إسماعيل الشريف
'نحن الشعب اليهودي نتحكم بأمريكا، والأمريكيون يعلمون ذلك.' - شارون
في الثامن من كانون الأول لعام 2009، دخلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى اجتماع مجلس الأمن وهي تظهر علامات الاضطراب والإحراج والإزعاج. توجهت فورًا إلى وزير الخارجية السعودي معتذرة عن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت بالموافقة على قرار مجلس الأمن رقم 1860، الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب قوات الاحتلال منها. هذا القرار، الذي قدمته بريطانيا، حظي بموافقة جميع الأعضاء الأربعة عشر بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، مما أفقد القرار إلزامية تنفيذه. بررت الولايات المتحدة امتناعها بأن القرار لم يضمن أمن إسرائيل.
وقد سبب هذا الموقف حرجًا لرايس، إذ كانت هي من عملت من وراء الكواليس لإصدار القرار، لكنها، كما يُقال، 'لحست توقيعها'.
استشاط السفير الفلسطيني آنذاك، رياض المالكي، غضبًا من امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، معلقًا: 'قيل لنا إن الولايات المتحدة ستوافق على القرار، ما الذي حدث؟ تغير كل شيء في آخر عشر دقائق. ستكشف الأيام ما هو الضغط الذي مورس على رايس.'
بعد عدة أيام، في يوم الاثنين 12 كانون الثاني، كشف رئيس الوزراء إيهود أولمرت تفاصيل ما جرى حين وقف مخاطبًا مجموعة من المستوطنين في مدينة عسقلان المحتلة جنوب فلسطين، قائلاً بالحرف الواحد: 'اتصلت بالرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وطلبت التحدث معه. جاءني الرد بأن الرئيس في منتصف خطاب له في فيلادلفيا. أجبت: 'لا أهتم، أحتاج التحدث معه الآن'. نزل بوش عن المنصة وتحدث معي، قلت له: ينبغي على الولايات المتحدة ألا تصوت لصالح قرار مجلس الأمن المتعلق بوقف حرب غزة، فوافق الرئيس، وبدوره أعطى أوامره لرايس.' وأضاف أولمرت بابتسامة خبيثة: 'لقد سببنا الإحراج لها.'
لم تتسبب القصة بإحراج لرايس فقط، بل وأيضًا لأكبر دولة في العالم، الولايات المتحدة. وعلى استحياء، نفى مصدر أمريكي مسؤول مجهول هذه القصة ولكنه قال إن كان يوجد اتفاق بين الرئيس ووزيرة خارجيته أن تصوت الولايات المتحدة بالموافقة ضمن شروط معينة لم تتحقق جميعها، وقال أيضًا: 'إن حكومة إسرائيل لا تضع سياسات الولايات المتحدة!'
ورايس، هذه من أخبث وأهم وأقوى الساسة الأمريكيين وأكثرهم غرورًا، هي التي بشرتنا بالربيع العربي في عام 2002 عندما أطلقت مصطلح الثورة الخلاقة، وفسرت مقولتها هذه في وثيقة أصدرها مجلس السياسات الأمريكية جاء فيها: 'لن يبقى من النظام العربي إلا الذكرى وأرشيف سيُحفظ في مكتبة الكونغرس.' وفعلًا، أثبت طوفان الأقصى أن النظام العربي قد كُفِّن ودُفِن.
عزيزي القارئ، لا تستغرب استخدام الولايات المتحدة ثلاث مرات حق النقض (الفيتو) في إيقاف حرب طوفان الأقصى وعدم موافقتها حتى هذه اللحظة بالتصويت على وقف الحرب، ولا تستغرب أيضًا أن جميع أعضاء مجلس الأمن قد وافقوا على الاعتراف بدولة فلسطينية إلا الولايات المتحدة التي أفشلت القرار، وبررت قرارها بأن إنشاء الدولة الفلسطينية لا يتم إلا بالمفاوضات. وهذه، بالطبع، كذبة كبيرة. بل إن الفيتو الأمريكي يتطابق مع سن الكنيست الصهيوني قانونًا يمنع الاعتراف بدولة فلسطينية. فأصبح جليًا أن الولايات المتحدة تريد حل الدولتين بالكلام فقط، لا بالفعل!
