أخبار اليوم - أكد ممثلو شركات عاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وجود فرصة قوية أمامها للنمو والتوسع محليا وخارجيا مستفيدة من المزايا والحوافز والفرص القائمة في القطاع.
وقالوا إن حديث سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، عن مقومات وقدرات القطاع خلال مقابلته مع قناة العربية، يشكل حافزا قويا لمواصلة التميز والابتكار والازدهار، ويمنح العاملين الثقة على مواصلة الإنجاز والنمو المتسارع.
وأضافوا أن حديث سمو ولي العهد يعكس الثقة بقدرات الكفاءات الأردنية ومهاراتها وقدرة الشركات العاملة بالقطاع على التوسع بأعمالها بالسوق المحلية والتوسع باستثماراتها لوجود رؤية مستقبلية واعدة وواضحة، ودعم متواصل من القيادة الحكيمة.
وكان سمو ولي العهد قد قال بالمقابلة 'ان 27 بالمئة من أهم الشركات الناشئة في المنطقة يديرها أردنيون، و75 بالمئة من المحتوى العربي على الإنترنت مصدره الأردن، و60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد الأردن يعتمد على قطاع الخدمات'.
وأضاف سموه 'ان الشركات اليوم تستطيع الاستفادة من البنية التحتية الرقمية، ومن الإعفاءات الضريبية والتشريعات، والكوادر البشرية المؤهلة الذين يجيدون اللغتين العربية والإنجليزية، ويعرفون التكنولوجيا جيدا'.
وأشار سموه، الى أن سوق الأردن المحلي ليس كبيرا، لكن في هذا القطاع بالذات، حجم السوق ليس مهما، لأن العالم كله هو السوق، لافتا الى ان الأردن مكان ممتاز لتأسيس مكاتب للدعم الفني والتقني، ولتأسيس الشركات، والدليل واضح، الشركات الأولى والأكبر في المنطقة، تأسست على أيدي أردنيين.
وعبرت شركة زين الأردن عن فخرها بالمساهمة في رفد منظومة الاتصالات وحلول الأعمال في المملكة لتعزيز أعمال الشركات والمؤسسات من القطاعين العام والخاص، ليصبح الأردن وجهة استثمارية مميزة.
كما أعربت الشركة عن اعتزازها بثقة سموّ ولي العهد بدور وإنجازات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي تمكّن بفضل الدعم الملكي المتواصل من التطوّر، ليتمتع اليوم بتنافسية عالية ورائدة على مستوى المنطقة، مشددة على أهمية مواصلة العمل على تطوير هذا القطاع من خلال تسهيل الإجراءات لتحقيق التنمية والابتكار في الخدمات التي يقدّمها ودعم توجّهات المملكة نحو الرقمنة، إضافة إلى أهمية تعزيز البنية التحتية للاتصالات والإنترنت في المملكة من خلال توفير بيئة تشريعية وتنظيمية ملائمة لتحقيق النمو الاقتصادي والمساهمة في جذب المزيد من الاستثمارات.
ووجّهت دعوتها للشركات الأردنية العاملة بالمملكة لتعزيز استفادتها من قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المميزة التي يقدّمها، لا سيما بعد تشغيل شبكة الجيل الخامس في المملكة وإتاحة خدماتها لمختلف القطاعات بإمكانات لا محدودة، والسعات الاستيعابية الهائلة التي توفرها، من خلال الاستثمار في التحوّل الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء لتحسين عملياتها وتقديم خدمات أفضل لعملائها.
وأكدت شركة زين أن هذا من شأنه أن يسهم بتوسيع نطاق أعمالها ويمكّنها من الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وتعزيز قدرتها على المنافسة، حيث بات الأردن يشكّل نقطة انطلاق لكبريات الشركات وقطاعات الأعمال عبر ما يوفره من بيئة جاذبة أسهمت في تركيز الأعمال في المملكة عبر مكاتب إقليمية تقدم خدماتها من الأردن لدول المنطقة والعالم.
من جهتها، قالت المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة جالاكسي للتكنولوجيا الدكتورة ريما دياب، 'يمكن للشركات الأردنية الاستفادة من ميزات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال الحوافز الحكومية في دعم قطاع التكنولوجيا، والاستثمار في تدريب وتطوير المهارات التقنية للعاملين لضمان مواكبة التطورات التقنية العالمية'.
ودعت لعقد شراكات استراتيجية مع شركات تقنية عالمية للاستفادة من خبراتها والتكنولوجيا المتقدمة التي تقدمها، بالإضافة إلى الاستثمار في البحث والتطوير لابتكار منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات السوق المحلية والدولية، واستخدام استراتيجيات التسويق الرقمي للوصول إلى عملاء جدد وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتحسين وتحديث البنية التحتية التقنية لتوفير خدمات سريعة وفعالة.
وحول التحديات التي تواجه الشركات الأردنية، بينت دياب انها تتركز في نقص التمويل المالي، حيث تعاني الشركات الناشئة من صعوبة في الحصول على التمويل اللازم للتوسع والتطوير، والمنافسة مع الشركات العالمية والمحلية الأخرى قد تشكل تحديًا كبيرًا، والبيروقراطية التي تعني الإجراءات الإدارية البطيئة والمعقدة التي قد تعوق نمو الشركات، بالإضافة إلى نقص المهارات التقنية المتقدمة بين القوى العاملة المحلية.
ودعت دياب إلى فتح أسواق تصديرية أمام الشركات الأردنية لتعزيز نموها وزيادة إيراداتها، ولاسيما الخليجية نظرًا للقرب الجغرافي والعلاقات الاقتصادية القوية، وكذلك أوروبا كون أسواقها تعتبر واعدة بفضل الحجم الكبير والقدرة الشرائية العالية، إلى جانب أسواق الولايات المتحدة الأميركية التي تمثل فرصة كبيرة للشركات الأردنية التي تستطيع تقديم حلول مبتكرة بفعل التكنولوجيا المتقدمة.
من جهته، قال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ميس الورد المتخصصة بتكنولوجيا صناعة ألعاب الموبايل نور خريس 'لقد تميز الأردن بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في مجال إنتاج وتطوير الألعاب الإلكترونية ذات الملكية الفكرية، حيث كانت أول شركة عربية متخصصة في تطوير ألعاب الموبايل شركة أردنية'.
