اخبار اليوم - مكانة الأم والزوجة في الشريعة الإسلامية حضّ الإسلام على برّ الوالدين وجعله في ميزان الله ثقيلاً، وخصّ الأمّ بالبرّ، لمكانتها وفضلها العظيم على أبنائها منذ أوّل يوم حملت فيهم، ولقد ذكر الله -تعالى- الأمّ في القرآن الكريم مراراً ولم يكتفِ ببرّ الوالدين بالعموم، ولذلك قال الله سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،وقال الله سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، وفي الحديث الشريف الوارد عن النبي -عليه السلام- أنّه أوصى بحسن صحابة الأمّ ثلاث مرات قبل أن يوصي بالأب مرّة واحدة وليس كلّ ذلك وغيره إلا لعظيم دور الأمّ، ومكانتها في العائلة.
ولمّا كان الإسلام منبّهاً على دور وفضل الأمّ، ومكانتها العظيمة في التربية، فإنّه سبق ذلك بالتوصية على حسن اختيار الزوجة، حين يقبل الرجل على الزواج، حتى تكون الزوجة قادرة على إتقان المهمّات الموكلة إليها من تربية وتدبير للأسرة، إذ إنّ الأسرة في نظر المشرّع هي النواة الأولى للمجتمع الإسلامي كاملاً، فيجب أن تكون صالحة متماسكة قوية الأركان تجاه أيّ مفاسد أو فتن قد تعتريها. وبداية ذلك كلّه يكمن في حسن اختيار الرجل للمرأة الصالحة، وحسن اختيار المرأة للزوج الصالح. وفي هذا المقال ذكرٌ لصفات الزوجة الصالحة، وبعض النصائح للمقبلين على الزواج عموماً.
كيفية اختيار الزوجة الصالحة كما جاء الإسلام بسنّة الزواج والحثّ عليه، فقد عرّج على ذكر بعض الصفات الحسنة التي تُنكح الزوجة لأجلها، وإلا كان الزواج على عكس ما يراد سبباً في تعاسة الإنسان وربّما ضلاله أيضاً، ولأنّ الإنسان مطالب بالاهتمام بمواصفات الخليل والصاحب في حياته، فإنّ أول من يهتمّ بمصاحبته هي شريكة حياته التي ستبقى معه طوال عمره، وستكون صاحبة له في الآخرة أيضاً، لذلك جاءت وصيّة النبي -عليه السلام- باختيار الزوجة صاحبة الدين أوّلاً، فهي المعينة لزوجها على كلّ خير ونُصح.
ولقد جمع العلماء وأهل الخبرة بعض الصفات التي من المستحبّ أن تتصف بها الزوجة حتّى توصف بالصلاح والفضل، وجلّ هذه الصفات هي خلاصات أحاديث ووصايا عن النبي عليه السلام، ويُذكر من مواصفات الزوجة التي يستحب أن تُراعى عند اختيارها للزواج ما يأتي: أن تكون الزوجة صاحبة خلق رفيع وأدبٍ جمٍّ تحترم زوجها وتتقرّب إليه.
أن تكون حسَنة العشرة مع زوجها، متزيّنة متطيّبة له، عفيفة عمن سواه أن تكون طائعة عابدة لربّها، ملتزمة صلواتها والفروض التي فرضها الله تعالى عليها. أن تقدّم رضا الله -تعالى- على أهوائها ورغباتها، فذلك دليل على حقيقة الإيمان. أن يحبّها زوجها ويشعر بالسكينة والمودّة معها.
أن تكون راعية بحقّ لبيت زوجها فالمرأة كما أخبر النبي -عليه السلام- راعيةٌ لبيت زوجها، وستُسأل عن حسن رعايتها. أن تكون الزوجة عاقلة مدبّرة وميسّرة لشؤون زوجها في بيته، تعاونه على تخطّي أي عقبة يمرّ فيها، وتوزان بين حقوقها وواجباتها. أن تكون لطيفة كريمة تُكرم أهل زوجها وضيوفه إكراماً لزوجها، فتدخل بذلك السرور على قلبه.
