أخبار اليوم – صفوت الحنيني - يعتبر الاختبار الدولي لتقييم التعليم 'بيزا' أحد أهم المعايير التي من شأنها تصفو حال التعليم في الأردن الذي بات واضحا للعيان أنه في تراجع مستمر منذ سنوات ليست بالقليلة
تربويون وعاملون في المجال التعليمي الأردني وصفوا التعليم وما وصل إليه من تراجع ب 'الكارثي' بعد أن كان مضربا للمثل على المستويين العربي والإقليمي، وأن هذا التراجع كان له العديد من الأسباب والعوامل.
تراجع التعليم وأسبابه
الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة قال إن متتبعي التعليم في الأردن ونتائجه ومخرجاته يلاحظ التراجع الملحوظ والكبير مقارنة مع الدول المجاورة والمحيطة وأيضا بالنسبة للتعليم العالمي.
أبو عمارة أوضح أن مخرجات التعليم وتدهورها لوحظ من خلال تدني كفاءة سوق العمل، وأن نسبة كبيرة من الخريجين وحملة الشهادات غير مؤهلين لهذه الوظائف معللا السبب بضعف التأسيس في المدارس ومخرجات التعليم الجامعي الحكومي والخاص.
وقال أبو عمارة أنه ومنذ أكثر من عشرين عاما كان قد تحدث الإخصائيون والتربويون أن المناهج الموجودة في البيئة التعليمية وطرق التعاطي معها لا تواكب التطور العالمي وآخر ما توصل له العالم من الناحية التعليمية، في الوقت ذاته كانوا قد توقعوا أن التعليم في الأردن سيشهد تراجعا كبيرا.
وعلل أبو عمارة هذا التراجع للعديد من الأسباب لعل أهمها، التسارع الكبير الذي يشهده العالم، وأن طرق التدريس أصبحت مختلفة ومتطورة في الوقت الذي ما زالت فيه الأردن تعتمد على نظام التعليم القديم الذي يعود إلى ستينيات القرن الماضي، المرتكز على الحفظ والتلقين، وفي تلك الحقبة كان الخريج يمتلك كما هائلا من المعلومات، ولكنها لا تطبق.
وفي سياق الحديث عن الأسباب، لفت أبو عمارة أن محور العملية التعليمية كان قديما يركز بشكل أكبر على المعلم، إلا أنها ومع مرور الزمن قد تغيرت وأصبح الطالب هو المحور الأساسي لهذه العملية، في هذه الحالة أصبح من الواجب أن يعلم الطلاب على التدريب وأساليب البحث العلمي وتخريجه بأن يصبح قادرا على إيجاد المعلومة، وأن لا تقدم له 'جاهزة' بعيدا عن الحفظ الذي يعتبر القاع الأدنى من هرم BLOM المعرفي. أما الدرجة العليا فيه تعتمد على التحليل والتقويم والقدرة على إصدار القرار.
العوامل كافة كانت أسبابا واضحة في تراجع المستوى التعليمي في الأردن بدءا من المناهج والمعلمين، مرورا بأولياء الأمور وتراجع دورهم في العملية التعليمية، وانتهائها بالطالب الذي أصبح 'يحفظ' ولا يبحث.
المعلمون وعدم التطوير
أبو عمارة بين أن المعلمين في وقت سابق خضعوا لدورات تتعلق بأساليب التدريس والتأهيل للتعامل مع المناهج الجديدة حتى تحقق أهدافها، عكس المناهج الحالية التي تعتمد على الكمية، وليست النوعية وذلك لكثرة التعديل عليها وتجديدها، حتى أصبحت الأردن تستوردها بعد أن كانت تصدرها للدول المجاورة.
