د مهند المبيضين
الشيخ دميثان المجالي، في ذاكرتي مرتبط بالمطر، كان والدي رحمه الله يردد حين تُمطر الدنيا:
«الله يجيب المطر والهيف
سحابة والمطر هلي
ع ديرتك يا ربيع الضيف
دميثان لا يا خلفة مجلي»
والسؤال لماذا يتمنى الشاعر، المطر لديرة دميثان؟ ولماذا يحضر دميثان المجالي كشيخ وزعيم، في الذاكرة مع وجود منافسين كبار في العشيرة ذاتها، من حيث الوجاهة والزعامة، التي كرستها العائلة في الكرك منذ منتصف القرن الثامن عشر، مع مؤسس الشيخة الشيخ يوسف المجالي وحتى اليوم؟
دميثان نبع في الكرم والضيافة، والمنافسة كانت معتادة بين رجال المجالي والكرك عموماً والاردن قاطبة في عشائرة الطيبة، على كسب الضيوف، وقد يحدث العشاء في الدار ذاتها أكثر من مرَة، وأكثر من طارة على المائدة الواحدة، وهذا ما نجده في وصف المستشرقين للقبائل من بدو الجنوب وفي الشمال.
المطر مطلوب لديرة دميثان، ذلك أنه يأتي بالربيع، فيسمح للغنم والشياه بالكلأ والرعي، وبالتالي بالمزيد من الكرم والطيب، وكأن الشاعر يقول مهما كان المطر وفيراً، فإن دميثان لا يكفيه، فشبهه بالربيع، الذي يزهو به كل شيء، وبالتالي فدميثان مهما كان المطر وفيراً أم شاحاً، سيذبح كل ما عنده لضيوفه.
ينتسب المجالي التميميون إلى بني تميم ، وقال الجاحظ عن تميم: إن تميما لها الشرف العود والعز الأقعس، والعدد الهضيل وهي في الجاهلية الاقدام والذروة والسنام..» من قادة العشيرة الشيخ يوسف وقدر وارفيفان واعطوي ودليوان وحابس وهزاع، وشلاش وآخرون لا يحصون في العصر العثماني وفي زمن الإمارة والمملكة وكلهم أهل شيمة على قدرٍ وفير من الطيب والكرم والزعامة.
حابس هو شقيق دميثان، عرف الناس أبو سلطان قائداً وزعيماً مجاهداً في القدس ومن أجل الأردن، لكن دميثان لا يعرف الكثيرون عنه من جلينا وجيل الشباب اليوم، بأنهما أي حابس ودميثان، ابنا الشيخ ارفيفان بن محمد بن عبدالقادر بن يوسف بن اسماعيل المجالي، أحد أبرز زعامات بر الشام في العهد العثماني، تزوج والدهما أكثر من زوجة، كعادة الشيوخ، لغاية إكثار النسب وانجاب الفرسان وتوطيد النفوذ، خاصة عبر المصاهرة مع عشائر أخرى.
والدة دميثان هي الشيخة بندر بنت فارس المجالي، وانجبت اربع ابناء دميثان وحابس وعصر وسليمان، وأثناء هية الكرك (حركة احتجاج على العثمانين) سنة 1910، قُبض على بندر ومشخص أثناء ابعادهن بحماية الفارس صخر المجالي، كي لا يتعرضن لأذى الأتراك، لكن قبض على صخر وقتل، الذي دافع بشكل اسطوري عن نساء قومه، وخُلد في نواحهن عليه، وكان مأتمه كبيراً، وقيل فيه: «صخر يا صخر، يا كاسر الطوابير» والمقصود طوابير جُند سامي باشا الفاروقي الذي قمع الثورة بوحشية.
عرفت مشخص وبندر كأول سجينات في سجون الترك، وكان هناك سجينة اخرى وثقت قصتها مؤسسة أرث الأردن مشكورة، وهي شفق المجالي، وحين قبض على مشخص وبندر كانت بندر في أوان الولادة فولدت البطل حابس في السجن، ولهذا سمي حابس. وظلّ ثوار الكرك يرددون نشيد الثورة ومنه:
يا سامي باشا ما نطيع ولا نعد ارجالنا
لعيون مشخص والبنات ذبح العساكر كارنا
دميثان كان شقيق بطل، وابن زعيم كبير، وابن حرة من حرائر الأردن، ولكنه كان ريفاً للضيوف، ومؤلاً للطيب، والكرم والرجولة. هو بطل آخر في الذاكرة، يجعلني أذكره عن فرحة لا أنساها بعيون والدي رحمه الله حين يهطل المطر ويتذكر دميثان ويردد الشعر فيه، كنت اقول له: انتم عسكر الباشا حابس كونه - خدم بزمنه- تحبون دميثان لأن حابس كان قاسيا عليكم، فيرد: حابس ما جابته مرة، ودميثان ما فيه مثيل لطيبه.
