فاطمة الزهراء - كيف أصبح 'بيت المونة' تقليدًا يعتمد على المنتجات المصنعة؟
في مسلسل حيص بيص كان 'غوار الطوشة يغني فطوم فطوم فطومة خبيني ببيت المونة'، ولبيت المونة حكايات كثيرة في المنازل العربية، فلطالما شكّل 'بيت المونة' جزءًا أساسيًا من مطبخ العائلة الأردنية منذ منتصف القرن الماضي، حيث يتم الإعداد والتجهيز له بمواسم سابقة لتكون 'المونة' بمختلف أنواعها حاضرة على مدار العام.
كانت هذه العادة تدبِّر قوت الأسرة لفترات طويلة وقت كانت الحياة على سجيّتها دون تكلف لا ترضى فيها المرأة أغلب الأحيان بشراء 'مونة' بيتها، بل تصنعها على عينها وتشرف على إعدادها بصبر كبير وشغف أكبر، لتحصل في نهاية المطاف على منتج تثق بجودته ويوفّر عليها نفقات كثيرة، وبين جيلٍ جديد وانغماس في مشاغل الحياة صارت 'المونة الجاهزة' حلًا بديلًا عن مواسم إعداد المونة وتقاليده.
سناء عباس قالت لـ'أخبار اليوم' إن الناس كانت تصنع كل شيئ في البيت ولم يكن شائعًا شراء المونة، 'ففي وقت البندورة صيفًا تقوم النساء بتنشيفها لاستخدامها شتاءً عند ارتفاع أسعارها، والجبنة البيضاء كنا نشتري الحليب ونصنعها ونغلي منها كلما أردنا استخدامها'.
وتابعت أنها كانت مغتربة ولا توجد في البلد أصناف المونة التي كبرت عليها في منزل والدتها، فقالت أنها كانت تصنع اللبنة والجبنة البيضاء وكانت تقوم بتجفيف الزعتر البري وطحن القمح بعد تحميصه لتصل إلى خلطة 'زعتر للأكل' لا يضاهيه أي زعتر يباع في المحال التجارية، موضحةً أن النساء اليوم لم تعد كالجيل السابق وأصبحت تشتري جميع هذه المنتجات بدلًا من صنعها بيتيًا وذلك لشيوع بيعها واختلاف أولويات الحياة في هذا الزمن.
من جانبها قالت صاحبة مشروع بيع مخللات، مها النجار 'إن المواطنين اليوم أصبحوا يستسهلون طلب مختلف المنتجات كالمخللات والمقدوس وغيرها من أمور المونة من المحال أو المشاريع التي تقوم عليها النساء، طالما أن السعر معقول وفي المتناول فإنهم يتشجعون لطلب كميات كبيرة'.
وبيّنت أن أغلب النساء اللاتي يطلبن منها هذه المنتجات موظفات أو ليس لديهن الوقت لعملها في المنزل، كما أن خدمة التوصيل أصبحت تشجع الزبائن للطلب بشكل أكبر، فالكثير من الناس باتوا يعتمدون مبدأ 'مش مستاهل التعب'.
في سياق متصل قالت الموظفة لينا سعد إنها تفضل صناعة المونة في المنزل ولكن لظروف عملها الطويل لا يتسنى لها صنع هذه المواد، فتوجد أمور أولى للعناية بها في وقتها الضيق، مبينةً أنها تحاول دومًا شراءها أو طلبها من نساء معروفات بصناعتهن الجيدة والطعم المميز لكي لا تهدر مالها في منتجات المحال التجارية مرتفعة السعر 'ومعدومة النكهة'.
وتابعت أن الكثير من نساء اليوم لا يتقنَّ عمل معظم هذه المنتجات ولا يكلفن أنفسهن بتجربة وصفات 'قد تنجح أو لا تنجح' ما يدفعهن لشرائها من المحال.
من جانبها قالت تغريد مراد إنها في موسم الفواكه تقوم بعمل 'المربى' بمختلف أنواعه ليبقى مونة في البيت فالصناعة المنزلية أوفر وأطيب وأضمن من الصناعة التجارية 'التي لا نعرف كيف صنعت'، وبالطبع عندما يقوم الشخص بصناعة منتج لنفسه يستخدم أفضل المكونات.
وأضافت أن الناس كانت تحضّر المونة لعدم توفر المكونات على طوال العام أولًا، للتوفير على أنفسهم ثانيًا، فالمنتجات في المحال مرتفعة السعر وغير مضمونة، مسترسلةً بأن الناس إلى الآن يحضرون بعض أنواع الزيتون والمخللات لكن ليس كالسابق 'أيام كانت النساء تصنع السمن البلدي والجميد'، حيث تضع الزبدة البلدية على النار ويستخدمن لها 'حواجة السمنة' ثم يقمن بتخزينها للعام بأكمله واستخدامها في مختلف الأكلات، الآن من بقي من نساء اليوم يصنعن السمن؟
فاطمة الزهراء - كيف أصبح 'بيت المونة' تقليدًا يعتمد على المنتجات المصنعة؟
في مسلسل حيص بيص كان 'غوار الطوشة يغني فطوم فطوم فطومة خبيني ببيت المونة'، ولبيت المونة حكايات كثيرة في المنازل العربية، فلطالما شكّل 'بيت المونة' جزءًا أساسيًا من مطبخ العائلة الأردنية منذ منتصف القرن الماضي، حيث يتم الإعداد والتجهيز له بمواسم سابقة لتكون 'المونة' بمختلف أنواعها حاضرة على مدار العام.
