فاطمة الزهراء - شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا كبيرًا للإنتاج الدرامي الأردني، بعدما كان في زمن مضى محط متابعة الدول العربية وجماهيرها، لا سيما اللون البدوي الذي كان يلقى رواجًا محليًا وعربيًا لا مثيل له، الأمر الذي يدفع للتساؤل ما الذي نأى بالأعمال الدرامية الأردنية بعيدًا عن الساحة الفنية العربية ودفعها من محط إعجاب ومتابعة إلى محط استهجان ونفور لدى الكثيرين.
الفنانة أمل الدباس تحدّثت لـ'أخبار اليوم' أنّ الأعمال الفنية الرمضانية هذا العام معدودة على أصابع اليد، من بينها مسلسل جلطة الذي تلعب فيه دور 'أم فؤاد' وهو عمل كوميدي خفيف يعكس بعض المجريات التي انتشرت في حياة العائلة الأردنية، مبيّنةً أن الجمهور في رمضان يحتاج 'للحظة فرح' وترويح عن النفس، فالناس يهتمون بمن يعكس واقعهم ويعرض قصصًا تشبههم بشيء من الترفيه والمتعة.
وذكرت لنا أن الكتاب مكبّلون ببعض الأفكار وتوجد عليهم رقابة كبيرة، بينما الفن 'مرآة الشعوب' ويجب أن يطرح جميع القضايا التي تهم المجتمع، وهذه جمعيها عوامل ساهمت في تراجع الدراما الأردنية عربيًا.
وعن قلة الإنتاج الدرامي الأردني قالت إن الموضوع بشكل أساسي إنتاجي، 'نحن نمتلك ممثلين قديرين لكن الحالة الإنتاجية ضعيفة في الأردن والعملية الإنتاجية يستهان بها مع أن الميزانية والصرف جزء من نجاح العمل'، وأضافت أن المنافسة الفنية العربية كبيرة لذلك لم يعد العمل الأردني يلقى استحسانًا كبيرًا على الساحة العربية.
وحول اللون البدوي في الدراما الأردنية وضّحت الدباس أن بعض المنتجين 'ليسوّق نفسه ويبيع أعماله' أصبح يتجه للأعمال البدوية كوننا في الأردن نتقن هذا اللون لأنه جزء أصيل من المجتمع الأردني ولهجتنا أقرب ما يكون للفصحى 'فتميزنا في البدوي' إلا أنه لم يعد كالسابق، فبات أيًا كان ينزل في ساحة الأعمال البدوية وهذا كلام 'غير معقول أو منطقي' فاللون البدوي اختصاص ويلزمه بحث ودراسة معمقة قبل الدخول في المجال.
وعن سؤالنا لها إن كانت الأعمال البدوية اليوم تلبي الطموح ذكرت الدباس أن العمل الفني فيه هامش لتوظيف الخيال أو إدراج أفكار جديدة لكن عليها أن تنساب مع الجو العام للعمل، وأن تكون على الأقل محتملة الحدوث في المجتمع البدوي ليكون هناك مصداقية أمام المشاهد، وعليها أن تشبه المجتمع لتكون حقيقية'.
من جانبه قال الفنان شايش النعيمي 'كإني سامع عن وجود أعمال فنية لكن قبل خمس أو ست سنوات'، موضحًا أنّ الأجواء توحي بعدم وجود أعمال درامية حقيقية في رمضان 'وهذا شيء محزن'.
وبيّن أن الدراميين هم سبب الوضع الفني الذي نحن عليه اليوم، فحتى مثل 'اختلط الحابل بالنابل' لا ينطبق على الدراما الأردنية التي نراها على شاشاتنا مؤخرًا فهي دون المستوى وملامحها غير معروفة.
فقر الكتابة والإخراج وانعدام الوجوه الجديدة وانزواء الممثلين الحقيقيين، أو قبولهم بالمشاركة في بعض الأعمال 'الهابطة' لأسباب مالية معيبٌ قبل كونها أسبابًا ساهمت في تدهور الحالة الفنية الأردنية، حسب النعيمي.