أن تكون الزوجة متعلّمة مثقّفة بثقافة عصرها، تجمع بين العلم والثقافة، وراقية في تفكيرها. نصائح للمقبلين على الزواج بعد معرفة الصّفات التي تُرجى وتُراعى عند اختيار الزوجة يضع أهل العلم والخبرة بعض النصائح التي يجب أن يُدركها ويراعيها كلا الشريكين المقبلين على الزواج، فهي تساعد في الاختيار الصحيح لكلا الطرفين، ومن النصائح التي تُذكر للمقبلين على الزواج ما يأتي: إدراك الغاية الحقيقية من الزواج، فإنّ الزواج شريعة من شرائع الله -سبحانه، ولقد حثّ عليه عباده لغاياتٍ عديدة ليس لقضاء الوطر بين الشريكين وحسب، بل هو إعمارٌ لأسرة بأكملها بإيجاد مودّة ورحمةٍ بين الزوجين، وتعاونٍ يُفضي إلى طاعة الله وعمارة أرضه فيما يرضيه.
اختيار كلّ من الزوجين شريكه الآخر بناءً على عدّة مواصفات قد يرى أثرها لاحقاً، وهي كما يأتي: الدين والخلق، فكما ذكر سابقاً فإنّ أول هدف تُنكح الزوجة له وأفضل هدف هو دينها وإيمانها وفي ذلك قال النبي عليه السلام: (تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ).وكما أنّ هذه النصيحة موجّهة للرجل في اختيار الزوجة الصالحة فهي موجّهة للمرأة كذلك، فيجب ألّا توافق أن يكون نكاحها إلا على أهل الدين والفضل من الرجال، ولذلك فقد أكّد النبي على ذلك الأمر لأهميّته فقال: (إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه، إلَّا تفعَلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، وإنْ كان فيه. قال: إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه ثلاثَ مرَّاتٍ).
التزوّج من الفتاة البكر، فذلك أقرب للألفة والمودة، وهذه النصيحة أيضاً موجّهة للطرفين، فخيرٌ للرجل أن يتزوّج بكراً، وخيرٌ للمرأة أن تتزوّج رجلاً أعزب لم يكن متزوّجاً من قبل، وقد ورد ذلك التفضيل على لسان النبي -عليه السلام- عندما قال لرجلٍ قد خطب فتاة: (فهلَّا بِكرًا تُلاعِبُها وتُلاعِبُك؟).
تزوّج الودود الولود، وهي الحبيبة القريبة لزوجها القادرة على الإنجاب والاستكثار من الولد، فإنّ النبي -عليه السلام- أخبر أنّه مكاثرٌ بأمته الأمم يوم القيامة. وهذه النصيحة كذلك تُقدّم للرجل والمرأة فإنّه من الأفضل أن تختار المرأة الشريك القادر على الإنجاب، على الرجل العقيم غير القادر على ذلك. كمال العقل وتمامه، والمراد رجحان العقل والفطنة، والرزان والقدرة على التدبير وتسيير شؤون البيت والعائلة فإنّ الزواج من حمقاء ضياعٌ للعائلة والولد. تغريب النكاح، والمقصود به التزوّج من العائلات الغريبة، والبعد عن زواج الأقارب، ففي ذلك قوّة وصحّة للولد، وتقليل من الأمراض المتكاثرة وراثيّاً.
اخبار اليوم - مكانة الأم والزوجة في الشريعة الإسلامية حضّ الإسلام على برّ الوالدين وجعله في ميزان الله ثقيلاً، وخصّ الأمّ بالبرّ، لمكانتها وفضلها العظيم على أبنائها منذ أوّل يوم حملت فيهم، ولقد ذكر الله -تعالى- الأمّ في القرآن الكريم مراراً ولم يكتفِ ببرّ الوالدين بالعموم، ولذلك قال الله سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،وقال الله سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، وفي الحديث الشريف الوارد عن النبي -عليه السلام- أنّه أوصى بحسن صحابة الأمّ ثلاث مرات قبل أن يوصي بالأب مرّة واحدة وليس كلّ ذلك وغيره إلا لعظيم دور الأمّ، ومكانتها في العائلة.
ولمّا كان الإسلام منبّهاً على دور وفضل الأمّ، ومكانتها العظيمة في التربية، فإنّه سبق ذلك بالتوصية على حسن اختيار الزوجة، حين يقبل الرجل على الزواج، حتى تكون الزوجة قادرة على إتقان المهمّات الموكلة إليها من تربية وتدبير للأسرة، إذ إنّ الأسرة في نظر المشرّع هي النواة الأولى للمجتمع الإسلامي كاملاً، فيجب أن تكون صالحة متماسكة قوية الأركان تجاه أيّ مفاسد أو فتن قد تعتريها. وبداية ذلك كلّه يكمن في حسن اختيار الرجل للمرأة الصالحة، وحسن اختيار المرأة للزوج الصالح. وفي هذا المقال ذكرٌ لصفات الزوجة الصالحة، وبعض النصائح للمقبلين على الزواج عموماً.
