د. أشرف الراعي
ونحن نتفيأ ظلال الكرامة، فلا بد من أن نشير إلى السيرة العطرة لقائدها وبطلها القائد مشهور حديثة الجازي، الذي ولد في بلدة الرشادية بمحافظة معان جنوب الأردن، على الأطراف الغربية للهضبة الصحراوية الممتدة من شبه الجزيرة العربية حتى بادية الشام، موئل النهضة العربية، ومكان استقبال الملك المؤسس عبدالله الأول، طيب الله ثراه، في العام 1928.
نشأ مشهور حديثة الجازي، حياة البدوي الصافية المليئة بعبق الشهامة والرجولة والمحبة، كواحد من أحفاد الشيخ نصار بن جازي بن حمد بن جازي بن صباح بن مطلق بن سلامة بن علوان بن قبال بن حويط الحويطات، وهي إحدى أكبر قبائل الجنوب الأردني الزاخر بعبق التاريخ وأصالته وجذوره الضاربة في عمق التاريخ.
وطنية الفريق الركن مشهور حديثة الجازي، كانت محط أنظار المجتمع البدوي في حينها، وقد كرس هذه الوطنية ورسخها أفعالاً لا أقوالاً عندما التحق بالجيش العربي المصطفوي، وآمن بعقيدته الوطنية وحملها في قلبه وروحه، منذ اللحظة الأولى لانضمامه لصفوف الجيش العربي المصطفوي في العام 1943 وتدرجه بالرتب العسكرية حتى العام 1962 حين أصبح قائداً للواء المدرعات الـ 40.
كان المرحوم البطل قائداً لواحدٍ من أهم الأولوية في الجيش العربي، كما كان شاهداً على التحولات السياسية التي شهدتها المملكة منذ اغتيال الملك عبدالله الأول في القدس وتولي الملك طلال سلطاته الدستورية ثم انتقال الحكم إلى الملك الباني الحسين بن طلال، طيب الله ثراه ليقود تالياً معركة المواجهة ما بين الجيشين الأردني والإسرائيلي في العام 1968، فكان النصر حليفه في معركة فاصلة في تاريخ الأردن.. معركة وجهت بوصلة العدو نحو أهداف غير الأردن لأنه يعلم تماماً أن فيها رجالاً قادرين على الوقوف بصلابة ورباطة جأش في مواجهته.
مشهور حديثة الجازي، اسم له مكانته العالية في مجالات العلوم العسكرية، وهو الذي أخذ هذه العلوم عن دراسته الأكاديمية؛ ففي الوقت الذي كان التعليم فيه في الأردن نادراً كان القائد الجازي؛ حينها يحمل درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، كما اشترك في العديد من الدورات المتقدمة العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية، فكان بحق قائداً عبقرياً سطر 'نصر الكرامة' ثم عين بعده قائداً للجيش العربي في العام 1970 ومن ثم مستشاراً خاصاً للملك الحسين، طيب الله ثراه في أواخر العام ذاته.
أما عن النصر الذي حققه في معركة الكرامة؛ فقد كان الفريق الجازي قائداً للواء المدرعات الـ 40 على قاطع الكرامة، ثم ما لبث أن فوجئ الجيش الأردني صبيحة 21 آذار من العام 1968 عند الساعة الخامسة والنصف بأرتال عسكرية إسرائيلية وضربات جوية دفعت القائد الجازي إلى اتخاذ قراره بالهجوم والمواجهة بكل ما أوتي من قوة فإما النصر أو النصر مسطراً أسمى معاني الرجولة والكرامة والذود عن الحمى فأوقع قتلى وجرحى في الهجوم على الجيش الإسرائيلي ما دفعهم إلى طلب وقف إطلاق النار.
