د.محمد يوسف أبو عمارة
يقول عاصي الرَّحباني زوج فيروز أنَّ فيروز لا تَنسى الإساءة مَهما كانت صَغيرة فَقبلَ زاوجِها وفي أحد المرات تأخّر عاصي عَليها بَعدَ أن طَلَبَ مِنها أن تَنتَظِره لِيَذهَبا مَعاً للتسجيل في الاستديو وللصُدفة أمطَرت يَومَها ، وكانَت فيروز قد انتَظَرَتْهُ كَثيراً تَحتَ المَطَر وتبللت ، وظَلَّت فَيروز تُعايرهُ وتُذَكّره طيلة عشرين عام بأنّها جائت للمَوعِد وانتَظَرَته وتَبلَّلت دون أن يكترث فقرَّر أن يُقَدّم لَها هذ الأُغنية كاعتِذار واضِح لارتكابه خَطَأ فاحِش بحَقّ مَعشوقَتِه التي لَم ولَن تَنسى ... فقال ولحّن:
بأيام البرد و أيام الشتي... والرصيف بحيرة
والشارع غريق... تجي هاك البنت
من بيتها العتيق... ويقلها انطريني
وتنطر عالطريق...
ويروح و ينساها... وتدبل بالشتي
ما هذا العِتاب .. تنقلك الأغنية من المَكان الذي تَتَواجَد فيه إلى ذلك الشّارع في ذلك اليَوم العاصِف حَيث تُمطِر الدُّنيا بغزارة وتَمتَلِئ الحُفَر جَميعَها بِمياه الأمطار ولا تِستطيع السَّير جَيّداً لأنّ الرَّصيف يَغرق كَما الشّارع بمياه الأمطار بل بالعَكس فإنَّ الرَّصيف ما هُوَ إلا بُحَيرة مِنَ المَاء المُتَساقِط ...
وهنا تفكر بطلتنا: هل تذهب للموعد أم تعتذر وسيكون عذرها مقبولاً لصعوبة الظروف الجوية ورداءة الطرق وصعوبة إيجاد وسيلة للتنقل ، فيكون القرار للقلب دون العقل : لا بل اذهبي للموعد، وتسرع متسللة من - بيتها العتيق- في تلك الحارة المنسية بكل شوق وحب ، كيف لاتذهب وهو من
قال لَها : انطريني ...
فهي على استعداد - لتنطره - طولَ العُمر...
وتَصِل لمَكان اللّقاء الغارِق بِمياه الأمطار وتَمُرُّ الثواني و الدَّقائق .. والسَّاعات ولا يأتي المَحبوب تتشبث بأيّ خيال قادِم من بعيد فَعَلَّه يَكون هو .. ولكن .. لا يأت .. كله سَراب
أي حركة تلتفت نحوها معتقدة انها منه أو تدل عليه … ولكن ليس هو!
تنتظر وتتأمَّل وهِيَ على يَقين بأنَّه سيأتي، تُراقِب الغُيوم .. وأرصِفَة الطُّرقات بل وتتأمل حبات المطر التي تنهمر فوق رأسها وتشكل أخاديداً في بشرتها الناعمة وتراقب السيارات التي تَمُرّ فعَلَّه يَكون بِداخِل إحداها ...
ولكن لا تَستَفيد مِن ذلك سِوى البلل الذي تُسَبّبه لها السَّيارات المُسرِعة وحبات المطر المتساقطة ،فتشكل السيارات عاصِفة مائية مِن المِياه التي تَملَأ الحُفَر المَوجودة بالشّوارِع .. فَتنسَكِبُ عليها المياه مِن عَجلات السيّارات .. تَمسحُ وجهها من تِلكَ المِياه الممتلئةبالطين وتَعود لِتُراقِب أي شيء يَدُل على قُدومِه أي أمَل .. أي شيء .. أي شيء .. إلّا أنَّه لا يأتي !!
ويخيم الظَّلام على المَكان فَتَنكَسِرُ وتُغادِر مَكانَها عائدة إلى بَيتِها العَتيق وهِيَ في حالة من الصَّدمة والذُّبول ... تَذبل وهِيَ مزهرة تَعيش في وسط المِياه ...
أمَّا هُوَ فقد نَسي المَوعِد ! لِماذا نَسِيَ المَوعِد ؟! لأنَّه غير مُهِم عنده ! كانت تحدث نفسها ، لأنّه لو كان مُهماً لما نسيه وهذا ما جعلها تنكَسِر وتَذبَل لا وبَل تتمنى لو أنّها تَختَفي من هذا الكَوكَب ، فما قيمة الكَوكَب الذي لا تعيش فيه مَن نُحِب ! ولِمَ نُحِب مَن لا يُحِبُّنا ، تعصف بدمائها الأفكار والآلام ... وصوت الأمطار المُنهَمِرة تُعطي للأفكار إيقاعاً غَريباً ، مَزيج بين الحُزن والضَّياع والبُرودة ! شعور قاس ! هو الإهمال ...