وأضاف 'افتتح جلالة الملك عام 2011 أول مختبر تعليمي لتطوير قدرات الشباب الأردني في مجال صناعة الألعاب، وتم إطلاق أول برنامج من نوعه على مستوى المنطقة في تطوير مهارات طلاب المدارس في هذا المجال، واستمر تطور صناعة الألعاب، حيث بدأ الشباب الرياديون في تطوير منظومة نشر الألعاب وتأسيس شركات متخصصة بها، وصنع المنتجات الثقافية الملائمة للمنطقة العربية أصبحت الآن هي الأقوى على المستوى التسويقي'.
وأوضح خريس ان قوة الأردن في هذا المجال تنبع من نضج قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تُعد شركات الاتصالات المتنقلة في الأردن من الأفضل في المنطقة وتمتلك أحدث تقنيات الاتصالات، ما جعل الأردن متصلاً بالإنترنت بشكل كبير، وأتاح للأردنيين الوصول إلى التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية في وقت مبكر وأسهم في تطوير صناعة المحتوى في الأردن.
ولفت الى انه يوجد اليوم في الأردن بنية تحتية قوية ومخرجات تعليمية جيدة من الجامعات، وبالرغم من التحديات التي تواجه قطاع التعليم يتم وضع تشريعات جديدة خاصة مع رؤية التحديث الاقتصادي، حيث ستساعد هذه التشريعات في وضع الأردن في مكانة جيدة كنقطة انطلاق لأي شخص يريد الوصول إلى السوق العربية.
وبين أنه مع استقرار الأردن وأمنه الدائم، سيصبح الأردن الوجهة المثالية لأي شخص يرغب في الدخول إلى العالم العربي والتوسع في أسواق مهمة وكبيرة مثل السوق السعودي والمصري، أو الأسواق المستقبلية الواعدة مثل السوق العراقي، الذي يشهد اليوم تغيرات كبيرة واستثمارات في مجال التكنولوجيا.
وأشار الى ان الأردن قادر على خدمة هذه الأسواق والشركات العالمية التي تسعى للوصول إلى المستهلك العربي، حيث تُعَدُّ سوق الألعاب العربية الأكثر نمواً في العالم، وتتميز الأيدي الأردنية بالكفاءة، والموارد البشرية المؤهلة باللغة العربية والإنجليزية، لافتا الى الجهود ضمن خطة رؤية التحديث الاقتصادي لتطوير مهارات اللغة الإنجليزية لدى طلاب الجامعات والخريجين وحتى في المدارس، فضلاً عن تطوير مهارات أخرى مطلوبة عالمياً مثل التعامل مع الذكاء الاصطناعي والتواصل.
وأكد أن الأردن في السنوات المقبلة وبحسب ما تحدث به سمو ولي العهد سيكون في وضع استثنائي بإذن الله، وذلك بفضل علاقاتنا القوية مع الدول العربية والأسواق الرئيسة التي تجعلنا متميزين، ولدينا تاريخ طويل من النجاح في هذه الأسواق من قبل الشركات والأفراد الأردنيين.
واشار خريس إلى ان سياسة الأردن الخارجية خلال السنوات الماضية بنت ثقة في كفاءة الكادر الأردني ومنتجاته التكنولوجية، وعلى الرغم من التحديات الحالية، نتوقع أن تتحسن الظروف في المستقبل، وسيكون للشركات الاردنية دور بارز كنقطة الوصل للمستثمرين العالميين الراغبين في دخول السوق العربية في مجال التكنولوجيا.
بدوره ، أكد المدير العام لشركة أكشن جو لبيع الأجهزة الإلكترونية في المملكة، أحمد علوش، ان الشركات الأردنية لديها الفرصة لتعزيز استفادتها من الميزات المتوفرة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بهدف تطوير أعمالها والتوسع داخل المملكة وخارجها، موضحا أن الاستفادة الأمثل من التقنيات الحديثة تتطلب توظيفا للأدوات الرقمية وتبني الحلول المبتكرة، التي تسهم في تحسين كفاءة العمل وزيادة الإنتاجية.
وأشار إلى أن مجموعة أكشن حققت نجاحات ملحوظة في هذا الصدد من خلال استخدام أحدث التقنيات في بيع وشراء الأجهزة الخلوية والترويج والإنتاج الإعلامي.
وبخصوص التحديات التي تواجه الشركات الأردنية، أشار علوش إلى وجود عدة عقبات تتعلق بالبنية التحتية وتوافر الكفاءات المدربة محليا، وصعوبة الوصول إلى التمويل اللازم للتوسع، مشددا على ضرورة مراجعة العبء الضريبي وإيجاد سبل لتحفيز الأسواق المحلية، وتعزيز التعاون بين القطاعين لتجاوز الصعوبات وفتح آفاق جديدة للنمو.
وفيما يتعلق بفتح أسواق تصديرية جديدة، أكد علوش أهمية ذلك لتعزيز نمو الشركات الأردنية وتوسيع نطاق أعمالها، مبينا أنها تتركز في دول الخليج العربي وأفريقيا، نظراً للإمكانيات الكبيرة في تلك المناطق وحاجتها المتزايدة للحلول التكنولوجية المتقدمة.
من جانبه، قال مستشار أمن المعلومات في شركة الدائرة الخضراء المتخصصة في حلول الأمن السيبراني، الدكتور عمران سالم 'ان الأردن يتمتع بمكانة متميزة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث يُعد موطنًا لعدد كبير من الشركات الناشئة والرائدة في هذا القطاع'، عازيا ذلك لتوفر العديد من الميزات التي تُشجع على الاستثمار وتُحفز على الابتكار، ما يجعله وجهة مثالية لريادة الأعمال في هذا المجال.
وأضاف ان الأردن يقدم حزمة من الميزات التي تُشكل بيئة مثالية لنمو شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتشمل هذه المميزات التي تدعم ريادة الأعمال: بنية تحتية رقمية متقدمة، حيث تتمتع المملكة بشبكة إنترنت سريعة وموثوقة تُتيح للشركات تقديم خدماتها عبر الإنترنت والتواصل مع العملاء بسهولة وفعالية.
وأشار إلى أن الحكومة تخصص مبالغ كبيرة لتطوير البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاقها، مع التركيز على نشر شبكات الألياف الضوئية وزيادة سرعات الإنترنت، حيث يُغطي نطاق شبكات الجيل الرابع أكثر من 95 بالمئة من مساحة المملكة ما يعد سابقة تقنية في المنطقة العربية.
