الى مد الحرب الى ثلاث اسابيع حيث حل الكنسية لمدة ثلاث شهور حسب القانون لدى الحكومة الإسرائيلية وهذا سيعطي نتنياهو حرية التفرد الكامل بالقرارات دون قيد او شرط .
16. يحاول نتنياهو النأي بنفسه بعيداً عن تحمل المسؤولية عن الإخفاق والخرق الامني يوم السابع من اكتوبر، ويحاول ان يحمل كامل المسؤولية على القادة العسكريين والآمنين والاستخبارات والمخابرات ..
اخيراً لقد غيرت استراتيجية السابع من اكتوبر جمبع الاستراتيجيات المخطط لها والتي كانت تحاك بليل بهيم ، وقد القت حجراً كبيراً في اتون مياه آسنة خبيثة كانت تسبح تحتها حيتان تخطط لتغير شكل المنطقة تبدد كل حقوق الشعب الفلسطيني ، فما كان من السابع من اكتوبر إلا وقد خلط الأوراق كلها …
في وقت اصبح به المد العالمي لدعم الفلسطينيين والقضية الفلسطينية مستمر ومتزايد مع استمرار العدو ايقاف هذا المد بشتى الوسائل الممكنة… وما التمسك باستمرار الجبهات بوتيرة إلى حد معين لا بالهبوط ولا بالصعود الا استراتيجية لخضوع العالم بقبول هذه الدولة الاسرائيلية المزعومة كما هي وكما تريد وكما تقرر …
العميد الركن المتقاعد
صالح الشرّاب العبادي
كاتب ومحلل شؤون عسكرية سياسية
التعليقات