سهم محمد العبادي
في الساعة الخامسة والنصف من صباح الخميس الموافق الحادي والعشرين من آذار عام 1968، أطلقت أول قذيفة في معركة الكرامة من المدفعية السادسة التي كانت توجَد في عيرا ويرقا باتجاه حشود العدو، وأعلنت الإذاعة الأردنية على لسان مذيعها تركي نصار بدء الحرب على مختلف الجبهات.
بعد خسارة معركة 1967 كانت الحالة المعنوية في أدنى مستوياتها، خصوصا أن باقي الأمة كانت تقف موقف المتفرج، وحينما اغتر العدو بنفسه محاولا احتلال الأغوار ومرتفعات البلقاء، جاءت جحافل دباباتهم ومجنزراتهم باتجاه الأردن معلنة الحرب قبل أن يتفاجؤوا بأن الجيش الأردني بالمرصاد، وأن المعلومات الاستخبارية التي جمعها غازي عربيات كانت في قيادة الجيش، مثلما كان ضابط الملاحظة الشهيد شكري خضر يعقوب في الميعاد مع الشهادة والنصر.
استمرت المعركة حتى الساعة الثامنة من مساء ذلك اليوم، ورغم طلب العدو وقف إطلاق النار عند الساعة الثانية بعد الظهر، إلا أن البطل مشهور حديثة الجازي رفض أي نوع من أنواع وقف إطلاق النار حتى خروج آخر جندي إسرائيلي من الأراضي الأردنية، واستشهد في تلك المعركة نشامى الجيش الأردني، الذين كتب كل منهم قصة بطولة في استشهاده، رغم قلة العتاد والمعدات، لكن عزيمة الأردنيين وإيمانهم قبل كل شيء بالله ثم ثقتهم بقيادتهم كانت صناعة النصر العربي الأول على العدو، وأعادت بذلك الكرامة للأمة بأكملها وقهر وتقهقر الجيش الذي لا يقهر ذليلا يجر أذيال الخيبة.
نحن لم نسمع عن معركة الكرامة من أصحاب ربطات 'التركواز' بل نحن أبناء 'العسكر والحراثين' من عشناها في قريتنا عيرا ويرقا التي كانت أرضا للمعركة، ومن آبائنا الذين كانوا في أرض المعركة جنودا مقاتلين مقبلين غير مدبرين، منهم والدي -رحمه الله- تعالى، ونعلم أسماء الشهداء وقصة كل شهيد فيهم، وما زلنا نتغنى في احتفالاتنا بالكرامة ورجالها ومشهور حديثة، والكل يعلم ماذا صنع أبطال المدفعية وماذا صنع أهالي عيرا ويرقا من قصة بطولة وتلاحم، ففي عيد الأم الذي يصادف في يوم الكرامة أيضا نستذكر الأمهات من نساء عباد اللواتي حملن الذخيرة على رؤوسهن لإيصالها إلى المدفعية بعد أن قُصِفت المستودعات من قبل الطيران الإسرائيلي، وقدمن الطعام لإخوانهن وأبنائهن في المدفعية السادسة، ولم يتوقفن عن ذلك حتى كتب الله لنا النصر، فكان الجيش والأردنيون رجال ونساء جنباً إلى جنب،
معركة الكرامة لم تكن انتصارا أردنيا فقط، بل كانت انتصارا للأمة العربية والإسلامية، فعلى امتداد تاريخ الصراع المستمر بيننا وبين العدو (حتى الآن) لم يكتب للأردنيين إلا أن كانوا أبطال الميادين وقادة الشرف والكرامة، فأفعالهم هي من تدل عليهم والتاريخ شاهد لهم.
في حروب العرب ضد العدو الإسرائيلي لم يشهد تراب فلسطين إلا لجيوش الأردن ومصر والعراق وسوريا ولبنان، وقد خاض الجيش الأردني معارك عديدة على الثرى الفلسطيني دفاعا عن الأمة، وفي سبيل الله ثم في سبيل فلسطين، وقد تجولت بغالبية الأراضي الفلسطينية قبل سنوات قريبة، وعملت على ترميم أضرحة شهداء الجيش الأردني برفقة إخوة فلسطينيين، ولا يوجد بقعة في فلسطين إلا وخضب ترابها بالدم الأردني، وعملت بعد ذلك سلسلة من الإنتاجات الإعلامية المختلفة التي توثق هذه البطولات، ومنها برنامج شهداء على أسوار القدس.
رحم الله شهداء جيشنا الأردني والمقاتلين الذين سطروا النصر، وأطال الله في عمر من بقي منهم على قيد النصر والكرامة، فما زلنا نستمع منهم ولهم في شهادات رجال كتبت بنادقهم نصر الكرامة.
عاش الأردن العظيم أرضا وشعبا وملكا، وعاش جيشنا الأردني جيش الكرامة.
