اخبار اليوم - الحمد والشكر يتساءل كثيرٌ من المسلمين عن الفرق بين حمد الله وشكره، وهل هُما لفظتان لكلمة ذات معنىً واحد، أم أنَّ لكل لفظةٍ منهما معنىً خاصاً بها، ويُعزى ذلك التساؤل إلى ورود عدد من النصوص في القرآن الكريم تذكر حمد الله والثناء عليه، كما قد وردت نصوص ذكرت شُكر الله على نِعمه وفضائله التي أنعم بها على العباد، فما الفرق بين الحمد والشُّكر؟
وما هو معنى كل لفظةٍ منهما ومدولها الشرعي؟ ومتى يجب حمد الله؟ ومتى يجب شُكره؟ سيكون ذلك محور حديث هذه المقالة.
تعريف الحمد الحمد في اللغة الحمد في اللغة: حمِدَ يَحمَد، حَمْدًا، فهو حامد، والمفعول مَحْمود وحَميد، حمِد الشَّيءَ: رضي عنه وارتاح إليه، وحمِد اللهَ: أثنى عليه وشكرَ نعمتَه قال الله تعالى:(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قال الله تعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ) أي: الرَّاضون بقضاء الله، الشَّاكرون لأنعمه، ويقال حمِد فلانًا على أمر أي: أثنى عليه، وعكسه ذمَّه.
قال أحمد بن فارس في معجم مقاييس اللغة: (حمد) الحاء والميم والدال كلمة واحدة وأصل واحد يدلّ على خلاف الذم، يقال حمدت فلاناً أحمده، ورجل محمود ومحمد، إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة.
الحمد في الاصطلاح يُعرّف الحمد في الاصطلاح بأنه الثناء بالفضيلة وقيل إنّ الحمد هو: ثناء على المحمود لكمال ذاته وصفاته، والحمد المطلق لا يكون إلاّ لله.
وقيل يُعرّف الحمد بأنه: الوصف بالجميل الاختياري على المنعم بسبب كونه منعماً على الحامد أو غيره. (الوصف الجميل الاختياري): مثاله القول: بأنّ فلان كريم أو شجاع، (على المنعم): الذي أعطى النعمة، وهو الله عزّ وجلّ. يعّرف الحمد عند الأصوليين وغيرهم بأنه: ليس قول القائل: الحمد لله، إنما هو فعلٌ يُشعر بتعظيم المنعم، بسبب كونه منعماً، وذلك الفعل إما فعل اعتقاد بصفات الجلال والكمال، أو فعل لسان ذَكَر ما يذكره القلب، أو فعل جوارح بالإتيان بأفعال دالة عليه.
تعريف الشكر الشكر في اللغة يُعرّف الشكر في اللغة بأنه: عرفان الإحسان، ونشره، وحمد موليه، وهو الشكور أيضاً وقيل: الشين والكاف والراء أصول أربعة متباينة بعيدة القياس.
فالأول: الشكر: الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه ويقال: إن حقيقة الشكر الرضا باليسير، والأصل الثاني: الامتلاء والغزر في الشيء، الأصل الثالث: الشكير من النبات، وهو الذي ينبت من ساق الشجرة، الأصل الرابع: الشكر، وهو النكاح.
الشكر في الاصطلاح يُعرّف الشكر في الاصطلاح بأنه: عبارة عن معروف يقابل النعمة، سواء كان باللسان أو باليد أو بالقلب، وقيل: هو الثناء على المحسن بذكر إحسانه، فالعبد يشكر الله، أي: يثني عليه بذكر إحسانه الذي هو نعمة، والله يشكر العبد، أي: يثني عليه بقبوله إحسانه الذي هو طاعته.
الفرق بين الحمد والشكر ذهب العلماء في القول في مسألة الفرق بين الحمد والشكر إلى قولين: الأول: أنّ الحمد بمعنى الشكر، وإلى هذا ذهب المبرد والطبري.
الثاني: أنّه يوجد فرق بين الحمد والشكر، ومن هذه الفروق ما يلي: الحمد نقيضه الذم، أما الشكر فنقيضه الكفران الحمد أعم من الشكر من حيث ما يقع عليه؛ فالحمد يقع على الصفات اللازمة والمتعدّية، اللازمة مثل قول الله سبحانه وتعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
والمتعدية مثل قول الله سبحانه وتعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ).
أما الشكر فلا يقع إلاّ على الصفات المتعدّية؛ مثل القول: شكرته لكرمه وفضله الحمد أخص من الشكر من حيث الأداة التي يقع بها؛ فهو يكون باللسان فقط مع إقرار القلب، أما الشكر فهو أعم من حيث الأداة التي يقع عليها؛ فهو يكون بالقلب واللسان والجوارح.