وقال إن 'الدراما زمان' كانت حقيقية وصادقة رغم قلة الإمكانيات مقارنةً باليوم، أما الآن التقنيات حديثة جدًا مع ذلك الذي نراه لا يستحق المتابعة وهو بعيد عن الذائقة العامة والقيم، مضيفًا 'كانت دول الخليج تنتظر المسلسل الأردني سابقًا على أحرّ من الجمر واليوم لا تقبل القنوات الخليجية الأعمال الدرامية الأردنية التي يعرضها التلفزيون الأردني في السنوات الأخيرة حتى كهدية، كونها دون المستوى'.
وعن الدراما البدوية عبّر النعيمي 'لقد أسأنا لها وهبط مستواها، تجد المسلسل البدوي اليوم لا عادات أو تقاليد ولا لهجة أو أزياء تتصل بالبداوة'، منوهًا إلى ضرورة البحث المعمق ودراسة الحالة البدوية الأصلية ليحسُن تجسيدها.
وأضاف أن المسلسلات البدوية اليوم ينتجونها 'بدوية تركية' لا يوجد بها قصص أو مواضيع، فالدراما البدوية في أصلها تتحمل الأفكار والقصص والتشويق وجميع القيم إلا أنها الآن أصبحت مشوهة المعاني.
وتساءل في الختام، 'لماذا لا نقوم بإنتاج مسلسلات تحاكي المسلسلات القديمة في معانيها وقيمها والتي كانت لها أصداء واسعة وما يزال عليها إقبال واسع إلى اليوم؟'
فاطمة الزهراء - شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا كبيرًا للإنتاج الدرامي الأردني، بعدما كان في زمن مضى محط متابعة الدول العربية وجماهيرها، لا سيما اللون البدوي الذي كان يلقى رواجًا محليًا وعربيًا لا مثيل له، الأمر الذي يدفع للتساؤل ما الذي نأى بالأعمال الدرامية الأردنية بعيدًا عن الساحة الفنية العربية ودفعها من محط إعجاب ومتابعة إلى محط استهجان ونفور لدى الكثيرين.
الفنانة أمل الدباس تحدّثت لـ'أخبار اليوم' أنّ الأعمال الفنية الرمضانية هذا العام معدودة على أصابع اليد، من بينها مسلسل جلطة الذي تلعب فيه دور 'أم فؤاد' وهو عمل كوميدي خفيف يعكس بعض المجريات التي انتشرت في حياة العائلة الأردنية، مبيّنةً أن الجمهور في رمضان يحتاج 'للحظة فرح' وترويح عن النفس، فالناس يهتمون بمن يعكس واقعهم ويعرض قصصًا تشبههم بشيء من الترفيه والمتعة.
وذكرت لنا أن الكتاب مكبّلون ببعض الأفكار وتوجد عليهم رقابة كبيرة، بينما الفن 'مرآة الشعوب' ويجب أن يطرح جميع القضايا التي تهم المجتمع، وهذه جمعيها عوامل ساهمت في تراجع الدراما الأردنية عربيًا.
وعن قلة الإنتاج الدرامي الأردني قالت إن الموضوع بشكل أساسي إنتاجي، 'نحن نمتلك ممثلين قديرين لكن الحالة الإنتاجية ضعيفة في الأردن والعملية الإنتاجية يستهان بها مع أن الميزانية والصرف جزء من نجاح العمل'، وأضافت أن المنافسة الفنية العربية كبيرة لذلك لم يعد العمل الأردني يلقى استحسانًا كبيرًا على الساحة العربية.
وحول اللون البدوي في الدراما الأردنية وضّحت الدباس أن بعض المنتجين 'ليسوّق نفسه ويبيع أعماله' أصبح يتجه للأعمال البدوية كوننا في الأردن نتقن هذا اللون لأنه جزء أصيل من المجتمع الأردني ولهجتنا أقرب ما يكون للفصحى 'فتميزنا في البدوي' إلا أنه لم يعد كالسابق، فبات أيًا كان ينزل في ساحة الأعمال البدوية وهذا كلام 'غير معقول أو منطقي' فاللون البدوي اختصاص ويلزمه بحث ودراسة معمقة قبل الدخول في المجال.
