سهم محمد العبادي
استوقفني قبل فترة فيديو لقيادي حزبي كان بزيارة إلى إحدى المحافظات، وقد وضع له المستقبلون سجادة حمراء كتلك التي توضع للوفود الرسمية، واصطف 'المعازيب' بطابور طويل، مرتدين العباءة والشماغ، وعند وصول القيادي إلى 'أرض الاستقطاب الحزبي' وتوقف سيارته على بداية السجادة، هرع نحوها شاب يرتدي بدلة، فاتحا الباب له، وصافح عند نزوله 'المعازيب' على طريقة الرؤساء، ويتوقف برهة من الوقت مع كل منهم وكأنه يعرفهم منذ سنوات، رغم أنها زيارته الأولى لهم، لكن 'متعهد' الاستقطاب رتب هذه 'البهرجة'.
لا أخفي عليكم أن هذا النموذج الحزبي لم أسمع عنه يوما في أي دولة ديمقراطية، تتبنى فيها الأحزاب قضاياها الوطنية ومصلحة الوطن العليا، وتبحث عن تشاركية حقيقية من أجل مستقبل مزدهر يعود بالخير والتقدم على الوطن وأهله، لكن يبدو أن مفهوم الحزبية لدى بعض 'المتعهدين' يتمحور في إيصال 'القيادي' إلى مقعد العبدلي، وأجزم أن لا مصلحة وطن أو مواطن تعنيه، فالبعض لديه مرض اللقب والنمرة والسجادة وارتباط اللون الأحمر بهما.
هذه النوعيات التي تسللت إلينا عبر 'الحزبية الجديدة' المدعومة بقوة المال والتأثير في الأفراد بحكم المصالح الخاصة، باتوا يشكلون خطراً على الوطن ومكوناته ومستقبله، 'فالمتعهدون' كثر وقادرون على الترويج لهم وإيهام الناس بقدراتهم الخارقة، والدخول إلى منازل المواطنين من خلال قضاء حوائجهم البسيطة المؤقتة أو الوعود اللاحقة التي تتلاشى عقب انتهاء التصويت.
هؤلاء القياديون يتحدثون في تجمعاتهم عن هموم المواطنين كالفقر والبطالة وغيرها مما يؤرق الأردنيين، وبات يعرفها حتى السائح 'مراق الطريق'الذي زار الأردن لليلة، ويعرفها العالم بأكمله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تصل إلى العالم كله بكبسة زر، وكتبنا فيها كل همومنا وحتى خصوصياتنا، تذكرني وعود 'القياديون' بوعود الذين هللوا وطبلوا لاتفاقية وادي عربة، وذاك 'السمن والعسل' الموعود به الشعب الأردني، والنتيجة نعرفها جميعا.
ما يجعلني أتخوف من أمثال هؤلاء 'القياديين' أن الأحزاب لها 35% من عدد المقاعد النيابية، في مجلس نواب 2024، وسترتفع في مجلس نواب 2028 إلى 50%، ثم في مجلس نواب 2032 إلى 65%، وهذه الزيادة ستكون على حساب المحافظات ومقاعدها في التمثيل النيابي، فكلما ازدادت النسبة للأحزاب، كلما انخفضت مقاعد المحافظات، وسنصل إلى يوم يكون للأحزاب ما يقارب 104 مقاعد برلمانية، مقابل 34 مقعدا للمحافظات كلها، ومع وجود أمثال ذلك 'القيادي' المتضامن مع رأس المال، قد نصل إلى مجلس نواب يمثل طبقة معينة ولوناً واحداً تبحث عن مصالحها، لا عن مصالح البلد.
هذه التخوفات تحتاج إلى توعية حزبية حقيقية لكافة شرائح المجتمع، خصوصا فئة الشباب، وكذلك فإن مؤتمرات 'البتيفور' التي تعقد في الفنادق والمنتديات لن تخلق حالة حزبية، ولا تخلق شباب مؤمن بالأحزاب، خصوصا أن الشباب يجلس فيها مستمعا لا مشاركا، يلقنوننهم 'وصفات' جاهزة للحزبية والتشاركية التي تم 'تفصيلها ع القد'، متناسين أن الأحزاب تخلق من رحم معاناة الشعوب، ومن نبض قضاياهم الوطنية والقومية، فالجلوس يكون بين المزارعين والحرفيين وطلاب المدارس وما بين حواكير القرى، وبيوت الشعر في البادية، وليس في فنادق السبعة نجوم.