ولكنَّها تُعاتِب نفسها وحبيبَها وتردّد لتملأ الفضاء
حبيتك بالصيف... حبيتك بالشتي
نطرتك بالصيف... نطرتك بالشتي
وعيونك الصيف... وعيوني الشتي
ملقانا يا حبيبي خلف الصيف... وخلف الشتي...
أينَ أنتَ يا مَن أحبك في جميع الفُصول فَلا صيف يمنَعُني مِن حُبّك ولا شِتاء ...
فأنا في حالة انتظار لَك ... أعيش على أمَل اللّقاء لِذا فَكل أيّامي انتظار...
في الوَقت الذي أبكي فيه طولَ الوقت - عيوني الشتي -
رُبَّما تَكون أنتَ في عالمك دونَ أن تَشعُرَ بي ... تَعيش حياتك اليَوميّة - عيونك الصيف -
تعيش تفاصيل حياتك التي تسير بدوني.
ولكنّ السُؤال متى سنلتَقي ؟! اذا كنتَ تُخلِف الميعاد في كُلّ مرّة ... وتَنساني في كُلّ مرّة ..
فَلا بصيفٍ التَزمت ولا شِتاء فلَرُبَّما احتجنا لفَصل جَديد نَلتقي به ... يَكون خلف الصيف وخلف الشتي !!
وتُكمِل ...
مرقت الغريبة... عطيتني رسالة
كتبها حبيبي... بالدمع الحزين
فتحت الرسالة... حروفها ضايعين
و مرقت أيام... وغربتنا سنين
و حروف الرسالة... محيها الشتي
وتَتَسائل كَيف لَم أفهَم للإشارات التي وَصَلتني عَبرَ الزَّمان ومِن أشخاص كَثيرين ... فكل الأحداث تدل على أنك لا تحبني برغم أني
حبيتك بالصيف…. وحبيتك بالشتي
كَيف لَم أنتبه لما وَراء الحِبر وما خَلفَ السّطور... كيف يعمى المحب عن رؤية الحقيقة!
فعلأ عين المحب عمياء!
آه يا حبيبي كَم أضَعتُ معك الوَقت ...
كيف سيطر قلبي على عَقلي ومَحا كلّ الرّسائل التي كانت تَقتلني وتدل على أنّك لا تُحبني ...
كيف .. كيف ؟!!
ولكنّي ومَع كل ذلك ...
حَبيتَك بالصَّيف... وحَبيتَك بالشتي
وعيونك الصيف... وعيوني الشتي
ملقانا يا حبيبي خلف الصيف... وخلف الشتي
ومع كل ذلك :
هل سنلتقي في ذلك الفصل الذي لا يأت أبداً؟؟؟؟
د.محمد يوسف أبو عمارة
يقول عاصي الرَّحباني زوج فيروز أنَّ فيروز لا تَنسى الإساءة مَهما كانت صَغيرة فَقبلَ زاوجِها وفي أحد المرات تأخّر عاصي عَليها بَعدَ أن طَلَبَ مِنها أن تَنتَظِره لِيَذهَبا مَعاً للتسجيل في الاستديو وللصُدفة أمطَرت يَومَها ، وكانَت فيروز قد انتَظَرَتْهُ كَثيراً تَحتَ المَطَر وتبللت ، وظَلَّت فَيروز تُعايرهُ وتُذَكّره طيلة عشرين عام بأنّها جائت للمَوعِد وانتَظَرَته وتَبلَّلت دون أن يكترث فقرَّر أن يُقَدّم لَها هذ الأُغنية كاعتِذار واضِح لارتكابه خَطَأ فاحِش بحَقّ مَعشوقَتِه التي لَم ولَن تَنسى ... فقال ولحّن:
بأيام البرد و أيام الشتي... والرصيف بحيرة
والشارع غريق... تجي هاك البنت
من بيتها العتيق... ويقلها انطريني
وتنطر عالطريق...
ويروح و ينساها... وتدبل بالشتي
ما هذا العِتاب .. تنقلك الأغنية من المَكان الذي تَتَواجَد فيه إلى ذلك الشّارع في ذلك اليَوم العاصِف حَيث تُمطِر الدُّنيا بغزارة وتَمتَلِئ الحُفَر جَميعَها بِمياه الأمطار ولا تِستطيع السَّير جَيّداً لأنّ الرَّصيف يَغرق كَما الشّارع بمياه الأمطار بل بالعَكس فإنَّ الرَّصيف ما هُوَ إلا بُحَيرة مِنَ المَاء المُتَساقِط ...