كيفية اختيار الزوجة الصالحة كما جاء الإسلام بسنّة الزواج والحثّ عليه، فقد عرّج على ذكر بعض الصفات الحسنة التي تُنكح الزوجة لأجلها، وإلا كان الزواج على عكس ما يراد سبباً في تعاسة الإنسان وربّما ضلاله أيضاً، ولأنّ الإنسان مطالب بالاهتمام بمواصفات الخليل والصاحب في حياته، فإنّ أول من يهتمّ بمصاحبته هي شريكة حياته التي ستبقى معه طوال عمره، وستكون صاحبة له في الآخرة أيضاً، لذلك جاءت وصيّة النبي -عليه السلام- باختيار الزوجة صاحبة الدين أوّلاً، فهي المعينة لزوجها على كلّ خير ونُصح.
ولقد جمع العلماء وأهل الخبرة بعض الصفات التي من المستحبّ أن تتصف بها الزوجة حتّى توصف بالصلاح والفضل، وجلّ هذه الصفات هي خلاصات أحاديث ووصايا عن النبي عليه السلام، ويُذكر من مواصفات الزوجة التي يستحب أن تُراعى عند اختيارها للزواج ما يأتي: أن تكون الزوجة صاحبة خلق رفيع وأدبٍ جمٍّ تحترم زوجها وتتقرّب إليه.
أن تكون حسَنة العشرة مع زوجها، متزيّنة متطيّبة له، عفيفة عمن سواه أن تكون طائعة عابدة لربّها، ملتزمة صلواتها والفروض التي فرضها الله تعالى عليها. أن تقدّم رضا الله -تعالى- على أهوائها ورغباتها، فذلك دليل على حقيقة الإيمان. أن يحبّها زوجها ويشعر بالسكينة والمودّة معها.
أن تكون راعية بحقّ لبيت زوجها فالمرأة كما أخبر النبي -عليه السلام- راعيةٌ لبيت زوجها، وستُسأل عن حسن رعايتها. أن تكون الزوجة عاقلة مدبّرة وميسّرة لشؤون زوجها في بيته، تعاونه على تخطّي أي عقبة يمرّ فيها، وتوزان بين حقوقها وواجباتها. أن تكون لطيفة كريمة تُكرم أهل زوجها وضيوفه إكراماً لزوجها، فتدخل بذلك السرور على قلبه.
أن تكون الزوجة متعلّمة مثقّفة بثقافة عصرها، تجمع بين العلم والثقافة، وراقية في تفكيرها. نصائح للمقبلين على الزواج بعد معرفة الصّفات التي تُرجى وتُراعى عند اختيار الزوجة يضع أهل العلم والخبرة بعض النصائح التي يجب أن يُدركها ويراعيها كلا الشريكين المقبلين على الزواج، فهي تساعد في الاختيار الصحيح لكلا الطرفين، ومن النصائح التي تُذكر للمقبلين على الزواج ما يأتي: إدراك الغاية الحقيقية من الزواج، فإنّ الزواج شريعة من شرائع الله -سبحانه، ولقد حثّ عليه عباده لغاياتٍ عديدة ليس لقضاء الوطر بين الشريكين وحسب، بل هو إعمارٌ لأسرة بأكملها بإيجاد مودّة ورحمةٍ بين الزوجين، وتعاونٍ يُفضي إلى طاعة الله وعمارة أرضه فيما يرضيه.
اختيار كلّ من الزوجين شريكه الآخر بناءً على عدّة مواصفات قد يرى أثرها لاحقاً، وهي كما يأتي: الدين والخلق، فكما ذكر سابقاً فإنّ أول هدف تُنكح الزوجة له وأفضل هدف هو دينها وإيمانها وفي ذلك قال النبي عليه السلام: (تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ).وكما أنّ هذه النصيحة موجّهة للرجل في اختيار الزوجة الصالحة فهي موجّهة للمرأة كذلك، فيجب ألّا توافق أن يكون نكاحها إلا على أهل الدين والفضل من الرجال، ولذلك فقد أكّد النبي على ذلك الأمر لأهميّته فقال: (إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه، إلَّا تفعَلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، وإنْ كان فيه. قال: إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه ثلاثَ مرَّاتٍ).