وأشار أن المناهج المستوردة لا توافي العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية للأردن، حتى إنها لا تواكب أساليب التدريس المتبعة محليا، فعلى سبيل المثال طُوِّر منهاج الرياضيات ليُدَرَّب الطلبة على استخدام الآلة الحاسبة الذكية، ولكن هل تدريب المعلمين للتعاطي مع هذه الآلة الحاسبة؟ مجرما على أن أغلب المعلمين لا يجيدون استخدامها.
وفي السياق ذاته، قال أبو عمارة إن عددا من المعلمين الذي يلتحقون بالعملية التعليمية لا يمتلكون الشخصية ومهارات التدريس ولا حتى المعرفة في بعض الأحيان الذي تسبب بوُجود عدد كبير من المعلمين غير المؤهلين لتأدية هذه المهنة.
مبررات بلا معنى
بعد حلول الأردن في المرتبة ال 73 من أصل 80 دولة عالمية في مجال التعليم، قال أبو عمارة أن الحكومة الأردنية نسبت هذا الفشل لجائحة كورونا متسائل 'هل كانت الكورونا فقط في الأردن؟ وماذا عن الدول التي احتلت المراكز العشر الأولى؟ لم تمر بجائحة كورونا أيضا؟'.
وأكمل حديثه عن حلول الأردن في مراكز متأخرة في التصنيف، على أن هذا المركز ليس مفاجئا؛ لأن ناقوس الخطر قد دق منذ عشرين عاما محذرا بأن التعليم في تراجع متسمر.
أخبار اليوم – صفوت الحنيني - يعتبر الاختبار الدولي لتقييم التعليم 'بيزا' أحد أهم المعايير التي من شأنها تصفو حال التعليم في الأردن الذي بات واضحا للعيان أنه في تراجع مستمر منذ سنوات ليست بالقليلة
تربويون وعاملون في المجال التعليمي الأردني وصفوا التعليم وما وصل إليه من تراجع ب 'الكارثي' بعد أن كان مضربا للمثل على المستويين العربي والإقليمي، وأن هذا التراجع كان له العديد من الأسباب والعوامل.
تراجع التعليم وأسبابه
الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة قال إن متتبعي التعليم في الأردن ونتائجه ومخرجاته يلاحظ التراجع الملحوظ والكبير مقارنة مع الدول المجاورة والمحيطة وأيضا بالنسبة للتعليم العالمي.
أبو عمارة أوضح أن مخرجات التعليم وتدهورها لوحظ من خلال تدني كفاءة سوق العمل، وأن نسبة كبيرة من الخريجين وحملة الشهادات غير مؤهلين لهذه الوظائف معللا السبب بضعف التأسيس في المدارس ومخرجات التعليم الجامعي الحكومي والخاص.
وقال أبو عمارة أنه ومنذ أكثر من عشرين عاما كان قد تحدث الإخصائيون والتربويون أن المناهج الموجودة في البيئة التعليمية وطرق التعاطي معها لا تواكب التطور العالمي وآخر ما توصل له العالم من الناحية التعليمية، في الوقت ذاته كانوا قد توقعوا أن التعليم في الأردن سيشهد تراجعا كبيرا.
وعلل أبو عمارة هذا التراجع للعديد من الأسباب لعل أهمها، التسارع الكبير الذي يشهده العالم، وأن طرق التدريس أصبحت مختلفة ومتطورة في الوقت الذي ما زالت فيه الأردن تعتمد على نظام التعليم القديم الذي يعود إلى ستينيات القرن الماضي، المرتكز على الحفظ والتلقين، وفي تلك الحقبة كان الخريج يمتلك كما هائلا من المعلومات، ولكنها لا تطبق.
وفي سياق الحديث عن الأسباب، لفت أبو عمارة أن محور العملية التعليمية كان قديما يركز بشكل أكبر على المعلم، إلا أنها ومع مرور الزمن قد تغيرت وأصبح الطالب هو المحور الأساسي لهذه العملية، في هذه الحالة أصبح من الواجب أن يعلم الطلاب على التدريب وأساليب البحث العلمي وتخريجه بأن يصبح قادرا على إيجاد المعلومة، وأن لا تقدم له 'جاهزة' بعيدا عن الحفظ الذي يعتبر القاع الأدنى من هرم BLOM المعرفي. أما الدرجة العليا فيه تعتمد على التحليل والتقويم والقدرة على إصدار القرار.