سهم محمد العبادي
في الساعة الخامسة والنصف من صباح الخميس الموافق الحادي والعشرين من آذار عام 1968، أطلقت أول قذيفة في معركة الكرامة من المدفعية السادسة التي كانت توجَد في عيرا ويرقا باتجاه حشود العدو، وأعلنت الإذاعة الأردنية على لسان مذيعها تركي نصار بدء الحرب على مختلف الجبهات.
بعد خسارة معركة 1967 كانت الحالة المعنوية في أدنى مستوياتها، خصوصا أن باقي الأمة كانت تقف موقف المتفرج، وحينما اغتر العدو بنفسه محاولا احتلال الأغوار ومرتفعات البلقاء، جاءت جحافل دباباتهم ومجنزراتهم باتجاه الأردن معلنة الحرب قبل أن يتفاجؤوا بأن الجيش الأردني بالمرصاد، وأن المعلومات الاستخبارية التي جمعها غازي عربيات كانت في قيادة الجيش، مثلما كان ضابط الملاحظة الشهيد شكري خضر يعقوب في الميعاد مع الشهادة والنصر.
استمرت المعركة حتى الساعة الثامنة من مساء ذلك اليوم، ورغم طلب العدو وقف إطلاق النار عند الساعة الثانية بعد الظهر، إلا أن البطل مشهور حديثة الجازي رفض أي نوع من أنواع وقف إطلاق النار حتى خروج آخر جندي إسرائيلي من الأراضي الأردنية، واستشهد في تلك المعركة نشامى الجيش الأردني، الذين كتب كل منهم قصة بطولة في استشهاده، رغم قلة العتاد والمعدات، لكن عزيمة الأردنيين وإيمانهم قبل كل شيء بالله ثم ثقتهم بقيادتهم كانت صناعة النصر العربي الأول على العدو، وأعادت بذلك الكرامة للأمة بأكملها وقهر وتقهقر الجيش الذي لا يقهر ذليلا يجر أذيال الخيبة.
نحن لم نسمع عن معركة الكرامة من أصحاب ربطات 'التركواز' بل نحن أبناء 'العسكر والحراثين' من عشناها في قريتنا عيرا ويرقا التي كانت أرضا للمعركة، ومن آبائنا الذين كانوا في أرض المعركة جنودا مقاتلين مقبلين غير مدبرين، منهم والدي -رحمه الله- تعالى، ونعلم أسماء الشهداء وقصة كل شهيد فيهم، وما زلنا نتغنى في احتفالاتنا بالكرامة ورجالها ومشهور حديثة، والكل يعلم ماذا صنع أبطال المدفعية وماذا صنع أهالي عيرا ويرقا من قصة بطولة وتلاحم، ففي عيد الأم الذي يصادف في يوم الكرامة أيضا نستذكر الأمهات من نساء عباد اللواتي حملن الذخيرة على رؤوسهن لإيصالها إلى المدفعية بعد أن قُصِفت المستودعات من قبل الطيران الإسرائيلي، وقدمن الطعام لإخوانهن وأبنائهن في المدفعية السادسة، ولم يتوقفن عن ذلك حتى كتب الله لنا النصر، فكان الجيش والأردنيون رجال ونساء جنباً إلى جنب،
معركة الكرامة لم تكن انتصارا أردنيا فقط، بل كانت انتصارا للأمة العربية والإسلامية، فعلى امتداد تاريخ الصراع المستمر بيننا وبين العدو (حتى الآن) لم يكتب للأردنيين إلا أن كانوا أبطال الميادين وقادة الشرف والكرامة، فأفعالهم هي من تدل عليهم والتاريخ شاهد لهم.
في حروب العرب ضد العدو الإسرائيلي لم يشهد تراب فلسطين إلا لجيوش الأردن ومصر والعراق وسوريا ولبنان، وقد خاض الجيش الأردني معارك عديدة على الثرى الفلسطيني دفاعا عن الأمة، وفي سبيل الله ثم في سبيل فلسطين، وقد تجولت بغالبية الأراضي الفلسطينية قبل سنوات قريبة، وعملت على ترميم أضرحة شهداء الجيش الأردني برفقة إخوة فلسطينيين، ولا يوجد بقعة في فلسطين إلا وخضب ترابها بالدم الأردني، وعملت بعد ذلك سلسلة من الإنتاجات الإعلامية المختلفة التي توثق هذه البطولات، ومنها برنامج شهداء على أسوار القدس.
رحم الله شهداء جيشنا الأردني والمقاتلين الذين سطروا النصر، وأطال الله في عمر من بقي منهم على قيد النصر والكرامة، فما زلنا نستمع منهم ولهم في شهادات رجال كتبت بنادقهم نصر الكرامة.
عاش الأردن العظيم أرضا وشعبا وملكا، وعاش جيشنا الأردني جيش الكرامة.