التزوّج من الفتاة البكر، فذلك أقرب للألفة والمودة، وهذه النصيحة أيضاً موجّهة للطرفين، فخيرٌ للرجل أن يتزوّج بكراً، وخيرٌ للمرأة أن تتزوّج رجلاً أعزب لم يكن متزوّجاً من قبل، وقد ورد ذلك التفضيل على لسان النبي -عليه السلام- عندما قال لرجلٍ قد خطب فتاة: (فهلَّا بِكرًا تُلاعِبُها وتُلاعِبُك؟).
تزوّج الودود الولود، وهي الحبيبة القريبة لزوجها القادرة على الإنجاب والاستكثار من الولد، فإنّ النبي -عليه السلام- أخبر أنّه مكاثرٌ بأمته الأمم يوم القيامة. وهذه النصيحة كذلك تُقدّم للرجل والمرأة فإنّه من الأفضل أن تختار المرأة الشريك القادر على الإنجاب، على الرجل العقيم غير القادر على ذلك. كمال العقل وتمامه، والمراد رجحان العقل والفطنة، والرزان والقدرة على التدبير وتسيير شؤون البيت والعائلة فإنّ الزواج من حمقاء ضياعٌ للعائلة والولد. تغريب النكاح، والمقصود به التزوّج من العائلات الغريبة، والبعد عن زواج الأقارب، ففي ذلك قوّة وصحّة للولد، وتقليل من الأمراض المتكاثرة وراثيّاً.
اخبار اليوم - مكانة الأم والزوجة في الشريعة الإسلامية حضّ الإسلام على برّ الوالدين وجعله في ميزان الله ثقيلاً، وخصّ الأمّ بالبرّ، لمكانتها وفضلها العظيم على أبنائها منذ أوّل يوم حملت فيهم، ولقد ذكر الله -تعالى- الأمّ في القرآن الكريم مراراً ولم يكتفِ ببرّ الوالدين بالعموم، ولذلك قال الله سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،وقال الله سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، وفي الحديث الشريف الوارد عن النبي -عليه السلام- أنّه أوصى بحسن صحابة الأمّ ثلاث مرات قبل أن يوصي بالأب مرّة واحدة وليس كلّ ذلك وغيره إلا لعظيم دور الأمّ، ومكانتها في العائلة.
ولمّا كان الإسلام منبّهاً على دور وفضل الأمّ، ومكانتها العظيمة في التربية، فإنّه سبق ذلك بالتوصية على حسن اختيار الزوجة، حين يقبل الرجل على الزواج، حتى تكون الزوجة قادرة على إتقان المهمّات الموكلة إليها من تربية وتدبير للأسرة، إذ إنّ الأسرة في نظر المشرّع هي النواة الأولى للمجتمع الإسلامي كاملاً، فيجب أن تكون صالحة متماسكة قوية الأركان تجاه أيّ مفاسد أو فتن قد تعتريها. وبداية ذلك كلّه يكمن في حسن اختيار الرجل للمرأة الصالحة، وحسن اختيار المرأة للزوج الصالح. وفي هذا المقال ذكرٌ لصفات الزوجة الصالحة، وبعض النصائح للمقبلين على الزواج عموماً.
كيفية اختيار الزوجة الصالحة كما جاء الإسلام بسنّة الزواج والحثّ عليه، فقد عرّج على ذكر بعض الصفات الحسنة التي تُنكح الزوجة لأجلها، وإلا كان الزواج على عكس ما يراد سبباً في تعاسة الإنسان وربّما ضلاله أيضاً، ولأنّ الإنسان مطالب بالاهتمام بمواصفات الخليل والصاحب في حياته، فإنّ أول من يهتمّ بمصاحبته هي شريكة حياته التي ستبقى معه طوال عمره، وستكون صاحبة له في الآخرة أيضاً، لذلك جاءت وصيّة النبي -عليه السلام- باختيار الزوجة صاحبة الدين أوّلاً، فهي المعينة لزوجها على كلّ خير ونُصح.
ولقد جمع العلماء وأهل الخبرة بعض الصفات التي من المستحبّ أن تتصف بها الزوجة حتّى توصف بالصلاح والفضل، وجلّ هذه الصفات هي خلاصات أحاديث ووصايا عن النبي عليه السلام، ويُذكر من مواصفات الزوجة التي يستحب أن تُراعى عند اختيارها للزواج ما يأتي: أن تكون الزوجة صاحبة خلق رفيع وأدبٍ جمٍّ تحترم زوجها وتتقرّب إليه.