وبين وجود إعفاءات ضريبية وتشريعات داعمة تقدمها الحكومة الأردنية منها: الحوافز الضريبية وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما يُشجع على تأسيس الشركات وتوسيع أعمالها فمن المعلوم أن إعفاءات الضريبة على أرباح شركات تكنولوجيا المعلومات تصل لمدة 10 سنوات تقريبا.
ولفت الدكتور سالم، ان الأمر الأكثر أهمية هو العامل البشري حيث يزخر الأردن بكوادر بشرية شابة مُتمكنة من اللغتين العربية والإنجليزية، وتتمتع بخبرة واسعة في مجال التكنولوجيا، ما يُسهم في تطوير وتنفيذ المشروعات بكفاءة عالية، كما أن الجامعات الأردنية ترفد المجتمع بخريجين مُؤهلين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع وجود ثقافة تقنية راسخة تُشجع على الابتكار والإبداع.
ولفت الى ان المملكة تتمتع بموقع استراتيجي هام في منطقة الشرق الأوسط، الامر الذي يُسهل على الشركات الوصول إلى الأسواق العربية والإقليمية والعالمية، مبينا ان صادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات الأردنية سجلت نموًا بنسبة 12 بالمئة في عام 2023، وكذلك استقطبت المملكة استثمارات أجنبية بقيمة 1.5 مليار دولار في قطاع تكنولوجيا المعلومات خلال عام 2023، فيما غطت صادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات 32 دولة.
وأكد وجود فرص كبيرة للشركات الأردنية في تطوير منتجات وخدمات مبتكرة، والتوسع في الأسواق الخارجية، بالإضافة الى التعاون مع الشركات العالمية مما يتيح تبادل الخبرات والتقنيات، وتوسيع قاعدة عملائها، وتعزيز مكانتها في السوق العالمية.
وأشار إلى بعض التحديات التي تواجهها شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومنها المنافسة القوية مع الشركات العالمية الكبرى، ونقص المهارات فهناك حاجة إلى المزيد من الخبراء في مجالات محددة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لِمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه بعض الشركات في تأسيس أعمالها أو توسيعها بسبب الإجراءات البيروقراطية، ما يُعيق نموها ويُؤخر تنفيذ خططها.
بدوره، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة 'اس.تي.اس' إحدى شركات مجموعة زين تك، المتخصصة في تقديم حلول التحول الرقمي ونظم المعلومات، المهندس أيمن مزاهرة أن الأردن يحظى بدعم كبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تركز المملكة على التميز والريادة في هذا المجال، وفعليا نفخر بما وصلنا إليه في المملكة بالرغم من محدودية السوق المحلي مقارنة بالأسواق العالمية.
واضاف 'أن الشركات الأردنية لديها فرصة كبيرة للاستفادة من خبرات محركي هذا القطاع من الشركات والمؤسسات العاملة به في المملكة، حيث أصبحت شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المحلية قادرة على تلبية احتياجات المؤسسات من مختلف القطاعات في المملكة والدول المجاورة وتزويدها بأحدث التقنيات والحلول التكنولوجية مثل: حلول البنى التحتية المتفوقة، الحلول السحابية، تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حلول وخدمات الأمن السيبراني، وغيرها من الحلول والخدمات الرقمية التي ترتقي للمستويات العالمية'.
وتابع أن 'الكوادر الأردنية في هذا القطاع هي من نخبة الكوادر في السوقين الإقليمي والعالمي، وبالرغم من الشراكات الاستراتيجية العالمية التي تتمتع بها الشركات الأردنية، لازلنا نطمح إلى التميز في الابتكار، لنتمكن من فتح أسواق تصديرية إلى العالم من ناحية المنتجات، لتتصدر الأسواق الإقليمية والعالمية كما هو الحال بخبراتنا البشرية'.
وقال المهندس مزاهرة، ان الأردن لديه ما يكفي من الميزات والإمكانات التي تتيح للشركات العالمية فتح مكاتبها الإقليمية في الأردن لخدمة المنطقة والاستفادة من كوادرها القادرة على خدمة القطاع بكفاءة وفعالية ترتقي للطموحات العالمية.
بترا
أخبار اليوم - أكد ممثلو شركات عاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وجود فرصة قوية أمامها للنمو والتوسع محليا وخارجيا مستفيدة من المزايا والحوافز والفرص القائمة في القطاع.
وقالوا إن حديث سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، عن مقومات وقدرات القطاع خلال مقابلته مع قناة العربية، يشكل حافزا قويا لمواصلة التميز والابتكار والازدهار، ويمنح العاملين الثقة على مواصلة الإنجاز والنمو المتسارع.
وأضافوا أن حديث سمو ولي العهد يعكس الثقة بقدرات الكفاءات الأردنية ومهاراتها وقدرة الشركات العاملة بالقطاع على التوسع بأعمالها بالسوق المحلية والتوسع باستثماراتها لوجود رؤية مستقبلية واعدة وواضحة، ودعم متواصل من القيادة الحكيمة.
وكان سمو ولي العهد قد قال بالمقابلة 'ان 27 بالمئة من أهم الشركات الناشئة في المنطقة يديرها أردنيون، و75 بالمئة من المحتوى العربي على الإنترنت مصدره الأردن، و60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد الأردن يعتمد على قطاع الخدمات'.
وأضاف سموه 'ان الشركات اليوم تستطيع الاستفادة من البنية التحتية الرقمية، ومن الإعفاءات الضريبية والتشريعات، والكوادر البشرية المؤهلة الذين يجيدون اللغتين العربية والإنجليزية، ويعرفون التكنولوجيا جيدا'.
وأشار سموه، الى أن سوق الأردن المحلي ليس كبيرا، لكن في هذا القطاع بالذات، حجم السوق ليس مهما، لأن العالم كله هو السوق، لافتا الى ان الأردن مكان ممتاز لتأسيس مكاتب للدعم الفني والتقني، ولتأسيس الشركات، والدليل واضح، الشركات الأولى والأكبر في المنطقة، تأسست على أيدي أردنيين.
وعبرت شركة زين الأردن عن فخرها بالمساهمة في رفد منظومة الاتصالات وحلول الأعمال في المملكة لتعزيز أعمال الشركات والمؤسسات من القطاعين العام والخاص، ليصبح الأردن وجهة استثمارية مميزة.