الأردن العظيم يستحق الأفضل دوما
سهم محمد العبادي
استوقفني قبل فترة فيديو لقيادي حزبي كان بزيارة إلى إحدى المحافظات، وقد وضع له المستقبلون سجادة حمراء كتلك التي توضع للوفود الرسمية، واصطف 'المعازيب' بطابور طويل، مرتدين العباءة والشماغ، وعند وصول القيادي إلى 'أرض الاستقطاب الحزبي' وتوقف سيارته على بداية السجادة، هرع نحوها شاب يرتدي بدلة، فاتحا الباب له، وصافح عند نزوله 'المعازيب' على طريقة الرؤساء، ويتوقف برهة من الوقت مع كل منهم وكأنه يعرفهم منذ سنوات، رغم أنها زيارته الأولى لهم، لكن 'متعهد' الاستقطاب رتب هذه 'البهرجة'.
لا أخفي عليكم أن هذا النموذج الحزبي لم أسمع عنه يوما في أي دولة ديمقراطية، تتبنى فيها الأحزاب قضاياها الوطنية ومصلحة الوطن العليا، وتبحث عن تشاركية حقيقية من أجل مستقبل مزدهر يعود بالخير والتقدم على الوطن وأهله، لكن يبدو أن مفهوم الحزبية لدى بعض 'المتعهدين' يتمحور في إيصال 'القيادي' إلى مقعد العبدلي، وأجزم أن لا مصلحة وطن أو مواطن تعنيه، فالبعض لديه مرض اللقب والنمرة والسجادة وارتباط اللون الأحمر بهما.
هذه النوعيات التي تسللت إلينا عبر 'الحزبية الجديدة' المدعومة بقوة المال والتأثير في الأفراد بحكم المصالح الخاصة، باتوا يشكلون خطراً على الوطن ومكوناته ومستقبله، 'فالمتعهدون' كثر وقادرون على الترويج لهم وإيهام الناس بقدراتهم الخارقة، والدخول إلى منازل المواطنين من خلال قضاء حوائجهم البسيطة المؤقتة أو الوعود اللاحقة التي تتلاشى عقب انتهاء التصويت.
هؤلاء القياديون يتحدثون في تجمعاتهم عن هموم المواطنين كالفقر والبطالة وغيرها مما يؤرق الأردنيين، وبات يعرفها حتى السائح 'مراق الطريق'الذي زار الأردن لليلة، ويعرفها العالم بأكمله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تصل إلى العالم كله بكبسة زر، وكتبنا فيها كل همومنا وحتى خصوصياتنا، تذكرني وعود 'القياديون' بوعود الذين هللوا وطبلوا لاتفاقية وادي عربة، وذاك 'السمن والعسل' الموعود به الشعب الأردني، والنتيجة نعرفها جميعا.
ما يجعلني أتخوف من أمثال هؤلاء 'القياديين' أن الأحزاب لها 35% من عدد المقاعد النيابية، في مجلس نواب 2024، وسترتفع في مجلس نواب 2028 إلى 50%، ثم في مجلس نواب 2032 إلى 65%، وهذه الزيادة ستكون على حساب المحافظات ومقاعدها في التمثيل النيابي، فكلما ازدادت النسبة للأحزاب، كلما انخفضت مقاعد المحافظات، وسنصل إلى يوم يكون للأحزاب ما يقارب 104 مقاعد برلمانية، مقابل 34 مقعدا للمحافظات كلها، ومع وجود أمثال ذلك 'القيادي' المتضامن مع رأس المال، قد نصل إلى مجلس نواب يمثل طبقة معينة ولوناً واحداً تبحث عن مصالحها، لا عن مصالح البلد.
هذه التخوفات تحتاج إلى توعية حزبية حقيقية لكافة شرائح المجتمع، خصوصا فئة الشباب، وكذلك فإن مؤتمرات 'البتيفور' التي تعقد في الفنادق والمنتديات لن تخلق حالة حزبية، ولا تخلق شباب مؤمن بالأحزاب، خصوصا أن الشباب يجلس فيها مستمعا لا مشاركا، يلقنوننهم 'وصفات' جاهزة للحزبية والتشاركية التي تم 'تفصيلها ع القد'، متناسين أن الأحزاب تخلق من رحم معاناة الشعوب، ومن نبض قضاياهم الوطنية والقومية، فالجلوس يكون بين المزارعين والحرفيين وطلاب المدارس وما بين حواكير القرى، وبيوت الشعر في البادية، وليس في فنادق السبعة نجوم.