كانت هذه العادة تدبِّر قوت الأسرة لفترات طويلة وقت كانت الحياة على سجيّتها دون تكلف لا ترضى فيها المرأة أغلب الأحيان بشراء 'مونة' بيتها، بل تصنعها على عينها وتشرف على إعدادها بصبر كبير وشغف أكبر، لتحصل في نهاية المطاف على منتج تثق بجودته ويوفّر عليها نفقات كثيرة، وبين جيلٍ جديد وانغماس في مشاغل الحياة صارت 'المونة الجاهزة' حلًا بديلًا عن مواسم إعداد المونة وتقاليده.
سناء عباس قالت لـ'أخبار اليوم' إن الناس كانت تصنع كل شيئ في البيت ولم يكن شائعًا شراء المونة، 'ففي وقت البندورة صيفًا تقوم النساء بتنشيفها لاستخدامها شتاءً عند ارتفاع أسعارها، والجبنة البيضاء كنا نشتري الحليب ونصنعها ونغلي منها كلما أردنا استخدامها'.
وتابعت أنها كانت مغتربة ولا توجد في البلد أصناف المونة التي كبرت عليها في منزل والدتها، فقالت أنها كانت تصنع اللبنة والجبنة البيضاء وكانت تقوم بتجفيف الزعتر البري وطحن القمح بعد تحميصه لتصل إلى خلطة 'زعتر للأكل' لا يضاهيه أي زعتر يباع في المحال التجارية، موضحةً أن النساء اليوم لم تعد كالجيل السابق وأصبحت تشتري جميع هذه المنتجات بدلًا من صنعها بيتيًا وذلك لشيوع بيعها واختلاف أولويات الحياة في هذا الزمن.
من جانبها قالت صاحبة مشروع بيع مخللات، مها النجار 'إن المواطنين اليوم أصبحوا يستسهلون طلب مختلف المنتجات كالمخللات والمقدوس وغيرها من أمور المونة من المحال أو المشاريع التي تقوم عليها النساء، طالما أن السعر معقول وفي المتناول فإنهم يتشجعون لطلب كميات كبيرة'.
وبيّنت أن أغلب النساء اللاتي يطلبن منها هذه المنتجات موظفات أو ليس لديهن الوقت لعملها في المنزل، كما أن خدمة التوصيل أصبحت تشجع الزبائن للطلب بشكل أكبر، فالكثير من الناس باتوا يعتمدون مبدأ 'مش مستاهل التعب'.
في سياق متصل قالت الموظفة لينا سعد إنها تفضل صناعة المونة في المنزل ولكن لظروف عملها الطويل لا يتسنى لها صنع هذه المواد، فتوجد أمور أولى للعناية بها في وقتها الضيق، مبينةً أنها تحاول دومًا شراءها أو طلبها من نساء معروفات بصناعتهن الجيدة والطعم المميز لكي لا تهدر مالها في منتجات المحال التجارية مرتفعة السعر 'ومعدومة النكهة'.
وتابعت أن الكثير من نساء اليوم لا يتقنَّ عمل معظم هذه المنتجات ولا يكلفن أنفسهن بتجربة وصفات 'قد تنجح أو لا تنجح' ما يدفعهن لشرائها من المحال.
من جانبها قالت تغريد مراد إنها في موسم الفواكه تقوم بعمل 'المربى' بمختلف أنواعه ليبقى مونة في البيت فالصناعة المنزلية أوفر وأطيب وأضمن من الصناعة التجارية 'التي لا نعرف كيف صنعت'، وبالطبع عندما يقوم الشخص بصناعة منتج لنفسه يستخدم أفضل المكونات.
وأضافت أن الناس كانت تحضّر المونة لعدم توفر المكونات على طوال العام أولًا، للتوفير على أنفسهم ثانيًا، فالمنتجات في المحال مرتفعة السعر وغير مضمونة، مسترسلةً بأن الناس إلى الآن يحضرون بعض أنواع الزيتون والمخللات لكن ليس كالسابق 'أيام كانت النساء تصنع السمن البلدي والجميد'، حيث تضع الزبدة البلدية على النار ويستخدمن لها 'حواجة السمنة' ثم يقمن بتخزينها للعام بأكمله واستخدامها في مختلف الأكلات، الآن من بقي من نساء اليوم يصنعن السمن؟
فاطمة الزهراء - كيف أصبح 'بيت المونة' تقليدًا يعتمد على المنتجات المصنعة؟
في مسلسل حيص بيص كان 'غوار الطوشة يغني فطوم فطوم فطومة خبيني ببيت المونة'، ولبيت المونة حكايات كثيرة في المنازل العربية، فلطالما شكّل 'بيت المونة' جزءًا أساسيًا من مطبخ العائلة الأردنية منذ منتصف القرن الماضي، حيث يتم الإعداد والتجهيز له بمواسم سابقة لتكون 'المونة' بمختلف أنواعها حاضرة على مدار العام.