كما أعربت الشركة عن اعتزازها بثقة سموّ ولي العهد بدور وإنجازات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي تمكّن بفضل الدعم الملكي المتواصل من التطوّر، ليتمتع اليوم بتنافسية عالية ورائدة على مستوى المنطقة، مشددة على أهمية مواصلة العمل على تطوير هذا القطاع من خلال تسهيل الإجراءات لتحقيق التنمية والابتكار في الخدمات التي يقدّمها ودعم توجّهات المملكة نحو الرقمنة، إضافة إلى أهمية تعزيز البنية التحتية للاتصالات والإنترنت في المملكة من خلال توفير بيئة تشريعية وتنظيمية ملائمة لتحقيق النمو الاقتصادي والمساهمة في جذب المزيد من الاستثمارات.
ووجّهت دعوتها للشركات الأردنية العاملة بالمملكة لتعزيز استفادتها من قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المميزة التي يقدّمها، لا سيما بعد تشغيل شبكة الجيل الخامس في المملكة وإتاحة خدماتها لمختلف القطاعات بإمكانات لا محدودة، والسعات الاستيعابية الهائلة التي توفرها، من خلال الاستثمار في التحوّل الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء لتحسين عملياتها وتقديم خدمات أفضل لعملائها.
وأكدت شركة زين أن هذا من شأنه أن يسهم بتوسيع نطاق أعمالها ويمكّنها من الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وتعزيز قدرتها على المنافسة، حيث بات الأردن يشكّل نقطة انطلاق لكبريات الشركات وقطاعات الأعمال عبر ما يوفره من بيئة جاذبة أسهمت في تركيز الأعمال في المملكة عبر مكاتب إقليمية تقدم خدماتها من الأردن لدول المنطقة والعالم.
من جهتها، قالت المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة جالاكسي للتكنولوجيا الدكتورة ريما دياب، 'يمكن للشركات الأردنية الاستفادة من ميزات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال الحوافز الحكومية في دعم قطاع التكنولوجيا، والاستثمار في تدريب وتطوير المهارات التقنية للعاملين لضمان مواكبة التطورات التقنية العالمية'.
ودعت لعقد شراكات استراتيجية مع شركات تقنية عالمية للاستفادة من خبراتها والتكنولوجيا المتقدمة التي تقدمها، بالإضافة إلى الاستثمار في البحث والتطوير لابتكار منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات السوق المحلية والدولية، واستخدام استراتيجيات التسويق الرقمي للوصول إلى عملاء جدد وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتحسين وتحديث البنية التحتية التقنية لتوفير خدمات سريعة وفعالة.
وحول التحديات التي تواجه الشركات الأردنية، بينت دياب انها تتركز في نقص التمويل المالي، حيث تعاني الشركات الناشئة من صعوبة في الحصول على التمويل اللازم للتوسع والتطوير، والمنافسة مع الشركات العالمية والمحلية الأخرى قد تشكل تحديًا كبيرًا، والبيروقراطية التي تعني الإجراءات الإدارية البطيئة والمعقدة التي قد تعوق نمو الشركات، بالإضافة إلى نقص المهارات التقنية المتقدمة بين القوى العاملة المحلية.
ودعت دياب إلى فتح أسواق تصديرية أمام الشركات الأردنية لتعزيز نموها وزيادة إيراداتها، ولاسيما الخليجية نظرًا للقرب الجغرافي والعلاقات الاقتصادية القوية، وكذلك أوروبا كون أسواقها تعتبر واعدة بفضل الحجم الكبير والقدرة الشرائية العالية، إلى جانب أسواق الولايات المتحدة الأميركية التي تمثل فرصة كبيرة للشركات الأردنية التي تستطيع تقديم حلول مبتكرة بفعل التكنولوجيا المتقدمة.
من جهته، قال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ميس الورد المتخصصة بتكنولوجيا صناعة ألعاب الموبايل نور خريس 'لقد تميز الأردن بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في مجال إنتاج وتطوير الألعاب الإلكترونية ذات الملكية الفكرية، حيث كانت أول شركة عربية متخصصة في تطوير ألعاب الموبايل شركة أردنية'.
وأضاف 'افتتح جلالة الملك عام 2011 أول مختبر تعليمي لتطوير قدرات الشباب الأردني في مجال صناعة الألعاب، وتم إطلاق أول برنامج من نوعه على مستوى المنطقة في تطوير مهارات طلاب المدارس في هذا المجال، واستمر تطور صناعة الألعاب، حيث بدأ الشباب الرياديون في تطوير منظومة نشر الألعاب وتأسيس شركات متخصصة بها، وصنع المنتجات الثقافية الملائمة للمنطقة العربية أصبحت الآن هي الأقوى على المستوى التسويقي'.
وأوضح خريس ان قوة الأردن في هذا المجال تنبع من نضج قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تُعد شركات الاتصالات المتنقلة في الأردن من الأفضل في المنطقة وتمتلك أحدث تقنيات الاتصالات، ما جعل الأردن متصلاً بالإنترنت بشكل كبير، وأتاح للأردنيين الوصول إلى التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية في وقت مبكر وأسهم في تطوير صناعة المحتوى في الأردن.
ولفت الى انه يوجد اليوم في الأردن بنية تحتية قوية ومخرجات تعليمية جيدة من الجامعات، وبالرغم من التحديات التي تواجه قطاع التعليم يتم وضع تشريعات جديدة خاصة مع رؤية التحديث الاقتصادي، حيث ستساعد هذه التشريعات في وضع الأردن في مكانة جيدة كنقطة انطلاق لأي شخص يريد الوصول إلى السوق العربية.
وبين أنه مع استقرار الأردن وأمنه الدائم، سيصبح الأردن الوجهة المثالية لأي شخص يرغب في الدخول إلى العالم العربي والتوسع في أسواق مهمة وكبيرة مثل السوق السعودي والمصري، أو الأسواق المستقبلية الواعدة مثل السوق العراقي، الذي يشهد اليوم تغيرات كبيرة واستثمارات في مجال التكنولوجيا.