الأردن العظيم يستحق الأفضل دوما
سهم محمد العبادي
استوقفني قبل فترة فيديو لقيادي حزبي كان بزيارة إلى إحدى المحافظات، وقد وضع له المستقبلون سجادة حمراء كتلك التي توضع للوفود الرسمية، واصطف 'المعازيب' بطابور طويل، مرتدين العباءة والشماغ، وعند وصول القيادي إلى 'أرض الاستقطاب الحزبي' وتوقف سيارته على بداية السجادة، هرع نحوها شاب يرتدي بدلة، فاتحا الباب له، وصافح عند نزوله 'المعازيب' على طريقة الرؤساء، ويتوقف برهة من الوقت مع كل منهم وكأنه يعرفهم منذ سنوات، رغم أنها زيارته الأولى لهم، لكن 'متعهد' الاستقطاب رتب هذه 'البهرجة'.
لا أخفي عليكم أن هذا النموذج الحزبي لم أسمع عنه يوما في أي دولة ديمقراطية، تتبنى فيها الأحزاب قضاياها الوطنية ومصلحة الوطن العليا، وتبحث عن تشاركية حقيقية من أجل مستقبل مزدهر يعود بالخير والتقدم على الوطن وأهله، لكن يبدو أن مفهوم الحزبية لدى بعض 'المتعهدين' يتمحور في إيصال 'القيادي' إلى مقعد العبدلي، وأجزم أن لا مصلحة وطن أو مواطن تعنيه، فالبعض لديه مرض اللقب والنمرة والسجادة وارتباط اللون الأحمر بهما.
هذه النوعيات التي تسللت إلينا عبر 'الحزبية الجديدة' المدعومة بقوة المال والتأثير في الأفراد بحكم المصالح الخاصة، باتوا يشكلون خطراً على الوطن ومكوناته ومستقبله، 'فالمتعهدون' كثر وقادرون على الترويج لهم وإيهام الناس بقدراتهم الخارقة، والدخول إلى منازل المواطنين من خلال قضاء حوائجهم البسيطة المؤقتة أو الوعود اللاحقة التي تتلاشى عقب انتهاء التصويت.
هؤلاء القياديون يتحدثون في تجمعاتهم عن هموم المواطنين كالفقر والبطالة وغيرها مما يؤرق الأردنيين، وبات يعرفها حتى السائح 'مراق الطريق'الذي زار الأردن لليلة، ويعرفها العالم بأكمله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تصل إلى العالم كله بكبسة زر، وكتبنا فيها كل همومنا وحتى خصوصياتنا، تذكرني وعود 'القياديون' بوعود الذين هللوا وطبلوا لاتفاقية وادي عربة، وذاك 'السمن والعسل' الموعود به الشعب الأردني، والنتيجة نعرفها جميعا.
ما يجعلني أتخوف من أمثال هؤلاء 'القياديين' أن الأحزاب لها 35% من عدد المقاعد النيابية، في مجلس نواب 2024، وسترتفع في مجلس نواب 2028 إلى 50%، ثم في مجلس نواب 2032 إلى 65%، وهذه الزيادة ستكون على حساب المحافظات ومقاعدها في التمثيل النيابي، فكلما ازدادت النسبة للأحزاب، كلما انخفضت مقاعد المحافظات، وسنصل إلى يوم يكون للأحزاب ما يقارب 104 مقاعد برلمانية، مقابل 34 مقعدا للمحافظات كلها، ومع وجود أمثال ذلك 'القيادي' المتضامن مع رأس المال، قد نصل إلى مجلس نواب يمثل طبقة معينة ولوناً واحداً تبحث عن مصالحها، لا عن مصالح البلد.
هذه التخوفات تحتاج إلى توعية حزبية حقيقية لكافة شرائح المجتمع، خصوصا فئة الشباب، وكذلك فإن مؤتمرات 'البتيفور' التي تعقد في الفنادق والمنتديات لن تخلق حالة حزبية، ولا تخلق شباب مؤمن بالأحزاب، خصوصا أن الشباب يجلس فيها مستمعا لا مشاركا، يلقنوننهم 'وصفات' جاهزة للحزبية والتشاركية التي تم 'تفصيلها ع القد'، متناسين أن الأحزاب تخلق من رحم معاناة الشعوب، ومن نبض قضاياهم الوطنية والقومية، فالجلوس يكون بين المزارعين والحرفيين وطلاب المدارس وما بين حواكير القرى، وبيوت الشعر في البادية، وليس في فنادق السبعة نجوم.
الأردن العظيم يستحق الأفضل دوما
التعليقات