كانت هذه العادة تدبِّر قوت الأسرة لفترات طويلة وقت كانت الحياة على سجيّتها دون تكلف لا ترضى فيها المرأة أغلب الأحيان بشراء 'مونة' بيتها، بل تصنعها على عينها وتشرف على إعدادها بصبر كبير وشغف أكبر، لتحصل في نهاية المطاف على منتج تثق بجودته ويوفّر عليها نفقات كثيرة، وبين جيلٍ جديد وانغماس في مشاغل الحياة صارت 'المونة الجاهزة' حلًا بديلًا عن مواسم إعداد المونة وتقاليده.
سناء عباس قالت لـ'أخبار اليوم' إن الناس كانت تصنع كل شيئ في البيت ولم يكن شائعًا شراء المونة، 'ففي وقت البندورة صيفًا تقوم النساء بتنشيفها لاستخدامها شتاءً عند ارتفاع أسعارها، والجبنة البيضاء كنا نشتري الحليب ونصنعها ونغلي منها كلما أردنا استخدامها'.
وتابعت أنها كانت مغتربة ولا توجد في البلد أصناف المونة التي كبرت عليها في منزل والدتها، فقالت أنها كانت تصنع اللبنة والجبنة البيضاء وكانت تقوم بتجفيف الزعتر البري وطحن القمح بعد تحميصه لتصل إلى خلطة 'زعتر للأكل' لا يضاهيه أي زعتر يباع في المحال التجارية، موضحةً أن النساء اليوم لم تعد كالجيل السابق وأصبحت تشتري جميع هذه المنتجات بدلًا من صنعها بيتيًا وذلك لشيوع بيعها واختلاف أولويات الحياة في هذا الزمن.
من جانبها قالت صاحبة مشروع بيع مخللات، مها النجار 'إن المواطنين اليوم أصبحوا يستسهلون طلب مختلف المنتجات كالمخللات والمقدوس وغيرها من أمور المونة من المحال أو المشاريع التي تقوم عليها النساء، طالما أن السعر معقول وفي المتناول فإنهم يتشجعون لطلب كميات كبيرة'.
وبيّنت أن أغلب النساء اللاتي يطلبن منها هذه المنتجات موظفات أو ليس لديهن الوقت لعملها في المنزل، كما أن خدمة التوصيل أصبحت تشجع الزبائن للطلب بشكل أكبر، فالكثير من الناس باتوا يعتمدون مبدأ 'مش مستاهل التعب'.
في سياق متصل قالت الموظفة لينا سعد إنها تفضل صناعة المونة في المنزل ولكن لظروف عملها الطويل لا يتسنى لها صنع هذه المواد، فتوجد أمور أولى للعناية بها في وقتها الضيق، مبينةً أنها تحاول دومًا شراءها أو طلبها من نساء معروفات بصناعتهن الجيدة والطعم المميز لكي لا تهدر مالها في منتجات المحال التجارية مرتفعة السعر 'ومعدومة النكهة'.
وتابعت أن الكثير من نساء اليوم لا يتقنَّ عمل معظم هذه المنتجات ولا يكلفن أنفسهن بتجربة وصفات 'قد تنجح أو لا تنجح' ما يدفعهن لشرائها من المحال.
من جانبها قالت تغريد مراد إنها في موسم الفواكه تقوم بعمل 'المربى' بمختلف أنواعه ليبقى مونة في البيت فالصناعة المنزلية أوفر وأطيب وأضمن من الصناعة التجارية 'التي لا نعرف كيف صنعت'، وبالطبع عندما يقوم الشخص بصناعة منتج لنفسه يستخدم أفضل المكونات.
وأضافت أن الناس كانت تحضّر المونة لعدم توفر المكونات على طوال العام أولًا، للتوفير على أنفسهم ثانيًا، فالمنتجات في المحال مرتفعة السعر وغير مضمونة، مسترسلةً بأن الناس إلى الآن يحضرون بعض أنواع الزيتون والمخللات لكن ليس كالسابق 'أيام كانت النساء تصنع السمن البلدي والجميد'، حيث تضع الزبدة البلدية على النار ويستخدمن لها 'حواجة السمنة' ثم يقمن بتخزينها للعام بأكمله واستخدامها في مختلف الأكلات، الآن من بقي من نساء اليوم يصنعن السمن؟
التعليقات