وأشار الى ان الأردن قادر على خدمة هذه الأسواق والشركات العالمية التي تسعى للوصول إلى المستهلك العربي، حيث تُعَدُّ سوق الألعاب العربية الأكثر نمواً في العالم، وتتميز الأيدي الأردنية بالكفاءة، والموارد البشرية المؤهلة باللغة العربية والإنجليزية، لافتا الى الجهود ضمن خطة رؤية التحديث الاقتصادي لتطوير مهارات اللغة الإنجليزية لدى طلاب الجامعات والخريجين وحتى في المدارس، فضلاً عن تطوير مهارات أخرى مطلوبة عالمياً مثل التعامل مع الذكاء الاصطناعي والتواصل.
وأكد أن الأردن في السنوات المقبلة وبحسب ما تحدث به سمو ولي العهد سيكون في وضع استثنائي بإذن الله، وذلك بفضل علاقاتنا القوية مع الدول العربية والأسواق الرئيسة التي تجعلنا متميزين، ولدينا تاريخ طويل من النجاح في هذه الأسواق من قبل الشركات والأفراد الأردنيين.
واشار خريس إلى ان سياسة الأردن الخارجية خلال السنوات الماضية بنت ثقة في كفاءة الكادر الأردني ومنتجاته التكنولوجية، وعلى الرغم من التحديات الحالية، نتوقع أن تتحسن الظروف في المستقبل، وسيكون للشركات الاردنية دور بارز كنقطة الوصل للمستثمرين العالميين الراغبين في دخول السوق العربية في مجال التكنولوجيا.
بدوره ، أكد المدير العام لشركة أكشن جو لبيع الأجهزة الإلكترونية في المملكة، أحمد علوش، ان الشركات الأردنية لديها الفرصة لتعزيز استفادتها من الميزات المتوفرة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بهدف تطوير أعمالها والتوسع داخل المملكة وخارجها، موضحا أن الاستفادة الأمثل من التقنيات الحديثة تتطلب توظيفا للأدوات الرقمية وتبني الحلول المبتكرة، التي تسهم في تحسين كفاءة العمل وزيادة الإنتاجية.
وأشار إلى أن مجموعة أكشن حققت نجاحات ملحوظة في هذا الصدد من خلال استخدام أحدث التقنيات في بيع وشراء الأجهزة الخلوية والترويج والإنتاج الإعلامي.
وبخصوص التحديات التي تواجه الشركات الأردنية، أشار علوش إلى وجود عدة عقبات تتعلق بالبنية التحتية وتوافر الكفاءات المدربة محليا، وصعوبة الوصول إلى التمويل اللازم للتوسع، مشددا على ضرورة مراجعة العبء الضريبي وإيجاد سبل لتحفيز الأسواق المحلية، وتعزيز التعاون بين القطاعين لتجاوز الصعوبات وفتح آفاق جديدة للنمو.
وفيما يتعلق بفتح أسواق تصديرية جديدة، أكد علوش أهمية ذلك لتعزيز نمو الشركات الأردنية وتوسيع نطاق أعمالها، مبينا أنها تتركز في دول الخليج العربي وأفريقيا، نظراً للإمكانيات الكبيرة في تلك المناطق وحاجتها المتزايدة للحلول التكنولوجية المتقدمة.
من جانبه، قال مستشار أمن المعلومات في شركة الدائرة الخضراء المتخصصة في حلول الأمن السيبراني، الدكتور عمران سالم 'ان الأردن يتمتع بمكانة متميزة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث يُعد موطنًا لعدد كبير من الشركات الناشئة والرائدة في هذا القطاع'، عازيا ذلك لتوفر العديد من الميزات التي تُشجع على الاستثمار وتُحفز على الابتكار، ما يجعله وجهة مثالية لريادة الأعمال في هذا المجال.
وأضاف ان الأردن يقدم حزمة من الميزات التي تُشكل بيئة مثالية لنمو شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتشمل هذه المميزات التي تدعم ريادة الأعمال: بنية تحتية رقمية متقدمة، حيث تتمتع المملكة بشبكة إنترنت سريعة وموثوقة تُتيح للشركات تقديم خدماتها عبر الإنترنت والتواصل مع العملاء بسهولة وفعالية.
وأشار إلى أن الحكومة تخصص مبالغ كبيرة لتطوير البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاقها، مع التركيز على نشر شبكات الألياف الضوئية وزيادة سرعات الإنترنت، حيث يُغطي نطاق شبكات الجيل الرابع أكثر من 95 بالمئة من مساحة المملكة ما يعد سابقة تقنية في المنطقة العربية.
وبين وجود إعفاءات ضريبية وتشريعات داعمة تقدمها الحكومة الأردنية منها: الحوافز الضريبية وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما يُشجع على تأسيس الشركات وتوسيع أعمالها فمن المعلوم أن إعفاءات الضريبة على أرباح شركات تكنولوجيا المعلومات تصل لمدة 10 سنوات تقريبا.
ولفت الدكتور سالم، ان الأمر الأكثر أهمية هو العامل البشري حيث يزخر الأردن بكوادر بشرية شابة مُتمكنة من اللغتين العربية والإنجليزية، وتتمتع بخبرة واسعة في مجال التكنولوجيا، ما يُسهم في تطوير وتنفيذ المشروعات بكفاءة عالية، كما أن الجامعات الأردنية ترفد المجتمع بخريجين مُؤهلين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع وجود ثقافة تقنية راسخة تُشجع على الابتكار والإبداع.
ولفت الى ان المملكة تتمتع بموقع استراتيجي هام في منطقة الشرق الأوسط، الامر الذي يُسهل على الشركات الوصول إلى الأسواق العربية والإقليمية والعالمية، مبينا ان صادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات الأردنية سجلت نموًا بنسبة 12 بالمئة في عام 2023، وكذلك استقطبت المملكة استثمارات أجنبية بقيمة 1.5 مليار دولار في قطاع تكنولوجيا المعلومات خلال عام 2023، فيما غطت صادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات 32 دولة.
وأكد وجود فرص كبيرة للشركات الأردنية في تطوير منتجات وخدمات مبتكرة، والتوسع في الأسواق الخارجية، بالإضافة الى التعاون مع الشركات العالمية مما يتيح تبادل الخبرات والتقنيات، وتوسيع قاعدة عملائها، وتعزيز مكانتها في السوق العالمية.
وأشار إلى بعض التحديات التي تواجهها شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومنها المنافسة القوية مع الشركات العالمية الكبرى، ونقص المهارات فهناك حاجة إلى المزيد من الخبراء في مجالات محددة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لِمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه بعض الشركات في تأسيس أعمالها أو توسيعها بسبب الإجراءات البيروقراطية، ما يُعيق نموها ويُؤخر تنفيذ خططها.