العوامل كافة كانت أسبابا واضحة في تراجع المستوى التعليمي في الأردن بدءا من المناهج والمعلمين، مرورا بأولياء الأمور وتراجع دورهم في العملية التعليمية، وانتهائها بالطالب الذي أصبح 'يحفظ' ولا يبحث.
المعلمون وعدم التطوير
أبو عمارة بين أن المعلمين في وقت سابق خضعوا لدورات تتعلق بأساليب التدريس والتأهيل للتعامل مع المناهج الجديدة حتى تحقق أهدافها، عكس المناهج الحالية التي تعتمد على الكمية، وليست النوعية وذلك لكثرة التعديل عليها وتجديدها، حتى أصبحت الأردن تستوردها بعد أن كانت تصدرها للدول المجاورة.
وأشار أن المناهج المستوردة لا توافي العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية للأردن، حتى إنها لا تواكب أساليب التدريس المتبعة محليا، فعلى سبيل المثال طُوِّر منهاج الرياضيات ليُدَرَّب الطلبة على استخدام الآلة الحاسبة الذكية، ولكن هل تدريب المعلمين للتعاطي مع هذه الآلة الحاسبة؟ مجرما على أن أغلب المعلمين لا يجيدون استخدامها.
وفي السياق ذاته، قال أبو عمارة إن عددا من المعلمين الذي يلتحقون بالعملية التعليمية لا يمتلكون الشخصية ومهارات التدريس ولا حتى المعرفة في بعض الأحيان الذي تسبب بوُجود عدد كبير من المعلمين غير المؤهلين لتأدية هذه المهنة.
مبررات بلا معنى
بعد حلول الأردن في المرتبة ال 73 من أصل 80 دولة عالمية في مجال التعليم، قال أبو عمارة أن الحكومة الأردنية نسبت هذا الفشل لجائحة كورونا متسائل 'هل كانت الكورونا فقط في الأردن؟ وماذا عن الدول التي احتلت المراكز العشر الأولى؟ لم تمر بجائحة كورونا أيضا؟'.
وأكمل حديثه عن حلول الأردن في مراكز متأخرة في التصنيف، على أن هذا المركز ليس مفاجئا؛ لأن ناقوس الخطر قد دق منذ عشرين عاما محذرا بأن التعليم في تراجع متسمر.
أخبار اليوم – صفوت الحنيني - يعتبر الاختبار الدولي لتقييم التعليم 'بيزا' أحد أهم المعايير التي من شأنها تصفو حال التعليم في الأردن الذي بات واضحا للعيان أنه في تراجع مستمر منذ سنوات ليست بالقليلة
تربويون وعاملون في المجال التعليمي الأردني وصفوا التعليم وما وصل إليه من تراجع ب 'الكارثي' بعد أن كان مضربا للمثل على المستويين العربي والإقليمي، وأن هذا التراجع كان له العديد من الأسباب والعوامل.
تراجع التعليم وأسبابه
الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة قال إن متتبعي التعليم في الأردن ونتائجه ومخرجاته يلاحظ التراجع الملحوظ والكبير مقارنة مع الدول المجاورة والمحيطة وأيضا بالنسبة للتعليم العالمي.
أبو عمارة أوضح أن مخرجات التعليم وتدهورها لوحظ من خلال تدني كفاءة سوق العمل، وأن نسبة كبيرة من الخريجين وحملة الشهادات غير مؤهلين لهذه الوظائف معللا السبب بضعف التأسيس في المدارس ومخرجات التعليم الجامعي الحكومي والخاص.