أن تكون حسَنة العشرة مع زوجها، متزيّنة متطيّبة له، عفيفة عمن سواه أن تكون طائعة عابدة لربّها، ملتزمة صلواتها والفروض التي فرضها الله تعالى عليها. أن تقدّم رضا الله -تعالى- على أهوائها ورغباتها، فذلك دليل على حقيقة الإيمان. أن يحبّها زوجها ويشعر بالسكينة والمودّة معها.
أن تكون راعية بحقّ لبيت زوجها فالمرأة كما أخبر النبي -عليه السلام- راعيةٌ لبيت زوجها، وستُسأل عن حسن رعايتها. أن تكون الزوجة عاقلة مدبّرة وميسّرة لشؤون زوجها في بيته، تعاونه على تخطّي أي عقبة يمرّ فيها، وتوزان بين حقوقها وواجباتها. أن تكون لطيفة كريمة تُكرم أهل زوجها وضيوفه إكراماً لزوجها، فتدخل بذلك السرور على قلبه.
أن تكون الزوجة متعلّمة مثقّفة بثقافة عصرها، تجمع بين العلم والثقافة، وراقية في تفكيرها. نصائح للمقبلين على الزواج بعد معرفة الصّفات التي تُرجى وتُراعى عند اختيار الزوجة يضع أهل العلم والخبرة بعض النصائح التي يجب أن يُدركها ويراعيها كلا الشريكين المقبلين على الزواج، فهي تساعد في الاختيار الصحيح لكلا الطرفين، ومن النصائح التي تُذكر للمقبلين على الزواج ما يأتي: إدراك الغاية الحقيقية من الزواج، فإنّ الزواج شريعة من شرائع الله -سبحانه، ولقد حثّ عليه عباده لغاياتٍ عديدة ليس لقضاء الوطر بين الشريكين وحسب، بل هو إعمارٌ لأسرة بأكملها بإيجاد مودّة ورحمةٍ بين الزوجين، وتعاونٍ يُفضي إلى طاعة الله وعمارة أرضه فيما يرضيه.
اختيار كلّ من الزوجين شريكه الآخر بناءً على عدّة مواصفات قد يرى أثرها لاحقاً، وهي كما يأتي: الدين والخلق، فكما ذكر سابقاً فإنّ أول هدف تُنكح الزوجة له وأفضل هدف هو دينها وإيمانها وفي ذلك قال النبي عليه السلام: (تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ).وكما أنّ هذه النصيحة موجّهة للرجل في اختيار الزوجة الصالحة فهي موجّهة للمرأة كذلك، فيجب ألّا توافق أن يكون نكاحها إلا على أهل الدين والفضل من الرجال، ولذلك فقد أكّد النبي على ذلك الأمر لأهميّته فقال: (إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه، إلَّا تفعَلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، وإنْ كان فيه. قال: إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه ثلاثَ مرَّاتٍ).
التزوّج من الفتاة البكر، فذلك أقرب للألفة والمودة، وهذه النصيحة أيضاً موجّهة للطرفين، فخيرٌ للرجل أن يتزوّج بكراً، وخيرٌ للمرأة أن تتزوّج رجلاً أعزب لم يكن متزوّجاً من قبل، وقد ورد ذلك التفضيل على لسان النبي -عليه السلام- عندما قال لرجلٍ قد خطب فتاة: (فهلَّا بِكرًا تُلاعِبُها وتُلاعِبُك؟).
تزوّج الودود الولود، وهي الحبيبة القريبة لزوجها القادرة على الإنجاب والاستكثار من الولد، فإنّ النبي -عليه السلام- أخبر أنّه مكاثرٌ بأمته الأمم يوم القيامة. وهذه النصيحة كذلك تُقدّم للرجل والمرأة فإنّه من الأفضل أن تختار المرأة الشريك القادر على الإنجاب، على الرجل العقيم غير القادر على ذلك. كمال العقل وتمامه، والمراد رجحان العقل والفطنة، والرزان والقدرة على التدبير وتسيير شؤون البيت والعائلة فإنّ الزواج من حمقاء ضياعٌ للعائلة والولد. تغريب النكاح، والمقصود به التزوّج من العائلات الغريبة، والبعد عن زواج الأقارب، ففي ذلك قوّة وصحّة للولد، وتقليل من الأمراض المتكاثرة وراثيّاً.
التعليقات