بدوره، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة 'اس.تي.اس' إحدى شركات مجموعة زين تك، المتخصصة في تقديم حلول التحول الرقمي ونظم المعلومات، المهندس أيمن مزاهرة أن الأردن يحظى بدعم كبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تركز المملكة على التميز والريادة في هذا المجال، وفعليا نفخر بما وصلنا إليه في المملكة بالرغم من محدودية السوق المحلي مقارنة بالأسواق العالمية.
واضاف 'أن الشركات الأردنية لديها فرصة كبيرة للاستفادة من خبرات محركي هذا القطاع من الشركات والمؤسسات العاملة به في المملكة، حيث أصبحت شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المحلية قادرة على تلبية احتياجات المؤسسات من مختلف القطاعات في المملكة والدول المجاورة وتزويدها بأحدث التقنيات والحلول التكنولوجية مثل: حلول البنى التحتية المتفوقة، الحلول السحابية، تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حلول وخدمات الأمن السيبراني، وغيرها من الحلول والخدمات الرقمية التي ترتقي للمستويات العالمية'.
وتابع أن 'الكوادر الأردنية في هذا القطاع هي من نخبة الكوادر في السوقين الإقليمي والعالمي، وبالرغم من الشراكات الاستراتيجية العالمية التي تتمتع بها الشركات الأردنية، لازلنا نطمح إلى التميز في الابتكار، لنتمكن من فتح أسواق تصديرية إلى العالم من ناحية المنتجات، لتتصدر الأسواق الإقليمية والعالمية كما هو الحال بخبراتنا البشرية'.
وقال المهندس مزاهرة، ان الأردن لديه ما يكفي من الميزات والإمكانات التي تتيح للشركات العالمية فتح مكاتبها الإقليمية في الأردن لخدمة المنطقة والاستفادة من كوادرها القادرة على خدمة القطاع بكفاءة وفعالية ترتقي للطموحات العالمية.
بترا
أخبار اليوم - أكد ممثلو شركات عاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وجود فرصة قوية أمامها للنمو والتوسع محليا وخارجيا مستفيدة من المزايا والحوافز والفرص القائمة في القطاع.
وقالوا إن حديث سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، عن مقومات وقدرات القطاع خلال مقابلته مع قناة العربية، يشكل حافزا قويا لمواصلة التميز والابتكار والازدهار، ويمنح العاملين الثقة على مواصلة الإنجاز والنمو المتسارع.
وأضافوا أن حديث سمو ولي العهد يعكس الثقة بقدرات الكفاءات الأردنية ومهاراتها وقدرة الشركات العاملة بالقطاع على التوسع بأعمالها بالسوق المحلية والتوسع باستثماراتها لوجود رؤية مستقبلية واعدة وواضحة، ودعم متواصل من القيادة الحكيمة.
وكان سمو ولي العهد قد قال بالمقابلة 'ان 27 بالمئة من أهم الشركات الناشئة في المنطقة يديرها أردنيون، و75 بالمئة من المحتوى العربي على الإنترنت مصدره الأردن، و60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد الأردن يعتمد على قطاع الخدمات'.
وأضاف سموه 'ان الشركات اليوم تستطيع الاستفادة من البنية التحتية الرقمية، ومن الإعفاءات الضريبية والتشريعات، والكوادر البشرية المؤهلة الذين يجيدون اللغتين العربية والإنجليزية، ويعرفون التكنولوجيا جيدا'.
وأشار سموه، الى أن سوق الأردن المحلي ليس كبيرا، لكن في هذا القطاع بالذات، حجم السوق ليس مهما، لأن العالم كله هو السوق، لافتا الى ان الأردن مكان ممتاز لتأسيس مكاتب للدعم الفني والتقني، ولتأسيس الشركات، والدليل واضح، الشركات الأولى والأكبر في المنطقة، تأسست على أيدي أردنيين.
وعبرت شركة زين الأردن عن فخرها بالمساهمة في رفد منظومة الاتصالات وحلول الأعمال في المملكة لتعزيز أعمال الشركات والمؤسسات من القطاعين العام والخاص، ليصبح الأردن وجهة استثمارية مميزة.
كما أعربت الشركة عن اعتزازها بثقة سموّ ولي العهد بدور وإنجازات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي تمكّن بفضل الدعم الملكي المتواصل من التطوّر، ليتمتع اليوم بتنافسية عالية ورائدة على مستوى المنطقة، مشددة على أهمية مواصلة العمل على تطوير هذا القطاع من خلال تسهيل الإجراءات لتحقيق التنمية والابتكار في الخدمات التي يقدّمها ودعم توجّهات المملكة نحو الرقمنة، إضافة إلى أهمية تعزيز البنية التحتية للاتصالات والإنترنت في المملكة من خلال توفير بيئة تشريعية وتنظيمية ملائمة لتحقيق النمو الاقتصادي والمساهمة في جذب المزيد من الاستثمارات.
ووجّهت دعوتها للشركات الأردنية العاملة بالمملكة لتعزيز استفادتها من قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المميزة التي يقدّمها، لا سيما بعد تشغيل شبكة الجيل الخامس في المملكة وإتاحة خدماتها لمختلف القطاعات بإمكانات لا محدودة، والسعات الاستيعابية الهائلة التي توفرها، من خلال الاستثمار في التحوّل الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء لتحسين عملياتها وتقديم خدمات أفضل لعملائها.
وأكدت شركة زين أن هذا من شأنه أن يسهم بتوسيع نطاق أعمالها ويمكّنها من الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وتعزيز قدرتها على المنافسة، حيث بات الأردن يشكّل نقطة انطلاق لكبريات الشركات وقطاعات الأعمال عبر ما يوفره من بيئة جاذبة أسهمت في تركيز الأعمال في المملكة عبر مكاتب إقليمية تقدم خدماتها من الأردن لدول المنطقة والعالم.
من جهتها، قالت المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة جالاكسي للتكنولوجيا الدكتورة ريما دياب، 'يمكن للشركات الأردنية الاستفادة من ميزات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال الحوافز الحكومية في دعم قطاع التكنولوجيا، والاستثمار في تدريب وتطوير المهارات التقنية للعاملين لضمان مواكبة التطورات التقنية العالمية'.