وعن سؤالنا لها إن كانت الأعمال البدوية اليوم تلبي الطموح ذكرت الدباس أن العمل الفني فيه هامش لتوظيف الخيال أو إدراج أفكار جديدة لكن عليها أن تنساب مع الجو العام للعمل، وأن تكون على الأقل محتملة الحدوث في المجتمع البدوي ليكون هناك مصداقية أمام المشاهد، وعليها أن تشبه المجتمع لتكون حقيقية'.
من جانبه قال الفنان شايش النعيمي 'كإني سامع عن وجود أعمال فنية لكن قبل خمس أو ست سنوات'، موضحًا أنّ الأجواء توحي بعدم وجود أعمال درامية حقيقية في رمضان 'وهذا شيء محزن'.
وبيّن أن الدراميين هم سبب الوضع الفني الذي نحن عليه اليوم، فحتى مثل 'اختلط الحابل بالنابل' لا ينطبق على الدراما الأردنية التي نراها على شاشاتنا مؤخرًا فهي دون المستوى وملامحها غير معروفة.
فقر الكتابة والإخراج وانعدام الوجوه الجديدة وانزواء الممثلين الحقيقيين، أو قبولهم بالمشاركة في بعض الأعمال 'الهابطة' لأسباب مالية معيبٌ قبل كونها أسبابًا ساهمت في تدهور الحالة الفنية الأردنية، حسب النعيمي.
وقال إن 'الدراما زمان' كانت حقيقية وصادقة رغم قلة الإمكانيات مقارنةً باليوم، أما الآن التقنيات حديثة جدًا مع ذلك الذي نراه لا يستحق المتابعة وهو بعيد عن الذائقة العامة والقيم، مضيفًا 'كانت دول الخليج تنتظر المسلسل الأردني سابقًا على أحرّ من الجمر واليوم لا تقبل القنوات الخليجية الأعمال الدرامية الأردنية التي يعرضها التلفزيون الأردني في السنوات الأخيرة حتى كهدية، كونها دون المستوى'.
وعن الدراما البدوية عبّر النعيمي 'لقد أسأنا لها وهبط مستواها، تجد المسلسل البدوي اليوم لا عادات أو تقاليد ولا لهجة أو أزياء تتصل بالبداوة'، منوهًا إلى ضرورة البحث المعمق ودراسة الحالة البدوية الأصلية ليحسُن تجسيدها.
وأضاف أن المسلسلات البدوية اليوم ينتجونها 'بدوية تركية' لا يوجد بها قصص أو مواضيع، فالدراما البدوية في أصلها تتحمل الأفكار والقصص والتشويق وجميع القيم إلا أنها الآن أصبحت مشوهة المعاني.
وتساءل في الختام، 'لماذا لا نقوم بإنتاج مسلسلات تحاكي المسلسلات القديمة في معانيها وقيمها والتي كانت لها أصداء واسعة وما يزال عليها إقبال واسع إلى اليوم؟'
فاطمة الزهراء - شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا كبيرًا للإنتاج الدرامي الأردني، بعدما كان في زمن مضى محط متابعة الدول العربية وجماهيرها، لا سيما اللون البدوي الذي كان يلقى رواجًا محليًا وعربيًا لا مثيل له، الأمر الذي يدفع للتساؤل ما الذي نأى بالأعمال الدرامية الأردنية بعيدًا عن الساحة الفنية العربية ودفعها من محط إعجاب ومتابعة إلى محط استهجان ونفور لدى الكثيرين.
الفنانة أمل الدباس تحدّثت لـ'أخبار اليوم' أنّ الأعمال الفنية الرمضانية هذا العام معدودة على أصابع اليد، من بينها مسلسل جلطة الذي تلعب فيه دور 'أم فؤاد' وهو عمل كوميدي خفيف يعكس بعض المجريات التي انتشرت في حياة العائلة الأردنية، مبيّنةً أن الجمهور في رمضان يحتاج 'للحظة فرح' وترويح عن النفس، فالناس يهتمون بمن يعكس واقعهم ويعرض قصصًا تشبههم بشيء من الترفيه والمتعة.
وذكرت لنا أن الكتاب مكبّلون ببعض الأفكار وتوجد عليهم رقابة كبيرة، بينما الفن 'مرآة الشعوب' ويجب أن يطرح جميع القضايا التي تهم المجتمع، وهذه جمعيها عوامل ساهمت في تراجع الدراما الأردنية عربيًا.