وهنا تفكر بطلتنا: هل تذهب للموعد أم تعتذر وسيكون عذرها مقبولاً لصعوبة الظروف الجوية ورداءة الطرق وصعوبة إيجاد وسيلة للتنقل ، فيكون القرار للقلب دون العقل : لا بل اذهبي للموعد، وتسرع متسللة من - بيتها العتيق- في تلك الحارة المنسية بكل شوق وحب ، كيف لاتذهب وهو من
قال لَها : انطريني ...
فهي على استعداد - لتنطره - طولَ العُمر...
وتَصِل لمَكان اللّقاء الغارِق بِمياه الأمطار وتَمُرُّ الثواني و الدَّقائق .. والسَّاعات ولا يأتي المَحبوب تتشبث بأيّ خيال قادِم من بعيد فَعَلَّه يَكون هو .. ولكن .. لا يأت .. كله سَراب
أي حركة تلتفت نحوها معتقدة انها منه أو تدل عليه … ولكن ليس هو!
تنتظر وتتأمَّل وهِيَ على يَقين بأنَّه سيأتي، تُراقِب الغُيوم .. وأرصِفَة الطُّرقات بل وتتأمل حبات المطر التي تنهمر فوق رأسها وتشكل أخاديداً في بشرتها الناعمة وتراقب السيارات التي تَمُرّ فعَلَّه يَكون بِداخِل إحداها ...
ولكن لا تَستَفيد مِن ذلك سِوى البلل الذي تُسَبّبه لها السَّيارات المُسرِعة وحبات المطر المتساقطة ،فتشكل السيارات عاصِفة مائية مِن المِياه التي تَملَأ الحُفَر المَوجودة بالشّوارِع .. فَتنسَكِبُ عليها المياه مِن عَجلات السيّارات .. تَمسحُ وجهها من تِلكَ المِياه الممتلئةبالطين وتَعود لِتُراقِب أي شيء يَدُل على قُدومِه أي أمَل .. أي شيء .. أي شيء .. إلّا أنَّه لا يأتي !!
ويخيم الظَّلام على المَكان فَتَنكَسِرُ وتُغادِر مَكانَها عائدة إلى بَيتِها العَتيق وهِيَ في حالة من الصَّدمة والذُّبول ... تَذبل وهِيَ مزهرة تَعيش في وسط المِياه ...
أمَّا هُوَ فقد نَسي المَوعِد ! لِماذا نَسِيَ المَوعِد ؟! لأنَّه غير مُهِم عنده ! كانت تحدث نفسها ، لأنّه لو كان مُهماً لما نسيه وهذا ما جعلها تنكَسِر وتَذبَل لا وبَل تتمنى لو أنّها تَختَفي من هذا الكَوكَب ، فما قيمة الكَوكَب الذي لا تعيش فيه مَن نُحِب ! ولِمَ نُحِب مَن لا يُحِبُّنا ، تعصف بدمائها الأفكار والآلام ... وصوت الأمطار المُنهَمِرة تُعطي للأفكار إيقاعاً غَريباً ، مَزيج بين الحُزن والضَّياع والبُرودة ! شعور قاس ! هو الإهمال ...
ولكنَّها تُعاتِب نفسها وحبيبَها وتردّد لتملأ الفضاء
حبيتك بالصيف... حبيتك بالشتي
نطرتك بالصيف... نطرتك بالشتي
وعيونك الصيف... وعيوني الشتي
ملقانا يا حبيبي خلف الصيف... وخلف الشتي...
أينَ أنتَ يا مَن أحبك في جميع الفُصول فَلا صيف يمنَعُني مِن حُبّك ولا شِتاء ...
فأنا في حالة انتظار لَك ... أعيش على أمَل اللّقاء لِذا فَكل أيّامي انتظار...
في الوَقت الذي أبكي فيه طولَ الوقت - عيوني الشتي -
رُبَّما تَكون أنتَ في عالمك دونَ أن تَشعُرَ بي ... تَعيش حياتك اليَوميّة - عيونك الصيف -
تعيش تفاصيل حياتك التي تسير بدوني.
ولكنّ السُؤال متى سنلتَقي ؟! اذا كنتَ تُخلِف الميعاد في كُلّ مرّة ... وتَنساني في كُلّ مرّة ..