ودعت لعقد شراكات استراتيجية مع شركات تقنية عالمية للاستفادة من خبراتها والتكنولوجيا المتقدمة التي تقدمها، بالإضافة إلى الاستثمار في البحث والتطوير لابتكار منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات السوق المحلية والدولية، واستخدام استراتيجيات التسويق الرقمي للوصول إلى عملاء جدد وزيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتحسين وتحديث البنية التحتية التقنية لتوفير خدمات سريعة وفعالة.
وحول التحديات التي تواجه الشركات الأردنية، بينت دياب انها تتركز في نقص التمويل المالي، حيث تعاني الشركات الناشئة من صعوبة في الحصول على التمويل اللازم للتوسع والتطوير، والمنافسة مع الشركات العالمية والمحلية الأخرى قد تشكل تحديًا كبيرًا، والبيروقراطية التي تعني الإجراءات الإدارية البطيئة والمعقدة التي قد تعوق نمو الشركات، بالإضافة إلى نقص المهارات التقنية المتقدمة بين القوى العاملة المحلية.
ودعت دياب إلى فتح أسواق تصديرية أمام الشركات الأردنية لتعزيز نموها وزيادة إيراداتها، ولاسيما الخليجية نظرًا للقرب الجغرافي والعلاقات الاقتصادية القوية، وكذلك أوروبا كون أسواقها تعتبر واعدة بفضل الحجم الكبير والقدرة الشرائية العالية، إلى جانب أسواق الولايات المتحدة الأميركية التي تمثل فرصة كبيرة للشركات الأردنية التي تستطيع تقديم حلول مبتكرة بفعل التكنولوجيا المتقدمة.
من جهته، قال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ميس الورد المتخصصة بتكنولوجيا صناعة ألعاب الموبايل نور خريس 'لقد تميز الأردن بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في مجال إنتاج وتطوير الألعاب الإلكترونية ذات الملكية الفكرية، حيث كانت أول شركة عربية متخصصة في تطوير ألعاب الموبايل شركة أردنية'.
وأضاف 'افتتح جلالة الملك عام 2011 أول مختبر تعليمي لتطوير قدرات الشباب الأردني في مجال صناعة الألعاب، وتم إطلاق أول برنامج من نوعه على مستوى المنطقة في تطوير مهارات طلاب المدارس في هذا المجال، واستمر تطور صناعة الألعاب، حيث بدأ الشباب الرياديون في تطوير منظومة نشر الألعاب وتأسيس شركات متخصصة بها، وصنع المنتجات الثقافية الملائمة للمنطقة العربية أصبحت الآن هي الأقوى على المستوى التسويقي'.
وأوضح خريس ان قوة الأردن في هذا المجال تنبع من نضج قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تُعد شركات الاتصالات المتنقلة في الأردن من الأفضل في المنطقة وتمتلك أحدث تقنيات الاتصالات، ما جعل الأردن متصلاً بالإنترنت بشكل كبير، وأتاح للأردنيين الوصول إلى التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية في وقت مبكر وأسهم في تطوير صناعة المحتوى في الأردن.
ولفت الى انه يوجد اليوم في الأردن بنية تحتية قوية ومخرجات تعليمية جيدة من الجامعات، وبالرغم من التحديات التي تواجه قطاع التعليم يتم وضع تشريعات جديدة خاصة مع رؤية التحديث الاقتصادي، حيث ستساعد هذه التشريعات في وضع الأردن في مكانة جيدة كنقطة انطلاق لأي شخص يريد الوصول إلى السوق العربية.
وبين أنه مع استقرار الأردن وأمنه الدائم، سيصبح الأردن الوجهة المثالية لأي شخص يرغب في الدخول إلى العالم العربي والتوسع في أسواق مهمة وكبيرة مثل السوق السعودي والمصري، أو الأسواق المستقبلية الواعدة مثل السوق العراقي، الذي يشهد اليوم تغيرات كبيرة واستثمارات في مجال التكنولوجيا.
وأشار الى ان الأردن قادر على خدمة هذه الأسواق والشركات العالمية التي تسعى للوصول إلى المستهلك العربي، حيث تُعَدُّ سوق الألعاب العربية الأكثر نمواً في العالم، وتتميز الأيدي الأردنية بالكفاءة، والموارد البشرية المؤهلة باللغة العربية والإنجليزية، لافتا الى الجهود ضمن خطة رؤية التحديث الاقتصادي لتطوير مهارات اللغة الإنجليزية لدى طلاب الجامعات والخريجين وحتى في المدارس، فضلاً عن تطوير مهارات أخرى مطلوبة عالمياً مثل التعامل مع الذكاء الاصطناعي والتواصل.
وأكد أن الأردن في السنوات المقبلة وبحسب ما تحدث به سمو ولي العهد سيكون في وضع استثنائي بإذن الله، وذلك بفضل علاقاتنا القوية مع الدول العربية والأسواق الرئيسة التي تجعلنا متميزين، ولدينا تاريخ طويل من النجاح في هذه الأسواق من قبل الشركات والأفراد الأردنيين.
واشار خريس إلى ان سياسة الأردن الخارجية خلال السنوات الماضية بنت ثقة في كفاءة الكادر الأردني ومنتجاته التكنولوجية، وعلى الرغم من التحديات الحالية، نتوقع أن تتحسن الظروف في المستقبل، وسيكون للشركات الاردنية دور بارز كنقطة الوصل للمستثمرين العالميين الراغبين في دخول السوق العربية في مجال التكنولوجيا.
بدوره ، أكد المدير العام لشركة أكشن جو لبيع الأجهزة الإلكترونية في المملكة، أحمد علوش، ان الشركات الأردنية لديها الفرصة لتعزيز استفادتها من الميزات المتوفرة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بهدف تطوير أعمالها والتوسع داخل المملكة وخارجها، موضحا أن الاستفادة الأمثل من التقنيات الحديثة تتطلب توظيفا للأدوات الرقمية وتبني الحلول المبتكرة، التي تسهم في تحسين كفاءة العمل وزيادة الإنتاجية.
وأشار إلى أن مجموعة أكشن حققت نجاحات ملحوظة في هذا الصدد من خلال استخدام أحدث التقنيات في بيع وشراء الأجهزة الخلوية والترويج والإنتاج الإعلامي.