وفي مقابلاته الصحافية، أكد – رحمه الله – غير مرة أن 'قناعة المقاتل في الإيمان بالله وبالشهادة ساعدت على الصمود وساعدت في تحقيق النتائج الإيجابية الباهرة وانطلقت صيحات (الله أكبر)، وكان عملاً روحانياً ممتازاً بحيث أعطى الثقة في النفس وفي القدرة على النصر، وتحقق النصر كما هو معلوم على الرغم من عدم التكافؤ في العدد والعدة لكنه الإيمان والصمود وقرار الدفاع عن الوطن مهما تكن التضحيات، مما ألحق بهم خسائر تقدر بنحو 1200 جندي بين قتيل وجريح، وما بين 400 إلى 500 آلية، مع إسقاط 7 طائرات، في حين كانت خسائر الجيش الأردني في حدود 120 جندياً بين شهيد وجريح'.
وأضاف رحمه الله أيضاً عن نتائج المعركة: 'لقد رفعت هذه المعركة سمعة الأردن بين شعوب العالم وخاصة الشعب العربي كما زاد الدعم العربي للأردن وذلك أحيت التضامن العربي بإحياء دور القيادة العربية الموحدة في تعزيز الجبهة الأردنية بالقوات العراقية الخاصة بالقطاع الشمالي كما ارتفعت اسهم العمل الفدائي بين أوساط الشعب العربي وأصبح أشبه بأسطورة عربية..'، فيما علقت الصحف الإسرائيلية حينها بالقول؛ إن 'ما خسرته إسرائيل بهذه المعركة اكثر مما خسرته على الجبهات الثلاث خلال حرب حزيران 1967'.
د. أشرف الراعي
ونحن نتفيأ ظلال الكرامة، فلا بد من أن نشير إلى السيرة العطرة لقائدها وبطلها القائد مشهور حديثة الجازي، الذي ولد في بلدة الرشادية بمحافظة معان جنوب الأردن، على الأطراف الغربية للهضبة الصحراوية الممتدة من شبه الجزيرة العربية حتى بادية الشام، موئل النهضة العربية، ومكان استقبال الملك المؤسس عبدالله الأول، طيب الله ثراه، في العام 1928.
نشأ مشهور حديثة الجازي، حياة البدوي الصافية المليئة بعبق الشهامة والرجولة والمحبة، كواحد من أحفاد الشيخ نصار بن جازي بن حمد بن جازي بن صباح بن مطلق بن سلامة بن علوان بن قبال بن حويط الحويطات، وهي إحدى أكبر قبائل الجنوب الأردني الزاخر بعبق التاريخ وأصالته وجذوره الضاربة في عمق التاريخ.
وطنية الفريق الركن مشهور حديثة الجازي، كانت محط أنظار المجتمع البدوي في حينها، وقد كرس هذه الوطنية ورسخها أفعالاً لا أقوالاً عندما التحق بالجيش العربي المصطفوي، وآمن بعقيدته الوطنية وحملها في قلبه وروحه، منذ اللحظة الأولى لانضمامه لصفوف الجيش العربي المصطفوي في العام 1943 وتدرجه بالرتب العسكرية حتى العام 1962 حين أصبح قائداً للواء المدرعات الـ 40.
كان المرحوم البطل قائداً لواحدٍ من أهم الأولوية في الجيش العربي، كما كان شاهداً على التحولات السياسية التي شهدتها المملكة منذ اغتيال الملك عبدالله الأول في القدس وتولي الملك طلال سلطاته الدستورية ثم انتقال الحكم إلى الملك الباني الحسين بن طلال، طيب الله ثراه ليقود تالياً معركة المواجهة ما بين الجيشين الأردني والإسرائيلي في العام 1968، فكان النصر حليفه في معركة فاصلة في تاريخ الأردن.. معركة وجهت بوصلة العدو نحو أهداف غير الأردن لأنه يعلم تماماً أن فيها رجالاً قادرين على الوقوف بصلابة ورباطة جأش في مواجهته.
مشهور حديثة الجازي، اسم له مكانته العالية في مجالات العلوم العسكرية، وهو الذي أخذ هذه العلوم عن دراسته الأكاديمية؛ ففي الوقت الذي كان التعليم فيه في الأردن نادراً كان القائد الجازي؛ حينها يحمل درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، كما اشترك في العديد من الدورات المتقدمة العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية، فكان بحق قائداً عبقرياً سطر 'نصر الكرامة' ثم عين بعده قائداً للجيش العربي في العام 1970 ومن ثم مستشاراً خاصاً للملك الحسين، طيب الله ثراه في أواخر العام ذاته.