وعن قلة الإنتاج الدرامي الأردني قالت إن الموضوع بشكل أساسي إنتاجي، 'نحن نمتلك ممثلين قديرين لكن الحالة الإنتاجية ضعيفة في الأردن والعملية الإنتاجية يستهان بها مع أن الميزانية والصرف جزء من نجاح العمل'، وأضافت أن المنافسة الفنية العربية كبيرة لذلك لم يعد العمل الأردني يلقى استحسانًا كبيرًا على الساحة العربية.
وحول اللون البدوي في الدراما الأردنية وضّحت الدباس أن بعض المنتجين 'ليسوّق نفسه ويبيع أعماله' أصبح يتجه للأعمال البدوية كوننا في الأردن نتقن هذا اللون لأنه جزء أصيل من المجتمع الأردني ولهجتنا أقرب ما يكون للفصحى 'فتميزنا في البدوي' إلا أنه لم يعد كالسابق، فبات أيًا كان ينزل في ساحة الأعمال البدوية وهذا كلام 'غير معقول أو منطقي' فاللون البدوي اختصاص ويلزمه بحث ودراسة معمقة قبل الدخول في المجال.
وعن سؤالنا لها إن كانت الأعمال البدوية اليوم تلبي الطموح ذكرت الدباس أن العمل الفني فيه هامش لتوظيف الخيال أو إدراج أفكار جديدة لكن عليها أن تنساب مع الجو العام للعمل، وأن تكون على الأقل محتملة الحدوث في المجتمع البدوي ليكون هناك مصداقية أمام المشاهد، وعليها أن تشبه المجتمع لتكون حقيقية'.
من جانبه قال الفنان شايش النعيمي 'كإني سامع عن وجود أعمال فنية لكن قبل خمس أو ست سنوات'، موضحًا أنّ الأجواء توحي بعدم وجود أعمال درامية حقيقية في رمضان 'وهذا شيء محزن'.
وبيّن أن الدراميين هم سبب الوضع الفني الذي نحن عليه اليوم، فحتى مثل 'اختلط الحابل بالنابل' لا ينطبق على الدراما الأردنية التي نراها على شاشاتنا مؤخرًا فهي دون المستوى وملامحها غير معروفة.
فقر الكتابة والإخراج وانعدام الوجوه الجديدة وانزواء الممثلين الحقيقيين، أو قبولهم بالمشاركة في بعض الأعمال 'الهابطة' لأسباب مالية معيبٌ قبل كونها أسبابًا ساهمت في تدهور الحالة الفنية الأردنية، حسب النعيمي.
وقال إن 'الدراما زمان' كانت حقيقية وصادقة رغم قلة الإمكانيات مقارنةً باليوم، أما الآن التقنيات حديثة جدًا مع ذلك الذي نراه لا يستحق المتابعة وهو بعيد عن الذائقة العامة والقيم، مضيفًا 'كانت دول الخليج تنتظر المسلسل الأردني سابقًا على أحرّ من الجمر واليوم لا تقبل القنوات الخليجية الأعمال الدرامية الأردنية التي يعرضها التلفزيون الأردني في السنوات الأخيرة حتى كهدية، كونها دون المستوى'.
وعن الدراما البدوية عبّر النعيمي 'لقد أسأنا لها وهبط مستواها، تجد المسلسل البدوي اليوم لا عادات أو تقاليد ولا لهجة أو أزياء تتصل بالبداوة'، منوهًا إلى ضرورة البحث المعمق ودراسة الحالة البدوية الأصلية ليحسُن تجسيدها.
وأضاف أن المسلسلات البدوية اليوم ينتجونها 'بدوية تركية' لا يوجد بها قصص أو مواضيع، فالدراما البدوية في أصلها تتحمل الأفكار والقصص والتشويق وجميع القيم إلا أنها الآن أصبحت مشوهة المعاني.
وتساءل في الختام، 'لماذا لا نقوم بإنتاج مسلسلات تحاكي المسلسلات القديمة في معانيها وقيمها والتي كانت لها أصداء واسعة وما يزال عليها إقبال واسع إلى اليوم؟'
التعليقات