وبخصوص التحديات التي تواجه الشركات الأردنية، أشار علوش إلى وجود عدة عقبات تتعلق بالبنية التحتية وتوافر الكفاءات المدربة محليا، وصعوبة الوصول إلى التمويل اللازم للتوسع، مشددا على ضرورة مراجعة العبء الضريبي وإيجاد سبل لتحفيز الأسواق المحلية، وتعزيز التعاون بين القطاعين لتجاوز الصعوبات وفتح آفاق جديدة للنمو.
وفيما يتعلق بفتح أسواق تصديرية جديدة، أكد علوش أهمية ذلك لتعزيز نمو الشركات الأردنية وتوسيع نطاق أعمالها، مبينا أنها تتركز في دول الخليج العربي وأفريقيا، نظراً للإمكانيات الكبيرة في تلك المناطق وحاجتها المتزايدة للحلول التكنولوجية المتقدمة.
من جانبه، قال مستشار أمن المعلومات في شركة الدائرة الخضراء المتخصصة في حلول الأمن السيبراني، الدكتور عمران سالم 'ان الأردن يتمتع بمكانة متميزة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث يُعد موطنًا لعدد كبير من الشركات الناشئة والرائدة في هذا القطاع'، عازيا ذلك لتوفر العديد من الميزات التي تُشجع على الاستثمار وتُحفز على الابتكار، ما يجعله وجهة مثالية لريادة الأعمال في هذا المجال.
وأضاف ان الأردن يقدم حزمة من الميزات التي تُشكل بيئة مثالية لنمو شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتشمل هذه المميزات التي تدعم ريادة الأعمال: بنية تحتية رقمية متقدمة، حيث تتمتع المملكة بشبكة إنترنت سريعة وموثوقة تُتيح للشركات تقديم خدماتها عبر الإنترنت والتواصل مع العملاء بسهولة وفعالية.
وأشار إلى أن الحكومة تخصص مبالغ كبيرة لتطوير البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاقها، مع التركيز على نشر شبكات الألياف الضوئية وزيادة سرعات الإنترنت، حيث يُغطي نطاق شبكات الجيل الرابع أكثر من 95 بالمئة من مساحة المملكة ما يعد سابقة تقنية في المنطقة العربية.
وبين وجود إعفاءات ضريبية وتشريعات داعمة تقدمها الحكومة الأردنية منها: الحوافز الضريبية وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما يُشجع على تأسيس الشركات وتوسيع أعمالها فمن المعلوم أن إعفاءات الضريبة على أرباح شركات تكنولوجيا المعلومات تصل لمدة 10 سنوات تقريبا.
ولفت الدكتور سالم، ان الأمر الأكثر أهمية هو العامل البشري حيث يزخر الأردن بكوادر بشرية شابة مُتمكنة من اللغتين العربية والإنجليزية، وتتمتع بخبرة واسعة في مجال التكنولوجيا، ما يُسهم في تطوير وتنفيذ المشروعات بكفاءة عالية، كما أن الجامعات الأردنية ترفد المجتمع بخريجين مُؤهلين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع وجود ثقافة تقنية راسخة تُشجع على الابتكار والإبداع.
ولفت الى ان المملكة تتمتع بموقع استراتيجي هام في منطقة الشرق الأوسط، الامر الذي يُسهل على الشركات الوصول إلى الأسواق العربية والإقليمية والعالمية، مبينا ان صادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات الأردنية سجلت نموًا بنسبة 12 بالمئة في عام 2023، وكذلك استقطبت المملكة استثمارات أجنبية بقيمة 1.5 مليار دولار في قطاع تكنولوجيا المعلومات خلال عام 2023، فيما غطت صادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات 32 دولة.
وأكد وجود فرص كبيرة للشركات الأردنية في تطوير منتجات وخدمات مبتكرة، والتوسع في الأسواق الخارجية، بالإضافة الى التعاون مع الشركات العالمية مما يتيح تبادل الخبرات والتقنيات، وتوسيع قاعدة عملائها، وتعزيز مكانتها في السوق العالمية.
وأشار إلى بعض التحديات التي تواجهها شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومنها المنافسة القوية مع الشركات العالمية الكبرى، ونقص المهارات فهناك حاجة إلى المزيد من الخبراء في مجالات محددة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لِمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه بعض الشركات في تأسيس أعمالها أو توسيعها بسبب الإجراءات البيروقراطية، ما يُعيق نموها ويُؤخر تنفيذ خططها.
بدوره، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة 'اس.تي.اس' إحدى شركات مجموعة زين تك، المتخصصة في تقديم حلول التحول الرقمي ونظم المعلومات، المهندس أيمن مزاهرة أن الأردن يحظى بدعم كبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تركز المملكة على التميز والريادة في هذا المجال، وفعليا نفخر بما وصلنا إليه في المملكة بالرغم من محدودية السوق المحلي مقارنة بالأسواق العالمية.
واضاف 'أن الشركات الأردنية لديها فرصة كبيرة للاستفادة من خبرات محركي هذا القطاع من الشركات والمؤسسات العاملة به في المملكة، حيث أصبحت شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المحلية قادرة على تلبية احتياجات المؤسسات من مختلف القطاعات في المملكة والدول المجاورة وتزويدها بأحدث التقنيات والحلول التكنولوجية مثل: حلول البنى التحتية المتفوقة، الحلول السحابية، تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حلول وخدمات الأمن السيبراني، وغيرها من الحلول والخدمات الرقمية التي ترتقي للمستويات العالمية'.
وتابع أن 'الكوادر الأردنية في هذا القطاع هي من نخبة الكوادر في السوقين الإقليمي والعالمي، وبالرغم من الشراكات الاستراتيجية العالمية التي تتمتع بها الشركات الأردنية، لازلنا نطمح إلى التميز في الابتكار، لنتمكن من فتح أسواق تصديرية إلى العالم من ناحية المنتجات، لتتصدر الأسواق الإقليمية والعالمية كما هو الحال بخبراتنا البشرية'.
وقال المهندس مزاهرة، ان الأردن لديه ما يكفي من الميزات والإمكانات التي تتيح للشركات العالمية فتح مكاتبها الإقليمية في الأردن لخدمة المنطقة والاستفادة من كوادرها القادرة على خدمة القطاع بكفاءة وفعالية ترتقي للطموحات العالمية.
بترا
التعليقات