أي رئيس وزراء صهيوني، كما رأينا في قصتنا، يرى نفسه أقوى من الرئيس الأمريكي، ولديه كل الحق، فاللوبيات الصهيونية التي تدعم دولة الاحتلال هي من أكبر الممولين لحملات الرؤساء، والمجمع العسكري يستفيد من الصهاينة في بيع السلاح، والمسيحيون الفاشيون يريدون بقاء إسرائيل وإقامة الهيكل حتى ينزل السيد المسيح، فالكيان هو مطلب لكل هؤلاء. فهل يجرؤ أي رئيس أن يتحداهم؟
تعلمت من الحكاية أن السياسيين هم أدوات تستخدم لصالح الصهيونية، ماذا عنك؟
إسماعيل الشريف
'نحن الشعب اليهودي نتحكم بأمريكا، والأمريكيون يعلمون ذلك.' - شارون
في الثامن من كانون الأول لعام 2009، دخلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى اجتماع مجلس الأمن وهي تظهر علامات الاضطراب والإحراج والإزعاج. توجهت فورًا إلى وزير الخارجية السعودي معتذرة عن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت بالموافقة على قرار مجلس الأمن رقم 1860، الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب قوات الاحتلال منها. هذا القرار، الذي قدمته بريطانيا، حظي بموافقة جميع الأعضاء الأربعة عشر بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، مما أفقد القرار إلزامية تنفيذه. بررت الولايات المتحدة امتناعها بأن القرار لم يضمن أمن إسرائيل.
وقد سبب هذا الموقف حرجًا لرايس، إذ كانت هي من عملت من وراء الكواليس لإصدار القرار، لكنها، كما يُقال، 'لحست توقيعها'.
استشاط السفير الفلسطيني آنذاك، رياض المالكي، غضبًا من امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، معلقًا: 'قيل لنا إن الولايات المتحدة ستوافق على القرار، ما الذي حدث؟ تغير كل شيء في آخر عشر دقائق. ستكشف الأيام ما هو الضغط الذي مورس على رايس.'
بعد عدة أيام، في يوم الاثنين 12 كانون الثاني، كشف رئيس الوزراء إيهود أولمرت تفاصيل ما جرى حين وقف مخاطبًا مجموعة من المستوطنين في مدينة عسقلان المحتلة جنوب فلسطين، قائلاً بالحرف الواحد: 'اتصلت بالرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وطلبت التحدث معه. جاءني الرد بأن الرئيس في منتصف خطاب له في فيلادلفيا. أجبت: 'لا أهتم، أحتاج التحدث معه الآن'. نزل بوش عن المنصة وتحدث معي، قلت له: ينبغي على الولايات المتحدة ألا تصوت لصالح قرار مجلس الأمن المتعلق بوقف حرب غزة، فوافق الرئيس، وبدوره أعطى أوامره لرايس.' وأضاف أولمرت بابتسامة خبيثة: 'لقد سببنا الإحراج لها.'
لم تتسبب القصة بإحراج لرايس فقط، بل وأيضًا لأكبر دولة في العالم، الولايات المتحدة. وعلى استحياء، نفى مصدر أمريكي مسؤول مجهول هذه القصة ولكنه قال إن كان يوجد اتفاق بين الرئيس ووزيرة خارجيته أن تصوت الولايات المتحدة بالموافقة ضمن شروط معينة لم تتحقق جميعها، وقال أيضًا: 'إن حكومة إسرائيل لا تضع سياسات الولايات المتحدة!'
ورايس، هذه من أخبث وأهم وأقوى الساسة الأمريكيين وأكثرهم غرورًا، هي التي بشرتنا بالربيع العربي في عام 2002 عندما أطلقت مصطلح الثورة الخلاقة، وفسرت مقولتها هذه في وثيقة أصدرها مجلس السياسات الأمريكية جاء فيها: 'لن يبقى من النظام العربي إلا الذكرى وأرشيف سيُحفظ في مكتبة الكونغرس.' وفعلًا، أثبت طوفان الأقصى أن النظام العربي قد كُفِّن ودُفِن.
عزيزي القارئ، لا تستغرب استخدام الولايات المتحدة ثلاث مرات حق النقض (الفيتو) في إيقاف حرب طوفان الأقصى وعدم موافقتها حتى هذه اللحظة بالتصويت على وقف الحرب، ولا تستغرب أيضًا أن جميع أعضاء مجلس الأمن قد وافقوا على الاعتراف بدولة فلسطينية إلا الولايات المتحدة التي أفشلت القرار، وبررت قرارها بأن إنشاء الدولة الفلسطينية لا يتم إلا بالمفاوضات. وهذه، بالطبع، كذبة كبيرة. بل إن الفيتو الأمريكي يتطابق مع سن الكنيست الصهيوني قانونًا يمنع الاعتراف بدولة فلسطينية. فأصبح جليًا أن الولايات المتحدة تريد حل الدولتين بالكلام فقط، لا بالفعل!