سهم محمد العبادي
في الساعة الخامسة والنصف من صباح الخميس الموافق الحادي والعشرين من آذار عام 1968، أطلقت أول قذيفة في معركة الكرامة من المدفعية السادسة التي كانت توجَد في عيرا ويرقا باتجاه حشود العدو، وأعلنت الإذاعة الأردنية على لسان مذيعها تركي نصار بدء الحرب على مختلف الجبهات.
بعد خسارة معركة 1967 كانت الحالة المعنوية في أدنى مستوياتها، خصوصا أن باقي الأمة كانت تقف موقف المتفرج، وحينما اغتر العدو بنفسه محاولا احتلال الأغوار ومرتفعات البلقاء، جاءت جحافل دباباتهم ومجنزراتهم باتجاه الأردن معلنة الحرب قبل أن يتفاجؤوا بأن الجيش الأردني بالمرصاد، وأن المعلومات الاستخبارية التي جمعها غازي عربيات كانت في قيادة الجيش، مثلما كان ضابط الملاحظة الشهيد شكري خضر يعقوب في الميعاد مع الشهادة والنصر.
استمرت المعركة حتى الساعة الثامنة من مساء ذلك اليوم، ورغم طلب العدو وقف إطلاق النار عند الساعة الثانية بعد الظهر، إلا أن البطل مشهور حديثة الجازي رفض أي نوع من أنواع وقف إطلاق النار حتى خروج آخر جندي إسرائيلي من الأراضي الأردنية، واستشهد في تلك المعركة نشامى الجيش الأردني، الذين كتب كل منهم قصة بطولة في استشهاده، رغم قلة العتاد والمعدات، لكن عزيمة الأردنيين وإيمانهم قبل كل شيء بالله ثم ثقتهم بقيادتهم كانت صناعة النصر العربي الأول على العدو، وأعادت بذلك الكرامة للأمة بأكملها وقهر وتقهقر الجيش الذي لا يقهر ذليلا يجر أذيال الخيبة.
نحن لم نسمع عن معركة الكرامة من أصحاب ربطات 'التركواز' بل نحن أبناء 'العسكر والحراثين' من عشناها في قريتنا عيرا ويرقا التي كانت أرضا للمعركة، ومن آبائنا الذين كانوا في أرض المعركة جنودا مقاتلين مقبلين غير مدبرين، منهم والدي -رحمه الله- تعالى، ونعلم أسماء الشهداء وقصة كل شهيد فيهم، وما زلنا نتغنى في احتفالاتنا بالكرامة ورجالها ومشهور حديثة، والكل يعلم ماذا صنع أبطال المدفعية وماذا صنع أهالي عيرا ويرقا من قصة بطولة وتلاحم، ففي عيد الأم الذي يصادف في يوم الكرامة أيضا نستذكر الأمهات من نساء عباد اللواتي حملن الذخيرة على رؤوسهن لإيصالها إلى المدفعية بعد أن قُصِفت المستودعات من قبل الطيران الإسرائيلي، وقدمن الطعام لإخوانهن وأبنائهن في المدفعية السادسة، ولم يتوقفن عن ذلك حتى كتب الله لنا النصر، فكان الجيش والأردنيون رجال ونساء جنباً إلى جنب،
معركة الكرامة لم تكن انتصارا أردنيا فقط، بل كانت انتصارا للأمة العربية والإسلامية، فعلى امتداد تاريخ الصراع المستمر بيننا وبين العدو (حتى الآن) لم يكتب للأردنيين إلا أن كانوا أبطال الميادين وقادة الشرف والكرامة، فأفعالهم هي من تدل عليهم والتاريخ شاهد لهم.
في حروب العرب ضد العدو الإسرائيلي لم يشهد تراب فلسطين إلا لجيوش الأردن ومصر والعراق وسوريا ولبنان، وقد خاض الجيش الأردني معارك عديدة على الثرى الفلسطيني دفاعا عن الأمة، وفي سبيل الله ثم في سبيل فلسطين، وقد تجولت بغالبية الأراضي الفلسطينية قبل سنوات قريبة، وعملت على ترميم أضرحة شهداء الجيش الأردني برفقة إخوة فلسطينيين، ولا يوجد بقعة في فلسطين إلا وخضب ترابها بالدم الأردني، وعملت بعد ذلك سلسلة من الإنتاجات الإعلامية المختلفة التي توثق هذه البطولات، ومنها برنامج شهداء على أسوار القدس.
رحم الله شهداء جيشنا الأردني والمقاتلين الذين سطروا النصر، وأطال الله في عمر من بقي منهم على قيد النصر والكرامة، فما زلنا نستمع منهم ولهم في شهادات رجال كتبت بنادقهم نصر الكرامة.
عاش الأردن العظيم أرضا وشعبا وملكا، وعاش جيشنا الأردني جيش الكرامة.
التعليقات