د مهند المبيضين
الشيخ دميثان المجالي، في ذاكرتي مرتبط بالمطر، كان والدي رحمه الله يردد حين تُمطر الدنيا:
«الله يجيب المطر والهيف
سحابة والمطر هلي
ع ديرتك يا ربيع الضيف
دميثان لا يا خلفة مجلي»
والسؤال لماذا يتمنى الشاعر، المطر لديرة دميثان؟ ولماذا يحضر دميثان المجالي كشيخ وزعيم، في الذاكرة مع وجود منافسين كبار في العشيرة ذاتها، من حيث الوجاهة والزعامة، التي كرستها العائلة في الكرك منذ منتصف القرن الثامن عشر، مع مؤسس الشيخة الشيخ يوسف المجالي وحتى اليوم؟
دميثان نبع في الكرم والضيافة، والمنافسة كانت معتادة بين رجال المجالي والكرك عموماً والاردن قاطبة في عشائرة الطيبة، على كسب الضيوف، وقد يحدث العشاء في الدار ذاتها أكثر من مرَة، وأكثر من طارة على المائدة الواحدة، وهذا ما نجده في وصف المستشرقين للقبائل من بدو الجنوب وفي الشمال.
المطر مطلوب لديرة دميثان، ذلك أنه يأتي بالربيع، فيسمح للغنم والشياه بالكلأ والرعي، وبالتالي بالمزيد من الكرم والطيب، وكأن الشاعر يقول مهما كان المطر وفيراً، فإن دميثان لا يكفيه، فشبهه بالربيع، الذي يزهو به كل شيء، وبالتالي فدميثان مهما كان المطر وفيراً أم شاحاً، سيذبح كل ما عنده لضيوفه.
ينتسب المجالي التميميون إلى بني تميم ، وقال الجاحظ عن تميم: إن تميما لها الشرف العود والعز الأقعس، والعدد الهضيل وهي في الجاهلية الاقدام والذروة والسنام..» من قادة العشيرة الشيخ يوسف وقدر وارفيفان واعطوي ودليوان وحابس وهزاع، وشلاش وآخرون لا يحصون في العصر العثماني وفي زمن الإمارة والمملكة وكلهم أهل شيمة على قدرٍ وفير من الطيب والكرم والزعامة.
حابس هو شقيق دميثان، عرف الناس أبو سلطان قائداً وزعيماً مجاهداً في القدس ومن أجل الأردن، لكن دميثان لا يعرف الكثيرون عنه من جلينا وجيل الشباب اليوم، بأنهما أي حابس ودميثان، ابنا الشيخ ارفيفان بن محمد بن عبدالقادر بن يوسف بن اسماعيل المجالي، أحد أبرز زعامات بر الشام في العهد العثماني، تزوج والدهما أكثر من زوجة، كعادة الشيوخ، لغاية إكثار النسب وانجاب الفرسان وتوطيد النفوذ، خاصة عبر المصاهرة مع عشائر أخرى.
والدة دميثان هي الشيخة بندر بنت فارس المجالي، وانجبت اربع ابناء دميثان وحابس وعصر وسليمان، وأثناء هية الكرك (حركة احتجاج على العثمانين) سنة 1910، قُبض على بندر ومشخص أثناء ابعادهن بحماية الفارس صخر المجالي، كي لا يتعرضن لأذى الأتراك، لكن قبض على صخر وقتل، الذي دافع بشكل اسطوري عن نساء قومه، وخُلد في نواحهن عليه، وكان مأتمه كبيراً، وقيل فيه: «صخر يا صخر، يا كاسر الطوابير» والمقصود طوابير جُند سامي باشا الفاروقي الذي قمع الثورة بوحشية.
عرفت مشخص وبندر كأول سجينات في سجون الترك، وكان هناك سجينة اخرى وثقت قصتها مؤسسة أرث الأردن مشكورة، وهي شفق المجالي، وحين قبض على مشخص وبندر كانت بندر في أوان الولادة فولدت البطل حابس في السجن، ولهذا سمي حابس. وظلّ ثوار الكرك يرددون نشيد الثورة ومنه:
يا سامي باشا ما نطيع ولا نعد ارجالنا
لعيون مشخص والبنات ذبح العساكر كارنا
دميثان كان شقيق بطل، وابن زعيم كبير، وابن حرة من حرائر الأردن، ولكنه كان ريفاً للضيوف، ومؤلاً للطيب، والكرم والرجولة. هو بطل آخر في الذاكرة، يجعلني أذكره عن فرحة لا أنساها بعيون والدي رحمه الله حين يهطل المطر ويتذكر دميثان ويردد الشعر فيه، كنت اقول له: انتم عسكر الباشا حابس كونه - خدم بزمنه- تحبون دميثان لأن حابس كان قاسيا عليكم، فيرد: حابس ما جابته مرة، ودميثان ما فيه مثيل لطيبه.