أما عن النصر الذي حققه في معركة الكرامة؛ فقد كان الفريق الجازي قائداً للواء المدرعات الـ 40 على قاطع الكرامة، ثم ما لبث أن فوجئ الجيش الأردني صبيحة 21 آذار من العام 1968 عند الساعة الخامسة والنصف بأرتال عسكرية إسرائيلية وضربات جوية دفعت القائد الجازي إلى اتخاذ قراره بالهجوم والمواجهة بكل ما أوتي من قوة فإما النصر أو النصر مسطراً أسمى معاني الرجولة والكرامة والذود عن الحمى فأوقع قتلى وجرحى في الهجوم على الجيش الإسرائيلي ما دفعهم إلى طلب وقف إطلاق النار.
وفي مقابلاته الصحافية، أكد – رحمه الله – غير مرة أن 'قناعة المقاتل في الإيمان بالله وبالشهادة ساعدت على الصمود وساعدت في تحقيق النتائج الإيجابية الباهرة وانطلقت صيحات (الله أكبر)، وكان عملاً روحانياً ممتازاً بحيث أعطى الثقة في النفس وفي القدرة على النصر، وتحقق النصر كما هو معلوم على الرغم من عدم التكافؤ في العدد والعدة لكنه الإيمان والصمود وقرار الدفاع عن الوطن مهما تكن التضحيات، مما ألحق بهم خسائر تقدر بنحو 1200 جندي بين قتيل وجريح، وما بين 400 إلى 500 آلية، مع إسقاط 7 طائرات، في حين كانت خسائر الجيش الأردني في حدود 120 جندياً بين شهيد وجريح'.
وأضاف رحمه الله أيضاً عن نتائج المعركة: 'لقد رفعت هذه المعركة سمعة الأردن بين شعوب العالم وخاصة الشعب العربي كما زاد الدعم العربي للأردن وذلك أحيت التضامن العربي بإحياء دور القيادة العربية الموحدة في تعزيز الجبهة الأردنية بالقوات العراقية الخاصة بالقطاع الشمالي كما ارتفعت اسهم العمل الفدائي بين أوساط الشعب العربي وأصبح أشبه بأسطورة عربية..'، فيما علقت الصحف الإسرائيلية حينها بالقول؛ إن 'ما خسرته إسرائيل بهذه المعركة اكثر مما خسرته على الجبهات الثلاث خلال حرب حزيران 1967'.
د. أشرف الراعي
ونحن نتفيأ ظلال الكرامة، فلا بد من أن نشير إلى السيرة العطرة لقائدها وبطلها القائد مشهور حديثة الجازي، الذي ولد في بلدة الرشادية بمحافظة معان جنوب الأردن، على الأطراف الغربية للهضبة الصحراوية الممتدة من شبه الجزيرة العربية حتى بادية الشام، موئل النهضة العربية، ومكان استقبال الملك المؤسس عبدالله الأول، طيب الله ثراه، في العام 1928.
نشأ مشهور حديثة الجازي، حياة البدوي الصافية المليئة بعبق الشهامة والرجولة والمحبة، كواحد من أحفاد الشيخ نصار بن جازي بن حمد بن جازي بن صباح بن مطلق بن سلامة بن علوان بن قبال بن حويط الحويطات، وهي إحدى أكبر قبائل الجنوب الأردني الزاخر بعبق التاريخ وأصالته وجذوره الضاربة في عمق التاريخ.
وطنية الفريق الركن مشهور حديثة الجازي، كانت محط أنظار المجتمع البدوي في حينها، وقد كرس هذه الوطنية ورسخها أفعالاً لا أقوالاً عندما التحق بالجيش العربي المصطفوي، وآمن بعقيدته الوطنية وحملها في قلبه وروحه، منذ اللحظة الأولى لانضمامه لصفوف الجيش العربي المصطفوي في العام 1943 وتدرجه بالرتب العسكرية حتى العام 1962 حين أصبح قائداً للواء المدرعات الـ 40.