فَلا بصيفٍ التَزمت ولا شِتاء فلَرُبَّما احتجنا لفَصل جَديد نَلتقي به ... يَكون خلف الصيف وخلف الشتي !!
وتُكمِل ...
مرقت الغريبة... عطيتني رسالة
كتبها حبيبي... بالدمع الحزين
فتحت الرسالة... حروفها ضايعين
و مرقت أيام... وغربتنا سنين
و حروف الرسالة... محيها الشتي
وتَتَسائل كَيف لَم أفهَم للإشارات التي وَصَلتني عَبرَ الزَّمان ومِن أشخاص كَثيرين ... فكل الأحداث تدل على أنك لا تحبني برغم أني
حبيتك بالصيف…. وحبيتك بالشتي
كَيف لَم أنتبه لما وَراء الحِبر وما خَلفَ السّطور... كيف يعمى المحب عن رؤية الحقيقة!
فعلأ عين المحب عمياء!
آه يا حبيبي كَم أضَعتُ معك الوَقت ...
كيف سيطر قلبي على عَقلي ومَحا كلّ الرّسائل التي كانت تَقتلني وتدل على أنّك لا تُحبني ...
كيف .. كيف ؟!!
ولكنّي ومَع كل ذلك ...
حَبيتَك بالصَّيف... وحَبيتَك بالشتي
وعيونك الصيف... وعيوني الشتي
ملقانا يا حبيبي خلف الصيف... وخلف الشتي
ومع كل ذلك :
هل سنلتقي في ذلك الفصل الذي لا يأت أبداً؟؟؟؟
د.محمد يوسف أبو عمارة
يقول عاصي الرَّحباني زوج فيروز أنَّ فيروز لا تَنسى الإساءة مَهما كانت صَغيرة فَقبلَ زاوجِها وفي أحد المرات تأخّر عاصي عَليها بَعدَ أن طَلَبَ مِنها أن تَنتَظِره لِيَذهَبا مَعاً للتسجيل في الاستديو وللصُدفة أمطَرت يَومَها ، وكانَت فيروز قد انتَظَرَتْهُ كَثيراً تَحتَ المَطَر وتبللت ، وظَلَّت فَيروز تُعايرهُ وتُذَكّره طيلة عشرين عام بأنّها جائت للمَوعِد وانتَظَرَته وتَبلَّلت دون أن يكترث فقرَّر أن يُقَدّم لَها هذ الأُغنية كاعتِذار واضِح لارتكابه خَطَأ فاحِش بحَقّ مَعشوقَتِه التي لَم ولَن تَنسى ... فقال ولحّن:
بأيام البرد و أيام الشتي... والرصيف بحيرة
والشارع غريق... تجي هاك البنت
من بيتها العتيق... ويقلها انطريني
وتنطر عالطريق...
ويروح و ينساها... وتدبل بالشتي
ما هذا العِتاب .. تنقلك الأغنية من المَكان الذي تَتَواجَد فيه إلى ذلك الشّارع في ذلك اليَوم العاصِف حَيث تُمطِر الدُّنيا بغزارة وتَمتَلِئ الحُفَر جَميعَها بِمياه الأمطار ولا تِستطيع السَّير جَيّداً لأنّ الرَّصيف يَغرق كَما الشّارع بمياه الأمطار بل بالعَكس فإنَّ الرَّصيف ما هُوَ إلا بُحَيرة مِنَ المَاء المُتَساقِط ...
وهنا تفكر بطلتنا: هل تذهب للموعد أم تعتذر وسيكون عذرها مقبولاً لصعوبة الظروف الجوية ورداءة الطرق وصعوبة إيجاد وسيلة للتنقل ، فيكون القرار للقلب دون العقل : لا بل اذهبي للموعد، وتسرع متسللة من - بيتها العتيق- في تلك الحارة المنسية بكل شوق وحب ، كيف لاتذهب وهو من
قال لَها : انطريني ...
فهي على استعداد - لتنطره - طولَ العُمر...
وتَصِل لمَكان اللّقاء الغارِق بِمياه الأمطار وتَمُرُّ الثواني و الدَّقائق .. والسَّاعات ولا يأتي المَحبوب تتشبث بأيّ خيال قادِم من بعيد فَعَلَّه يَكون هو .. ولكن .. لا يأت .. كله سَراب
أي حركة تلتفت نحوها معتقدة انها منه أو تدل عليه … ولكن ليس هو!
تنتظر وتتأمَّل وهِيَ على يَقين بأنَّه سيأتي، تُراقِب الغُيوم .. وأرصِفَة الطُّرقات بل وتتأمل حبات المطر التي تنهمر فوق رأسها وتشكل أخاديداً في بشرتها الناعمة وتراقب السيارات التي تَمُرّ فعَلَّه يَكون بِداخِل إحداها ...