وقال أبو عمارة أنه ومنذ أكثر من عشرين عاما كان قد تحدث الإخصائيون والتربويون أن المناهج الموجودة في البيئة التعليمية وطرق التعاطي معها لا تواكب التطور العالمي وآخر ما توصل له العالم من الناحية التعليمية، في الوقت ذاته كانوا قد توقعوا أن التعليم في الأردن سيشهد تراجعا كبيرا.
وعلل أبو عمارة هذا التراجع للعديد من الأسباب لعل أهمها، التسارع الكبير الذي يشهده العالم، وأن طرق التدريس أصبحت مختلفة ومتطورة في الوقت الذي ما زالت فيه الأردن تعتمد على نظام التعليم القديم الذي يعود إلى ستينيات القرن الماضي، المرتكز على الحفظ والتلقين، وفي تلك الحقبة كان الخريج يمتلك كما هائلا من المعلومات، ولكنها لا تطبق.
وفي سياق الحديث عن الأسباب، لفت أبو عمارة أن محور العملية التعليمية كان قديما يركز بشكل أكبر على المعلم، إلا أنها ومع مرور الزمن قد تغيرت وأصبح الطالب هو المحور الأساسي لهذه العملية، في هذه الحالة أصبح من الواجب أن يعلم الطلاب على التدريب وأساليب البحث العلمي وتخريجه بأن يصبح قادرا على إيجاد المعلومة، وأن لا تقدم له 'جاهزة' بعيدا عن الحفظ الذي يعتبر القاع الأدنى من هرم BLOM المعرفي. أما الدرجة العليا فيه تعتمد على التحليل والتقويم والقدرة على إصدار القرار.
العوامل كافة كانت أسبابا واضحة في تراجع المستوى التعليمي في الأردن بدءا من المناهج والمعلمين، مرورا بأولياء الأمور وتراجع دورهم في العملية التعليمية، وانتهائها بالطالب الذي أصبح 'يحفظ' ولا يبحث.
المعلمون وعدم التطوير
أبو عمارة بين أن المعلمين في وقت سابق خضعوا لدورات تتعلق بأساليب التدريس والتأهيل للتعامل مع المناهج الجديدة حتى تحقق أهدافها، عكس المناهج الحالية التي تعتمد على الكمية، وليست النوعية وذلك لكثرة التعديل عليها وتجديدها، حتى أصبحت الأردن تستوردها بعد أن كانت تصدرها للدول المجاورة.
وأشار أن المناهج المستوردة لا توافي العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية للأردن، حتى إنها لا تواكب أساليب التدريس المتبعة محليا، فعلى سبيل المثال طُوِّر منهاج الرياضيات ليُدَرَّب الطلبة على استخدام الآلة الحاسبة الذكية، ولكن هل تدريب المعلمين للتعاطي مع هذه الآلة الحاسبة؟ مجرما على أن أغلب المعلمين لا يجيدون استخدامها.
وفي السياق ذاته، قال أبو عمارة إن عددا من المعلمين الذي يلتحقون بالعملية التعليمية لا يمتلكون الشخصية ومهارات التدريس ولا حتى المعرفة في بعض الأحيان الذي تسبب بوُجود عدد كبير من المعلمين غير المؤهلين لتأدية هذه المهنة.
مبررات بلا معنى
بعد حلول الأردن في المرتبة ال 73 من أصل 80 دولة عالمية في مجال التعليم، قال أبو عمارة أن الحكومة الأردنية نسبت هذا الفشل لجائحة كورونا متسائل 'هل كانت الكورونا فقط في الأردن؟ وماذا عن الدول التي احتلت المراكز العشر الأولى؟ لم تمر بجائحة كورونا أيضا؟'.
وأكمل حديثه عن حلول الأردن في مراكز متأخرة في التصنيف، على أن هذا المركز ليس مفاجئا؛ لأن ناقوس الخطر قد دق منذ عشرين عاما محذرا بأن التعليم في تراجع متسمر.
التعليقات