الحمد لا يكون إلا عن علم، أما الشكر فقد يكون عن ظن فضل الحمد والشكر ورد فضل الحمد والشكر في نصوص كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبويّة المطهّرة منها: قول الله سبحانه وتعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) أي أنّ الله سبحانه وتعالى أمر عباده المؤمنين بذكره وشكره، ونهاهم عن نسيانه وكفره، فذِكْر الله تعالى بأسمائه وصفاته من موجبات محبة الله للعبد، وفي شكره بإقامة الصلاة وأداء العبادات من مقتضيات رحمته وفضله.
قول الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)فقد وعد الله تعالى لمن يشكر نعمه بزيادة تلك النعم.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ولدُ العبدِ المؤمنِ قال اللهُ للملائكةِ: قبَضْتُم ولَد عبدي؟ قالوا: نَعم قال: قبَضْتُم ثمرةَ فؤادِه؟ قالوا: نَعم قال: فما قال؟ قالوا: استرجَع وحمِدك قال: ابنوا له بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوه بيتَ الحمدِ)
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن اللهَ ليرضى عن العبدِ أن يأكلَ الأكلةَ فيحمدَه عليها. أو يشربَ الشربةَ فيحمدَه عليها)
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ أمر ذي بالٍ لا يُبدَأُ بالحمد للَّهِ فَهوَ أقطعُ، وفي روايةٍ: بالحمدِ فَهوَ أقطعُ، وفي روايةٍ: كل كلامٍ لا يُبدَأُ فيهِ بالحمد للَّهِ فَهوَ أجذَمُ، وفي رواية: كلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأُ فيهِ ببسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فَهوَ أقطعُ).
اخبار اليوم - الحمد والشكر يتساءل كثيرٌ من المسلمين عن الفرق بين حمد الله وشكره، وهل هُما لفظتان لكلمة ذات معنىً واحد، أم أنَّ لكل لفظةٍ منهما معنىً خاصاً بها، ويُعزى ذلك التساؤل إلى ورود عدد من النصوص في القرآن الكريم تذكر حمد الله والثناء عليه، كما قد وردت نصوص ذكرت شُكر الله على نِعمه وفضائله التي أنعم بها على العباد، فما الفرق بين الحمد والشُّكر؟
وما هو معنى كل لفظةٍ منهما ومدولها الشرعي؟ ومتى يجب حمد الله؟ ومتى يجب شُكره؟ سيكون ذلك محور حديث هذه المقالة.
تعريف الحمد الحمد في اللغة الحمد في اللغة: حمِدَ يَحمَد، حَمْدًا، فهو حامد، والمفعول مَحْمود وحَميد، حمِد الشَّيءَ: رضي عنه وارتاح إليه، وحمِد اللهَ: أثنى عليه وشكرَ نعمتَه قال الله تعالى:(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قال الله تعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ) أي: الرَّاضون بقضاء الله، الشَّاكرون لأنعمه، ويقال حمِد فلانًا على أمر أي: أثنى عليه، وعكسه ذمَّه.
قال أحمد بن فارس في معجم مقاييس اللغة: (حمد) الحاء والميم والدال كلمة واحدة وأصل واحد يدلّ على خلاف الذم، يقال حمدت فلاناً أحمده، ورجل محمود ومحمد، إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة.
الحمد في الاصطلاح يُعرّف الحمد في الاصطلاح بأنه الثناء بالفضيلة وقيل إنّ الحمد هو: ثناء على المحمود لكمال ذاته وصفاته، والحمد المطلق لا يكون إلاّ لله.
وقيل يُعرّف الحمد بأنه: الوصف بالجميل الاختياري على المنعم بسبب كونه منعماً على الحامد أو غيره. (الوصف الجميل الاختياري): مثاله القول: بأنّ فلان كريم أو شجاع، (على المنعم): الذي أعطى النعمة، وهو الله عزّ وجلّ. يعّرف الحمد عند الأصوليين وغيرهم بأنه: ليس قول القائل: الحمد لله، إنما هو فعلٌ يُشعر بتعظيم المنعم، بسبب كونه منعماً، وذلك الفعل إما فعل اعتقاد بصفات الجلال والكمال، أو فعل لسان ذَكَر ما يذكره القلب، أو فعل جوارح بالإتيان بأفعال دالة عليه.
تعريف الشكر الشكر في اللغة يُعرّف الشكر في اللغة بأنه: عرفان الإحسان، ونشره، وحمد موليه، وهو الشكور أيضاً وقيل: الشين والكاف والراء أصول أربعة متباينة بعيدة القياس.
فالأول: الشكر: الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه ويقال: إن حقيقة الشكر الرضا باليسير، والأصل الثاني: الامتلاء والغزر في الشيء، الأصل الثالث: الشكير من النبات، وهو الذي ينبت من ساق الشجرة، الأصل الرابع: الشكر، وهو النكاح.