أي رئيس وزراء صهيوني، كما رأينا في قصتنا، يرى نفسه أقوى من الرئيس الأمريكي، ولديه كل الحق، فاللوبيات الصهيونية التي تدعم دولة الاحتلال هي من أكبر الممولين لحملات الرؤساء، والمجمع العسكري يستفيد من الصهاينة في بيع السلاح، والمسيحيون الفاشيون يريدون بقاء إسرائيل وإقامة الهيكل حتى ينزل السيد المسيح، فالكيان هو مطلب لكل هؤلاء. فهل يجرؤ أي رئيس أن يتحداهم؟
تعلمت من الحكاية أن السياسيين هم أدوات تستخدم لصالح الصهيونية، ماذا عنك؟
إسماعيل الشريف
'نحن الشعب اليهودي نتحكم بأمريكا، والأمريكيون يعلمون ذلك.' - شارون
في الثامن من كانون الأول لعام 2009، دخلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى اجتماع مجلس الأمن وهي تظهر علامات الاضطراب والإحراج والإزعاج. توجهت فورًا إلى وزير الخارجية السعودي معتذرة عن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت بالموافقة على قرار مجلس الأمن رقم 1860، الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب قوات الاحتلال منها. هذا القرار، الذي قدمته بريطانيا، حظي بموافقة جميع الأعضاء الأربعة عشر بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، مما أفقد القرار إلزامية تنفيذه. بررت الولايات المتحدة امتناعها بأن القرار لم يضمن أمن إسرائيل.
وقد سبب هذا الموقف حرجًا لرايس، إذ كانت هي من عملت من وراء الكواليس لإصدار القرار، لكنها، كما يُقال، 'لحست توقيعها'.
استشاط السفير الفلسطيني آنذاك، رياض المالكي، غضبًا من امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، معلقًا: 'قيل لنا إن الولايات المتحدة ستوافق على القرار، ما الذي حدث؟ تغير كل شيء في آخر عشر دقائق. ستكشف الأيام ما هو الضغط الذي مورس على رايس.'
بعد عدة أيام، في يوم الاثنين 12 كانون الثاني، كشف رئيس الوزراء إيهود أولمرت تفاصيل ما جرى حين وقف مخاطبًا مجموعة من المستوطنين في مدينة عسقلان المحتلة جنوب فلسطين، قائلاً بالحرف الواحد: 'اتصلت بالرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وطلبت التحدث معه. جاءني الرد بأن الرئيس في منتصف خطاب له في فيلادلفيا. أجبت: 'لا أهتم، أحتاج التحدث معه الآن'. نزل بوش عن المنصة وتحدث معي، قلت له: ينبغي على الولايات المتحدة ألا تصوت لصالح قرار مجلس الأمن المتعلق بوقف حرب غزة، فوافق الرئيس، وبدوره أعطى أوامره لرايس.' وأضاف أولمرت بابتسامة خبيثة: 'لقد سببنا الإحراج لها.'
لم تتسبب القصة بإحراج لرايس فقط، بل وأيضًا لأكبر دولة في العالم، الولايات المتحدة. وعلى استحياء، نفى مصدر أمريكي مسؤول مجهول هذه القصة ولكنه قال إن كان يوجد اتفاق بين الرئيس ووزيرة خارجيته أن تصوت الولايات المتحدة بالموافقة ضمن شروط معينة لم تتحقق جميعها، وقال أيضًا: 'إن حكومة إسرائيل لا تضع سياسات الولايات المتحدة!'
ورايس، هذه من أخبث وأهم وأقوى الساسة الأمريكيين وأكثرهم غرورًا، هي التي بشرتنا بالربيع العربي في عام 2002 عندما أطلقت مصطلح الثورة الخلاقة، وفسرت مقولتها هذه في وثيقة أصدرها مجلس السياسات الأمريكية جاء فيها: 'لن يبقى من النظام العربي إلا الذكرى وأرشيف سيُحفظ في مكتبة الكونغرس.' وفعلًا، أثبت طوفان الأقصى أن النظام العربي قد كُفِّن ودُفِن.
عزيزي القارئ، لا تستغرب استخدام الولايات المتحدة ثلاث مرات حق النقض (الفيتو) في إيقاف حرب طوفان الأقصى وعدم موافقتها حتى هذه اللحظة بالتصويت على وقف الحرب، ولا تستغرب أيضًا أن جميع أعضاء مجلس الأمن قد وافقوا على الاعتراف بدولة فلسطينية إلا الولايات المتحدة التي أفشلت القرار، وبررت قرارها بأن إنشاء الدولة الفلسطينية لا يتم إلا بالمفاوضات. وهذه، بالطبع، كذبة كبيرة. بل إن الفيتو الأمريكي يتطابق مع سن الكنيست الصهيوني قانونًا يمنع الاعتراف بدولة فلسطينية. فأصبح جليًا أن الولايات المتحدة تريد حل الدولتين بالكلام فقط، لا بالفعل!
أي رئيس وزراء صهيوني، كما رأينا في قصتنا، يرى نفسه أقوى من الرئيس الأمريكي، ولديه كل الحق، فاللوبيات الصهيونية التي تدعم دولة الاحتلال هي من أكبر الممولين لحملات الرؤساء، والمجمع العسكري يستفيد من الصهاينة في بيع السلاح، والمسيحيون الفاشيون يريدون بقاء إسرائيل وإقامة الهيكل حتى ينزل السيد المسيح، فالكيان هو مطلب لكل هؤلاء. فهل يجرؤ أي رئيس أن يتحداهم؟
تعلمت من الحكاية أن السياسيين هم أدوات تستخدم لصالح الصهيونية، ماذا عنك؟
التعليقات