د مهند المبيضين
الشيخ دميثان المجالي، في ذاكرتي مرتبط بالمطر، كان والدي رحمه الله يردد حين تُمطر الدنيا:
«الله يجيب المطر والهيف
سحابة والمطر هلي
ع ديرتك يا ربيع الضيف
دميثان لا يا خلفة مجلي»
والسؤال لماذا يتمنى الشاعر، المطر لديرة دميثان؟ ولماذا يحضر دميثان المجالي كشيخ وزعيم، في الذاكرة مع وجود منافسين كبار في العشيرة ذاتها، من حيث الوجاهة والزعامة، التي كرستها العائلة في الكرك منذ منتصف القرن الثامن عشر، مع مؤسس الشيخة الشيخ يوسف المجالي وحتى اليوم؟
دميثان نبع في الكرم والضيافة، والمنافسة كانت معتادة بين رجال المجالي والكرك عموماً والاردن قاطبة في عشائرة الطيبة، على كسب الضيوف، وقد يحدث العشاء في الدار ذاتها أكثر من مرَة، وأكثر من طارة على المائدة الواحدة، وهذا ما نجده في وصف المستشرقين للقبائل من بدو الجنوب وفي الشمال.
المطر مطلوب لديرة دميثان، ذلك أنه يأتي بالربيع، فيسمح للغنم والشياه بالكلأ والرعي، وبالتالي بالمزيد من الكرم والطيب، وكأن الشاعر يقول مهما كان المطر وفيراً، فإن دميثان لا يكفيه، فشبهه بالربيع، الذي يزهو به كل شيء، وبالتالي فدميثان مهما كان المطر وفيراً أم شاحاً، سيذبح كل ما عنده لضيوفه.
ينتسب المجالي التميميون إلى بني تميم ، وقال الجاحظ عن تميم: إن تميما لها الشرف العود والعز الأقعس، والعدد الهضيل وهي في الجاهلية الاقدام والذروة والسنام..» من قادة العشيرة الشيخ يوسف وقدر وارفيفان واعطوي ودليوان وحابس وهزاع، وشلاش وآخرون لا يحصون في العصر العثماني وفي زمن الإمارة والمملكة وكلهم أهل شيمة على قدرٍ وفير من الطيب والكرم والزعامة.
حابس هو شقيق دميثان، عرف الناس أبو سلطان قائداً وزعيماً مجاهداً في القدس ومن أجل الأردن، لكن دميثان لا يعرف الكثيرون عنه من جلينا وجيل الشباب اليوم، بأنهما أي حابس ودميثان، ابنا الشيخ ارفيفان بن محمد بن عبدالقادر بن يوسف بن اسماعيل المجالي، أحد أبرز زعامات بر الشام في العهد العثماني، تزوج والدهما أكثر من زوجة، كعادة الشيوخ، لغاية إكثار النسب وانجاب الفرسان وتوطيد النفوذ، خاصة عبر المصاهرة مع عشائر أخرى.
والدة دميثان هي الشيخة بندر بنت فارس المجالي، وانجبت اربع ابناء دميثان وحابس وعصر وسليمان، وأثناء هية الكرك (حركة احتجاج على العثمانين) سنة 1910، قُبض على بندر ومشخص أثناء ابعادهن بحماية الفارس صخر المجالي، كي لا يتعرضن لأذى الأتراك، لكن قبض على صخر وقتل، الذي دافع بشكل اسطوري عن نساء قومه، وخُلد في نواحهن عليه، وكان مأتمه كبيراً، وقيل فيه: «صخر يا صخر، يا كاسر الطوابير» والمقصود طوابير جُند سامي باشا الفاروقي الذي قمع الثورة بوحشية.
عرفت مشخص وبندر كأول سجينات في سجون الترك، وكان هناك سجينة اخرى وثقت قصتها مؤسسة أرث الأردن مشكورة، وهي شفق المجالي، وحين قبض على مشخص وبندر كانت بندر في أوان الولادة فولدت البطل حابس في السجن، ولهذا سمي حابس. وظلّ ثوار الكرك يرددون نشيد الثورة ومنه:
يا سامي باشا ما نطيع ولا نعد ارجالنا
لعيون مشخص والبنات ذبح العساكر كارنا
دميثان كان شقيق بطل، وابن زعيم كبير، وابن حرة من حرائر الأردن، ولكنه كان ريفاً للضيوف، ومؤلاً للطيب، والكرم والرجولة. هو بطل آخر في الذاكرة، يجعلني أذكره عن فرحة لا أنساها بعيون والدي رحمه الله حين يهطل المطر ويتذكر دميثان ويردد الشعر فيه، كنت اقول له: انتم عسكر الباشا حابس كونه - خدم بزمنه- تحبون دميثان لأن حابس كان قاسيا عليكم، فيرد: حابس ما جابته مرة، ودميثان ما فيه مثيل لطيبه.
التعليقات