الشكر في الاصطلاح يُعرّف الشكر في الاصطلاح بأنه: عبارة عن معروف يقابل النعمة، سواء كان باللسان أو باليد أو بالقلب، وقيل: هو الثناء على المحسن بذكر إحسانه، فالعبد يشكر الله، أي: يثني عليه بذكر إحسانه الذي هو نعمة، والله يشكر العبد، أي: يثني عليه بقبوله إحسانه الذي هو طاعته.
الفرق بين الحمد والشكر ذهب العلماء في القول في مسألة الفرق بين الحمد والشكر إلى قولين: الأول: أنّ الحمد بمعنى الشكر، وإلى هذا ذهب المبرد والطبري.
الثاني: أنّه يوجد فرق بين الحمد والشكر، ومن هذه الفروق ما يلي: الحمد نقيضه الذم، أما الشكر فنقيضه الكفران الحمد أعم من الشكر من حيث ما يقع عليه؛ فالحمد يقع على الصفات اللازمة والمتعدّية، اللازمة مثل قول الله سبحانه وتعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
والمتعدية مثل قول الله سبحانه وتعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ).
أما الشكر فلا يقع إلاّ على الصفات المتعدّية؛ مثل القول: شكرته لكرمه وفضله الحمد أخص من الشكر من حيث الأداة التي يقع بها؛ فهو يكون باللسان فقط مع إقرار القلب، أما الشكر فهو أعم من حيث الأداة التي يقع عليها؛ فهو يكون بالقلب واللسان والجوارح.
الحمد لا يكون إلا عن علم، أما الشكر فقد يكون عن ظن فضل الحمد والشكر ورد فضل الحمد والشكر في نصوص كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبويّة المطهّرة منها: قول الله سبحانه وتعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) أي أنّ الله سبحانه وتعالى أمر عباده المؤمنين بذكره وشكره، ونهاهم عن نسيانه وكفره، فذِكْر الله تعالى بأسمائه وصفاته من موجبات محبة الله للعبد، وفي شكره بإقامة الصلاة وأداء العبادات من مقتضيات رحمته وفضله.
قول الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)فقد وعد الله تعالى لمن يشكر نعمه بزيادة تلك النعم.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ولدُ العبدِ المؤمنِ قال اللهُ للملائكةِ: قبَضْتُم ولَد عبدي؟ قالوا: نَعم قال: قبَضْتُم ثمرةَ فؤادِه؟ قالوا: نَعم قال: فما قال؟ قالوا: استرجَع وحمِدك قال: ابنوا له بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوه بيتَ الحمدِ)
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن اللهَ ليرضى عن العبدِ أن يأكلَ الأكلةَ فيحمدَه عليها. أو يشربَ الشربةَ فيحمدَه عليها)
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ أمر ذي بالٍ لا يُبدَأُ بالحمد للَّهِ فَهوَ أقطعُ، وفي روايةٍ: بالحمدِ فَهوَ أقطعُ، وفي روايةٍ: كل كلامٍ لا يُبدَأُ فيهِ بالحمد للَّهِ فَهوَ أجذَمُ، وفي رواية: كلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأُ فيهِ ببسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فَهوَ أقطعُ).
اخبار اليوم - الحمد والشكر يتساءل كثيرٌ من المسلمين عن الفرق بين حمد الله وشكره، وهل هُما لفظتان لكلمة ذات معنىً واحد، أم أنَّ لكل لفظةٍ منهما معنىً خاصاً بها، ويُعزى ذلك التساؤل إلى ورود عدد من النصوص في القرآن الكريم تذكر حمد الله والثناء عليه، كما قد وردت نصوص ذكرت شُكر الله على نِعمه وفضائله التي أنعم بها على العباد، فما الفرق بين الحمد والشُّكر؟
وما هو معنى كل لفظةٍ منهما ومدولها الشرعي؟ ومتى يجب حمد الله؟ ومتى يجب شُكره؟ سيكون ذلك محور حديث هذه المقالة.
تعريف الحمد الحمد في اللغة الحمد في اللغة: حمِدَ يَحمَد، حَمْدًا، فهو حامد، والمفعول مَحْمود وحَميد، حمِد الشَّيءَ: رضي عنه وارتاح إليه، وحمِد اللهَ: أثنى عليه وشكرَ نعمتَه قال الله تعالى:(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قال الله تعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ) أي: الرَّاضون بقضاء الله، الشَّاكرون لأنعمه، ويقال حمِد فلانًا على أمر أي: أثنى عليه، وعكسه ذمَّه.
قال أحمد بن فارس في معجم مقاييس اللغة: (حمد) الحاء والميم والدال كلمة واحدة وأصل واحد يدلّ على خلاف الذم، يقال حمدت فلاناً أحمده، ورجل محمود ومحمد، إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة.