كان المرحوم البطل قائداً لواحدٍ من أهم الأولوية في الجيش العربي، كما كان شاهداً على التحولات السياسية التي شهدتها المملكة منذ اغتيال الملك عبدالله الأول في القدس وتولي الملك طلال سلطاته الدستورية ثم انتقال الحكم إلى الملك الباني الحسين بن طلال، طيب الله ثراه ليقود تالياً معركة المواجهة ما بين الجيشين الأردني والإسرائيلي في العام 1968، فكان النصر حليفه في معركة فاصلة في تاريخ الأردن.. معركة وجهت بوصلة العدو نحو أهداف غير الأردن لأنه يعلم تماماً أن فيها رجالاً قادرين على الوقوف بصلابة ورباطة جأش في مواجهته.
مشهور حديثة الجازي، اسم له مكانته العالية في مجالات العلوم العسكرية، وهو الذي أخذ هذه العلوم عن دراسته الأكاديمية؛ ففي الوقت الذي كان التعليم فيه في الأردن نادراً كان القائد الجازي؛ حينها يحمل درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، كما اشترك في العديد من الدورات المتقدمة العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية، فكان بحق قائداً عبقرياً سطر 'نصر الكرامة' ثم عين بعده قائداً للجيش العربي في العام 1970 ومن ثم مستشاراً خاصاً للملك الحسين، طيب الله ثراه في أواخر العام ذاته.
أما عن النصر الذي حققه في معركة الكرامة؛ فقد كان الفريق الجازي قائداً للواء المدرعات الـ 40 على قاطع الكرامة، ثم ما لبث أن فوجئ الجيش الأردني صبيحة 21 آذار من العام 1968 عند الساعة الخامسة والنصف بأرتال عسكرية إسرائيلية وضربات جوية دفعت القائد الجازي إلى اتخاذ قراره بالهجوم والمواجهة بكل ما أوتي من قوة فإما النصر أو النصر مسطراً أسمى معاني الرجولة والكرامة والذود عن الحمى فأوقع قتلى وجرحى في الهجوم على الجيش الإسرائيلي ما دفعهم إلى طلب وقف إطلاق النار.
وفي مقابلاته الصحافية، أكد – رحمه الله – غير مرة أن 'قناعة المقاتل في الإيمان بالله وبالشهادة ساعدت على الصمود وساعدت في تحقيق النتائج الإيجابية الباهرة وانطلقت صيحات (الله أكبر)، وكان عملاً روحانياً ممتازاً بحيث أعطى الثقة في النفس وفي القدرة على النصر، وتحقق النصر كما هو معلوم على الرغم من عدم التكافؤ في العدد والعدة لكنه الإيمان والصمود وقرار الدفاع عن الوطن مهما تكن التضحيات، مما ألحق بهم خسائر تقدر بنحو 1200 جندي بين قتيل وجريح، وما بين 400 إلى 500 آلية، مع إسقاط 7 طائرات، في حين كانت خسائر الجيش الأردني في حدود 120 جندياً بين شهيد وجريح'.
وأضاف رحمه الله أيضاً عن نتائج المعركة: 'لقد رفعت هذه المعركة سمعة الأردن بين شعوب العالم وخاصة الشعب العربي كما زاد الدعم العربي للأردن وذلك أحيت التضامن العربي بإحياء دور القيادة العربية الموحدة في تعزيز الجبهة الأردنية بالقوات العراقية الخاصة بالقطاع الشمالي كما ارتفعت اسهم العمل الفدائي بين أوساط الشعب العربي وأصبح أشبه بأسطورة عربية..'، فيما علقت الصحف الإسرائيلية حينها بالقول؛ إن 'ما خسرته إسرائيل بهذه المعركة اكثر مما خسرته على الجبهات الثلاث خلال حرب حزيران 1967'.
التعليقات