ولكن لا تَستَفيد مِن ذلك سِوى البلل الذي تُسَبّبه لها السَّيارات المُسرِعة وحبات المطر المتساقطة ،فتشكل السيارات عاصِفة مائية مِن المِياه التي تَملَأ الحُفَر المَوجودة بالشّوارِع .. فَتنسَكِبُ عليها المياه مِن عَجلات السيّارات .. تَمسحُ وجهها من تِلكَ المِياه الممتلئةبالطين وتَعود لِتُراقِب أي شيء يَدُل على قُدومِه أي أمَل .. أي شيء .. أي شيء .. إلّا أنَّه لا يأتي !!
ويخيم الظَّلام على المَكان فَتَنكَسِرُ وتُغادِر مَكانَها عائدة إلى بَيتِها العَتيق وهِيَ في حالة من الصَّدمة والذُّبول ... تَذبل وهِيَ مزهرة تَعيش في وسط المِياه ...
أمَّا هُوَ فقد نَسي المَوعِد ! لِماذا نَسِيَ المَوعِد ؟! لأنَّه غير مُهِم عنده ! كانت تحدث نفسها ، لأنّه لو كان مُهماً لما نسيه وهذا ما جعلها تنكَسِر وتَذبَل لا وبَل تتمنى لو أنّها تَختَفي من هذا الكَوكَب ، فما قيمة الكَوكَب الذي لا تعيش فيه مَن نُحِب ! ولِمَ نُحِب مَن لا يُحِبُّنا ، تعصف بدمائها الأفكار والآلام ... وصوت الأمطار المُنهَمِرة تُعطي للأفكار إيقاعاً غَريباً ، مَزيج بين الحُزن والضَّياع والبُرودة ! شعور قاس ! هو الإهمال ...
ولكنَّها تُعاتِب نفسها وحبيبَها وتردّد لتملأ الفضاء
حبيتك بالصيف... حبيتك بالشتي
نطرتك بالصيف... نطرتك بالشتي
وعيونك الصيف... وعيوني الشتي
ملقانا يا حبيبي خلف الصيف... وخلف الشتي...
أينَ أنتَ يا مَن أحبك في جميع الفُصول فَلا صيف يمنَعُني مِن حُبّك ولا شِتاء ...
فأنا في حالة انتظار لَك ... أعيش على أمَل اللّقاء لِذا فَكل أيّامي انتظار...
في الوَقت الذي أبكي فيه طولَ الوقت - عيوني الشتي -
رُبَّما تَكون أنتَ في عالمك دونَ أن تَشعُرَ بي ... تَعيش حياتك اليَوميّة - عيونك الصيف -
تعيش تفاصيل حياتك التي تسير بدوني.
ولكنّ السُؤال متى سنلتَقي ؟! اذا كنتَ تُخلِف الميعاد في كُلّ مرّة ... وتَنساني في كُلّ مرّة ..
فَلا بصيفٍ التَزمت ولا شِتاء فلَرُبَّما احتجنا لفَصل جَديد نَلتقي به ... يَكون خلف الصيف وخلف الشتي !!
وتُكمِل ...
مرقت الغريبة... عطيتني رسالة
كتبها حبيبي... بالدمع الحزين
فتحت الرسالة... حروفها ضايعين
و مرقت أيام... وغربتنا سنين
و حروف الرسالة... محيها الشتي
وتَتَسائل كَيف لَم أفهَم للإشارات التي وَصَلتني عَبرَ الزَّمان ومِن أشخاص كَثيرين ... فكل الأحداث تدل على أنك لا تحبني برغم أني
حبيتك بالصيف…. وحبيتك بالشتي
كَيف لَم أنتبه لما وَراء الحِبر وما خَلفَ السّطور... كيف يعمى المحب عن رؤية الحقيقة!
فعلأ عين المحب عمياء!
آه يا حبيبي كَم أضَعتُ معك الوَقت ...
كيف سيطر قلبي على عَقلي ومَحا كلّ الرّسائل التي كانت تَقتلني وتدل على أنّك لا تُحبني ...
كيف .. كيف ؟!!
ولكنّي ومَع كل ذلك ...
حَبيتَك بالصَّيف... وحَبيتَك بالشتي
وعيونك الصيف... وعيوني الشتي
ملقانا يا حبيبي خلف الصيف... وخلف الشتي
ومع كل ذلك :
هل سنلتقي في ذلك الفصل الذي لا يأت أبداً؟؟؟؟
التعليقات