الحمد في الاصطلاح يُعرّف الحمد في الاصطلاح بأنه الثناء بالفضيلة وقيل إنّ الحمد هو: ثناء على المحمود لكمال ذاته وصفاته، والحمد المطلق لا يكون إلاّ لله.
وقيل يُعرّف الحمد بأنه: الوصف بالجميل الاختياري على المنعم بسبب كونه منعماً على الحامد أو غيره. (الوصف الجميل الاختياري): مثاله القول: بأنّ فلان كريم أو شجاع، (على المنعم): الذي أعطى النعمة، وهو الله عزّ وجلّ. يعّرف الحمد عند الأصوليين وغيرهم بأنه: ليس قول القائل: الحمد لله، إنما هو فعلٌ يُشعر بتعظيم المنعم، بسبب كونه منعماً، وذلك الفعل إما فعل اعتقاد بصفات الجلال والكمال، أو فعل لسان ذَكَر ما يذكره القلب، أو فعل جوارح بالإتيان بأفعال دالة عليه.
تعريف الشكر الشكر في اللغة يُعرّف الشكر في اللغة بأنه: عرفان الإحسان، ونشره، وحمد موليه، وهو الشكور أيضاً وقيل: الشين والكاف والراء أصول أربعة متباينة بعيدة القياس.
فالأول: الشكر: الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه ويقال: إن حقيقة الشكر الرضا باليسير، والأصل الثاني: الامتلاء والغزر في الشيء، الأصل الثالث: الشكير من النبات، وهو الذي ينبت من ساق الشجرة، الأصل الرابع: الشكر، وهو النكاح.
الشكر في الاصطلاح يُعرّف الشكر في الاصطلاح بأنه: عبارة عن معروف يقابل النعمة، سواء كان باللسان أو باليد أو بالقلب، وقيل: هو الثناء على المحسن بذكر إحسانه، فالعبد يشكر الله، أي: يثني عليه بذكر إحسانه الذي هو نعمة، والله يشكر العبد، أي: يثني عليه بقبوله إحسانه الذي هو طاعته.
الفرق بين الحمد والشكر ذهب العلماء في القول في مسألة الفرق بين الحمد والشكر إلى قولين: الأول: أنّ الحمد بمعنى الشكر، وإلى هذا ذهب المبرد والطبري.
الثاني: أنّه يوجد فرق بين الحمد والشكر، ومن هذه الفروق ما يلي: الحمد نقيضه الذم، أما الشكر فنقيضه الكفران الحمد أعم من الشكر من حيث ما يقع عليه؛ فالحمد يقع على الصفات اللازمة والمتعدّية، اللازمة مثل قول الله سبحانه وتعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
والمتعدية مثل قول الله سبحانه وتعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ).
أما الشكر فلا يقع إلاّ على الصفات المتعدّية؛ مثل القول: شكرته لكرمه وفضله الحمد أخص من الشكر من حيث الأداة التي يقع بها؛ فهو يكون باللسان فقط مع إقرار القلب، أما الشكر فهو أعم من حيث الأداة التي يقع عليها؛ فهو يكون بالقلب واللسان والجوارح.
الحمد لا يكون إلا عن علم، أما الشكر فقد يكون عن ظن فضل الحمد والشكر ورد فضل الحمد والشكر في نصوص كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبويّة المطهّرة منها: قول الله سبحانه وتعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) أي أنّ الله سبحانه وتعالى أمر عباده المؤمنين بذكره وشكره، ونهاهم عن نسيانه وكفره، فذِكْر الله تعالى بأسمائه وصفاته من موجبات محبة الله للعبد، وفي شكره بإقامة الصلاة وأداء العبادات من مقتضيات رحمته وفضله.
قول الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)فقد وعد الله تعالى لمن يشكر نعمه بزيادة تلك النعم.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ولدُ العبدِ المؤمنِ قال اللهُ للملائكةِ: قبَضْتُم ولَد عبدي؟ قالوا: نَعم قال: قبَضْتُم ثمرةَ فؤادِه؟ قالوا: نَعم قال: فما قال؟ قالوا: استرجَع وحمِدك قال: ابنوا له بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوه بيتَ الحمدِ)
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن اللهَ ليرضى عن العبدِ أن يأكلَ الأكلةَ فيحمدَه عليها. أو يشربَ الشربةَ فيحمدَه عليها)
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ أمر ذي بالٍ لا يُبدَأُ بالحمد للَّهِ فَهوَ أقطعُ، وفي روايةٍ: بالحمدِ فَهوَ أقطعُ، وفي روايةٍ: كل كلامٍ لا يُبدَأُ فيهِ بالحمد للَّهِ فَهوَ أجذَمُ، وفي رواية: كلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأُ فيهِ ببسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فَهوَ أقطعُ).
التعليقات